سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله وقال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي مع شدة اعماله وتزكية الله لهم تربيتهم على يدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كلهم يخاف على نفسه هذا دليل على عظيم خوفه من الله سبحانه وتعالى ولذلك قال بعض السلف لا يخاف النفاق الا مؤمن ولا يأمن النفاق الا منافق فاحذروا عباد الله فاحذروا عباد الله واتصفوا اوصاف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحبوهم لعلكم تنالوا طريقهم وتسير سيرهم نعم. ويذكر عن الحسن انه قال ما خافه الا مؤمن ولا امنه الا منافق نعم. كان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة رضي الله عنهما انشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بالمنافقين فيقول لا ولا ازكي بعدك احدا. الله اكبر فسمعت شيخنا رحمه الله يقول ليس المراد اني لا ابرئ غيرك من النفاق بل المراد لافتح علي هذا الباب فكل من سألني هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فازكيه قلت وقريب من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم للذي سأله ان يدعو له ان يكون من السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب. قال سبقك بها عكاشة ولم يردن عكاشة وحده احق بذلك ممن عداهم من الصحابة ولكن لو دعا له لقام اخر واخر وانفتح الباب. ربما قام من لم يستحق ان يكون منهم فكان الامساك اولى والله اعلم. هؤلاء صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين بشروا بالجنة على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كانوا يخافون من مكر الله تبارك وتعالى يخافون من عذاب الله جل وعلا كيف بنا نحن الواجب على الانسان ان يكون خائفا راجيا يعمل على وجل يعمل على خوف لعل وعسى ان تناله رحمة الله جل وعلا ورحمة الله قريب من المحسنين فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم