بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد ابن عبد الله الصادق الامين. اما بعد اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه والسامعين اجمعين. شيخنا احسن الله اليك. هل صحيح ان الميت في قبره يعذب ببكاء اهله؟ الحمد لله رب العالمين امين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. المتقرر وفي القواعد عند اهل السنة والجماعة وجوب الايمان بالغيب. فكل القضايا التي اخبر بها القرآن او صحيح السنة بانها من الغيب فالواجب على المسلم ان تقابلها بكمال التسليم والاذعان والقبول وعدم المعارضة. فحيث اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة الصريحة بان الميت يعذب ببكاء اهله عليه فان الواجب علينا ان نقول امنا وصدقنا. فلا يجوز للمسلم ابدا ان يشكك في خبر الوحي مطلقا حتى وان كان ذلك الغيب لا يدخل تحت مدركات عقله. ولا يستطيع عقله ان يتقبله لكن يجب عليه ان يفرض قبوله على عقله وعلى نفسه وعلى روحه لان الذي اخبر به هو الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وقد صح ذلك عن النبي صلى الله عليه في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه ومن العجيب ان عائشة رضي الله تعالى عنها لما سمعت هذا الكلام من ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كأنها انكرته وعارضته بقول الله عز وجل ولا تزر وازرة وزر اخرى. وقالت يغفر الله لابي عبد الرحمن اما انه لم يكذب ولا لكنه اخطأ او وهم انما مر النبي صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكون عليها فقال انهم ليبكون وهي تعذب وهي تعذب في قبرها. ولكن القول الصحيح هو قول ابن عمر رضي الله تعالى عنه. وذلك لانه يثبت وعائشة تنفي هذه القضية فتعارظ خبر المثبت مع خبر النافي والمتقرر في القواعد عند الاصوليين ان المثبت مقدم على النافي. فالقول الحق مع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وارضاهما. واما ما اخبرت به عائشة فانه قضية مستقلة ان ان يهود تعذب في قبرها ولا شك في ذلك لان كل من مات كافرا فلا بد ان يصله ما كتبه الله عليه من العذاب في قبره واهلها يبكون عليها وهذا امر فطري. لكن القضية التي يتكلم عنها ابن عمر غير هذه القضية. وهي ان الميت اذا دفن وبكى اهله عليه فانه يتعذب بهذا البكاء. فاذا امنا بهذه القضية وسلمنا بها فحينئذ ننظر الى كلام اهل العلم في معنى هذا التعذيب. والقول الصحيح عندي انه محمول على عدة امور. الامر الاول فيما اذا الميت هو المتسبب بهذا البكاء بوصية اهله ان يبكوا عليه كما كان حال اهل الجاهلية. فقد كان حال اهل الجاهلية ان الميت او من حلت به سكرات الموت يوصي يوصي اهله بان يبكوا عليه. وان ينوحوا عليه. فاذا كان الميت والمتسبب في هذا البكاء فلا جرم انه متسبب في معصية وكل من تسبب في معصية فانه لابد وان يصله من شؤمها وبلائها وعقوبتها وعذابها الحالة الثانية ان يكون الميت قد علم من اهله شدة نوحهم وبكائهم على من مات منهم ثم ترك الانكار عليهم وبصيتهم بالا يبكوا عليه. فان الوصية في هذه الحالة تكون من الامور الواجبة. فاذا مات ولم يوصي فيكون قد اخل بهذا الواجب. فكل انسان علم من اهله شدة حزنهم وشدة بكائهم على حسب التجارب في من مات قبله من اهله فيجب عليه ان يقول لاهله اتقوا الله ولا تنوحوا ولا تبكوا البكاء الذي يتضمن النوح او النعي فاذا قصر في هذه الوصية فانه حينئذ يعتبر اثما في هذا التقصير فيعذب ببكائهم لانه ترك الانكار عليهم الحالة الثانية ان العذاب هنا ليس العذاب الحسي وانما العذاب المعنوي. واختار هذا الوجه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله الله تعالى كما ان السفر قطعة من العذاب والالم قطعة من العذاب والحزن قطعة من العذاب والهم قطعة من العذاب والفراق قطعة من العذاب. فالانسان يتعذب اي بمعنى انه يتألم نفسيا على حبيب فقده او على شيء الم به من الهم او الحزن او الغم او القهر او الذل او غير ذلك. فبدنه سليم ولكن روحه تتعذب ونفسه تتعذب. فقول النبي صلى الله عليه وسلم الميت ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه محمول على ذلك العذاب النفسي. اذ الميت دلت الادلة والاثار على انه يتعرف على احوال اهله جملة. فاذا علم بانهم عظم بكاؤهم عليه فانه لا يريد لاهله ذلك فيتعذب في قبره عذابا معنويا لانه علم ان اهله تأذوا بفرار وحزنوا كثيرا لفراقه. فنحن نؤمن بهذه القضية ونحملها على هذه الاوجه الثلاثة ويتميز الاشكال ولله الحمد والمنة احسن الله اليك شيخنا. تقسيم علامات الساعة الصغرى والكبرى هل صحيح؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر في القضاء للاصولية قبول نتائج الاستقراء. فاذا استقرأنا شيئا معينا ثم وصلنا بعد نهاية الاستقراء الى نتيجة فاننا نعتمد هذه والتي دليلها الاستقراء. فالاستقراء دليل يصح ان نعتمد على نتائجه في تقسيم شرعي او في تنويع شرعي او او غير ذلك من امور الشريعة. فالادلة المتعلقة بالتوحيد لما استقرأناها في الكتاب والسنة ان منها ادلة تتكلم عن ربوبية الله فسميناها توحيد الربوبية. ووجدنا منها ادلة تتكلم عن توحيد الاسماء والصفات فسميناها هذه الا توحيد الاسماء والصفات. ووجدنا ادلة تتكلم عن توحيد الالوهية فسميناها توحيد الالوهية. اليس كذلك؟ فهذه تقسيمات ادلتها الاستقراء دليلها الاستقراء. وتقسيم علامات الساعة الى كبرى والى صغرى دليله الاستقراء وقد جرى على ذلك عامة اهل العلم رحمهم الله تعالى ممن كتب في علامات الساعة. وبناء على ذلك فتقسيم علامات الساعة الى صغرى والى كبرى ووظع ميزة للكبرى وهي قيام الساعة بعدها مباشرة. وميزة لعلامات الساعة الصغرى وهي سبقوها قيام الساعة بازمنة متطاولة هذا تقسيم صحيح لانه نتيجة من نتائج الاستقراء والمتقرر نتائج الاستقراء مقبولة فان كان الاستقراء المطلق فنتائجه قطعية وان كان مطلق الاستقراء فنتائجه ظنية النتيجتين مقبولة عند اهل السنة والجماعة. فاذا هو تقسيم صحيح لانه يستند الى دليل الاستقراء والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا هل صحيح ان التسبيح يبعد الضيق والهم؟ الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد ان التعبدات تشرح الصدور. التعبد يشرح الصدر. الله اكبر. فكل تعبد سواء اكان تعبدا عمليا او تعبدا عقد او تعبدا باطنيا قلبية فانه يشرح الصدر. فمن تفكر في الاء الله عز وجل انشرح صدره. ومن اكثر من ذكر الله عز وجل انشرح صدره. ومن اهتم وتوضأ انشرح بوضوءه صدره او صلى انشرحت انشرح صدره بصلاته او التقى مع اخوانه في المجالس وهو من اعظم العبادات فينشرح صدره او قرأ كتاب الله عز وجل فينشرح صدره اذا لا يعدو التسبيح ان يكون داخلا من فروع هذه القاعدة وهو انه نوع تعبد وكل تعبد فسبب لانشراح الصدر. والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا. ما حكم المزح والضحك في المسجد الحمد لله وبعد المتقرر في القواعد وجوب صيانة المسجد عما يؤذي المصلين. فاذا كان هذا المزاح او المداعبة في حدود المعقول بما لا يؤذي المصلين وما لا يعود على المسجد بشيء من الضرر. فانه لا بأس به ولا حرج. وقد ثبت ذلك او شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما المزاح او الضحك الذي يكون برفع الاصوات وبقلة الادب وبما يذهب المروءة وبما يضر بالمصلين او يشوش عليهم صلاتهم فانه محرم. فاذا كان الانسان لو رفع صوته بالقرآن في المسجد لكان منهيا عن ذلك فغير القرآن من الضحك والمزاح من باب اولى. ولذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام على اصحابه وهم يرفعون اصواتهم بالقرآن. فقال كل يناجي اربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة. فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة المساجد يجب ان تصانع النشدان الضالة لانه يتضمن ارتفاع صوت يؤذي المصلين. ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم من ينشد ضالة في المسجد فقولوا لا ردها الله عليك. لماذا فان المساجد لم تبنى لهذا. فمن شأن المساجد ان تصان عن كل ما يخالف مقصودها. وعن كل ما يوجب ضررا على روادها والمصلين فيها والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا. اذا وجدت مبلغ من المال في مسجد او في طرف او في طريق سواء كان المبلغ كبير او صغير ما هو الحل؟ هذا يسميه العلماء باللقطة والمتقرر في في القواعد جواز التقاطها لمن امن نفسه عليها فاذا كان الانسان يعلم من نفسه او يغلب على ظنه انه سيكون مؤتمنا على هذا المال فله ان يلتقطه. ويجب عليه ان يعرفه حوله كاملا لقول النبي صلى الله عليه وسلم اعرف وكاءها وعفاصها وعرفها سنة فان جاء صاحبها فادها اليه الا فهي مال الله يؤتيه من يشاء. الا انه اذا وجدها في المسجد فلا يجوز له ان يجعل مكان تعريفها المسجد لان الضالة في المساجد محرم للحديث الذي ذكرته لكم انفا. فاذا علم الانسان من نفسه ووثق منها انه اذا اخذ المال سوف بحق الشريعة فيه من حفظه لصاحبه ومن تعريفه حولا كاملا ومن ادائه لصاحبه اذا وجده فلا بأس ان يلتقطها والا فان السلامة لا يعدلها شيء. فتركها في مكانها اذا لم يأمن نفسه عليها خير له وابرأ عند الله عز وجل من التقاطها وخيانتها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كتم الضالة فهو ضال والله اعلم. شيخنا لماذا سمي الجبل في مكة بجبل النور؟ الحمد لله هذه التسمية لا نعلمها مرفوعة بالسند الصحيح الى النبي صلى الله عليه وسلم وانما هي من التسميات العرفية العادية التي درج عليها الناس. كتسمية جبل ايلال الذي في عرفة بجبل الرحمة والصواب انه جبل ايلال على وزن بلال. وليس جبل الرحمة. وانا حقيقة لا احب تسميته بجبل الرحمة وذلك لان هذه التسمية قد قد تضفي على هذا الجبل شيئا من القدسية مع انه لا حكم له في الشرع عندنا ابدا وليس من السنة صعوده لا في يوم عرفة ولا في غيره. وانما قصراه ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل جعله بينه وبين القبلة في حال دعائه في عربته فقط فانه جعل الجبل بينه وبين القبلة. ولكن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم ذلك شيء وكذلك ايضا جبل النور درج العامة على تسميته بجبل النور لان اول النور الذي نزل انا على هذا الجبل وهو قول الله عز وجل اقرأ باسم ربك الذي خلق والقرآن نور كما قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. وقال الله عز وجل قد جاءكم من الله نور هو كتاب مبين. فلان اول النور الذي نزل من وحي الله على هذا الجبل سمي جبل النور. ولكن ليست تسمية شرعية وانما هي تسمية عادية عرفية لا تحمل اي نوع من انواع القدسية لهذا الجبل. فليس من السنة صعوده وليس من السنة الصلاة عليه. وليس من السنة زيارة ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لا نعلم عنه بعد بعثته لا نعلم عنه بعد بعثته ولا نعلم عن احد من صحابته انه كان يعتاد زيارة هذا الجبل او الصلاة او القيام باي شيء من التعبدات عليه والله اعلم