المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة لرمضان ايضا. الحمد لله الذي جعل شهر رمضان افضل شهور العام. واختصه بوجوب الصيام. وحث فيه على الطاعات كلها ليصل المجد بها الى اكمل حالة وارفع مقام. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الملك القدوس السلام واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان. اللهم صل على محمد الذي بعث ليتم مكارم الاخلاق. ويهدي للتي هي اقوم من الخير والبر والاحسان. وعلى اله واصحابه واتباعه. في كل عصر واوان وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمة الله عليكم في هذا الشهر الكريم. فلقد امدكم فيه بكل خير وفضل عميم. فتح الله لكم به ابواب الخيرات وضاعف لكم فيه الاجور والبركات. فيه تستنير بالتعبدات المساجد. ويخشع فيه الراكع والساجد. فيه تطمئن القلوب وتنشرح في الصدور فيه تستقيم الاحوال وتتم الامور. فقد مضى يا قوم كثير منه. فمن منكم تفقد صيامه؟ ومن منكم اغتنم الفرصة وتتبادر بالطاعات اوقاته وايامه. ومن منكم تفقد المساكين والجيران والقرابات؟ ومن منكم اخرج ما عليه من الزكاة؟ وشفع بالاحسان والصدقات. ومن منكم ترك الغيبة والنميمة والحقد والرياء ومن منكم ارتدى بالصدق والاخلاص والبر والحياء؟ من منكم صلى التراويح بقلوب نقية؟ وافئدة طاهرة وهمم علية. لتكون لكم نورا وايمانا وبرهانا وحصنا من العذاب وامانا. فمن كان منكم كذلك فليبشر بالخير والثواب. ومن ليس كذلك لا يلومن الا نفسه اذا فاته الثواب وحل عليه العقاب. فحاسبوا انفسكم. هل انتم من المحسنين في عبادة الله؟ المحسنين الى عباد الله فطوبى لكم عند ذلك بجنة عرضها الارض والسماوات فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الافراح واللذات والمشتهيات. ام انتم من المسيئين المقصرين فيا حسرتاه لكم فقد اتعبتم انفسكم عبثا واجاعتم بطونكم سدى. وضيعتم اوقاتا ثمينة. يغفر الله فيها الذنوب عظيمة ويجزل فيها المواهب الجسيمة. فكيف يرضى مؤمن حازم ان يمر عليه هذا الشهر الكريم. والمغنم الجسيم ويخرج منه صفر اليدين. قد خسر جميع الصفقتين. يقول عند تعذر التلافي يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله يا ندمي على ما فوت من طاعة الله. يا اسفي كيف فات الشهر بل العمر ولم اتب من ذنبي. وكيف رضيت بالاعراض والغفلة ولم الى ربي ام كيف قدمت حظوظ نفسي وشهواتي؟ ولم اقدم عملا صالحا لحياتي. يا ليتني حفظت صيامي واتقنت صلاتي يا ليتني عصيت الشح والشيطان. فاخرجت زكاتي. يا ويلتى لقد صار ما لي طوقا من العذاب في عنقي. وقد في حصائح من نار يكوى بها جنبي وظهري وجبهتي. كلما بردت احميت واعيدت في النار علي. وكلما رجوت الفرج شدد العذاب وعلي فاليوم ليس لي شافع يشفع ولا مال وولد رحيم ينفع. ولا دعاء ولا طلب ولا غوث يسمع. قد تقطعت بي اسباب واشتد علي العقاب. وغضب علي رب الارباب. والذنب في الحقيقة ذنبي فليس لي حجة ولا عذر عند ربي. فكم صنعت خيري من الاقارب والجيران. وكم قسى قلبي فاعرضت عن جائع وعريان. وكم رأيت معسرا فلم اخفف عسرته. وكم عاينت مضطرا فلم افرج كربته. وكم شكى الي المسكين الشدة فلم اهون شدته. ولم اعد لهذا اليوم العظيم عدته. وكم ربي ووسع علي فبذلته في شهواتي وحظوظي. ولم اقم بما علي من واجباتي وفروضي. وواليت عدوي اشقاني واهواني وارداني وعصيت وليي فو شدة حزني ويا عظيم خسراني وكل هذا وما هو اعظم منه القاه المفرطون. فابتدروا رحمكم الله الفرصة قبل فواتها معشر المسلمين. وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر