المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في امراض القلوب وادويتها. الحمدلله الذي جعل لكل داء دواء ولكل سقام ومرض طبا وشفاء. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد الاحد. الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله افضل الرسل والانبياء. وامام الشفعاء والشهداء والاصفياء. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه الكرماء الاتقياء وسلم تسليما فيما اما بعد ايها الناس اتقوا الله واعلموا ان اصل الخير صلاح القلوب وشفاؤها. حصول هدايتها وكمالها وزكاؤها وان القلوب تمرض اعظم مما تمرض الابدان. فاجتهدوا في دوائها وتزكيتها فانها موضع نظر المنان فكيف تهملون السعي لادوية امراض قلوبكم؟ وانتم لطبيب امراض الابدان تبذلون نفائس اموالكم. وعافية قلوبكم وسلامتها تثمر الفوائد الدينية والاخروية وبها يحصل الفوز والسعادة الابدية. الا وان اصل امراض القلوب اما جهل وشكوك وشبهات. فدواء ذلك بالجد في العلوم النافعة في الاوقات فان الجهل اعظم الداء. والعلم يبرئه فتحصل العافية والشفاء. واما مرض شهوات يميل القلب بمرضه الى في المعاصي وارتكاب المحارم. فدواء ذلك بتذكر ما على العاصين من العقوبات الصوارم. الا وان علامة هذا المرض ان يرى صاحبه ميالا الى ما يسخط علام الغيوب. وان دواء ذلك بالاستغفار والانابة والتوكل والاقلاع عن الذنوب. الاوان الكبر والرياء من اعظم امراض القلوب المترامية الى الهلاك. وان دواء ذلك بالتواضع وخفض الجناح والسلامة من الاشراك. الاوان اعجاب المرء بنفسه وتيههه لمن اعظم الامراض المهلكات دواء ذلك ان تعرف نفسك بالجهل التام والعجز والنقص وجميع الافات. فمن عرف ان اوله نطفة نذرة واخره قذرة وهو بين ذلك يحمل العثرة. كيف يزهى ويعجب ويتكبر. ومن عرف انه مملوك فقير في كل احواله. كيف يطغى ويتجبر الا وان الحسد من اعظم الامراض المسرعة في احراق الحسنات. فان الحاسد ساخط لنعم الله. محب للشر على عباد الله كاره للخيرات. الاوان دواء الحسد ان تمرن نفسك على نصح المؤمنين في كل احوالك. والا تبغي على المحسود لا باقوالك ولا بافعالك الاوان من الامراض المهلكة الغل والحقد على المسلمين. ولا دواء لذلك الا محبة الخير لهم في امور الدنيا والدين