والناس في القرآن درجات. منهم من يقرأه قراءة امانيه. كحال اولئك الذين قرأوه اماني. قال الله جل وعلا فيهم ومنهم اميون لا يقرأون الكتاب الا امانيا. وان هم الا يظنون. يقرأونه اماني لا يفقهون ما فيه والواجب على الناس ان يتدبروا القرآن وان يتأملوه لان الله جل جلاله امرهم بذلك. فقال سبحانه فلا يتدبرون ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال جل وعلا افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأتي ابائهم الاولين. وقال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها. دلت هذه الاية اية سورة محمد عليه الصلاة والسلام ان من لم يتدبر القرآن فان على قلبه طفلا. وهذا صحيح. ان من الناس من يقرأ القرآن لكن لا يستحضر انه ينبغي له ان يفهم معانيه. فيمر بالاية مرة ومرتين وثلاث وهو لم يشغل قلبه بمعرفة معناها. يسمع الامام يتلو ايات وتمر على ذهنه خاصة في المفصل فيما يقرأ كثيرا ولا يفهم بعض المعاني ولا يتحرك الى ان يعلم معاني تلك الايات ولا شك ان هذا قصور عن القرآن بغيره. اذا فالانشغال بالقرآن في وصية ابن مسعود انشغال بحفظه. انشغال بمدارسته انشغال بمذاكرته انشغال بتدبره ومعرفة معانيه وكل ما كان في سبيل القرآن وتفهمه ودراسته فانه مأمور به لان القرآن هو الاسلام. ولان القرآن هو الحجة على العالمين الى قيام الساعة