لبعث الناس وحسابهم وتعذيب الناس او رحمتهم لولا المقدر المكتوب لولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم اي لفصل بينهم فصل النزاع بينهم وادخل اهل النار النار واهل الجنة الجنة اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير بيده الخلق والامر. الخلق خلقه والامر امره وافعال لما يريد يعز ويذل ويكرم ويهين ويخفض ويرفع ويغني ويغني ويبتلي ويعافي ويضحك ويبكي فعال لما يريد لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله ارسله الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فجزاه الله عنا خيرا ما جازى نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته وبعد ايها الاخوة الكرام دائما وابدا نستنير بكتاب الله سبحانه ونستضيء به واذكر نفسي واياكم بايات من كتاب الله واذكر نفسي واياكم باحتساب الاجر والثواب من الله سبحانه فالذي يتعلم كتاب الله يثاب وترتفع درجته كما ان الذي يتصدق يثاب والذي يصوم يثاب والذي يصلي يثاب والذي يقوم الليل يثاب فكذلك الذي يتعلم كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يثاب. قال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال صلى الله عليه وسلم اما ان احدكم اذا غدا الى المسجد فتعلم اية فهي خير له من ناقة او تعلم ايتين فهما خير له من ناقتين ومن اعدادهن من الابل فعلينا ان نقبل على كتاب الله نتعلم ونعرف ماذا يريد منا ربنا سبحانه فانا سنسأل عن كتاب الله وسنسأل عن سنة رسول الله فلا يليق بك ايها المسلم ازا سئلت عن شيء تقول لا اعلم يا رب قد كان الكتاب العزيز بين يديك واذكر نفسي واخواني بايات من سورة هود مطلعها وهي خواتيم سورة هود مطلعها قول الله تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وانهم لفي شك منهم ريب في ايات تلت هذه الايات المباركة ولقد اتينا موسى الكتاب وهو التوراة التي انزلها الله على موسى عليه السلام فاختلف فيه فمنهم مصدق بالتوراة ومنهم مكذب بها ولولا كلمة سبقت من ربك اي لولا ان الله قدر اوقاتا واماتا الله الزلم وانتقم منهم ولكن الله قدر المقادير وكتب الاشياء قبل الخلق قوله تعالى ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم تلك الكلمة التي تكلم الله بها وقضى بها الاجال وكتبها سبحانه وتعالى فالامور مقدرة ومكتوبة والاجال مقدرة ومكتوبة كذلك. ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وانهم لفي شك اي الذين ارسل اليهم موسى عليه السلام وغيرهم ايضا في شك منه اي من الكتاب مريب محير شكوا في التوراة وشكوا في موسى عليه السلام منهم من امن بموسى وصدق وكثيرون منهم كذبوا موسى صلى الله عليه وسلم ثم ان الله قال وان كلا لما ليوفينهم ربك اعمالهم هؤلاء الذين اختلفوا في الكتاب العزيز الذي نزل على موسى عليه السلام الذين سيوفيهم الله اعمالهم كل عامل منهم سيجازى بعمله وان كلا اللمة ليوفينهم ربك اعمالهم انه بما يعملون خبير انه بما يعملون خبير. فربنا لن يتركهم سدى لن يتركهم سدى ولن يتركهم هملا بل سيحاسب على ما قالوه وما تقولوه وان كلا لم ليوفينهم ربك اعمالهم انه بما يعملون خبير فاستقم كما امرت ومن تاب معك يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ونحن لرسولنا تبع فاستقم كما امرت تقم كما امرت ومن تاب معك اي وليستقم من امنوا معك وتابوا عن شركهم ودخلوا في الاسلام فاستقم كما امرت ومن تاب معك يستقيم ايضا على ما امرت على ما امرتهم به تقييمه كما امروا فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا الطغيان هنا عاقب الامر بالاستقامة قال العلماء او كثيرون منهم الطغيان طغيان بعد الامر بالاستقامة وهو الغلو المذموم والعياذ بالله. امر الله بالصلاة مسلا فهناك من يصلي ويصلي ويصلي ويتجاوز حد الاعتدال في الصلاة ويأمر الناس بالنوافل كانها فرض ويقوم من الليل يصلي يربط نفسه يعلق نفسه بحبل او عفوا يعلق حبلا فاذا خشي على نفسه من السقوط تعلق به حتى لا يسقط يتجاوز الحد في العبادة قد جاء ثلاثة نفر او اربعة نفر الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم قالوا نسأل كيف كانت عبادة رسول الله حتى نتعبد مثل عبادة رسول الله فذهبوا الى بيوت ازواج النبي وسألوهم كيف عبادة رسول الله فاخبروهم فقالوا فيما بينهم وتقالوا عبادة رسول الله. قالوا هذه العبادة قليلة التي يفعلها الرسول هذه عبادة قليلة الرسول غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال احدهم اما انا فاصوم الدهر ولا افطر كل يوم واصوم قال الثاني اما انا فاقوم الليل ولا انام قال الثالث اما انا فلا اتزوج النساء قال الرابع اما انا فلا اكل اللحم فدعاهم النبي عليه السلام وقد بلغه انه انهم اتوا الى بيته يسألون انتم الذين قلتم كذا وكذا يعلمنا التثبت قالوا نعم يا رسول الله قال اما اني والله اعلمكم بالله اعلمكم بالله واخشاكم لله ولكني اصوم وافطر واقوم وانام واكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني من رغب عن سنتي فليس مني وايضا رأى النبي صلى الله عليه وسلم او عبدالله بن عمرو كما لا يخفى عليكم كان عابدا كان عبدالله بن عمرو عابدا ومن عبادته اهمل اهل بيته. اهمل زوجته فكل يوم يسألها عبدالله بن ابوه عمرو بن العاص يسألها عن ابنه كيف حال عبدالله بن عمرو معي؟ معك عفوا فتزني بخير رجل صالح يقوم الليل ويصوم النهار كل يوم نفس السؤال ونفس الجواب فتفطن عمرو بن العاص وكان ذكيا فذهب وشكاه الى النبي صلى الله عليه وسلم اي انه يهمل زوجته يهمل زوجته طول الليل صائم آآ النهار صائم وطول الليل قائم فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم سمع منه فقال يا عبدالله بن عمرو يا عبدالله بن عمرو ان لاهلك عليك حقا وان لربك عليك حقا وان لضيفك عليك حقا ان لاهلك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا وان لربك عليك حقا وان لضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حقا حقا ونحن في حديث سلمان ثم قال انك اذا مشيت حاصل كلام النبي انك اذا سرت هذا المسير هجمت عيناك يعني دخلت غارت عيناك للداخل من شدة الصيام كيف تصوم يا عبدالله بن عمرو تا له عن صيامه وعن تلاوته للقرآن كيف تقرأ سمع من من عبد الله بن عمرو ثم وصاها قال يا عبدالله بن عمرو صم من كل شهر ثلاثة ايام تقلل استقلل المسألة قال انا اقوى على اكثر من ذلك قال صم من كل شهر جمعة اسبوع قال انا اقوى على اكثر من ذلك قال صم يوما وافطر يوما فذاك احب الصيام الى الله هو صيام داوود قال اني اقوى على اكثر من ذلك قال لا افضل من ذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم ويريد ان يصوم يوميا والنبي قال في الحديث الاخر لا صام من صام الدهر لا صام من صام الدهر او كما قال عليه الصلاة والسلام هذا ايضا ومن الطغيان تحريم ما احل الله من الاطعمة والاشربة ان تحرم على نفسك طعاما او تحرم على نفسك شرابا فالطغيان في قوله ولا تطغوا لا تتجاوزوا الحد الذي حده الله لكم في الاستقامة فليست العبرة بكثرة العمل انما العبرة بحسنه ومتابعته للسنة لذا فان الله قال الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ولم يقل ليبلوكم ايكم اكثر عملا. انما قال ليبلوكم ايكم احسن عملا فاستقم كما امرت ومن تاب معك انه بما تعملون بصير ولا تطغوا انه بما تعملون بصير ولا تركنوا الى الذين ظلموا ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. ما الركون قال بعض العلماء الركون الميل والسكون يعني تميل الى الزالمين تقول بقولهم وتمشي على اثارهم فقال بعض العلماء الركون الميل اليسير وقال اخرون الركون الميل والسكون تطمئن الى كلام الظالمين وتركن اليهم وتستمع اليهم فاذا فعلت ذلك ماذا كان قال تعالى فتمسكم النار لا تظن انك بركونك الى الظالمين ستسلم. كلا فان الله قال ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون اي هلا كان من القرون من قبلكم اهل عقل واهل فهم ينهون عن الفساد في الارض اي ما كان هذا فيهم الا قليل فجدير بنا ان نكون من هذه الفئة التي تنهى عن الفساد في الارض لا تظن ان الظالم سينصرك او ينجيك من امر الله سبحانه وتعالى ان الله قال ولا تكن للخائنين خصيما. وقال فلا تكونن ظهيرا للمجرمين ولا تكنن ظهيرا للكافرين فاحزر على نفسك يا عبدالله من ان تكون ظهيرا لاهل الباطل واهل الظلم. معاونا لهم على ظلمهم. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل قطعا من الليل ترى في النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. عظة للمتعظين. هذه الاية الكريمة اصل في الكفارات هنالك امور اذا فعلناها نكفر بكفارة حددت في الكتاب والسنة ككفارة اليمين مثلا كفارة الزهار كفارة قتل الخطأ كفارة الجماع في رمضان هذه كفارات منصوص منصوص عليك هناك ذنوب احيانا لا تدري كم الكفارة لا تدري كم كفارة هذا الذنب ولم ينص عليها في الكتاب هي السنة فترجع الى اجتهادات العالم او المفتي الذي يفتيك فيقول لك كما كان ابن عباس على سبيل المثال يقول في من فيمن تعدى الميقات بلا احرام فتعمد ترك الاحرام من الميقات يقول عليه دم. يرى ان تجاوزك للميقات متعمدا اذنبت وهذا ذنب يحتاج الى حسنة تذهب هذا الذنب قدرها عند ابن عباس ان تذبح شاة وكان ابن عباس يفتي ايضا في الذي غشي امرأته وهي حائض مرة احيانا بنصف دينار بربع دينار. فمسائل منصوص عليها في الكفارات ومسائل لم ينص على قدر الكفارة فيها في عمل الشخص الصالحات تكفر هذه السيئات طوبى في كفة الحسنات كي تطيش بالسيئات التي ارتكبت كي تطيش بالسيئات التي ارتكبت. واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. هذه الاية الكريمة لها سبب نزول ان من اصابني من امرأة قبلة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فماذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام سكت عنه فانصرف الرجل فنزل الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام فدعاه فقال صلي ركعتين امره ان يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسا امره ان يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه اذ قد نزلت واقم الصلاة طرفي النهار وزلف من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فالذي يرتكب ذنبا لا يدري كم كفارته ليس له نص في الكتاب والسنة على تحديد الكفارة يعمل حسنات يعمل من الحسنات حسنات توازي هذا الذنب او تفوق هذا الذنب حتى تطيش بتلك السيئات وبالله تعالى التوفيق يسبح كثيرا يصلي كثيرا يتصدق كثيرا على القدر الجرم واكثر من الجرم عملوا حسنات كثيرة حتى تغطي هذا. والله تعالى اعلى واعلم واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات بصفة عامة. ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى الذاكرين فالذي اقترف سوءا على نفسه ارتكب ذنبا يبادر بعمل الصالحات. كما اسلفت ليصلي كثيرا يصوم كثيرا يذكر الله كثيرا يتصدق كثيرا يحسن التوبة والانابة الى الله سبحانه ذلك ذكرى للذاكرين. عظة للمتعظين يتعظون بها ويفعلونها ذلك ذكرى للذاكرين. هكذا قال الله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين اصبر على طاعة الله وعلى طاعة رسول الله. اصبر على الاقدار المؤلمة التي قدرها الله عليك اصبر عن المعاصي بما نمتنع عنها فالصبر هذه صوره. صبر عن المعاصي معصية امامك اصبر عنها ابتعد عنها كما فعل الصديق يوسف عليه السلام صبر على الطاعة صليت الفجر وتريد ان تنام وذكر الله في بركة وخير تصبر في مقامك حتى تطلع الشمس تثاب صبر على الاقدار المؤلمة صبر على جهلات الناس وعلى حماقات الناس وذاك من اشق انواع الصبر. حبس النفس عن الانتصار حبس النفس عن الانتصار حبس النفس عن الغيبة حبس النفس عن النميمة كل هذا داخل في قوله تعالى واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. ومن العلماء من قال هنا لارتباطها بالاحسان تنزلت على الصبر على جهلات الناس ومؤاخذات الناس. لان الله قال والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين ثمان الله قال فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض جدير بنا ايها الاخوة والاخوات ان نكون من الفئة التي تنهى عن الفساد في الارض فليس المفسد في الارض كالمصلح فيها لا يستوي المصلح مع المفسد فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض اي اولوا بقية من علم وفهم وديانة وصلاح ينهون عن الفساد في الارض ما كان ذلك الا في قليل منهم الا في قليل منهم. ولذا حلت اللعنات على كثيرين قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم. لماذا لعنوا اعقلوا يا اهل الاسلام القرآن لم ينزل عبثا ابدا ولا باطلا ليس هو بالاساطير انما ينزل يحمل مدلولات قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم على لسان النبيين كريمين. داوود وعيسى ابن مريم. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. لبس الصنيع صنيعهم ان يسكتوا عن المنكرات والفساد يستشري ويسكنون لذلك ويركنون الى اهل الظلم. بئس هذا الصنيع الذي يصنع من علماء ومن ومن شيوخ ومن غيرهم يسكتون عن المنكر والفساد والشر ينتشر في الارض فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية اي اهل عقل وفهم ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن انجينا منهم ان اشد اية على العلماء كما قال بعض علماء السلف كسفيان ابن عينة على ما نقل عنه هي قوله تعالى لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. فلا تظن يا عبد الله ان تمام الصلاح ان تذهب من البيت للمسجد وان ترجع من المسجد للبيت وان تقوم الليل وفقط كلا بل من الطيبة والصلاح والفضل من الطيبة والصلاح والفضل ان تنهى عن الفساد في الارض. نعم قد تبتلى. لكن والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. لقد قال لقمان المرسوم بالحكمة لولده وهو يعظه لم يوصيه يقول يا بني خليك في حالك. امشي من المسجد للصلاة وارجع. لا ابدا انما قال يا بني اقف الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يعرضك لابتلاءات من السفهاء الذين يحبون الفساد في الارض يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور هناك حكمة وموعظة حسنة تتبع كما قال تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن قال تعالى في كتابه الكريم فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا وارجو من الاخوة ان يمعنوا النظر في قوله الا قليلا ممن انجينا منهم فالمصلحون ناجون المصلحون اذا نزل ازا نزل العذاب ناجون المصلحون اذا جاء البلاء ناجون قد يبتلى الناس كلهم وانت في مأمن وسلام لان الله انجاك ان ربنا لما ذكر اصحاب القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شراء ذكر ثلاث فئات فئة امرت بالمعروف ونهت عن منكر وفئة سكتت وفئة فئة آآ اعتدت اعتدت قال تعالى انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. الساكتون هل عذبوا؟ ام تركوا مهملون الله اهمل الله زكرهم لكن المشرفون المكرمون انجينا الذين ينهون عن السوء فالفئة الكريمة ينجيها الله هي التي تنقذ الناس. الشخص في طريقه الى النار في طريقه الى جهنم وانت ساكت عنه وتتركه يسير في الطريق الى النار. ما نصحت له ولا اديت له الحق وانت تبش له وانت غشاش له فربنا قال فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين فما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون لابن تيمية قول في هذه الاية الكريمة حاصله ان الامم الكافرة ان كانت فيما بينها عادلة فان الله ينجيها من من العذاب الدنيوي ويدخر العذاب على الشرك وحده على الشرك ليوم القيامة اما الامم المسلمة ان كانت ظالمة فيما بينها قد تعجل لها العقوبة في دنياها كاد يقول وما كان ربك ليهلك القرى بظلم اي بشرك فقط حتى ينضم يعني وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون. اي بشرك فقط واهلها فيما بينهم متراحمون هذا وجه من الوجوه. انما يهلكها اذا انضم الى الشرك جرم اخر كقوم شعيب مشركون انضم الى الشرك تطفيف الكيل والميزان. قوم لوط مشركون انضم اليهم الفعل الخبيس قوم فرعون مشركون لكن ذبحوا الابناء واستحيوا النساء كذلك قوم معاذ مشركون. لكن انضم الى شركهم الطغيان في البلاد وقتل النفس بغير حق فهذا وجه من وجوه التفسير. وما كان ربك ليهلك القرى بظلم اي بشرك فقط واهلها مصلحون متراحمون فيما بينهم اما اذا انضم الى الشرك ذنب اخر عوقبوا بها. اما الشرك في العذاب في الدنيا. الشرك عذابه يؤجل لهم في الاخرة. هذا وجه اما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة لجعلهم جميعا على الايمان او على الكفر لجعل الناس ملة واحدة. الامة هنا بمعنى الملة بمعنى الجماعة على الدين الواحد ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك فمن رحمهم الله ينبغي الا يختلفوا. من رحمهم الله ينبغي ان يأتلفوا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من رحم ربك ولذلك خلقهم فريق في الجنة وفريق في السعير. كما قال تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. نعوذ بالله من النار قال تعالى في كتابه الكريم وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه اي في هذه السورة سورة هود التي نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام وان كان في الاسناد ضعف شيبتني هود واخواتها والسند فيه مقال قال وجاءك في هذه اي في هذه السورة الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين فقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم اني عامل. استمروا على طريقتكم. اني مستمر على طريقتي في طاعة ربي اني عامل نقول للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم اني عامل انا عاملون وانتزروا انا منتزرون ولله طيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه لا تلتفت لمثبطين لا لا تخشى من اهل ظلم واهل فسق واهل فجور قال تعالى فاعبده وتوكل عليه وما الله بغافل عما تعملون فربنا يراقبنا ويعلم سرنا وجهرنا وعلانيتنا وسرنا يعلم كل شيء عنا ولا يخفى عليه ما يحدث فقد قال ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار نفعنا الله واياكم بكتابه الكريم بسنة نبيه الامين استغفروا ربكم انه كان غفارا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ايها الاخوة قد آآ هل علينا هلال شهر ذي الحجة عفوا هلال شهر ذي القعدة نسأل الله ان يجعله هلال خير وبركة ورشد على الاسلام والمسلمين اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحبه يا ربنا وترضاه ايها الاخوة لا يخفى عليكم ان ذي الحجة ان عفوا ان ذي القعدة من الاشهر الحرم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القاعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان رجب قبيلة مضر المنسوب الى قبيلة مدر انها كانت لا تعبث بالشهور ولا بالتواريخ غيرها كانت تقدم في الشهور وتؤخر قبيلة تحارب قبيلة فاذا دخل الاشهر الحرم يفترض انها تتوقف فيقولون شهر ذو القعدة تار زي القعدة دخل توقف عن الحرب قلنا نؤجل زي القاعدة هذا الشهر الى بعد خمسة اشهر نلغيه هذا العام انما النسيئ والتأخير هذا زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا الايات يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله ان يوافقوا عدة ما حرم الله الايات ايها الاخوة لقد قال ربكم ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والارض ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم لظلم النفس وجهان عند العلماء احدهما ان تظلم نفسك بالمعاصي والتمرد على امر الله والثاني ان تظلم نفسك ان المراد بالنفس الاخرون من المسلمين ولا شك ان المعنيين يرادان في هذه الاية فلا تظلم نفسك بالعصيان ولا تظلم المسلمين. اما اطلاق النفس على المسلمين اخوانك قال تعالى ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا اذ ادخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم نصوص كثيرة تفيد ان المراد بالنفس احيانا الاسلام عموما وانت داخل فيها ايضا فلا يحل لنا ان نظلم انفسنا لا بارتكاب المعاصي والذنوب ولا بظلم العباد الاخرين باية صورة من صور الظلم الذنب فيها يعظم والعياذ بالله من الذنوب. لقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد قال تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير. الايات ان النبي عليه الصلاة والسلام وقف يخطب الناس في ذي الحجة يوم النحر فقال اي شهر هذا آآ فسكتوا ظنا انه سيسميه بغير اسمه ثم قال اليس بذي الحجة اليس بالشهر الحرام فالاشهر الحرام يحافظ فيها العبد على نفسه حتى لا يتضاعف عليه الاثم ويحافظ العبد على نفسه من ظلم العباد كذلك نسأل الله ان يعصمنا واياكم من الزلل. وان يجعلها شهورا مباركة علينا وعليكم يا اهل الاسلام اللهم يا ربنا يا ولي الاسلام واهله ثبتنا على الاسلام والايمان حتى نلقاك اللهم اصرف عنا السوء والمكروه يا رب العالمين وجنبنا الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن اللهم يا ربنا يا ولي الاسلام واهله الحقنا بمن انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فك يا ربنا اسرانا واسرى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين وصل اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين اقم الصلاة