ولا لم يقل بذلك احد من ائمة العلم لا سلفا ولا خلفا وجاء بعض المتأخرين وقال ذلك والمعروف عند اهل العلم ان من انكر حرفا من كتاب الله فقد كفر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله احد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال سلوه لاي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه قال لانها صفة الرحمن عز وجل. فانا احب ان اقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله تعالى يحبه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين. اما بعد وقد ذكر الامام الحافظ رحمه الله هذا الحديث الشريف عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها وقد اشتمل هذا الحديث الشريف على قراءة هذا الصحابي لسورة قل هو الله احد اما في كل ركعة واما في الركعة الاخيرة يكررها على هذه الصفة واقرار النبي صلى الله عليه وسلم له على ذلك فنظرا لاشتمال هذا الحديث على هذه السنة النبوية التقريرية بقراءة اكثر من سورة في الركعة وتكرار سورة قل هو الله احد في الركعات او في الركعة الاخيرة التي فيها المقرأ من الركعتين اللتين فيهما القراءة فنظرا لاشتماله على هذه السنة ناسب ان يذكره المصنف رحمه الله في ابواب صفة صلاة النبي صلى الله عليه عليه وسلم المتعلقة بالقراءة في الصلاة وهذه القصة اختلف فيها وجاءت فيها احاديث متعددة الذي ذكره المصنف رحمه الله من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها انما هو متعلق بامير السرية وقائدها رضي الله عنه وارضاه وانه كان يقرأ بهم سورة الفاتحة اما في كل ركعة بان يقرأ ما تيسر معه من القرآن. ثم يختم قراءة كل ركعة بقل هو الله احد واما ان يقرأ في الركعة الاولى ثم يقرأ في الركعة الثانية ما تيسر ويختم بقل هو الله احد واما ان يقرأ قل هو الله احد في الركعة الثانية خاتمة للقراءة وكلها اوجه يحتملها هذا الحديث الشريف فنظرا لاشتماله على هذه السنة اه تعلق بحديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها واما الوجه الثاني الذي وردت فيه قراءة قل هو الله احد وتكرارها في الصلاة فهو حديث وهو ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة الصحابي اه ابي قتادة الظفر رضي الله عنه وارضاه. والحديث رواه ابو سعيد الخدري واصله في الصحيح وكان يكرر هذه السورة في السحر فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم كانه قالها فقال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا اي اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم تأمل رحمك الله الورع والادب بيده انها تعدل ثلث القرآن فهذا الحديث الثاني غير الحديث الاول لان الحديث الاول متعلق بالامام في صلاة الجماعة واما الحديث الثاني فمتعلق بقراءة الرجل في قيام الليل هناك حديث ثالث عن امام قباء وهو كلثوم بن الهدم من بني عمر بن عوف رضي الله عنه وارضاه قيل هو الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقباء حين قدم المدينة ليالي ثم انصرف منه الى بطن المدينة ونزل على ابي ايوب الانصاري رظي الله عن الجميع با كلثوم بن الهدم رضي الله عنه وارضاه كان يؤم قومه وكان يقرأ بقل هو الله احد وقصته غير قصة هذا الصحابي الخلاصة ان قصة هذا الصحابي المراد بها انه كان يكرر قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية على التفصيل الذي سنذكره وقد اشتمل على ما ذكرناه من جواز تكرار السورة في الصلاة وقد جاءت بهذه السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه صلى بالناس الفجر فقرأ في الركعة الاولى اذا زلزلت الارض زلزالة. ثم قرأها في الركعة الثانية. قال الراوي فلا ادري هل رسول الله صلى الله عليه وسلم ام اراد ذلك والذي ذهب اليه طائفة من العلماء الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قصد ذلك وانه دليل على فضل هذه السورة وهي سورة الزلزلة وان من السنة قراءتها في صلاة الفجر وان من السنة قراءة وسلم الصحابة ان يحتشدوا ان يجتمعوا. فهو يدل على انه يكتب له اجر قراءة ثلث القرآن ثلث القرآن وهذا هو ارجح الاقوال في نظري والعلم عند الله والله تعالى اعلم في صلاة الفجر وكذلك ايضا فيه دليل على انها تكرر في الركعتين وهذه السنة اعني تكرار السورة في الركعتين الاوليين سواء كانتا جهرية او كانتا سرية يدل عليها عموم قوله عليه الصلاة والسلام ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن. فان النبي صلى الله عليه سلم امر الصحابي والامر له وللامة من بعده ان يقرأ المصلي ما تيسر من القرآن ولم يفرق بين ان يقرأ السورة ويكررها او يقرأ سورا من القرآن. وهذا كله توسعة من الله وسماحة في الدين. لان الانسان لربما لم يحفظ الا شيئا يسيرا من كتاب الله عز وجل. وقد كان كثير من الصحابة يحفظون اجزاء من القرآن فكانوا اذا قاموا من الليل رددوا ما يحفظونه وكان بعضهم لا يحفظ الا السور القليلة فهذا كله من توسعة الله على الامة ذكر المصنف رحمه الله حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها وختم به هذا الباب لكونه متعلقا بالسنة التقريرية وهي تبع للسنة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله. نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث اي ارسل البعث في لغة العرب هو الارسال بعث رجلا هذا الرجل اختلف فيه فقيل انه كلثوم ابن الهدم وقد بينا انه ليس هو وان ما ورد عن كلثوم ابن الهدم رضي الله عنه وارضاه انما هو في امامته بقباء. ومما يدل على ذلك ان كلثوم ابن الهدم رضي الله عنه وارضاه توفي في اوائل في اوائل السماوات بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم ان كلثوم من الهدم بالاجماع انصاري. باجماع اهل السير والانصار لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعثهم في البعوث والسرايا قبل بدر. لانه كان الاتفاق بين الله صلى الله عليه وسلم والانصار ان يناصروه في المدينة ما دام في المدينة. فكان اذا بعث السرايا بعثها من المهاجرين رضي الله عنهم وارضاهم قبل بدر. ولذلك لما اراد القتال في بدر استشارهم رظي الله صلوات الله وسلامه عليه. فوافقوا وقاتلوا معه رضي الله عنهم وارضاهم وجزاهم عنا وعن نبينا خير ما جزى صحابيا عن صحبته فحمل الحديث على كلثوم الهدم ضعيف من هذه الاوجه اولا ان كلثوم من الهدم لم يعش بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الا شهورا يسيرة واول بعث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل سرية حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه وارضاه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثها الى سيف البحر وهي سريته الاولى صلوات الله وسلامه عليه. وقيل سرية بن الحارث بن عبد المطلب بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورظي الله عنه وارضاه والاولى وهي سرية حمزة بعد بعثته بستة اشهر والثانية مختلف فيها قيل ثلاثة اشهر وقيل شهران المهم انه لم يدرك كل ثوم رضي الله عنه وارضاه البعث ولم يكن كلثوم اميرا على سرية وهذا كله يضعف القول بانه هو كلثوم من الهدم وقيل انه كلثوم بن الهزم وهو قوم ثان قيل انه تصحيف وقيل انه زهد والقول الثالث انه قتادة ابن النعمان الظفري رضي الله عنه وارضاه ابن خالة ابي سعيد الخدري وهذا الصحابي وهو قتادة رضي الله عنه وارضاه. الصحيح انه ليس صاحب قصتنا لانه كان يقرأها في بيته. وكان ابو سعيد رضي الله عنه مجاورا له. فسمعه هو او غيره يقرأها ويرددها بالليل القصة التي ذكرناها وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها تعدل ثلث القرآن فحديثها غير حديثنا والذي عليه كثير من والائمة ان هذا الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم اميرا على السرية لا يعرف اسمه وهو من المبهمات. وهذا هو الذي عليه المحققون وتطمئن اليه النفس بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فكونه من المبهمات لا يظر لان هذا الابهام والجهالة لا تظر اذ لا يترتب عليها كثير من المسائل والاحكام وفي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي الجليل اميرا على السرية وكونه يصلي بهم فيه دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم في بعوثه وسراياه ان يقدم عليهم حفظة الله عز وجل واهل الفضل وكلهم اهل فضل رضي الله عنهم وارضاهم اعني صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكفيهم فضلا وشرفا ان الله اختارهم لصحبة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وشرفهم بذلك يا ليتني كنت فردا من صحابته او خادما عنده من اصغر الخدم. فحازوا هذا الشرف العظيم والمقام الكريم ونالوا بذلك خيري الدنيا والاخرة بعث رجلا كان صلى الله عليه وسلم اذا بعث بعثا امر عليهم. وفي قولها رضي الله عنها بعث سرية السرية واحدة السرايا والسريات كعطايا وعطيات والسرية القطعة من الجيش. وهي من افضل الجيش وصفوة الجيش ولذلك السري هو الوجيه الكريم السيد الذي له مكانة وشأن ومنه قوله تعالى فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك من تحتك سريا قد جعل ربك تحتك قيل عن عيسى عليه السلام وانه آآ سيد من السادات اذ بوأه الله عز وجل وانزله منزلة النبوة صلوات الله وسلامه عليه وعلى انبياء الله اجمعين فهذا الوصف في قولها سرية قيل لانها صفوة من الجيش وافضل الجيش وتكون مقتطعة من الجيش يبعثها القائد لمهمة او مهمات معينة وربما ارسلها قبل الجيش تصطد تستطلع وهذا النوع من البعوث من الجيوش في الجهاد له احكام تخصه في الغنائم والانفال سيأتي ان شاء الله بيانه في كتاب الجهاد. نعم وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم فكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم اي الصلاة الجهرية لان الصلاة الجهرية تكشف عما يقرأه القارئ سواء كان اماما او غيره. واما السرية فالغالب انه لا يظهر ما الذي يقرأه الا اذا ابانا الاية والايتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته. نعم. فيختم بقل هو الله احد اختم القراءة يحتمل انه يختم القراءة بمعنى انه كان اذا قرأ بهم في الركعة الاولى قرأ ما تيسر من السور ومن القرآن ثم ختم قل هو الله احد فهذا الوجه الاول معناه انه في كل ركعة من الجهرية الاوليين من الجهرية في صلاة العشاء والمغرب وفي صلاة الفجر يقرأ فيها بما تيسر ويكون اخر ما يقرأه قراءته لقل هو الله احد سيختم القراءة في كل ركعة على هذا الوجه تكون قراءته لقل هو الله احد في كل ركعة واما وهذا هو الظاهر انه كان يختم بمعنى انه يقرأ في نهاية كل ركعة قل هو الله احد. واما حديث قباء انا كلثوم من الهدم يستفتح القراءة بقل هو الله احد. اي عكس حديثنا وهذا وجه من اوجه الاختلاف بين حديث السرية وحديث قباء وكان يختم بقل هو الله احد الوجه الاول انه يختم في كل ركعة الوجه الثاني انه كان يختم بمعنى انه يقرأ في الركعة الاولى ما تيسر ولا يقرأ قل هو الله احد ثم اذا قرأ في الركعة الثانية قرأ ما تيسر وختم قراءته بقل هو الله احد على هذا الوجه الثاني تكون قراءته لقل هو الله احد في الركعة الثانية فقط ويجعلها بعد انتهائه من القراءة ويحتمل انه يقرأها لوحدها والاول اظهر فهذه كلها اوجه يحتملها الحديث نعم والحرص على عدم الخلاف والشقاق وشق الصف والاتهام والاذية فانهم ما قاموا على هذا الامام وقالوا وما قالوا له انت جئتنا بشيء غريب لانهم كانوا يصلون وراء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروا منه هذا الفعل وقفوا حتى يبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل الذي يفعله حق او لا؟ هل هو على صواب او خطأ او على خطأ ما تجرأوا مباشرة ولا سبوه ولا عابوه ولا سلبوه وهذا هو الادب مع الشرع. ان الذي لا علم عنده في الامر يصبر حتى يرجع الى اهل العلم وان الذي لا علم عنده في المسألة او المسائل لا يتقحم نار الله على بصيرة. فكل من تكلم في دين الله وشرعه الله بدون علم وبدون بصيرة فانما يتقحم نار الله والعياذ بالله واشد من ذلك واعظم اذا نسب الى الله او نسب الى رسوله فافترى على الله ورسوله الكذب فقد اخطأ ولو اصاب الدين ليس نهبا لكل احد. فهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الائمة الكرما الفضلاء رضي الله عنهم وارضاهم حينما رأوا امرا غريبا ردوه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يجترئوا على على الحكم على هذا الامر. مع انه لم يراه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا استجابة لامر الله ورسوله. برد العلمي الى اهله. وان الانسان لا يعجل في تخطئة الغير. وتسفيه رأيه والاعتداء عليه. خاصة بعد السنن ومعرفتها فان الرجوع الى العلماء يتيسر عن طريقه معرفة الصواب من الخطأ اما ان كل واحد يبين عن رأيه ويشد عمن قدم وفضل عليه بالامامة والعلم فان هذا كله الشر العظيم والبلاء الوخيم ليس على الفرض. بل على الامة جمعاء. ولهذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأوا امرا منكرا بادروا بالرجوع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان الصحابة كانوا يجتهدون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هذا الاجتهاد منهم اذا اطلع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقره فهو صواب واذا اطلع عليه فخطأه فهو خطأ ولذلك لما قاموا على الاعرابي لما اراد ان يبول بالمسجد قاموا لانهم يستندون الى اصل شرعي وهو تعظيم المساجد وصيانتها وحفظها. فلما قاموا يعيبون عليه بناء على هذا الاصل العام. بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان حالة هذا الاعرابي وامثاله مستثناه وقال لا تزرموه حتى ترك الرجل يقضي حاجته ثم امرهم بذنوب من ماء ان يصبوا عليه او على بوله ذنوبا من ماء فهذا كما ذكر العلماء استند الصحابة فيه الى اصل عام. واخذوا بعمومه. ثم بعد ذلك بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا العام مخصص وان هناك حالات تخصص وان هناك امورا تستثنى عند وجود الظرر على من يقظي حاجته في المسجد فهذا كله من اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم الاول من اجتهاد الصحابة كما في مسألتنا والثاني من استدلاله من على الاصل العام ولما صلى بهم رضي الله عنه وارضاه واختار سورة قل هو الله احد وكان يرددها فانه فعل ذلك من لصفة الرحمن كما بين ذلك وكرر هذه الصورة لوجود المحبة منه. واستند الى الاصل العام وهو قراءة ما تيسر من القرآن. فاقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعد عليه ذلك. نعم. فقال سلوه لاي شيء يصنع ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام سلوه لاي شيء يصنع ذلك وهذا من كمالات الشرع. كمال التوجيه وكمال التعليم ان النبي صلى الله عليه وسلم اه لا يعلم الغيب فهو عليه الصلاة والسلام يطلعه الله على ما شاء من الغيب فلما بلغوه بلغوه بهذا الامر امرهم ان يسألوا الصحابي ما الذي حمله على هذا الفعل باي شيء يصنع ذلك نعم فسألوه فقال لانها صفة الرحمن عز وجل فانا احب ان اقرأ بها لانها اي سورة الاخلاص صفة الرحمن لان النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الاحاديث الصحيحة جاءوه الكفار اه فقالوا صف لنا ربك فنزلت قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فهذه السورة هي صفة الرحمن وصف فيها الرحمن نفسه بهذه الصفات العظيمة الجليلة فهي صفة الرحمن لانها جاءت لسؤالهم صف لنا ربك ولذلك جاءت مصدرة بقوله قل فهي جواب لسؤال ويبقى فيها الفعل قل خلافا لبعض آآ اهل الضلال الذين قالوا انها تحذف ان هذا القرآن منقول الينا بالتواتر فلا يجوز انكار حرف واحد منه فلذلك آآ قل كما نزلت هذه السورة قال يا رسول الله قال لخبيب قل قال ما اقول يا رسول الله قال قل هو الله الله احد والمعوذتان اذا امسيت واصبحت تكفيك من كل شيء فهي صفة الرحمن وآآ اشتملت على هذه الصفات العظيمة لله عز وجل على توحيد الله لانها قائمة على الاصلين اصلي التوحيد الاثبات والنفي هو الله احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. والله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فاشتملت على النفي والاثبات وهما ركنا التوحيد قال صلى الله عليه واخبره عليه الصلاة والسلام ان الله يحبه وهذا مقام عظيم ومنزل كريم نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا وعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجعلنا من احبابه هذه هذه الصفات العظيمة التي اشتملت عليها اه جعلت لهذه السورة شأنا ليس لغيرها من السور وان كان سور القرآن كلها مشتملة على صفات لله جل على اسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه وتعالى. ولكن كما ذكر بعض الائمة رحمهم الله ان هذه السورة اختصت اه فليس فيها الا صفات الله سبحانه وتعالى. ليس فيها الا وصف الله جل جلاله. وهو وحده اعلم بما وصف وسمى به نفسه سبحانه وتعالى. فقال لانها اللام للتعليل اي من اجل انها اي فعلت هذا من اجل انها صفة الرحمن وانا احبها قوله وانا احبها فيه دليل على ان المؤمن الموحد يحب الله سبحانه وتعالى صدق المحبة يحبه ويوحده بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وليس هناك اجمل ولا اكمل من اسماء الله وصفاته وفيه دليل على فضل اسماء الله وصفاته وان العبد اذا احب اسماء الله احب الله واحب اسماءه وصفاته ان الله يحبه بهذه المحبة فاذا كان هذا الصحابي الجليل يقول عن هذه السورة المشتملة على بعض الصفات فكيف بمن احب صفات الله عز وجل كلها؟ وعظم الله حق تعظيمه واجل الله حق اجلاله. فالتوحيد كله خير للعبد في دينه ودنياه واخرته فلما قال هذا واخبر بهذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببشارة هي اعظم بشارة سمعها او بلغها العبد وهذه البشارة من اجلها سال الدماء الشهداء ومن اجلها تقرحت جباه العباد في سجودهم بين يدي الله ومن اجلها كان الليل والنهار والعشي والابكار وهو محبة الله الواحد القهار اي مقام اشرف واعظم من ان يحب الله عبده ان الله اذا احب عبده فتح في وجهه ابواب السعادة في الدنيا والاخرة والله عز وجل يحب عباده. فصفة الحب ثابتة لله عز وجل في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام على ظاهرها لا تؤول ولا تعطل ولا يشبه الله بخلقه وهو يحب حبا يليق بجلاله وكماله واذا اثبتنا الحب له سبحانه وتعالى لا نأوله لان حب الله ليس كحب المخلوق كما اننا اذا اثبتنا صفة السمع والبصر وسمع الله وبصره سبحانه وتعالى ليس كسمع المخلوق وبصره ونثبت ما اثبته الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لنفسه. ولا نؤول هذه الصفات ولا نعطلها. ولا نمثل الله خلقه ولا نشبهه على الاصل العظيم الذي قرره قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يحب الله عبده واذا احب الله العبد يحبه لطاعته وتقربه اليه سبحانه وتعالى فقد يدمن العبد انا فرائض الله فيفعلها على الوجه الذي يرضي الله ويدمن على العفة والبعد عن محارم الله فيتقيها ويجتنبها خوفا من الله فلا يزال يفتن ويمتحن اناء الليل والنهار صابرا محتسبا حتى يتأذن الله بحبه ولا يزال العبد يتقرب الى ربه بطاعته بفعل اوامره وترك نواهيه حتى يحبه فاذا احبه سبحانه وتعالى جعل جوارح العبد كلها في طاعته ومرضاته ولا يزال هذا العبد يمتحن فيمتهن في دين الله وهو كريم ويذل في دين الله وطاعته وهو عزيز ويوضع في اعين الناس وهو عند الله سبحانه وتعالى في مقام عظيم رفيع حتى ينادي الله يوما من الايام يا جبريل اني احب فلانا فاحبه فينادى في هذا العبد باسمه هذا العبد الذي يحتقر لمداومته على الصلوات هذا العبد الذي يحتقر لانفاقه وستره وتفريغ للعورات وتفريجه للكربات وادخاله للسرور على المؤمنين والمؤمنات هذا العبد الذي يمتهن في طاعة الله بامره بالمعروف ونهيه عن المنكر. هذا العبد الذي يغشى حلق الذكر ويحب العلماء ومجالس الذكر هذا العبد الذي يغشى حلق الذكر من حفظ كتاب الله ونحو ذلك من مجالس السنة والعلم النافع فلا يزال يتقرب الى ربه بذلك حتى ينادى عليه باسمه يا جبريل اني احب فلانا فاحبه الله اكبر اذا نادى ملك الملوك وجبار السماوات والارض باسمك في الملأ الاعلى يا جبريل اني احب فلانا هذا الفلان الذي لربما نظرت اليه في الدنيا وجدته محتقرا بين الناس. لكنه عند الله جليل مهان عند العباد لكنه كريم عند رب العباد هذا كله بفظل الله ثم بطاعته والاستقامة على محبته ولذلك ينبغي للمسلم ان يجعل الجنة والنار نصب عينيه ويطلب محبة ربه بجميع ما يملكه وجميع ما وجميع ما يكون منه من قول وعمل وظاهر وباطن يحبه الله اللهم اجعلنا من احبابك اللهم اجعلنا من احبابك اللهم اجعلنا من احبابك. وثبتنا على هذا الحب واخرجنا من الدنيا وانت راض عنا يا ارحم الراحمين. نعم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله تعالى يحبه هذه بشارة من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغها اولئك الصحابة لهذا الصحابي الجليل اخبروه ان الله عز وجل يحبه فهنيئا له بهذه المحبة من الله سبحانه وتعالى. نعم فيه دليل على فضل سورة قل هو الله احد وان المؤمن يحبها ويحب ما اشتملت عليه من صفات الرحمن سبحانه وتعالى وفيه دليل على فضل كتاب الله عز وجل عموما وهذه السورة خصوصا حتى ذكر شيخ الاسلام رحمه الله عن الامام علي الدارقطني الحافظ المحدث قوله انه لم يرد في سور القرآن في الفضل اكثر مما ورد في قل هو الله احد ووردت فيها الاحاديث الكثيرة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح انها تعدل ثلث القرآن وتعدل ثلث القرآن اذا قرأها الانسان اعطي اجر من قرأ ثلث القرآن ثم من قرأ ثلث القرآن قراءة ثلث القرآن فيها اجران الاجر الاول الذي هو الحد المحدود لثلث القرآن ثم بعد ذلك الاجر الثاني مضاعفة هذا الاجر بحسب المشقة الذي يقرأ ثلث القرآن اه ويختم ثلث القرآن في قيام الليل ليس كمن يقرأه بدون صلاة ومن يقرأه ويتدبر ويتأنى في قراءته ليس كمن يستعجل. فهذه الفضائل تفاوت الدرجات في من يقرأ ثلث القرآن. ففي ثلث القرآن اصل وهنا ننبه طلبة العلم على ان ما ورد من المماثلة في فعل الافعال وان كان قد استشكل العلماء ذلك فقالوا انه كيف يكون الاجر لمن قام بهذا العمل الصالح مع من نص او ودل الشرع على انه ينال ثوابه. مثال ذلك قوله عليه الصلاة والسلام كحجة وعمرة تامة تامة وكقوله عليه الصلاة والسلام من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل اي اعطي ثواب من قام نصف الليل لا انه قد قام نصف الليل فعلا ومن صلى الفجر في جماعة كان كمن قام الليل كله. اي انه يعطى من الاجر اجر من قام الليل كله ثم هذا الذي يقوم الليل كله او يقوم نصف الليل هناك من يقوم الليل كله في شدة الحر ليس كمن يقوم وهو دون كذلك وهناك من يقوم الليل وهو يجد المشقة من اذية الجوارح والحشرات ونحوها. ومن يقوم الليل ولا يجد ذلك هذا التفاوت في الاعمال في مشقة العمل. فانت فعندنا اصل العمل فلو كان قيام الليل مئة الف حسنة فانه اذا قام الانسان ووجد المشقة قد يبلغ الى مليون حسنة يضعف العمل هناك اصل الاجر وهناك تظعيفه بسبب ما يكون من المشقة. ولذلك قد يصلي الرجل ان في المسجد بينهما من الاجر كما بين السماء والارض وكتف احدهما الى كتف الاخر لان احدهما خرج من مكان بعيد وبكر وابتكر ومشى ولم يركب. ووجد المشقة في مشيه. ووجد المشقة في تبكيره. الى غير ذلك مما فتزاد به الاعمال الصالحة عندنا اصل الثواب وعندنا الجزاء الذي يكون على العمل من عمل العامل. فمن حج فله فمن جلس بعد صلاته الفجر جماعة الى ان تطلع الشمس يذكر الله ثم صلى ركعتين كان له كاجر حجة وعمرة تامة تامة فيكتب له اصل الاجر ولو فرضنا انه مئة الف حسنة فهذا اصل الاجر. لكن لو ان هذا الشخص ترك ملاذ الدنيا وهناك شهوة تنتظره من كسب مال او نحو ذلك فضحى في ذلك. وجلس ينتظر او هناك امر يترفه به فتركه لله واحتسابا للاجر في جلوسه. ونحو ذلك فانه يضاعف له بحسب ما يأتيه من الشواغل والمشاغل. فمسائل المظاعفة ومسائل حصول الاجر وتقدير الشرع لها انما هو باصل الثواب فقوله تعدل ثلث القرآن اي في الاجر. وقال بعض العلماء انها تعدل ثلث القرآن لان القرآن اشتمل على التوحيد والاحكام والسير واشتمل والسير والاخبار وهو اي التوحيد ثلث القرآن من هذا الوجه وهناك اقوال اخرى لكن ظاهر السنة انه ينال قراءة اجرك من قرأ ثلث القرآن وانه لو صلى بالليل وقرأ بقل هو الله احد فظاهر السنة انه يكتب له اجر. ثلث قراءة ثلث القرآن هكذا ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوي هذا القول حديث مسلم في فضل قل هو الله احد حينما قال النبي امر النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ فلولا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى فانه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة هذا الحديث تقدم معنا اه مسائله في ابواب الامامة غاية مشتمل عليه في مناسبته لذكره في هذا الموضع ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان اه صلاة العشاء يقرأ فيها باوسط المفصل. واوسط المفصل مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى كذلك وكذلك ثبت الضحى والليل اذا سجى فهذا هو الافظل والاكمل ان قراءة صلاة العشاء تكون باوسط المفصل. ولذلك قرأ عليه الصلاة والسلام بالتين والزيتون وهذا اه اختاره كثير من ائمة العلم رحمهم الله وتعليل النبي صلى الله عليه وسلم لان وراءه الضعيف والكبير وذو الحاجة بان وراءه الكبير والضعيف وذا الحاجة تقدم معنا في باب الامامة ما يتعلق بمسألة الاطالة والتخفيف وبينا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمثل حديث ابن مسعود عقبة ابن عامر البدري رضي الله عنه في شدة موعظة النبي صلى الله عليه وسلم في الاطالة في الصلاة وبينا ما ينبغي على الامام مراعاته اه لحال المأمومين وان هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه ينبغي على الامام ان يحبب الناس في الصلاة وراءه والا ينفرهم فهذا معاذ بن جبل صاحب الفقه والعمل القارئ الثابت العابد القانت الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يحشر يوم القيامة متقدما على العلماء برتوة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعلو مقامه في الفقه والعلم والدين ومع ذلك ارشده رسول الله صلى الله عليه وسلم الى التخفيف حيث كان يصلي بهم بالبقرة وقال له فلولا اي فهلا وهذا اسلوب حث وحب على مراعاة التخفيف الناس وان الدين دين يسر وسماحة. وان الموفق في امامته والموفق في تعليمه والموفق في خطبته وتوجيهه هو الذي تجتمع عليه القلوب فيحبب الناس في طاعة علام الغيوب ويهديهم الى سبيل ربهم. ويجعلهم يحبون المساجد ويحبون الصلاة مع الجماعة. ويرتاحون الصلاة وراءه والعكس بالعكس. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان منكم منفرين. فبين ان هناك من ينفر الناس في دعوته وخطابه وكلامه وصلاته ونحو ذلك مما يكون من شأنه وامره. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق والاقوال والاعمال لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا شرها وسيئها لا يصرف عنا شرها وسيئها الا انت. فان العبد يرزق بحسن الخلق ما لا يرزق ما لا من الاجر والمثوبة ومحبة الله له وثقل ميزانه يوم القيامة ما لا يكون بعكس ذلك. ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن اثقل شيء في ميزان العبد قال تقوى الله وحسن الخلق وحسن الخلق لا يأتي الا من الرحمة فلن تجد الانسان ذا خلق حسن الا اذا سكنت الرحمة قلبه موطأ الكنف يألف ويؤلف قريبا من الناس محبا لخلق الله حريصا على هدايتهم للخلق ولذلك لما كان بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. اكمل الناس رحمة ومحبة صلوات الله وسلامه عليه. كان ارحم الناس بالناس وكان اصدقهم في دلالتهم على ربهم. ولذلك كان يقول عليه الصلاة والسلام اني لارجو ان اكون يوم القيامة اكثر تابعة وهذا لا يكون ولن يكون الا بحسن الخلق واللين والرفق بالناس وعدم المشقة عليهم. كما بين الله تعالى ذلك بقوله فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فهذا لا يكون ولن يكون الا بالرحمة فلما كان عليه الصلاة والسلام الرحمة المهداة والنعمة المسداة. بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. كان يحب التخفيف في الصلاة وفي دعوته كان اذا خطب الجمعة يصلي بالناس الجمعة ويبين ان من مأنة فقه الرجل قصر خطبته وطول صلاته الخطبة وطول الصلاة ان مما انة الفقه اه ذلك فاذا كان عليه الصلاة والسلام يصلي بالجمعة والمنافقين فاذا رأيت هاتين الصورتين تقارب الصفحتين والنصف فكيف تكون خطبته صلوات الله وسلامه عليه اذا كان الصلاة كلها بهذا القدر واذا كان صلاته سبح اسم ربك الاعلى وهل اتاك حديث الغاشية؟ فانظر الى ما دونها في الخطبة العبرة بكسب الناس للدعوة وتحبيبهم في المساجد وفي الصلاة مع الجماعة. ولذلك تجد الامام الموفق الذي يحرص على تحبيب الناس في هذا الخير اكثر قبولا وتوفيقا من الله عز وجل ووصولا الى هذه الغايات الحميدة نسأل الله بعزته وجلاله ان يرزقنا الاتساء به والاقتراح به صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين قال رحمه الله تعالى ابو ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم باذن الله آآ سيكون هناك آآ درس الاحاديث المختارة الاحكام السنوات الماضية كانت دروسنا في عمدة الاحكام واخترنا هذا الكتاب لكونه من الصحيحين اه فهو من اقوى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واثبت ونظرا الى ان هناك احاديث مما اتفق عليه الشيخان اه يحسن الحقيقة التعرض لها وبيانها فباذن الله عز وجل آآ ستكون الدروس القادمة في احاديث مختارة من الاحكام سنبدأ ان شاء الله بكتاب العبادات ونبدأ باذن الله عز وجل بالطهارة ويعلن عن الحديث المختار في اه كل اعلان درس ويتهيأ طالب العلم بقراءته وسنزيد احاديث على احاديث عمدة الاحكام حتى تكون الفائدة باذن الله اكثر ويعتبر هذا درسا مستقلا ارجو من الله تعالى ان يوفقنا فيه للجمع بين علم الحديث وعلم الفقه بمعنى ان تكون هناك عناية ما يتعلق بالحديث من الاحكام مرتبطا بمنهج العلماء وائمة الحديث احاديث الاحكام خاصة بايرادها ونرجوا الله سبحانه وتعالى ان يمدنا جميعا بعونه وتوفيقه اوصي الجميع نفسي بتقوى الله عز وجل والحرص على امور اولها واعظمها الاخلاص وارادة وجه الله سبحانه وتعالى وثانيا ان هذه الطريقة ان شاء الله سيكون فيها نفع عظيم. سيكون فيها باذن الله النفع العظيم لانها اه متعلقة الوحي وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الاحكام التي يحتاجها الانسان في عبادته ومعاملته انتفاع الانسان بها في نفسه ونفعه للناس بها اعظم وباذن الله سيعتنى اختيار الاحاديث من الصحيحين او من احدهما وهذا هو الفرق بين كتاب عمدة الاحكام ومما سنبدأ به ان شاء الله يكون الاختيار لاحاديث لان هناك احاديث انفرد بها الامام البخاري هناك احاديث انفرد بها الامام مسلم الحقيقة تشتمل على جملة من الاحكام المهمة والعناية بها وذكرها يكون كالمتمم لما سبق من قراءة كتاب عمدة الاحكام وكوننا قرأنا كتاب عمدة الحكام اكثر من مكة مر هذا قد يظن البعظ انه نوع من التكرار هو تكرار لكنه لمعنى ومغزى اي كتاب يكرر قراءته فهذا من افضل ما يكون لان تكرار قراءة الكتاب فيه تلاف للاخطاء انسان بشر اذا شرح فانه ربما يكون في الشرح الاول قصور يتلافاه في الشرح الثاني وثانيا انه في الشرح الثاني يكمل النقص الموجود في الشرح الاول ويستدرك بعض الامور التي اه لم يكن هناك في الشرح الاول العين لم تكن هناك عناية بها في الشرح الاول وهذا معروف ولذلك كثيرا ما تجد بعض العلماء والائمة رحمهم الله الذين شرحوا وكتبوا الشروحات اه ذكروا انهم سبق لهم انهم اقرؤوا هذا الكتاب فتجدهم يستندون الى خبرة ومعرفة سابقة فكما ان الخبرة تكون لمن يقرأ الكتاب كذلك لمن يقرأه فهذا اعظم تمكن لطالب العلم. ليس في العلم تكرار ولا في دين الله تكرار يمل ومن نعم الله في دين الله عز وجل انه كلما تكرر ازدادت النفوس حبا له وتعلقا به وظبطا له هذا بالنسبة لطالب العلم الموفق اما طالب العلم اعوذ بالله الذي يبتليه الله بالبلاوي وما يسمى بالشكوى بعض الطلاب عندهم شكوى كل ما جاء في درس علم لابد ان يبحث عن علة حتى ان بعضهم يترك مجالس العلم نسأل الله السلامة والعافية ويتعلل. يقول هذا مكرر فيحذر طالب العلم لان يقولون كل شيء شريف وعظيم كما انه يوصل الى الغايات المحدودة الاخلال بآدابه قد توذي صاحبه الى النهايات والعياذ بالله العقيمة وقد يجلس طالب العلم في مجالس العلم ومع اهل العلم ولا اقصد نفسي اقصد عموم طلبة العلم لان هذا داء نعرفه من طلبة العلم حينما كنا طلاب علم بعضهم يكثر النقد وبعضهم يقول دروس مكررة. واحذر طالب العلم ان يكون من اهل الشكاية ان النبي صلى الله عليه وسلم مقت ذلك حتى ذكر بعض العلماء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال انكن تكثرن الشكاية اي ان الانسان يعطى النعمة فيتذمر منها اذا كان هذا للمرأة في امور الدنيا فكيف بمن يعطى نعمة العلم اذا لم يحصل عندك مجلس العلم في نظرك ولم يجمل فابحث عن مجلس اخر لا تنتقص اهل العلم ولا تثرب عليهم ولا تقوم علمهم فان لاهل العلم امورا خاصة اذا اخذوا العلم من اهله فكم من امور صحبنا بعض اهل العلم وسمعنا بعض طلبة العلم ينتقدونها فنسأل الله السلامة والعافية وجدنا عواقب هذا النقد العقيم طالب العلم يلزم الادب مع الله في غيبته ومشهده والغيبة من طلاب العلم اقبح من العامة. والانتقاص لمجالس العلم من اهل العلم. اذا كنت طالب علم تنتقص مجالس العلم التي تتعلم فيها فانه لن توفق اذا خرجت للناس فكيف تخرج للناس بعلم اخذته من هذه المجالس التي لم تحسن شكر نعمة الله عليك عليك فيها وبعض طلبة العلم ربما يأتي فيجد مسائل تكرر وهو كان جاهلا بها وبلغه الله ما بلغ من العلم ثم ما يريد هذه المسائل. فكما ان الله سبحانه وتعالى اعطاك هذا العلم ويسره لك. كنا لما نرى بعض مشائخنا نكرر هذا العلم والله لا اذكر انني مللت او سئمت وكنت اجد الوالد رحمة الله عليه صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن وموطأ مالك ويكرر نفس الحديث لا يذكرني يوما من الايام مللت منه احس اقول الحمد لله الذي شرفني بسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا العالم المتصل سنده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم به اكثر من مرة وهذا ولن تجد طالب علم يوفق في الادب في العلم وحفظ حرمة العلم وشكر الله عز وجل على نعمة العلم الا بورك له ولو كرر عليه مئة مرة. النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خطب الخطبة اكرر الكلمة ثلاث مرات تكرار ليس بعيب ظبط للعلم واتقان لان هذا قول ثقيل ومسؤولية وعلم وامانة فقد يكون بعض مشايخنا كان رحمة الله عليه يكرر بعض المسائل على بعض طلبة العلم وبعضهم سألته وقال ان انني اعلم انه علم لكنه سيفتح الله عليه اكثر اذا كرر عليه وهذا مجرب خذ اي كتاب تريده من التفسير او الحديث او شروح الوحي في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. واجلس ما بدا لك من السنين والعمر واقرأ فيه من جلدته الى جلدته ولو كان من اعظم الكتب في التفسير والحديث واظبط ما فيه ثم اخرج الى الناس. وانظر هل يفتح عليك هؤلاء سيفتح عليك لكن اذهب واجثب بين يدي اهل العلم وتأدب معهم وانظر كيف يفتح عليك ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء بعد اذ وعوه ولكن يقبضه بموت العلماء. ما قال بذهاب الكتب بموت العلماء العلماء اتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تكرار الوحي وكم من مجالس يجلس فيها بعض اهل العلم فيرى حديثي العهد بمجالس اهل العلم فيكرر عليهم المسألة المرة والمرتين والثلاث ثم يفاجأ بهم بعد ثلاث او اربع دروس وقد يقرر كلاما يعني اشخاصا باعيانهم. ثم يفاجأ بهم بعد دروس وقد فتح الله عليهم فلزموا مجالس العلم هذا شيء لا تعلمه ولا تدركه. ولن تستطيع ان تعلمه الا اذا وفقك الله البصيرة التي وهبها لاهل العلم لا احد يحتقر علما ما دمت تجلس في مجلس يتلى فيه كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مخلصا لوجه الله ترجو ما عند الله ممن يوثق بدينه وعلمه فانت على خير فالهج بالثناء على الله. وحمد الله على نعمه. ولذلك تجد من من يعيش كان بعض طلبة العلم معي. وكنت انصحه حتى اني اذكر ذات مرة جلسنا قرابة ستة اشهر. وفي بداية طلبه للعلم وهو يمل ويسأم ويتشكى قلت يا اخي اترك عنك هذا وكان رجلا فيه خير كثير كان معنا زميلا في الدراسة وكان يأتي يحضر المسجد النبوي. فيتململ لان مجالس العلم صعبة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد الله ان يحيي اليه اخذه جبريل فغطه حتى رأى الموت ولما اراد موسى ان يطلب من هو اعلم منه بين له انه لم يجد من هو اعلم منه الا بمجمع البحرين حيث ينسى طعامه وشرابه. ولذلك قال لقد لقينا من سفر هذا نصبه يقول لخادمه اعطنا الغداء لقد لقينا قد اللام وقد لقينا من سفرنا هذا نصبا اي تعبا شديدا. فلما قال له لقد لقينا قال لقد نسيت الحوت وبين له انه نسي الحوت من مجمع البحرين. لما جاء النصب غاية النصب والتعب جاءت العلامة على مكان العالم. هل قال دعنا نرتاح ثم نذهب اليه؟ لا ابدا من قام من ساعته وفرح فرحا انساه طعامه وشرابه. لذة الطعام نسيها موسى عليه السلام. قال ذلك ما كنا نبغي. كل هذا التعب نريد من ورائه ان نصيب هذا العالم الذي هو اعلم مني والذي اخبره الله واوحى الي انه بمجمع البحرين ومضى مرة ثانية الى المكان الذي نسي فيه الحوت مدارس لطلب العلم هذا دين هذا وحي لو كان يأتي بالتشهي والتمني لاستوى الناس استوى العلماء الجهلاء لكن العلم دونه الموت ودونه تجرع الغصص يغص الانسان من من شدة ما يجده من التعب والعناء والنصب ومن كانت له بداية محرقة كانت له اية مشرقة كثر ذكر هذا في زماننا لكن الاولون لكن الاولين لما رأوا ذلك رأي العيان وشاهدوه حينما يقولون من كانت له بداية محرقة يعرفون ما معنى محرق ولما قالوا كانت له نهاية مشرقة يعرفون ما معنى مشرقة العلم ما يأتي لطالب العلم بشهوته اريد درس كذا. اريد الشيخ يفعل كذا. اريد الكتاب الفلاني. اريد هذي ظعها في جيبك انت تريد ان تطلب العلم. ولذلك لما جاء موسى عند اه الخظر ماذا قال له؟ قال هل اتبعك؟ على ان تعلمني ما قال له والله اريدك تفعل كذا وكذا قل لي كذا وكذا العلم يأتي بالتبع هل اتبعك نبي يقول الله له القيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني وطأ كنف اهل العلم. يقول وهل اتبعك نسي انه موسى ابن عمران وانه كليم الله وانه حبيبه والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني يناديه. ويختص بالمناجاة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الانبياء اجمعين ومع ذلك يقول وهل اتبعك؟ اتبعك على ان تعلمني مما علمت مما علمت رشدا. يستطعم العلم يستطعم الوحي. ما دام شيء يقرب الى الله ما دام يقود الى جنة الله ما دام انه سيكون هاديا الى الله يقول له هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا فما كان مني الا ان بين انه لن يكون كذلك الا اذا سلم من الاعتراظ هنا المحك يقولون قصة موسى والخضر ظرب من اداب فيها دروب من اداب طالب العلم. فالموفق المسدد الذي يرزق الادب في العلم والحرص عليه ان وجده اخذه. ولا يريد العلم بشهوته ولا يريد العلم برأيه. ولكن يريد علما يقربه اليه الله يتحمل فيه المشاق المتاعب ويصبر ويصابر نسأل الله بعزته وجلاله ان يوفقنا لجميع ذلك. وباذن الله سيكون درسنا في جدة في العبادات ويكون في المدينة في المعاملات والمتون الموجودة في المدينة سنكملها ولكن اما ان يكون اكمالها في مواقيت الدرس او يكون اكمالها في دورات اسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح انه ولي ذلك والقادر عليه واخر دعوانا