المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في كل معروف صدقة الحمد لله المعروف بالخير والكرم والامتنان. المجازي البر بالبر وعلى الاحسان بالاحسان. واشهد ان لا اله الا الله الرحيم الرحمن واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة الانسان. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم باحسان. ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان مدار التقوى على فعل الخير واجتناب الشر والفساد. وعلى اخلاص الدين للمولى والاحسان الى العباد. فقد قال من اعطي جوامع الكلم. كل معروف صدقة. فيا لها من كلمة عظيمة جامعة للخيرات ويا له من كلام بليغ محيط باصناف البر والبركات. فكما دخل في هذا الاحسان الديني يدخل فيه الاحسان الدنيوي وكما يدخل فيه المعروف بالجاه والمقال. يدخل فيه المعاونات البدنية والاحسان بالمال. ويتناول المعروف الى الصاحب والقريب المعروف الى العدو والبعيد. فمن علم غيره علما او اهدى له نصحا. فقد تصدق عليه. ومن نبهه على مصلحة دينه بنية او دنيوية او حذره من مضرة فقد احسن اليه. ايها العبد لا تحقرن من المعروف شيئا. ولو ان تلقى اخاك بوجه انطلق وتباشر جليسك بالبشاشة وحسن الخلق. ولو ان تفرغ الدلو للمستقي والمتوضي. ولو ان تعطي صلة الحبل وتعير الاناء وكلما كانت العارية انفع كان اجرها افضل. ومن المعروف اماطة الاذى عن الطريق وعزل العظم والشوكة وجميع ما فيؤذي ومن المعروف هداية الاعمى في المساجد والطرق هداية الحيران وان تسمع الاصم وتطعم الجائع. وتسقي الظمآن وتغيث المكروب واللهفان. ومن المعروف اعانة اصحاب في الحوائج من الاقارب والاباعد والجيران. والعفو عمن ظلمك ومقابلة الاساءة بالاحسان. ومن المعروف الدعوة الى طعام او قهر او شراب للاغنياء والفقراء والبعداء والاقراض وسماحك لمن ينتفع بشيء من ملكك من ماشية ونخل واشجار. بلا او خوص او حطب او ثمار. واعانة المسلم بكتابة وعمل صنعة ونقل متاع. ومن المعروف بذل الفضل في المعاملات والمحاباة فيها. فما شيء يترك ثوابه ولا يضاع. ومن المعروف الاحسان الى المماليك من الادميين وسائر الحيوانات. ففي كل كل كبد حرى اجر. واكتساب للخيرات. ومن المعروف ان تبذل لغيرك دواء نافعا. او تباشره بطب او تصف له او دواءا ناجعا. فكل ما اوصلته الى الخلق من البر والاحسان والتكريم فانه داخل في خطاب النبي الكريم قال الله تعالى وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم