بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو وليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذه الحلقة الثانية في سلسلة حديثنا عن الدار الاخرة نستهل الحديث فيها عن مرحلة الاحتضار اذا حان الاجل اذا شارفت شمس الانسان في هذه الدنيا على المغيب ارسل الله رسل الموت لتتوفى روح من قضى عليه الموت اتبعوا لقول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون وطبعا تختلف الهيئة التي تأتي عليها ملائكة الموت ما بين المؤمن والكافر تأتي الى المؤمن في سورة حسنة جميلة وتأتي الكافر او المنافق في صورة مخيفة مرعبة ففي حديث البراء بن عازب النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد مؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كانه وجوههم امس معه كفن من اكفان الجنة وحنوط. طيب يعني وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلس منه مد البصر ثم فيجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي الى مغفرة الله ورضوانه وفي رواية اخرجي الى روح وريحان ورب غير غضبان فتدخل تسيل. كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذه وفي مقابل هذا ان العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة غناض شداد سود الوجوه معهم المسوح ثياب من الصوف الغليظ والخشن جدا فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي الى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فينتزعها كما انتزعوا السفود من الصوف المبلول فتتقطع معها العروق والعصب الى اخره وطبعا ما يحدث للميت حال موتي لا نشاهده ولا نراه الله جل وعلا يقول فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون. ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصروا فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين من حوله ينظرون الى ما يعانيه من سكرات الموت لكنهم لا يرون ملائكة الرحمن وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون اية سورة القيامة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق من يرقى بروحه من يجد الرحمة او ملائكة العذاب. او من رق من الذي يرقي؟ هل هناك رقية تمنع الموتى لا يمنع الموت بواب ولا حرس. ان الحبيب من الاحباب مختلس لا يمنع الموت بواب ولا حرس وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق الحديث ايضا صرح بان ملك الموت يبشر المؤمن بمغفرة الله ورضوانه ويبشر الكافر بسخط الله ومقته وعذابه استمع الى قول الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا جنتي التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم. وهذا التنزل عند كثير من اهل التفسير لحظة الاحتضار لحظة صعبة جدا موقف صعب جدا شخص مذهول متهوش يخاف من المستقبل الاتي المجهول المغيب يخاف على من خلفه وراءه من زوجة وذرية ضعفاء فتأتي الملائكة لكي تبشره. لكي تطمئنه لكي تؤمن الا يخاف على ما فات ولا يحزن مما الا يحزن على ما فات ولا يخاف مما هو ات. لا تخف من المستقبل الاتي في البرزخ والاخرة ولا تحزن على ما خلفت من اهل ومن ولد ونحوه وتبشره باعظم بشارة. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤهم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون. مقابل هذا الفجرة الكفرة ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم. قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قال ولم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا هذه الاية فيمن ترك الهجرة وهو قادر عليها فاستضعف او قتل في صفوف المشركين ان الملائكة اه تقرع هؤلاء في حال الاحتضار وتوبخهم وتبشرهم بالنار. اسمع الى اية اظهر في الدلالة على هذا المعنى. ولو ترى اذي يتوفى الذين كفروا الملك ملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد ابن كثير رحمه الله يقول ولو ترى يا محمد حالة وف الملائكة ارواح الكفار لرأيت عظيما فضيعا منكرا. اذ يضربون وجوههم وادبارهم ويقولون ذوقوا عذاب الحريق انه كثير يبين هذه يبين ان هذه الاية وان كانت قد نزلت في موقعة من لكنها عامة في حق كل لعموم اللفظ والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ذوقوا وذوقوا عذاب الحريق في اية اخرى فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم للموت سكرات يلاقيها كل انسان عند الاحتضار وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد هي غمراته وكرباته غمراته وكرباته التي تنشأ من الالم النبي صلى الله عليه وسلم عانى من هذه السكرات عند موته ففي مرض موته صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة او الى فيهما وجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول لا اله الا الله ان للموت لسكرات وتقول امنا عائشة رضي الله عنها ما رأيت الوجع على احد اشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنا عائشة دخلت على ابي بكر ابيها في مرض موته. فلما ثقل عليه واستشعرت انها النهاية تمثلت بقول الشاعر لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى اذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فكشف عن وجهه وقال ليس كذلك. بل قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد يعني ان الناس جميعا يعانون من سكرات الموت وغمراته والامه. لكن لا شك ان معاناة الكافر والمنافق اعظم بكثير من معاناة المؤمن لان روح الفاجر والكافر تتفرق في جسمه. تهرب عندما يقول لها الملك ايتها الروح الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي الى سخط الله وغضبه فتتفرق تهرب لا تريد ان تخرج فانتزعها كما ينتزع يصفون من الصوف المبلول ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي لي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ولو ترى اذ في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون اذا بشرته الملائكة بالعذاب والنكال والاغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن تتفرق روحه في هذه هي تعصى تأبى على الخروج فتضربه الملائكة حتى تخرج ارواحهم من اجسادهم قائلين اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون. ومعنى باسط ايديهم اي بالضرب لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي الي كلب. لاقتلك. ويبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء باللقطة هذه عمرو بن العاص عندما حضرته الوفاة قال له ابنه يا ابتاه لقد كنت تقول يا ليتني القى رجلا عاقلا لبيبا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد. وانت يا ابتي ذلك الرجل انت الان في غمرات فصف لنا يا ابتي ما تجد. فقال يا بني والله كأن جنبي في تخت وكأني اتنفس من سم ابرة من ثقب ابرة وكأن غصن شوك يجزب من قدمي الى هامتي غصن شوقي يجزب من قدمي الى هامتي ثم انشأ يقول ليتني كنت قبل ما قد بداني في تلال الجبال الرعدية وعودا اللهم خفف عنا سكرات الموت يا رب العالمين واحسن عاقبتنا في الامور كلها نكتفي بهذا القدر في هذا اللقاء ونتابع الحديس في لقاء القادمة ان شاء الله استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته