واهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسن اللهم امين صلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك الله اشهد ان لا اله الا انت استغفرك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك. وان محمدا عبدك ورسول اما بعد فهذه متابعة في سلسلة الاسوة الحسنة بقسمها الثاني التخلية وموضوع محاضرة اليوم وهي المحاضرة السابعة عشرة حول الغيبة الغيبة الوقيعة في الناس ذكر العيب بظهر الغيب ذكر المرء اخاه بما يكرهه بظهر الغيب توون كان هذا بلفظ او باشارة او بمحاكاة وتقليد الفرق بين الغيبة والافت والبهتان الحسن البصري يقول الغيبة ثلاثة اوجه كلها في كتاب الله عز وجل. الغيبة الافك البهتان الغيبة ان تقول في اخيك ما هو فيه الافك ان تكون ما بلغك عنه. لقد بلغني يقال وبئس مطية الرجل زعموا اما البهتان ان تقول فيه ما ليس فيه ان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته اللهم اهدنا سواء السبيل. الفرق بين الغيبة والنميمة لان الغيبة يعني والنميمة اختان لا تذكر احداهما الا تذكر الاخرى نعم الغيبة كما قلنا ذكر العيب بظهر الغيب اما النميمة ان تنقل الى اخيك عن غيره انه يتعرض لاذاه نقل الكلام بين الناس على سبيل الايقاع بينهم واغراء العداوة والبغضاء بينهم ولقد ورد ذم الغيبة واستفاض ذلك في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبكم قول الله جل جلاله ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ان اكل لحم الانسان من اعظم ما يستقذره بنو ادم جبلة وطبعا ولو كان كافرا او عدوا مجاهر بالعداوة فكيف اذا كان اخا في النسب او اخا في الدين؟ فان الكراهة تتضاعف ويزداد الاستخذار. فكيف اذا كان ميتا فان لحم ما يستطاب لحمه وما يحل اكله يصير مستقدرا بالموت لا يشتهيه الطبع ولا تقبله النفس وبهذا يعرف ما في الاية من المبالغة في تحريم الغيبة بعد النهي الصريح عنها ولا يغتب بعضكم بعض ايضا يقول الله جل جلاله ويل لكل همزة لمزة الهماز الطعان المغتاب الذي اذا غاب عنه الرجل اغتابه من خلفه وقال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا القفو تتبع الشيء القفو تتبع الشيء وهو البهت واصله من القفا كأنه قول يقوله من خلفه وهو في معنى الغيبة ذكر الريل في غيبته بما يسوؤه ومنه قول الله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. اي لا قل للناس او في الناس ما لا علم لك به فترميهم بالباطل. وتشهد عليهم بغير الحق فهذا هو القفو الغيبة ورد ذمها في السنة المطهرة بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله اعلم فقال ذكرك اخاك بما يكره. فقال افرأيت ان كان في اخي ما اقول فقال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن ما فيه ما تقول فقد بهته وبالمناسبة التعريض من غيبة كالتصريح والفعل فيها كالقول والاشارة والايماء والغمز والهمز والكتابة والحركة كل هذا داخل في الغيبة المحرمة النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال انهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى انه لكبير اما احدهما فكان يسعى بالنميمة واما الاخر فكان لا يستتر من بوله العين في شرح البخاري يقول الحديث او الترجمة مشتملة على شيئين الغيبة والنميمة الغيبة ليس لها درك في الحديث. كان يمشي بالنميمة لكنه يوجه بوجهين ان الغيبة من لوازم النميمة لانك اذا نقلت كلاما انسان الى اخر فقد نقلت فقد ذكرته ايضا بما يكرهه لانه يكره ان تنقل هذا عنه الى الغير لان الذي ينم ينقل كلام الرجل الذي اغتابه. ويقال الغيبة والنميمة اختان. فمن نم عن احد فقد اغتابه وقد ورد في بعض طرق هذا الحديس كان يمشي بالغيبة ورد التصريح بلفظ الغيبة من اغلظ من اغلظ ما ورد التنفير من الغيبة دام حديث عائشة تقول قلت للنبي صلى الله وسلم حسبك من صفية كذا وكذا الغيرة التي تكون بين الضرائر حسبك من صفية كذا وكذا تقصد انها قصيرة يكفيك منها قصرها نعم فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته يقول النووي رحمه الله هذا الحديث من اعظم الزواجر عن الغيبة او او اعظمها وما اعلم شيئا من الاحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ ان كانت هذه الكلمة بهذه المثابة في مزج البحر الذي هو اعظم المخلوقات. فما بالك بغيبة اقوى منها وفي الحديث ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا تغليظ لحرمة الدماء والاموال والاعراض لقد مر عمرو بن العاص على بغل ميت فقال لان يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من ان يأكل لحم رجل مسلم من عجيب ما روي عن محمد بن كعب القرزي يعني قال ربما قال الرجل لا اله الا الله فاخشى عليه النار ربما قال الرجل لا اله الا الله فاخشى عليه النار. فقيل وكيف ذلك فقال يغتاب بين يديه رجل فيعجبه. فيقول لا اله الا الله فتكون في هذا المقام لا اله الا الله يخشى عليه منها من النار ليس هذا موضعها. انما هذا موضع ان ينصح له في نفسه وان يقول له اتق الله لازا قال لا اله الا الله على سبيل الاستاز بين والتعجب مما يقول فهذه قد تكون من اسباب ايراده النار ثم قالوا ان اكثر الناس خطايا اكثرهم ذكرا لخطايا الناس ان اكثر الناس خطايا اكثرهم ذكرا لخطايا الناس اه بعض الناس كان عند سفيان بن سعيد الثوري فقال له يا ابا عبدالله الحديث الذي روي ان الله تعالى يقول فيه ان الله يبغض اهل بيت اللحميين اهم الذين يكثرون اكل اللحم قال لا ولكنهم الذين يكثرون اكل لحوم الناس يكثرون اكل لحوم الناس اغتاب رجل اخر عند معروف الكرخي قاله اذكر القطن اذا وضع بين عينيك اذكر القطن اذا وضع بين عينيك لقد لقد قال ابن القواء للربيع بن خيثم ما نراك تعيب احدا ولا تذمه نعم فقال ويلك ما انا عن نفسي براض فاتفرغ من ذنبي الى حديث الناس ان الناس خافوا الله على ذنوب غيرهم وامنوه على ذنوبهم خافوا الله على ذنوب غيرهم وامنوه على ذنوبهم. ومن لطيف ما ينقل عن عبد الله ابن المبارك انه كان يقول لو كنت مغتابا احدا لاغتبت والدي لانهما احق الناس بحسناتي وانا ازا اغتبت احد انا بهدي له حسناتي بالمجان فلو كنت مغتابا احدا لاغتبت والدي فهما احق الناس بحسناتي حسن البصري نعم قال له رجل انك تغتابني فقال ما بلغ قدرك عندي ان احكمك في حسناتي. انت ما تستاهلش ما وصلتش لهذا المستوى عندي ان احكمك في حسناتي كنع الغزالي يقول رحمه الله بو حامد الغزالي الغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات ومثل من يغتاب كمثل من ينصب منجنيقا فهو يرمي به حسناته شرقا وغربا ويمينا وشمالا الغيبة الصاعقة المهلكة للطاعات ومثل من يغتاب كمن ينصب منجنيقا فهو يرمي به حسناته شرقا وغربا ويمينا وشمالا بدل الحسن اغتابك فلان فبعث اليه بطبق فيه رطب قال اهديت الي بعض حسناتك فاحببت مكافأتك الغيبة لها شوق لها مضار اذ تزيد في ارصدة السيئات والخطايا تنقص من رصيدي الحسنات من اربى الربا ان من اربى الربا الاستطالة في عرض المسلم المغتابون مفلسون يوم القيامة لان اصحاب الحقوق يحكمون في حسناتهم فاذا فنيت حسناتهم اخذ من سيئاتهم فطرح على من من سيئات اصحاب الحقوق وطرحت عليهم فطرحوا بها اه في النار. الغيبة بتجرح الصوم من لم يدع قول الزور والعمل به. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. الغيبة سبيل وسبب الى ان يتتبع الله عورة اصحابها. يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه. لا تغتاب ابو المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم. فمن تتبع عوراتهم تتبع الله عورته. ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر والغيبة دلالة على دناءة اصحابها وعلى الخسة والجبن وتنشر من العداوات بين الناس ومن الاحقاد ما لا يعلم مداه الا الله لا شك ان الغيبة محرمة بالاجماع. لا يستثنى الا ما رخص منه فيها فيما عدا هذا فهي على اصل التحريم بل هي من الكبائر قل ابن حجر الهيثمي الذي دلت عليه الدلائل الكثيرة الصحيحة انها كبيرة ولقد جعلها من اوتي جوامع الكلم عديلة لغصب المال وقتل النفس فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. فكما ان الغصب والقتل كبيرتان اجماعا فكذلك بكثل العرض بالمناسبة سماع الغيبة والاستماع اليها لا يجوز فقائلها وسامعها في الاثم سواء لانه اقرار للمنكر نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه لسانك عن القول به فان المستمع شريك للقائل وانما نظر الى شر ما في وعائه فافرغه في وعائك وقال شاعر نعم وسمعك صنعا سماع القبيح كصون اللسان عن القول به فانك عند استماع القبيح في كل قائله فانتبه ومن ذب عن عرض اخيه الغيبة كان حقا على الله ان يعتقه من النار الغيبة انواع منها غيبة محرمة اخاك في غيبته بما يكره. منها غيبة واجبة. التحذير النصيحة. كان تقول للشخص ان فلان يريد بان يقتلك في المكان الفلاني او ان يسرق ما لك في الساعة الفلانية. ان كنت على يقين مما تقول فهذا واجب مما استثني من الغيبة الغيبة تكون مباحة في عدة مواضع ذكرها النووي رحمه الله قال في التظلم تتزلم الى قدره فلان زلمني فلان فعل به كزا وكزا رقم اتنين الاستعانة على تغيير المنكر نعم ورد العاصي الى الصواب الاستفتاء تذهب الى المفتي وتقول له حدث معي كيت وكيت وكيت وكيت تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم المجاهر بالفسق لا غيبة له فيما جاهر فيه واحد مجاهر بمعصية ان زكرته بالمعصية التي جهر بها فهذا قد اسقط حرمته بهذه المجاهرة التعريف واحد عرب بين الناس بانه الاعمش الاعرج الكزا تهرب عنه واصبح ده وصف ملازم له لا يعرفه الا بها. فما كان من جنس التعريف فلا فلا حرج وابن الامير الصنعاني يقول الذم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر اه فيه ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكر ولما في هذه المواضع التي رخص فيها ازا حدس وترخصت ان تخلص القصد لله عز وجل ما يكونش القصد هو التشفي والنيل من اخيك والتنقيص منه وبعدين ان تقتصر على ما رخص فيه. ما تفتحش الباب على مصراعيه و ان يغلب على ظنك انه لا يعارض هذا بمفسدة اخرى راجعة منصور الغيبة التي يغفل عنها كسير من الناس الاصغاء للغيبة من باب التعجب ذكر حال من تغتابه واظهار التألم والاستياء لحاله والدعاء له امام الاخرين. ده باب من ابواب الغيبة وده غيبة الفقهاء او غيبة الايه؟ اللي ضمن العلم يا رب اهديه يا رب. اصلح حاله يا رب قدام الناس فانت فضحت هو شهرت به واغتبته من حيس تزن انك دعوت له واحسنت واحسنت اليه احيانا من صور الغيبة ان تزكر شخصا وان تمدحه تزكوا اهتمامه والتزامه بالدين لكنه مسكين ابتلي مما ابتلينا به من تقصير في كزا وفتور في كزا اعمل قيل زي ما احنا بنعمل برضه فده مدخل برضو شيطاني خفي للوقوع في اخرين اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب احيانا يزكر شخص على ملئ من الناس فواحد ولده يقول ايه نعوذ بالله من قلة الحياء نعوذ بالله من الضلال هو ما زكراش شخص بعيني بس انت مسلا زكر اكس من الناس قال نعوذ بالله من الضلال نعوذ بالله من قلة الدين نعوذ بالله من قلة الحياء هذا جمع بين ذمه ومدح نفسه. ذم المذكور ومدح نفسه اللهم اهدنا سواء السبيل اللي بيدعو الى يعني الغيبة ما يكون بين الناس من كراهة وتحاسد وتنافس او التشفي او كاينة مجاملة الجلساء تسمع وتسكت او من يريد ان يرفع نفسه بتنقيص غيره او كثرة الفراغ وهو بيتسلى والغيبة فاكهة المجالس كما يقولون من اخطرها التقرب لدى اصحاب الاعمال والمسؤولين عن طريق الوشاية عن العاملين وذمهم ليتسلقوا ليرتقوا لمناصب افضل او ليقال عنهم انهم مواظبون اظهار الرحمة والتصنع بمواساة الاخرين. نقول ايه؟ مسكين فلان والله غمني امره وما هو فيه من المعاصي. يظهر انه مغموم ومهموم على ما وقع فيه اخيه من المعاصي وهو بهذا يتذرع بهذا الى اشاعة حديث ما يكرهه عنه ايضا التنشئة السيئة وعدم التربية السليمة مصاحبة لشرار كل هذا من الاسباب التي تؤدي الى الغيبة طبعا التوبة تكون بالاستغفار والندم والاستحلال تقول له سامحني لكن ابن القيم بيقول ايه؟ والصحيح انه لا يحتاج الى اعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها لاني اعلامه يؤدي الى ايغار صدره وايذائه ولعله يهيج عليه عداوته ولا يصفو له ابدا وما كان هذا سبيلا فان الشارع لا يبيحه ولا يجوزه اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب العالمين وعافنا فيمن عافيت يا رب العالمين مما يعين على ترك الغيبة ان تشتغل بالبحث عن عيوبك واصلاحها تختار الصحبة الصالحة استغلال وقت فراغ بما ينفع وبما وبما يفيد ان تضع نفسك مكان الذي اغتبته تكظم غيظك وان تصبر على الغضب تبتعد عن كل ما يؤدي الى الغيبة ثم نختم بقول الشاعر لا تلتمس من لا تلتمس من مساوئ الناس ما ستروا فيهتك الله سترا من مساويك واذكروا محاسن ما فيهم اذا ذكروا ولا تعب احدا منهم بما فيك ازا اغرضت نفسك بزتل عيوب الناس فقل يا نفس للناس السن كما ان لك لسان فان للناس السن واقبح القبائح الوخيمة الغيبة الشنعاء والنميمة فتلك والعياذ بالرحمن موجبة الحلول في النيران اللهم انا نعوذ بك من سيء الاخلاق اللهم اكفنا سيئها واعذنا من هذا لا يكفينا ولا يعيدنا من هذا الا انت