بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة الاسوة الحسنة في قسمها الثاني التخلية موضوع هذه المحاضرة او موضوع هذه الخاطرة في فجر هذا اليوم وهي الخاطرة السادسة عشرة سوء الزن سوء الظن التهمة والتخون للاهل والاقارب والناس في غير موضعه عدم الثقة بمن يستحق هذه السقة امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يصفح ذلك على اللسان وعلى الجوارح في فرق من الاحتراز وسوء الزن الاحتراز المقصود به التأهب واخذ الاسباب التي ينجو بها من المكروه المحترز كالمتسلح المتطوع الذي تأهب للقاء عدوه فهو ابنزية رجل خرج بماله مسافرا فهو يحترز من كل قاطع للطريق ومن كل مكان يتوقع منه الشر اما سوء الظن امتلاء القلب بالظنون السيئة للناس فيطفح ذلك على لسانه وعلى جوارحه فهو معهم بهمزه ولمزه وعيبه وطعنه وبغضه فالمحترز يخالط الناس ويحترز منهم وسيء الظن يتجنبهم ويلحقه اذاهم فالاول دخل فيهم بالنصيحة والاحسان مع الاحتراز والثاني خارج منهم مع الغش والبغض والدجل طب ايه الفرق بين الفراسة وسوء الظن؟ تقوى فراسة المؤمن فانه يرى بنور الله الفراسة ما تتوسمه من اخيك بدليل يظهر لك او شاهد يبدو منه او علامة تشهدها فيه فتتفرس من ذلك فيه ولا تنطق به ان كان سوءا ولا تظهره ولا تحكم عليه ولا تقطع به فتأثم اما سوء الظن ما ظننته اما من سوء رأيك فيه او من اجل حقدك عليه او لسوء نية تكون فيك تعرفها من نفسك فتحمل حال اخيك عليها وتقيسه بك لقد ورد سوء الظن لقد ورد النهي عن سوء الزن وعن ذمه في كتاب الله عز وجل وفي سنة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بالقرآن الكريم يقول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه فنهى الله جل جلاله عن كثير من الظن بالمؤمنين لان بعض الظن اثم وهو الظم الخالي من الحقيقة والقرينة الظن الذي يقترن به الكثير من الاقوال والافعال المحرمة التهمة والتخون للاهل والاقارب والناس في غير محله لان بعض ذلك يكون اثما محضا بل يجتنب كثيرا منه احتياطا كما قال الله جل جلاله ايضا نقرأ في القرآن قول الله جل جلاله يظنون بالله غير الحق ظم الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله ما هو الظن السيء الذي ظنه المنافقون يوم احد بالله عز وجل نعم ظنهم ان الله سيسلم نبيه للقتل ان الله لن ينصر رسوله ان امر الرسول سيضمحل او ظنهم ان ما اصابهم لم يكن بقضاء الله وقدره ولا حكمة له فيه وافعال الله جل جلاله لا تنفك عن حكمته في الزن السيء انكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم الله امر نبيه وان يظهر دينه على الدين كله ايضا قول الله جل جلاله صار يوم القيامة وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بكم ارضاكم فاصبحتم من الخاسرين. اي ظننتم باقدامكم على المعاصي ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون فصدر منكم ما صدر وهذا الزن صار سبب هلاككم وشقائكم حيث ظننتم به ما لا يليق بجلاله جل جلاله. ومعنى ارداكم اي اهلككم فاصبحتم من الخاسرين اذا يقول الله سبحانه نعم ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم يعذبهم في الدنيا مما يصيبهم من الهموم والغموم بسبب ما يشاهدونه من ظهور امر الاسلام وقهر المخالفين له ومما يصيبه ايضا من القهر والقتل والذل والانكسار والهزيمة وفي الاخرة عذاب جهنم عليهم دائرة السوء اي ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين دائر عليهم ونازل بهم اي ان العذاب والهلاك الذي يتوقعونه للمؤمنين واقعان فيه واقعان عليهم نازلان بهم وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا في السنة المطهرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث طب لماذا سماه حديثا؟ لانه حديس النفس وانما كان اكذب الحديث لان الكذب مخالفة للواقع بدون استناد الى شاهد او علامة او يعني امارة وقبحه ظاهر لا يحتاج الى اظهاره. اما الظن السيء يزعم صاحبه انه مستند الى شيء ان عنده دليل فيخفى على السامع كونه كاذبا فكان اكذب الحديث وهذا وارد في حق من لم ما كان ظاهره العدالة فلم يزر منه سب ولا فحش ولا فجور النبي صلى الله عليه وسلم تقول صوفية كان النبي معتكفا فاتيته ازوره ليلا فحدثته ثم قمت لانقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار اسامة بن زيد فمر رجلان من الانصار فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرها. فقال على رسلكما انها صوفية بنت حي قال سبحان الله يا رسول الله يعني ايظن فيك احد ضمن السوء فقال ان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم واني خشيت ان يقذف في قلوبكم شرا قولوا النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث فيه كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على امته ومراعاته لمصالحهم وصيانته لقلوبهم وجوارحهم وكان بالمؤمنين رحيما فخاف ان يلقي الشيطان في قلوبهما سوءا فيهلكا فان ظن السوء بالانبياء كفر بالاجماع والكبائر غير جائزة عليهم وفيه ان من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر وفيه استحباب تحرز من التعرض لسوء ظن الناس وطلب السلامة وطلب السلامة من اقوال السلف الصالح كان ابن عباس يقول ان الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه وان يظن به ظن السوء كان ابن مسعود يقول الامانة خير من الخاتم والخاتم خير من ظن السوء. انك تربط الحياة وتختمها ان توجد امانة وحسن ظن هذا اولى وان وان تحكم اغلاق حرزك على متاعك خير من ظن السوء وكان الغزالي يقول سوء الظن غيبة القلب اللسان له غيبة والقلب له غيبة فغيبة القلب سوء الظن كان اسماعيل ابن امية يقول نعم ثلاث لا يعجزنا ابن ادم الطيرة وسوء الظن والحسد فينجيك فينجيك من الطيرة التطير يعني الا تعمل بها وينجيك من سوء الظن الا تتكلم به وينجيك من الحسد الا تبغي اخاك سوءا حادث المحاسبي كان يقول احم قلبك عن سوء الظن بحسن التأويل. هتجد مخرج هتجد تفسير حسن للمواقف المريبة التي قد تحملك على سوء الزن سوء الظن بالله عز وجل سبب للوقوع في الشرك الشرك هضم لحق الربوبية وتنقيص لعظمة الالوهية وسوء ظن بالله رب العالمين. ولهذا قال امام الحنفاء اإفقا الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين صفة سوء الزن صفة المبتدعة والمبطلين نعم وشرار الخلق وذلك ظنهم الذي ظننتم بربكم ارداكم. اسمعوا هذه الكلمة الجيدة جدا لابن القيم رحمه الله يقول كل مبطل ومبتدع وكافر مقهور مستذل فهو يظن بربه هذا الظن. ازاي انه اولى بالنصر والظفر والعلو من خصومه فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء. فان غالب بني ادم اعتقدوا انه مبخوس الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما اعطاه الله عز وجل ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه. ونفسه تشهد عليه بدار وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة تفائنها وطواياها رأى ذلك كاملا فيها كمون النار في الزناد لا شك ان سوء الزن سبب في استحقاق لعنة الله آآ وغضبه انه يورث الانسان الاخلاق الرديئة المرذولة السيئة الشح خلق دميم يتولد من سوء الظن وضعف النفس التباغض والتحاسد اصلهما سوء الظن. لان المباغض والمحاسب يتأول افعال من يبغضه ومن احسده على اسوأ التأويل ومن اساء الزلم اساء العمل فانما عمل الناس على قدر ظنوهم بربهم المؤمن احسن الظن بربه فاحسن العمل والكافر والمنافق اساء الظن بربه فاساء العمل. سوء الظن سبب في وجود الاحقان والعداوات بين الناس. يؤدي الى تتبع العورات. سبب للمشاكل العائلية الافراط في الغيرة الغيرة يعني المذمومة ما يحمل عليها سوء الظن فيؤذي بها المحب محبوبا ويغري عليه قلبه بالغضب وهذه غيرة يكرهها الله اذا كانت في غير ريبة ومن مداخل الشيطان لا شك الموقعة في كبائر الذنوب فهي من عزيم حيل الشيطان يؤدي الى اشاعة التدابر والتباغض والتحاسد بين الناس لكن سوء الظن ليس قسما واحدا في سوء زن يؤاخذ به صاحبه وسوء ظن الله يؤاخذ عليه سوء الظن الذي يؤاخذ به صاحبه له ضابط كل ظن ليس عليه دليلا صحيح معتبر شرعا استقر في النفس وصدقه صاحبه واستمر عليه وتكلم به وهو انواع سوء الزن المحرم سوء الزن بالله عز وجل. او سوء الظن بالمؤمنين. سوء الظن بالله اعظم من الذنوب عند الله ساءت الظن به سوء الظن بالمؤمنين بمن ظاهره العدالة من من المسلمين وهذا عدة من الكبائر. لكن في سوء بند جاء وهو سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بالمجاهرة بالمعاصي وبالفجور وبالفسوق ومخالطة الريب ايضا سوء الظن بغير المؤمن سوء الظن مستحب عندما يكون بين الشخص وبين عدويه. ازا وجدت عداوة يبقى لابد من الاحتراز من كان بينك وبينه عداوة وشحناء فيلزمك ان تحتاط وان تسيء الظن بمكائده ومكره لئلا يصادفك على غرة مكره في هداك في سوء ظن رجاله واجب ما تعلق بجرح الشهود ورواة الحديس الذين ينقلون الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. لابد من التحري في سيرهم والتحري في تاريخهم حتى تثبت العدالة التي نقبل من خلالها احاديثهم على ان يكون هذا بضوابطه والا يؤدي الى القدح في في المؤمنين وتتبع عوراتهم وسوء الظن بهم لكن مسألة سوء الزن بالنفس سوء الظن بالنفس يحتاج الانسان اليه لان حسن الظن بالنفس يمنعه من كمال التفتيش فيريه المساوئ محاسن والعيوب كمالا ولا يسيئ الظن بنفسه الا من عرفها ومن احسن الظن بنفسه فهو من اجهل الناس بنفسه طب ما هو ضابط سوء الظن بالنفس اتهامها فلا يتهم ربه انما يتهم نفسه بالتقصير ويعاملها بالاتهام ليدفع عنها الغرور والعشب دون ان يخرجه ذلك الى حد سوء الظن بالله. او اليأس من رحمته او القنوط من روحه جل جلاله لكن الاعتدال بين سوء الظن بالنفس وحسن الظن بها مطلوب. ان يكون في تهمته لنفسه معتدلا وفي حسن الظن بها مقتصدا فانه ان تجاوز مقدار الحق في التهمة نفسه ظلمها فاودعها ذلة المظلومين. وان تجاوز الحق في من الظن بها امنها فاودعها تهاون الامنين طب ايه سوء الظن الذي لا يؤاخذ عليه صاحبه؟ ما يجي الخواطر العابرة التي لا تستقر فان الله تجاوز لهذه الامة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به او تتكلم به. فالخواطر وحديث النفس اذا لم تستقر ويستمر عليها صاحبها معفون عنها باتفاق اهل العلم طب ما الذي يحمل على سوء الظن؟ قال تباع الهوى وتعميم الاحكام على الناس مصاحبة اهل الفسق والفجور الوجود في اماكن الريب والتهم. فمن اقام نفسه مقام التهم فلا يلومن من اساء الظن به الحقد والحسد على من تظن به فان الحقد والتحاسد يورث سوء الزن. الاسراف والافراك في الغيرة فان من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يكرهه الله. فالغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة والغيرة التي يسخطها الله الغيرة في غير ريبة. وكان علي يقول لا تكثر الغيرة على اهلك فترمى سوءي من اجلك طب كيف تتجاوز هذا الخلق الذميم ان الا تسترسل مع الظنون التي تخطر لك اذا ظننت فلا تحقق ولا تسترسل مع خواطر السوء يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلقك ذلك من خلقه حتى يقول له هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله فاذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينتهي ان تسيء الظن بنفسك وان تتهمها بالتقصير ان تداوم على محاسبتها وعلى استغفارك من ذنوبك وخطاياك انك ان ظننت فلا تحقق ان تتأول مظاهر السوء وان تجد له مخرجا. ان كان كان عمر يقول لا يحل لامرئ مسلم سمع من اخيه كلمة ان يظن بها سوءا وهو يجد لها في الخير مخرجا الا تخالط من ابتلي بسوء الظن من كان مبتلى بهذا الداء البغيض المرذول تجنب مخالطته البعد عن مواطن التهم والريب وكانوا يقولون امتنان بابي الطيب المتنبي اذا ساء فعل المرء ساء الظنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعاد محبيه بقول عداته واصبح في ليل من الشكل في مظلمي وابن القيم يقول فلا تظمن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل ولا تظلم بنفسك قد تخيرا فكيف بظالم جان جهول جهول؟ وقل يا نفس مأوى كل سوء اترجو الخير من ميت بخيل؟ وضم بنفسك السوء تجدها كذاك وخيرها كالمستحيل وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل وليس لها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل واختم بقول قائل واني بها في كل حال لواثق ولكن سوء الظن من شدة الحب احيانا يحمل حب الزائد على الغيرة الزائدة فيؤدي هذا الى مشكلات فينبغي القصد والاعتدال في كل امر وكلا طرفي قصد الامور اه بغيض وسيء اسأل الله جل وعلا ان يهدينا الى احسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو ان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم نم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك