ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد معاشر المؤمنين الناظر في كتاب الله سبحانه وتعالى يجد ايات كثيرة وصورا كثيرة في كتاب الله قد تحدثت عن طوائف من الناس كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا زالوا ولا زالت صفاتهم مستمرة الى يوم الناس هذا ومن هؤلاء اليهود القارئ لكتاب الله سبحانه وتعالى يجد ذكرا واسعا وايات كثيرة تحدثت عن اليهود وسورة البقرة شطر كبير منها ذكر صفات اليهود وكيف عاملوا انبيائهم ورسلهم وكيف عاملوا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان تدليسهم وكفرهم وتحريفهم لكتاب الله سبحانه وتعالى وخيانتهم للعهود والعقود والمواثيق ابتدأها الله سبحانه وتعالى بقوله يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم واياي فارهبون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعدها ايات كثيرة فيها بيان صفات من صفات اليهود كنقظهم العهود والمواثيق ولبسهم الحق بالباطل ومكايدهم وتحايلهم وكثير من صفاتهم ومنها حرصهم الشديد على الحياة ادنى حياة كانت قال الله سبحانه وتعالى ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر قال الله ولا تجدنهم احرص الناس على حياة نكرة في سياق الاثبات تدل على الاطلاق يعني انهم يحرصون على الحياة كيفما كانت بذل كانت او بعز لم يسلم من خبث اليهود حتى ملائكة الله سبحانه وتعالى فقد قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لما ذكر جبريل هذا عدونا من الملائكة بل تطاولوا على رب العالمين سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق وقال الله سبحانه وتعالى وقالت اليهود كثيرا من الايات فيها وقالت اليهود وقالت اليهود هذا يا اخواني ان دل على شيء فانما يدل على خطورة وعلى عظم كفر هؤلاء وعلى اهمية ان ينتبه المسلمون لخطرهم وان يحذروا منهم بل قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم هؤلاء المنافقون الذين في قلوبهم مرض وشك يسارعون فيهم لموالاتهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة نخشى ان تنقلب علينا الدنيا نريد هؤلاء حلفاء لنا الى اخر هذه الاعذار فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة هؤلاء اليهود قال الله عز وجل في كتابه الكريم بعبارة صريحة لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا في سورة البقرة جاء ذكرهم وفي سورة ال عمران وفي سورة النساء وفي سورة المائدة وفي كثير من سور القرآن كل ذلك ليحذر المسلم وليحذر المسلمون من كيد هؤلاء الذي لا زال الى يوم الناس هذا شرهم المستطير وعدوانهم الى اليوم وهم يدنسون مساجد الله ويدنسون مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى المسلمون في الايام الماضية كيف اعتدى هؤلاء اخوان القردة والخنازير على حرمة بيت الله سبحانه وتعالى وظربوا المصلين واعتدوا عليهم ودنسوا بيت الله سبحانه وتعالى على مرأى ومسمع من العالم اجمع اذل خلق الله واخنع خلق الله يدنسون بيت الله على مرأى ملياري مسلم يشاهدون هذه الافعال الشنيعة ومع الاسف لا تجد من ردود الافعال ما يساوي هذه الفعلة وهذه القبيحة من قبائح اليهود رغم ان المسلمين في شهر رمضان يتلون كتاب الله الذي ملئ بذكر قبائحهم وبالنهي عن موالاتهم وبوجوب تطهير مساجد الله سبحانه وتعالى وهذا والله مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي اخبرنا به وبين ما سيؤول اليه حال الناس حيث قال عليه الصلاة والسلام تتمالأ وتتكالب عليكم الامم كما تتكالب الاكلة على قصعتها كما يتنادى الاكلة الناس الذين يأكلون يتنادون ويجتمعون على صحنهم وعلى قصعتهم هذا يقطع وهذا يأكل والصحن لا يتحرك يؤكل منه وهو ساكت فاستغرب الصحابة رضي الله عنهم من هذا الامر استغربوا كيف يحصل هذا فقالوا او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله الى هذه الدرجة سيقل عدد المسلمين حتى تتكالب هذه الامم عليهم وتعتدى حرماتهم دون دون حراك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل انتم يومئذ كثير نعم نحن اليوم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل غثاء السيل هي المادة الفقاعية البيظاء التي تعلو السيل في الوادي وفي البحر تراها من بعيد كانها جبل ابيض لكنك اذا اخترقته اخترقته من اوله الى اخره دون ان يقاومك لانه عبارة عن فقاعات بيظاء تعلو هذا السيل ولكنكم يومئذ بل انتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل قد اوهن قلوبكم حب الدنيا وهذا الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم نراه اليوم عيانا نرى حرمات المسلمين ما اقدس وما اعظم عند المسلم من من بيوت الله سبحانه وتعالى بل من اعظم بيوت الله المساجد الثلاثة بيت الله الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الاقصى الذي جاء ذكره في كتاب ربنا عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا فما هذا الهوان ان يرى المسلمون وهم عدد كثير وعندهم من القوة الشيء الكثير ويرون تدنيس اخوان القردة والخنازير لهذا البيت بشكل متكرر كل سنة بل اصبح في كل شهر يدنسون بيت الله ولا يتحرك المسلمون هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي اخبرنا عنه قبل الف واربعمائة سنة نسأل الله سبحانه وتعالى الا يؤاخذنا وان يقوي المسلمين وان يعيد الى الاسلام والمسلمين هيبته وعزته. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين معشر الاحبة نحن نعلم علم اليقين ان المسجد الاقصى سيعود يوما ما الى حظيرة المسلمين ونحن نعلم علم اليقين ايضا ان الجهاد سيرجع مرة اخرى وسيقاتل المسلمين المسلمون اليهود وسيختبئ اليهودي خلف الشجر والحجر ليقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله كل هذا قد اخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم علم اليقين ايضا ان المسلم الفرد ليس مسؤولا عن ما هو فوق طاقته وخارج قدرته ولكن يستطيع المسلم شيئا كثيرا اولا نحن المسلمين نوجه رسالة الى اخواننا المرابطين في المسجد الاقصى ونقول لهم نحن معكم فاصبروا وصابروا ورابطوا فاخوانكم المسلمون معكم في دعواتهم ومعكم في تثبيتهم وتشجيعهم ونقول لكم انتم اليوم قدر الله عز وجل لكم لتكونوا في ثغر من ثغور هذه الامة لم يتيسر هذا الثغر لمجموع المسلمين لكن هذا قدر الله سبحانه وتعالى فاصبروا وصابروا وعظموا الله عز وجل في قلوبكم فانكم ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم اما واجب المسلمين في العالم فهو الدعاء لهؤلاء وان يورثوا وان يتكلموا وان يبينوا الحق وان يبينوا ان هؤلاء اليهود معتدون غاصبون محتلون مدنسون لحرمات الله سبحانه وتعالى وانهم لا حق لهم في هذا المكان بل هم غاصبون محتلون ولا يجوز ان يقروا على هذا الفعل فضلا عن ان يوالوا ويصادقوا وان تعقد الاتفاقيات التي تقر هذا الفعل الشنيع هذا امر محرم ويجب ان يصدع بان هذا امر محرم قد حذرنا الله عز وجل منه في كتاب الله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم نعم لا نظلمهم ولا نعتدي عليهم ونتعايش بسلام لكن لا نقرهم على كفرهم فضلا عن ان نقول انهم على صواب وان فعلهم صواب هذا مناقض لكتاب الله سبحانه وتعالى يجب ان يصدع بهذا الحق وان نخبر به ابناءنا وواجب على من مكنه الله سبحانه وتعالى من اي قوة او سلطة ان يستعملها في نصرة المسجد الاقصى فالناس سيسألون يوم القيامة على حسب مسؤولياتهم فسيسأل حكام المسلمين عما قدموا للمسجد الاقصى وسيسأل من دونهم عما قدموا ومن دونهم كل بحسب طاقته وقدرته واستطاعته لا يكلف الله نفسا الا وسعها فالمسجد الاقصى ودين الله سبحانه وتعالى منصور ان شاء الله طال الزمان او قصر لا خوف ولا ريبة ولا شك ولن نسأل افرادا لماذا لم تحرر انت المسجد الاقصى لان هذا فوق طاقتك وقدرتك لكننا كلنا سنسأل ماذا قدمت للمسجد الاقصى ماذا قدمت لا يستطيع احدنا ان يقول انا لا استطيع على شيء العاجز من عجز حتى عن الدعاء او عن ذكر هذه القضية او عن بيان الحق فيها حتى اذا لقينا الله سبحانه وتعالى وسألنا بماذا قدمت وماذا فعلت وانت ترى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنس من شرذمة من اخوان القردة والخنازير هذا السؤال يجب على كل واحد منا كل حسب طاقته وقدرته ان يعد له جوابا من حكام المسلمين الى ادنى مسلم ولنعد جوابا لهذا السؤال بين يدي الله سبحانه وتعالى فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحرر المسجد الاقصى من دنس اليهود اللهم انصر اخواننا المستضعفين في المسجد الاقصى اللهم طهر بيتك الكريم المعظم من دنس هؤلاء اليهود المعتدين اللهم طهر بيتك الحرام المطهر المسجد الاقصى من هؤلاء اليهود المعتدين. اللهم انصر المستضعفين في كل مكان اللهم انصر المظلومين المستضعفين في كل مكان. اللهم انصر المسلمين المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين اللهم من اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميره يا رب العالمين اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته. ولا هما الا ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها ويسرتها واتممتها يا رب العالمين اللهم ابرم لامة الاسلام امرا رشدا. يعز فيه اهل الطاعة ويذل فيه اهل المعصية. ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه على المنكر برحمتك يا ارحم الراحمين. عباد الله يقول الله سبحانه وتعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على صاحب الوجه الانور والجبين الازهر محمد ابن عبد الله وعلى اصحابه الغرر ومن تبعهم باحسان الى يوم المحشر وعنا معهم برحمتك وفضلك وجودك يا رب العالمين واقم الصلاة