بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. واله وصحبه اجمعين قال الامام المصنف رحمه الله تعالى عن مطرف بن عبدالله قال صليت انا وعمران ابن حصين خلف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فكان اذا سجد كبر واذا رفع رأسه كبر. واذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة اخذ بيدي عمران بن حصين فقال ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم. او قال صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم عن مطرف بن عبدالله رحمه الله قال صليت انا وعمران بن حصين خلف علي بن ابي طالب رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه سن بسنته الى يوم الدين. اما بعد وقد ذكر الامام الحافظ رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه المتقدم وقد اشتمل حديثه رظي الله عنه على تكبير النبي صلى الله عليه وسلم في حال الانتقال لدينا اركان الصلاة وواجباتها وقد بينا ان العلماء رحمهم الله يسمون هذا التكبير تكبير الانتقال فبعد ان بين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صفته وانه كان يوقع هذا التكبير عند ابتدائه لفعلي عند ابتدائه للانحناء والهوي وعند ابتدائه للرفع وفصلنا في ذلك بعد ان بين رحمه الله ذلك شرع في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حكم هذا التكبير وان هذا التكبير هو صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وقد اختلف العلماء رحمهم الله كما تقدم في حكم تكبيرات الانتقال وذهب طائفة وبينا مذاهبهم وادلتهم مذهب الامام احمد رحمه الله ان تكبيرات الانتقال تعتبر واجبا من واجبات الصلاة وهذا الحديث لما ذكر فيه عمران بن حصين رضي الله عنه وارضاه ان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على هذا التكبير كأن المصنف رحمه الله يقرر القول بوجوب تكبيرات الانتقال قال وهذا القول هو اقوى الاقوال دليلا من السنة لان النبي صلى الله عليه وسلم كبر ورفع صوته بالتكبير. صلوات الله وسلامه عليه وقال كما في الصحيح عنه صلوا كما رأيتموني اصلي وقوله عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني اصلي. يدل دلالة واضحة على وجوب لزوم هديه عليه الصلاة والسلام في الصلاة سواء كان هذا الهدي من الاقوال او كان من الافعال فتدخل تكبيرات الانتقال في هذا الامر. فتكون واجبة من واجبات الصلاة لا يجوز تركها الا على سبيل النسيان والعذر. وبناء على ذلك قال عمران ابن حصين في حديثنا هذا ذكرني صلاة محمد صلى الله عليه وسلم فدل على ان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة وبناء على ذلك لا يشكل على هذا القول ودليله ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بتكبير تكبيرات الانتقال المسيئة صلاته. لان المسيء لصلاته انما وقع الخلل منه في الاركان ولذلك نبهه النبي صلى الله عليه وسلم عليها وعليه فان القول الذي يقول بوجوب تكبيرات الانتقال هو الاقوى ويضاف الى ذلك النظر فاننا اذا تأملنا الاحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدنا ان ما بين هذه ان مضامين هذه الاركان مشتملة على الاركان او الواجبات ففي حال القيام وهو ركن من اركان الصلاة يشتمل على قراءة الفاتحة وهي ركن وكذلك اذا ركع المصلي فانه يشتمل ركوعه على واجب وهو التسبيح لان النبي صلى الله عليه وسلم قال حينما نزل قول الله تعالى فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم. فدل على وجوب التسبيح الركوع وبناء عليه فان هذه الحركة التي ينتقل فيها المصلي اثناء صلاته من ركن الى ركن او من ركن الى واجب او العكس تشتمل على ذكر واجب من واجبات الصلاة. وعليه فان حديث عمران ابن حصين بين فيه رضي الله عنه وارضاه انه تذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك ان عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه كان اذا كبر في الصلاة خفض صوته وكان سبب ذلك كبر سنه وكان سبب ذلك وكان سبب ذلك كبر سنه رظي الله عنه وارضاه كما ورد في الاثر فلما كان يكبر مخافتا اخذ معاوية رضي الله عنه عنه ذلك ثم انتشر في بني امية فكان التكبير مخفيا فلما صلى علي رضي الله عنه وارضاه بعد خلافة عثمان بالكوفة هذه الصلاة وصلى عمران بن حصين رضي الله عنه شهد له انه اتم الصلاة واداها على الصفة التي النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها عليها فقال ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم قوله رحمه الله عن مطرف ابن عبد الله هو ابو عبد الله مطرف بن عبدالله الشخير العامري رحمه الله برحمته الواسعة ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان اماما في الفضل والديانة والصلاح والاستقامة وهو من الائمة الثقات الذين رووا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب روى رحمه الله عن امير المؤمنين عثمان وعن علي بن ابي طالب وام المؤمنين عائشة وعمار ابن ياسر رضي الله عنهم اجمعين وغيرهم من الصحابة وكان رحمه الله مجاب الدعاء ففي ذات يوم خاصمه رجل واتهمه بالزور والكذب فرفع كفه وقال اللهم ان كان كاذبا فامته اي اتممتموها وفرغتم من فعلها. نعم. اخذ بيدي عمران ابن حصين فقال ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم اخذ بيدي عمران هذا من التواضع ذلك ان عمران ابن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخر من ساعته ميتا والعياذ بالله فكان من يشهد له بكثرة العبادة والصلاح والتقوى. وقد استشكل بعض العلماء رحمهم الله الدعاء بالموت على من يؤذي الانسان وكان بعض اهل العلم رحمهم الله يقول انه لا يجوز للانسان ان يدعو على من ظلمه باكثر من مظلمته لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح يأتي في اخر الزمان اقوام يعتدون في الطهور وفي الدعاء فقالوا الاعتداء في الدعاء ان يظلم الرجل مظلمة. ثم يبالغ المظلوم في الدعاء على الظالم يقول اللهم اهلكه. اللهم شل اركانه. اللهم افعل به وافعل قال بعض العلماء انه اذا فعل ذلك فانه يحاسب بين يدي الله عز وجل في السببية انه تسبب في هلاكه فينظر في المظلمة التي ظلمه بها والدعاء عليه بالموت. ولكن هذا القول رده بعض اهل العلم قال انه قد صح عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء على من ظلم. فسعد ابن ابي وقا رضي الله عنه وارضاه حينما اشتكاه اهل الكوفة جاءوا الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة فقال له فقالوا له ان سعدا لا يحسن القيام بامورنا. فقام شقي منهم قال يا امير المؤمنين ان سألتنا عن سعد فانه لا يقسم بالسوية ولا يمشي في الرعية فرفعك سعد كفه الى ربه وقال اللهم ان كنت تعلم انه كاذب فاطل عمره واعمي بصره وعرضه للفتن اجتمعت فيه هذه الثلاث الدعوات وعمر وطال عمره حتى سقط حاجباه وكف بصره وكان يتغزل بالنساء وهو في هذه الحالة فتقول المرأة له الا تتقي الله وانت هرم؟ فيقول شقي اصابته دعوة الرجل الصالح وكذلك ايضا صح عنه انه ان رجلا ذكر بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء فدعا عليه فنزلت حية من سقف المسجد فاهلكته وكذلك ايضا اذته امرأة في قصره بالعقيق بالمدينة فدعا عليها وقال في بئر وادعت انه اغتصب البئر فقال اللهم اجعله قبرها فكف بصرها وسقط في البئر فماتت فيه فهذا قال بعض العلماء انه قد يدل على الجواز ولكن الورع واتقاء الشبهة يقتضي من الانسان الا يدعو على من ظلم باكثر من مظلمته لانه قد يتسبب في السوء لاخيه المسلم وبدل ان يدعو عليه بهذا الدعاء الذي قد يكون فيه الشر علي على المدعو عليه وعلى المسلمين فانه يدعو له بالصلاح. ويدعو له بالهداية. ويدعو له بالتوبة. فان ذلك احب الى الله عز وجل وعليه كان متطرف بن عبدالله الشخير من العباد الصالحين الزهاد رحمه الله برحمته الواسعة. ولما وقعت في ابن الاشعث لم يدخل فيها رحمه الله عملا بالاصل الذي جرى عليه هدي الصحابة وسلف الامة الصالح فاعتزل الفتنة ولذلك قال بعض الائمة كانت فتنة ابن الاشعث لم يسلم منها من علماء البصرة الا مطرف ومحمد ابن سيرين رحمهم الله برحمته الواسعة وتوفي مطرف رحمه الله في اخر ايام الحجاج. وقيل ابان امارة الحجاج على العراق سنة وتسعين رحمه الله برحمته الواسعة يقول رحمه الله صليت انا وعمران ابن حصين خلف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه صليت انا وعمران ابن الحصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو نجيد الصحابي الجليل خلف علي ابن ابي طالب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه الخليفة الراشد ووقعت هذه الصلاة ابان خلافة علي حينما صلى بالكوفة رضي الله عنه وارضاه. نعم فكان اذا سجد كبر واذا رفع رأسه كبر واذا كان اذا سجد كبر كان علي رضي الله عنه اذا هوى الى السجود جهر بالتكبير وكان بعض السلف يقول لا يجهر بالتكبير عند الهوي الى السجود وقال بعضهم انه لا يكبر اصلا اذا رفع وانما اذا هوى وانما يكبر اذا رفع فيفرق بين الهوي وبين الرفع. وكل هذا خلاف السنة لان عليا رضي الله عنه وقبله حديث ابي هريرة واضحان في الدلالة على ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته التكبير عند الهوي وعند الرفع. وعند الانحناء للركوع وعند الرفع من الركوع يسمع صلوات الله وسلامه عليه. نعم. واذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة اخذ بيدي عمران بن حصين فقال فلما قضى الصلاة اي انتهى منها القضاء يستعمل بمعنى الانتهاء والفراغ من الشيء. ومنه قوله سبحانه فاذا قضيتم مناسككم اعلى قدرا ومقاما ومع ذلك اخذ بيدي مطرف بن عبدالله الشخير وهذا يفعله الكبراء مع من هم دونهم من باب التواضع ومن باب الالف ومن باب المحبة وقد يقصد التنبيه فيأخذ بيده حتى ينبهه على الامر وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في سمتهم ودلهم وتواضعهم ورفقهم النبي صلى الله عليه وسلم كان مع الناس بمنزلة الوالد مع الولد يحنوا على على الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ويعطف عليهم. ويحسن معاشرتهم بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه غرست هذه الشمائل وهذه الاخلاق والفظائل في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ورثوها من سيد الامة بابي صلوات الله وسلامه عليه فكان الصحابة رضوان الله عليهم اشبه الامة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكبرون ولا يتعالون وكانوا يطبقون هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع التابعين ومن هنا اخذ بيده والا فصنيع اهل الكبر ومن كان متعاليا انه اذا مشى مع من دونه يأخذ بيده وانما يتعالى وينفرد في مشيته. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده رضي الله عنهم وارضاهم والتابعون لهم باحسان على هذا السمت والدل من التواضع وتوطئة الكنف وهذه هي الرحمة التي رحم الله بها نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه فلان للخلق ابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. فاخذ بيدي عمران ابن حصين نعم. فقال ذكرني هذا صلاة صلاة محمد صلى الله عليه وسلم ذكرني هذا الضمير عائد الى علي رضي الله عنه وارضاه ذكرني هذا هذا من الشهادة من القرين لقرينه شهادة الحق وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينهم حسد ولا تظاغم ولا تشاحن وانما كانوا متآلفين متحابين. فاذا رأوا من فعل سنة منهم شهدوا له واظهروا للتابعين فضلا واظهروا للتابعين انه على سنة وعلى هدي وعلى خير وهكذا كان ائمة الدين والتابعين للصحابة باحسان كانوا لا لا يحسدون لا يتحاسدون ولا يكره بعضهم من بعض الخير وعادة الاقران ان القرين يحرص اذا كان مبتلى بالحسد الا يظهر فظل القرين ومن كان مثله بل في بعظ او على الاقل ان يحاول ان يأتي بشيء افضل مما اتى به قرينه. وهذا كله من باب التحاسد الذي وقع في الخلف وكان السلف الصالح من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم اجمعين ابعد كما يكونون عنه واشد ما يكون الحسد اذا كان في العلم وكان في طلب العلم وفي تعليم الناس فاذا تحاسد العلماء وتحاسد طلاب العلم وتحاسد المنتسبون للعلم. هلكت الامة. لان هذا الداء والعياذ الله يأتي على الحسنات ويورث الشحناء والبغضاء بين المؤمنين والمؤمنات. نسأل الله السلامة والعافية. وادركنا العلماء والائمة والفضلاء على هذا الهدي اذا سمعوا بعالم نشر الخير ذكروا فضله ورغبوا الناس في حبه والاخذ عنه وشهدوا له شهادة العدل والصدق. ولم يرضوا السنة الزور. ان تمس بالحق او تنال من فظله وشرفه ولا يعرف الفضل الا اهله. فهذا هو حال الصحابة رضوان الله عليهم وقد تكرر وفي احاديث كثيرة يشهد فيها بعضهم لبعض انه قد بلغ السنة وانه على خير ويترحم عليه ويذكره بالخير. فهذه هي السنة التي ينبغي على كل من انتسب الى العلم ان يحييها بين الناس وبين طلبة العلم فاذا سمع ان عالما فعل سنة او احيا سنة او ذكر بسنة ذكره بالخير بالثبات وسأل الله ان ينفع بعلمه. فهذا كله يدل على طهارة القلوب. وسداد القول وتوفيق اتق الله والموفق من وفقه الله. اللهم انا نسألك السداد والتوفيق والرشاد. ونعوذ بك من منكرات والادواء ومن الشقاق والنفاق قال ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم او قال صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم فيه دليل على فضل الخليفة الراشد ابي الحسن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وقد كان اماما من ائمة السنة حريصا على فعلها وهو معد من كبار الصحابة وعلمائهم وفقهائهم وهو رضي الله عنه من اعلم الصحابة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى بالناس صلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قول عمران ابن حصين رضي الله عنه ذكرني هذا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على ان الفتن والمحن لم يسلم منها حتى الصحابة رضوان الله عليهم وقد امتحنوا وافتتنوا حتى في الصلاة التي هي اعظم شعائر الدين بعد الشهادتين. فاخرت عن وقتها وغيرت في صفتها كما في العيدين. فكانت الخطبة قبل الصلاة ومع ذلك صبروا واحتسبوا وفي هذا لما وقع من علي رضي الله عنه فعل هذه فعل هذه السنة على هذا الوجه هشت القلوب وبشت وانسجمت النفوس وارتاحت. فقال رضي الله عنه وارضاه ذكرني هذا. فيا له من امر عظيم نعم الذكرى به ولذلك لم يسكت عمران ابن حصين ولم يتمالك نفسه ان شهد هذه الشهادة وهذا يدل على ان المؤمن ينبغي عليه ان يصبر على الفتن والمحن وما يكون فيها لان الصحابة رضوان الله عليهم صبروا وصابروا واحتسبوا ولم يكن هذا كله يمنعهم من احياء السنة. وكذلك من الدلالة عليها فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجزيهم عنا وعن نبينا وعن امته خير ما جزى صحابيا عن صحبة وان يجمعنا بهم ووالدينا والمسلمين في اعالي الفردوس في جنات النعيم انه ولي ذلك والقادر عليه. نعم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت قيامه فركعته اعتداله بعد ركوعه فسجدته فجلسته بين السجدتين فسجدته فجلسته ما بين التسليم والانصراف قريبا من السواء. وفي رواية البخاري ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء قال رحمه الله عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث يشتمل على مسألة مهمة من مسائل الصلاة يسميها العلماء بتعديل الاركان وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته ضبطها وتعديل اركانها فقيامه وركوعه ورفعه بعد الركوع واعتداله منه واعتداله بعد الرفع من الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين كان ذلك كله قريبا من السواء وهذا يدل على ان السنة ان يعطي المصلي كل ركن حقه وانى يعجل في صلاته ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو امام الخاشعين وسيد الاولين والاخرين جعل الله له قرة عينه في الوقوف بين يدي الله رب العالمين فكان اذا وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وتم الوقوف وهذا من عظيم ما جعل الله له من الانس به لانه قال كما في الحديث الصحيح وجعلت قرة عيني في الصلاة فجعل الله له قرة عينه في الصلاة وكان اذا قام للقراءة قرأ عليه الصلاة والسلام وكانت قراءته على صفتين على حالتين الحالة الاولى في الفريضة اماما بالناس والحالة الثانية في قيامه بالليل في النافلة حينما يتهجد بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وكان قيامه في الثانية وهو التهجد اطول من قيامه الفرض وكان اذا صلى بالناس راعى احوال الناس فاشفق على الضعيف والكبير والمريض. وذا الحاجة وذي الحاجة فكان عليه الصلاة والسلام رحيما رفيقا حتى ثبتت السنة عنه عليه الصلاة والسلام انه في اخر الامرين يخفف الصلاة. ولذلك قال انس رضي الله عنه ما صليت وراء امام اخف ولا اتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يخفف الصلاة لكنه يتمها الذي ورد في هذا الحديث انه كان اذا قام حال قراءته للفاتحة وما تيسر واذا ركع واذا وقف بعد الركوع فاعتدل وكان اذا او سجد وسجد وكذلك اذا جلس بين السجدتين فهذه الاركان كلها كانت قريبا من السواء ليست مستوية استواء كاملا. وانما هي قريبة من السواء وكان يقرأ عليه الصلاة والسلام ولا تمل قراءته ولا يطيل اطالة تؤذي من وراءه بابي وامي صلوات الله والسلام عليه واذا ركع فانه يطمئن في هذا الركوع وهنا وقفة وهي ان الركوع من اعظم اركان الصلاة لان العبد في الركوع يعظم الله جل جلاله فاذا كان خاشعا خاضعا متذللا لربه اه مقبلا على الله صدق الاقبال فانه يعظم الله بما هو اهله ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الركوع واما الركوع فعظموا فيه الرب اني نهيت عن قراءة القرآن في الركوع والسجود. اما الركوع فعظموا فيه الرب فمن كان مشتغلا بتعظيم الله فانه لا يبادر برفع رأسه وانما ينتظر ويتلذذ بالثناء على الله وتعظيمه وذكره بما هو اهله سبحانه وتعالى ومن جرب ذلك وجد عرف لذة ومن عرف ومن جرب ذلك وعرف لذته فانه لا يمل من ركوعه. ويتمنى انه لا يرفع رأسه من الركوع كان عليه الصلاة والسلام وهو يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح يسبح الله وينزهه الله الذي تعبده والله الذي توحده والرب الذي تدين له سبحانه هو اعظم اعظم عظيم وعظمته فوق كل شيء وتناهى في العظمة سبحانه وتعالى. فهو في عظيم في اسمائه. عظيم في صفاته. عظيم في الوهيته. عظيم في ربوبيته سبحانه وتعالى. فاذا انحنى ظهرك بين يدي الله مسبحا راكعا. قلت سبحان العظيم من ربى بالنعم ودفع النقم وهو عظيم. فتتذكر عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه. وتدبيره وحكمته وقضائه وقدره فلا تمل من قول سبحان ربي العظيم. لا تملوا منها. قال بعض العلماء ان التعديل في الركوع يكون بعشر تسبيحات اي حزر وقدر قيامه عليه الصلاة والسلام حينما يستوي معه الركوع يكون الى عشر تسبيحات. وهذا الذي جعل بعض العلماء يقول اذا كان اماما لا تجاوز في التسبيح في الركوع في الاطالة العشر تسبيحات لان في ذلك قد يكون في ذلك مشقة على من وراءه. على انها اعلى الكمال بالنسبة لمن كان اماما. اما من كان منفردا او كان في صلاة الليل فانه يسبح ما شاء. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام بين يدي الله فقرأ سورة البقرة كما في صحيح مسلم ثم ركع ركوعا طويلا نحو ذلك نحو سورة البقرة لانه مشتغل بتسبيح ربه وتعظيمه وتقديسه سبحانه وتعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فهذا الذي تسبحه عظموه سبحت وتسبح له السماوات والارض ومن فيهن وفي البيت المعمور يطاف في السماء السابعة يطوف في في كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه ابدا فاين انت من هذه من هذا الملكوت ومن هذه العظمة لله جل جلاله وتسبح الله وتقدسه وتثني عليه بالذي هو اهله سبحانه وتعالى. ثم اذا رفع رأسه من الركوع فان هذا الركن وهو القيام بعد رفع الرأس من الركوع قال بعض العلماء هو ركن قصير اي لا يطيل فيه ولكن ظاهر السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان ربما اطال فيه. فقال ربنا ولك الحمد ملء السماوات او ملء السماوات على الوجهين الحالية والصفة ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اهل الثناء والمجد. وفي رواية لا مانع لما اعطيت. ولا معطي لما منعت حينما تقول لك الحمد ملء السماوات وملء الارض هذا القدر الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مع قول الصحابي حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فان هذا القدر ليس باليسير من كل وجه خاصة اذا قال لك الحمد ملء السماوات وتأنى في ذكرها والتلفظ بها. فان هذا يأخذ وقتا ما. وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه كان صيامه بعد الرفع من الركوع قريبا من ركوعه. وكان كما في حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه كان كان اذا رفع رأسه من الركوع وقال كما سيأتي ان شاء الله ورفع ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقوم حتى يقول القائل انه قد نسي فهذا يدل على قوة مذهب من يقول انه ليس بركن قصير. وانه يشرع فيه حمد الله والثناء عليه بالوارد. واما السجود فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح فيه وامر الامة بذلك كما في الحديث الصحيح. لما نزل قول الله تعالى سبح اسم ربك الاعلى. قال اجعلوها في سجودكم فكان عليه الصلاة والسلام اذا سجد يسبح الله وكذلك ثبتت السنة عنه انه كان يندب الامة الى الدعاء في السجود. فقال اما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم اجتهدوا فيه بالدعاء ومسائل الناس والادعية تختلف ولذلك اذا اراد الانسان ان يدعو ربه وهو ساجد فانه سيأخذ وقتا ومن هنا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم اطالة السجود على اطالة السجود ولا شك ان السجود من اعظم القرى. فاقرب ما يكون العبد من ربه اذا كان ساجدا فاذا اطال السجود وجعله قريبا من القيام فانه هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو هديه. ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يجتهد في الدعاء كما في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله الله عنها وارضاها انها افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت يدها عليه ساجدا يقول يا يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك المقصود من هذا ان السجود يكون قريبا من الركوع وقريبا من القيام بعد الركوع. تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. نعم وقوله نعم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم. رمقت رمق يرمق رمقا المراد به الملاحظة قال بعض العلماء المبالغة في الملاحظة وهذا يدل على فظل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبهم للخير وحرصهم على السنة انهم كانوا اذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يحفظون هديه وينتبهون لقوله وفعله وصمته ودله فما كانوا يتركون شيئا من ذلك ابدا قال ابن عباس رضي الله عنهما بصفة خروجه عليه الصلاة والسلام للاستسقاء خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصلاة خاشعا متخشعا متذللا متبذلا فكانوا يحفظون السمته ودله وهديه. ثم يحفظون قوله وفعله. حتى ولو انه عليه الصلاة والسلام حرك اصبعه في صلاته لحفظوا ذلك التحريك وموضع التحريك رضي الله عنهم وارضاهم عنا وعن نبينا خير ما جزى صحابيا عن صحبته ومقت اه النبي صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم اي انه كان يلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته كانت هذه الملاحظة التعبير بقوله رمقت تدل على انه كان على مبالغة شديدة في التقصي والتحري لهديه عليه الصلاة والسلام وهذا نبهنا عليه غير مرة هو حال الصحابة رضوان الله عليهم. اخذ العلماء رحمهم الله من هذا انه ينبغي على من يصحب اهل العلم ومن كان ضابطا للسنة ان يضبط عنه واذا رأى من قوله وفعله امرا يسأله عن ذلك الامر لان الغالب في العلماء والائمة انهم لا يفعلون الا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم. وان من كان مع اهل العلم عليه ان يأخذ العلم عنهم. وان يتحرى وان يضبط ما يكون من قولهم وفعلهم. وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم وارضاهم نعم. فوجدت قيامه فركض فوجدت قيامه اي الذي يقرأ فيه الفاتحة وما تيسر نعم فركعته فركعته اي وجد ركوعه اراد الوقت الذي كان يستغرقه في قيامه. والوقت الذي كان يستغرقه في ركوعه صلوات الله والسلام عليه اعتداله فاعتداله بعد ان يرفع رأسه من الركوع يعتدل يسمى اعتدال انه يعتدل الانسان فيه اعتدالا تاما كاملا ولذلك كان هدي عليه الصلاة والسلام انه يطيل في هذا الركن وقد بينا ان بعض العلماء قال لا يطيل في هذا الركن وهو قول بعض الشافعية حجتهم الذين يمنعون من الاطالة في اركان الصلاة انهم يقولون اذا اطال فان الموالاة بين الاركان حينئذ لا تتحقق والمنبغي للمصلي اذا صلى ان يوالي بين الاركان وهذا يجاب عنه بامرين. الامر الاول ثبوت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني والثاني ان النبي صلى الله عليه اولا ثبوت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتركوه اتركوه ما في الا هذا ثبوت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم شغل وهو في سجوده نبني امتطى ظهري انفا واطال السجود للصحابة رضوان الله عليهم اسأل الله ان يحفظ صغار المسلمين. وان يوفق كبارهم. وان يطرح البركة فيهم اعتدال ما ذكروه ما ذكره اصحاب الشافعي رحمه الله من ان الموالاة تنقطع يقولون ينبغي في اركان الصلاة ان تكون متتابعة ولا يفصل بينها بفاصل واذا اطال القيام بعد الرفع من الركوع فصل ما بين هذا الركن وهو القيام وما بين السجود وهذا ضعيف لان السنة دلت على ان النبي صلى الله عليه وسلم اطال فيه واطال في غيره من الاركان وهم يطردون هذا بعضهم يخص بهذه المسألة وبعضهم يجعله عاما في اطالة الاركان فاذا كان عاما نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم اطال في الاركان وقرأ سورة البقرة ثم ركع عليه الصلاة والسلام ركوعا قريبا من سورة البقرة ودل على ان هذا لا يقطع الموالاة ثانيا ان قطع الموالاة انما يكون بالاجنبي بالفاصل الاجنبي المؤثر اما هنا فانه فاصل من الصلاة ومن جنس الصلاة وبناء على ذلك لا يكون مؤثرا فهذا المذهب وهو قول بعض اصحاب الشافعي رحمه الله يوافقهم البعض في المذاهب الاخرى قول مرجوح والذي عليه كثير من اهل العلم رحمهم الله ان الاطالة في الفريضة والنافلة مشروعة وان التعديل بين الاركان ووقوع الاطالة فيه مغتفر بل هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه نعم. فاعتداله بعد ركوعه فسجدته جدته انه كان اذا سجد عليه الصلاة والسلام كما قدمنا يكون سجوده طويلا. ولذلك كان اذا سجد ربما قال قائل انه قد نسي. صلوات الله وسلامه عليه. نعم. فجلسته بين سجدتين فجلسته بين السجدتين هذا ركن من اركان الصلاة الجلوس بين السجدتين. وقد بيناه وبينا دليله ودليل ركنيته فهذا الركن لو انه اطال فيه لانه موضع دعاء ورد فيه الوارد اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني واجبرني وارفعني وورد فيه الوارد رب اغفر لي رب اغفر لي بين السجدتين فاذا استكثر من الاستغفار او دعا له ولوالديه فهو موضع دعاء ولذلك جعل العلماء في الواجبات ما جعلوا الاذكار الذكر فيه واجبا قالوا الدعاء بين السجدتين يدعو والافضل ان يكون دعاؤه بما ورد. نعم. فسجدته فسجدة وهي السجدة الثانية وبهذا تتم الركعة والمراد في الركعة كلها ومن هنا لم يقتصر على قوله قيامة ركعته لم يقتصر على ركنين اعتداله بعد ركوعه لم يقتصر على ثلاث. وانما اتم بالركن الرابع وهو السجود والجلوس بين السجدتين والسجدة الثانية لانه لم لو لم يذكر السجدة الثانية لظن الظان انه في السجدة الثانية كان يخفف ومن هنا اراد ان يبين ان اركان الركعة كلها قريبا من السواء. نعم. فجلسته فجلسته ما بين التسليم الانصراف في جلسته بين التسليم والانصراف ما بين التسليم والانصراف هذه الجلسة كانت من النبي صلى الله عليه وسلم اما ان تكون بعد السلام وقبل ان ينحرف الى المصلين لان السنة في الامام اذا صلى بالناس الا يبادر بعد الصلاة مباشرة والسلام الى الانحراف وانما ينتظر قليلا بقدر الاستغفار ثلاثا فيقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله والافضل ان يزيد اللهم انت السلام ومنك السلام على ظاهر حديث ثوبان رضي الله عنه في صحيح مسلم لو ما كان اذا انصرف من الصلاة قالها اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ما الفائدة انه كان عليه الصلاة والسلام لا يبادر بالانصراف مباشرة لان الصلاة ربما كانت ناقصة وحينئذ اذا سلم من صلاة ناقصة وهو لا يزال مستقبل القبلة ونبه فهذا افضل من ان يبادر مباشرة بالانصراف ثم ينبه بعد انحرافه عن القبلة. وان كان انحرافه عن القبلة لا يؤثر. فلو انه ان حصل عن القبلة ثم اخبروه بعد انحرافه وتبين ان الصلاة ناقصة فانه يرجع ويتم صلاته. بل بل انه يتم صلاته اذا سلم من نقص وتذكر انها ناقصة حتى ولو قام من مصلاه ما دام داخل المسجد لان النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين قام من مصلاه وسلم من ركعتين وهو في صلاة رباعية تسبح فقال له ذو اليدين اقصرت الصلاة يا رسول الله او نسيت فيلاحظ انه قام من مكان المصلى واستند الى الجذع وشبك بين اصابعه كالغظبان صلوات الله وسلامه عليه. فهاب الصحابة ابو بكر وعمر رظي الله عن هابوا ان يكلموه لانه رأوه على غضب. فهم يعرفون احواله في حال الرضا وفي حال الغضب وكان مهتما مهتما بامر فلما نبهه ذو اليدين رجع الى المصلى واتم الصلاة. فاخذ العلماء رحمهم الله انه من سلم من صلاته سهو ناقص وهي ناقصة فانه يعود اليها ما دام داخل المسجد. حتى ولو قام من المصلى. لكن النبي صلى الله عليه وسلم كانت هذه السنة انه اذا صلى بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه لم يبادر مباشرة بالقيام والانصراف ولم يبادر بالانحراف وانما ينتظر بقدر ان يقول استغفر الله يستغفر عليه الصلاة والسلام ربه ويقول اللهم انت السلام على ظاهر حديث ثوبان كما تقدم في صحيح ثم يقبل على الناس بوجهه من فوائده ايضا انه كان يصلي معه النساء صلوات الله وسلامه عليه فكان اذا صلى معه النساء كان يتأخر في الانصراف ليتمكن النساء من القيام والانصراف ثم الاصل في المأموم قال بعض العلماء ان المأموم يستحب له الا يقوم من مصلاه اذا صلى وراء امام الا بعد انصراف الامام ومن هنا هذا التأخر بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم عدم الانصراف مباشرة جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الترغيب في الجلوس خاصة في حال الصلاة مع الجماعة وان لا يبادر الانسان بالقيام مباشرة لان الملائكة تصلي عليه وتترحم عليه وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه انه قال فاذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه. اللهم اغفر له اللهم ارحمه وتدعو الملائكة له بالمغفرة وتدعو له بالرحمة ما دام في المصلى لم يتحول عنه. فاخذ العلماء منه فظل الانتظار. قال بعظ العلماء من الحديث انه كان عليه الصلاة والسلام جلوسه بهذا القدر اي انه لا يبادر بالقيام مباشرة ولا يطيع وايضا في الجلوس ومن هنا كره بعض العلماء للامام اذا صلى بالناس جماعة ان يبقى في مصلاه وانما ينتظر بقدر الاذكار فاذا انتهى من الاذكار قام الى موضع اخر واما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر انه كان يجلس وكان يأتيه الصحابة يحدثونه بالرؤى فهذا لمصلحة شرعية ولذلك اذا جلس الامام تأخر بسبب السائلين والمستفتين فلا بأس بذلك ولا حرج. ولكن من حيث الاصل يبقى في مصلاه بقدر بالقدر الذي ذكرناه اجتزأ بقدر الاذكار فهو افضل واكمل. نعم قريبا من السواء قوله رضي الله عنه قريبا من السواء اي انها متقاربة ولكن قد يفظل بعظها كما في القيام على الركوع وعلى الاعتدال بعد الركوع فهي قريبة من السواء لا انها على السواء تحقيقا وهذا يدل في قوله قريبا من السواء على دقة الصحابة. وايضا ورعهم وضبطهم. وانهم كانوا يقدرون الاشياء على سبيل في على طريقة فيها الورع وعدم الجزم رظي الله عنهم وارضاهم الا فيما دل وظهر على انه يجزم فيه وهذا كله كما ذكرنا من شدة حفظهم وظبطهم رظي الله عنهم وارضاهم. نعم. وفي رواية بخاري ما خلا القيام والقعود قريبا من السواب. نعم هذه فيها اشكال وان شاء الله سنجيب عنه في الدرس القادم