بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى باب صوم التطوع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين ما بعد فيقول المصنف رحمه الله باب صيام التطوع التطوع تفاعل من الطاعة وتقدم معنا تعريف هذا المصطلح في باب صلاة التطوع وان المراد به زيادة الطاعة لان الاصل ان المسلم مطالب بالواجبات والفرائض فاذا اراد ان يزداد طاعة لله سبحانه وتعالى فعل النوافل فهذه النوافل لم يفرضها الله عز وجل عليه فلما كانت غير مفروضة ويحرص على فعلها كان ذلك دليلا على حرصه على طاعة ربه سبحانه وتعالى وكانت منزلته عند الله اعظم مما لو اقتصر على الفرائض وحدها ولذلك لما سأل الصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عما فرض الله عز وجل من الصلوات قال خمس صلوات قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع فدل على انه زيادة طاعة ومحبة وتقرب الى الله سبحانه وتعالى وهذا النوع من الصوم غير واجب وهو من صيام النافلة والمصنف بعد بيانه للاحكام والمسائل الابواب المتقدمة وهي متعلقة بصوم الفريضة مناسبة بعد ذلك ان يتكلم على صيام النافلة لان الله تعالى جعل الطاعة على مرتبتين المرتبة الاولى من فرضه سبحانه على العباد والمرتبة الثانية ما شرع لهم ان يتقربوا به ولم يفرضوا عليهم النوع الاول هو اكدها وهو الاصل فقدمه المصنف رحمه الله ثم اتبعه بالنوع الثاني وهو صوم التطوع خصوم التطوع ينقسم الى قسمين اما ان يكون مطلقا واما ان يكون مقيدا الصوم المطلق هو الذي لم يحدده الشرع كأن يصوم العبد لله في يوم من الايام تقربا الى الله سبحانه وتعالى فهذا من الصوم المطلق واما الصوم المقيد في النافلة وهو الذي قيده الشرع لزمان معين كصوم عاشوراء خصوم يوم عرفة وصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وهي انواع من الايام التي شرع للمسلمين ان يصوموها منها ما يكون في العام مرة كصوم عرفة خصوم عاشوراء ومنها ما يتكرر في الاسبوع تصوم الاثنين والخميس ومنها ما يتكرر في الشهر كصيام ثلاثة ايام من كل شهر اذا قيل بتعيينها وكذلك صوم ايام البيض على القول بانها غير الايام الثلاث من كل شهر هذان نوعان من صيام التطوع وصوم التطوع من اجل القرب الى الله سبحانه وتعالى وجعل الله عز وجل فيه من الثواب والاجر الخير الكثير للعبد وجعل فيه من مصالح الدنيا ايضا ومنافعها للصائمين وقال بعض العلماء ان صيام النافلة افضل من صلاة النافلة وهذه مسألة خلافية مبنية على الاصل هل الصلاة المفروضة افضل ام الصوم المفروض وهما قولان لاهل العلم رحمهم الله فمن اهل العلم من قال ان الصلاة المفروضة افضل من الصيام المفروض واحتجوا بقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة وقوله بابي وامي صلوات الله وسلامه علي خير اعمالكم الصلاة نص واضح بان افضل الاعمال وهذا عموم هو الصلاة وقال بعض العلماء الفريضة صوم الفريضة افضل من الصلاة ومن غيرها واحتجوا بما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به قالوا ان الله تعالى اظاف الصوم اليه وبين بهذا اللفظ في قوله كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي على ان للصوم مزية على سائر الاعمال ودخل في هذا العموم الصلاة والذي يترجح في نظري والعلم عند الله ان الصلاة مفروضة ونافلة افضل من الصوم المفروض والنافلة ومن الزكاة ومن الحج ومن سائر الاعمال وذلك لان قوله عليه الصلاة والسلام ان خير اعمالكم الصلاة يدل دلالة واضحة على ان الصلاة افضل واما حديث كل عمل ابن ادم له الا الصوم وقد فسره قوله الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به وهذا راجع الى المثوبة والتفظيل من جهة المثوبة لا يستفظل التفضيل من كل وجه وان كان التفضيل مثوبة ينبه على فظل العبادة لكن قوله فان خير اعمالكم الصلاة صريح في الدلالة على تفضيل الصلاة على سائر الاعمال واما ورود الفضل في كون الصوم يخص بخصيصة وهي ان الله يجزي به فان هذا لا يستلزم انه افضل من من الصلاة من كل وجه كما ورد صريحا في الحديث الذي دل على ذلك بناء على هذه المسألة ان قلنا ان صلاة الفريضة افضل فصلاة النافلة افضل من صوم النافلة وان قلنا ان صوم الفريضة افضل فصوم النافلة افضل من صلاة النافلة وهذا راجع الى الاصل الذي ذكره العلماء رحمه الله من تبعية النوافل للفرائض في التفضيل سواء في الصوم في الصلاة او الزكاة او الصوم او الحج وغيرها من سائر القرب خصوم التطوع شرعه الله عز وجل لحكم عظيمة فان كان مطلقا مطلقا وفيه فضائل الصوم المطلقة وقد نبهنا عليها في اول كتاب الصوم لكن كل فضيلة تراها في صوم الفرض فانها في النافلة زيادة في التقرب الى الله سبحانه وتعالى العبد لم يفرض الله عليه ان يصوم. فاذا به يصوم لله سبحانه وتعالى ويمتنع من طعامه وشرابه وشهوته لربي سبحانه فهذا من ابلغ القرب ولهذا وردت الاحاديث بفضله حتى في الصحيحين عنه عليه الصلاة ومن ابلغها ما ورد وكلها بليغة قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين ومن ابلغها في الدلالة على ذلك وكل احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله بليغ ما ثبت في الصحيحين من قوله عليه الصلاة والسلام من صام يوما في سبيل الله بعد الله عن وجهه النار سبعين خريفا وهذا من عظم ما ورد في فضل الصوم لله سبحانه وتعالى في النافلة وصوم النافلة فيه فضائل الفريضة منها ان الله يكفر ثواب الصوم النافلة واذا كفر الله ثوابه قضيت حقوق العباد وهذا الذي جعل الصوم جنة يعني وقاية من المظالم والمآثم ومن الحقوق لانه اذا كان على الانسان مظالم وقام اهل المظالم وسألوا حقوقهم ضاعف الله اجر الصيام فما زالت المظالم تقضى حتى يتخلص العبد من مظالم العباد ولذلك قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والصوم اساس الصبر وهو قائم على الصبر انه صبر اه فمقامات الصبر فيه عظيمة ولذلك يقال لشهر رمظان شهر الصبر بما فيهم مشقة الصوم وتكلف عبادة الصوم هو صيام النافلة من من حكم مشروعيته ان الله دعا ان الله تعالى ومن فوائده التي ينالها العبد ان الله يكمل به صوم الفريضة فاذا كان عند الانسان تقصير في صيام رمضان وحافظ على صيام النافلة فان الله سبحانه وتعالى يكمل نقصه ويجبر كسره في صيام الفرظ لما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة فاذا كانت ناقصة قال الله تعالى لملائكته وهو اعلم انظروا هل لعبدي من تطوع ثم اذا كان له تطوع كمل به نقص فريضته قال عليه الصلاة والسلام ثم يكون سائر عمله على ذلك. ثم يكون سائر عمله على ذلك. بمعنى انه لو ضيع الزكاة وقصر في الزكاة وكانت عنده حسنات وصدقات تطوع كمل الله نقص الزكاة المفروظة بصدقاته النافلة وهكذا بالنسبة للحج والعمرة لقوله ثم يكون سائر عمله على ذلك. يعني على هذا النحو وهو تكميل الفرض بالنفل بما يكون منه من نافلة فهذا فضل عظيم على العبد ثم ان الصوم يحبس العبد عن حدود الله ومحارم الله ويقوي في النفس باعث التقوى كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فاخذ العلماء من هذا ان الصوم يقود الى التقوى ويعين على التقوى ويحصل به العبد التقوى. فاذا كان نافلة فانه في هذه الحالة لا لا ينال رأى الصوم في رمظان وحده وانما في سائر العام على حسب جده واجتهاده ولذلك شرع صيام ثلاثة ايام من كل شهر لما فيها من عود فضائل الصوم على العبد في كل شهر من العام كله وهذا خير عظيم وفضل عظيم وجعل الله الصوم عبادة تشكر بها النعم. ولذلك جعلها اكان بنو اسرائيل يصومون يوم عاشوراء الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون. فقال عليه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منكم فجعل الصوم شكرا للعبادة والصوم يحول بين العبد وبين غضب الله وقيل في قوله عليه الصلاة والسلام الصوم جنة انه وقاية له اذا ضرب الصراط على متن جهنم فانه اذا كان محافظا على الصوم صوم الفريضة مؤديا له على الوجه الكامل فان الله يجعله جنة لان الجن يتقى بها في الحرب والشدائد باذن الله عز وجل كذلك الصوم فانه في شدائد يوم القيامة يكون جنة للعبد ووقاية للعبد ومن شدائد يوم القيامة كلاليب النار على الصراط سيكون جنة قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم وصفه جنة وعمم يشمل جنة الدنيا وجنة الاخرة ومن جنة الاخرة ان الله يحفظه به من اهوال النار وشدائدها فهذا كله يوضع بين يدي هذا الباب باب صلاة التطوع شحذا للهمة المحافظة على هذه السنن الواردة الرسول الهدى صلى الله عليه وسلم في صيام النافلة فصوم النافلة مقامه عظيم ولذلك اه شرع للامام اذا اراد ان يستسقي بالناس ان يأمرهم بالصيام. حتى يغير الله ما بهم وهو عبادة عظيمة في الصوم عبادة عظيمة وقربة عظيمة لله سبحانه وتعالى وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صوم النافلة اكمل الهدي لم يصل الامر الى التنطع والى التشدد والى الرهبنة وكان عليه الصلاة والسلام يمنع من صيام الدهر وقال لا صام من صام الابد ونهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام لان الدين يسر والشريعة شريعة رحمة لم تأتي بالمشقة والعنت على العباد وكذلك ايضا كان هدي عليه الصلاة والسلام في اختيار الايام من كل شهر آآ دون مشقة وعناء على الناس ولا تضييق على العابد الذي يرجو رحمة ربه هدي عليه الصلاة والسلام في ذلك اكمل الهدي. بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. يقول المصنف رحمه الله باب صيام في هذا الموضع ساذكر لك جملة من الاحكام والمسائل المتعلقة بصوم النافلة نعم قال رحمه الله يسن صيام ايام البيض يسن صيام ايام البيظ اي ان السنة ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ايام البيض ايام البيظ وصفت بذلك لان لياليها هي اولا اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهذه الثلاثة الايام لياليها تكون مقمرة والقمر فيها في الليل كله من خلال بقية ليالي السنة وحينئذ اذا كانت مقمرة فهي مضيئة واصبح ليلها ونهارها سواء خلاف بقية ايام الشهر ووصفت بكونها ايام البيض من هذا الوجه وهذا فيه رد على من يقول انه لا يصح وصف ايام البيض وصف البيض لا يصح وصف الايام به واجيب بان اليوم يشمل النهار والليل وان كونها اه مقمرة في الليل كله يصح معه هذا الوصف لان الذي منع من ذلك هو الجواليقي من ائمة اللغة رحمه الله وتعقبه الحافظ بن حجر رحمه الله وهذه الايام هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وقد جاءت بها السنة في حديث ابي ذر رضي الله عنه في السنن وحديث آآ قدامى ابن ملحان وقيل ابن المنهال وجهان حكاهما الحافظ وفي بعض النسخ اه قتادة اه بان النبي صلى الله عليه وسلم فسرها بالثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ورد فيها ايضا اه كذلك حديث النسائي وحديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه وارضاه تفسيرها بالثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ثابت وصحيح ولذلك ترجم الامام البخاري رحمه الله في صحيحه باب صوم ايام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فاخذ بهذا التفسير الذي دلت عليه السنة اما هذه الايام البيض امر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامها ورغب في صيامها بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه كما في الاحاديث التي ذكرناها حمل بعض العلماء ايام البيظ على هذه الثلاثة الايام لورود السنة بالتحديد. وهناك من يقول انها الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر. وهو قول مرجوح والراجح ان ايام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر منها ان في الخامس عشر يبلغ القمر ذروته في الاكتمال وشدة الاضاءة قال بعض العلماء ان الايام البيض هي تفسير للثلاثة الايام التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامها وندب الى صيامها كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه اوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث لا ادعهن حتى اموت صيام ثلاثة ايام من كل شهر وصلاة الضحى ان اوتر قبل ان انام وكذلك وردت الوصية بها في صحيح مسلم من حديث ابي ذر اه ابي الدرداء رضي الله عنه اوصاني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث لا ادعهن ما عشت صيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعتي الضحى والا انام حتى اوتر. هذه الثلاث ثلاث من كل شهر لم يحددها عليه الصلاة والسلام وقال بعض العلماء ان ايام البيض صيام الايام البيض هو صيام ثلاثة ايام من كل شهر وجعلها تفسير تقييدا جعلها مقيدة ان المطلق الوارد في هذي هذين الحديثين وغيرها من الاحاديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في الصحيح في قصته المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته قالوا المراد بها ايام البيظ. ومن هنا المصنف رحمه الله لم يذكر صيام ثلاثة ايام من كل شهر واقتصر على صيام ايام البيض وهذا مذهب طائفة من الصحابة ان صيام الثلاثة الايام من كل شهر افضله واكمله صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يعني صيام الايام البيض وهذا ورد صريحا في حديث قتادة ابن ملحان الذي ذكرناه وان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الايام البيض بالثالث عشر والرابع عشر فسر الثلاثة الايام من كل شهر امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة ايام من كل شهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فهذا قالوا انه يدل على ان المراد بالثلاثة الايام من كل شهر الايام البيظ وذهب بعض العلماء وهذا مذهب بعض الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم انهم يقولون ان الايام البيض هي المرادة بثلاثة ايام من كل شهر ولا شك ان الانسان الذي لا يستطيع الا ان يصوم ثلاثة ايام كصاحب الشغل المستمر او عنده ضعف في بدنه ولا يستطيع الا صيام ثلاثة ايام من كل شهر. نقول له الافضل ان تكون الايام البيظ وقال بعض الاطباء كما اشار اليه الحكيم الترمذي في المنهيات ان هذه الايام آآ يتغير بها الدم آآ يشتد فيها الدم بسبب اه شدة ضوء القمر خاصة في القديم اه كانوا ينامون تحت سطح السماء فحينئذ يحصل الارق يحصل ثوران للدم ومن هنا قالوا انه ان صيامها يخفف عن البدن هذا مما ذكروه من بعض الحكم الطبية في كونها هذه الايام مرادة بالصوم. هذا يخفف ثورة الدم على اه على البدن وشدته. فيكون فيه حكمة من حكمه صلاح البدن والاصل اننا نحن نفعل هذه العبادات ولا نشك ان فيها من الخير ما يعلمه الناس وما لا يعلمه ان الله تعالى يقول والله يعلم وانتم لا تعلمون الوجه الثاني ان ايام البيض صيام ثلاثة ايام البيض غير صيام الثلاثة من كل شهر وهذا الوجه اه جعل بعظ العلماء رحمهم الله اه فيه خلاف وتفصيل عندهم اما بالنسبة للذين قالوا ان الايام البيض ان الايام البيض في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهناك قول ثان يقول ان الايام البيض ليست هذه الايام وانما هي الايام التي تكون في اول الشهر بان يصوم ثلاثة ايام من بداية الشهر وهو قول ايضا في صيام الثلاثة الايام من كل شهر وصيام الثلاثة الايام من اول كل شهر ومذهب بعض السلف كالحسن البصري رحمه الله واختار بعض الفقهاء وعللوا بان صيام الثلاثة الايام في من اول الشهر اه فيه تدارك للخير ومسارعة لان الانسان لا يظمن الاجل الله المستعان لا يضمن ان يبقى الى نهاية الشهر صيامها من اول الشهر مبادرة بالخير والمسارعة وهو قول بعض السلف كما ذكرنا والقول الثاني في ثلاثة الايام من كل شهر انها الثلاثة الايام التي هي في اخر الشهر وهي التي ورد فيها حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما ايام السرار وهي التي يستسر فيها الهلال ولا يرى تكون في اخر الشهر وفي احاديث عمران بن حصين الثابت الصحيح يقولون انه انها هي المراد بالايام البيض وقيل ايضا ما هي المرادة بالايام بثلاثة ايام من كل شهر. فحملوها على هذا الوجه الوجه الثالث ان الثلاثة الايام من كل شهر المراد بها اول سبت من الشهر فيصوم السبت الاحد ثم الاثنين من ذلك الشهر ثم اذا كان الشهر الذي بعده صام الثلاثاء والاربعاء والخميس ويرون انها على هذا الوجه يعني الثلاثة الايام من كل شهر وفيه حديث النسائي وهو حديث حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان حديث ام سلمة وهو ثابت صحيح قال يوم الاثنين والخميس الخميس الذي يليه وهذا قول بعض العلماء رحمهم الله ان صيام الثلاثة الايام من كل شهر ان يبدأ في الشهر الاول فيصوم اول اثنين منه ثم يصوم اول خميس ثم يصوم الخميس الثاني من الاسبوع الثاني من اول الشهر وهناك قول ثان يقول بانه يصوم الخميس ثم يصوم الاثنين من الاسبوع الذي يليه. ثم يصوم الاثنين من الاسبوع الذي بعده فاذا بناء على ذلك يكون عندنا من يقول الاثنين ثم الخميس الاول ثم الخميس الثاني. والقول الثاني انه الخميس ثم الاثنين الاول ثم الاثنين الثاني وقد ورد بها حديث ام المؤمنين ام سلمة وهو حديث حسن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهناك قول في ان الثلاثة الايام من كل شهر اذا اراد صومها يصوم من كل عشر يوما فيصوم في العشر الاولى من الشهر يوما ويصوم من العشر الثانية يوما ويصوم من العشر الثالثة يوما وهو قول طائفة من الفقهاء ومنهم بن شعبان من اصحاب الامام مالك الله على الجميع وبناء على هذا في الثلاثة في الشهر ثلاثة ايام في كل ثلث منه يوم وهذا ورد في حديث عبد الله ابن عمرو ابن عاص ابن العاص رضي الله عنه وعن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يصوم من كل عشر يوما وقوله يصوم من كل عشر يوما فمعناه انه يصوم في العشر الاولى من الشهر يوما ثم يصوم في العشر الثانية يوما ثم يصوم في العشر الثالثة اليوم الثالث وهناك قول اخر ايضا ان المراد بالثلاثة الايام من كل شهر هي ايام السرار كما ذكرنا في ايام البيظ ويرون ان ايام السرار هذه هي الثلاثة الاخيرة من الشهر وهو قول ابراهيم النخعي وغيره من المتقدمين وهو لبعض الفقهاء. عللوا هذا القول قالوا انها اذا كانت في الثلاثة الايام الاخيرة من الشهر فانه حينئذ تكون في اخر اعمال الانسان في الشهر يرجى فيها المغفرة والرحمة للعبد اكثر مما لو كانت في اوله ثم اساء اثناء الشهر فكأنهم يرونه ان يختم بهذه العبادة تقربا الى الله سبحانه وتعالى. وقول ابراهيم النخعي من ائمة السلف من التابعين رحمه الله برحمته الواسعة. المقصود ان العلماء اختلفوا في الثلاثة الايام من كل شهر هل المراد بها ما ذكر المصنف وهي ايام البيض المراد بها ثلاثة مطلقا؟ والحقيقة ورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم ان معاذة العدوية رحمها الله سألتها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة ايام من كل شهر قالت رضي الله عنها نعم قالت فهل كان يصوم اياما معينة قالت رضي الله عنها اي ام المؤمنين ما كان يبالي اي يوم صام هذا الحديث جعل بعض العلماء يقول ما ذكرناه ان الثلاثة الايام من الشهر تعتبر عامة والثلاثة البيض تعتبر خاصة حينئذ نكون ثلاث تلبيظ مخصوصة بما ذكرناه كما مشى عليه بعض العلماء رحمهم الله ولها فضيلتها خاصة خاصة بها وثلاثة ايام من كل شهر تكون الاحاديث التي وردت بالانواع التي ذكرناها يصومها الانسان حسب ما يتفق له. فان صام من اول الشهر وان صام صام من اخر الشهر وان صام وان شاء صام في كل من كل عشر يوما وان شاء صام بحسب الايام السبت والاحد والاثنين ثم في الشهر الثاني الثلاثاء والاربعاء والخميس وان شاء صام الاثنين ثم الخميس الذي يليه ثم الخميس الذي يليه وان شاء صام الخميس ثم الاثنين الذي ثم الاثنين الذي يليهما. هذا كله كما يذكر بعض العلماء انه خلاف تنوع وليس بخلاف تظاد فحينئذ يكون عندنا نوعان من الصيام. صيام ايام البيض فهذا مقيد بما ذكرناه لانه وردت السنة بتفسيره بانه الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والصيام ثلاثة ايام من كل شهر وهذه تكون على الانواع التي وردت بها السنة وحينئذ لا يكون هناك اي تعارض بين هذه الاحاديث وعليه فيكون هذا الوجه غير الوجه الذي مشى عليه المصنف رحمه الله لان المصنف رحمه الله يفهم من على ايام البيض ان انها هي الثلاثة الايام من كل شهر. ولا نجزم بذلك انما يفهم يحتمل انه ترك التنبيه عن ثلاثة الايام من كل شهر. من باب العناية بالاهم ويحتمل انه على الوجه الذي فسرناه. وعلى هذا فاننا نقول الافضل والاكمل صيام الايام البيظ. لورود السنة بها وتحديدها. آآ كما ثبتت به الاحاديث في النسائي وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ام سلمة رضي الله عنها وحديث ابي ذر رضي الله عنه وكذلك حديث جرير ابن عبد الله وبناء على ذلك يكون الافظل والاكمل ان يصوم ايام البيض وان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر اذا كان لا يستطيع قال انني لا اتمكن من صيام ثلاثة ايام للضعف او لا اتمكن من صيام هذه وهذه بسبب المرض او لا اتمكن من صيام هذه وهذه بسبب الشغل ولا استطيع الا ان اصوم نوع اه نوعا منها نقول عليك بالثلاثة البيض فانها افضل واكمل كما هو مذهب بعض الصحابة رضوان الله عليهم. نعم والاثنين والخميس صيام الايام البيض اه بين المصنف رحمه الله ابتدأ المصنف رحمه الله بها لان صيام هذه الثلاثة الايام اذا حافظ عليه الانسان ثلاثة الايام البيض يكون كمن صام الدهر الحسنة بعشر امثالها اليوم بعشرة ايام فاذا صام هذه الثلاثة الايام البيض من الشهر كانه صامه الشهر وصام ثلاثين يوما اما الشهر الذي يليه وهكذا حتى يأتي رمضان فيصومه كاملا فيكون كمن صامه الدهر هذا فظل المحافظة على صيام الايام البيض وينبغي ان ينبه على امر مهم جدا وهو قضية الاخلاص في العبادة فخفاء الصوم واخفاء صيام التطوع اكمل للعبد واعظم في اجره واتقى لربه وابعد من الرياء والسمعة فاذا صام الانسان يحرص على ان لا يشعر احد بصومه لكن لو كان في اظهار الصوم نفع ودلالة على الخير مثل ان يكون بين اناس يأتسون به او اناس يجهلون هذه السنة فيريد تعليمهم وتعويدهم على الخير فحينئذ يظهر ذلك ويأمر به اه تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم واحياء لسنته اما الافضل والاكمل حرص في صيام التطوع على اخفائه لان الانسان لا يأمن من فتنة الرياء والسمعة ولذلك نصح عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما من كان صائما الا يخبر الرفقة قال انك ان كنت معهم اي وانت صائم وعلموا بك انك صائم قالوا انزل الصائم اكرموا الصائم احملوا عن الصائم فحينئذ يذهب اجرك وهذا لا شك ان الانسان اذا سلم منه فانه اخلص لله عز وجل يكون اخلص لربه واتقى لله سبحانه وتعالى في الحرص في صيام النوافل على اخفاء العمل ما امكن الا ان يكون اظهاره فيه غرظ شرعي من التعليم وشحذ الهمم على الطاعة والخير. نعم والاثنين والخميس. وصيام الاثنين والخميس اي ويسن صوم الاثنين والخميس وقد صامهما عليه الصلاة والسلام وبين ذلك ان يوم الاثنين يوم ولد فيه عليه الصلاة والسلام في حب ان يصوم ويوم الخميس يوم تعرض فيه الاعمال على الله وفي الصحيحين ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الاعمال تعرض على الله يوم الاثنين ويوم في صحيح مسلم انها تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس وفي الصحيحين ان ابواب الجنة تفتح يوم الاثنين ويوم الخميس كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ويغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا الا اثنين بينهما شحناء فيقول الله انظروا هذين حتى يصطلحا وفي رواية مسلم اتركوا وفي رواية اركوا هذين حتى يصطلحا وهذا يدل على بلاء القطيعة وشرها وانها تحول بين العبد وبين رحمة الله عز وجل. الشحناء والقطيعة وانه من اكمل ما يكون للمسلم ان يعود نفسه على الا يحمل الضغينة يصبر ويتحمل اذى الناس والا يقطع ما بينه وبين اخوانه المسلمين واذا كانوا من القرابة فالامر اشد واعظم دلت الاحاديث على ان الاعمال تعرض وجاءت النصوص ان الاعمال تعرض وان الاعمال ترفع هناك رفع وهناك عرض ورفع الاعمال ترفع كل يوم وترفع ايضا كل اثنين وخميس وجمع بعظ العلماء بالتفريق بين الرفع وبين الوظع دلت النصوص على انها ترفع ان الاعمال ترفع الى الله عز وجل في اليوم مرتين وذلك باجتماع الملائكة في صلاة الفجر وصلاة العصر في الحديث الصحيح يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار عرظ الاعمال غير رفع الاعمال وترفع الى الله سبحانه وتعالى اعمال العباد كلها تصغيرها وكبيرها وجليلها وحقيرها ولا تخفى على الله منها خافية ويعرظ على الله جميع ما كان من العبد من خير وشر ولا يمكن ان يفوت من هذا الامر شيء على الملائكة وهم كرام حافظون يعلمون ما يفعله الناس ولا يخفى عليهم شيء كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون الله هو الذي يعلمهم وهو الذي يطلعهم وتجمع هذه الاعمال ادق من الذرة وادق من الشعرة ولذلك لما يأتي العبد يوم القيامة وينشر له ديوانه يطيش لبه عقله مما يجد في صحيفة عمله من مثاقيل الذرة ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتئنا بها وكفى بنا حاسبين تجمع هذه الاعمال بجميع ما فيها من خير وشر من الخلائق اجمعين. صالحهم وطالحهم برهم وفاجرهم فيكتبها الملائكة ويخطوها في صحيفة العمل ثم ترفع الى الله سبحانه وتعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. فما كان منها من كلم طيب وعمل صالح اخلص فيه العبد لوجه الله عز وجل تقبل نبه النبي صلى الله عليه وسلم على انه يحب ان يعرض عمله وهو صائم وهذا للامة تشريع للامة وفيه دليل على ان الصائم مرحوم وفيه دليل على ان الصائم مجبور كسره وفيه دليل على ان الصائم في عمله ان الصائم يحفظ في عمله لانه لا معنى ان يقال يعرض عملي وانا والصوم تأثير في هذا العرض. ان الله يتجاوز عن العبد ويغفر عن العبد ويغفر للعبد ويحسن الى عبده اذا كان صائما وتظمأ احشاؤه وتجوع امعاؤه لربه منكسرا لله سبحانه وتعالى ملتمسا لفظله وعفوه ومغفرته وهو خير الغافرين. سبحانه وتعالى وارحم الراحمين. نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجعلنا اسعد العباد اذا عرضت اعمالنا واقوالنا عليه برحمته وعفوه ولطفه بينت النصوص ان الاعمال تعرض وهذا العرض اذا كان العبد صائما فان له مزية عند الله سبحانه وتعالى مضمة من رحمته وعفوه وبره ومغفرته سبحانه وتعالى واما يوم الاثنين فبين النبي صلى الله عليه وسلم انه يوم ولد فيه ويحب ان يصومه. وبينا في شرح سنن الترمذي ان هذا هو الشكر لله عز وجل الذي سنه النبي صلى الله عليه وسلم بمولده بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. وهو الشكر الذي دلت عليه السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزه العبد بالمحدثات والبدع بينا اه ان ما يدعى من المولد وانه شكر للنعمة فان هذا اعتقاد خاطئ لان ابا بكر وعمر عثمان وعلي الصحابة المأمور الخلفاء الراشدون المأمور اه الخلفاء الراشدين المأمور باتباع سنتهم الذين امر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم ما فعلوا هذا الامر وما تجاوزوا السنة التي وردت وفصلنا في شرح الترمذي في هذه المسألة المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم صام الاثنين شكرا لله عز وجل على ذلك وشرع للامة ان تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وجاءت الاحاديث في عند احمد والنسائي النبي صلى الله عليه وسلم بصوم الاثنين والخميس. نعم وست من شوال ويسن صيام ست من شوال. التنوين هنا عوض اي ستة ايام من شوال. عوض عن كلمة انه يكون عوض عن كلمة كما هنا ويكون عوض عن جملة كقوله تعالى اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها ثم قال يومئذ تحدث اخبارها اليوم تزلزل زلزالها وتخرج اثقالها تحدث اخبارها هذا تنوين عن جملة واكثر من جملة المقصود ان قوله ست من شوال ثبتت السنة في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم اه بذلك بصيام ستة ايام من شهر شوال من صام رمظان ثم اتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر وهذا مبني كما جاء في الرواية الصحيحة تفسيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الحسنة بعشر امثالها فيكون رمظان بثلاث مئة وستة ايام بستين وهذا عدد ايام السنة فكأنه صام السنة كاملة وهذا هذه السنة قال بها جمهور العلماء رحمهم الله خلافا للامام مالك رحمه الله حيث آآ لم يأخذ بها لعدم جريان العمل بها وخشية ان يظن انها من رمضان وايا ما كان في السنة صحيحة في صيام الست من شوال وانها تتبع برمضان وكونها تتبع اي ان شوال بعد رمضان ان شاء صامها متفرقة وان شاء صامها متتابعة على حسب ما يتيسر له وان شاء صامها بعد يوم العيد وان شاء صامها بعد ايام العيد لا حرج في ذلك واذا كان ايام العيد يزور قرابته ويزور الناس ويجد الحرج من عدم اصابة اه ضيافتهم فيؤخرها ولو انه صامها لا ينكر عليه. وبعض الاخوة يغردون ببعض ما نذكره من ان الافضل ان يؤخر حتى يظن البعظ حتى ينكر البعظ على من جاء صائما بعد يوم العيد وهذا لا ينبغي ينبغي ان يفهم الكلام على ان من صام على خير ومن اخر على خير واذا قلنا الافضل فهذا لا يعني ان من صام مخطئ ولا يثرب عليه ولا يعتب عليه بل انه مسارع للخيرات. وبعض الناس لا يستطيع ولا يتمكن. قد يأتيه العمل وتأتيه ظروف العمل ولا يستطيع معها الصوم او يخشى انه لو اخرها لا يصومها فليس كل الناس يستطيع ان يبدي عذره كما قال الامام مالك فمثل هذه الامور اذا اراد احد ان يبينها للناس لا يجعل المستحب او ما يستحب من التأخير كانه واجب حيث يفهم ان من خالفه يثرب عليه او يعاتب فهذا لا يقصد ولا يحمل الكلام اكثر مما يحتمله فالست من شوال ثبتت بها السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجوز صومها سواء كان على الانسان قضاء او لم يكن عليه قضاء اما كونه يصوم الست وعليه القضاء فلان قضاء رمضان موسع ثبتت السنة عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت ان كان يكون علي الصوم من رمضان فلا اقضيه الا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني وهي كانت تصوم عاشوراء وكانت تصوم عرفة فهذا يدل على جواز التنفل قبل قضاء رمظان بان قظاء رمظان موسع وهذا اصل في الواجبات الموسعة. ولذلك اذا اذن عليك الظهر تخاطب بصلاة الظهر ولكنه خطاب موسع فاذا صليت النافلة قبل صلاة الظهر فانت في وقت موسع وهكذا القضاء فالقضاء وقته موسع. فلما صار وقته موسعا جاز ان يصوم ستا من شوال قبل ان يصوم القضاء ولا شك ان هذا القول اقرب للصواب لظاهر السنة ولو قيل بعدمه حصلت المشقة خاصة ان المرأة تكون نفساء وقد تفطر من رمظان اكثره قد لا يبقى من رمظان قدر الست فاذا قلنا ان ما تصوم الست الاربع الا بعد ان تقضي فان معنى ذلك انها لا تستطيع ان تنال هذا الفضل كما هو معلوم. والمريض الذي يستمر مرضه اكثر الشهر ونحو ذلك من اهل الاعذار. والمسافر الذي يكثر الاسفار فهؤلاء يشق عليهم ان نقول لهم اقضوا ثم صوموا الست وايا ما كان في السنة دلت على جواز القضاء موسعا وبناء على ذلك نقول انه واجب موسع بوصف الشرع فاذا كان واجبا في وصف الشرع نطرد فيه الاحكام المعتبرة من جواز التنفل قبل اداء الفرض وشهر المحرم واكده العاشر ثم التاسع. كم بقي على