المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في قوله صلى الله عليه وسلم قد افلح من هدي للاسلام. الحمد لله الملك القهار العزيز الجبار اشهد ان لا اله الا الله الرحيم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين الابرار. اللهم صل وسلم على محمد على اله واصحابه البررة الاطهار اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى فان تقوى الله عماد الدين فحقه الواجب على الخلق اجمعين. قال صلى الله عليه وسلم قد افلح من هدي للاسلام. وكان عيشه كفافا وقنعه الله بما اتاه. فجعل صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة عنوان الفلاح وبها يحصل الخير والنجاح. فان من جمع الله له هذه الثلاث وقد جمع له خير الدنيا والاخرة تمت عليه النعم الباطنة والظاهرة. وبها الحياة الطيبة في هذه الدار. والسعادة الابدية في دار القرار. اما الهداية للاسلام فان الاسلام به العصمة والنجاة من طرق الجحيم. ولن يقبل الله من احد دينا غير الاستسلام للرب العظيم. الاسلام هو الاستسلام الباطن والظاهر لله. وهو الانقياد الكامل لطاعة الله. الاسلام مقصوده القيام بحق الله وحق العباد الاخلاص لله والمتابعة للرسول في الهدي والرشاد. المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من امنه الناس على واموالهم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. واما الكفاف من الرزق فهو الذي يكفي العبد قلبه ولسانه عن التشوف وسؤل الخلق. واغتباطه برزق الله والثناء وعلى الله بما اعطاه من ميسور الرزق ان من اصبح في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. واغبط الناس من عنده رزق يكفيه وبيت يؤويه وزوجة ترضيه وسلم من الدين الذي بثقله يؤذيه. فليس الغنى عن كثرة العرض انما الغنى غنى القلب. قال صلى الله عليه وسلم من كانت نيته الاخرة جمع الله عليه امره وجعل غناه في قلبه واتته دنيا وهي راغمة. ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله فقره بين عينيه. فشتت عليه امره ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له. فاتقوا الله واجملوا في الطلب. فانما عند الله لا ينال بمعصية الله. وانما ينال بطاعته وخدمته. فاحمدوا الله عباد الله على الهداية للاسلام. فاشكروه على الكفاية من الرزق والغنى عن الانام. انظروا الى من فضلتم عليه بالعافية والرزق والعقل والتوفيق فانه احرى لشكر النعم والهداية لاقوم طريق. من الله علينا وعليكم بالقيام بحقه والقناعة بميسور رزقه. انه جواد كريم. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم