اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسح وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم على سفر او جاء احد منا او جاء احد منكم من الغائط او لمستمن فلم فلم فلن تجدوا ما ان تتيمموا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج يريد ليطهركم. ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم. وليتم نعمته علي لعلكم تشكرون يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة اغسلوا وجوهكم اغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجل الى الكعبين. وان كنتم جنبا فاطهروا كن من الغائط او جاء احد منكم من الغائب تجدهما فلم تجدهما فتيمموا صعيدا طيبا بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلامان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين. اما بعد فهذه الجملة من الاية الكريمة اشتملت على نوع خاص من الطهارة وهي طهارة التيمم وجعلها الله سبحانه وتعالى بدلا عن الاصل وهي الطهارة المالية التي تكون بالغسل في طفيف الوضوء وفي الغسل من الجنابة والحيض اي من اي في الحدث الاكبر فهذه الطهارة البدنية جعلها الله عز وجل تخفيفا على هذه الامة وتيسيرا ولذلك تعتبر من الرخص وذكر بعض العلماء رحمهم الله انها عبادة وفضيلة اما كونها عبادة فلا اشكال فيه واما كونها فضيلة اي ان الله فضل هذه الامة وشرفها وفضل نبيها من قبل وبعد وشرفه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه حيث اختصهم بالتيمم ودل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث في الصحيح من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر واحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فكان من كان قبلنا من اهل الشرائع السماوية كانوا يصلون في البيع والكنائس ولا يصلون على الارض اختص الله هذه الامة بهذا التخفيف فاذن لها ان تصلي على الارض وجعل الارض لها مسجدا وطهورا وكذلك ايضا اختصها بان جعل لها الارض طهورا وهذا تخفيف من الله وتيسير فلو تأمل المسلم لو انه لم يجد الماء والزمه الله الا يصلي الا بالغسل والوضوء فاذا لم يجد الماء انتظر حتى يجده ولربما فقد الماء او صعب عليه استعماله في بدنه بسبب الخوف على نفسه من الهلاك او من المرض سيجلس شهورا عديدة ويقضي الصلوات بعد ان يجد الماء كيف يكون حاله فخفف الله بهذا على عباده وبينت نصوص الكتاب والسنة فضل هذه العبادة وتفضيل الله لهذه الامة ونبيها عليه الصلاة والسلام بان تتطهر بالتراب تتطهر صعد على وجه الارض ولا شك ان هذا كله يدل على رحمة الله بهذه الامة ان الله اختصها بما لم يجعله لغيرها والخصائص والفضائل والخصائص نوع من الفضائل ولذلك قال بعض العلماء التيمم عبادة وفضيلة ان الله شرف به هذه الامة وخفف عليها ويسر عليها والتيمم في لغة العرب مأخوذ من قولهم يم الشيا تيمم الشيء وامه ويممه اذا قصده يقال عم الشيء اذا قصده ومنه قوله سبحانه وتعالى ولا البيت الحرام يبتغون فضلا يبتغون فضلا من من ربهم ورضوانا اي يقصدون فيطلق بمعنى القصد. ومنه قوله سبحانه ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وقال الشاعر تيممتها من اذرعات واهلها بيثرب ادنى دارها نظر عالي وقال الشاعر ولست ادري اذا يممت ارضا اريد الخير ايهما يليني الخير الذي انا مبتغيه ام الشر الذي هو يبتغيني اذا يممت اي قصدت واما في اصطلاح الشرع وهو قصد مخصوص الى شيء مخصوص على صفة مخصوصة بنية مخصوصة والمراد بذلك ان يقصد المسلم الى شيء مخصوص وهو الصعيد الطيب يتطهر به على صفة مخصوصة وهي ان يضرب بيديه على ذلك الصعيد فيمسح بهما وجهه وظاهر كفيه كما ثبتت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينوي بذلك هذه العبادة ينوي بها استباحة الصلاة ونحويها مما تشترط له الطهارة كالطواف بالبيت ولمس المصحف ونحو ذلك التيمم قصد مخصوص الى شيء مخصوص على صفة مخصوصة بنية مخصوصة وهذه العبادة دل عليها دليل الكتاب والسنة واجماع الامة ما دليل الكتاب فهذه الاية الكريمة من سورة المائدة ومثلها اية النساء وفي في اية المائدة زيادة قوله فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه وايديكم منه لكن زيادة منه ليست موجودة في اية النساء والايتان بلفظ واحد ودلالة واحدة وكذلك ايضا دلت السنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله على مشروعية التيمم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار انما كان يكفيك ان تقول بيديك هكذا وقيل وفي رواية ان تضرب بيديك الارض فتمسح بهما وجهك وكفيك واما السنة الفعلية فان النبي صلى الله عليه وسلم مر على عليه رجل فسلم وكان عليه الصلاة والسلام قد قضى حاجته فلم يرد عليه السلام حتى اتى الجدار ضرب يده عليه عليه الصلاة والسلام ومسح وجهه وكفيه والحديث ثابت في صحيح مسلم من حديث ابي الجهم الانصاري رضي الله عنه وارضاه وكذلك ايضا اجمع العلماء على مشروعية التيمم وان الله سبحانه وتعالى خص به هذه الامة المحمدية الاجماع بينهم على مشروعيته من حيث الجملة وهذه الاية الكريمة فلم تجدوا ماء فتيمموا لها سبب نزول ولذلك اية الوضوء من المائدة واية النساء لم نذكر في بداية اية الوضوء سبب نزولها لان سبب النزول ورد في هذا الجزء والمقطع من الاية ولذلك اخرناه ولم نقدمه والا الاصل ان نتكلم على اسباب النزول قبل الاية ما هو معروف عند العلماء رحمهم الله وسبب نزول هذه الاية الكريمة ان النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها خرج الى غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق وكلاهما الاسم الاول وهو المريسيع اسم للماء وبنوا المصطلق هم القوم الذين قصدهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة وهم بطن من خزاعة وكانوا يسكنون بساحل البحر والمريسيع ماء لهم. وكانت العرب اذا نزلوا في موضع يحرصون على ان تكون فيه مياه اما مياه الابار او نحوها فهذا الماء يريدونه لانفسهم ولدوابهم وما يحتاجون اليه فاغار عليهم عليه الصلاة والسلام وهم على الماء واصابهم عليه الصلاة والسلام ولذلك يقال يقال لها غزوة المريسيع وهو اسم الماء او غزوة بني المصطلق وتسمى ايضا بغزوة الافك لان حادثة الافك وقعت في رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة وكانت هذه الغزوة في شعبان سنة ست من الهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم خرج عليه الصلاة والسلام كما قالت ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها حتى بلغ ذات الجيش او البيداء قالت حتى اذا كنا بالبيداء او بذات الجيش والبيدة هو الموضع المرتفع بحذاء ميقات ذي الحليفة وقبل ان ينزل الحاج المعتمر وهو قادم من المدينة الى ذي الحليفة لان ذو الحليفة لان ذو الحليفة في بطن الوادي فاذا اراد النزول قبل ان ينزل المنبسط الذي عن يمينه في الجهة الغربية الشمالية من الوادي يقال له ذو الحليفة مما يلي الوادي فاذا خرج عنه فانه بعد ذلك يدخل في ذات الجيش وهو موضع فسيح وكبير جدا حتى يبلغ الجبال المطلة على وادي العقيق من الجهة الغربية الشمالية ذات الجيش والبيداء هذا الموضع كان يقلد ذات الجيش لانه موضع كبير والجيوش اذا نزلت تحتاج الى مكان الفسيح فنزلوا في هذا الموضع وكانت عائشة رضي الله عنها قد اخذت قلادة من اسماء اختها وهذه القلادة لبستها فلما نزلت من على البعير انقطع العقد والقلادة وسقط تحت البعير ما ارادت النزول فلما سقط تناخى البعير عليه على العقد ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فبحثت اثناء نزولها عن القلادة فلم تجدها اشتكت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدها للقلادة فامر ان بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلين قيل فيه احدهما اسيد بن حظير الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه ليبحث عن هذا العقد في بعض الروايات فبعث رجالا قيل ان هذا من باب اطلاق الجمع على الاثنين وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثهما اي بعث الرجلين ثم باردفهما بغيرهما فبحث هؤلاء عن العقد واثناء البحث حضرت الصلاة ولم يكن التيمم مشروعا والموضع الذي هم فيه ليس فيه ماء منهم من صلى على حالته اي بغير وضوء وبغير تيمم ومنهم من بقي وامتنع من الصلاة حتى يجد الماء لكي يصلي فلما رجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقر الذين صلوا بغير وضوء وتيمم وهذا يدل على ان الانسان اذا لم يجد الماء الذي هو الاصل ولم يجد البدل عن الماء او كان مربوطا لا يستطيع ان يتطهر لا بهذا ولا بهذا انه في هذه الحالة يصلي على حالته ولا تلزمه اعادة الصلاة وهذا هو ارجح اقوال العلماء رحمهم الله في هذه المسألة التي تعرف بفاقد الطهورين فلما رجعوا اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم انهم لم يجدوا العقد وجاء ابو بكر جاء الناس الى ابي بكر رضي الله عنه وارضاه وقالوا له الم تر الى عائشة حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء انطلق ابو بكر رضي الله عنه الى ام المؤمنين عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم على فخذها قالت ووبخها وقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء ولا ماء قالت ما شاء الله ان يقول وجعل يطعن في خاصرته وهذا من اشد ما يكون من الاذى قالت فما يمنعني ان اتحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه نائم على فخذها وكان ابو بكر رضي الله عنه شديدا وقويا رضي الله عنه وارضاه وفي هذا دليل على فضل هذا الصحابي الجليل وفضل ام المؤمنين رضي الله عن جميع وارضاهم وجعل اعالي الفردوس مسكنهم ومثواهم وجزاهم عنا وعن نبينا خير ما جزى صحابيا عن صحبته فلما فبعثوا البعير وجدوا تحته العقد فنزلت اية التيمم قال بعض العلماء ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت فنزلت اية التيمم واطلقت هل يكون مرادها اية التيمم التي معنا ام اية التيمم التي في سورة النساء الامر محتمل وهذا ما جعل بعظ العلماء يقول ان الامام البخاري رحمه الله في صحيحه اشار الى هذا التردد بذكر اية التيمم في الموضعين وايا ما كان فالذي عليه طائفة من الائمة رحمهم الله والمحققون ان انها تعني اية المائدة التي معنا وانها هي الاصل اية المائدة لان اية المائدة جمعت الطهارة بنوعيها وجمعت اسباب الطهارة ونواقضها وموجباتها وبينت ان التيمم بدل عن الغسل اكثر من اية النساء وجمعت ما لم تجمعه اية النساء حمل هذا الحديث وقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها فنزلت اية التيمم على اية مائدة اقوى واصح ولذلك مال له اكثر من واحد من الائمة المحققين رحمهم الله نزلت هذه الاية الكريمة في سنة ست من الهجرة وجعلها الله عز وجل تخفيفا لعباده وتيسيرا عليهم فقال سبحانه وتعالى فلم تجد وان كنتم مرضى او على سفر وان كنتم مرضى المرض هو السقم وهو ضد الصحة والمراد به خروج البدن عن حد الاعتدال والمرظ من اسباب التخفيف في الشريعة الاسلامية الم يجعل الله على المريض حرجا ويسر عليه وخفف عليه في احكام العبادات وفي احكام المعاملات وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى انه حكيم عليم يضع الشدة في موضعها ويضع التخفيف في موضعه فخفف الله عن هذه الطائفة وهم المرضى المرض يمنع من استعمال الماء وهو اذا سبب من اسباب هذه الرخصة رخصة التيمم قائمة على اصل وهو العجز عن استعمال الماء وهذا العجز يكون اما بسبب المرض واعتلال البدن واما ان يكون بسبب عدم وجود الماء وعدم اه تيسره وهو فقد الماء اما فقدا حقيقيا او فقدا حكميا اما بالنسبة للمرض اعاذنا الله واياكم منه فهو يمنع يمنع من الاغتسال ويمنع من الوضوء فاذا اغتسل المريض ربما هلك واذا توضأ ربما هلك هذه اقصى درجات المرظ وهناك ما هو دون ذلك فاذا اغتسل او توضأ يشتد عليه المرض ويزيد عليه وقد يتضاعف الى ان يصل الى درجة الهلاك وهذا موجود في الاسقام والامراض والاطباء يقررونه ان المريض اذا اغتسل او حتى توضأ يصيبه الضرر في جسده ونفسه وهذا الضرر اما ان يصل الى درجة الحرج الشديد الحرج الشديد هذا يوجب الرخصة لان الله يقول وما جعل عليكم في الدين من حرج اذا وصل الى الحرج مثل الالام انه اذا توضأ واغتسل بالماء تألم او اغتسل بالماء تألم واو تكون عنده جروح اذا اصاب بدنه بالماء تقيحت ودخل في اضرار شديدة على بدنه او يكون الجرح في موضع من الجسد واذا اغتسل فانه يتضرر ويسري الى بقية البدن ونحو ذلك وكذلك من به امراض يمنع صاحبها من غسل بدنه او غسل اه جزء من بدنه ويكون من اجزاء الوضوء هذا كله يوجب الرخصة من امثلتي ما ذكر العلماء المجدور فمن به جدري لا يغتسل لان الغسل يضره ولو انه مات يمم ولا يغسل وهكذا من كان في حكمه ممن به جراحات تكثر به الجروح هذا كله يوجب الرخصة في العدول عن الطهارة الاصلية وهي الماء الى الطهارة البدنية وهي التيمم وان كنتم مرضى او على سفر ذكر الله السفر لانه يريد ان يقول بعده فلم تجدوا ماءه او على سفر فلم تجدوا ماءه. وادخل جملة او جاء احد منكم من الغائط المتعلقة بالطهارة الصغرى لكن فقدان الماء غالبا ما يقع في السفر وقليل وقوعه في الحظر لان الانسان اذا سافر قد ينزل في موضع ليس فيه ماء وليس معه هو ماء. ولذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما ذكرت قالت عتب عليها قيل لابي بكر حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه اه على غير ماء وليس معهم ماء ما معنى على غير ما وليس معهم ماء؟ هذا ليس بتكرار على غير ما لانهم كانوا اذا سافروا نزلوا على الابار وبوارد المياه يقال على الماء وهم اذا كانوا على الابار يسر لهم الوصول الى الماء اذا نزلوا على غير الابار وموضع ليس فيهما وحينئذ ينتقلون الى الماء الذي معهم ويحملونه معهم في ازواج الازواج والقرب ونحوها فاذا اصبحوا لم ينزلوا على ماء وليس معهم ماء فحينئذ يتضررون بفقد الماء المسافر اذا نزل على غير ماء وليس معه ماء او نزل على غير ما ومعه ماء لكن الماء لشربه يحتاج للشرب له وللدابة او معه رفقة تحتاج الماء الذي معه فانه اذا توضأ بهذا الماء او اغتسل بهذا الماء هلك لانه لا يجد بعد ذلك ماء يشربه وبناء على ذلك يكون في حال السفر فاقدا للماء او واجدا لماء لا يكفي لكي زائدا عن حاجته يكفي بوضوءه وغسله وفي هذه الحالة في قوله كنتم مرضى او على سفر اذا كانوا مسافرين ولم يجدوا الماء لو كان الماء موجودا في السفر ولكنه بعيد عن الموضع الذي نزل فيه حيث لو طلبه خرج وقت الصلاة الماء اذا نزل الانسان في مكان في السفر او في اي موضع ويعلم ان هناك ماء وهو ليس مع وليس معه ماء ويعلم ان هناك ماء على مسافة اذا تيقن ان الماء على مسافة لو ذهب اليها خرج وقت الصلاة فانه حينئذ يتيمم ويسقط عنه طلب الماء ان الله يقول فلم تجدوا والوجدان ان يكون عنده او اذا بحث لم يجده فهذا لو بحث خرج عليه وقت الصلاة وهو لم يجد وبناء على ذلك يقدم شرط الوقت في هذه الصورة على شرط الطهارة الصور التي يقدم فيها شرط الوقت على شرط الطهارة يسمونه ازدحام الشروط اذا كان يعلم ان الماء على مسافة كيلو وليس عنده وسيلة يذهب بها الى هذه المسافة والوقت قصير جدا ما بقي من قدر الصلاة لا يكفي لوصوله الى البئر او وصوله الى المحطة من اجل ان يتوضأ او يغتسل من الجنابة فانه في هذه الحالة يتيمم اما لو كان الماء عنه بعيدا عنه ويمكنه ان يذهب اليه ويتيقن او يغلب على ظنه انه لو ذهب الى الماء وطلبه انه لا يخرج عليه وقت الصلاة حينئذ يجب عليه من يذهب وان يتحصل على الماء لان الله فرض عليه الطهارة الطهارة المائية وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب يجب عليه ان يذهب وان يطلب الماء قد يكون الماء خاصة في السفر موجودا ولكنه موجود في موضع فيه خطر عليه او على عرظه هذا الموضع فيه ماء لكن لو ذهب اليه مثلا ماء في بئر والبئر فيه حية ويغلب على ظن تهلك الناس او تضر بهم ضررا يوجب الرخصة او فيه سبع حوله سبع فاذا ذهب غلب على ظنه ان يهلك وان يتضرر فحينئذ يسقط عنه طلب الماء فهذا الماء وان كان موجودا حقيقة لكنه مفقود حكما ان الله يقول ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة وقال سبحانه ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما اذا ذهب يطلبه قوله ولا تقتلوا انفسكم ولا تلقوا بايديكم للتهلكة معناه لا تتعاطوا الاسباب التي توجب الهلاك ولا تتعاطوا الاسباب التي توجب قتل النفس وهلاكها فاذا لو انه ذهب في هذه الحالة يغلب على ظنه انه وهكذا اذا خاف على عرضه ان العرض وخشي ان يؤذى في عرضه فانه حينئذ يترخص برخصة الله عز وجل هذا بالنسبة في مسألة طلب الماء فاذا امكنه الطلب ولم يخرج عليه الوقت لزمه الطلب واذا كان طلبه يوجب يترتب عليه خروج وقت الصلاة فيه قولان ارجحهما في نظري والعلم عند الله انه لا يلزمه الطلب انه يصلي وبالتيمم ويرخص له بالتيمم قال سبحانه وتعالى امسحوا بوجوهكم وايديكم منه ذكر الله سبحانه وتعالى التيمم بعد طهارة الماء والمناسبة في ذلك ظاهرة ان التيمم بدل عن الماء والكلام على البدل مبني على المبدل منه بعد ان بين الاصل شرع في بيان الرخصة ثم بعد ان بين ان هذه الرخصة لا تكون الا اذا تحقق الامر الموجب لاستباحتها وهو وجود العذر او ما يمنع من استعمال الماء سواء من جهة المرض او العجز عن استعماله كما ذكرنا قال سبحانه وتعالى فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه فامسحوا امر وهذا مبني على ان الطهارة فرض من حيث الاصل والبدل يأخذ حكما مبدله فامسحوا بوجوهكم المسح امرار اليد على الشيء تقول مسحت الكفة اذا امررت يدي او كفي عليها لو مسحت الجسد اذا امرضت يدك عليه والمراد هنا ليس المراد ان الانسان يمسح هكذا انما المراد ان يبدأ اولا بالتيمم ثم يمسح لكنه اشار الى التيمم بقوله منه مما قال في اخر الاية منه في اية المائدة اشار بذلك الى سبق التيمم بضرب الكفين على الارض وهذه هي صفة التيمم ان هذا الاجمال الذي ورد في هذا الموضع من الاية بينته السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه كان اذا اراد ان يتيمم ضرب بيديه على الارض ولذلك امر عمار ابن ياسر رضي الله عنه وعن ابيه فقال له انما بين لعمار ابن ياسر ذلك بقوله انما كان يكفيك ان تضرب بيديك الارض وفي بعضنا ان تقول بيديك هكذا ضرب بيديه الارض فمسح بهما وجهه وكفيه وفي رواية وظاهر كفيه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه هذا بيان لصفة هذه الطهارة فلما قال فامسحوا بين ان طهارة التيمم قائمة على المسح ولما قال في الوضوء فاغسلوا بين ان طهارة الوضوء قائمة على الغسل قوله فامسحوا يدل على ان المراد امرار اليد وهذا هو القدر الكافي وليس فيه مبالغة ولا تشدد انما يمرها الامرار المعتاد امسحوا بوجوهكم تقدم معنا في اية الوضوء بيان الوجه وحد الوجه المعتبر في الطهارة وانه من منابت شعر الرأس عند الناصية الى من حذر من اللحيين والذقن من حذر منهما وقلنا ان منحدر من اجل ان يستوعب محل الفرض لانك لا تستوعب الشيء الا بالدخول اليسير في غيره وفيما جاوره امسحوا بوجوهكم وايديكم لما قال فامسحوا بوجوهكم بدأ بالوجه قبل اليدين والنبي صلى الله عليه وسلم راعى هذا الترتيب وبدأ بوجهه في مسح التيمم عليه الصلاة والسلام بيديه ولذلك قال بعض العلماء لابد من مراعاة الترتيب لان التيمم عبادة وجاءت على هذا النحو وبينا ان الله سبحانه وتعالى في الوضوء امر بالاعضاء مرتبة والبدل يأخذ حكمه مبدله ولان بيان النبي صلى الله عليه وسلم لذلك يؤكد ما دل عليه الكتاب لو كان الامر فيه سعة ويمكن ان يبدأ بيديه قبل بمسح ظاهر يديه وكفيه قبل وجهه تبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمعنى ان يخالف الترتيب الذي في القرآن ليبين ان الترتيب ليس بواجب ولكنه عليه الصلاة والسلام فعل التيمم على ظاهر اية المائدة فدل على مراعاة الترتيب بينا في مسألة الواو هل تدل على الترتيب او لا في بيان اية الوضوء امسحوا بوجوهكم لم يبين سبحانه وتعالى عدد الضربات التيمم ولذلك بينها عليه الصلاة والسلام فلذلك هذا الاجمال جاءت ببيانه السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ان التيمم يكون بضربة واحدة ولا تلزم الضربتان الضربة الواحدة تكفي لمسح الوجه مظاهر الكفين وهذا هو مذهب المالكية والحنابلة في المشهور رحمة الله على الجميع وذكر شيخ الاسلام ان اكثر اصحاب الامام احمد على هذا ان مذهبه ضربة واحدة على ظاهر السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنهما وذهب غيرهم الشافعية والحنفية الى ان التيمم يكون بضربتين ضربة للوجه وضربة لليدين واستدلوا القياس على الوضوء ان التيمم بدل عن الوضوء وقد فصل بين غسل الوجه وغسل اليدين فينبغي في التيمم ان يفصل بين مسح الوجه ومسح اليدين تقول لي هذا ضربة ولهذا ضربة وكذلك ايضا استدلوا باحاديث ظعيفة من اشهر احاديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما اه عند البيهقي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التيمم ضربتان وهذا حديث ضعيف الاسناد وايضا بحديث ابي داوود عن ابن عمر ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك اي تيمم بضربتين وهو ضعيف ايضا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه امر بضربتين في التيمم الذي صح عنه وثبت عنه انها ضربة واحدة فعلها عليه الصلاة والسلام ولو قدر انه يحسن مثلا احاديث لو سلمنا فرضا او جدلا حديث الضربتين اه ثابت فيحمل على الكمال والافضل انه في الوضوء يغسل مرة مرة ومرتين مرتين وثلاث ثلاثا كذلك في التيمم له ان يضرب لهذا ضربة ولهذا ضربة على سبيل الجواز لا على سبيل انه فرض لازم الفرض هو ضربة واحدة يضرب بها على الارض ويمسح بها الارض اذا كان كما سيأتي ان شاء الله من جنس ما لا غبار له لان النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي الجهم الصلت الانصاري رضي الله عنه جاء الى الحائط فمسح وجهه وكفيه. الحائط ليس فيه غبار وليس من جنس ما يكون آآ له غبار بحيث لو ضربت عليه في الغالب ان الريح لا تبقي عليه شيئا في الغالب ولو كان يطلب الغبار لحكه عليه الصلاة والسلام وظرب يده عليه حتى يخرج الغبار منه. فدل على ان العبرة اه بما صعد عن الارض كما سيأتي ان شاء الله في تفسير اية الصعيد قوله سبحانه وتعالى امسحوا بوجوهكم الوجه على الصفة التي وردت في الوضوء يمسحه بعد ان يضرب بكفيه على الارض كان هناك تراب او يمسح على الصعيد ثم يمسح بهما وجهه ويعم الوجه بالمسح على ظاهر الاية الكريمة وايديكم اليد تقدم معنا انها تطلق ويراد بها الكف وتطلق ويراد بها الى جهة الى المرفقين وتطلق كاملة الى المنكب هذي ثلاثة اطلاقات لليد اذا اريد بها كمال اليد فهو الى المنكب واذا اريد بها اقل ما يصدق عليه فهو الكف والا اه الى العضد الى مفصل العضد مع الذراع عند المرفق فيبين كما جاء في اية الوضوء هذه ثلاث اطلاقات لكن من حيث الاصل ان الله سبحانه وتعالى في كتابه اه يأمر مثلا بقطع اليد كما في يد السارق والمراد قطعها من عند مفصل الكف وهذا اقل ما يصدق عليه اسم اليد يشمل البطن بطن اليد الراحة التي تسمى الراحة والاصابع تفصل من عند من مفصل الكف مع الساعد هذا القدر هو المراد في التيمم انه يمسحه وليس المراد القدر الذي في الوضوء الى المرفقين. انه اذا تيمم يمسح الى مرفقيه انما المراد ان يمسح الى مفصل الكف مع الساعد لانه هو القدر الذي اجتزأ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار انما كان يكفيك ان تقول بيديك هكذا قال عمار فمسح بهما وجهه وكفيه وهذا يدل على انه اقتصر على الكف وفي الرواية الاخرى وظاهر كفيه دل على ان العبرة بالظاهر ان هذا هو القدر الذي يلزم مسحه في التيمم ولا يلزمه ان يصل التيمم الى المرفقين ولا يلزمه ان يصل الى المنكب هذا كله المنكب في احاديث ضعيفة وبالنسبة للمرفقين اه بعضهم الحقوا بالوضوء للامام الشافعي رحمه الله على ان التيمم بدل الوضوء سيكون المسح لليدين لهما الوضوء ولكن الذي دلت عليه السنة وبينه حديث عمار ابن ياسر وهو وقت البيان انه اقتصر عليه الصلاة والسلام على الكفين وهذا آآ يدل دلالة واضحة على ان المسح الى المرفقين ليس بلازم ولا يلزم المسح ايضا الى الاباط او الى مفصل اليد مع الكتف هذا هو ارجح اقوال العلماء رحمهم الله في اليد وامسحوا بوجوهكم وايديكم وظاهره ان يختزأ بالظاهر ويمسح بظاهر اليسرى على ظاهر اليمنى يبدأ الكف الايمن قبل الكف الايسر لان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها انه كان يعجبه التيمن في تنعله وترجده وطهوره وفي شأنه كله قولها وفي وطهوره اي اذا تطهر بدأ باليمين قبله الشمال فاذا توضأ او اغتسل او تيمم الاعضاء المثنى كاليدين يبدأ باليمنى قبل اليسرى هذه هي السنة بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه فلو تيمم وقدم اليسرى على اليمنى في المسح صحة لكنه خلاف السنة لا يفعله الانسان قصدا لان مخالفة السنة قصدا لا خير فيها. لكنه لو نسي وبدأ بالشمال قبل اليمين فانه يجزيه وتيممه صحيح فقوله وايديكم اي امسحوا بايديكم العبرة بالمسح ويكون بما غبر وبقي من مسح الوجه وقال بعض العلماء ان التيمم ضربتان بخوف ان يكون ما بقي من مسح الوجه سيكون كالماء المستعمل رد على هذا لان الماء المستعمل بان التيمم التراب لم يكن مستعملا اذا مسح وجهه وبقي شيء فانه غير مستعمر انما وبقية الطهور قياسه على الماء المستعمل ضعيف ثم ان الماء المستعمل في الطهارة جائز ويجزي بشرط ان لا يتغير وفيه حديث جابر رضي الله عنه قد تقدمت معنا هذه المسألة في مسائل الطهارة وبيناها وبينا الخلاف فيها وان الراجح ان الماء المستعمل ليس بمكروه انه يجوز ان يتوضأ به ويغتسل لان استعماله في رفع الطهارة لا يوجب سلبه الطهورية لقوله سبحانه وتعالى امسحوا بوجوهكم وايديكم منه في اية المائدة استدل به على ان الصعيد الطيب لقوله سبحانه في اول الاية تيمموا صعيدا طيبا المراد به التراب الذي له غبار وقد اختلف العلماء رحمهم الله في قوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا قال بعض العلماء الصعيد هو الارظ قال بعض العلماء من ائمة اللغة الصعيد وجه الارض وقال بعضهم الصعيد وجه الارض الطيب الذي ينبت خرج وجه الارض الذي لا ينبت الارض السبخة لان الارض تكون سبخة لا تنبتوا ماء كما قال صلى الله عليه وسلم قيعان تكون السبخة لا تنبت الشجر ولا تصلح للزراعة وهي البلد الخبيث الذي عناه الله بقوله والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكده الارض منها ما هو طيب ومنها ما هو خبيث. فلما قال الله تعالى صعيدا طيبا قالوا هو الذي ينبت النبات وبناء على ذلك لا يجوز عندهم التيمم بالارض السبخة وقال بعض العلماء صعيدا طبعا في قوله على الارض الصعيد الذي ينبت حكوه عن عبدالله بن عباس وعبد الله بن عمر ان الارض الطيبة وهذا التفسير اه لم يثبت عن عبد الله ابن عباس ولا عن عبد الله ابن عمر لم يعرف له سند اشار الى ذلك الامام الحافظ ابن حجر لو لم يقف على اسناده الى عبد الله ابن عمر وعبدالله ابن عباس رضي الله عنهم لكن عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه عنهما ان اطيب الصعيد هي الارض التي تنبت اطيب الصعيد هذا في رواية البيهقي في السنن لكن قوله اطيب الصعيد لا علاقة له بمسالتنا لان الصعيد شيء واطيب الصعيد شيء اخر وبناء على ذلك لا يصلح لتفسير الصعيد بانه الارض التي تنبت انما آآ يبقى على دلالة اللفظ من العلماء من قال ان قوله تعالى صعيدا طيبا قالوا الصعيد كل ما صعد وارتفع على وجه الارض والعرب تستعمل هذه المادة مادة صعد في الدلالة على ذلك على وجه الارض كما ذكر غير واحد من ائمة اللغة وتستعمله في الدلالة على الطريق يسمى بهذا الاسم ومنه قوله عليه الصلاة والسلام والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله بالبكاء لخرجتم الى الصعدات الصعدات هي الطرق الطريق التي تكون بفناء الدار انه يخرج الانسان الى اليها ويجعر الى ربه قال بعض العلماء ان الصعيد كل ما علا على وجه الارض من الارض من جنس الارض يجوز ان يتيمم الانسان به وهذا القول هو مذهب المالكية وافقهم الحنفية رحمهم الله الا ان الحنفية مذهبهم مذهبهم اشمل من ذلك حتى قالوا ما على وجه الارض ومن هو من من جنس الارض ولو كان في باطنها فيشمل النور والجص. كل هذا يجوز عندهم ان يتيمم به واما المالكية فخصوا بما صعد على وجه الارض. كان على وجه الارض وذهب الشافعية والحنابلة الى اختصاصه بالتراب الذي له غبار ولا يشمل الحصى ولا يشمل الرمل ولا يتيمم بهما ولا يشمل الحجارة فلا يمسح عليهما على هذا القول والقول الاول يستدلون بظاهر الاية الكريمة كلما صعد يجوز ان يتيمم به الذين قالوا انه خاص بالتراب استدلوا بما ثبت اولا بقوله سبحانه هنا في اية المائدة فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه قال منه هذا للتبعيض التبعيض ما يقع من الحجارة تجارة عندما يقع في التراب الذي له غبار وبناء على ذلك قالوا انه فان في الاية ما يدل على اختصاصه اه بما ذكروه في مذهبهم واكدوا هذا حديث جابر في صحيح مسلم رضي الله عنه وعن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الفضائل وتربتها لنا طهورا وتربتها لنا طهورا وقالوا انه خص التراب فدل على ان ما يتيمم به هو التراب بناء على ذلك لا يصح ان يتيمم بغير التراب منهم من يقول له غبار ومنهم من لا يشترط ان يكون له غبار واما بالنسبة الدليل الاول من الاية الكريمة فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه فنوقش لان من الابتداء غاية انها ذكرت في اية المائدة ولم تذكر في اية النساء وهذا يدل على ان مراد الاطلاق انه يجزي الاطلاق وان كان بعضهم يقول يحمل المطلق انا المقيد ولكن في في هذه الاية وفي البيان طبعا حملة مطلق على المقيد فيه خلاف العلماء من يرى ان المقيد يحمل على المطلق ايضا هذا خلاف مشهور بين العلماء من ائمة الاصول من يرى القول الثاني المطلق اه مقدم على المقيد يقولون ان اية النساء في اطلاقها مقيدة آآ محمولة على اطلاقها والمعنى فيها هو المراد وان من للابتداء. ابتداء الغاية انه ايا ما كان استدلالهم بقوله وتربتها لنا طهورا انه استدلال بمفهوم اللقب وهو ضعيف عند علماء الاصول وقيل ان ذكر الفرد من افراد العام لا يقتضي تخصيص الحكم به التراب فرد من افراد العام وهو ما صعد على وجه الارض المسألة مشهورة وايا ما ذكرناها في شروح الفقهية في العمدة عمدة الفقه والشروح الحديثية في عمدة الاحكام كذلك في بلوغ المرام وذكرنا الاقوال والادلة والمناقشات فيها ايا ما كان فقوله صعيدا طيبا لاخذ بعمومه فيشمل ما على وجه الارض وقالوا اننا لو قلنا انه لا يتيمم الا بالتراب وخاصة اذا قلنا له غبار لان من يقول العبرة بالغبار يقول لو انه جاء الى فراش عليه غبار وظرب بكفيه وخرج الغبار عند ظربه جاز له ان يتيمم وهذا صحيح غبار ما في اشكال. كل العلماء مجمعون على ان التراب الذي له غبار اذا تيمم به ان تيممه صحيح ويستوي ان يكون التراب على الارض الذي له غبار او تنقله كما اذا كان الانسان مريضا في المستشفى لا يمكن ان يخرج وضع في طست لا يشترط ان يكون على الارض او يضرب التراب على الارض لا يشترط هذا لو نقل له في كيس ونقل له في صحن وضرب كفي عليه اجزأه كل العلماء متفقون كما حكى الاجماع ابن المنذر والحافظ ابن عبدالبر وغيرهما رحمة الله عليهم على انه اذا كان التراب اه طاهرا وضرب بيديه عليه وتيمم به اجزاءه الخلاف في غيره والذين يقولون لانه عام بكل ما صعد على وجه الارض جنسها يقولون لو قلنا انه لابد من التراب الذي له غبار فانه قد يسافر الانسان في المناطق الجبلية وخاصة في اوقات نزول الامطار ولا يتيسر له وجود التراب الذي غبار وفي بعض المناطق الرملية وهذا ذكر غير واحد وبعض مشايخنا كنا نقطع مفازات طويلة جدا وليس فيها غبار كلها من الرمل لا يعقل ان يقال بالاختصاص وخاصة بالمناطق الجبلية عند نزول الامطار ونحوها ما يتيسر تجد على الحصى الغبار ولذلك كل ما صعد على وجه الارض يرونه انه هو الصعيد وقوله طيبا الطيب ضد الخبيث والمراد به ان يكون طاهرا الذين يقولون ان الطيب المراد بالتراب الذي له غبار الطاهر الذي له غبار يقولون ان الله سبحانه وتعالى وصف الارض التي لا تنبت بكونها خبيثة قال والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه ومن هنا قالوا يتيمم بالارض الطيبة التي تنبت وهذا رد عليه الامام ابن خزيمة ردا جميلا في صحيحه وفنده حينما بين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في المدينة اريت دار هجرتكم ارضا سبخة بين حرتين ارضا سبخة بين حرتين وهي اي المدينة وصفها بالطيب فقال هذه طيبة هذه طابة هذه الطيبة كما في صحيح مسلم من حديث بريدة بن الحصيب ووصف بكونها طيبة وكونها سبخة دل على ان الطيب المراد به الطهارة كونها نقية لان الارض تكون في بعض الاحيان قذرة الاماكن التي فيها الزبالات وقد تكون نجأ متنجسة فهذا هذه لا يتيمم بها اذا كانت متنجسة لانها ليست بالطهور لا يمكن ان تتطهر بها بل تزيد الانسان قذرا بناء على ذلك لا تصلح للتيمم. فهم يقولون ان صعيدا طيبا ليس المراد به انها تنبت انما المراد به طهارتها ان تكون طاهرة وهذا قول وجيه تكلم رحمه الله على هذه المسألة في اه صحيحه واشار الى ان الطيب لا يستلزم ان تكون اه انه لا يفهم منا النجاسة وليفا منه ان الارض لا تنبت كما ذكرنا وقوله سبحانه وتعالى فامسحوا بوجوهكم وايديكم وايديكم منه نعم ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ما يريد الله ان يجعل عليكم من حرج فيه دليل على سماحة الدين ويسر الشريعة ان الله سبحانه وتعالى بعث نبيه رحمة للعالمين كما قال سبحانه وتعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ان هذه الرسالة باسلوب الحصر والقصر ليس فيها الا الرحمة ووالله انها الرحمة رحم الله عباده في كل شيء ولذلك وصف نفسه بذلك فقال ورحمتي وسعت كل شيء واخص الناس برحمة الله وهم المتقون المتبعون لشرع الله سبحانه وتعالى فمن اتبع اوامر الله فعمل بها واتقى محارم الله واجتنبها وبلغ الجهد لطلب الكمالات وحصولها فانه اعظم الناس واقرب الناس الى رحمة الله سبحانه وتعالى اعظم الناس نصيبا من رحمة الله واقربهم الى رحمة الله ولن تجد احدا يتمسك بكتاب الله سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعتقد ينبغي ان يعتقد في تشريع الله من الكمال والحكمة والرحمة والتيسير الا اصاب الخير في دينه ودنياه واخرته وشرح الله صدره ويسر له امره ورزقه الاعتصام بدينه وتتزلزل الاقدام ولا يتزلزل قدمه انه على هدى وعلى صراط مستقيم يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة والقول الثابت هو القائم على دين الله وشرع الله في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فاولى الناس بهذه الرحمة المتمسكون بشرع الله ولذلك كلما وجد الانسان عذابا والما وضيقا فليراجع نفسه في اتباعه لشرع الله والتزامه بدين الله لان الدين كله رحمة واكد هذا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح انا رحمة مهداة اهداها رب العالمين فالقى الاعصار الاوزار التي كانت على من قبلنا جاء بها سمحة فيها اليسر وليس فيها عسر وهذا كله من رحمة الله عز وجل بهذه الامة. فهذه الامة امة مرحومة ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج من حرج ايا كان هذا الحرج فيه الضيق فيه العنت ولذلك اخذ العلماء من هذه الاية الكريمة دليلا على القاعدة الشرعية التي هي احدى قواعد الفقه الخمسة الكبرى المشقة تجلب التيسير لان الله بين انه لا يريد بعباء ان يوقع عباده في الحرج. فكل ما كان من الاوامر والنواهي الشرعية فليس فيه حرج ومن هنا جاءت التخفيفات وجاءت رخص الشريعة عن الناس الحرج والضيق سواء تعلقت العبادة بالانسان او تعلقت بمن ولاه امره من اهله وولده وزوجه ولا يجد الا اليسر ومن اراد ان ينال رحمة الله سبحانه وتعالى فليسأل الله التوفيق باتباع دينه وشرعه وحب الكتاب والسنة ان فيهما الرحمة التي ينتفي بها ظيق الدنيا معاناتها ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا المعيشة الضنك الضيق والحرج الاعراض عن الله الرسول عليه الصلاة والسلام وانظر رحمك الله الى اي عبد او امة ذكرتها بكتاب الله تذكرتها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم رضي كل واحد منهما بشرع الله سرعان ما تجد طمأنينة القلب انشراح الصدر وراحة البال قد اصابت كلهم وكل واحد منهما ولن تجد احدا يرد شرع الله او يعرض عنه او لا يبالي به الا وجدته محروما من رحمة الله بقدر ما اعرظ عن ذكر الله وذكر الله هو الكتاب والسنة ولذلك كل من يحب الله صدق المحبة التزم بدينه والتزم بشرعه لانه يعلم ان الله يرحمه ولا يعذبه بهذا الدين وان الله يرفعه ولا يضعه وان الله يكرمه ولا يهينه وان الله يعزه ولا يذله. رحمة كانة كاملة وتجد اصحاب هذه الرحمة موفقون موفقين ميسرين تجدهم مسهلين لليسرى الذي امن واتقى ييسر لليسرى واليسر هو في شرع الله عز وجل والعسر في الاعراض عنك ولذلك لن تجد احدا ينتقد الدين وينتقد شرع رب العالمين ويزعم انه يرتاح فاذا به الى قلق ويظن انه يعتز فاذا به لا ذلة ويظن انه يرتفع فاذا به الى ظعة ومن يهن الله فما له من مكره المسلم دائما اذا قرأ مثل هذه الايات يغذي بها روحه ليست القضية ان يقرأ وان يتعلم ولكن ان يلتزم بهذا الامر وان يعلم انه كمال لا نقص فيه انه رحمة لا عذاب معها وانه سعادة لا شقاء فيها وادب النسب الى الدين ضد ذلك فقد كذب وفجر ولقم الحجر شرع الله ليس فيه الا اليسر والخير والبركة نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجعل لنا من ذلك اوفر الحظ والنصيب. يقول سبحانه وتعالى ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم. ولكن يريد ليطهركم طهارة الحس وطهارة المعنى طهارة الجسد وطهارة الروح الله سبحانه وتعالى اذا طهر عبده وزكاه وقد افلح العبد ونجا نفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اللهم اجعلنا ممن زكى نفسه فزكيته الله سبحانه وتعالى يريد ليطهرنا وهذه الطهارة في الاجساد وفي الارواح وهي طهارة حسية وطهارة معنوية فجمعت الطهارة على اتم الوجوه واكملها واذا طهر الله عبده فهو الطاهر واذا زكاه ونقاه وهو سبحانه وتعالى اعلم بمن اتقى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وهذه الطهارة في الاجساد فانت اذا اغتسلت توضأت للصلوات الخمس وجدت العجب العجاب في هذه الطهارة والله الذي لا اله غيره ولا رب سواه لو ان الاطباء قلبوا ونظروا الاسرار والحكم التي في الوضوء الذي عرفه المسلمون قبل الف واربع مئة سنة لحارت عقولهم كيف ان المسلم يؤمر بغسل هذه الاعضاء وكيف ان اهل الاسلام منذ فجر تاريخهم على الطهارة والنقاء لسنا نحتاج الى احد الا الله وحده لا شريك له طهارة بمعنى الطهارة وزكاة بمعنى الزكاة وكما انه يتوضأ يغسل هذه الاعضاء الوجه الانف لما ينظر بعض الاطباء اجلس مع بعض الاطباء من هالاختصاص في العيون وما يحكوه من من وصول الماء الى وجه الانسان وغصبه لما احاط بالعين خمس مرات على الاقل وان هذا الغسل كم فيه نقاء من المكروبات والاضرار والقضاء والقدر الذي لو وصل الى العين لاتلفها لكن الله رحمها ورحم صاحبها وطهرها وطهر من تطهر بطهر الله وزكاه بها هذه العين حتى امراض التراكم المعروضة في التي تصيب كثير من الاطفال وجدوا ان من اسبابها وضع الاصبع واليد على العين قبل غسلها اذا استيقظ الانسان من نومه اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يدخل يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا ان احدكم لا يدري اين باتت يده امة معلمة تعليم الله مشرفة مطهرة بتزكية الله لا تظن انك محتاج الى احد بعد ان عل ان يعلمك بعد ان علمك الله ولا تحتاج الى احد ان يطهرك اذهب الى مساحيق الدنيا بعد ان طهرك الله هذه الطهارة الحقيقية ويحار الاطباء الاستنشاق وكيف تؤكده الشريعة عند الاستيقاظ من النوم وما يخرج من القذى والاذى والضرر وكيف الذي حرم هذه النعمة كيف يعيش واذا بصغار المسلمين قبل كبارهم الذين امروا بالصلاة لسبع يؤمرون بالطهارة تشب اعوادهم على هذا النقاء وعلى هذا الطهر وعلى هذه الزكاة لن تحتاج الى ان تلتفت يمينا وشمالا وامامك صراط الله وقد وجهت وجهك لله للذي فطر السماوات والارض سبحانه وتعالى فلا اتم منه دينا ولا شرعا ولا اتم منه في كل شيء طهارة الاطباء حينما يدخل الماء في الفم ويتمضمض الانسان ويحركه ليخرج من المكروبات والاقذار والاوساخ اذا استيقظ من نومه في لطف لا يعلم قدره الا الله وحده بعض الناس اذا نام انبعثت منه بعظ الروائح وهذا طبيعة الانسان ايا كان لكن بعض الناس اشد فاذا تمضمض اذهب عن نفسه من الاذى والسوء والضرر ما لا يعلمه الا الله سلوا كل منصف تعلم الطب وانصف هذه الشريعة ما الذي يوجد من الاسرار والخبايا حتى في غسل الفرج بعد الوضوء تهيئا للوضوء استنجاء وغسل الدبر والقبل والاستجمار بالحجارة التراب هذا فيه من الطهارة والاطباء ذكر لي احد الاطباء ان المادة المطهرة في التراب خاصة اذا كان له غبار وهذا في حديث الكلب اذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسله سبعا وعفروه الثامنة بالتراب اسرار عظيمة فيها العقول عنده من ينصت وعند من يعرف قدر الدين الذي يلتزم به لا تنهزم انك منصور وان جندنا لهم الغالبون ولا تظن انك محتاج لاحد يعلمك بعد ان علمك الله ولكن تعلم ببصيرة لا ان تقرأ فقط ان تتوضأ وتتمضمض وتستنشق انظر الى الترتيب كيف ان الانسان اذا اراد ان يتوضأ يبدأ بغسل كفيه حتى ولو لم يكن مستيقظا من النوم هذا الترتيب العجيب الغريب في اعضاء الوضوء وفي الغسل حتى في الاعصاب انه اذا جاء وبدأ برأسه فصب الماء قبل ان يصبه على بدنه فيه من الاسرار ذكر به بعض الاطباء ان الماء اذا وصل الى الدماغ وعلى الرأس ليس كما اذا وصل الى البدن باسفله اولا لماذا لانه شرع الله لماذا؟ لانه تنزيل من حكيم وتنزيل من عليم الله يعلم ولا يعلم وهو الاعز الاكرم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علمه بالقلم علم الانسان ما لم يعلم الانسان ما لم يعلم لكن تعليم الله ليس كتعليم غيره ولذلك حينما تقرأ هذه الاية الكريمة ان الله الطهر فهذا الطهر الحسي اما الطهر المعنوي وخبايا لا يعلمها الا ربها ان الانسان يذنب وتتراكم عليه الذنوب والخطايا فيخرج الى فريضة من فرائض الله يتهيأ لها بهذه الطهارة سيريق الماء على جسده في صلاة الفجر مغتسلا مؤتمرا بامر الله او يتوضأ لفريضة الله سبحانه وتعالى في شدة حر اوقر وتحات عنه ذنوبه ولربما لم يبق من درنه وذنبه شيء كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الصلوات الخمس وما يمحو الله بهن من الخطايا ارأيت لو ان ارأيتم لو ان على باب احدكم نهرا جاريا امرا يغتسل منه في كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يا رسول الله قال فكذلك الصلوات الخمس. وما فذلك مثل الصلوات الخمس وما يمحو الله بها من الخطايا يتوضأ وكأنه ينظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يتوضأ فاذا انتهى من وضوئه ترك الماء يتقاطر من اعضائه وهو يتذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول خرجت كل خطيئة نظرت اليها عيناه مع الماء او مع قطر الماء حينما يغسل وجهه حتى تخرج من تحت اشفار عينيك من يعلم هذا؟ من الذي يراه غير الله جل جلاله فاذا غسل يديه خرجت كل خطيئة لطشتها يداه مع الماء او مع اخر قطر الماء يتوضأ الناس ولا يدرون كم تتقاطر عنهم من الذنوب وتتحات عنهم من الخطايا لان الله الرحيم الحليم العفو الغفور يريد ان يغفر لهم يخرج الانسان من مكان مغتسله ووضوءه ربما خرج كيوم ولدته امه انها طهارة بقدر ما فيه من الصدق والاخلاص واستشعار هذه العبادة يريد ليطهركم طهارة الحس وطهارة المعنى ولذلك قل ان يتوضأ احد فيسبغ الوضوء الا وجد راحة وطمأنينة لان الظيق والهم والغم سببه الذنوب كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اذا توضأ واسبغ الوضوء تحاتت عنه الذنوب فذهب عنه الران وذهب عنه اثر الذنب واستقبل طاعة الله في صدر منشرح الا انبئكم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قلنا بلى يا رسول الله قال كثرة الخطى الى المساجد اسباغ الوضوء على المكاره كثرة الخطى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط فذلكم الرباط ولقد عاش كثير من الناس هذه الرحمة وهذا الطهر حينما استشعروا نعمة الله عليهم فينبغي لكل مسلم وكل موفق مسدد ان يستشعر هذه الاية وماذا يريد ربنا منا عيب على الانسان ان يتوضأ ولا يفقه من وضوئه ولا يستشعر في حال وضوئه وبعد وضوءه ماذا يريد الله منه وماذا يريد ان يكرمه به من كرامة الدين والدنيا والاخرة وطهارة الروح وطهارة الجسد نسأل الله عز وجل ان يجعل لنا من ذلك اوفر الحظ والنصيب اذا استشعرت هذا اختمه بما ختم الله به هذه الاية الكريمة سبحانه وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون انها النعمة التي لا نقمة معها والنعمة التي ليست هناك نعمة في الدنيا والاخرة اعظم منها انها نعمة الله والتي لا تكون ولن تكون الا بالدنيا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. نعمة التوحيد التي انقذنا الله بها من الشرك ومن عبادة الاوثان ومن دعاء ما لا يضر ولا ينفع. ومن دعاء من من ضرره اعظم من نفعه. ومن دعاء من هو بئس المولى وبئس العشير. وخلصنا الله بفضله وانعم علينا برحمته. فجعلنا من اهل لا اله الا الله وهدانا الى دينه وشرعه وعلمنا سبيله وعلمنا الكتاب والسنة وهدانا الى الشريعة الملة انها النعمة التي ليست هناك نعمة اعظم منها فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يرزقنا شكر هذه النعمة والقيام بحقها وحقوقها نسألك اللهم بانك انت الله لا اله الا انت ان تثبتنا عليها حتى نلقاك وانت راض عنا ثم بين سبحانه وتعالى ان هذه النعمة ينبغي ان تقرن بالشكر ولعلكم تشكرون. ومن شكر ومن شكر فان الله يتم عليه النعمة لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. شكر النعم فاذا توضأت وانتهيت من وضوءك. حمدت الله ان الله هداك لدينه وحمدت الله ان الله رزقك عافية تصب بها الماء على جسدك حمدت الله سبحانه وتعالى ان الله يسر لك فعل هذه الطاعة وحرم غيرك وحمدت الله على كثير من النعم في نعمة الوضوء وحدها ونسأل الله بعزته وجلاله ان يجعلنا من الشاكرين. اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمك. المثنين عليك بما يليق بجودك وكرمك وتقبل منا شكرها شكر نعمك وذكرها واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين وصلى الله