بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد احبتي في الله فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة الاسوة الحسنة وموضوعها في هذا اليوم الظن الحسن الظن الحسن ما هو الظن اولا وما الفرق بينه وبين الشك والوهم عندنا من الادراك الظم الشرك الوهم لكن اعلى ذلك اليقين فنبدأ اولا بالتعرف على الظن لانه موضوع هذه الحلقة كما ترون يعني قالوا الظن هو ادراك الطرف الراجح الشك ادراك الطرف المرجوح واما اليقين ادراك الشيء على حقيقته كما هو ان الاصوليين يقولون الظن هو تردد الذهن بين امرين مع ترجيح احدهما فان استويا فذلك الشك اما الطرف المرجوح فذلك الوهم المقصود بالظن الحسن ترجيح جانب الخير على جانب الشر ترجيح جانب الخير على جانب الشر الله جل جلاله يقول لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين بهذا تنبيه على ان المؤمن اذا سمع قالة في اخيه ان يبني الامر فيه على ظن الخير وان يقول بناء على ظنه الحسن فيه هذا افك مبين. هكذا باللفظ الصريح ببراءة اخيه كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال. وهذا من باب حسن الادب الله جل جلاله يقول يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم ان حجر الهيتمي رحمه الله يقول عقب تعالى بامره باجتناب الظن او باجتناب كثير من الظن علل ذلك بان بعض الظن اثم وهو ما تخيلت وقوعه من غيرك من غير مستند يقيني لك عليه وقد صمم عليه قلبك او تكلم به لسانك من غير مسوغ شرعي ايضا يقول الله جل جلاله في كتابه الكريم لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين ابن عباس يقول ان ان ظن المؤمن بالمؤمن الشر للخير اثم لان الله جل وعلا نهاه عنه. ففعل ما نهاه الله عنه اثم لا محالة في السنة المطهرة قول النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا النووي رحمه الله يعقب فيقول اياكم والظن المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي المقصود تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس فان ذلك لا يملك. احيانا يلقى في نفسك خاطر سوء هذا لا يؤاخذك الله جل وعلا عليه ان الله لا يؤاخذ العبد بما حدثته به نفسه. الخطرة العابرة هذه لا تؤاخذ عليها. انما متى تؤاخذ؟ اذا حققت ذلك الظن وصدقته نعم ومراد الخطابي ان المحرم من الظن ما يستمر عليه صاحبه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فان هذا لا يكلف به الغزالي رحمه الله له تعليق جميل فيقول اي لا يحققه في نفسه. الظن السي هذا لا يحقق في نفسه بعقد ولا فعل لا في القلب ولا في الجوارح اما في القلب فبتغيره الى النفرة والكراهة. اذا جاء الظن السيء فغير قلبك الى النفوة والكراهة فقد وقعت في الظن السيء المحرم شرعا. واما في الجوارح فبالعمل بموجبه. يقول لك ايه؟ والشيطان يقرره على القلب بادنى مخيلة مساءة الناس ويلقي اليه ان هذا من فطنتك وسرعة فهمك وذكائك وان المؤمن ينظر بنور الله تعالى هكزا ادراك الشيطان وتلبيسه وهو على التحقيق ناظر بغرور الشيطان وظلمته العباس نزره مرة الى الكعبة فقال اه ابن عباس ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نظر مرة الى الكعبة فقال ما اعظم حرمتك في رواية انه نظر اليها فقال مرحبا بك من بيت ما اعظمك وما اعظم حرمتك ولا المؤمن اعظم حرمة عند الله منك. ان الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا دمعه وماله وان يظن به ظن السوء وقاعدة يجعلها الغزالي معيار جميل. قال فلا يستباح ظن السوء الا بما يستباح به المال. وهو نفس مشاهدته او بينة عادلة فان لم يكن كذلك وخطر لك وسواس الظن سوء الظن فينبغي ان تدفعه عن نفسك وتقرر ان ان حاله عندك مستور كما كان وان ما رأيته منه يحتمل الخير والشر فان قلت طب كيف اعرف عقد الظن والشكوك تختلج والنفس تحدث فنقول امارة عقد سوء الظن ان يتغير القلب معه عما كان فينفر عنه نفورا ماء ويستثقله ويفتر عن مراعاته وتفقده واكرامه والاغتمام بسببه فهذه امارات عقد الظن وتحقيقه عن سعيد ابن المسيب يقول كتب الي بعض اخواني من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ضاع امر اخيك على احسنه ما لم يأت كما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وانت تجد لها في الخير محملا عن اسماعيل ابن امية معيار جميل ودقيق ثلاث لا يعجزن ابن ادم الطيرة وسوء الظن والحسد قال فينجيك من سوء الظن الا تتكلم به وينجيك من الحسد الا تبغي اخاك بسوء وينجيك من الطيرة الا تعمل بها لا شك ان للظن الحسن فوائد جميلة علامة على كمال الايمان ووفوره اغلاق لباب الفتنة والشر والتاريخ من طرق زيادة الالفة والمحبة. ودليل على سلامة القلب وطهارته الظن ينقسم الى قسمين. ظن محمود وظن وظن مذموم. الظن الحسن ان تظن الخير باخيك المؤمن. وان تحمل امور وهو على احسن معاملها ذلك الظلم الحسن عكسه الظن المذموم ما تخيلت وقوعه من غيرك من غير مستند يقيني لك عليه وقد صمم عليه قلبك او تكلم به لسانك من غير مسوغ شرعي صور حسن الظن بالله. صور حسن الظن. اولها حسن الظن بالله عز وجل لا يموت احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ومعنى حسن الظن بالله تعالى ان تظن انه يرحمك ويعفو عنك ان شاء الله وفي حالة الصحة يقول المرء خائفا راجيا متقلبا بين الخوف والرجاء ويكونان سواء الاولى ان يغلب في حال عافيتي وصحته جانب الخوف على جانب الرجاء لكي لا يحمله طول الرجاء وسعته على التراخي والتفريط وترك العمل. اذا دنت امارات الموت ونزلت مصيبته يغلب جانب الرجاء اه لكي يحب لقاء الله فيحب الله لقاءه. لان مقصود الخوف في حال الصحة الانكفاف عن المعاصي والقبائح والان تعذرت او تعذر لنا كله او معظمه فاستحب احسان الظن بالله عز وجل المتضمن الافتقار له والاذعان اليه جل جلاله حسن الظن بالاخوان وبالاصدقاء ينبغي ان يلتمس المسلم لاخوانه الاعذار ما استطاع وان يحمل على حسن الظن ما يبلغه عنهم من قول او عمل فان لم يجد محملا فليقل لعل لهم عذرا لم يعرفه نعم كان ولا تعجل بلومك صاحبا لعل له عذرا وانت تلومه. لكن المهم احسان الظن بين الزوجين فان هذا من اهم الدعائم التي يبنى عليها البيت المستقر المطمئن في طبعا غيرة في قلب الزوج وفي قلب الزوجة والغيرة ابتداء محمودة. لكن انتبه الغيرة نوعان. غيرة محمودة وغيرة مذمومة الغيرة المحمودة الغيرة عند وجود الريبة الغيرة المذمومة الغيرة في غير ريبة لا شك ان المؤمن يغار لا احد اغير من الله عز وجل. ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وفي الحديث ان من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله اما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة من الريبة. واما التي يبغضها الله فالغيرة من غير ريبة والنبي صلى الله عليه وسلم قال اتعجبون من غيرة سعد؟ لانا اغير منه والله اغير مني الغيرة على الفواحش ان تنتهك حرمات الله وان تستباح وان يعتدى على حدوده جل جلاله من موانع اكتساب الظن العيش في مجتمع يغلب عليه سوء الزن تربية منذ الصغر على سوء الزن الجهل باحكام الدين الحنيف التي تدعو الى الظن الحسن الجهل خصوصا بهذه الصفة الطيبة مصاحبة الاشرار من الناس الحسد والغل والحقد كل هذه من اسباب التي تؤدي الى اتفاقم سوء الظن بالاخرين لكي تكتسب هذه الفضيلة الدعاء تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعوك الى عدم الظلم التربية الحسنة لاولادنا من البداية ان ننزل انفسنا منزلة غيرنا ان تحمل الكلام على احسن محامله. ان تلتمس الاعذار للمؤمنين ان تجري الاحكام على الظاهر وان تشفي السرائر الى الله عز وجل وخد نمازج من حسن الزن اولا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم جاء رجل قد دخلته الربا في زوجته قال يا رسول الله امرأتي ولدت غلاما اسود على غير اللون هو لا هو اسود ولا مراته سودا والولد طلع اسود قال يا رب ده جاه منين فجاي يشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له الك ابل؟ قال نعم ما الوانها؟ قال حمر قال هل فيها من جمل اوراق؟ فقال نعم قال فانى له ذلك قال عله نزعه عرق جه من اجداده من فوق قال لعل ابنك هذا نزعه عرق تعالج فيه هذا المعنى بهذه الصورة الحقيقة الصحابة عندما شاع حديث الافك في امنا عائشة دخل ابو ايوب على زوجه قالت له الا تسمع ما يقول الناس في عائشة فقال بنى وذلك الكذب. اول كلمة قال بلى وذلك الكذب ثم قال اكنت انت يا ام ايوب؟ فاعلة ذلك؟ لو كنت انت مكان عائشة. هل كنت ستفعلين ما يتقاول به الناس؟ قالت له لا فقال لا والله ما كنت لافعلها. فقال فعائشة والله خير منك ازا كنت بتقولي عن نفسك انك انت مش ممكن تعملي كده عايشة خير منك. ذلك هو الكذب مرة الشافعي مرض فعاده بعض اخواني قال وقوى الله ضعفك. قال لو قوى الله ضعفي لقتلني قوى الله ضعفك. قال له قوم والله ضعفي الى قتلني. فقال والله ما اردت الا الخير. فقال اعلم انك لو سببتني ما اردت الى الخير. انا عارف بس انا بصحح اللفز الكلمة العبارة كما اذا لو دخلت على مريض تقول له مش كده لا شفاك الله لا شفاك الله كأنك انت تدعو له بعدم الشفاء فقل لا وشفاك الله ان تنفي علته وتنفي مرضه. نحط الواو بتعمل فصل ما بين الجملتين. لا وشفاك الله لا اله الا الله محمد رسول الله. يقولون اذا ساء فعل المرء ساءت صنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعد وعاد محبيه بقول عداته فاصبح في داج من الشك مظلم فينبغي ان نعود انفسنا على هذه الفضيلة الجميلة حسن ظن والا تظن بمؤمن الا خيرا ما دمت تيد لقوله او لفعله في الخير محملا فان لم تجد له عذرا فقل لعل له عذر اجتني كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم الله جل وعلا ان يرزقنا طهارة قلوبنا وسلامة نفوسنا ان يطهر السنتنا من الكذب واعيننا من الخيانة وقلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء وان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله صحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك