السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيده واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله ارسله الله عز وجل بشيرا ونذيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. والله غفور رحيم وصلوا على نبيكم محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها المسلمون اصطفى الله تبارك وتعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين. كما قال سبحانه وما ارسلنا ذاك الا رحمة للعالمين وجعله فوق الانبياء والمرسلين واصطفاه حتى ارتقى به الى السماوات العلى. فبكى موسى عليه السلام لما رأى هذا المقام العلي وان هذا النبي الذي بذل ما بذل لاجل نشر دين الله عز وجل. حقيق علينا من ناحية ما ادى الينا ان احبة ومن ناحية الشرع الذي اوجبه الله علينا ان نحبه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين متفق عليه لكن هذه المحبة لا يجوز ان تكون هذه المحبة دعية خالية عن القول والعمل والا لادعاها باطني يريد هدم الدين وادعاها دعي يريد افساد دينه. فجعل الله عز وجل لهذه المحبة علامة صادقة واية ناصعة. فقال عز من قائل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. وان تطيعوه تهتدوا. هذه هي علامات محبة النبي. صلى الله عليه وسلم يسأل سائل كيف تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم برقص او بطرب او باحتفال لا والله ما هكذا كان الذين يقدمون مهاجهم وارواحهم بين يديه يفعلون ولا هو من شيماء العلماء فضلا عمن فوقهم من الصحابة الاجلاء. ان ان من اراد ان يظهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان ينشر هديه سنته وان يعمل بدينه. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو ورد رواه الامام مسلم فيه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها. ايها المسلمون هكذا تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في القرآن والسنة لا فيما تهواه الانفس وتبتدعها المبتدعة فمن مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم. تعظيمه وتوقيره والادب معه بالقول والعمل وتعظيمه صلى الله عليه وسلم بالقلب واللسان والجوارح. فالتعظيم بالقلب يستلزم اعتقاد كونه رسولا اصطفاه الله برسالته وفظله على جميع خلقه ويستلزم تقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس اجمعين. اما التعظيم باللسان فيكون بالثناء عليه بما هو اهله بلا افراط ولا تفريط. فانما مدحه الله به كاف في حقه. وكل من بعد مدح الله له فهو اما غلو واما جفاء. فاحذروا رحمني الله واياكم من كلمات مخترعة يقولها بعض المبتدعة يظنون انهم بذلك يتقربون الى النبي. صلى الله عليه وسلم وهم بذلك عنه يبتعدون وقد قال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجه البخاري. اما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بالجوارح فانما يكون طاعته وحسن متابعته في كل جليل وصغير. والسعي لاظهار ملته. ونصرة شريعته وتصديق فيما اخبر وطاعته فيما امر. واجتناب ما نهى عنه وزجر وعبادة الله بما شرع. لا السعي وراء اليهود والنصارى وغيرهم من الباطنية من المجوس حتى انهم اصبحوا غيروا صورة ملة محمد صلى الله عليه عليه وسلم بمبتدعاتهم ومحدثاتهم حتى اصبح على كثير من المنتسبين من طوائفهم لا يعرفون ما هو الدين المبعوث به محمد صلى الله عليه وسلم؟ بسبب كثرة المخترعات وزيادة المبتدعات اندثر معالم الاسلام في بلدانهم وفي عقولهم وفي افكارهم. اما من جعل الكتاب والسنة نبراسا فانه على الدين الحق قال الله عز من قائل لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحه بكرة واصيلا. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله التعزير اسم جامع لنصر نصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الاجلال والاكرام وان يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار. يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جل في علاه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله مصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه وسار على نهجه واقتفى اثره الى يوم لقاه. اما بعد فاتقوا الله عباد الله واعملوا بطاعته ورضاه. عباد الله تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة تذكره وتمني رؤيته والشوق الى لقائه وذلك ممن امنوا به صدقا ولم يروه فانهم يتمنون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ولو بمهجهم وانفسهم واموالهم. يقول صلى الله عليه وسلم من اشد امتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني باهله وماله مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه والمتبع له يراه قطعا يوم القيامة فيسأل عنه يوم القيامة ماذا اجبتم المرسلين في رفع المتبع راية ويقول الاتباع الاتباع. والمبتدع ماذا عساه ان يقول؟ يقول غيرت يا نبي الله غيرت معالم دينك يا نبي الله فبأي وجه وبأي عين وبأي وبأي نظر سيقابل النبي صلى الله عليه وسلم اليس قد قال عليه الصلاة والسلام في يوم الحوض المورود فيذاد اناس من امتي فاقول امتي امتي صلوا وصاموا فيقال انك لا تدري انهم احدثوا بعدك يعني غيروا دينك انهم احدثوا بعدك عملوا اشياء يظنون انها تقربهم الى الله وتكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم بمحبة اله بمحبة اهله وازواجه وبمحبة اصحابه وتلامذته الذين قال الله عنهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحت الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم. ومن مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا ينبغي ان تكون ان تحب سنته ان تحب المتبعين لهديه والداعين الى سنته بصدق وبرهان من العلماء العاملين والدعاة المصلحين والعباد صادقين الذين هم حملة الشريعة وعملوا بها وذبوا عنها بالسنان والبراهين المنيعة. عن ابراهيم بن عبد الرحمن العذري؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل وانتحال المبطلين وتحريف الغالين. اخرجه البيهقي وله اسانيد اخر. وصححه الالباني. ومحبته النبي صلى الله عليه وسلم انما تكون ايها المؤمنون بحمل سنته وهدي سنة اصحابه كما قال عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. معاشر المؤمنين. ان المحبة الشرعية ان المحبة الشرعية هي التي بها اتنال الرفعة والعبودية عند الله عز وجل. تحب النبي صلى الله عليه وسلم فانت في عبادة لان دين لكن هذه العبادة لها شروط كالصلاة وكالصوم. ومنها الا تبتدع في محبتك للنبي صلى الله عليه وسلم قد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه اصحابه فقال يا رسول الله متى الساعة؟ قال وماذا اعددت لها؟ قال قال لا شيء الا اني احب الله ورسوله. قال انت مع من احببت؟ قال انس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. قال انس فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم. وابا بكر وعمر ان اكون معهم بحبي اياهم والا ما اعمل بمثل اعمالهم. اخرجه البخاري ومسلم. ونحن والله وبالله وتالله احب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب اله واصحابه نرجو الله ان يحشرنا بحبنا هذا معه وان يرزقنا شفاعته اللهم انا نسألك يا مولانا ان ترزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وان توردنا حوضه المورود وان تحشرنا تحت لواء المحمود وان تجعلنا من امته السابقين الى هديه وسنته. اللهم عز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تجعلنا ممن يقتدون بهدي رسول الله ويهتدون بسنته في حياتهم في اقوالهم واعمالهم ويذبون عن هديه صلوات ربي وسلامه عليه. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. واجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء. وسائر بلاد مسلمين وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله