الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة الاسوة الحسنة في قسمها الثاني التخلية موضوع حلقة اليوم الكبر الكبر استعظام الانسان نفسه استحسان ما فيه من الفضائل الاستهانة بالناس استصغارهم الترفع على من يجب التواضع له حالة يشعر معها الانسان باعجابه بنفسه ويرى نفسه اكبر من غيره وابلغ من هذا كله هذا البلاغ النبوي عندما عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال الكبر بتر الحق وغمط الناس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين الكبر في صفات الله تعالى مدح لان شأنه عظيم وفي صفات البشر ذم لان شأننا صغير وهو اهل جل جلاله للعظمة ولسنا لها باهل لقد جاء ذم الكبر في كتاب الله عز وجل الكبر اول ذنب عصي الله به جل جلاله فقد قال تعالى وهو يبين سبب امتناع ابليس عن السيول لادم واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين الكبر كان سببا رئيسا في هلاك الامم السابقة ما منع قوم نوح من الاستجابة لنبيهم الا الكبر واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا قوم عاد ظنوا بسبب كبرهم انه لا قوة على وجه الارض اشد من قوتهم فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة؟ او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون ثمود نعم. قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه؟ قالوا انا بما ارسل به مؤمنون. قال الذين استكبروا ان بالذي امنتم به كافرون قوم نبي الله شعيب قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجن كيا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا اما فرعون فحدس عن كبره ولا حرج يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الارض بغير الحق وظنوا انهم الينا لا يرجعون فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين كبر سبب في بصر الحق في الاعراض عن ايات الله والصد عنها. ويل لكل افاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمع هذا بشره بعذاب اليم سبب لصرف الله جل وعلا اهله عن اهل الكبر عن اياته وعن دينه ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق يخذلهم الله جل وعلا بكبرهم ويصرفهم عن اياته جل جلاله سبب لدخول النار طبعا ويوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون من اقوال اهل العلم الكبر يقول ابو عثمان الليسا بوري ما ترك احد شيئا من السنة الا للكبر في نفسه فينسلخ القلب رويدا رويدا عن حقيقة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ويصير فيه من الكبر وضعف الايمان ما يفسد عليه دينه او يكاد وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا يحاكم ما يأتيه من هدي النبوة الى ما يظنه معقولات استقرت عنده فيرد السنة بالعقل او يردها بالذوق ونحوه فاصحاب الاذواق والمواجيد او اصحاب المعقولات المتوهمة صدوا عن السنة وصدفوا عنها وافقوا عنها بما في نفوسهم من الكبر لقد سئل سليمان عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة فقال الكبر سعد ابن ابي وقاص يقول لابنه يا بني اياك والكبر وليكن فيما تستعين به على تركه. علمك بالذي منه كنت والذي اليه تصير وكيف الكبر مع النطفة التي انت منها خلقت والرحم التي منها قذفت والغذاء الذي به غديت انظر كيف يستحيل في بطنك الى عثرة تخرجه تخرجه بولا وعذرا الكبر الكبر ينافي حقيقة العبودية لله عز وجل فقد ثبت في الصحيح ان الله جل جلاله يقول العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن فمن نازعني واحدا منهما عذبته العزمة والكبرياء من خصائص الربوبية جل جلاله والكبرياء اعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الازار. وفي الحديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولما توهم بعض الصحابة ان من الكبر ان تحب ان يكون ثوبك حسنا وهيئتك حسنة ونعلك حسنا فاخبره ان الكبر مطر الحق وغمض الناس ان ترد الحق اذا جاءك لانك تستنكف عن قبوله ممن لا تراه اهلا لحمله ولا اهلا لعرضه ولا اهلا لتقديمه. غمط الناس. ان تتعالى عليهم وانت وان تتعاظم في نفسك. نعم عليهم من شؤم الكبر الحرمان من النظر والاعتبار القلق والاضطراب النفسي فالمتكبر دايما يحب ان يخفض الناس رؤوسهم له ان يكونوا دوما في ركابه نعم ولان عز النفوس لا يرضون ذلك فانه يصاب بخيبة امل ويظل في قلق واضطراب مستمر من شؤم الكبر ملازمة العيوب والنقائص لان المتكبر يظن في نفسه انه قد بلغ الكمال في كل شيء فلا يفتش في نفسه حتى يعرف ابعادها ومعالمها فيصلح منها ما هو في حاجة الى اصلاح ولا يقبل نصحا اذا جاءه من من احد او وارشادا فيبقى غارقا في عيوبه ونقائصه يبقى وقد كب في اوحال نقائصه وهو غافل وزاهن عن التفكير فيها او الاستماع الى من ينصحه لتداركه الحرمان من الجنة لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر تفرق القلوب عنه شعور بالعزلة لان القلوب قد جبلت على حب من الان لها الجانب وخفض لها الجناح ولم ينظر اليها من عل الحرمان من العون والتأييد الالهي فقد مضت سنة الله جل جلاله الا يعطي عونه وتوفيقه الا لمن هضموا نفوسهم تستخرج منها حز حز الشيطان بل حظ نفوسهم من نفوسهم والمتكبرون قوم كبرت نفوسهم عندهم فمن كان هذا حالا فلا حق له في تأييد الهي الكبر من الكبائر ومنه ما يكون كفرا اكبر مخرجا من الملة ومنه ما يكون كبيرة من الكبائر اصحابه في مشيئة الله القرطبي له ضابط جميل ويقول ايه الكبر يستدعي متكبرا ومتكبرا عليه فان كان المتكبر عليه هو الله جل جلاله او رسله او الحق الذي جاء من عند الله عز وجل فهذا الكبر هو الكفر الاكبر وان كان غير ذلك فهذا معصية وكبيرة يخاف على المتلبس بها ان تفضي به الى الكبر الى الكفر فلا يدخل الجنة ابدا فهذا الذي في قلبه كبر ان كان كبرا عن الحق وكراهية له هذا كفر اكبر يقول الله جل جلاله ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم. والعمل لا يحبط الا بالكفر ومن يرتدد منكم عن دينه فيموت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ان كان الكبر على الخلق والتعاظم على عباد الله. لكن لم يستكبر على عبادة الله فهذا مرتكب لكبيرة من الكبائر افحشها وهو في خطر المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له. لقول الله جل جلاله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يبقى الخلاصة الكبر اما ان نكون كبر على الله عز وجل او تبنى على الرسل وكبر على عباد الله الكبر على الله جل جلاله افحش انواع الكفر ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين اي صاغرين ليستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون الكبر على الرسل ورفض الانقياد لهم كفر اكبر كما اخبر الله جل وعلا عن كفار مكة وعن من سبقهم من كفار الامم الاخرى الكبر على العباد كما قلنا من الكبائر التي يكون اصحابها في خطر المشيئة ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم من مزاهر الكبر شخص يحب ان يقوم له الناس او او او ان يقوم بين يديه من سره ان يتمثل الناس قياما له فليتبوأ مقعده من النار كان علي يقول من اراد ان ينظر الى رجل من اهل النار فلينظر الى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام وانس يقول لم يكن شخص احب اليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا اذا رأوه لم يقوموا له. لما يعلم من كراهتهم ذلك الا يمشي الا ومعه غيره يمشي خلفه. يحب يمشي قدام وخلفه كده اه كوكبة من الناس ماشية وراه كان ابو درداء يقول لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما مشي خلفه فبيبقى من قدامه ناس ماشية وراه بهذه الصورة عبدالرحمن بن عوف كان لا يعرف من عبيده اذ كان لا يتميز عنهم في صورة ظاهرة يحب يزار من علامات الكبر الا يزور غيره وان كان يحصل من زيارته خير لغيره في الدين ان يستنكف من جلوس الناس بالقرب منه فمش حد يبقى كده متميز في مجلس خاص يقول ابن وهب جلست الى عبدالعزيز ابن ابي رواد تبس فخذي فخذه فنحيت نفسي عنه فاخذ ثيابي فجرني الى نفسي وقال لما تفعلون بي؟ ما تفعلون بالجبابرة اني لا اعرف رجلا منكم شرا منه انا اسوأكم واقبحكم اني لا اعرف رجلا منكم شرا مني في حديث انس كانت الوليدة من ولاء للمدينة جارية تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينزع يده منها حتى تذهب به حيث يشاء ايضا الا يتعاظم ان يمارس مهنته بنفسه ان يمارس شغله بيده عمر ابن عبدالعزيز وهو خامس الخلفاء الراشدين. اتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكان السراج ينطفأ كان الضيف اقوم الى المصباح فاصلحه قال ليس من كرم الرجل ان يستخدم ضيفه من كان عنده ضيف من لؤمه وخسته ان يستخدم ضيفه فقال افا انبه الغلام فقال هي اول نومة نبأ لسه نايم هو هي اول نومة نامها فقام بنفسه وملأ الاصباح زيتا كان الضيف قمت انت بنفسك وانت امير المؤمنين قال ذهبت انا عمر ورجعت وانا عمر. ايه اللي نخص مني؟ قمت وانا عمر ورجعت وانا عمر ما نقص مني شيء انه يشيل حاجته ويحملها بنفسه الى بيته. كان علي يقول لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل الى شيء من عياله. رحت السوق وانورت ولا وجبت آآ اغراض للبيت وشلتها مش غلط ولن ينقص منك هيبتك ولا من كرامتك ولا من رجولتك لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل من شيء الى عياله اللي يميز لما يعمل دعوة يميز بين الاغنياء والفقراء بين الاقوياء والضعفاء فيدعو ذوي الوجاهة والمكانة والمنزلة ويتجاهل الضعف والفقراء من الناس اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا رب العالمين طب الكبر يكون بايه يعني قال اول حاجة وتعجب بالعلم وما اسرع الكبر الى العلماء فلا يلبث العالم ان يتعزز بعزة العلم يستشعر جمال العلم وكماله فيستعظم نفسه ويحتقر الناس هذا فيما يتعلق بالدنيا اما في الاخرة فتكبره عليهم ان يرى نفسه عند الله اعلى وافضل منه فيخاف عليهم اكثر مما يخاف على نفسه ويرجو لنفسه اكثر مما يرجوه لهم طب واحد بيقول هل معقولة العلم؟ هل ياتي الخير بالشر ما بال بعض الناس يزدادون بالعلم كبرا وامنا نعم فقال لاحد سببين الا يكون اشتغاله ان يكون لم يكن بالعلم الحقيقي العلم الحقيقي ما اورث القلب خشية الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه وخطر امره في لقاء الله والحجاب منه فهذا يورث الخشية والتواضع دون الامن والكبر انما يخشى الله من عباده العلماء الامر الثاني انه دخل في العلم وعنده خبيئة خبيثة دسيسة في نفسه من البداية رديء النفس سيء الاخلاق الكبر يكون ايضا في العمل وفي العبادة كما يكون في العلم يكون في العمل والعبادة وده يدخل على بعض الزهاد والعباد يرون غيرهم بزيارتهم اولى منهم هم بزيارة غيرهم ويتوقعون ان يذكرهم الناس بالورع وبالتقوى ويقدمونهم على سائر الحزوز وان يروا نفسهم ناجين ويرون الناس هالكين تلبيس الشيطان على من دخل في هذا الباب كم يكون احيانا بالحسب وبالنسب وان اكرمكم عند الله اتقاكم كم يكون احيانا بالجمال وهذا غالبا في النساء كم يكون بالمال ماذا يجري في عالم الملوك والتجار واصحاب الملابس الجميلة والمراكب الجميلة فيستحقر الاغنياء الفقراء كبر بالقوة وبشدة البطش يتكبرون به على اهل الضعف. الكبر بالاستكسار بالاتباع والانصار والتلامزة والعشيرة والاقارب والبنين ويجري هذا حتى في العلماء في المكاثرة بالمجالس ده مجلسه ما شاء الله مليان تلامذته ورواده مد البصر فاستكثار ليس فقط في عالم المال بل قد يكون ايضا في عالم الاتباع والالقاب والرتب والشهادات هي واحد منهم لما يعمل سيرة زاتية لشخصه يحب يكتب صفحتين تلاتة انه جلسوا وعملوا ودرسوا وطلع ونزل وراح وجاء الهاكم والتكاثر فهذا نوع من انواع التكافؤ ما لم يكن له وجه ومحل ومطلوب في مقام معين في مجال معين سيدنا يوسف قال اني مكين امين زكى نفسه عند عزيز مصر لان دي مرشحات مسوغات تعيين مؤهلات قبوله لهذا المنصب الذي لم يرد به مصلحة هذا نفسه بل اراد به مصلحة العباد اني حفيظ عليم وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء ثم قالوا ان اشر الكبر الكبر الذي فيه من يتكبر على العباد بعلمه او يتعاظم في نفسه بفضيلته فان هذا لم ينفعه علمه فان من طلب العلم للاخرة كسره علمه خشع قلبه استكانت نفسه كان على نفسه بالمرصاد يحاسبها في كل وقت فان غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم مما يعين على ترك الكبر ان تتذكر العواقب والاثار المترتبة على الكبر ليدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ايضا عيادة المرضى ومشاهدة المحتضرين اهل البلاء. تشييع الجنائز. زيارة القبور. يحرك في نفس اه بواعث الاخبات و التواضع التباعد عن صحبة المتكبرين. مجالسة الضعف من الناس والفقراء التفكر في في الكون والانسان والحياة وفي النعم التي تحيط به. وانها من عند مولاه. النظر في سير واخبار متكبرين الجبابرة الطغاة الذين انطووا وبادوا واصبحوا واصبحوا نسيا منسيا حضور مجالس العلم التي يكون فيها التزكية والتذكير وآآ تذكير دوما بان اكرم الناس عند الله اتقاهم وان الناس جميعا لادم وان ادم من تراب الموازبة على الطاعات فانها تونس التزكية واخبات النفس وخشوعها كان من الشعراء من يقول تتيه وجسمك من نطفة وانت وعاء لما تعلم. انت عارف ايه اللي جوة بطنك نعم تتيه وجسمك من نطفة وانت وعاء لما تعلم كم جاهل متواضع سترى التواضع جهله ومميز في علمه هدم التكبر فضله فدع التكبر ما حييت ولا تصاحب اهله فالكبر عيب للفتى ابدا. يقبح فعله اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم طهر قلوبنا من الكبر والنفاق والرياء والحسد يا رب العالمين. اللهم امين. صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه بيسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك