الوسطية والاعتدال في الحكم على الاشياء الاشياء تتجدد والقضايا تتنوع وكل يوم لنا جديد. ولا شك فالزمن له حركة ولادة والحضارة متوقدة ولن تقف عند حكم فقيه اولن تقف عند حكم داعية او وعند تنظير منظر الزمن يتحرك والزمن ولاة والمدنية تتولد وتنمو كما هو مشاهد ومنظور في الزمن الحاضر والحضارة والازمنة الماضية. ولابد حينئذ من ان يكون هناك منهج واضح معتدل في الحكم على الاشياء بالحكم على الاوضاع. الحكم على الاشخاص بالحكم على الافكار. وما يطرح في الحكم على النوايا والمقاصد على المجتمعات بالحكم على الدول بالحكم على العلماء في الحكم على الدعاة في الحكم على الناس وهذا المنهج الوسطي يجب ان يأصل في اطروحات وفي رسائل حتى لا يكون الناس الذين يرومون الاصلاح ويرومون الدعوة ويرومون الارشاد حتى لا يكون طلبة العلم في غيبة عن المنهج المعتدل في ذلك من قواعد اهل العلم الحكم على الشرع فرع عن تصوره. والله جل وعلا يقول لنا ولا ما ليس لك به علم فمن اراد ان يحكم على شيء دون علم كامل بهذا الشيء او يحكم على وضع او يحكم على شخص او يحكم على افكار واطروحات او يحكم على نوايا ومقاصد دون معرفة شرعية بذلك فانه حينئذ يقفو ما ليس له به علم. والواجب علينا ان نضع هذه الاية نصب اعيننا نضع قول الله جل وعلا في النهي عن القول بلا علم وجعل وحيث جعله قرينا للشرك بقوله وان تقولوا على الله الا تعلمون والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القول بلا علم. وان من يفتي بغير علم فانما يتقحم النار. حينئذ فكيف نحكم على الاوضاع؟ الناس كما ترون يحكمون على كل شيء فهل يليق؟ يليق باهل الفكر والعلم واهل المنهج الفكري والمنهج المستقيم في النظر والتأمل ان يكونوا مستعجلين وان يكونوا من غير ذوي الانات في الحكم على الاشياء