ان ما بي جزع من الموت لطولتها او لزدت فكان اول من سن ركعتين عند الموت ثم قال اللهم احصهم عدد وقت بدد ولا تبقي منهم احدا ما انشأ يقول كان في من كان قبلكم رجل به جرح فالجزع لم يصبر على الم الجراحة فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم فمن قطع الدم حتى مات فقال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة معنى فجزع اي لم يصبر على الم الجراحة وفي حديث محمود بن لبيب اذا احب الله قوما تلاهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم خير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك ان محمدا اما بعد فهذه متابعة في سلسلة الاسوة الحسنة في قسمها الثاني التخلية وموضوع حلقة اليوم وهي الحلقة الثامنة والعشرون الجزع الجزاء الجزع نقيض الصبر الجزوع ضد الصبور نعم يقال جزع اي لم يصبر على ما اصابه فبدا عليه القلق والالم الجزع ما يحس به المرء من ضيق الصدر والقلق والاضطراب عند نزول الملمات اظهار ما يلحق المصاب من الالم والمضد بسبب ما نزل به من الشرك ايه الفرق بين الجزع والفزع يقول الراغب الاصفهاني الفزع والجزع اخوان لكن الفزع ما يعتري الانسان من الشيء المخيف كما يخاف والجزع فيعتري الانسان من الشيء المؤلم لما يتقل لكن في فرق دقيق بين الجزع ورقة القلب ابن القيم رحمه الله يقول الجزع ضعف في النفس وخوف في القلب يمده شدة الطمع والحرص ويتولد من ضعف الايمان بالقدر نعم فمتى علم ان المقدر كائن ولا بد كان الجزع عناء محضا ومصيبة ثانية فان المصاب من حرم الثواب اما رقة القلب فانها من الرحمة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ارق الناس قلبا وابعد الناس عن الجزع فرقة القلب رأفة ورحمة لكن جزعه مرض وضعف فالجزع حال قلب مريض بالدنيا قد غشيه تخان النفس الامارة بالسوء فاخذ بانفاسه وضيق عليه مسالك الاخرة وصار في سجن الهوى والنفس فاذا اشرق فيه نور الايمان واليقين بالوعد وامتلأ من محبة الله واجلاله رق وصارت فيه الرأفة والرحمة فتراه رحيما رقيق القلب بكل ذي قربة ومسلم ارحموا النملة في جحرها والطير في وكله فضلا عن بني جنسه فهذا اقرب القلوب الى الله عز الجزع مذموم قطعا قد ورد ذمه فيك الا بالله عز ديال وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين وفي هذه السورة وصف غنية جميلة لمعالجة الجزع اذا مسه الشر جزوعا اذا اصابه الفقر فاجيت مرض او نحوه فهو جزوع جزوع صيغة مبالغة من الجزع اي كثير الجزع وان اصابه الخير من الغنى والخصب والسعة فهو كثير المنع والامساك ايضا يقول الله سبحانه وتعالى مشهد من مشاهد يوم القيامة وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص اجزعنا ام صبرنا جملة مستأنفة نعم تبين وتكشف عن سؤال من الضعفاء يستفتون المستقويين. نعمل ايه تكن لكم تبع في الدنيا بنسمع كلامكم الان والرعنة في مصيبة. ماذا نفعل؟ افتونا انصبر ام نجزع فارادوا تيئيسهم فقالوا لا يفيدنا جزع دواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص فلا نجاة لنا من العذاب وفي حديث القرآن عن قول يعقوب عليه السلام لاولاده بل سولت لكم امرا فصبر جميل صبر جميل لا جزع فيه ولا شكوى معه لا جزع فيه ولا شكوى معه الله جل وعلا يخبر عن حال الانسان اذا مسه الضر فذو دعاء واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا فلما كشفنا عنه ضره كأن لم يدعنا الى ضر مسه بحقك جنبني الجحود فانني اخاف لدى الالاء ان اكو جاحدا وكنت اذا ما مسني الضر وانثنت علي صروف الدهر غبرا شدائد دعوتك بالاسحار يا ربي قائما اصارع ثورات الانين وقاعدا يا ربي هب لي من لدنك انابة تزكي بها نفسي فالقاك حامدا في السنة المطهرة قصة قصة خبيب عندما اخذ للقتل اسر اخذه كفار مكة ليقتلوه فخرجوا به من الحرم ليقتلوه. فقال دعوني اصلي ركعتين ثم انصرف اليهم فقال لولا ان تروا ولست ابالي حين اقتل مسلما على اي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الاله وان يشأ يبارك على اوصالي ممزعي ابو طالب وهو على فراش الموت جاءه النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا عماه قل لا اله الا الله اشهد لك بها يوم القيامة. فقال لولا ان تعيرني قريش يقولون ان ما حمله على ذلك الجزع خوف الموت لاقررت بها عينك. ابسطك بها لكن يعيرني الناس ويقولون جزع من الموت انزل الله تعالى قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي منك الهداية قدر قد بذل النبي جهده واستفرغ وسعه في محاولة هداية عمه ابي طالب الى الاسلام بين اعظم بيان وجل احسن تجلية لكن لم تسبق لعمه من الله الحسنى غلبت عليه شقوته فكان اخر ما قال انه على ملة عبد النبي صلى الله عليه واله وسلم اوتي بمال فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا فبلغه ان الذين ترك قد عتبوا زعلوا فحمد الله ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادع احب الي من الذي اعطى ولكن اعطي اقواما لما ارى في قلوبهم من الجزع والهلع واكل اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير وقال فيهم عمرو ابن تغلب فيقول فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم يعطي اقواما لما يرى في قلوبهم من الجزع والهلع اي من شدة الالم والضجر الذي يصيبهم لو لم يعطوا من الغنيمة فيعطيهم تأليفا لقلوبهم تطهيبا لنفوسه حديس جندب بن عبدالله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن صبر فله الصبر او وفي رواية فمن رضي فله الرضا ومن جزع فله الجزع يعني من يريد به خيرا اوصل الله اليه مصيبة ليطهره بها من الذنوب او ليرفع بها درجته فمن رضي فله جزاء الرضا ومن سخط فعليه جزاء السخط كان علي ابن ابي طالب يقول للاشعث ابن قيس انك ان صبرت جرى عليك القلم وانت مأجور. وان جزعت جرى عليك القلم وانت مأزور. يعني القلم جاري جاري. اقدار الله ماضية مواضيع لكن الذي يجزع اجعل المصيبة مصيبتين المصيبة الاولى التي مضى بها قدر الله. والمصيبة الثانية ما غشيه من الجزع الذي لا يرد شيئا من قدر الله عز وجل انك ان صبرت جرى عليك القلم وانت مأجور وان جزأت جرى عليك القلم وانت مأزور لكن الجزع ليس بدمع العين ولا بحزن عمرو بن ابن دينار يقول قال عمرو بن عبيد ليس الجزع ان تدمع العين ولا ان يحزن القلب لكن الجزع القول السيء والظن السيء ان تسيء الظن بربك او ان ان تتلفز وان تقول اقوال فيها تسخط على الجزع فيها تسخط على قدر الله سبحانه فقد سئل القاسم بن محمد الجزع فقال القول السيء والظن السيء كان ابن السماك يقول المصيبة واحدة فان جزع صاحبها فهو اثنتان المصيبة واحدة فان جزع صاحبها فهما اثنتان فقد المصاب وفقد الثواب فقد المصاب ان المصاب من حرم الثواب فان في الله خلفا من كل هالك ودركا من كل فائت وعزاء من كل مصيبة. فبالله فثقوا واياه فارجو فان المصاب من حرم الثواب كان منصور ابن عمار يقول من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته الى دينه جاءته مصيبة في دنياه فلما جزع اصابته المصيبة في دينه اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب العالمين من الاثار المشؤومة للجزع الدعاء على النفس. يا رب خدني يا رب اعمل لي الله حمق تافه وشرود عقل ايضا ان الجزع يورث الحسرة ويغمر النفس بالندامة وليس مع الجزع فائدة اذ كان ابو بكر الصديق اذا عز عن ميت قال لوليه ليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة تجزع طب وبعدين لن تخسر الا دينك لن تكسب شيئا بالراحة كده بالعقل جزعت فيمضي قدر الله يمضي سيمضي على اشلاء الناس جميعا هذا حكم عالي ليس لاحد لا طاقة لاحد برده ولا بمغالبته فليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة فان في الجزع فوات الاجر وتضاعف المصيبة طقم كسرة الجزع والاحزان تنس النفس اسقام واوجاع والام لا طاقة له بها كان الفضيل بن عياض يقول ان الجزع يورث السقم وبالسقم يكون الموت وبالبرء تكون الحياة جزع يضاعف البلاء سوء الزن بالله سبحانه وتعالى ليجتمع مع كمال الايمان بحال يجسد عدم الرضا بالمقدور وسبيل لاستحقاق العذاب في الاخرة سبيل الى قلق النفس الى اخر الاثار المشؤومة للجزع من صور الجزع تمني الموت لا يتمنى احدكم الموت لضر احدكم لا يتمنى احدكم الموت لضر نزل به كانت قائلا لا محالة فليقل اللهم احيني ما دامت الحياة خيرا لي وتوفني ما دامت الوفا من سوء الجزاء ضرب الخدود والدعاء على النفس وعلى الاهل وعلى الممتلكات الطقس الذي جزع نفد صبره يتصرف عماقة تفاهة طيش لا يخسر به الا دينه ودنياه لكن ما الذي يثير الجزاء يؤدي الى الوقوع فيه اجترار الذكريات اسدل على الماضي سترا وحجابا تذكر المصاب واجترار ذكراه بحيث لا يتناساه تصوره بحيث لا يغيب عنه ولا يجد من التذكار سلوى كان عمر يقول لا تستفزوا الدموع بالتذكر لا تستفز الدموع بالتذكر ولا يبعث الاحزان مثل التذكر للاسف الحسرة فلا يرى من مصابه خلفا ولا يجد لمفقوده بدلا فيزداد بالاسف ولها وبالحسرة هلعا ولهذا قال تعالى لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور اذا بليت فثق بالله وارض به ان الذي يكشف البلوى هو الله اذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لامرئ حيلة فيما قضى الله اليأس يقطع احيانا بصاحبه لا تيأسن فان الصانع الله ما بالجزع بكثرة الشكوى وبث الجزع ولهذا الصبر الجميل الذي لا جزع معه ولا شكوى فيه اليأس احيانا شخص اذا نزلت به مصيبة فييأس من الفرج وييأس من رح الله ويقنط من رحمته ييأس من جبر مصابه فيقترن بحزن الحادثة قنوط اليأس فلا يبقى معها صبر ولا يتسع لها صبر لهذا قالوا المصيبة بالصبر اعظم المصيبتين المصيبة بالصبر اعظم المصيبة احيانا شخص ازا نزلت به مصيبة يا من ينظر الى غير المصابين نعمين ولهم هاديء ناعمين وين تم اختياري من دون الخلق ليصب علي البلاء لتنزل بي المحن وكان اولى به ان ينظر الى من شاركه في الرزية وساواه في الحادثة هذا اجلب للعزاء نفسه من جميل ما يروى عن الخنساء في رفع اخيها صخر في زمان الجاهلية لما مات هو صخر بدت الدنيا شعرا ونواحا وعويلا لكن كانت تقول يذكرني طلوع الشمس صخرا واذكره لكل مغيب شمسي ولولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلتنا وما يبكون مثل اخي ولكن اعزي النفس عنه بالتأسي فلا والله لا انساك حتى افارق مهجتي ويشق امسي فيا لهفي عليه وله امي ايصبح في الضريح وفي ضعف الايمان الجزع واليأس من مثيراته ومسبباته ضعف الايمان المحظور او المخوف اذا لم يقدر لن يقع واذا قدر فلا سبيل الى صرفه بعد ان ابرم فلا جزع حينئذ لا مما قدر ولا مما لم يقدر ايضا عدم الاستعانة بالله في المصيبة عدم النظر الى من هم اشد منك غما والم العجز استعن بالله ولا تعجز الجزع قرين العجز وشقيقه كما يقول ابن القيم. لو سئل الجزع من ابوك لقال ابي العجز وترك الرضا بما يوجب القضاء عدم توطين النفس على وقوع المكروه شخص يستعد لما هو اسوأ اه الشاعر يقول عرفنا الليالي قبل ما نزلت بنا فلما دهتنا لم تزدنا بها علما مما يعين على ترك الجزع ياء الربانية وبناء الايمان عجبا لامر المؤمن ان امره كله له له اخت طيب ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا الا للمؤمن الثبات على ما نزل به من مكروه. فاذا صبر امضى شيطانه ورده وارضى ربه وسر صديقه وساء عدوه وحمد عن اخوانه وعزهم هو قبل ان يعزوه هذا هو الثبات والكمال الاعظم ان يعلم ان المقدور لا حيلة له في دفعه ان يعلم بان الجزع يشمت الاعداء ويسوء الاصدقاء ويغضب الله جل جلاله ويسر الشيطان ويحبط اي نوع يضعفه لا اله الا انت سبحانك اني كنت نختم الابيات الجميلة للشافعي دع الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا بما حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لي حوادث الدنيا بقاء نعم ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء اخر يقول فان تصبر النفس تلقى السوء ان تجزع النفس اشقى لها اتجزع مما احدث الدهر للفتى واي كريم لم تصبه وارعوا ابو ذئب الهدني يقول امن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع وتجلدي للشامتين اريهم اني لريب الدهر لا اتضعضع ولا تجزع لريب الدهر واصبر فان الصبر في العقبى سليم فما جزع بمغن عنك شيئا ولا ما فات ترجعه الهموم كم تشتكي وتقول انك معدم والارض ملكك والانجو عشت لك الدنيا فما لك واجبا وتبسمت فعلام لا تتبسم ان كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه اليك تندم او كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع ان تحل تجهم او كنت جاوزت الشباب فلا تقل ياخز زمان فانه لا يهرمون اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت تولنا فيمن ميت اللهم ارزقنا الرضا بالقضاء صبر على بلائك على نعماك اللهم امين صلي اللهم على نبينا محمد على اله وصحبه اعانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك