وفي حديث علي رضي الله عنه ايضا انه لو وضع الاناء على ظهره فانه لن ينكفئ ولم ينقلب وهذا كله يدل على حرصه الشديد عليه الصلاة والسلام على استواء الظهر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. واله وصحبه اجمعين ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله تعالى عنها وكان اذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين. اما بعد قد تقدم معنا بيان بعض الجمل التي اشتمل عليها هذا الحديث الشريف حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم تبينت رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا ركع استوى ظهره وبينت ذلك لكوني رأسه عليه الصلاة والسابقون رأسه عليه الصلاة والسلام لم يكن مشخصا ولا مصوبا وهذا الركن وهو الركوع تتعلق به سنن قولية وسنن فعلية السنة الفعلية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان اذا ركع هصر ظهره وهصر الشيء كما قال الائمة رحمهم الله هو ثنيه بالقوة وكان عليه الصلاة والسلام يهصر ظهره وفسر الامام البخاري رحمه الله في صحيحه هذا الهصر بان المراد به استواء الظهر فلم يكن ظهره عليه الصلاة والسلام مقوسا ولم يكن ايضا منكسا الى الاسفل وانما كان بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يجعل ظهره مستويا. وترجم له الامام البخاري في صحيحه باب استواء الظهر في الركوع وورد في حديث ابن معبد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لو صب الماء على ظهره لاستقر من تمام استواء الظهر من تمام استواء ظهره بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه قد يبالغ بعض الناس في تطبيق هذه السنة ينزل بظهره حتى كأنه يصوب الى الارض ومنهم من لا ينتبه للاعتدال فيكون ظهره غير مستقيم قد شخص باعلاه او بمبتدأه من جهة رأس الى اعلى وقد يكون محدودبا كل هذه الصفات مخالفة للهدي الكامل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والعبرة في الركوع من حيث الاصل ان تصل الكفان الى الركبتين واذا وصلت الكفان الى الركبتين فقد تحقق الاصل ثم بعد ذلك يحرص المسلم على حصول السنة التامة الكاملة واذا شق على الانسان ان يعلم هل استوى ظهره او لا؟ فليستعن بعد الله باخيه يحاول ان يكون معه احد حتى يرتاظ على اعتدال الظهر. لان هذا امر يخل به الكثير واما اليدان فالثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يوتر يديه صلوات الله وسلامه عليه ولم يقوس يديه والوتر على القوس معتدل وبناء على ذلك فان اليدين فان اليدين تكون معتدلتين. وهذا يعين على استواء الظهر لانه اذا استقامت اليدان فان الظهر يستقيم ثم كان من هديه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه اذا ركع القم كفيه ركبتيه كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام فيضع كفيه على ركبتيه مفرجة الاصابع. لان اللقم يكون بهذه الصفة اي بالتفريج لا بالجمع فيفرج بين الاصابع ويلقم ركبتيه. تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان في اول الاسلام سنة التطبيق والتطبيق للعلماء فيه وجهان قال بعض العلماء يكون بتطبيق الكفين دون تشبيك وقال بعض العلماء كان التطبيق مع التشبيك وسورة التطبيق انهم كانوا يركعون فيجعلون فيجعل الواحد منهم كفيه بين ركبتيه. ولا يضع الكفين على الركبتين وفيه احاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نسخ هذا الامر واصبحت السنة على القام الكفين بالركبتين والاقوى والاصح في التطبيق انه كان بدون تشبيك في قول طائفة من العلماء لان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن التشبيك في الصلاة وكان من هديه عليه الصلاة والسلام في سننه القولية اذا ركع التسبيح في ركوعه ولذلك لما نزل قول الله عز وجل فسبح باسم ربك العظيم قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في ركوعكم ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام قراءة القرآن ولذلك اخبر عليه الصلاة والسلام انه نهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود وقال اما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم السنة في الركوع تعظيم الله جل جلاله وتسبيحه ولذلك كما تقدم في قوله فسبح باسم ربك العظيم ان السنة ان يسبح الله سبحانه وتعالى وفي ركوعه والتسبيح هو التنزيه والتقديس فينزه العبد ربه عن كل النقائص وعن كل العيوب وعن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى. ولذلك سبح نفسه وسبحته السماوات والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن الخلق لا يفقهون تسبيحهم لانه اهل لذلك فهو سبحانه المنزه عن النقائص. ولذلك نفاها عن نفسه وقال سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم. وقال سبحانه وما كان ربك نسيا. وقال سبحانه وما الله الله بغافل عما يعملون. وقال سبحانك سبحانه وما ربك بظلام للعبيد. الى غير ذلك من الايات التي نزه فيها نفسه سبحانه عن النقائص فاذا ركع العبد بين يدي ربه استشعر عظمة الله وجلال الله جل جلاله واحس انه في مقام كريم ينزه ربه المستحق للتنزيه ويعظم ربه المستحق للتعظيم فينطق لسانه. ويعتقد جنانه هذا التوحيد الخالص لله سبحانه سبحانه وتعالى الذي لا يشابهه شيء حتى ان بعض العلماء قال التسبيح هو التوحيد حملوا عليه قوله سبحانه وتعالى فلولا انه كان من المسبحين قالوا كان من الموحدين لان التسبيح يقوم على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب وورد عنه عليه الصلاة والسلام انواع من التسبيح فسبح ربه بما سبح به سبحانه نفسه. وامره به جل جلاله فقال سبحان ربي العظيم وقال عليه الصلاة والسلام في ركوعه ايضا سبوح قدوس رب الملائكة والروح. وفي بعض الروايات وربي فاثنى على الله بما هو اهله. وقدس الله سبحانه وتعالى ونزهه جل جلاله وتقدست اسماؤه فيعظم الله والاصل والافضل والاكمل التسبيح بالوارد. وهو قول سبحان ربي العظيم وقول سبحان آآ وسبوح قدوس وكذلك ورد عنه عليه الصلاة والسلام قوله سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت. فيعظم الله سبحانه وتعالى تعظيما يليق بجلاله وكماله وهذا هو الذي جعل امر الصلاة فيها شأن الصلاة عظيما لانها تقوم على التقرب والازدلاف الله سبحانه وتعالى فينبغي للمصلي اذا ركع ان يستشعر هذه المعاني في ركوعه ومن ركع ركوع الموحد المخلصين الموقنين المعظمين لربهم. تمنى ان رأسه لا يرفع من الركوع. من لذة تعظيم الله ولذة مناجاة الله فليس هناك شهادة اعظم ولا اقدس ولا اطهر من الشهادة لله بوحدانيته والشهادة له سبحانه وتعالى بقدسيته وانه المبرأ من من النقص ومن العيوب ومن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام سبحان ذي الملك والملكوت. سبحان ذي العزة والجبروت. سبحان الحي الذي لا يموت كان يعظم ربه حق تعظيمه. فاذا ركع المؤمن بين يدي الله تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في تعظيمه لربه. وثناءه على الله سبحانه وتعالى بما هو اهله قال بعض العلماء اقل التسبيح ثلاث قال بعضهم بلزومها حتى انه اذا ركع وتركها عمدا قال بعض العلماء من فقهاء الحنفية والحنابلة ايه ده وغيرهم بعض المالكية انه ليبطل تبطل صلاته لانهم يرون التثليث واجبا. وفيه حديث ضعيف كل ما في اسناده ولكن من لكن تكرار التسبيح معتبر. اما الاصل فيدل على انه اذا قال سبحان ربي العظيم مرة واحدة اجزأه وحصل المعتبر وبناء على ذلك فهذا الركن وهو ركن الركوع يقوم على القول والعمل اما الفعل والعمل هو حني الظهر وحصره واستواءه. وفي هذا الحديث بينت ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها ان رأس النبي صلى الله عليه وسلم كان مساويا لظهره بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه فلم يكن رأسه مشخصا والتشخيص شخص بالشيء شخص ببصره اذا رفعه الى السماء او الى علو فالمراد بتشخيص الرأس هو رفعه. واما التصويب فهو تنكيسه وكان رأسه عليه الصلاة والسلام لم يكن مشخصا ولا مصوبا. وانما كان مساويا لظهره بابي وامي صلوات الله التصويب للرأس وتنكيس الرأس مذموم في الصلاة. ولذلك قال بعض العلماء هو التدبيح وفيه حديث ضعيف والتبيح يكون من الحمار لانه اذا سار طأطأ برأسه ولذلك نهي المصلي عن مشابهة الحيوانات في بعض افعالها كافتراش السبع وايقاع الكلب ونحو ذلك ومنه التبيح وهو ان يطأطأ برأسه فيصبح رأسه منكسا غير مواز ولا مساو لظهره. بينت رضي الله عنها وارضاها عن رسول الله صلى الله عليه هذا الحال عند ركوعه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه نعم. وكان اذا رفع رأسه من الركوع لم اسجد حتى يستوي قائما وكان اذا رفع رأسه من الركوع اذا ركع المصلي فانه اذا اتم الركوع ينتقل الى ركن بعديه وهو القيام بعد الركوع وما بين الركوع والقيام والاعتدال من الركوع فعل وهو الرفع وهناك رفع من الركوع وهناك اعتدال بعد الرفع فهذا الاعتدال والاستواء ركن من اركان الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم امر به المسيء صلاته وقال له كما في الصحيحين ثم ارفع اي بعد الركوع حتى تعتدل قائمة حتى تعتدل قائما وهذا هو الركن البعدي الذي يلي ركن الركوع في اصح قولي العلماء. ومنهم من يراه واجبا لكن حديث المسيء صلاته جاء في بيان الاركان ولذلك يقوى القول بكونه ركنا من اركان الصلاة فاذا رفع عليه الصلاة والسلام رأسه من الركوع. هذا الرفع والفعل له ذكر وهذا القيام والاستواء بعد الرفع من الركوع له ذكر فكما انه كان اذا انحنى الى الركوع يذكر وانحناؤه له ذكر وهو التكبير فكان يقول الله اكبر كذلك اذا رفع رأسه من الركوع كان يقول سمع الله لمن حمده التسميع هو ذكر الرفع من الركوع ولذلك من الاخطاء عند بعض المصلين يقول سمع الله لمن حمده اذا وقف. واستتم قائما هذا ليس بذكر للوقوف والاعتدال انما هو ذكر للانتقال التسبيح ذكر انتقالي والتحميد ركن متعلق بالقيام والاعتدال والاستواء بعد الركوع ولذلك نبهنا بهذا التفصيل حتى لا يخل العبد السنة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان من هديه عليه الصلاة والسلام ان يقول سمع الله لمن حمده قالت عائشة رضي الله فاذا وقال وهو قائم ربنا ولك الحمد قال وهو جملة حالية وهو قائم. اذا في حال القيام والاستتمام استتمامه قائما بعد الرفع من الركوع يقول ربنا ولك الحمد كان من هديه عليه الصلاة والسلام انه اذا قام بعد الرفع ورفع رأسه من الركوع ان يستتم قائما فيقيم صلبه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وشدد في ذلك قال لا ينظر الله الى رجل لا يقيم صلبه من الركوع وهذا يدل على عظم هذا الامر ولذلك لا يجوز للمسلم اذا وقف بين يدي ربه ان يضيع هذا الركن لانه تضيع به صلاته. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام للمسيء صلاته ارجع فصلي فانك لم تصلي فلابد من الاستواء والطمأنينة في هذا الاستواء اذا وقف واستتم قائما قال الذكر المتعلق بهذا الركن قد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ربنا لك الحمد ربنا ولك الحمد اللهم ربنا ولك الحمد كل هذه صفات واقواها قوله ربنا ولك الحمد رواية الجمع ربنا ولك الحمد فيها زيادة للمعنى انت ربنا ولك الحمد. فهما امران وثناء على الله بامرين قوله ربنا اي انت ربنا ولك الحمد. وقوله ربنا لك الحمد خاصة بالتحميد. وعليه استحب طائفة من العلماء الرواية التي فيها زيادة الواو وهو قوله ربنا ولك الحمد وكان يقول عليه الصلاة والسلام ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد احق مما قال العبد كلنا لك عبد. اهل الثناء قوله ملء ملء وملء على الوجهين ملء السماوات قال بعض العلماء ان هذا من مضاعفة الذكر اي انه يذكر ربه ويثني عليه ويمجده سبحانه وتعالى بالذكر المضاعف لما قال ملء السماوات اي انه ليس بمرة ولا مرتين ولكنه حمد يملأ السماوات والارض وهذا من اعظم ما يكون وفيه زيادة اجر للعبد. لان العبد يثاب على هذا الحمد بحمد هو ملء السماوات وملء الارض هذا فضل عظيم ولذلك لا ينبغي للمسلم ان يترك هذه السنة التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بعض العلماء ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. قالوا ان هذا يدل على ان الذي يوزن هو الاقوال والاذكار وقال بعض العلماء ان الذي يوزن هذا الوجه الاول ان الذي يوزن هو العمل لان الميزان دلت النصوص عليه في يوم القيامة وهو مشهد من مشاهدها ان الله يقيم الوزن الحق يوم القيامة وان كان مثقال حبة من خردل اتى بها سبحانه وكفى به حسيبا ورقيبا سبحانه وتعالى فهذا الميزان قال بعض العلماء اختلف العلماء هل الذي يوزن فيه هو العامل او الذي يوزن هو العمل او كلا الامرين والذي دلت عليه النصوص ان الذي يوزن كلا الامرين. فالذي يقول ان الذي يوزن هو العمل يستدل هذا الحديث ملء السماوات وملء الارض وكما قال صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان وقوله عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه قالوا ان هذا يدل على ان العمل هو الذي يوزن. ومن قال ان الذي يوزن هو العامل نفسه استدل بقوله عليه الصلاة والسلام في قصة ابن مسعود لما تحركت الريح فكشفت عن ساقيه وكان صغير الجسم فضحك الصحابة رضوان الله ضحك بعض الصحابة رضوان الله عليهم من دقة ساقيه. فقال عليه الصلاة والسلام اتضحكون من دقة ساقيه لهما في الميزان اثقل من احد وهذا يدل على ان الذي يوزن هو العامل. وكذلك ايضا قال سبحانه وتعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة فزنا فدل على ان الذي يوزن هو العامل نفسه والذي يترجح هو القول في نظري والعلم عند الله ان الذي يوزن هو العامل وعمله. لان النص دل على ان العامل وعلى ان العمل يوزن فنقول بمجموع الامرين وهذا هو الاقوى والارجح. يقول عليه الصلاة السلام كان اذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما. لم يسجد اي لم يبادر بالسجود والهوي الى السجود حتى يستوي ان يعتدل قائمة وهذا الاعتدال يشرع فيه ما ذكرنا من الاذكار وشدد بعض الفقهاء وقال انه يبادر مباشرة بالهوي الى السجود وانه اذا تأخر انقطع التتابع بين الاركان والذي يظهر والعلم عند الله انه يشرع فيه ان يقول ما ورد وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان هذا لا يقتصر تتابع لانه ثبتت به السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستوي قائما الاستعجال كوني يرفع ثم يسجد مباشرة ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لا ينظر الله الى رجل لا يقيم صلبه. اقامة الشيء هو استواء واعتداله لا يقيم صلبه من الركوع. فدل على انه لابد من استواء قائما بعد الرفع من الركوع. نعم. وكان وكان اذا وكان اذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي قاعدا اختصرت رضي الله عنها وارضاها فكان يلي الرفع من الركوع والاعتدال منها السجود ومرادها في هذا الحديث ليس الاستيعاب للصلاة كاملة كما نبهنا انما ذكرت امورا مهمة من هديه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه والا لو ارادت ان تستوعب فقد رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيها وسمعت باذنيها ولوصفت صلاة النبي النبي صلى الله عليه وسلم تامة كاملة من اولها الى اخرها ولكنها ارادت ان تنبه على امور مهمة وقد وفقت كعادتها رضي الله عنها وارضاها في اختيارها لهذه الامور المهمة تبينت انه كان اذا رفع رأسه من السجود لم يسجد صلوات الله وسلامه عليه حتى يستوي جالسا بابي وامي صلوات الله وسلامه الاستواء جالسا اي الجلوس بين السجدتين مع استواء الجلسة واعتدالها ركن من اركان الصلاة. لان النبي صلى الله عليه وسلم امر به المسيء صلاته وقال ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قاعدة وقوله حتى تستوي قاعدا اي حتى تستوي جالسا وهذه الصفة التي هي قاعدا وجالسا بينتها الاحاديث ومنها حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها الرفع من السجود كان هديه عليه الصلاة والسلام بعد القيام والاعتدال من الركوع ان يسجد والسجود ركن من اركان الصلاة. ولذلك امر الله به. فقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا قوله واسجدوا امر والامر يدل على الوجوب ومما يدل على كونه ركنا امر النبي صلى الله عليه وسلم مسيء صلاته لقوله عليه الصلاة والسلام ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ومما يدل على فرضيته مداومة النبي صلى الله عليه وسلم عليه حيث لم يصلي بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه الا وسجد بين يدي ربه. وقد قال صلوا كما رأيتموه اصلي ولان فعله وقع بيانا بواجب فهو واجب وعليه اجتمعت هذه الادلة كلها على ان السجود ركن من اركان الصلاة فمن صلى ولم يسجد لغير عذر بطلت صلاته اذا هذا ركن من اركان الصلاة. لابد من الاتيان به على وجهه وسيأتي في صفة السجود ان النبي صلى الله عليه وسلم وامته امروا بالسجود على سبعة اعظم. كما سيذكر المصنف رحمه الله حديث ذلك بعد هذا الحديث وسنفصل في هيئة السجود وكان للسجود قول وفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اذا سجد عليه الصلاة والسلام وظع رأسه بين كفيه واستقبل باصابعه صلوات الله وسلامه عليه القبلة. فكان رأسه بين كفيه واستقبل باصابعه فيكون حينئذ تاما في استقباله للقبلة ثم كان عليه الصلاة والسلام يسجد على جبهته وانفه وقد ام بين ذلك كما سيأتي ان شاء الله في الحديث الذي يلي هذا الحديث. وكان عليه الصلاة والسلام اذا سجد جافى بين جنبيه وعظديه وكان يبالغ في هذه المجافاة حتى ان الصحابة رضي الله عنهم من هم كانوا يشفقون عليه عليه عليه الصلاة والسلام من شدة مجافاته وكان في مجافاة عليه الصلاة والسلام كما صح في الخبر لو مرت بهمة لوسعها ذلك المكان من مجافاته عليه الصلاة والسلام هذا من هديه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام اذا سجد استقبل باطراف باصابع قدميه القبلة. بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. فاستقبال القبلة باطراف الاصابع يجعل الجسم مستقبلا للقبلة في حال الصلاة فيجتمع استقباله في حال القيام وفي حال السجود كان عليه الصلاة والسلام اذا سجد يأمر بان يجافي وان يدعي ما على راحتيه. فاذا ادعم المصلي على راحتيه اي على كفيه سجد منه كل عظم. واصبحت الاعضاء كلها مستقرة على الارض وبهذا يتحقق السجود والسجود من اشرف المقامات واعظم الطاعات والقربات لرب لفاطر الارض والسماوات فالسجود من اعظم الطاعات واجل القربات التي يتقرب بها العبد وتتقرب بها الامة لفاطر الارض والسماوات لما فيه من بالغ ذلة والانكسار بين يدي الله عز وجل. وهو من اعظم الوسائل واقربها الى الله سبحانه وتعالى في سؤال وعفوه ومغفرته. ولذلك سجد الانبياء وسجد الصالحون من بعدهم والاولياء تذللا لفاطر الارض والسماء. فنالوا من الخير والبركة ما لم يخطر لهم على بال حتى ان العباد في المشهد الاعظم وهو يوم القيامة حينما يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه الشفاعة قال عليه الصلاة والسلام ساذهب فاسجد تحت العرش. فيفتح الله علي بمحامد يلهمنيها ساعة اذ. لم يحمد بها من قبل قال فيقول الله تعالى يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع هذا مقام عظيم. ان العبد يمرغ وجهه. الذي هو من اعز ما يكون في جسده. يمرغه في التراب. وينكسه الى الارض ويخر الى الارض ساجدا لربه. ولذلك رحم الله عبده اذا استرحم. وهو ساجد بين يديه وظن داوود ان ما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب فغفرنا له ذلك. فهو من اسباب المغفرة مغفرة واسباب العفو واسباب الاحسان من الله لعبده فالسجود من اجل القربات واحبها الى الله سبحانه وتعالى وهو ركن من اركان الصلاة كما ذكرنا ولا يكون السجود تاما كاملا الا اذا جمع فيه المصلي بين القول والفعل في التأسي رسول الله صلى الله عليه وسلم اما القول فان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الامة الى التسبيح ولذلك لما نزل قول الله عز وجل سبح اسم ربك الاعلى. قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في سجودكم ولما نزل قوله فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم قال بعض العلماء فيه مناسبة انه اذا سجد وخر الى اسفل شيء ذكر علو الله وهو صفة من صفاته. جل جلاله سبح اسم ربك الاعلى بصيغة المبالغة فليس بعد الله شيء. ولا اعلى من الله شيء سبحانه وتعالى. فيقول سبحان ربي هي الاعلى فهذه من صفات الله سبحانه وتعالى. ويشرع ان يدعو في سجوده. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم ندم الامة الى ذلك فقال عليه الصلاة والسلام واما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء فقمن اي حري ان يستجاب لكم. وهذا يدل على قرب العبد من ربه. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام اقرب ما يكون العبد العبد من ربه اذا كان ساجدا. فاذا سجد العبد بين يدي الله تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كان يدعو عليه الصلاة والسلام في سجوده. وقالت ام المؤمنين رضي الله عنها افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم فجالت يدي فوقعت على قدميه ساجدا يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا في طاعتك. فان كان من هديه عليه الصلاة والسلام الدعاء السجود وقال بعض العلماء رحمهم الله ان الافضل ان السجود هو افضل افعال الصلاة. وقد تقدمت معنا هذه مسألة وان الذي يترجح هو العلم عند الله ان القيام افضل لاشتماله على تلاوة القرآن ولتفضيل النبي صلى الله عليه وسلم له في قوله في الحديث الصحيح حينما سئل عن افضل الصلاة قال طول القنوت. وسنكمل باذن الله ما يتعلق بمسائل هذا الحديث في المجلس القادم باذن الله عز وجل