بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد احبتي في الله هذه هي الحلقة الثالثة في حديثنا عن الدار الاخرة عن القيامة الصغرى التي بدأنا بالحديث عنها. والقيامة الصغرى هي الموت. وقد قلنا ان العبد اذا مات قامت قيامته توقفنا في الخاطئة السابقة عند الحديث عن سكرات الموت وقد ذكرنا انها عامة على كل احد لم يسلم منها الانبياء والمرسلون على عزيم منزلتهم وعلى رفيع درجاتهم عند الله عز وجل وقد بينا النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل عليه جعل يتغشاه الكرب وجاءت فاطمة رضي الله عنها تقول وا كرب ابتاه فقال لها لا ترضى على ابيك بعد اليوم وعند الامام احمد بسند صحيح عن انس رضي الله عنه قال لما قضت فاطمة ذلك لما وجد لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب وقالت وا كرباء فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا بنيتي انه قد حضر بابيك ما ليس الله بتارك منه احدا لموافاة يوم القيامة الله ما ليس الله بتارك منه احدا لموافاة يوم القيامة فان قال قائل فما الحكمة في تشديد الموت على النبيين وهم في اعلى المنازل وارفع الدرجات والمقامات الجواب عن هذا تكميل فضائلهم رفع درجاتهم ومنازلهم عند الله عز وجل وليس هذا نقصا ولا عذابا. بل هو من جنس قول النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء. الانبياء ثم الامثل فالامثل فبه ترفع درجاتهم وتعلوا منازلهم عند الله سبحانه وتعالى الى ما شاء الله طيب لو قلنا ان سكرات الموت تغشى الصالح والطالح والبر والفاجر والمؤمن والكاهن. ما هو الفرق اذا بين الانبياء وغيرهم بين الاتقياء والاشقياء بين الصالحين والطالحين لا يستويان قطعا فما يعانيه الكافر والفاجر والمنافق من سكرات الموت اشد يقينا مما يعانيه المؤمن وايضا فرق مهم جدا ان سكرات الموت الكافر والفاجر محنة نقمة شدة بلاء عذاب لكنها في حق الصالح تكون منحة ونعمة ورحمة كيف يغفر بها الذنوب وتحط بها الخطايا وترفع بها الدرجات لقد روي عن زيد ابن اسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول اذا بقي على المؤمن من درجاته شيء لم يبلغها بعمله شدد عليه في الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته من الجنة وان الكافر اذا كان قد عمل معروفا في الدنيا هون عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير الى النار ان يوافي ربه ولا حسنة له لكن لقطة هنا جميلة بين قوسين ان الشهيد الذي مات في المعركة شهيد المعركة تخفف عنه سكرات الموت ففي حديث ابي هريرة الشهيد لا يجد الم القتل كما يجد احدكم الم القرصة هذا في صحيح الجامع الشهيد لا يجد من الموت الا كما يجد احدكم من الم القرصة او من مس القرصة لكن موعظة بليغة هنا ينبغي للكيس ان يعمل لهذه اللحظات حتى لا تجتمع عليه خصلتان ثكلة الموت وحسرة الفوت الموت وسكرات من ناحية ثم الحسرة على عمر تقضى في غير طاعة على ايام انفقها في شهوات وفجور ومغاضبة لله جل جلاله من السماك كان يقول احذر السطل والحسرة ان يفجأك الموت وانت على الذرة. فلا يصف واصف قدر ما تلقى احدهم يقول يا فرقة الاحباب لابد لي منك ويا دار دنيا اني راحل عنك. ويا قصر الايام ما لي وللمنى ويا سكرات الموت ما لي وللضحك فما هي لا ابكي لنفسي بعبرة اذا كنت لا ابكي لنفسي فمن يبكي اذا كنت لا ابكي لنفسي فمن يبكي ايضا مسألة اخرى في هذه اللحظات العصيبة يتمنى الانسان الرجعة الى الدنيا ان كان كافرا لعله ان يسلم كان عاصيا لعله ان يتوب اقرأ قوله تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون وتعلمون ان الايمان لا يقبل اذا حضر الموت التوبة لا تنفع اذا غرغر العبد استمعوا الى قول الله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما. فتقبل توبة العبد ولو حضره الموت بدل ما يصل الى مرحلة الغرغرة. ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. وكل من تاب قبل الموت وقد تاب من قريب فيا ايها الموفق نعم قدم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات وقبل حبس الالسن بادر بها غلق النفوس فانها زخر وظلم للمنيب المحسن بقيت مسألة نختم بها فرح المؤمن بلقاء ربه اذا جاءت ملائكة الرحمن للعبد المؤمن في لحظات الاحتضار بالبشرى من الله عز وجل ظهر عليه الفرح والسرور نقيض ذلك الكافر والفاجر عندما يبشر بالنكار والاغلال والجحيم والحميم يظهر عليه من الضيق والحزن حسرة والالم فالعبد المؤمن يحب لقاء الله والفاجر يكره لقاء الله عز وجل من باب حديث انس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت امنا عائشة او بعض ازواجه امهات المؤمنين انا لنكره الموت يا رسول الله. قال ليس كذلك ولكن المؤمن اذا اذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء احب اليه مما امامه فاحب لقاء الله الله! فاحب الله لقاءه. وان الكافر اذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته. فليس شيء اكره اليه مما امامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه. ومن اجل هذا العبد الصالح ازا احتملت جنازته على الاعناق فانها تطلب ان يسرعوا بها الى القبر شوقا منه الى النعيم وعلى نقيدي هذا العبد الطالح انما ينادي بالويل من المصير الذاهب اليه. لقد روى البخاري في صحيحه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على اعناقهم. فان كانت صالحة قالت قدموني وان كانت غير صالحة فضيحة قالت لاهلها يا ويلها اين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء. الا الانسان ولو سمع الانسان لصعق. لو سمع الانسان صوتها لصعق احبتي نكتفي بهذا القدر في هذه الخاطرة ونواصل باذن الله تعالى حديثنا عن القيامة الصغرى عن الدار عن الايمان اليوم الاخر عن الدار الاخرة ان شاء الله فيما نستقبله من حلقات ان كان في الاجال طول وفسحا. نستودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته