ويؤذيهما اذاها ليقول لها وللناس اجمعين يا فاطمة بنت محمد سليني من ما لي ما شئت. لا اغني لك من الله شيئا النبي صلى الله عليه وسلم مع ما جبله الله من الرحمة والشفقة لم يستطع ان يتجاوز الحد الذي حده الله له تعلم الامة ان لله حقا لا يصرف لغيره ولو كان نبيا مرسلا وملكا مقربا الله وحده الذي يحكم ولا معقب لحكمه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين وقال انهما ليعذبان. وما يعذبان في كبير. اما احدهما فكان لا يستتر من البول. واما الاخر وكان يمشي بالنميمة واخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين اما بعد فهذا الحديث الشريف حديث حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قصة هذين القبرين مشتمل على جملة من الاحكام والمسائل ومن اهمها التشديد في امر البول ولذلك اعتنى الائمة رحمهم الله بايراده في باب الاستنجاء كذلك اعتنى بعض العلماء بذكره في ابواب الاستطابة وكل هذا لتعلقه بامر عظيم وهو امر الطهارة والطهارة هي مفتاح الصلاة فلما كانت الصلاة عمود الدين وهي اول ما يحاسب عنه العبد يوم عنه العبد يوم القيامة فان الطهارة اول ما يكون من امر الصلاة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور فاذا كانت الطهارة هي اول اول ما يكون من الصلاة فان اول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة ولذلك قال بعض العلماء لما كانت الصلاة هي اول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة كذلك هي اول ما يعذب به الانسان في قبره والعياذ بالله والقبر هو اول منازل الاخرة والصلاة هي اول ما يحاسب عنه العبد كذلك ايضا في عذاب القبر يكون العذاب اول ما يكون في امر الصلاة ولذلك شدد الدين في امرها وبين عظيم شأنها وشدة خطرها اذا ظيع العبد حقها وحقوقها والزم العباد باقامتها على وجهها حتى يخلص العبد من تبعتها في الدنيا والاخرة وكما ان فيها الخير العظيم والنفع العميم للعبد وجعلها الله حصنا حصينا وحرزا مكينا له من الشهوات ومن كل سوء وشر باذن الله عز وجل ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فاذا كانت تنهى عن المعاصي فانها تقفل على العبد ابواب الشرور كلها لان الشر كله في معصية الله والخير كله في طاعة الله عز وجل وهذا الحديث الشريف مشتمل على هذا الحكم المتعلق بالطهارة ولذلك من المناسب ذكره في باب الاستنجاء للتنبيه على ما ينبغي على العبد ان يراعيه اذا استنجى قال بعض العلماء ان هذا يكون في اخر الطهارة وهو ادب من اداب قضاء الحاجة بعد الفراغ من قضائها ان يستتر من بوله وان يستنزه من بوله وليس الحكم خاصا بالبول فليشملوا ايضا الغائط عليه ان يتقي الله سيتطهر كما امره الله حتى تكون عبادته وتكون صلاته صحيحة على الوجه المعتبر يقول يقول رضي الله عنه يقول الائمة رحمهم الله عن عبد الله ابن عباس هو القبس النبراس ابو العباس حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس ابن عبد المطلب ابن هاشم ولد رضي الله عنه وارضاه في شعب بني هاشم ابان حصار قريش الظالم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وال بيته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وكان الحصار قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ولذلك توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ناهز ابن عباس رضي الله عنهما الحلم كما ثبت في الصحيح عنه رضي الله عنه وارضاه في قصته المشهورة قال اقبلت على اتان وقد ناهزت الحلم وكان ذلك بمسجد الخيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس في حجة الوداع فبين رضي الله عنه وارضاه انه توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ناهز الحلم قال بعض العلماء كان عمره عشر سنين وهو اضعف الاقوال وقيل ثلاث عشرة وهو اقواها وقيل خمس عشرة ومال اليه بعض العلماء ولكن القول الثاني عليه كثير من ائمة السير والتراجم رحمهم الله دعا له النبي صلى الله عليه وسلم دعوة نال بها سعادة الدنيا والاخرة فقال عليه الصلاة والسلام اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وذلك لما وضع للنبي صلى الله عليه وسلم طهوره ووضوءه وسأل ام المؤمنين رضي الله عنها من صنع هذا فقالت عبد الله فقال اللهم فقهه في الدين يعلمه التأويل وضمه ذات مرة بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وقال اللهم علمه الحكمة فاوتي الحكمة رضي الله عنه وارضاه واردفه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وراء ظهره على دابته ونصحه ووعظه وذكره وقال يا غلام الا اعلمك كلمات ينفعك الله بهن فنعم المعلم ونعم المعلم ومن مناقبه انه بات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه ميمونة ام المؤمنين خالته لانها اخت ام لبابة عبدالله بن عباس آآ اخت للبابة بنت الحارث ابن عامر رضي الله عنها وارضاها وهي ام عبد الله ابن عباس زوج زوج العباس ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم بات مع النبي صلى الله عليه وسلم على فراشه مع اهله وزوجه وبات في عرض الوسادة وكان رضي الله عنه وارضاه قد خرج في تلك الليلة لاجل ان يحفظ لهذه الامة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ما خرج لدنيا يصيبها ولا لتجارة يطلبها ولكن خرج لتجارة الاخرة التجارة الرابحة مع صغر في السن وعلو في الهمة. وهذا كله من توفيق الله سبحانه وتعالى له فبات تلك الليلة في القصة المشهورة التي استخرج بعض العلماء منها ما لا يقل عن ثلاثين مسألة وفائدة وكان رضي الله عنه وارضاه حريصا على حفظ السنة وحفظ منك من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب فمن منه ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه ما سمعه من غيره من الصحابة رضوان الله عليهم فهو من صغار الصحابة لكنه من اهل الهمم الكبيرة السامية العالية رضي الله عنه وارضاه وجعل اعالي الفردوس مسكنه ومثواه وجزاه عن امة محمد صلى الله عليه وسلم خير ما جزى صحابيا عن صحبته قيل انه روى الفا وست مئة وستين حديثا ذكر الامام احمد رحمه الله رحمه الله اكثرها في مسنده ولكن هذه الاحاديث لم يتصل سماعه رظي الله عنه بها كلها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتبع الائمة ومنهم الحافظ ابن حجر ما اتصل اسناده وسماعه فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم فبلغ اكثر من اربعين حديثا ثم انه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل على العلم وحدث نفسه ان يحفظ العلم وان يتعلم وبحث فلم يجد افضل عنده من زيد ابن ثابت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت كفاه شرفا ان ابا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يجمع القرآن لم يأتمن الا زيد بن ثابت رضي الله عنه وارضاه وحفظه له في الرقاع والصحف ثم بقيت هذه النسخة عند ابي بكر حتى توفي ثم دفعت لحفصة ثم بعد ذلك كانت عند عثمان رضي الله عن الجميع وارضاهم فاقبل على زيد ابن ثابت وتعلم منه العلم فلما وكان رضي الله عنه وارضاه يجل كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويتأدب معهم ولذلك قال لابي سعيد الخدري رضي الله عنه وارضاه انتم اعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم مني وكان ينام على عتبة دار زيد ابن ثابت فاذا خرج زيد قام الى دابته وامسك بخطامها فقال زيد رضي الله عنه ما هذا يا ابن عم رسول الله فيقول له هكذا امرنا ان نصنع بعلمائنا فيأخذ زيد يده ويقبلها ويقول هكذا امرنا ان نصنع مع ال بيت نبينا صلوات الله وسلامه عليه وكان اذا بلغه الحديث عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انطلق اليه ولو كان الوقت قيلولة فبقي على باب داره حتى يخرج الصحابي ليحدثه بذلك الحديث كل هذا من علو همته وحرصه على طلب العلم لم يلتفت الى شرف نسبه ولم يلتفت الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له انه سيؤتى الحكمة ويعلم التأويل ولكنه اخذ بالاسباب وطرق الابواب وسلك مسلك اهل الخير والهدى والصواب. ففتح الله عليه ابواب رحمته. وجعله اماما من ائمة المسلمين وعلما من اعلام الدين قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن ابن عباس انه بحر وقال انه حبر الامة وقال عنه انه ترجمان القرآن كلها القاب كانت لهذا الصحابي الصغير في سنه الكبير في حبه لربه وحرصه على تعلم العلم من نافع فانه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الانصار هلم نطلب العلم وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت فيهم كثرة فلم يعبه به ذلك الرجل ولم يلبث حتى رآه. وقد اجتمع الناس عليه واخذوا منه العلم. فعلم بذلك صدق نيته وحرصه على العلم النافع. فبلغه الله عز وجل مبتغاه. وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء كان رضي الله عنه وارضاه يغشى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعهم في المسائل ويعرض عليهم النوازل حتى تفقه في دين الله وتعلم الاثار والاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحبه ويدنيه في المجلس حتى انه ادخله ذات يوم حتى انه كان يدخله مع اهل بدر وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا دخل عليه الصحابة او دخل عليه الناس انزل الناس منازلهم قدم اهل السابقة في الاسلام كالمهاجرين وكذلك اصحاب بدر ونحوهم ممن لهم بلاء وسابقة في الدين. فاذا جاء ابن عباس رضي الله عنه وارضاه مع صغر سنه ادخله مع الكبار واجلسه بجواره فعتبوا عليه ذلك حتى امتحنهم اخبرهم بسؤالهم عن عن قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح فاجابوه باجوبة ثم سأل ابن عباس رضي الله عنهما فقال هي نعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعى الله اليه نفسه فعجب الصحابة رضوان الله عليهم من علمه وهو بحر في العلم وبحر في الفضل والكرم رضي الله عنه وارضاه وليس بذلك بغريب عليه ما قال لا قط الا في تشهد لولا التشهد كانت لاؤه نعم يدخل عليه الناس ويصيبون من كرمه وفضله اطيب الطعام في بيته واطيب العلم في مجلسه. رضي الله عنه وارضاه قال بعض اصحابه كان ابن عباس اذا حدث افصح الناس اذا حدث اعلم الناس واذا تكلم افصح الناس رضي الله عنه وارضاه وكان مع هذا كله حريصا على نشر العلم فاذا خرج خرج معه طلاب العلم حتى ان معاوية رضي الله عنه وهو الخليفة خرج الى الحج فخرج معه ابن عباس واصبح الناس يرون ركبين ركب لمعاوية وركب لابن عباس من طلبة العلم يسألونه ويستفتونه ويسترون عن رأيه رضي الله عنه وارضاه كان قوي الحجة والبرهان حتى ان عليا رضي الله عنه وارضاه انتدبه لمناظرة الخوارج فرجعوا عن رأيهم ورجع معه اكثر من نصفهم اكثر من اربعة الاف رجل من قوة حجته وصدعه وعلمه بكتاب الله ومراد الله سبحانه وتعالى بما فتح الله عليه بفضله سبحانه ثم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وعلمه التأويل. فكان اذا تكلم عن القرآن وخشعت القلوب من واذعنت لكلامه حتى انه وقف في حجة حجها ولي امارتها فاصبح يفسر في خطبة يوم عرفة سورة النور. قال بعض من شهده لو ان الترك رأوه لاسلموا. كل هذا من غزارة علمه ونبله يفتح باب بيته. فيقال للناس من اراد الفقه فليدخل فيدخل من يسأل عن المسائل والاحكام الشرعية الفقهية. فاذا انتهوا قال اخوانكم بالباب ثم ينادي المنادي من كان يريد الحديث فليدخل فيدخلون حتى يملأوا مجالسه ثم يحدثهم فاذا انتهى من حديثهم قال اخوانكم ثم ينادي المنادي من كان يريد لسان العرب وكلامها فليدخل فيدخل حتى يملأ المجلس. كان الله عنه وارضاه بحرا زاخرا العلم والفظل والنبل وفي اخر حياته رظي الله عنه انتقل الى الطائف حتى وافته منيته سنة ثمان وستين. وقيل تسع وستين وقيل سبعين من الهجرة وصلى عليه محمد ابن الحنفية ابن علي ابن ابي طالب رحمه الله وقبره بالطائف معروف مشهور هوى قمر نحو المغيب بنفقه وابقى انعكاسا من شعاع تشععا ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجزيه خير ما جزى صحابيا عن صحبته وان يا اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وارضاهم بخير الجزاء. وان يجمعنا بهم يوم اللقاء في اعالي الفردوس مع الامهات والاباء. انه سميع مجيب الدعاء عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يقول رضي الله عنه وارضاه مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين هذان القبران لا يعرف من هما اصحاب هذين القبرين وقال بعض العلماء ان الراوي قصد عدم ذكر اسم صاحبي القبرين وهذا من باب الستر وهو محمود في الشرع وخاصة ان معرفة اسم الصحابيين ليس فيه كبير فائدة لان المقصود معرفة الحكم الشرعي والاستفادة مما اشتملت عليه هذه السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله رضي الله عنه بقبرين البالي التعدية والقبران مثنى قبر والقبر هو الموضع الذي يوارى فيه جسد الميت بعد وفاته وهذان القبران جاء في بعض الرواية انهما كانا في حائطين من حوائط المدينة وذكر بعض الشراح انهما لم يكونا مسلمين ولذلك شفع النبي صلى الله عليه وسلم لهما بتخفيف العذاب لا بزواله من باب الشفقة والرحمة وهذا ضعيف والاقوى الاول وانهما كانا مسلمين وان شفاعته عليه الصلاة والسلام كانت بامر الله عز وجل. نعم وقال انهما ليعذبان وقال انهما ليعذبان مر على القبرين فنزل عليه الوحي من السماء بامر لا يعلمه احد الا الله جل جلاله وهو عذاب القبر وامر عذاب القبر من الامور الغيبية التي لا يمكن لاحد ان يعلمها الا اذا اطلعه الله عليها وقد سأل نبي الرحمة ربه عز وجل الا يسمع امته عذاب القبر وقال عليه الصلاة والسلام لولا اني اخشى الا تتدافنوا لسألت الله ان يسمعكم عذاب القبر ولو سمع الناس ما في القبور من عذابها لكارهوا الدنيا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لو تعلمون والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم من نساء على الفرش وامر القبر امر عظيم ولذلك كان عثمان ابن عفان الصحابي الجليل الذي تستحي منه الملائكة كان اذا وقف على القبر بكى وابتلت لحيته واشتد عليه الامر حتى عرف ذلك منه الناس وقالوا له تذكر الجنة والنار وتقف على القبر فيكون من شأنك ما يكون وقال ان خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرني ان القبر اول منازل الاخرة واذا كان القبر يسيرا على على العبد فما بعده ايسر واذا كان شديدا وما بعده اشد مر بقبرين فنزل الوحي عليه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه لان في هذين القبرين معذبين كم من قبور يلعب الناس حولها ويضحكون ويسرون ولو علموا ما بداخلها من الاهوال ومن عذاب ذي العزة والجلال لما جلسوا بجوارها وكم من قبور في الكهوف المظلمة قد ملأها الله انوارا على اهلها وجعلها رياظا من رياظ الجنة على اصحابها. جعلنا الله واياكم من اهل هذه القبور مر بقبرين والقبران مثنى قبر وهو واحد القبور ولكل اناس مقبر بفنائهم فهم ينقصون والقبور تزيد صاحي شمر لا تزل ذاكر الموت فنسيانه ظلال مبين راح يخفف الوطأ ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد لما وقف عليه الصلاة والسلام واخبر الصحابة بخبر هذين القبرين اشتمل خبره على معجزة من معجزاته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ولا يجوز لاحد ان ينسب لنفسه انه اطلع على عذاب القبور وسجل ذلك كما انتشر في قبل فترة يسيرة عن بعضهم وكما يولع بعض الذين يعتنون بالاخبار الغريبة بنشر مثل هذه الاشياء التي يزعم فيها انها عذاب للقبور ومن نشر شيئا من ذلك حمله الله مسئوليته يوم القيامة فلا يغش الانسان نفسه ولا يغش عباد الله وامر الغيب امر القبر امر غيبي ولذلك يسمي العلماء امور القبور وما يكون فيها بالسمعيات مرادهم بالسمعيات اي انها امور متوقفة على ما نسمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام قد تلقاه من ربه. لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى مر بقبرين وقال انهما انهما بصيغة التوكيد والعرب في خطابها تأتي بالتوكيد عند الحاجة فلا يؤكد الخبر الذي لا يحتاج الى توكيد وانما يؤكد الخبر الغريب اول خبر الذي قد يكذبه السامع او يشك فيه فقال عليه الصلاة والسلام لان الامر يتعلق بالغيب انهما بصيغة التوكيد انهما ليعذبان والعذاب هو العقوبة تأكد بمؤكدين انهما حرف التوكيد واللام وهذا بخفاء الامر شدة خفاء الامر ولكونه من الامور الغيبية كما ذكرنا انهما ليعذبان اذا ثبت في النص في الكتاب والسنة ان قولا او فعلا يقوله الانسان او يفعله او يعتقده فيه عقوبة ولم يكن مخرجا من الملة فانه يكون كبيرة من كبائر الذنوب فلما اخبر صلى الله عليه وسلم ان صاحب القبرين يعذبان دل هذا على ان سبب العقوبة بهذين المقبورين يعتبر من الكبائر اي من كبائر الذنوب اعاذنا الله واياكم منها وسلمنا والمسلمين منها انهما ليعذبان. نعم. وما يعذبان في كبير. وما يعذبان في كبير وما يعذبان في امر يشق على الانسان تركه والتحرز منه والتوقي وهو عليه الصلاة والسلام ينفي صعوبة التوقي من السبب الموجب للعقوبة ولذلك جاء في الرواية الاخرى بلى انه لكبير وهو يقول وما يعذبان في كبير. قال بعض العلماء عندنا نفي واثبات قال ما يعذبان في كبير لان هذا امر ليس بكبير ثم رجع وقال بلى انه لكبير وهذا تعارض في الظاهر ولكن الواقع ان المثبت غير المنفي وقال بعض العلماء وهو اقوى الاقوال في نظري وارجحها والعلم عند الله ان المنفي في قوله وما يعذبان في كبير اي في امر كبير على الانسان ان يتقيه وان يجتنبه وان يتحرز منه وهو امر البول فانه يسير على الانسان اذا بال ان يتقي وان يتحفظ لان الله لم يكلفنا فوق طاقتنا ولم يكلفنا امرا عسيرا الدين يسر ومما امر الله به اتقاء النجاسة التوقي من النجاسة ليس بامر كبير وقوله بلى انه لكبير اي كبير عند الله فاذا كان المكلف يستخف به وهو امر يسير يمكن التحرز عنه فانه كبير عند الله في الاثم والعقوبة ولذلك رتب عليه عذاب القبر هذا الوجه الاول. الوجه الثاني وما يعذبان في كبير اي انه عليه الصلاة والسلام قصد ان هذا الامر ليس بذي شأن وانه امر حقير لانه متعلق بالنجاسات والقاذورات وما يعذبان في كبير بلى انه لكبير اي كبير في الاثم وما يكون علي من سوء العاقبة والعياذ بالله والوجه الثالث قال بعض العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وما يعذبان في كبير ثم نزل عليه الوحي فقال بلى انه لكبير وعلى هذا الوجه يكون هناك ناسخ ومنسوخ وقوله وما يعذبان في كبير اخبر باول الامر انه ليس بذنب كبير ثم نزل عليه الوحي انه ذنب كبير فهذا الوجه ورد عليه اشكال معروف عند علماء الاصول وهو ان النسخ لا يقع في الاخبار وعلي فقالوا ان هذا الوجه ضعيف ولكن هذا الاشكال مردود لان المنسوخ هو الحكم وليس الخبر وفرق بين نسخ الحكم ونسخ الخبر وهو عليه الصلاة والسلام وصف الامر بكونه ليس كبيرا اي في حكم الله عز وجل ولا يأخذ حكما كبيرة. ثم نزل الناسخ بانه كبير اي ان الله حكم بكونه كبيرة يعذب بها الانسان في قبره وفي اخرته وقيل وهو الوجه الرابع وما يعذبان في كبير اي عند الناس وهم يستخفون بهذا الامر ويتساهلون فيه بلى انه لكبير اي عند الله اي عند رب الجنة والناس فهذه الاوجه في قوله عليه الصلاة والسلام وما يعذبان في كبير في قوله انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير السياق هذا السياق يدل على ان المراد صاحب القبرين وليس المراد القبر نفسه لان العذاب ليس للقبر وانما لصاحب القبر من باب اطلاق المحل وارادة الحال يقول عليه الصلاة والسلام وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من البول اما احدهما وكان لا يستتر من البول وفي بعض الرواية روايات اشار الى الذي لا يستتر الى قبره فقال اما هذا وكان لا يستتر وفي رواية لا يستنزه وفي رواية لا يستبرئ وفي رواية لا يتوقى وفي رواية لا يتقي وهذه كلها راجعة الى معان قال بعض العلماء لا يستتر من بوله اي انه لا يتوقى من البول لا يجعل بينه وبين بول وقاية فاذا بال اصاب طشاش البول ثوبه او بدنه فتنجس فبطلت صلاته قيل لا اما رواية لا يستنزه والمراد انه يتعجل في القيام فاذا انتهى من البول استعجل في القيام فبقيت القطرات فافسدت عليه وضوءه نقضت عليه الوضوء اذا توضأ مستعجلا قبل ان يخرج الخارج تماما فانه يتوضأ ثم تخرج القطرة او القطرتان فتفسد الوضوء ويبطل وضوءه ثم اذا خرجت القطرة والقطرتان نجست الثوب ونجست البدن فاجتمع الخلل في طهارة الحدث وطهارة الخبث لا يستنزه وقيل لا يتوقى وهي بمثل لا يستتر ولا يتقي اي كذلك مثلها ولا يستبرئ قريبة من لا يستنزه وايضا فيها معنى لان الاستبراء المراد به النقاء براءة الشيء خلوه مثل براءة الذمة خلوها من الحق الواجب عليها واستبراء البول انه لا يعجل اذا قلنا انه مثل الاستنزاه او الاستبراء اي انه يبعد نفسه فكأنه يبرئها من تبعات النجاسة ان تصيبه في ثوبه او بدنه فتفسد عليه عبادته اما احدهما فكان لا يستنزه او لا يستتر او لا يستبرئ او لا يتوقى او لا يتقي. نعم من بوله اي من البول قوله من بوله راجع الى المقبور وعليه فيكون البول بول الانسان والادمي وفي بعض الروايات ان عذاب القبر من البول عموما وفي قوله من بوله نجاسة بول الانسان مجمع عليها بين العلماء رحمهم الله لكن نجاسة الانسان وغير الانسان كالحيوان اذا اطلق جنس البول ليست مسلمة لانه وردت النصوص لتخصيص بعض ابوال الحيوان كبول الابل قبول الغنم وبول مأكول اللحم وانها طاهرة ولذلك ثبت في الحديث الصحيح الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم عليه اناس من عكل او عرينة واجتو المدينة امرهم عليه الصلاة والسلام ان يخرجوا الى ابل القاء الابل الصدقة بالقاحة وخرجوا الى ابل الصدقة وامرهم ان يشربوا من ابوالها والبانها اقوله ان يشربوا من ابوالها واذن عليه الصلاة والسلام بالصلاة في مبارك مبارك الغنم ومنع من معاطن الابل لان فيها الشياطين وتحظرها الشياطين ودل على طهارة روث الغنم وفضلة الغنم فهذه مستثناة من البول عموما لكن الذي ورد الوعيد في في عذاب القبر هو بول الانسان وهو نجس ويستوي الا يتقيه عند قضاء الحاجة او بعد ذلك مثل ان يصيب البول ثوبا او سروالا ثم يصلي فيه نعم واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. واما الاخر اي الثاني انهما قبران وكان يمشي بالنميمة نم الحديث اذا نقله ونقل الحديث النميمة من اجل الاظرار والافساد يسمع من الرجل الكلمة في رجل اخر يذهب اليه ويقول فلان يبغضك وهو يقول كذا وكذا فيك وفلان يكرهك وهو يقول فيك كذا وكذا فنقل الحديث على سبيل الاظرار هذا نميمة باتفاق العلماء رحمهم الله وهو الذي فيه الوعيد الشديد والسبب في هذا انه يفرق جمع المسلمين ويشتت شملهم شمل المحبين ويقطع اواصر الدين لانه يجعل الناس متناثرة هذا النمام لا خير فيه لانه لو كان يخاف الله ويتقيه ما نقل الحديث بين الناس وكم من بيوت هدمت وكم من اسر شتت وكم من احباب فرقت بسبب هؤلاء الذين لا يتقون الله في انفسهم ولا في اخوانهم المسلمين من جلس مع اخيه مجلسا وحدثه بشيء فالتفت فانها امانة وسيحاسبه الله عز وجل عليها يوم القيامة فاما رابح واما من اهل الخزي والندامة نقل الحديث يدل على ضعف عقل الانسان وعلى تهوره لانه ينقل الكلام ولا يدري ما هي تبعاته وعلى خفة عقله لانه لو كان عاقلا لعقله عقله ونهاه وحجره كل ما فيه ظرر بالمسلمين الله عز وجل يجمع قلوب عباده وهذا يفرقها والله يدعو الى السلام وهذا يدعو الى البغضاء والشحناء النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن كل سبب يقطر اواصر المحبة يقطع اواصر المحبة. لا تحاسدوا ولا تباغظوا ولا تدابروا. وهذا ينقل اسباب البغظاء والشحناء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وكونوا عباد الله اخوانا وهذا يأتي ليقطع اواصر الاخوة هؤلاء من شرار الخلق عند الله ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات فاحد المعاني في القتات انه الذي ينقل الحديث مثل النمام وانه هو النمام وقال بعض العلماء ان القتات هو الذي يستمع الى حديث القوم دون علمهم ثم ينقل الى غيره ما يضرهم ما يكون سببا في ضررهم ايا ما كان فان الله حذرنا من هؤلاء ولذلك قال سبحانه وتعالى ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم ولذلك وصف لانه حقير مهين ثم اتبع الوصف بكونه مناع للخير قل ان تجد انسانا ينم الحديث بين الناس وفيه خير يمنع الخير ولذلك لن تجد اقواما ائتلافوا واتفقوا ثم بشيء اعظم من النميمة فهؤلاء من شرار الخلق عند الله والمسلم مطالب اذا اذا جاءه من ينقل اليه حديث غيره ان يذكره بالله وان ينصحه وان لا يستمع الى حديثه جاء بعضهم الى الحسن فقال له فلان يقول فيك كذا وكذا فقال له تبا لك ما وجد الشيطان رسولا يرسله غيرك وجاءه اخر وقال له فلان يقول فيك كذا وكذا فقال والله لاغيظن من امره بذلك ربي اغفر لي ولاخي فهذا هو شأن السلف الصالح اما اذا كان الانسان ضعيف العقل فانه يقرب امثال هؤلاء ويثني عليهم حتى انك لتجده يرضى بقولهم ويرضى بنصحهم ويأتمنهم وهم الخائنون ويرضى بهم والله لا يرضى عن القوم الفاسقين فاذا اسلم امره الى هؤلاء اسلمه الى الضيعة واشد ما يكون هذا اذا كان الانسان في ادارته او في عمله وعنده العمال ومن يستخدمهم فعليه ان يتقي الله والا يقبل وشاية الواشين والنمامين هؤلاء عذبهم الله في الدنيا وسيعذبهم في الاخرة فمن يطعهم فانه على هلكة بامر دينه ودنياه واخرته والاخوة سواء كانت ايمانية او كانت دنيوية تطالب صاحبها بحق وصدق ان لا يقبل من امثال هؤلاء الواشين والا والا يقربهم والا يرضى بقولهم. قال عليه الصلاة والسلام اما هذا فكان يمشي بالنميمة اي ينقل الحديث بين الناس حتى يفسد ما يكون بينهم من المحبة ولو كان النمام صادقا فان الانسان قد يخطئ وقد يتكلم الانسان في غيبة انسان بكلام سوء وهو يحبه تكون غلطة اوهن او زلة او خطيئة فالصالح الموفق يعفو لاخوانه ويتجاوز عنهم ويكون سليم الصدر حتى يعامله الله بالحسنى ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من يسر على الناس يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. فهذا من التيسير ولذلك تجد من كان حليما رحيما واسع الصدر يتقبل ما يكون من اخوانه من الاخطاء ويدعو لهم بظهر الغيب ويتجاوز عن اخطائهم تجده في يسر من الله وتيسير وسماحة. ونسأل الله ان يعيننا على ذلك نعم. فاخذ رطبة فشقها نصفين. فغرز في كل قبر واحدة فاخذ جريدة الرطبة نصفين وغرز على كل قبر واحدة اي من من النصفين احد النصفين وهذا بين علته حينما سأله الصحابة عنه وقالوا وقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا؟ لم فعلت هذا؟ سؤال العالم عما يشكل فاذا رأى الانسان شيئا يستشكله فانه يسأل من فعل ذلك الشيء من اهل العلم الا اذا كان من عادة العالم ان يبين فينتظر حتى يبين ولا يعاجل من باب الادب نعم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا اي ان الله سبحانه وتعالى شفع نبيه عليه الصلاة والسلام لصاحب القبرين وهذا يقوي كونهما مسلمين لان الشفاعة لا تكون لكافر انه عدو الله الله لا يرضى عن القوم الفاسقين والمؤمن تبع لما يرظي الله عز وجل يرظى بما يرظى به الله يبرأ مما برأ الله منه والنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا الفعل قطع الجديدة نصفين والجريدة آآ في الشجر والنخيل معروفة وفيها السعف التي يكون عليها سعف النخيل وهي سيقان النخل تكون على من سيقان النخل متفرعة منها فشقها عليه الصلاة والسلام اخذها رطبة شقها نصفين لان مدة الشفاعة والتخفيف الى ان تيبس وهذا امر فيه العقول اولا وقبل كل شيء ليعلم الخلق كلهم ان الله اذا عذب احدا لن يستطيع احد ان يرحمه من دون الله وان الله اذا اراد قوما لو اراد احدا بسوء فلا راد له من الله ولا عاصم لا من ملك مقرب ولا من نبي مرسل وان كل موفق لا يغتر بصحبة الصالحين ولا يغتر بما يكون من التسامح من بعض المتسامحين وامر الله عظيم لابد للعبد ان يملأ قلبه بتعظيم الله وان يتبع شرع الله والا يقول على الله بدون علم يزعم ان فلانا سيشفع له او انه سينجيه هذا رسول الامة صلى الله عليه وسلم يقف على منبره ينادي اقرب الناس اليه فلذة كبده والتي هي بضعة منه يحبها ويريبه ما رابها والله وحده الذي يأمر وينهى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون العبد الموفق اتبع هذا الاصل الاصيل الذي ينجو به من الهلكة ان الامر كله لله وان الانبياء والصالحين والعلماء والشهداء وغيرهم لا يشفع لاحد كائنا من كان الا باذن الله واذا رظي الله ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولا يشفعون الا من بعد اذنه سبحانه وتعالى وهذا يجعل الانسان على حذر من امر دينه في معاملته لربه الله جل جلاله علينا ان نعلم حقه والنبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نعلم حقه فلا نصرف حق الله لغيره ولا نصرف حق الله لمن سواه كائنا من كان النبي صلى الله عليه وسلم مع شفقته ورحمته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه قال لعله ما جزم عليه الصلاة وهذا من كمال الادب مع الله لا يأتي احد ليقول لك انني سانجيك من كذا وكذا. ولا يقول لك ان الشيخ فلان سينجينا غدا او ان صاحب القبر فلان سينجينا ونحن في شفاعة فلان الله جل جلاله له الحكم وله الامر كله واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه المؤمن يعبد ربه ويرجو ربه ويخشى ذنبه وتكون ويكون امله ورجاء في الله وحده لا شريك له فاذا لقي الله بهذا القلب لقيه بقلب سليم فلا يلتفت يمينا ولا شمالا وانما يسلم وجهه للذي فطر السماوات والارض ويسلم وجهه لله محسنا. فهذه هي النجاة. وما سواها هلكة لعله يخفف ما قال يرفع وهذا والله يجعل الامر الاخرة امر شديد ويجعل الانسان على حذر انه مهما استقام ومهما اطاع ربه ان عليه ان يخشى الله وان يتقيه وان يأخذ باسباب النجاة من الخوف من الله. الخوف والخشية اللذان يردعان ويمنعان من حدود الله ومعاصي الله لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا حتى انه لا يكون التخفيف مستديما لم يستطع عليه الصلاة والسلام ان يملك للمقبورين شفاعة بتخفيف لا بزوال تخفيف القبر الى الحشر وهذا كله ينبه الانسان الى ان المهلة الى الغرغرة فاذا قبضت الروح اسلم العبد نفسه لله بجميع ما كسبت وقدمت يداه انتبه يا عبد الله وكن على حذر ولذلك الان هي المهلة من كثرة التوبة والاستغفار والانابة والاستشفاء بالله لله وسؤال الله ان يرحمه وان يغفر له فيتجرد العبد لله في هذه المهلة قبل ان يوصد في لحده فلن يجد شفيعا ولن يجد له مغيثا ولن يجد له راحما الا الله جل جلاله فهذا امر فيه خير كثير للعبد اذا لزم ومنه وهو سبب نجاته باذن الله وعصمته بتوفيق الله من غضب الله ولذلك لا ملجأ ولا منجى من والله الا الى الله فطوبى لعبد اسلم لله وبث حزنه الى مولاه وعظم يقينه في الله جل جلاله وعظم اللهم اجعلنا لك مخبتين ولك مسلمين. قال عليه الصلاة والسلام لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا اخذ بعض الناس من هذا وضع الجريد على القبر وظع النبات وسقيه بالماء على القبور وهذه من البدع المحدثة والمنكرة فاخذوا من هذا الحديث وفهموا ان هذا الجريد رطب وانه ما دام رطبا يسبح وما دام يسبح لن يكون هناك عذاب وفرع عليه بعضهم قراءة القرآن لانه سبب الرحمة. فاذا نزلت الرحمة انقطع العذاب وكلها اقيسه وكلها اجتهادات واراء لا تمت الى الشرع بصلة النبي صلى الله عليه وسلم نبي الامة الذي امر بتبليغ الرسالة واداء الامانة ما وقف على قبر فتلى عليه اية واحدة من كتاب الله عز وجل فعلينا ان نتبع هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وان نلتزم ما امرنا به من الدعاء والاستغفار. فان الميت بحاجة الى دعاء الاستغفار والدعاء يكون افضل من قراءة القرآن للميت لانك لو تصورت انك ساعة من الساعات قلت اللهم اجعل ابي في الفردوس وكانت ساعة اجابة ابوك ذلك لان الله استجاب دعاءك فاذا قرأت القرآن من اوله والى اخره الحسنات والاجور التي تكون لا تعادل بلوغ ابيك الفردوس وهذا كله ليعلم الانسان ان الشرع اختار لنا الدعاء ولم يختار لنا القراءة. لان الدعاء انفع وانجع للميت. ثانيا انك اذا فقلت يا رب ارحم ابي في قبره ونور له قبره وافسح له فيه اصابته هذه الدعوة وانتفع بها في حينها اذا اذن الله عز عز وجل بذلك واستجيبت. فالدعاء امره عظيم. قال يا رسول الله هل بقي لي من بري لوالدي شيء ابرهما به قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما. وقال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها ولدا صالحا يدعو له ما قال يقرأ يدعو الدعاء امره عظيم دعاء للميت امره عظيم. والدعاء لاموات المسلمين امره عظيم وثوابه عظيم اللهم انت الله لا اله الا انت انت ارحم الراحمين. نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان ترحم اموات المسلمين برحمتك. اللهم نور عليهم قبورهم. اللهم افسح لهم فيها. اللهم من كان منهم معذبا فازل عنه عذابه. واقبل شفاعتنا واستجب دعائنا وارحم اخواننا واخواتنا وابائنا وامهاتنا يا ارحم الراحمين. اللهم انا ونعهد اليك في هذه الدنيا قبل الخروج منها مستعيذين مستجينين بك من عذاب القبر. اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر. اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر اعذنا ووالدينا والمسلمين من عذاب القبر. ومن هول الحشر والنشر. يا كريم يا حليم يا بر. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر امورنا واشرح صدورنا وهب لنا من لدنك رحمة اهتدي بها قلوبنا وتصلح بها شؤوننا واحوالنا يا ارحم الراحمين. اللهم اعذنا من ظيق القبر ومن وحشة القبر. واعد ابائنا وامهاتنا من جميع ذلك وازواجنا وذرياتنا ومشائخنا ومحبينا ومن اوصانا واستوصانا ومن حضر مجلسنا ومن غاب عنا ومن احبنا فيك اللهم اغفر لنا اجمعين وهب المسيئين منا للمحسنين واجمعنا على رحمتك ولطفك وبرك يا يا ارحم الراحمين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب