اما بعد ايها الناس اتقوا الله. واعلموا ان دين الاسلام هو الدين القويم الذي فيه صلاح العباد. وهو اعظم المنن عليهم من الكريم الوهاب ولا يقبل الله من العباد سواه. وقد تكفل لسالكه بخير دينه ودنياه المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في فضل الاسلام الحمدلله الذي جعل الاسلام ملجأ الخليقة في دينها ودنياها. وارشد فيه النفوس الى هداها. وحذرها من رداها. واشهد انه الرب العظيم الذي لم يزل ربا والها واشهد ان محمدا عبده ورسوله اعظم الخلق عند الله فضلا وقدرا وجاها اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. صلاة وسلاما وبركة لا تنقضي ولا تتناهى من المبادئ السامية والاخلاق العالية والنظم العادلة. ما تشتهيه الانفس وتمتد اليه الاعناق. وقد تكفل بالحياة الطيبة لمتبعيه لحسنه وجماله وفضائله التي فضل بها غيره وفاق. اليست عقائده الصحيحة اصح العقائد اصلحها للقلوب وانفعها للارواح ليست اخلاقه اجمل الاخلاق. وبراهينه في غاية القوة والبيان والايضاح الاعظم وانفع واكمل من الاعتقاد اليقيني الذي لا ريب فيه ان تعلم ان لنا ربا عظيما تتضائل عظمة المخلوقات في عظمته وتضمحل اذا نسبت الى كبريائه ومجده وحكمته له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا احاط بكل شيء علما ورحمة وقدرة وحكمة وحكما. وشمل كل موجود بحسن تدبيره احكاما ونظاما وحسنا قد احسن ما خلقه وابدع ما صنع واحكم ما شرعه. له العلو المطلق من جميع الوجوه. وهو الغاية في الكمال. فلا نخشى غيره ولا نرجوه. يجيب الداعين ويفرج الكربات عن المكروبين. من توكل عليه كفاه ومن اناب اليه وتقرب اليه قربه وادناه. ومن اوى اليه آواه لا يأتي بالخيرات والحسنات الا هو ولا يكشف السوء والضراء سواه. يتودد الى عباده بكل سبيل. ويصبغ عليهم من عطائه وكرمه الجزيل. لا يخرج عن خيره وجوده الا المتمردون. ولا يعرض عن الا الظالمون. فهل تصلح القلوب والارواح الا بالتأله اليه؟ وهل للعباد معاذ وملجأ الا اليه؟ وكذلك تهدي هذا الدين لاحسن الاخلاق والاعمال ويحث على محاسن الاداب وطرق الكمال. لا خير وفلاح وهدى الا دل عليه. ولا شر وضرر وفساد الا حذر منه اما حث على الصدق والعادل في الاقوال والافعال. اما امر بالاخلاص له في كل الاحوال كما حث على الاحسان المتنوع لاصناف المخلوقات وبالتواضع للحق وللخلق في كل الحالات اما امر بنصر المظلومين واغاثة الملهوفين وازالة الضر عن المضطرين. اما رغب في حسن الخلق بكل طريق؟ على القريب والبعيد والعدو والصديق. اما نهى عن الكذب والفحش والخيانات. وحث على رعاية الشهادات والقيام بالامانات اما حذر من ظلم الخلق في الدماء والاموال والاعراض والحقوق. اما زجر عن القطيعة والاساءة والعقوق. اما امر بفعل الاسباب النافعة مع التوكل على المولى اما حث على التآلف والاجتماع والمودة والاخاء اما حث على التآلف والاجتماع والمودة والاخاء. اما امرنا ان نعد لاعدائنا ما نستطيعه من قوة نافعة وواقية. وان تقوم بكل ما يقيم الدين ويصلح الدنيا بالوسائل الكافية اما اباح لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والمعاملات وحرم علينا الخبائث والمضار والمفاسد في كل الحالات اي صلاح ديني ودنيوي لم يرشد اليه هذا الدين. واي ضرر وشر الا بين طرقه وحذر عنه العالمين اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم