اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه هي الحلقة التاسعة والثلاثون في سلسلة الاسوة الحسنة الحلقة التاسعة والثلاثون في سلسلة الاسوة الحسنة موضوعها الورع الوراء التحرج الكف عن المحارم اجتنام الشبهات خشية الوقوع في المحرمات ترك ما لا بأس به حذر مما به بأس الفرق بين الورع والزهد ان الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة اما الورع ترك ما يخشى ضرره في الاخرة وكان يقال ان فقه ما بعد الاربعين ترك ما لا ينفع في الاخرة حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه ترك ما لا ينفع في الاخرة هذا هو الزهد اما الورع فهو ترك ما يخشى ضرره في الاخرة في الباب ما جاء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول دع ما يريبك بالفتح او ما يريبك دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة المعنى اذا شككت في شيء فدعه وترك ما يشك فيه اصل عظيم من اصول الورع. يقول الخطابي كل ما شككت فيه فالورع اجتنابه في حديث النعمان ابن بشير الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس او لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يواقع الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله في ارضه محارمه الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب حلال بين والحرام بين الجليات الواضحات الذي جاء تحميلها او تحريمها نصا في كتاب الله عز وجل او نصا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم او قياسا جليا اولويا ظاهرا لا يختلف فيه لكن القسم الثاني المشتبهات ما لم ينتشر تحليله وتحريمه ولم يستفض العلم به لخفاء دلالة النصوص عليه ولوقوع ولوقوع تنازع اهل العلم فيه يشتبه هذا على كثير من على كثير من الناس هل هو من الحلال ام من الحرام؟ فمن اشتبه عليه شيء من هذا فان الورع تركه. بخلاف خواص اهل العلم الذين لديهم من العلم ما يميزون به هذه المشتبهات فيلحقونها بهذا القسم او ذاك كان الحسن البصري يقول ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام الثوري كان يقول انما سم المتقين لانهم اتقوا ما لا يتقى وكان ابن عمر يقول اني لاحب ان ادع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا اخرقها اني لاحب ان ادع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا اخرقها ميمون ابن مهران كان يقول لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال سفيان ابن عيينة يقول لا يصيب عبد حقيقة الايمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال حتى يدع الاثم وما تشابه منه ابو سليمان الداراني احد كبار العباد الورع اول الزهد. الورع كما قلنا ترك ما يخشى ضرره في الاخرة. اما الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. كما ان قناعة اول الرضا الوراء الخروج من كل شبهة محاسبة النفس في كل طرفة عين معياره سهل جدا كان سفيان الثوري يقول ما رأيت اسهل من الورع ما حاك في نفسك فاتركه معيار سهل جدا يستطيع ان يدركه كل الناس ما رأيت اسهل من الورع ما حاك في نفسك فاتركه وبالتورع يظهر دين الرجل وتزهر سلامة استقامته على امر ربه حتى قال الحسن البصري مثقال ذرة من الورع خير من الف مثقال من الصوم والصلاة يقصد من النوافل موقف ورع تتورع فيه عن شيء عن محارم الله عز وجل خير واثقل في ميزانك من مئات الركعات او عشرات الايام التي التي تصومها لله عز وجل نافلة قالوا ذرة من الورع خير من الف مثقال من الصوم والصلاة. كان ابو هريرة يقول جلساء الله تعالى غدا اهل الورع والزهد لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس بعض الصحابة كان يقول كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة ان نقع في باب من الحرام الوراء يستجلب لصاحبه محبة الله عز وجل وفيه اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه ترك للمشتبهات والبعد عنها به يطيب المطعم والمشرب سبب لاستجابة الدعاء باب من ابوابي او من اخر ابواب الاستبراء للدين العرض سبب من اسباب كمال التقوى الورع اقسام الورع الواجب الذي يتعين عليك ويلزمك الوقوف عند الواجبات وترك المحرمات. فعل الواجب وترك المحرم. لكن يقابله ورع فاسد ورع مغلوط الذي ينفر الناس عنه لعادة او نحوها فيخوى عنده تحريمها او تنطعا وتكلفا او التدين غير المتزن غير المنضبط يعني بعض الناس يقع في الحرام البين جدا الجلي جدا الظاهر جدا ثم يتورع عن امر مشتبه فيه فيه خلاف فيكون تدينه منبعجا لقد سئل احد الزناة وكان قد زنا بامرأة فاحبلها انه زنيت بها لم لم تعزل عنها وتجتنب الحمل الحرام قال سمعت ان بعض الفقهاء افتى بكراهة العزل يعني يستبيح الزنا ويتورع في باب العزل يخاف ان يقع في باب من ابواب المطلوة. وقد وقع في الحرام البين الجلي القطعي الذي بتاعة الملل كلها وليس ملة محمد صلى الله عليه وسلم فقط على تحريمه والذين يسألون عن دم البعوض سؤلاء سأل بعض الناس عن دم البعوض فقال ما اعجبكم تستحلون دم الحسين وتسألون عن دم البراغيث او تسألون عن دم البعوض هذا من الورع الفاسد الذي لا يغني عن صاحبه شيئا ادخل في باب التنطع هلك المتنطعون هلك المتنطعون في الباب حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما ترخص في اشياء فبلغه ان اقواما تنزهوا عنها كانهم يريدون ان يزايدوا في تدينهم على تدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال ما بال رجال يتنزهون عن اشياء اترخص فيها والله اني لارجو ان اكون اعلمهم بالله واخشاهم او اخشاهم لله واعلمهم بحدوده الورع المندوب الابتعاد عن المشتبهات الورع الذي هو من من الفضائل والرغائب اعلى درجاته الكف عن المباحات او عن كثير من المباحات مخافة الوقوع في المحرمات والاقتصار على اقل الضرورات هذا مقام النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من مظاهر الورع الورع في النزر لا تتبع النظرة النظرة فانما لك الاولى وليست لك الاخرة كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر ومعظم النار من مستصغر الشرر النظر اه يعني التورع عن السمع من استمع الى حديث قوم وهم لاستماعه لهم كارهون لا يحبون ان يستمع الى حديثهم صب الله في اذنيه الانك يوم القيامة الرصاص المذاب الورع في الشم الا تتطلع او الا تشم بانفك ما لا ينبغي لك انت سم ازا مرت بك امرأة متطيبة وقد عصت ربها بخروجها من بيتها متبرجة متطيبة فاكفف انفك عن ان يتبعها ان انعم ان يتبع ريحها. انها زانية بخروجها يعني عاصية لربها عز وجل بهذا الخروج فلا تشاركها في هذا العصيان وقد روي كما سيأتي بعد قليل عن السلف الصالح في باب التورع في هذا المقام العجائب والغرائب لقد اوتي عمر بن عبدالعزيز بغنائم فيها مسك فاخذ بانفه قالوا يا امير المؤمنين تأخذ بانفك لهذا قال انما ينتفع من هذا بريحه فاكره ان اجد ريحه دون المسلمين اني لانتفع من هذا بريحه فاكره ان اجد ريحه دون المسلمين الورع في اللسان ان تكف لسانك امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك عمر بن الخطاب اطلع على ابي بكر وهو يمد لسانه فيقول ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ قال هذا اوردني الموارد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس شيء من الجسد الا يشكو الى الله ليس شيء من الجسد الا يشكو الى الله اللسان على حدته كان الحسن ابن حي يقول فتشت عن الورع فلم اجد في شيء اقل منه في اللسان انك لا تعرف ورع الرجل في كلامه الورع في البطن الا تقزف في بطنك شيئا من المحرمات او من المشتبهات ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر رافعا يديه يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وقد غذي بالحرام فانى يستجاب له وفي حديث جندب ابن عبد الله قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الا يجعل في بطنه الا طيبا فليفعل فان اول ما ينتن من النساء من من الانسان بطنه او الحياة تتعفن من الانسان بعد موته بطنه اول ما ينتن من الانسان بطنه الورع في باب الفتيا هذا حديس لاهل العلم الذين الذين يتصدرون للفتية وللتحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عبدالرحمن بن ابي ليلى ادركت مئة وعشرين من الانصار في المسجد ما كان منهم من محدث الا ود ان اخاه كفاه الحديث وما كان منهم من مفت الا ود ان اخاه كفاه الفتيان كانوا يتدافعون الفتية فيما بينهم لا يرونها مغنما يتنافسون عليه او يتسابقون اليه بل يتدافعونها. كل واحد منهم يحيل الى الاخر ابن سيرين كان اذا سئل عن شيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل كانه ليس بالذي كان عطاء بن السائب يقول ادركت اقواما وان كان احدهم ليسأل عن الشيء فيتكلم وانه ليرعد وروي عن ما لك انه كان اذا سئل عن عن مسألة كانه بين الجنة والنار لكن كيف يكتسب هذا الخلق الجميل هذه الروح الشفافة الرائقة العالية كيف تكسب؟ اولا بالعلم وان تذكر عظمة الله عز وجل وخطورة الوقوف بين يديه. يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية تزكروا استحياءك من الله عز وجل الذي لا تخفى عليه منك خافية وان تتذكر بطشه وغضبه وآآ وان تخشى انتقامه ممن عصاه وممن ابق على امره ونهيه عز وجل من ورع النبي صلى الله عليه وسلم مر بتمرة مسقوطة فقال لولا ان تكون صدقة لاكلتها. الانبياء يأكلون الهدايا ولا يأكلون الصدقات النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني لانقلب الى اهلي فاجد التمرة ساقطة على فراشي فارفعها لاكلها ثم اخشى ان تكون صدقة فالقيها خلي بالك هي الان في فراشه مش برة مش من الشارع في فراشه ومع هذا لم يأكلها فهذا ابلغ في باب الورع صلوات ربي وسلامه عليه. الحسن ابن علي وهو ريحانة النبي وقرة عينه اخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ كلمة بالفاسي احنا بنقولها كخ يعني يعني اترك هزا اما تعرف ان لا نأكل الصدقة ابو بكر الصديق اخبره غلام انه جاءه بطعام كان كان قد اشتراه بمال اخذه من كهانة تكهنها في الجاهلية فوضع يده في فمه فاستقاء فاقاء الطعام وكان من اورع الناس ابن عمر رضي الله عنهما ويحكى عنه في هذا الغرائب والعجائب واخيرا ليس الظريف بكامل في ظرفه حتى يكون عن الحرام عفيفا فاذا تعفف عن محارم ربه وهناك يدعى في الامام ظريفا فهناك يدعى في الانام طريفا نعم تورع ودع ما قد يريبك كله جميعا الى ما لا يريبك تسلم وحافظ على اعضائك السبع جملة وراعي حقوق الله في كل مسلم وكن راضيا بالله ربا وحاكما وفوض اليه في الامور وسلمي اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم عندك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك