منكم للعالم والمفتي والمعلم ان يكون متواضعا لكل الناس. لا سيما لطلبة العلم اعظم الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك هو هو المرشد هو الرسول هو المعلم هو المربي هو النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان قريبا من الناس هينا لينا كانت المرأة التي في عقلها شيء السوداء تأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة فيقول انظري اي السكك شئت ان اقف معك فيقضي حاجتها كان الاعرابي يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله باسلوب جاف ما كان عنده الادب الذي عند ابي بكر وعمر وعثمان وعلي فكان يدخل الاعرابي ويقول ايكم محمد؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ها انا ذا فيجيبه في تواضع ولين جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فنزل عن المنبر قطع خطبته ودعا بكرسي من حديقة قوائمه من حديد فجلس واقبل على النبي على ذلك الرجل احرى الناس بذلك هم ورثة الانبياء ورثة الانبياء ومن ينشرون الشريعة سيخاطبون كل طبقات المجتمع. يخاطبون العالم والجاهل خاطبون المتأدب وغير المتأدب يخاطبون طالب العلم ويخاطبون العامي. يخاطبون المتواضع ويخاطبون المتكبر فان لم تكن عندهم اخلاق الانبياء ربما نفر الناس منهم. والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. هذا كلام لكن تطبيق يحتاج من المعلم ترويظ يحتاج منه ان يتأدب بهذه الاداب من اوقات الطلب فان لم يكن ذلك موجودا عنده ربما نازعته نفسه. وغلبته نفسه جعل اخلاقه التي لا تليق باخلاقي ورثة الانبياء هي المقياس والمعيار وربما علل لنفسه ان هذا من تأديب فلان ومن اه تعليم فلان وغير ذلك من الامور. والحاصل من ذلك ان من اهم ما ينبغي ان يكون عنده التواضع كل الناس لا سيما طلبة العلم الذين يتعلمون منه نعم. البويطي رحمه الله تعالى احد تلاميذ الامام الشافعي رحمه الله وكان من العلماء الفقهاء الزهاد الذين جلسوا للطلبة وكان اه من اصبر الناس على تعليم العلم ونشره فكان من منهجه رحمه الله انه اذا جاءه الطلبة ادنى القراء ادنى القراء المقصود بالقراء حفاظ القرآن يميزهم عن غيرهم ويعرفهم يعرفهم فضل الامام الشافعي وانه عالم جليل حوى من العلم والفقه لزوم السنة الكثير. لان الطالب يحتاج ان يعرف اقدار اهل العلم وكان البويطي رحمه الله يدرس فقه الامام الشافعي وينقل لهم فتاويه فكان الطالب يحتاج ان يعرف قدر هذا العالم الذي يدرس فقهه. كما ان الطلبة عندنا اذا درسوا في الفقه يعرفون اقدار الامام احمد. واذا ارادوا ان يقرأوا صحيح بخاري يعرف قدر صحيح البخاري وهكذا في كتب التفسير يحتاج الطالب ان يعرف قدر الكتاب الذي يدرسه وقدر العالم الذي حرره. لان الطالب لا يعرف اقدار الكتب حتى يعلمها. او يدرسها وهو الى الان لم يدرسها. والحاصل ان هذا من منهج هذا العالم رحمه الله تعالى يا اخواني التعليم ليست معلومات تلقى فقط ولكنها كما قيل عملية عملية تربوية وتعليمية اذا كان الطالب يأخذ المعلومات ويرى ان الشيخ لا يطبق هذا العلم لا في ادابه ولا في طريقته ولا ولا في امتثاله لن لها كبير اثر لكن حينما يتعلم الطالب الادب مع العلم يستفيد اكثر واثر تطبيق المعلم والعالم للعلم ابلغ في نفس الطالب من اثر قوله ابلغ من اثر قوله ولذلك الصحابة رضوان الله عليهم اعظم علما واعمق فهما للكتاب والسنة ممن بعدهم. لانهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم. ورأوا تطبيقه ورأوا هذه نصوص حية مطبقة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الارض ومن هنا ينبغي يا اخواني لطلبة العلم ان يتعلموا الادب وهم طلبة فاذا جلسوا للتعليم كانوا اعظم ادبا لكن اذا كان الطالب لا يتعلم الادب ثم جلس بعد ذلك للتعليم يعني تكبر عليه نفسه ولن اذا لم يتواضع وهو طالب لن يتواضع وهو شيخ اذا لم يقرب من الناس وهو طالب لن يقرب منهم وهو شيخ اذا لم يبذل لزملائه في الطلب ما فتح الله عليه من العلم والفهم لن يبذل لهم وهو شيخ الجلوس للتعليم اصعب من الجلوس الى التعلم والصبر على الاواء التعليم اصعب من الصبر على الاواء التعلم. ولذلك طلبة العلم كثير لكن ناشر العلم اقل ناشر العلم من المتعلمين اقل حري بالطالب ان يراعي مثل هذه الاشياء ينبغي لطالب العلم ان لا يمل من قراءة وسماع اداب العلماء ووصاياهم ومواقفهم وقصصهم واخبارهم لانها اداب القوم وبها نتأدب يقول ابو حنيفة رحمه الله الامام المشهور يقول حكايات القوم احب الينا من كثير من الفقه لانها اداب القوم وبها نتأدب فنحن الى قليل من الادب احوج منا الى كثير من العلم وبعض الناس يفقد هذا الجانب. ولذلك يبين عواره وينكشف حينما يلتفت الناس اليه ويريدون ما معه من العلم واذا علمه بمعزل عن عمله وعن تطبيقه وعن ادابه. نسأل الله ان يزكي نفوسنا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح انه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبيه