المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في فضل غرس النخل. الحمد لله الذي غرس شجرة الايمان والاخلاص في قلوب المتقين من العباد. وسقاها ونماها بالاعمال الصالحة المثمرة للخير والرشاد. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ولا كفو ولا مضاد. وان محمدا عبده ورسوله رسوله سيد الرسل وخلاصة العباد. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه احق الناس واولاهم بكل خير مبني على الاستقامة والسداد وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان طرق الخير كثيرة. فابتدروها وان بعض الاعمال تجمع مصالح لحدارين لكثرة منافعها. فاغتنموها وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه انسان او طير او بهيم الا كان له صدقة وما سرق منه له صدقة. وانما رغب الشارع في غرس النخل والاشجار لما فيها من الخير والنعم الغزار فانه يشترك في الانتفاع بها بنو ادم وسائر الحيوانات وترتزق بها الطيور والحشرات. وكثير من المخلوقات ومن انتفع بشيء منها في حياة الانسان. وبعد مماته فهو خير واجر وحسنات سواء حصل بقصده واختياره وهو افضل الحالات او حصل بغير اختياره. وانه ليؤجر على ذهابه في الاختلاس والسرقات. والنخل شجرة مباركة لا يزال نفعها متجددا على الدوام. وهي فوائد في حال وجودها وفي حال تلفها والانعدام ينتفع بجريدة وسعى فيها وليفها وحطبها مدى الايام. فاذا اثمرت تضاعف نفعها لجميع الانام. فاذا خرجت من اكمامها فانها لا تزال تتساقط فتأكلها الخشاش والدواب والانعام. واذا نضج ثمرها شرع الادميون في اكله بسرا وزهوا ورطبا وتمرا فيكون فاكهة وقوتا حاضرا ومدخرا. لطفا من الله وذخرا. فبيت لا تمر فيه اهله جياع. وبيت فيه التمر قد اطمئن اطمئنوا الى فضل الله وانتفعوا به غاية الانتفاع. وكل عام تتكرر منها هذه المنافع الى ان تسقط وتبيد هي شجرة مباركة طيبة. تؤتي اكلها كل حين باذن الولي الحميد. وهي من الامور التي تنفع صاحبها. ولمن يأتي من قبل ولعامة المنتفعين. ومن غرسها محتسبا كان له اجرها ابقاها او ورثها او كان من البائعين. فان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة. صانعه وبائعه وراميه. والله ذو الفضل العظيم. فان وقفها على بر وقربة فذلك الثواب المضاعف والاجر الجسيم. يتلاشى صاحبها تحت اطباق الثرى. وصحيفة حسناته في نمو وازدياد. تنقطع اعماله مال المكلفين وهي لا تنقطع لانها عين جارية من كرم رب العباد. فحقيق بشجرة هذا نفعها. ان يتنافس فيها متنافسون وان يحتسب الاجر والثواب في غرسها المحتسبون. فكم من طيور وحشرات تغذت بثمارها؟ وكم من انسان اقتات بها على طول بالسنين وتكرارها. وكم ورثها انسان فارتفق بها ورثته الاغنياء والفقراء مددا طويلا. وكم وقفها محتسب ففاقت على اعمالي الجليلة. وكم ذي عمل ضئيل حبسها فصارت له ذخرا. نمت بها الاعمال انتفع بخيرها في الحال والمآل الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم نفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم