اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم ربنا اني بواد غيري في زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام الحافظ البخاري رحمه الله تعالى باب ما يتنزه من الشبهات. بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد وقد ترجم الامام البخاري رحمه الله بهذه الترجمة التي تتعلق بالمشتبهات وقد تقدم في الباب الماضي بيان بيان تفسير المشتبهات كما ترجم له رحمه الله الاحاديث التي ذكرها المصنف في تفسير المتشابهات واعقبها بهذا الباب ينبغي لطالب العلم ان يقف امامها حتى يستطيع ان يتبين مقصود الامام البخاري منها وذلك ان الامور المشتبهة لا تخلو من حالتين الحالة الاولى ان يكون لها اصل يرجع اليه وهذا الاصل يقتضي حلها او حرمتها او يقتضي وجوبها كما في العبادات واما ان لا يكون لها اصل فاذا كان لها اصل فانه يجب الرجوع الى ذلك الاصل وطرح الشبهة وهذا ما دعا الامام البخاري رحمه الله ان يقدم بحديث عقبة ابن الحارث في قصته مع زوجه ابنة ابي ايهاب في مسألة الرضاعة وكذلك قدم بحديث سودة بانت زمعة حينما امرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تحتجب من عبد الرحمن بن زمعة مع الحكم بكونه اخا لها من الرضاعة من حيث الاصل مع الحكم بكونه اخا لها من من الفراش كما تقدم معنا في قوله عليه الصلاة والسلام الولد للفراش وكذلك في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه في الصيد هذه الثلاثة الاحاديث بين النبي صلى الله عليه وسلم فيها ان المسلم اذا اشتبه عليه امر وكان لهذا الامر اصل فانه ينبغي عليه ان يرجع الى الاصل سواء اقتضى التحريم او اقتضى الوجوب فحينئذ اذا رجع الى الاصل طرح الشكوك ولم يلتفت الى الشبهات والى ما عارض هذا الاصل توضيح ذلك ان حديث الرضاعة حديث عقبة بن الحارث تزوج عقبة رضي الله عنه وارضاه ابنة ابي ايهاب فلما نكحها كان المفروض ان يستبين من موانع النكاح لان المرأة لا يجوز للمسلم ان ينكحها حتى تخلو من جميع موانع النكاح المعروفة من النسب والتي اشار الله اليها في قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم من النسب والرضاع والمصاهرة ومانع الجمع ومانع العدد ومانع الكفر ومانع التطليق ثلاثا ومانع الاحرام كل هذه موانع من نكاح المرأة عقبة نكح هذه المرأة وهي خلو من الموانع في اعتقاده وظنه ثم تبين ان هذه المرأة اخت له من الرضاعة فجاءت هذه المرأة وشهدت انها ارضعت عقبة وارضعت زوجة ابنة ابي ايهاب فالاصل عندنا انه لا يجوز نكاح الاخت من الرضاعة هذا اصل ودلت عليه النصوص القطعية في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان هذا الاصل جاءت هذه المرأة وشهدت بانها ارظعت عقبة ينفي وقدمنا ان المثبت مقدم على النافي فالغى النبي صلى الله عليه وسلم شبهة كونها حلالا واوجب الرجوع الى الاصل من كونها اختا له من الرضاعة وقد حرم الله نكاح الاخت من الرضاعة ان الامام احمد رحمه الله خلافا للجمهور يرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بهذه الشهادة وقضاؤه بها يعتبر حكما لان هذه الامور الغالب انها تخفى ولذلك قبل فيها شهادة المرأة الواحدة وعلى مذهب الجمهور يكون الشك الذي طرأ على النكاح يعتبر مؤثرا ونرجع الى الاصل وهو حرمة نكاحها وعلى هذا فاننا نبني على ان الاصل يقتضي حرمة النكاح ففسخ النبي صلى الله عليه وسلم النكاح الحديث الثاني الذي ذكره الامام رحمه الله وهو ما يتعلق بقضية سودة بنت زمعة اخر الحديث هو موضع الشاهد احتجبي منه يا سودة هو يقول عليه الصلاة والسلام هو لك يا عبد ابن زمعة فقضى عليه الصلاة والسلام بان الولد للفراش هذا يقتضي ان سودة لا تحتجب من عبد الرحمن لانه اخ لها من الرضاعة لكن لما كان الاصل في المحرمية والمحرمية هي الجلوس مع المرأة ذات المحرمية هو المعت بالامور المعتبرة من النسب والرظاع والمصاهرة وهي المرأة التي تحرم الى الابد فلما كانت هذه المرأة وهي سودا اختا لعبدالرحمن من النسب من من جهة اثبات الاستلحاق الذي اثبته النبي صلى الله عليه وسلم بناء على الفراش. قال الولد للفراش لكن النبي صلى الله عليه وسلم منع سوده وقال احتجبي منه لماذا؟ لان الاصل في المرأة الاجنبية انه لا يحل ان يجلس الانسان معها ولا ان يصافحها ولا ان يختلي بها ولا ان يعاملها معاملة المحرم الا اذا اذا ثبت ثبتت المحرمية وهنا المحرمية مشكوك فيها لانه وجد شبها بينا بعتبة من ابي وقاص وهذا يقتضي ان عبدالرحمن ليس اخا ومن هنا لم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم قضية الولد للفراش. ولكن اعتبر المحرمية ومن هنا عائشة رضي الله عنها لما قالت انه اخي من الرضاعة قال عليه الصلاة والسلام اعرفن من اخوانكن عرفنا من اخوانكن اي تأكدن من ثبوت المحرمية فاذا هنا في حديث سودة بنت زمعة لما قال احتجبي منه يا سودة انما هو من اجل الاصل الذي يقتضي التحريم تحريم جلوس عبد الرحمن معها وخلوته بها واخذه لحكم المحرم. لان المحرمية فيها شبهة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الاصل الموجب للمن وفي الحديث الاول قدم الاصل الذي يوجب التحريم كما ذكرنا وهنا في حديث عدي بن حاتم الذي تقدم معنا في المجلس الماضي الاصل في الصيد ان ذكاته كما ذكرنا خارجة عن الاصل. لانك ترميه في اي موضع. والاصل ان تمسك الذبيحة وتذكيها لكن الصيد لما عجز عن عجز عن امساكه رخص الله فيه هذه الرخصة فاصبحت ذكاة الصيد بالكلاب المعلمة والطيور الجارحة وبالسهام والرماح ونحوها من الالات خارجة عن الاصل وهي رخصة فاذا شككنا في الرخص رجعنا الى الاصل فلما وجد مع كلبه كلبا اخر وكان عدي رضي الله عنه قد ارسل كلبه ولا يدري هل الذي امسك كلبه وهو الذي سمى عليه فالذبيحة حلال ام الذي امسك هو الكلب الاخر سنرجع الى الاصل ما هو الاصل في هذه في هذا الصيد؟ الاصل انه ميتة ولا يحل الا اذا ثبتت الرخصة بصيده على الوجه المعتبر ومن هنا الثلاثة الاحاديث التي مضت كلها تلزم بالرجوع الى الاصل. لكن هذا الباب سيذكر المصنف رحمه الله فيه ما لا اصل له والذي لا اصل له لا نحكم فيه بالالزام. وانما نستحب ونقول الافضل فذكر الحبيب عليه الصلاة والسلام فذكر الامام البخاري رحمه الله عن نبينا وحبيبنا وقرة عيننا صلوات الله سلامه عليه هذه الاحاديث في هذا الباب وهي مشتملة على ما لا اصل له التمرة من الصدقة ذكر رحمه الله حديث التمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجد على فراشه التمرة فيخشى ان يأكلها خوفا من ان تكون من تمر الصدقة الاصل الشرعي ان بيت الانسان كل ما سقط فيه ملك له وكل ما وجده فيه ملكا له لو انك وجدت مالا داخل بيتك وشككت هل هو منك او من الضيوف او من غيرك او احد رماه داخل البيت فالاصل انه مالك حتى تستيقن بخلاف ذلك او يغلب على ظنك خلاف ذلك التمرة الاصل انها من تمر البيت وكان التمر في بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها انه كان يرى الهلال ثم الهلال الشهر والشهران والثلاثة ولا يوقد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نار. صلوات الله وسلامه عليه حينما ما طعامكم؟ قالت الاسودان التمر والماء اذا التمر كان موجودا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كان عليه الصلاة والسلام ربما اوتي بالصدقة فوضعها في البيت ثم اعطاها للفقراء والمحتاجين فحينئذ اصبح هناك شك من حيث الاصل لا شك ان بيت الانسان بيته لكن هنا ليس هناك اصل ما تستطيع ان تقول ان هذه التمرة الاصل فيها انها من البيت لان وجود التمر المقارن والمشابه موجود لكن لو كان بيتك لا تدخل فيه تمر الصدقة لقلت الاصل انه بيتي والاصل ان هذا المال مالي والاصل ان هذه اللقطة لي. لكن لما كان الموجود مشتركا ما بين كونه صدقة وما بين كونه مالا لك حينئذ استوى الامران وليس هناك اصل يرجع اليه الا ان اعتبار كونه في البيت وكون الانسان التمر تمره هو الاغلب من تمر الصدقة. لان الذي يدخل على ملكك اكثر من الذي يدخل صدقة ومن هنا غلب جانب الحلم واستحب الترك تورعا. وهذا ما فعله عليه الصلاة والسلام فالامام البخاري رحمه الله لا شك انه تعامل مع السنة بعلم وفقه وفهم فتح الله به عليه فهو يقدم ما يجب مراعاته على ما يستحب لان طالب العلم يستشكل كيف الاول يقول تفسير المتشابهات ثم هنا يقول ما يتنزه عنه من نفسه والانسان يتنزه كانه على سبيل الاستحباب والافضلية والا التنزه قد يكون واجبا كما في الاستنزاه من البول للطهارة ونحو ذلك لكن من حيث الاصل الامام البخاري رحمه الله راعى هذا ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله انه قد يكون الاصل موجبا للاباحة ويكون الطارئ من الشكوك موجبا للتحريم. فيقدم اصل الاباحة مثال ذلك لو كانت المرأة في عصبة الرجل وقال الرجل شككت انا شاك هل طلقتها او لم يطلقها الاصل انها حل له. والاصل انها زوجة. والطلاق مشكوك فيه فنرجها ونرجعها الى الاصل الموجب للحلم الإباحة ونقول هي امرأته ولا ينفي هذا الاصل ولا ينتقل عنه الا بيقين او غلبة ظن وهكذا لو كان طلقها طلقتين ثم شك في الطلقة الثالثة هل وقعت فهي حرام؟ او لم تقع فهي لا زالت في عصمته نقول الاصل بقاء العقد والاصل الزوجية وبناء على ذلك لا نرتفع ولا نعدل عن هذا الاصل الا بيقين او غلبة ظن ونلغي الشك فالورع حينئذ ليس له مقام لان الاصل يقتضي الحلم فتلغى الشكوك وليس من الورع العمل بها. يقول رحمه الله قال رحمه الله تعالى حدثنا قبيصة قال حدثنا باب ما يتنزه من الشبهات. باب ما يتنزه من الشبهات النزاهة تقتضي السلامة من الدنس والقذر ولذلك الانسان وكل ما يشين ويعيب فاذا سلم الانسان وتعاطى اسباب السلامة من كل ما فيه درن ووسخ حسي او معنوي يقال تنزه وهو نازي ويوصف بكونه نزيها ما يتنزه من الشبهات فينبغي للمسلم ان يسعى الى الكمالات والكمالات ان يتقي هذه الامور المشتبهة ولو كان على سبيل الندب والاستحباب. اي في هذا الموضع ساذكر لك ما ورد عن الله صلى الله عليه وسلم من تورعه وهو امام اهل الورع صلوات الله وسلامه عليه وورعه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه والورع الصادق الذي ليس فيه عبث بالدين. ولا اتباع لوساوس الشياطين. وانما هو ورع بين صادق يلتمس فيه مرضات الله عز وجل. وكان عليه الصلاة والسلام على القصد لم يكن عليه الصلاة والسلام متساهلا في دينه. ولم يكن عليه الصلاة والسلام متنطعا ولا متشددا بل جاء بها سمحة. سهلة صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة فقال لولا ان تكون صدقة لاكلتها. قال رحمه الله وقال همام عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجد تمرة ساقطة على فراشي الحديث عن انس عن انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة. مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة عن انس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه وارضاه جعل عالي الفردوس مسكنه ومثواه وجزاه عنا وعن نبينا خير ما جزى صحابيا عن صحبته يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة مسقوطة بمعنى ساقطة مفعولة بمعنى فاعلة وكما استورم بمعنى ساتر ومنه قوله تعالى جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا. اي ساترا مسطوطة اي ساقطة هذه التمرة ساقطة اما ان تكون سقطت من النبي صلى الله عليه وسلم. طبعا ظاهر قوله مر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا وقع خارج البيت وخاصة حديث من رواية انس رضي الله عنه وارضاه من رواية الصحابي والعلماء بعضهم يقول انه تعددت القصة ستارة وجد تمرة ساقطة على فراشه في بيته وتارة كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي ذكره عقب هذا الحديث بن همام وقد وصله الامام البخاري في كتاب اللقطة طبعا محمد ابن مقاتل عن عبد الله ابن مبارك عن معمر عن همام عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه فالحديث الثاني يدل على انها على فراشه اي في بيته وهنا انس رضي الله عنه يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم فمن العلماء من قال ان القصة تعددت وتكررت وتارة يجد التمر في الطريق سيتورع عليه الصلاة والسلام عن اخذها خشية ان تكون من تمر الصدقة وتارة يجدها على فراشه ثم يتورع عليه الصلاة والسلام ان يأكلها خشية ان تكون من تمر الصدقة فان كانت خارج البيت فلا اشكال. انها ربما سقطت من تمر الصدقة وداخل بيته كما ذكرنا ان الاشبه انه عليه الصلاة والسلام كان يقسم يقسم الصدقات صلوات الله وسلامه عليه فيؤتى بالصدقات في بيته فيبقى منها شيء كما ذكرنا وحينئذ يرد الشبهة هل هي من تمر الصدقة او من تمر البيت او انه عليه الصلاة والسلام كما ذكر بعض العلماء يحتمل انه يقسم الصدقة فتعلق التمرة والتمرتان والتمر بثيابه ثم تسقط على فراشه والاول اقوى انه كان في بيته عليه الصلاة والسلام. ولذلك ثبت في الحديث الصحيح انه صلى باصحابه ثم ذكر مال الصدقة في البيت ثم قام فزعا عليه الصلاة والسلام. فدل على ان اموال الصدقة ربما ادخلت في بيته عليه الصلاة والسلام وقيل يحتمل ان بالبيت من تحل له الصدقة وهي بريرة كما في الصحيح في قصة اللحم حينما دخل والبرمة تفور واراد ان يصيبه قيل انه صدقة انه لباس وانه صدق فقال هو لها صدقة ولنا هدية فهذا كله من الاحتمالات التي اوردها اهل العلم رحمهم الله وذكرها ائمة الائمة في الشرح لكن ايا ما كان الشبهة هنا هل التمرة من التمر الحلال ام هي من التمر المحرم؟ فان النبي صلى الله عليه وسلم حرم الله عليه الصدقة لان الصدقة اوساخ الناس كما في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام لما نهى الحسن او الحسين حينما رفع التمرة وقال له كخ كخ كخ انها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد هذا اصل عند العلماء رحمهم الله وقد بينا من تحرم عليه الزكاة في ابواب الزكاة في الشروح وبينا ان ال النبي صلى الله عليه وسلم لهم حكم التحريم ولا يجوز لهم ان يأكلوا من الصدقة كما لا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال انها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد شرك بينهما في الحكم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم هذه التمرة كما ذكرنا غلب فيها يكون التنزه هنا على سبيل الاستحباب لعل سبيل التحريم لماذا هناك ما يسمى بالظاهر هناك ما يسمى باليقين والاصل وهناك ما يسمى بالظاهر دلالة الظاهر دلالة معتبرة في الشريعة فماذا انت اذا دخلت على موضع هذا الموضع متنجس والماء فيه اه نجس يجري فيه متنجس ويجري فيه على على كما في اكرمكم الله في بعض الاحيان في دورات المياه اذا طفحت وخرج خرج النجس منها فان الانسان اذا اصابه رذاذ حكم على الظاهر انه متنجس من هذا الرذاذ كما لو مشى ثم رمى حذاءه من خلفه بالرذاذ فهذا ظاهره النجاسة تارة يكون الظاهر الطهارة. لو ان الموضع الذي تقضى فيه الحاجة الدورات ينظف اطرافه ولا تكن النجاسة الا في موضع قضاء الحاجة وهو الذي يسمى بالجحر وموضع قضاء الحاجة الكرسي فحينئذ لا تحكم بالنجاسة فيما حوله. ما دام انه يطهر ويغسل فلو اصابك من طشاشه شيء ما تقول ان هذا نجس. لماذا؟ لان الظاهر طهارته فاذا طفح في الظاهر نجاسته هنا كما ذكرنا البيت الظاهر اي شيء يوجد فيه انه ملك لصاحبه وحينئذ غلب الحكم بالظاهر والظاهر هذا له احكام شريعة كثيرة ومن الحكم بظاهر وسيأتي ايضا في حديث ان اناسا بلحمان ومنها ايضا الحكم بظاهر الدار حينما تكون مثلا في بلد مسلم وتعمل على ظاهر كل من لقيته تسلم عليه وتعتبر ظاهر الدار ولو وجد طفل لقيط لقيل هذا مسلم بناء على ظاهر الدار. هذا كله من حكم بالظاهر. فهذا هو الاصل ان العمل بالظاهر معتبر هنا في حديثنا اذا سقطت التمرة فالظاهر انها من البيت ثم كذلك ينظر في الحكم بالظاهر في الطهارات والنجاسات وكذلك اذا اذا نظر الى الثياب والى الملبوسات والى المفروشات في الفراش كله يعمل به في الظاهر حجة معتبرة فيقول المصنف رحمه اقول الامام البخاري رحمه الله قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة بتمرة مسقوطة تورع عليه الصلاة والسلام عن تمرة فيه دليل اولا على ان الصدقة قليلها وكثيرها حرام على النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته لان التمر شيء يسير ومع ذلك امتنع منها عليه الصلاة والسلام فدل على ان الصدقة قليلها وكثيرها حرام على ال على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على ان الحرام لا فرق فيه بين القليل وبين الكثير ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ما اسكر كثيره فقليله حرام. فلا فرق في الحرام ما بين القليل وبين الكثير وفي كونه عليه الصلاة والسلام مر على تمرة يدل على ان النعمة تصان ولا تهان وتكرم ولا يظعها الانسان في موظع يخالف اكرام نعمة الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم لم اه لما قال هذه المقالة دل على تواضعه عليه الصلاة والسلام وعدم تكبره وترفعه لانه ربما لو كان من اهل الكبر لوجدته يقول انا اكل تمرة وانما هو عليه الصلاة والسلام لم يكن متكبرا ولا متعاليا فلو وجد اليسير من الطعام لاماط الاذى عنه واكله ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا سقطت اللقمة من فم الرجل انه يزيل عنها الاذى ويأكلها ولا يدعها للشيطان كل هذا اكراما للنعمة والاكرام يمنع منه من المبالغة ولذلك لما سئل بعض اهل العلم رحمهم الله من المتقدمين عن تقبيل النعمة اذا رآها ساقطة رفعها فقبلها قال لا لانه من الغلو ولذلك النعمة تؤكل. اكرامها اكلها. اما ان يأخذها ويقبلها فهذا شيء زائد. والتقبيل قد يكون عبادة كما في تقبيل حجر وتقبيل رأس ذي الشيب المسلم ومن له حق الشاهد من هذا انه منع لماذا؟ لانه غلو في الاكرام ومنه المسلم صانه الشرعا ان يتدلل فلا يفعل بعض الامور الا عند موجبها ومن هنا قيل يرفعها اما ان يقبلها فلا النعمة تصان ولا تهان ويكرمها العبد حتى لا تتحول عنه فما من قوم كفروا نعمة الله الا البسهم الله الفاقة والحاجة نعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته وفجأة نقمته المسلم ينبغي عليه ان يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في صيانة النعمة وان قليل النعمة وكثيرها سواء ولذلك ام المؤمنين رضي الله عنها لما رأتهم لما رأت حبة من الرمان قد سقطت حملتها وامرتهم ان يتصدقوا بها. فعجبوا من امرها. قالت لهم رضي الله عنها كم فيها من ذرة لان الله تعالى يقول ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فالنعمة قليلها وكثيرها يكرم ويتعامل الانسان معه بما يرضي الله عز وجل ما يقول هذا شيء يسير فلربما حجب العبد عن النار بشق تمرة كما قال صلى الله عليه وسلم اه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فلا يستقل الانسان في طاعة الله ومحبة الله واكرام نعمة الله القليل فان العبرة بما في القلوب. ولذلك قال الله تعالى في كتابه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم المعول على ما في القلب من تعظيم نعمة الله عز وجل. وتعظيم احسان الله عز وجل وعدم كفر الله عز وجل في نعمته مر النبي صلى الله عليه وسلم على تمرة مسقوطة. التمر هو افضل واكمل ما يكون من نخل لان النخل يكون منه البسر ويكون منه الرطب ويكون منه التمر. التمر غاية الاستواء وسبب فضله انه يبقى مع الانسان دهرا خاصة في القديم حينما كان لا يوجد ما يحفظ النعمة ويحفظ التمر فكانوا يبقى معهم التمر آآ شهورا ولربما جلس الى سنة لان التمر يصبر. التمر هو من افضل ما تخرجه النخلة وتنتجه النخلة وجعل الله فيه الخير الكثير كما قال تعالى ونخل طلعها هظيم قال بعض العلماء فعيل بمعنى فاعل انه يهضم الطعام ان اكله قبل الطعام يسر للطعام بلعه وهضمه وان اكله بعد الطعام اعان على هظم الطعام. هذا كله من نعم الله عز وجل على خلقه. التمرة يسيرة كما ذكرنا وليست بالشيء الكثير. فتورع النبي صلى الله عليه وسلم عنها فدل على ان الورع يكون في القليل ويكون في الكثير وان المعول فيه على ما في قلب العبد من تعظيم نعمة الله عز وجل نعم قال لولا ان تكون صدقة لاكلتها. لولا حرف امتناع لوجود امتنع من الاكل لوجود احتمال ان تكون من الصدقة امتنع عليه الصلاة والسلام من اكلها لاحتمال ولو كان فعلا انها من الصدقة لما كان هناك تردد منه عليه الصلاة والسلام في الامتناع منها. ولو كانت من غير الصدقة لما كان من النبي صلى الله عليه وسلم اي تردد في اكلها والارتفاق بها. ولكنه عليه الصلاة والسلام خشي وفي هذا دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الخلق لا يعلمون الغيب انظر رحمك الله تمرة لا يدري صلوات الله وسلامه عليه مع مع علو شرفه ومقامه اه صلوات الله وسلامه لا يدري اهي من الصدقة او ليست من الصدقة النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب وهذا اصل دلت عليه النصوص القطعية في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ان الغيب استأثر الله به قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله الله وحده الذي يعلم الغيب وهذا امر اختص به سبحانه نفسه ولا يظهر على الغيب الا من شاء من رسله لحكمة وعلمه سبحانه وتعالى ولا يعلمون الا ما علمهم الله ولذلك لا يملك كل انسان لنفسه نفعا ولا ضرا ولو كان احد يعلم الغيب لاستكثر من الخير ولما مسه السوء لانه يعلم انه سيقع وسيحدث في حفظ نفسه من ذلك ولكن الخلق كلهم لا يعلمون الغيب والله سبحانه وتعالى يطلع من شاء من رسله وانبيائه على ما شاء من الغيب ولكن الغيب كله لله اي شيء يتعلق بامر ولو بعد لحظة من الغيب الا اذا كان من الامور التي جعل الله لها دلائل يستدل بها تبنى على هذه الدلائل من الاشياء المحسوسة اما ان يأتي شخص ويقول غدا ستصبح مثلا من اسعد الناس وغدا سيكون كذا وكذا وسيقع كذا وكذا فانه حينئذ يكون من ادعاء الغيب الا في الحدود الشرعية المعتبرة مما جعل الله فيه الدلائل وقد جعل الله في اشياء دلائل مثل جعل الدلائل في النجوم قال وعلامات ومن نجمهم يهتدون سيهتدي مثلا في امور الزراعة ونحوها عن الامور التي تستقبل من مواقيت الزراعة لكن هذا كله لا يدل على علم الانسان للغيب لان الله اطلعه بالمقدمات والدلائل فمن ادعى علم الغيب فقد كفر. كما اجمع العلماء رحمهم الله على ذلك ان من ادعى انه يعلم الغيب وانه يعلم ما يكون فانه كافر وهكذا اذا نسب علم الغيب الى الانبياء والرسل انهم يعلمون الغيب من دون اطلاع الله لهم. فانه حينئذ يكون بلا اشكال عند العلماء رحمهم الله ادعاء علم الغيب لنفسه او لغيره كفر صريح اجمع العلماء على ان من ادعى علم الغيب فقد كفر ولذلك يحذر المسلم خاصة في هذه الازمنة مما يسمى بقراءة الفنجان او الحظ او قراءة الكف هذه كلها من علوم الغيب التي لا يجوز للمسلم ان يؤمن بها ومن صدق هؤلاء الذين يقولون ان هذا العام سيحدث فيه كذا ويحدث كذا. فاذا صدقهم فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والذي انزل على محمد عليه الصلاة والسلام قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله ولذلك ينبغي للمسلم ان يفوظ علم الغيب الا الله امر الغيب عظيم ولذلك اعظم اية في كتاب الله وهي اية الكرسي جعلها الله منبهة على هذا الاصل العظيم. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما ما شاء فهذا يدل على ان امر الغيب له سبحانه لا يحيطون بشيء من علمه. حتى ان بعضهم يقولون ان الله يعلم ما في الارحام. يقول الان نعلم ما في الارحام والله ما علمتم الا شيئا قديلا ما الذي في الارحام لو علمتم انها نطفة ذكر او انثى لم تعلموا في اي لحظة انعقد ذلك الجنين في بطن امه وما تغيظ الارحام وما تزداد. وقد قالوا انها لحظة تغيب فيها النطفة. نطفة الرجل مع المرأة فحينئذ لا يستطيع احد ان يدرك ما الذي يحصل وما الذي يكون؟ ولو علموا شيئا فان الله قال ولا يحيطون علم الاحاطة له سبحانه وتعالى. ولو علموا ان هذا الشيء يمكن ان يكون فيها بعد شهر او شهرين فانهم لا يعلمون تقديره لا يعلم الدقائق تفصيله ولو علموا انه جنين لما استطاعوا ان يحددوا عروقه وما استطاعوا ان يحددوا ما الذي يجري من دمه وما الذي يجري من من طعامه وشرابه داخل بطن امه. ولا يعلمون ما الذي يكون من تكوين عقله وتكوين سمعه وبصره ومن الذي يبريه هو الله وما الذي يصب ومن الذي يصوره هو الله وحده لا اله الا هو علم الغيب لا يمكن لاحد فاذا كان الانبياء لا يعلمون فمن باب اولى غيرهم وقد يستشكل البعض ما يقع لبعض الكهنة وبعض السحرة والمشعوذين انه اذا دخل عليه اخبره المشعوذ بما هو عليه قد اشار الى ذلك بعض الائمة رحمهم الله لشيخ الاسلام كلام النفيس ان القرين يحدث القرين فهذا المشعوذ اه يستخدم الشياطين فقرين الداخل والشخص الذي يريد ان يخدعه يخبر الساحر بالامر فيخبره بامور فيتعجب ويلبس على بعض الناس فاذا كان الذي يدخل من اهل الدين او ينتسب للدين قالوا له والله هذا رجل صالح واذا كان من غيرهم قالوا هذا الذي والعياذ بالله الذي عتى وتمرد حتى اصبحت الشياطين مسخرة له وكذبوا وفجروا وكذبوا قال ذلك وفجروا لقم الحجر ان هؤلاء كلهم نسأل الله السلامة والعافية آآ يأكلون اموال الناس بالباطل وتستقدمون الشياطين لان الله اخبر ان الشياطين والجن يستمتعون بالانس استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قسم الظهور وصاروا الى ربهم لو رأيت كم من مشعوذ وساحر لو رأيته عند خاتمته واذا غص عند سكرة موته علمت عندها عظمة الله جل جلاله. وعلمت عندها حقارة هؤلاء تجد الواحد منهم ينتظر من الداخل ان يعطيه الالف والالفين حتى يخبره. لو كان يعلم الغيب لاطلع على كنوز الذهب والفضة في الارض اخرجها لنفسه. ولكنه لا يعلم مسكين ينتظر من يعطيه المال. ولكن الناس نسأل الله السلامة والعافية كما اخبر الله زينت لهم الشياطين وسوء اعمالهم فهذا كله حق مستحق لله سبحانه وتعالى لا يعلمه الا الله ولا يطلع عليه الا الله ولا يمكن لاحد ان يدرك منه مثقال ذرة الا باذن الله فعلى المسلم ان يحقق هذا الاصل العظيم لانه حق من حقوق الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم جاء في حديث عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده في مسند الامام احمد في هذه التمرة انه تضبر عليه الصلاة والسلام ليلة ذات ليلة سهرانا وهو حدثه نفسه عن تمرة اكلها هل هي من تمر الصدقة لانه جيء له بصدقة كما في حديث عمرو بن شعيب تدور بقي الليل كله سهرانا من اجل هذه التمرة هل هي من تمر الصدقة او من تمر البيت وسألوه فاخبرهم بذلك قالوا انك بت سهرانا صلوات الله فاخبرهم انه لا يدري هل هذه التمرة من تمر الصدقة من تمر البيت وهذا قل لي بربك هل هناك احد اكرم على الله من نبيه عليه الصلاة والسلام فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلعه الله على ان هل هي تمر الصدقة او تمر البيت فما بالك بغيره فهل ترظى هل يرظى احد مسلم يؤمن بالله ان يقف امام دجال او كذاب يدعي علم الغيب؟ ولو ادعى في اي قظية لا يشترط انه يكون كاهن من كهان. اي شخص يدعي علم الغيب فاننا نرد عليه. وبذلك النبي صلى الله عليه وسلم بات سهرانا وهو لا يعلم علي من تمن الصدقة او من غيرها. وجاء الى ام المؤمنين عائشة كما في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام في حادثة الافك وقال يا عائشة ان كنت اذنبت ذنبا فاستغفري الله ثم توبي اليه. صلوات الله وسلامه. ان كنت اذنبت فتوبي الى الله واستغفريه كما في الصحيح فهذا كله يدل على ان لله حقا وللمخلوق حقا. والعبد الموفق من عرف حق الله فاخلصه لله وتعالى. ومن عرف مقام المخلوق فجعله في حقه وقدره ولم يرفعه عن مقامه وشأنه. وهذا كله ما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والتابعون لهم باحسان رزقنا الله حسن الاحتساب الاقتداء بهم يقول رحمه الله نعم قال رحمه الله وقال همام عن ابي هريرة رضي الله عنه وقال همام طبعا المصنف رحمه الله ذكر امام بن حجر طبعا هذا هنا ذكره بهذه بهذا الوجه ووصله في كتاب اللقطة كما ذكرنا فالحديث الصحيح بهذا اللفظ اللفظ الثاني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجد تمرة ساقطة على فراشي. اجد تمرة ساقطة على فراشي وذكرنا معنى هذه العبارة على فراشي يدل على ان الحادثة وقعت في البيت ومر يحتمل ان تكون خارج البيت ولما قال عليه الصلاة والسلام حديث عمرو بن شعيب اكلت تمرة فلم ادري اهي من البيع هذه ظاهرها انها في البيت هذا الذي جعل بعض العلماء يقول اما ان القصة تكررت وتعددت وهذا لا يمنع ان سقوط التمر وهذا وارد سواء كان داخل البيت او خارج البيت نعم. قال رحمه الله تعالى باب من لم يرى الوساوس ونحوها من المشبهات. ترجم الامام البخاري رحمه الله بهذه الترجمة باب من لم يرى الوساوس ونحوها من المتشتبهات الوسوسة من الشيطان وهي حديث يقذفه في قلب الانسان وتوسوس النفس للانسان ايضا وتحدثه والله سبحانه وتعالى عليم بذلك كله وهذه الوساوس من الشيطان قد تتسبب في اذية الانسان خاصة في امور دينه وقد تكون الوسوسة في طهارته او في صلاته او في حجه او في عمرته او في صومه وقد تكون في معاملته مع الناس في بيعه وشرائه واخذه وعطائه هذه كلها اي الوساوس امرنا باتقائها وتركها واجتنابها فلما كان الورع ترك ما لا بأس به خشية الوقوع مما فيه بأس صار هناك تجادبا صار هناك تجاذب ما بين الورع والوسوسة وبناء على ذلك نبه المصنف رحمه الله ان الورع لا يعني اعتبار الوساوس والعمل بما لا تقره الشريعة العمل بالاحاديث الظعيفة يأتي الحكم واضحا بينا بنص في الكتاب والسنة ثم يأتي حديث ضعيف سيأتي من يقول بهذا الحديث الضعيف يصادم به الايات والاحاديث ويقول احد حينما يرى هذا الخلاف لا لا. انا اتورع فاعمل بهذا الحديث الظعيف صيانة لديني. نقول لا هذا الورع كاذب الورع نوعان ورع صادق وورع كاذب والورع الكاذب لا يلتفت اليه سواء في العبادات او في المعاملات آآ كان هناك لعبد الله بن الزبير احد ابنائه وهو مصعب بن عبدالله بن الزبير من خيرة العباد الصالحين رحمه الله وبلغ به انه اتخذ ثوبين ثوبا اتخذ ثوبا للدخول الى الحمام لقضاء الحاجة والثوب الذي يلبسه خارج ولما فعل هذا قال رحمه الله اني خشيت من الذباب يقع على النجاسة ثم يقع على ثوبي وانا اقضي الحاجة فاراد ان يتورع اراد ان يتورع انظر كيف عبث الشيطان جعل لوقت الحاجة ثوبا حتى يصلي بثوب ليس فيه شك ووسوسة قال ثم ذكرت هذه البصيرة من الله ثم ذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يفعلوا ذلك فتركته هذا الورع الكاذب الورع الكاذب ان يأتي الشيطان لانه اذا يأس من الباطل جاء من الحق ولبس على الانسان دينه ذكروا للامام احمد رحمه الله ان رجلا لا يأكل الفالوذج. الفالوذج نوع من الحلوى كان يصنع ببغداد وهو من اجمل وانفس انواع الحلوى وقالوا له لم لا تأكل الفالوذج قال لاني لا اطيق شكر نعمة الله علي بالفالوذج فانا اترك اكلة فقيل للامام يا احمد قال قبحه الله اويستطيع ان يشكر الله على الماء البارد في اليوم الصائف انظر كيف عبث به الشيطان. حرم عليه ما احل الله بدعوى انه لا يستطيع ان يؤدي الشكر يحرم عليه ما احل الله فلا بد في الورع من ظبطه بالعلم. والعلم قائم على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. لان الله جعل في القرآن وفي السنة جعلهما نورا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يبين الحق من الباطل ويظهر ويكشف فالشيطان يلبس على الانسان الورع الكاذب قالوا منه ان الشخص يخرج الى الصيد البر كان بعضهم يقول انا لا اصيد ماذا قال تورعا انه لماذا؟ قال اخشى ان اكون الذي صدته هو من كل رجل وفرعا فاصيده فاخذ ملك الغير وسوسة كلها من الشيطان يأتي من باب الخير فتأتي يأتي يدخل الى اماكن ويقول لا هذه فيها شبهة هذه ربما في فتح هذا الباب يغلق ابواب الرحمة على العبد ولذلك ما جعل الله الدين عسرا عن الناس ما جعله ظيقا ولعنة ويقول وما وما جعل عليكم في الدين من حرج حرج نكرة اي حرج كان ولو نظرت الى الموسوس لوجدته في عذاب لا يعلمه الا الله نسأل الله ان يلطف بعباده وان يعيذنا واياكم من وسوسة الصدر وشتات الامر بل ورع الكاذب هذا لا مدخل له في دين الله وشرع الله وهو من الشيطان والوسوسة يدخل بها الشيطان على الانسان ليشغله عن عبادته. يبدأ باليسير وهو مثلا اذا جاء يدخل الى قضاء الحاجة اذا اراد ان يستنجي شك وحصل عنده اللبس في الطهارة فيغسل المرة بعد المرة بعد المرة فاذا غسل المرة الاولى جاءه الشيطان ان الماء الذي غسل به لم ينظف ولربما تقع عليه نجاسة قطرة ويصب عليها الكوب من الماء ولا يعتقد انها طهرت. لماذا؟ لانه اقنع نفسه هو اقنع نفسه بذلك. اما دين الله وشرع الله انه لو صب قدر الماء الذي يذهب القطرة هذي ولو بقليل من الكأس لاجزأه لانه اذا كانت هذه القطرة يراها عظيمة. فكيف بالذي صبه من الماء اذا كان هذه القطرة عظيمة وتبقى بعد صب الماء وكيف بالماء الذي صبه الماء الذي صب قطرات ما يبقى ما يزيد هذا هو عبث الشيطان ولذلك اذا رجع الى الشرع والى حكم الله والى نور الكتاب والسنة انجلت عنه انجلى عنه ظلام الشيطان ووسوسته وكذلك ايضا اذا اراد ان يجلس في مكان قضاء الحاجة وسوسة في طشاش البول في بعض الاحيان قد يقع ذلك. انه فعلا طشاش ويصيب لكن من العفو الذي عفا الله به في النجاسة ان النجاسة التي لا يدركها طرف الانسان وبصره انها من العفو لانه لا يستطيع احد الان لو ان انسانا نزل في البر واراد ان يقضي حاجته فانه بمجرد ان يبول فان البول سيصيب اسفل البدن هذا ما في اشكال مهما كان مهما تحفظ لانه لا يخلو لكن هذا شيء لا يمكن للبصر ان يراه فما لم ترى ببصرك لا تعتد به فجعل الشرع لك امرا قاطعا به الوسوسة وتقطع به دابر الشيطان ولذلك الدين قائم على اليسر لكنه ليس اليسر الذي فيه ضياع لحق الله واستهتار بالواجبات التي امر الله بحفظها. في الطهارة سواء كانت طهارة حدث او خبث كذلك اذا صب الماء على بدنه يريد ان يغسل وجهه شك هل بقي شيء عند العين بقي شيء فوق الجفن وهكذا فيدعك يدعك هذا كله لم يأمر الله به امرك الله ان تقلب الماء على وجهك واذا قلبت الماء على وجهك فالغالب ان الماء سيصيب الوجه تمر يدك لتزيد من من اصابته من موضع المأمور بغسله بعد هذا ان تفتش ان تنبش ان تبحث هذا ما كلفك الله به. ما كلفك الله به فاتقوا الله ما استطعتم ليس من استطاعتك ان تجلس تتأكد هل دخل الى جزء من العين ولذلك تجده يدخل معه في تفاصيل الامور لانه يريد ان يقول له ان تتقي الله وان تعد العبادة كاملة ما تؤدي العبادة. من هنا تأتي الوسوسة. يأتيه من باب الخير سيقفل الباب ولذلك قال بعض ائمة السلف كلمة جميلة لما سئل عن الوسوسة وبلائها قال رحمه الله الهوا عنه قل هو ولذلك الانسان اذا بدأ بالوسوسة يبدأ بالشيء اليسير وتجده مثلا يقول خرج مني البول هناك هناك امر ينبغي ان ينتبه له هناك مرض في الخارج من السبيلين سواء من جهة القبل او من جهة الدبر سواء في الرجال او النساء هناك امر يتعلق بالطب. هذا لا دخل للشرع فيه للطب يثبت طبيا ان هذه القطرات تخرج من الانسان بعد هذا يبحث الفقيه هل يمكن للانسان ان يجد خلال وقت الصلاة وقتا لا تخرج هذه القطرات فيه هذه القطرات يقول الطبيب الدواء الذي تستعمله يحصل منه هذا الشيء حينئذ ما نأتي نقول انت موسوس ونوبخ السائلين ونقرعهم ما يجوز هذا ولذلك ينتبه ويحذر من تنبيه من ابتلي بالوسوسة وانما يؤخذ بسماحة الدين الى نور البصيرة التي دل عليها دليل الكتاب والسنة لانه في بعض الاحيان قد لا يملك نفسه حتى تعطيه دلائل الكتاب والسنة التي يستطيع ان يقف فيها امام الوساوس الشيء الذي يتعلق بالطب هذا يرد للاطباء فاذا قال انا البول ما معي انا معي مرض في هذا هذا له حكم ومعروف حكما به سلس البول اما اذا كان يأتي هذا السلس دائما فهذا له حكم او يأتي بسبب الادوية هذا له حكم او يأتي بسبب امراض معينة يصاب بها في وقت معين فيحصل عنده هذا السلس. هذه الامور كلها يتعامل بحذر مع من ابتلي بها ما يأتي الانسان يقول انت موسوس انت كذا لا هذا مريض وهذا مرظ حسي ليس مرظ وسوسة وهذا كثير ما يلتبس عند الفتوى ويحصل فيه توبيخ بعض الموسوسين والتهكم بهم والسخرية بهم وهذا لا يجوز ينتبه لهذا اما الجانب الثاني وهو ان تكون الوسوسة موجودة. نشأت عن جهل بحكم الله جهل بالاحكام وحينئذ او استرسال حتى تمكن الشيطان من الانسان الذي يوصى به من ابتلي بهذه الاشياء اولا الا يفتي نفسه دائما الموسوس يقال له لا تفتي نفسك لا تفتي نفسك لان البلاء كله جاء من نفسه يقول لا كذا ولذلك تجده في بعض الاحيان مثلا يقول لك انا يخرج مني قطرات واتأكد مئة في المئة انها اصابته انها خرجت في بعض الاحيان لا تخرج القطرات ولكن معلوم بالطب ان الانسان ما يسمى بالعقل الباطن وهو حديث النفس. اذا اقنع نفسه انه خرج منه شيء فانه يقول لك انا مقتنع مئة بل حتى في بعض الاحيان كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ربما عبث الشيطان بدبر الانسان فاشعره انه خرج منه شيء من الدبر وهذا الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا قطعا للوسوسة ستجد البعض يقول انا متأكد ان قطرة البول حسست احسست بها على فخذي ثق ثقة تامة في كثير من الاحوال انه يشعر بذلك ويحس به ولا حقيقة له لكن في بعض الاحيان يتركه الشيطان وفعلا تخرج القطرة فيقول له انظر فاذا نظر فوجدها اصبح كل ما يحس بهذا الاحساس انه محدث وقد خرج منه البول فاذا هذا لا يلتفت اليه. انه لا يفتي نفسه ولا يرجع الى نفسه. وانما يعمل احكام الشريعة باليقين والغاء وهذا هو الذي عقد له المصنف رحمه الله هذا الباب ان الوساوس ليست من الورع الشرعي المحمود صاحبه وليست من الدين في شيء. الوساوس التي هي من الشيطان والتي تجعل الانسان اه يتأذى في عبادته في طهارته في صلاته في زكاته في صومه في حجه في عمرته. ربما اخرج الشيء زكاة وقال لا لا انا اشك ان هذا الرجل مسكين والشريعة حينما امرتك ان تدفع تدفع على الظاهر من حاله فاذا وجدت حاله في الظاهر انه مسكين او انه من اهل الزكاة واعتددت بهذا الظاهر فالله لا يسألك عن شيء بعد غلبة ظن ولذلك للامام العز بن عبد السلام رحمه الله في كتابه النفيس قواعد الاحكام ومصالح الانام كلام النفيس في الغاء الشريعة للشكوك والوساوس الشكوك والوساوس ليست من الورع والمصنف رحمه الله اراد ان يثبت بهذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اعتبر الورع الصادق ولم يعتبر الورع الكاذب ولذلك لما قال شكي اليه الرجل يخيل اليه انه يجد الشيء في الصلاة في حديث الباب الذي سيذكره فشكي الى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل اليه لاحظ هو متوضئ وقد ادى ما فرض الله عليه من الطهارة وبعد ان فرغ من طهارته خرج الى المسجد ولما جاء يريد ان يصلي احس بشيء كأنه حركة في الدبر وقال قد خرج الريح اذا ما هو الاصل واليقين انه متطهر واليقين انه متوضئ هذا الذي وقع من حديث النفس هذه وسوسة وسوسة من الشيطان انه خرج منه شيء ثم عبث الشيطان به فاشعره ان مقعدته تحركت لخروج الخارج مع ان المقعد قد تتحرك لذلك وقد تتحرك لغيره. وقد لا تتحرك اصلا فيحس وهذا يقرره الاطباء. حينما يصبح عنده التفات ويجعل نفسه ملتفتة الى قبله او دبره كل موسوس لما اصبح جل اهتمامه ان يفكر في القبل الدبر اصبح لا يفكر الا في هذا الامر خرج او لم يخرج. حتى انه نسأل الله ان يلطف بنا وبالمسلمين. ربما جلس بين الفريضتين. لا يفكر الا في هذا الامر. نسأل الله ان يلطف لاخواننا وان يرحمهم برحمته تداركهم بلطفه فهذا كله لانه اشغل نفسه. هذا معنى قول السلف الهوا عنه يقول لا ما في شيء وامشي المرة الاولى يقول كيف؟ انت تصلي بغير وضوء. انت تصلي وانت محدث. الهوا عنه هذه الوساوس انه عنها ما دام انه لم يأتي الشيء الذي يوجب غلبة الظن او اليقين قله وبناء على ذلك كل شخص يأتيك بالوسوسة اقطعها من اولها قل له امرك الله ان تتطهر غسلت دبرك قال نعم اشك انه يقول له قف. لما تقول اشك هذه هي المشكلة انت صببت الماء على الفرج؟ قال نعم ولكن ولكن قل له لكن هذه من عندك الشرع كم تغسل؟ اغسل ذكرك ثم نم. صببت الماء الغسل هو صب الماء عليه. صببته؟ قال نعم ولذلك بمجرد ما يجاوز امر الشرع يقع في الشك ويقع في الوسوسة امر الشرع تقول له امرك بالغسل. غسلت وجهك ما هو الغسل؟ صب الماء على العضو حتى يجري عليه. صببت الماء وجرى؟ قال نعم لكن اشك انه نقول لا. لكن هذه الغيها. ارمها من الشيطان هذه هي الوسوسة فهي احاديث النفس تظيع على العبد عبادته وتظيع على العبد طاعته وتجعله لا يستقر له امر. فاذا ذهب يشتري اشياء قال هذا الرجل ربما ما له من حرام وهذا الرجل بشر يخطئ ويصيب انا ليش لماذا اخذ منه ثم اكل واشرب ويأكل اولادي؟ يريد ان يتقي الله لكن هذا كله من الشيطان الحكم في الشرع انك اذا تعاملت مع احد فاسأل عن المعاملة التي بينك وبينه الاستحقاق لك من جهة المعاملة اعطيته مئة ريال في مقابل هذا الطعام هل المئة في مقابل الطعام عوض؟ نعم عوض بعد هذا ماله الا اذا كنت على يقين من ان هذا الطعام ليس طعام رأيته يغصبه رأيته يسرقه هذا ما في اشكال انظر كيف سماحة اما ان ياتيك يقول لك هذا ملتزم هذا ما هو ملتزم هذا يقع في كذا هذا كله من الشيطان. يريد ان يتخذ طاعتك وسيلة للاذية فانت تتقي الله على نور. التقوى ان تفعل الفعل ولك نور من الله الله عز وجل امرنا في المعاملة بالمعاملة. النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة في صاعين من شعير عند يهودي هذا حديث ثابت في الصحيح لما كانت مرهونا مقابل الصاعين من الشعير هذا بيع ما جاء يقول ان اموالا محرمة هذا لا لا تبحث فيه. استضافه يهودي على خبز واهالة سلخة ودخل واكل لماذا؟ لانه يستحق بالضيافة والضيف له حق على مضيفه فاكل طعاما يستحق لكن لو تعلم ان هذا الطعام محرم تبني على يقينك وعلامات تعلمه اما ان تدخل الشكوك والوساوس فهذا لم يأمر الله به. ولذلك المصنف رحمه الله وفق توفيقا عظيما من الله سبحانه وتعالى في بيان حقيقة الامور التي يجب اجتنابها لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن اتقى الشبهات يعني اجتنبها تبين الذي يجتنب في الابواب الماظية واجتنابه على وجه صحيح شرعي يجب فيه الاجتناب والتورع وبين بعد ذلك ما تدخله الوسوسة مما ليس من اتقاء الشبهات وانما هو من دخل الشيطان على الانسان يقول رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب من لم يرى الوساوس ونحوها من المشبهات. باب من لم يرى الوساوس ونحو من المشبهات هذا عقدها بهذا الاسلوب وبهذه الطريقة وتراجم البخاري علم في الفاظها والدلالاتها وايضا في انتزاعها من النصوص كان رحمه الله شديد الادب مع حديث رسول الله كغيره من ائمة الحديث رحمهم الله في تراجمهم رحمه الله برحمته الواسعة وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير ما جزى عالما عن علمه. نعم قال رحمه الله حدثنا ابو نعيم قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عباد ابن تميم عن عمه رضي الله عنه قال الى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد في الصلاة شيئا ايقطع الصلاة؟ قال لا حتى يسمع صوتا او ريح قال رحمه الله وقال ابن ابي حفصة عن الزهري لا وضوء الا فيما وجدت الريح او سمعت الصوت قال رحمه الله عن عباد ابن تميم عن عمه عمه هو عبد الله ابن زيد ابن عاصم الانصاري رضي الله عنه وارضاه هذا الحديث هو حديث عبد الله بن زيد وايضا فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه. نعم الذي سيذكره المصنف. نعم. قال شكي الى النبي صلى بالبناء لما لم يسمى فاعله وجاء في الرواية الاخرى ان الذي اشتكى هو عمه جاء بلفظ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الذي اشتكى هو عم عباد وهو الصحابي الجليل عبدالله ابن زيد رضي الله عنه وارضاه ولذلك يكون الحديث بدون واسطة. يعني سأل النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم يحكي سؤال غيره او شكوى غيري شكي الى النبي صلى الله عليه وسلم الشكوى الى الله والشكوى الى النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة حكم الشرعي كذلك الى العالم والشكوى الى الطبيب لمعرفة الدواء الذي علمه الله اياه لان الله ما انزل داء الا وانزل له دواء فالشكوى كل بحسبه واعظم الشكوى واساسها ومنتهى الشكوى الى الله الله منتهى كل شكوى سبحانه وتعالى واليه المشتكى وهو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا به سبحانه وتعالى ومن اشتكى الى الله وانزل حاجته بالله فان الله يوشك ان يجعل له فرجا عاجلا وان لم يفرج عنه رزقه من الصبر وقوة اليقين والاحتمال ما يسلو به ترفع درجته ويعظم اجره شوكية الى النبي صلى الله عليه وسلم. الشكوى لان هذا الامر مؤذن ومقلق ان الانسان يخرج من بيته وقد تطهر ولربما يبكر الى الصفوف الاول يريد ان يدرك الاقامة فهو يريد الصلاة في افضل احوالها واكملها فاذا به اذا وصل الى المسجد عبث الشيطان به وهذا يتكرر ولذلك يقع كثيرا ما يقع في المسجد وعند حضور الصلاة وقد يقع اثناء الصلاة كما جاء في بعض الروايات بناء على ذلك هي شكوى وامر عظيم ولا شك ان اعظم ما في الاسلام بعد الشهادتين الصلاة فاذا الصلاة لا تقبل الا بطهور لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول الصلاة لا تصح الا بطهارة يأتي الشيطان ويوسوس الانسان في هذا الوقت اصبح امرا عظيما يشتكى منه ويفزع الى الله والى الشرع لمعرفة حكمه وقال شكي الى النبي صلى الله عليه وسلم نعم. الرجل يجد الرجل ليس خاصا بالرجال هذا سبب للرجال والنساء انها عامة لكنه كما قال انما هن الشقائق الرجال ما ثبت للرجال ما لا يختلف فيه الحكم من الرجال لان تارة يكون خاصا بالرجال ولا يشترك فيهم تارة ينبه بالرجال على غيرهم الرجل يجد في الصلاة شيئا يجد في الصلاة شيئا هذا من الادب اكرم الله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متابعينا لهم باحسان في بيان الاحكام الشرعية في السؤال عن الاحكام الشرعية لطرح المسائل الشرعية بالادب ولو جئت الى شروح الاحاديث نستفيد منها لا يقف الامر على معرفة الاحكام الشرعية ولكن انظر وتأمل كيف اختار الله لهذا النبي الكريم صحابة اذا تكلموا نعم ما قالوا ورزقوا رجالا ونساء تجد المرأة اذا جاءت تسأل تسأل بادب وتتعجب من الاسلوب الذي تقوله والكلام الذي تذكره والرجل اذا جاء يسأل خاصة عما يستقبح ذكره وتجده يستحي ويذكر آآ باداء السؤال بادب فيه توقير للنبي صلى الله عليه وسلم وتوقير للشرع وهذا يدل على فضل الله عليم بالحياء. الحياء شعبة من الايمان وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل ينصح رجلا مثل ما ترى بعض الناس اليوم يقول له لا تستحي لا تستحي لا تستحي يعظه وهو في الحياء فقال عليه صدعه فان الحياء لا يأتي الا بخير اي دع لا تقل لا تستحي فان الحياء لا يأتي الا بخير. يعيش المرء ما استحيا بخير. ويبقى العود ما بقي اللحاء فالانسان اذا جاء يتكلم مع العلماء ومثل ما كان الصحابة العلماء ورثة الانبياء فاذا جاء في مجالس العلم يتأدب في الكلام الذي يذكره في السؤال الذي يطرحه في الفعل الذي يأتيه كل هذا من تعظيم شعائر الله ولذلك لما يأتي العامي ويرى طلبة العلم مع اهل العلم يوقرون اهل العلم ويحترمونهم في الحدود الشرعية التي ليس فيها غلو لما يراهم بهذه المثابة يتعلم الادب وكم من طالب علم كسب الاجر وهو لا يدري كم من طلاب علم اه نفعهم نفع الله نفع اه نفعهم الله بعلمائهم بفضله سبحانه وانتفعوا من اهل العلم بما رزقوا من الحشمة والادب ورعاية الحرمة والوقار وكل ما يفعله طالب العلم اليوم سيجنيه غدا فلن تجد طالب علم يتأدب مع مشائخه الا رزقه الله الادب في طلابه ولن تجد طالب علم يعظم شعائر الله الا ووجد اثر ذلك في طلابه جزاء وفاقا ولذلك رعاية الادب الذي كان عليه الرجل يخيل اليه انه يجد الشيء في الصلاة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ من قال اذا بال او تغوط او هو لا شك عند بيان الاحكام الشرعية اذا حتيجي للبيان يبين اذا حتيجي للتفصيل يفصل لانه ربما فهم بعض الناس غير المراد لكن السمت الغالب رعاية الحرمة والادب وطالب العلم من الان من اول ساعة يجلس فيها في مجالس العلم يروض نفسه على الكمالات لا تنظر الى القدوة السيئة الذي يجلس ويتلفت ويعبث وينظر لا تنظر اليه ولا تتخذه لك قدوة كان بعض السلف والائمة الامام احمد رحمه الله كان مع اصحابه ذات يوم ذكروا شيئا من الطرفة فضحكوا ثم التفتوا فوجدوه جالسا وقال عبد الرزاق عجب وقال احمد هنا اجلالا واكراما له ليس هذا من الغلو ولكن من تأدب وراعى الحرمة مع الله عز وجل ومع نبيه وكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فان الله سيبارك له فهذا الصحابة رظوان الله عليهم قال شكي الى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل اليه انه يجد الشيء في الصلاة هذا الاسلوب الجميل البديع الشكوى التي الذي يتضمن التي يتضمن اسلوبها الادب مراعاة الحرمة هو ديدن واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمنع هذا كما ذكرنا عند الحاجة للتفصيل والبيان ان يفصل ويبين لانه ربما فهم غير المراد. وقد قالت ام سلمة ان الله ام سليم ان الله لا يستحيي من الحق على كل حال هذا هو حال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهم اجمعين. يخيل اليه يخيل اذ يظن الذي ايضا انتم ولا اخال اي لا اظن من قول ابي دؤيب ولا يخال الا اني لاحق مستتبع ولا اظن الا اني لاحق لا اخال اي لا اظن يخيل ان يظن يأتيه الشك والظن هل خرج منه شيء؟ فوضوؤه منتقض او لم يخرج فوضوؤه باق وقال عليه الصلاة والسلام ايقطع الصلاة؟ قال لا. ايقطع الصلاة؟ اي هل هو محدث في قطع الصلاة وقال عليه الصلاة والسلام لا القاعدة ان السؤال معاد في الجواب السؤال معاد في الجواب وهو عليه الصلاة والسلام قال لا اي لا يقطع الصلاة اذا خيل اليه انه يجد الشيء في الصلاة او اذا قيل اليه انه يجد الشيء في الصلاة فلا يقطع الصلاة والصلاة هنا عامة شاملة للفرظ وللنافلة فلا تختص. وان كان غالب هذه الشكوى تقع في الفرائض كما ذكرنا. نعم. حتى يسمع صوتا او يجد ريحا لا ينصرف اي لا يقطع لا ينصرف اي من صلاته حتى يسمع صوتا او يجد ريحا هاتان العلامتان اي واحدة منهما تدل على وجود الخارج وانتقاض الوضوء على وجود الحدث وحصول الحدث ووجوب الوضوء وبناء على ذلك اذا كان في صلاة فانه يقطعها دل على ان الحدث اذا طرأ اثناء الصلاة افسدها وقيل ايقطع الصلاة فكانوا يعلمون ان من احدث في داخل صلاته ان صلاته باطلة وبذلك لا يحتاج الى الخروج منها لكن لو ان شخصا صلى فاستفتح النافلة وقال الله اكبر ثم طرأ له ما يوجب قطعها فانه يسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في السنن الذي رواه الخمسة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تحريمها التكبير وتحليلها تسليم وقال تحريمه التكبير اي ان كل من كبر تكبيرة الاحرام فقد دخل في حرمة الصلاة فلا يخرج منها الا بالتسليم وهذا عام شامل للتسليم قبل الفراغ منها تامة او بعد ذلك بعد تمامها فهذا العموم يبقى على عمومه. قال بعضهم لا يقطع الصلاة لان الحنفية عندهم قطع الصلاة بصنعة. اي صنعة تكون مخالفة لحال المصلي انه الصلاة فقال ما يحتاج يسلم. نحن عندنا سنة عامة حديث النبي هذا اخذ منه جمهور العلماء على انه اذا استفتح الصلاة واقيمت الصلاة مثلا يسلم. قال بعض العلماء من فائدة التسليم انه يؤجر على ما عمل مما مضى لانه منع من اتمام من صلاته لوجود العذر. فاما اذا قطعها فقد افسدها فلن تكن صلاة ولكنه حينما يأتسي بالشرع بتحريم التكبير ويخرج منها بالتسليم على ظاهر السنة فانه يكون على هذا الوجه قد حصل وفي قوله ايقطع الصلاة في دليل على ان الصلاة لا يجوز قطعها الا لموجب لكن النافلة استثنيت لان النبي صلى الله عليه وسلم قال المتطوع امير نفسه ويقطعها الانسان عند حصول الموجب صيانة للعبادة. نعم. قال رحمه الله وقال ابن ابي حفصة عن الزهري ابن ابي حفصة محمد ابن ميسرة الابن اسمه محمد وابو حفصة اسمه ميسرة نزيل البصرة نعم عن الزهري عن الزهري هذه طريقة ذكر الامام البخاري الامام ابن حجر رحمه الله انها طريقة البخاري اي عن الزهري بهذا الاسناد عن الزهرية بهذا الاسناد وبناء على ذلك ليس مقطوعا وانما وليس من كلام الزهري عن الزهرية بهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جاء موصولا جاء هذا الحديث موصول بهذا اللفظ فليس هذا من كلام الزهري وانما هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر انه صنعة البخاري رحمه الله. وذكر من امثلتها حديث هشام هشام ابن عروة عن فاطمة عن اسماء فيمن افطر قبل غروب الشمس. ظنا ان الشمس قد غابت. وذكر ذكر الاسناد فيه فهذا آآ كله ذكر الاسناد فيه عن عن عائشة عن آآ آآ ذكر الاسناد فيه موصولا وقصد به هشام بن عروة عن فاطمة عن اسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم بنفس الاسناد سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن الصحابية فهذا يقول من صنيع البخاري وقد كرره في الصحيح كثيرا وبناء على ذلك ليس من كلام الزهري هذا. نعم لا وضوء الا فيما وجدت الريح لو سمعت الصوت. هذا هذا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر علامتين بهما يستدل على خروج الخارج. قال بعضهم انا اتأكد انه قد خرج. نقول انت تتأكد. اما حكم الشرع وقد جعل الصوت او الرائح وحكي كلام الامام النووي على انه حكى الاجماع على انه ليس منحصر في الصوت والريحة لا. مراده ان مجموع الامرين ليس بشرط الصوت مع الريح مع الرائحة والا لو انفرد الصوت او انفرد الرائحة كفى ثم اذا خرج الصوت وعلم انه منه فلا اشكال اما اذا شك وكان الشك مؤثرا لم ينتقض وضوءه كشخص جلس بجوار شخص ثم سمع صوتا فشك هل هو منه او ممن يجالسه فحينئذ لا يجب عليه لماذا؟ لانه على يقين انه متطهر وعلى شك من ان الصوت خارج منه فيبقى على اليقين ولذلك هذه هذا الحديث اه بني عليه القاعدة المشهورة اليقين لا يزال بالشك وهي احدى القواعد المعتبرة الامور بمقاصدها والضرر او اليقين لا يزال بالشك والضرر يزال والمشقة تجلب التيسير والعادة محكمة خمس قواعد يسمونها القواعد الكلية لانه اندرج تحتها من الاصول والفروع ما لا يحصى كثرة وهنا النبي صلى الله عليه وسلم عمل الاصل وردنا الى اليقين. اليقين انه لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجده. بمعنى انه مستيقن الطهارة فلا ينتقل عن هذا اليقين الا بمثله من صوت او رائحة فاذا وجد الصوت او الرائحة فانه حينئذ يحكم بانتقاض وضوءه وهكذا لو انه وضع اصبعه على الدبر فشم فوجد الرائحة حكم ولا لا يشترط ان يجدها بانفه. وهذا نص عليه طائفة من العلماء رحمهم الله. لان العلامة موجودة وقال بعضهم انه اذا وضع اصلا انتقض وضوءه بلمس الدبر. وهذا بناء على ان الحديث في الناقص شامل للقبل والدبر وهو اصح قول العلماء لقوله عليه الصلاة والسلام من مس فرجه فليتوضأ من مس فرجه لكن من مس ذكره يدل على انه خاص بالذكر لان الشهوة في الذكر فنزل منزلة يعني السبب آآ المسبب جزء منزلة السبب. فالشاهد من هذا لانه مظنة الحدث اذا ثارت الشهوة مظنة ان يخرج المذي وان يحدث. فهو ليس بحدث لمسة ذكر ليس بحدث حقيقي. الا اذا خرج المذي فنقظ الوضوء به منزل منزلة الحدث حكما النوم منزل منزلة خروج العينان وكاء السيل فاذا نامت العينان استطلقا الوكاء فنزل منزلة الحدث يسمونه الحدث الحكم وليس الحدث الحقيقي. فالشاهد من هذا انه لا ينصرف الا اذا وجده. اخذ العلماء رحمه الله من هذا الحديث عدة مسائل نخطأ نجملها فيما يلي اولا سماحة هذا الدين ويسره ان الله رحم عباده ولذلك هذه الشريعة شريعة رحمة لو ان هذه الوساوس التي تجول فيها نفس الانسان يعملها الانسان ويحكم باعتبارها. لما استطاع الانسان ان يصلي خاصة اذا ابتلي بهذه الوساوس سيكون امره في عذاب لا يطاق وكلما حدثته نفسه ذهب ليعيد وضوءه. كلما حدثته نفسه ذهب يتوضأ مرة ثانية. فهذا لا شك فيه من العانة والحرم فاسقط الله عز وجل هذه الوساوس وامر بالرجوع الى اليقين ثانيا ان هذه ان هذا الحديث اصل في ان من شك في الحدث وكان على طهارة ان الاصل انه متطهر والعكس فلو انه كان محدثا وشك هل توضأ او لم يتوضأ اليقين وانه محدث حتى يستيقن انه متوضأ. ومن هنا بنوا عليه القاعدة التي تقول اليقين لا يزال بالشر اليقين لا يزال بالشك وهي قاعدة تفرعت عليها القواعد الكثيرة ومنها قولهم الاصل بقاء ما كان على ما كان فمن كان متوضئا المشك في الحدث نقول له انت متوضأ حتى تستيقن الحدث ومن كان محدثا وشك في الوضوء قلنا انه محدث حتى يستيقن الحدث. لان الاصل بقاء ما كان على ما كان طيب لو انه قال انا متيقن انني متطهر ومتيقن انني محدث انا اذكر الامرين فحينئذ يؤمر بالتذكر قبلهما. قال انا متأكد اني دخلت لقضاء حاجتي واني توضأت لكن لا ادري هل توضأت قبل او بعد فحينئذ يؤمر بالتذكر قبلهما. الشك هذا وقع الساعة الثالثة ظهرا فنقول له قبل الثالثة ظهرا ماذا كنت قال انا كنت محدث فنقول انت الان متوظئ لاننا استيقظنا بعد حددك انك متوضئ وشككنا في الحدث الذي معه هل هو سابق او لاحق؟ فليقين لا يزال بالشك. فانت متطهر. هذا اذا كان وترا مرة فاذا قال اذكر ايضا ان قبل ذلك نتذكر قبله قال انا على يقين قبله ايضا اني متوضئ ومتطهر صارت شفعا فنقول تذكر ما قبل ذلك. ما قبل الاثنين قال انا متطهر متوظئ فنقول انت الان متوظأ مثله الاشفاع مثل وفي الاوتار ضد وقبله تقال قبل الاثنين انا متوظئ نقول استيقظت الحدث ثم استيقظت بعد الحدث وضوءا فانت الان متوظف. صار بالمثل ففي الاشفاع مثل وفي الاوتار ضد. في الاوتار اذا كان العدد وتري الذي يذكره فهو بضده وان كان شفعا فهو مثله وهذه القاعدة انبنت عليها مسائل لا تختص الخروج الريح فلو انه مثلا كان جالسا متكئا ثم شك هل نام او نعس هل نام فانتقض وضوءه او نعس فلا ينتقض الوضوء. لان النعاس لا ينقض الوضوء كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون الصلاة حتى تسقط رؤوسهم في حجور. هذا النعاس واما اذا نام واستغرق فينتقض وضوءه. العينان يكاؤ السهي. وقال صفوان العسال المرادي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا ننزع خفاف ثلاثة ايام للمسافر يوما وليلة المقيم من بول او نوم او غائط لكن من جنابة فجعل النوم من الاحداث فهذا اذا نام حقيقة لكن هو شك قال انا كنت متكئ ونزلت عليه السكينة. وهو لا يدري هل نام فهو منتقض الوضوء او هو يعني معه شعور نقول الاصل انك مستيقظ حتى تتيقن انك قد نمت او يغلب على ظنك طيب قال انا لما اتكأت رأيت شيئا ما ادري هل الذي رأيته حديث نفس هو رؤية شك هل رأى رؤيا او حديث نفس لان حديث النفس يحدث ان اباه دخل الغرفة او كذا الحديث نفس اذا ما ينتقض وضوءه او انه رأى والده في النوم لقد دخل الغرفة. وما يدري قال شك هل نام او نعس؟ او ما رآه رؤيا او حديث نفس نقول حديث نفس حتى تستيقظ انه رؤيا طيب اذا قلنا لمس المرأة ينقض الوضوء فشك هل لمس البشرة او لمس الشعر لان شعر المرأة لمسه لا ينقض الوضوء بس انتبهوا لا تروحوا تلمسوا شعور النساء عشاكم اللمس للشعر الشعر في حكم المنفصل لا في حكم المتصل ولذلك لو قال شعرك طالق لم تطلب بس انتبه هذي بس فيها خلاف لا احد. لكن نتكلم على امور لها دليل من الشرع. الشعر ليس متصلا ليس اخذا حكم حياة النمو والمتصل بالانسان ما يأخذ حكمه. ولذلك لو اصاب النار طرف الشعر ما يحس الانسان. ليست بحياة النمو وانما اه حياة الم وانما هي حياة نمو. مثل الزرع والنبات هذا ما يوصف بالحياة. مع انه ينمو الشعر هذا بحكم عندهم قاعدة ذكرها الامام بن رجب في القواعد هل هو في حكم المتصل فيصبح من لمسه انتقض وضوءه واذا اسند الطلاق اليه طبقت عليه امرأته انه اسنده الى متصل. كما لو قال يدك طالق ورجلك طالق فاذا اذا كان الحكم المتصل انتقض الوضوء. واذا كان في حكم المنفصل لم ينتقض الوضوء ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول ومن اصوافها واشعارها امتن علينا بالشعر بهيمة الانعام انه يجز ولذلك اذا جزء لا يحكم بالنجاسة اصواف الاوبار ليست بنجسة. حتى لو جزت من البهيمة في حال حياتها فلو كانت متصلة لكان يد البهيمة اذا جزت ما ابينا من حي فهو كميتة ان يصبح نجسة ولذلك لما امتن الله به دل على طهارته. وانه في حكم المنفصل وليس في حكم المتصل فلو شك هل لمس شعرا او بشرا يحكم على انه لمس الشعر حتى يستيقظ انه لمس البشر. كله اعمال لقاعدة اليقين لا يزال بالشك. والاصل بقاءه ما كان على ما كان. لو ان شخصا هذا في العبادات في المعاملات لو ان شخصا اقطعوا من شخص مائة شك هل سدد سدد واعطى صاحب الحق حقه او لم يعطه اقول اليقين ان ذمتك مشغولة بهذا الحق يجب عليك ان تؤدي وهكذا لو شك هل صلى الظهر او ما صلى؟ نقول اليقين انك مطالب بمجرد ما يؤذن الاذان ذمتك مشغولة بحق لله عز وجل اقم الصلاة لدلوك الشمس فما تبرأ ذمتك حتى تصلي اذا اليقين في الحقوق في الامور كلها هذه الامور المستيقنة لا يحكم بزوالها الا بيقين مثلها او غلبة ظن ما بالشكوك فلا تأثير لها. لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الاصل. فاذا طاف بالبيت وشك هل هو في الشوط الثالث او الرابع الاصل انه مطالب في سبعة اشواط كاملة تبرأ بها ذمته في نسكه من حج او عمرة فاذا شك اهله في الثالثة او الرابع نقول انت في الثالث لان الله اوجب عليك سبعة اشواط واليقين الذي اديته ثلاثة نبقى على اليقين من المطالبة حتى تستيقن او يغلب على ظنك انك في الرابع او في الخامس اذا شكلوا الرابع او الخامس يبنى على ذلك وهكذا اذا سعى بين الصفا والمروة كله اعمال للاصل. الاصل بقاؤه ما كان في الذمة مشغولا الاصل بقاء هذه الذمة مشغولة حتى يدل ومن هنا لو انه صلى وراء الامام وفاتته الفاتحة وركع الامام فالذمة مشغولة ما يأتي بالشك يقول خلاص انا مع الجماعة يحمل الامام عني لا نقول ينبغي عليك ان تأتي بما فرض الله عليك تأتي بالركن ثم تتبعه في ذلك فالمقصود ان اليقين لا يزال بالشك قاعدة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بين النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد في صحيح مسلم ان من صلى فلم يدري واحدة صلى او اثنتين فليبني على واحد فان لم يتيقن اثنتين صلى او ثلاثة فليبني على اثنتين. فامره بالرجوع الى اليقين ومثل حديث عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عن الجميع في السنن كل هذا يدل على ان اليقين لا يزال بالشك قال رحمه الله تعالى حدثني احمد ابن مقدام العجلي قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي قال حدثنا هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها ان قوما قالوا حديث الماضي حديث عبد الله بن زيد ذكرنا انه دل على هذه القاعدة هذا الحديث فيه خلاف بين المالكية والجمهور تكلمنا على هذه المسألة في شرح عمدة الاحكام ذكرنا الاقوال والادلة وهكذا في شرح السنن والامام مالك رحمه الله اه ظاهر الحديث يدل على انه يحكم بطهارة الطهارة وانه متطهر ويتم الصلاة الامام مالك يقول ينبغي عليه ان يعيد وضوءه كل منهم اعتبر القاعدة التي ذكرناها لكن من وجه غير الوجه الذي اعتبره الاخر الامام مالك رحمه الله يقول انا اعمل هذه القاعدة واقول ان هذا المصلي مطالب في الاصل ان يصلي وهو على طهارة ويقينا ذمته مشغولة بالصلاة فاذا شك في طهارته ينبغي ان يؤدي الصلاة على وجه لا شك فيه مؤثر وبناء عن ذلك يقول يجب عليه ان يعيد الوضوء. جمهور العلماء على ما ذكرناه انهم الائمة طبعا حنفي المالكي والشافعية والحنابلة والظاهرية وطائفة من اهل الحديث على انه لا ينصرف وانه متطهر والامام مالك اختلف في حكمه بانتقاض طارق قيل ان امره بالانصراف على مذهب مالك استحبابا وليس ايجابا كما هو رواية عبدالله بن وهب من اصحابه عنه وقيل انه امر بها للاصل الذي ذكرناه. انه يرى انه اذا شك في الحدث في خروج الخارج على هذا الوجه يجب عليه ان يعيده وضوءه ولا يصح منه ولا يجزيه ان يصلي الصلاة على هذا الوجه بينا هذه المسألة وذكرنا الاقوال فيها هو ان الراجح مذهب الجمهور على ظاهر هذه السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم بارك الله فيكم فضيلة الشيخ واجزل لكم المثوبة والاجر يقول السائل طلبت العلم وحرصت على مجالس العلماء ومضت على ذلك السنوات ولكني اجد نفسي في شتات. خاصة وانني انتقل بين العلماء بحسب المواد التي يدرسونها وهي مختلفة. فتارة في الفقه وتارة في العقيدة. وتارة في الحديث واخرى في غيرها اريد ان اجد منهجا استفيد منه كما ينبغي. وجهوني وانصحوني اثابكم الله. بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد هذا السؤال الحقيقة تكرر كثيرا من طلبة العلم ووجدت بعضهم حتى يقول لم استفد شيئا وهذا لا شك انه يصل الى درجة الغلو والمبالغة سبحان الله ما استفدت شيئا جلست في مجالس تحفها الملائكة وحلق الذكر التي يباهي الله بها ثم تقول ما ما استفدت شيئا وكم حصل لك من الاجر والمثوبة وانت جالس كل هذا يبالغ الانسان ويقول ما ما استفدت شيئا. والسبب في هذا الحقيقة ان العلم ينبغي لطالب العلم اذا اراد ان يطلبه ان يوطن نفسه اولا بتقوى الله ليس هناك طريق وفقوا فيه في طلبك العلم الا اذا كان قائما على تقوى الله واساس التقوى ان تكون على بصيرة ونور من الله عز وجل نتبع فيها هدي الكتاب والسنة فالله عز وجل ذكر عن نبيه موسى لما اراد ان يطلب العلم كيف تعب ونصب حتى وصل الى من يعلمه تفهم من هذا وتفقه عن الله ورسوله ثم حينما تنظر الى نبي الامة وقد جاءه جبريل ليعلمه كان اذا نزل عليه الوحي اليوم شديد البرد يتفسد عرقه. بابي وامي صلوات الله الاصل الاصل يقتضي الاصل يقتضي ان من طلب العلم سيمتحن ويفتتن ويبتلى ثانيا من يطلب العلم فانه يحمل انوار الكتاب والسنة الاحكام الشرعية التي دلت عليها الادلة من الكتاب والسنة هذا يستلزم منه ان يهيئ نفسه لهذا الشيء الذي وصفه الله بقوله انا سنلقي عليك قولا ثقيلا ثقيل العلم ثقيل ولذلك طالب العلم الذي يعرف ما الذي يطلبه ومع من يعامل ويريد ان يسير في هذا الطريق الذي ينتهي الى الجنة التي حفت بالمكاره ينبغي علي اولا وقبل كل شيء ان يكون على بصيرة من البصيرة انك اذا اردت ان تطلب العلم تختار من ترضاه حجة لك بين يدي الله فاذا وجدت من هو من اهل العلم ومن يوثق به فاشدد يديك عليه ثانيا تنضبط اه تضبط نفسك في اخذك وتلقيك عن اهل العلم فهذا الذي تريد ان تدرس عليه وتتعلم عليه تنظر ماذا يعلم وانظر الى العلم الذي تحتاجه او العلم الذي تحبه وترغبه وترى انك تبلي فيه بلاء حسنا لا تعبث تبلى فيه بلاء حسنا هذا احرص عليه فاذا مثلا اعظم العلوم واشرفها واجلها واعظمها هو علم العقيدة فعلم العقيدة هو اعظمها قرب وزلفى الى الله ليس هناك اجر اعظم من ان تخرج الانسان من عبادة غير الله الى عبادة عبادة الله وحده جميع عبادته في ميزان حسناتك وليس هناك بلاء تدفعه عن مكروب ومنكوب مثل ما يلبسه الشيطان على الناس في شرك بالله واعتقادهم في غير الله عز وجل لما تخلصوا من هذا فقد اخرجت من الظلمات الى النور باذن الله. وهي وظيفة الرسل التي من اجلها بعثوا ومن اجلها ارسل عناية بهذا العلم بجانبيها تتعلم العقيدة كعقيدة اعرف بها ربك باسمائه وصفاته توحده في الوهيته وربوبية واسمائه وصفاته وتعرف النصوص تحفظ نصوص الكتاب والسنة الدالة على هذا فلا تجلس مجلسا الا وتملأ العين. وتملأ الاذن بما تنثره من نصوص الوحي وتعلم ما يضاد ذلك من الشبهات لان البعض يشتغل بالشبهات ولربما يفتن حتى ان بعضهم جاء يرد على الشبهات حتى هلك اولا توطن نفسك من علم العقيدة هو اعظم العلوم واشلها واشرفها على الاطلاق ثم يليه علم الاحكام. فهذا العلم تبحث عن من هو متمكن منه وتعلم ان الحاجة اليه اكثر تسلكه علم الفقه والاحكام والاحاديث ايضا تنظر الى من يضبط ويتقن ثم تلزم ثم تحفظ هذا العلم ما تأتي في مجلس تذكر فيه مسألة الا تعرف صورتها ودليلها وحكمها واذا استطعت ان تعرف خلافها والردود هذا من اجل لا يلبس عليك احد من حيث الاصل ان تبدأ بقول واحد بدليله هذا الاصل ما تتشتت لكن اذا ضبطت الفقه وضبطت الحديث لما يكون منهجك هذا لا يمكن ان يكون الا بوازع توفيق الله اولا ثم بواجب الوازع انك تحب هذا الشيء لما تحبه تتفانى في طلبه اما ان تأتي وتجلس عند هذا وتجلس عند هذا فانت ما عندك اساس. ليس عندك اساس تبني عليه نعم جلست عند هذا خير وعند هذا خير وعند واخير من هذا وافضل ان تأصل نفسك ولذلك تجد الصحابة رضوان الله عليهم كان لهم اصحاب تجد بعضهم صحب عبد الله ابن عمر وبعضهم صحب عبد الله ابن عباس وبعضهم صاحب ابا هريرة كل واحد من له اصحابه عرف لذلك اشتهر به وليس هذا انه ينتقص غيره. لا وانما من اجل ضبط العلم الشتات التعدد هذا مشكلة كبيرة ولذلك مثلا في الاحكام انت حينما تقرأ كتاب الصلاة على شيخ يعتبر دلالة الظاهر ظاهر الحديث. ظاهر النصوص دلالة معتبرة. وهي الاصل لكن دلالة المعنى ايضا معتبرة لحديث بني قريظة قرر النبي صلى الله عليه وسلم الدلالتين لما تأتي على شخص يرجح الظاهر ثم تقرأ كتاب الزكاة على شخص يتعامل بالمعاني والنظر الى معاني النصوص كيف هذا؟ انت هناك تعتبر اصل وهنا تعتبر يحصل عندك ماذا؟ اضطراب ولذلك لماذا تجد الحنابلة رحمهم الله عندهم كتب في الفقه لكن عندهم كتب في الاصول اصول الفهم لهذا الفقه حتى تنضبط لانه لا يعقل انك تأتي وتقول مفهوم المخالفة حجة في كتاب الوضوء في كتاب الصلاة وليس بحجة في كتاب الحج وهذا تجده الان تجد الشخص يعتقد حكما بمفهوم يرى عدم الرجحان في باب من ابواب ثم يعمل هذا المفهوم في باب اخر هذا معنى اصول الحنابلة اصول الشافعية ليس هذا تعصبا الذي التعصب هذا مسكين هذي افهام اذا جئت تفهم تمشي على طريق حتى لا يحدث العبث هذا الذي انت ذكرته من الشتات وعدم الانضباط لكن اذا انضبطت في الفهم باصل قرأت اصول الحنابلة وقرأت فقه الحنابلة لا لا تجد اي اشكال باذن الله عز وجل والعلماء رحمهم الله امامك بقرون هذه الكتب حصيلة قرون ليست حصيلة عالم ولا عالمين ولكن حصيلة امة لا يعلمها الا الله عز وجل ومشهود لهم بالعلم. ومشهود لهم باتقانه فانت رحمك الله احرص على ان تأخذ العلم من العلماء وان يكون هناك ضبط لنفسك من عدم التذبذب والشتات وثانيا اذا وجدت العلم الذي آآ هو مأخوذ من الكتاب والسنة فاشدد عليه يدك اه لا تقتصر على مجرد ان تسمع المسألة انما تتفانى في جمع شتات ما في الدرس ولذلك ترضي الله بالمبالغة في الظبط تقرأ الدرس مرة والمرتين والثلاث قبل الحضور لان هنا لا يراك احد ولا يسمعك احد الا الله فاذا جئت تقرأ العلم بحق وتتعب في تحصيله وظبطه حينئذ ستكون لك الثمرة وستجد بركة ذلك في طلابك ومن يأخذ عنك العلم اما اذا اصبح الانسان يملأ وقته بالطلب بمعنى المهم عنده ان يجلس في حلقة علم فهو على خير وقد حصل اجرا وثوابا ولكن يحظر اصبر اصبر فهذا فهذا اصل شرعي هادي هذا اصل ينبغي عليك ان تلتزمه وان تسير عليه والمنبغي على طالب العلم اذا رأى المسائل الفقهية او الحديث لا يقتصر على ظاهرها لا يقتصر فقط على اخذ حلال او حرام وانما يرى المسألة بدليلها وتفصيلها حتى اذا بينها واوردت عليه الاعتراضات والاشكالات يحسن الجواب عنها اجرك في مسألة واحدة. اجرك في مسألة واحدة تضبطها يعدل اجور مجالس عديدة لا يعلمها الا الله لان هذه المسألة التي تضبطها هذه المسألة التي تضبطها ينفع الله بها امة وختاما جماع الخير في تقوى الله عز وجل وثانيا الانضباط في العلم وثالثا ابحث عن من يعينك على طلبة العلم وهذا افضل ان يكون معك قرين هذا يعرفه السلف رحمه الله. واعلم بان العلم بالمذاكرة والدرس والفكرة والمناظرة. يكون معك طالب علم تناقش معه وتحصل معه ما تسأله يا اخوان الناس اليوم مو لعون بالغرائب شخص يرى رؤيا ويأتي يقول ابشرك كذا يا شيخ وشخص يرى امرا ويأتي امام العامة لو فتح هذا الباب ترى العواقبه وخيمة وبعض الناس قد يكون مريض لا لا تلوموني في اني اغلطت. قد رأيت بعض مشائخي يفعل هذا ولمته لما فقال يا بني لا تفتح هذا الباب باب المشائر وباب الكمن جزاه الله خير من يبشر بخير يبشر بإنسان في خاصته اما ان يأتي شخص يتكلم او يأتي هذي مجالس مخصصة للعلم لا تلوموني في الاسلوب الذي فعلته. انا ما اقصد اهانة الشخص لكن قد تكرر هذا الامر ونعرفه ايام مشائخنا. لا تفتح يا طالب العلم اذا كنت في مجلس الذكر بابا لو كان يستشكل لاجبناه. وهذا واجب ما يحتاج ان ينبه لكن ان يأتي شخص ويذكر امرا او يأتي يستغل جلوس الناس من اجل لا نقول انه يقصد شيئا سيئا لكن هذا باب لا يفتح مجالس العلم الناس الذي قصدت قال الله قال رسوله ينبغي ان تضبط بهذا وان يعتنى بهذا فلا تلمني في هذا لاني كنت مع بعض مشائخنا ولمت واخشى ان الشيطان يجري من ابن ادم مجردة ليس من شيمتي ولا من طبعي ان ارفع صوتي على احد. لكن هذا امر في حرمة اعظم ومقام اكبر ولو فتح الباب لهذا لجاء وراءه اقوام نسأل الله بعزته وجلاله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله