المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في بر الوالدين وصلة الارحام. الحمد لله الرؤوف الرحيم الواسع العليم ذي الفضل العظيم والاحسان العميم. نحمده على ما اولانا من النعم. ونشكره على ما دفع من النقم. ونستغفره ونتوب اليه. ونعول في جميع امورنا عليه. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ذو الجلال والاكرام. وان محمدا عبده ورسوله. سيد الانام ومصباح الظلام. اللهم على محمد وعلى اله وصحبه. المرتقين في الخير الى اعلى مقام. اما بعد ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم ورزقكم واعطاكم والذي من عليكم بالنعم كلها واختاركم من بين الامم واصطفاكم. واعلموا انه لا تستقيم لكم التقوى حتى تقوموا بواجباتكم الحقوق وتدعوا ما زجركم الله عنه. وتسلموا من القطيعة والعقوق. الا وان بر الوالدين وصلة الارحام منجاة للعبد من شرور الدنيا والاخرة وموصلة الى دار السلام. وان الصلة تصل الارزاق والاعمار. والقطيعة توجب سخط الله وقطع العمر والرزق. والخزي والبواض قال النبي صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين. وقال صلى الله عليه وسلم من اصبح مطيعا لله في والديه اصبح له بابان مفتوحان الى الجنة. وان كان واحدا فواحد. فقال رجل وان ظلماه وان ظلماه وان ظلماه. قال صلى الله عليه وسلم كل الذنوب يغفر الله منها ما يشاء الا عقوق الوالدين فانه يعجل لصاحبه في الحياة قبل الممات. وقال صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ في فليصل رحمه وقال صلى الله عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش. تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله. وقال لا يدخل الجنة قاطع رحم. وقال رجل يا رسول الله هل بقي منبر الوالدين شيء ابرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما. وانفاذ عهدهما بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما اكرام صديقهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العابد ليموت والده او احدهما وانه لهما عاق فلا يزال يدعو لهما اغفر لهما حتى يكتبه الله بارا. فطوبى لعبد عرف ما لوالديه من العطف والحنو والاشفاق. وما ابدياه من التربية والاحسان والانفاق. فرأى من نعم الله عليه ان ادركهما او احدهما فتمكن من برهما واحسن اليهما ببدنه وخدمته وماله وتحرى رضاهما وتجنب سخطهما في جميع احواله. وتلطف لهما في اقواله وافعاله. وقرت عيون والديه ببره واحسانه ونال بذلك فضل ربه وابتهج برضوانه. فيا سعادة البار الواصل للرحم بطول العمر وصلاح العمل وبركته وسعة الرزق ويا خيبة القاطع ما اعظم ظلمه واوبق اثمه واولاه بالعقوبة والمحق. اما تذكر رحمة الاباء والامهات وما قاسته الام من ثقل الحمل وكرب الولادة وانواع المشقات. فكم اسهرت ليلها واتعبت نهارها؟ وكم منعتها راحتها وازعجت قرارها. واذا نابك الالم لازمت احزانها واكدارها. وكم للاب عليك من احسان وانعام؟ وكم له عليك من اياد اما كرر عليك النفقة والكسوة وغذاك باطيب الطعام. اما تربيت بنعمته صغيرا وتقلبت بمعروفه كبيرا وانت لا تملك فتيلا ولا نقيرا. اما علمك الكتابة واقرأك القرآن وبذل لك ما له وبدنه في تهذيبك وتأديبك واحسن اليك غاية الاحسان. افيجمل بك ان تقابل الاحسان بغير الاحسان؟ ام يليق بمن له عقل ودين ان يستبدل ذلك في القطيعة والعدوان. قال سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا. اما يبلغن ان عندك الكبر احدهما او كلاهما. فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما. وقل لهما قولا كريما. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم