المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله خطبة واعظة. الحمد لله الجليل وصفه الجميل لطفه. الجزيل ثوابه الشديد عقابه. الحي القيوم الذي اوجد كون من عدم ودبره وخلق الانسان من نطفة فقدره. ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره. ثم اذا شاء انشره فسبحانه من اله ما اعزه واقدره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة معترف بوحدانيته. مقر بالوهيته وربوبيته واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل بريته. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. صفوة الله من خلقه وخيرته اما بعد ايها الناس اتقوا الله ولا تغتروا بامهاله وحلمه واصلحوا اعمالكم فانها محصاة عليكم ومجازون عليها بحكمته وعلمه واحذروا الدنيا فانها كثيرة افاتها وعللها. مدبر مقبلها ومائل معتدلها. ان ضحكت بزخارفها قليلا ابكت تارهة طويلة. انظروا من جمعها ومنعها كيف انتقلت الى غيره. وصار عليه تعبها ومأثمها. فتفكروا في عواقب من دانت لهم الامور اذكرهم الجهل والغرور وصنعوا فيها ما اشتهوا وارادوا ووصلوا من ارادوا وصله وقطعوا وعادوا كيف هجم عليهم الموت بغتة وهم لا يشعرون وكيف انتزع ارواحهم العزيزة وهم في غفلة نائمون. عوضهم موحشات القبور بعد منتزهات القصور وصنع بهم الدود ومستبشع الامور وتراكيبهم المعتدلة امالها ومفاصلهم المتصلة ازالها وعيونهم المليحة اطفأ نورها واحالها وجوههم الصبيحة المليحة غيرها والسنتهم الفصيحة اسكتها وقطعها وشعورهم الهالكة مزقها وابدانهم الناعمة لعبت البلاء بها وفرقها. يتمنون الرجوع الى الدنيا وهيهات لهم الرجوع. ويودون ان يردوا ليستدركوا ما يقدرون عليه من التوبة والنزوع. فلو سألتهم عما وصلوا اليه من الاحوال لقالوا قد لقينا الشدائد والقلاقل والاهوال. ولقد حوسبنا على الدقيق الجليل من الاعمال فلم نفقد من اعمالنا قليلا ولا كثيرا. ولم نجد لنا شافعا ولا وليا ولا نصيرا. فيا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله ويا ندامتنا على ما تجرأنا عليه من محارم الله. ويا شقائنا من العذاب الدائم ويا فضيحتنا من الحزن والخزي تراكم وقد جاءتنا الايات والنصائح فرددناها. ولقد توالت علينا النعم من ربنا فما شكرناها. ولقد قدمنا الدنيا على الاخرة اخرتي واثرناها. فالان اصبحنا باعمالنا مرتهنين. وعلى ما قدمت ايدينا من الجرائم نادمين. افرأيت ان متعنا سنين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم