المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة حين وضع مكبر الصوت في المسجد واستنكره بعض الناس. الحمد لله الذي خلق الخلائق واحكم وعشرائع وحلل وحرم. وعلم الانسان ما لم يكن يعلم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ملكه وتدبيره ولا ظهير له في احكام الاشياء وحسن تقديره. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. ومن يفعل الخير ويقوله. اما بعد ايها الناس اتقوا الله واعرفوا ما انزل من الحق واتبعوه. فمن عرف الحق واتبعه فهو السعيد. ومن عرف الحق وتركه فهو الشق نقي الطريد. واعلموا ان الله امر بتبليغ الدين. ويسر كل سبب يوضح الحق ويبين. فكما ان استعمال القوية العصرية والعناية بها داخل في قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة استعمال الوقايات والتحصينات عن الاسلحة الفتاكة. داخل في قوله تعالى وخذوا حذركم. والقدرة على المراكب بحرية والجوية والهوائية داخل في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وجميع ذلك وغيره داخل في الاوامر باخذ جميع وسائل القوة والجهاد. فكذلك ايصال الاصوات والمقالات النافذة الى الامكنة البعيدة من برقيات وتليفونات وغيرها. داخل في امر الله ورسوله. بتبليغ الحق الى قلق فان ايصال الحق والكلام النافع بالوسائل المتنوعة من نعم الله وترقية الصنائع والمخترعات لتحصيل المصالح الدينية والدنيوية من الجهاد في سبيل الله. وقد اخبر صلى الله عليه وسلم انه لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان. ومن تقارب الزمان تقارب المكان. وذلك بالوسائل التي قربت المواصلات بين البلدان والسكان. قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم. حتى يتبين لهم انه الحق. يتضح بذلك ان فجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق والرشد والصدق. وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وقال علم الانسان ما لم يعلم. فسبحان من اخرج الادمي من بطن امه لا يعلم شيئا ولا يقدر على شيء جعل لهم السمع والابصار والعقول. ويسر لهم كل سبب ينالون به من العلم والعمل كل مأمول. اليس هذا من اكبر الادلة على عظمته وتوحيده وسلطانه وعلى شمول رحمته وفضله واحسانه علمهم العلوم الدينية حتى صاروا مهتدين وعلمهم العلوم الكونية حتى كانوا جهابذة مهرة مخترعين. فمن شكر لمولاه وخضع لجلاله كان ذلك عنوان فضله وكماله. ومن طغى وتمرد على ربه فيا سوء منقلبه ومآله