اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا اتقوا ولتنظر نفس ما قدمت لغدر. واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا. لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وتلك الامثال نضربها للناس اسئل عنا هم يتفكرون هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو ما هو الملك القدوس السلام. السلام المؤمن المهيمن العزيز سبحان الله عما يشركون. هو الله الله الخالق البارئ المصور. له الاسماء الحسنى. يسبح لهما في السماوات والارض وهو العزيز بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين. وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه. واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وان جعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما. ربي لا تجعل فينا ولا منا ولا ممن حضر معنا الينا شقيا ولا محروما. وفي بداية هذه الدروس خير ما نتواصى به جميعا تقوى الله عز وجل واساس التقوى اخلاص العمل لله سبحانه وتعالى. وهي الوصية التي لا يمل المسلم من سماعها في كل حين. فنسأل الله العظيم ان يرزقنا الاخلاص لوجه وابتغاء ما عنده. وان يجعل اعمالنا واعمالنا خالصة لوجهه الكريم. ونظر بقرب شهر رمضان المبارك كان من المناسب ان يكون ان تكون الدروس القادمة عن احكام الصيام ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يبلغنا شهر رمضان بعفو وعافية وامن وامان وجميع المسلمين ولا شك ان كتاب عمدة الفقه هو من اخصر الكتب واجمعها لاحكام الفقه المتعلقة بعبادة الصيام. وسيكون حديثنا ان شاء الله الدروس القادمة شرحا لهذا المختصر نسأل الله العظيم ان يعظم الاجر لمصنفه. وان يجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء واوفاه واعظمه واسناه كتاب الصيام كتاب عظيم. اشتمل على ركن من اركان الاسلام وشعيرة من شعائره الجليلة العظام. فان صوم رمظان عبادة جعل الله فيها من الخيرات والبركات والرحمات ما لم يخطر على بال المؤمنين والمؤمنات ويكفي ان الله اختار هذه العبادة التي تقوم على اعظم الاشياء واجلها على الامر الذي من اجله خلق الله خلقه وارسل رسله وانزل كتبه وهو توحيده وتعالى عبادة الصوم تربي في المسلم ارادة وجه ربه وابتغاء ما عند الله جل جلاله الصوم عبادة الاخلاص كما هو الشأن في سائر العبادات. لكن لما كانت هذه العبادة يمكن للانسان ان يتوارى وان يغيب عن انظار الناس وان يأكل وان يشرب وان يستمتع بشهوة البطن الفرج لكنه لا يفعل ذلك استجابة لامر الله وطاعة لله فهي سبحانه وتعالى فيتربى فيه وينمو هذا الشعور هذا الشعور العظيم وهو الاخلاص. ثلاثون او تسع وعشرون يوما يعلم فيها الانسان كيف يعبد ربه وكيف يريد وجهه سبحانه وتعالى فما ظمأت الامعاء الاحشاء ولا جاعت الامعاء من اجل الظمأ والجوع. ولكنها لله وحده لا شريك له ولذلك اخبر الله جل جلاله عن هذا المعنى العظيم. الذي اشتملت عليه هذه العبادة الجليلة الكريمة فقال في الحديث القدسي الذي يرويه الصحابي الجليل ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله الله تعالى يقول كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به الا الصوم فانه لي اي انه يتكفل سبحانه وتعالى بالجزاء والثواب على احد الوجهين عند العلماء وعلى الوجه الثاني فانه لي. اي ان الصوم لا يكون الا لله وحده. وهذه حقيقة في الصيام لان الصائمين يستطيع كل واحد منهم ان يخل بصيامه. وان يروي الظمأ احشائه وجوع امعائه. وان ان يأكل ويشرب كما يشاء. في اي وقت شاء ولكنه يبقى قائما لله عز وجل وهذا مع مرور الايام يجعل الانسان متجها الى ربه. موجها وجهه للذي فطر السماوات والارض وهذا يربي فيه معنى ثان هو من اعظم الامور التي تحبس العبد عن معصية الله وتكفه عن حدود الله ومحارم الله. وهو المراقبة لله سبحانه وتعالى فاذا اصبح في ايام الصوم كلها كلما نزغه الشيطان او حدثته النفس ان يفطر تذكر انه اوصائم لله وتذكر ان الله يسمعه. وان الله يراه وانه لا تخفى عليه خافية وانه لا تخفى منه خافية عن الله عز وجل فهذا يربي فيه شعور المراقبة. وان الله مطلع عليه. وحينئذ تكون النفس مستجيبة لامر الله سبحانه وتعالى. ومع مرور الايام ربما تطور الامر. وزاده الله من حتى يصبح هذا الشعور ديدنه ومرافقا له في جميع احواله. وحركاته وسكناته فما خرج العبد من الدنيا بشيء اعظم من تقوى الله جل جلاله. ومن تقوى الله ومن اعظم تقوى بعد الاخلاص مراقبة العبد لله جل جلاله. واستشعاره ان الله يسمعه. واستشعاره ان الله يراه فهذا هو الذي يهذب سلوك المؤمن ويقوم طريقه. ويجعله ابعد ما يكون عن حدود الله. ومحارم الله. ولذلك قال الله جل جلاله ينبه العباد على فضائل هذه العبادة الجليلة الجميلة الكريمة. يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون لعلكم تتقون. قال بعض العلماء لان الصيام معين على تقوى الله. ويزيد من تقوى العبد لربه وسيده ومولاه. ولذلك اخبر الله في كتابه بهذا الامر. ونبه عليه حينما فرض عليهم الصيام نبههم ان جوع الامعاء وان ظمأ الاحشاء يقود الى تقوى الله جل جلاله فاطر الارض والسماء هذا الظمأ وهذا الجوع. لن يذهب عند الله سدى والعبد حينما تمر عليه الدقيقة قبل الساعة قبل ان تغيب عليه شمس يومه فان الله يراقبه والله مطلع عليه. فهنيئا ثم هنيئا لاهل الصيام. فاذا صحب الصيام بالعذاب والمشقة والتعب والعناء والنصب وخارت قوة العبد فصبر واصطبر وكان ذلك خاصة في شدة الحر والقر وكان ذلك على سبيل النافلة. فانه يعظم عند الله امره. ويعظم عند الله شأنه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم من صام لله يوما شديدا حره بعد الله عن وجهه النار سبعين خريفا يوم واحد يصومه العبد يبعد به عن نار الله سبعين خريفا. فكيف بثلاثين يوما؟ اوكيف بتسع عشرين يوما هي من الفرائض. فاذا كان هذا الثواب في النوافل. فكيف في فريضة الله؟ كيف في شهر الصيام كيف في شهر القرآن؟ كيف في شهر الصبر؟ ولذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم كما روى الامام احمد في مسنده فهذا كله يدل دلالة واضحة على فضل هذه العبادة العظيمة. وفي هذه العبادة العظيمة يعود الانسان على خصلة هي من اعظم الخصال التي تعين على ترك محارم الله والعزم على وفعل على فعل الطاعات وترك المحرمات واجتناب الشهوات الا وهي الصبر الصوم عبادة الصبر والصبر جزاؤه الجنة ولذلك الصبر من اعظم الخصال وافضل الخلال التي يتخلق بها المؤمن فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين نفسه وفيما بينه وبين عباد الله ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول وما ما اعطي عبد عطاء افضل من الصبر. اللهم ارزقنا الصبر. اللهم ارزقنا الصبر. اللهم ارزقنا الصبر واحتساب الاجر. واجعلنا من الصابرين. ولذلك احب الله الصابرين. واثنى عليهم في كتابه وذكر حسن عاقبتهم في الدين والدنيا والاخرة. الصبر جزاؤه الجنة والصبر ثوابه بلا حساب. ولذلك قال الله جل جلاله انما يوفى الصابرون اجر بغير حساب يصبر عبد في صيامه على طاعة ربه ومرضاته يصبر العبد على طاعة ويكابدها ويحمل عناءها ومشقتها. حتى اذا دنت الشمس من الغروب واذن يومه بالرحيل. فعندها يفطر حين يأمره الله بالفطر ولسان الحال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله. يتعلم المؤمن منها ان الصبر عاقبته حميدة. وانه مهما مر عليه من المشاق. ومهما مر عليه من المتاعب فانها تبلغ ذروتها ذروتها. ولكنها في النهاية الى الانكسار. والى الضعف والانحسار كما انه في نصف يومه كان في شدة الحر يعاني من الظمأ ويجد مشقة الجوع والمه وما فيه من الاثار على نفسه ونفسيته ثم اذا به يؤذن بصلاة العصر فيذهب نصف نصف النهار الاخير ثم اذا ما هي الا دقائق حتى يؤذن برحيل يومه وانتهائه هكذا كلها وهكذا كل غم يشتد على ولي الله بالمؤمن حتى يبلغ السيل الزبا فيتجه الى الله بكليته ليجد الله قد ربط على قلبه واذنه بالتوفيق حتى ينتهي من عبادته او ينتهي من محنته وكربته ليجد من الله ما لم يخطر له على بال انما توفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذا وعد من الله جل جلاله فهذه العبادة العظيمة يقال لها عبادة الصبر وهي في شهر الصبر في شهر هو خير ومن خير الشهور وافضلها واحبها الى الله اختاره الله فانزل فيه افضل كتبه وارسل فيه فيه افضل رسله شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. جعله الله في هذا الموسم العظيم. حتى يجمع العبد بين عبادة الصيام وغيرها من الطاعات. ولذلك جعله الله شهر القرآن. وجعل الصيام فرضا فيه. لاقتران القرآن بالصيام ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود ما يكون بالخير من الريح المرسلة. كما صحيح من حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة اذا تصورت في هذه الدنيا شيئا اسرع من الريح فان النبي صلى الله عليه وسلم كان اجود بالخير من الريح المرسلة وكان اجود ما يكون. يقول رضي الله عنه اذا كان في رمظان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن اختار الله لعبادة الصيام مدارسة القرآن اختار مدارسة كلامه الذي هو صفته وليس بمخلوق منه بدا واليه ينتهي كلام الله الذي هو منه سبحانه وتعالى هداية ورحمة ونورا وفرقانا جعله الله في هذا الشهر لان النفس اقرب ما تكون الى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر. واقرب ما تكون مهيأة لمدارسة القرآن ومدارسة كلام الله في هذا الشهر فانظر رحمك الله كيف جعل الله لهذه العبادة من الخصائص والفظائل والنوائل ثم ان الصيام يقوم الانسان ويهذب اخلاقه ويذكره باخوانه وبالضعفة والبائسين فاذا كان الانسان غنيا ثريا قد افاض الله عليه من نعمه فانه لا يعرف الجوع ما دام غنيا الا اذا صام فاصبح الصيام يذكره باهل الاسلام وبضعفتهم ومحاويجهم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود بالخير في شهر الصبر ومن هنا تجد الانسان حينما يصاب بالجوع ومرارة الجوع اذا جاءه اخوه يشتكي اليه انه لا يجد مطعمه او لا يجد هو واولاده المطعم. او لا يجد هو واولاده واهله وقرابته المطعم حن عليه واشفق عليه وعطف عليه حن عليه بحنان الاسلام واخوة الاسلام رياء ولا سمعة ولكن ابتغاء وجه الله جل جلاله. انما نطعمكم لوجه الله اه انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انما يطعمه بهذه الاخوة اخوة الاسلام فالصيام يذكر اغنياء المسلمين بفقرائهم. ومحاويجهم بل انه يذكر بكل من تمر عليه فتراه يكتوي من الجوع. او يبلغك الخبر انه يتألم او يتأذى. فتسهم نفسك وتجود وتقدم ما تستطيع لان ذلك مما يحبه الله ويرضاه. ويعظم اجره في الدنيا والاخرة ففي هذه العبادة الجليلة العظيمة الكريمة فيها معان سامية. ولذلك يخرج الناس من شهر رمضان بزاد هو اعظم الزاد وهو زاد التقوى. ولذلك قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلنا من المتقين وان يعيننا على تقواه. وان يحشرنا في زمرة المتقين. انه ولي ذلك والقادر عليه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال الامام المصنف رحمه الله تعالى كتاب الصيام يقول الامام الموفق رحمه الله كتاب الصيام الكتاب اصله من كتب الشيء يكتبه كتبا وكتابة واصل الكتف في لغة العرب الظم والجمع. وسمي الكتاب كتابا لانضمام حروفه بعضها الى بعض تقوسوا وان يكون الصف فيهم انحناء يغلب على الظن معه اصابة جدار الكعبة. ولكنه لم يفعل ذلك فاذا اصبحت في داخل مكة فالعبرة بالمسجد فاذا خرجت عن مكة فالعبرة بمكة وكذلك لانضمام المسائل بعضها الى بعض. ومن عادة العلماء والائمة رحمهم الله اذا عبروا بهذا مصطلح كتاب ان يقطع المتأخر عن المتقدم. فكان الامام رحمه الله يتكلم عن احكام الزكاة ما اعقبها باحكام الصيام. لان الوحي والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكرت ياما بعد الزكاة قوله الصيام مصدر صام يصوم صوما وصياما والصوم في لغة العرب تدل مادته حول الامساك والكف عن الشيء يقال صام اذا لم يتكلم فكف عن الكلام وصام اذا لم يتحرك فتوقف عن المسير يقال صامت الشمس اذا وقفت في كبد السماء عند الظهيرة حين يقوم قائم الظهيرة وصام الرجل عن الكلام اي امسك ومنه قوله سبحانه وتعالى فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم فلن اكلم اليوم انسيا فهذا من الامساك عن الكلام. ولذلك قال الامام ابو عبيد القاسم ابن سلام كل ممسك عنه الكلام او عن الطعام او الكلام او السير فهو صائم قوله رحمه الله كتاب الصيام الصيام ايضا الامساك عن الكلام كما ذكرنا وتقول العرب صامت الخيل اذا قامت وامسكت عن الجري وكذلك اذا امسكت عن الصهيل والصوت ومنه قول النابغة خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج واخرى تعلو كاللجم. فمادة الصيام تدور حول الامساك عن الشيء ولكنها في شريعة الله عز وجل المراد بها معنى خاص فهذا المعنى اللغوي العام خصصته الشريعة بعبادة خاصة فهو امساك مخصوص من على صفة من شخص مخصوص في زمان مخصوص بنية مخصوصة وقولهم امساك مخصوص المراد به الامساك عن شهوتي البطن والفرج فيمسك الصائم عن شهوة بطنه وفرجه فاذا امسك عنهما فهو صائم. والدليل على ذلك ان الله تعالى يقول في الحديث القدسي عن الصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته. يدع طعامه وشرابه وشهوته. فبين انه قد امسك عن شهوتي البطن الطعام والشراب وعن شهوة الفرج بقوله وشهوته فهذه هي حقيقة الصوم. ولما قالوا امساك مخصوص خرجت الحقيقة الشرعية عن المعنى العام الى هذا المعنى الخاص وهذا هو الغالب في الحقائق الشرعية ان تكون اخص من الحقائق اللغوية وقولهم من شخص مخصوص هو الذي يصح منه الصوم والصوم في الاصل انما يجب على البالغ العاقل على المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم. لان الله لا يكلف نفسا الا وسعها. اما بالنسبة للكافر فانه مخاطب بفروع الشريعة خطابا يؤاخذ عليه في الاخرة. ويعذب عليه. قالوا لم نك من ما سلككم في سقر. قالوا ما في سقم قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين. فهذا يدل على انهم مؤاخذون ومعذبون. ومن هنا هم مخاطبون بفروع الشريعة. لكنها لا تصح منهم الا بعد تحقيق التوحيد والايمان لان الله لا يقبل العمل الا بعد ان يوجد فيه شرط القبول وهو الايمان. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وقال تعالى عن الذين كفروا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فاذا لا يصح الصوم الا من مسلم. ولا يجب الا على مسلم قادر. قادئ مسلم لان الصبي لا يكلف حتى يبلغ كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ام علي رضي الله عنه وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المجنون حتى يفيق. والصبي حتى يحتلم. فكل من الصبي والمجنون لا يصح منه الصوم لا يصح لا يجب عليه الصوم ولا يصح من الصبي الا اذا كان ولا يؤمر به الا اذا اطاقه على سبيل التعليم والترويض. فان صام الصبي قبل البلوغ صح صومه كما تصح صلاته. لكن لا يجب عليه الصوم. واما بالنسبة للمجنون فانه لا يجب عليه الصوم. فاذا فاق قبل غروب الشمس ولو بلحظة لزمه قضاء ذلك اليوم فقولهم من شخص مخصوص هو الذي يصح منه الصوم. وقولهم بنية مخصوصة. الانسان قد يمسك عن الطعام والشراب حمية. وقد يمسك من باب الدواء وقد يمسك لانه لا يجد طعاما ولا شرابا ذلك كل هذا لا يعتبر صوما شرعيا الا اذا كان بنية التقرب لله سبحانه وتعالى ليس كل ممسك عن الطعام والشراب والشهوة يعتبر صائما الا اذا قصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى وفي قولهم في زمان مخصوص الزمان المخصوص بينه نصوص الكتاب بينته بين هذا الزمن مخصوص نص الكتاب والسنة. فقال الله في كتابه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخير حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. ثم اتموا الصيام الى الليل. فبينوا وقت الزمان ووقت الصوم وزمانه. وقال كذلك في شهوة الفرج احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم ومفهوم الزمان في قوله احل لكم ليلة الصيام مفهومه انه لا يحل لكم الرفث الى نسائكم في نهار الصوم هذا هو الزمان المخصوص. وسيأتي ان شاء الله بيان ذلك. هذه هي عبادة الصوم. بمعناها الشرعي يقول المصنف رحمه الله كتاب الصيام. الصيام يكون فرضا من الشارع سبحانه والله سبحانه فرض علينا شهرا واحدا وهو شهر الصيام واما بالنسبة للصوم في غير رمظان فانه يكون فرظا اذا كان عقوبة وكفارة فيكون عقوبة في الكفارات المغلظة القتل والظهار والجماع في نهار رمضان صيام شهرين متتابعين على التفصيل المعروف ويكون الصوم في كفارة غير مغلظة ككفارة الايمان والنذور فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام وكذلك قال فهذه كفارة الايمان ويكون في كفارة جزاء الصيد عدلا عن الواجب من الهدي عدل ذلك صياما. فينظر الى قيمة الهدي ثم يقدر جزاء الصيد. جزاء الصيد. ينظر الى قيمته ثم يقدر ثم ينظر الى الطعام الموجود فيه ثم يصوم عن كل نصف صاع او عن كل ربع صاع يوما فهذا الصوم فرضه الله عقوبة والمكلف هو الذي تعاطى السبب للعقوبة. وقد يكون واجبا من المكلف نفسه يوجب على نفسه الصوم. فيقول لله علي ان اصوم ثلاثة ايام او يكون نذره معلقا فيقول ان شفى الله مريضي صمت يوما او يومين. فهنا الصوم واجب المكلف على نفسه بالنذر واما ما عدا ذلك من الصيام النافلة فانه يكون مقيدا على سبيل الترغيب كصيام ثلاثة ايام من كل شهر وصيام الايام البيئة سواء هن الايام البيض او الايام المطلقة من الشهر كله وصيام الاثنين والخميس وصيام عاشوراء وصيام يوم عرفة ونحوها من رغب الشرع في صيامه واما الصيام المطلق فهو ان يصوم لله دون ان يكون مقيدا فضل وارد فيه هذا بالنسبة لانواع الصوم. والمصنف رحمه الله سيذكر الاحكام الشرعية. المتعلقة بالصيام بجميع هذه الانواع. ولذلك ذلك ابتدأ فبين حقيقة الصوم واحكام الصوم العامة ثم اتبع ذلك بباب صيام تطوع فالعلماء من عادتهم رحمهم الله ان يذكروا احكام الصيام العامة ثم يتبعونها باحكام الصيام الخاصة وهو صوم التطوع. يقول رحمه الله كتاب الصيام في هذا الموضع ساذكر لك جملة من الاحكام والمسائل المتعلقة بالصيام. نعم قال رحمه الله تعالى يجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم. الباقي ابدا اثابكم الله فضيلة الشيخ وغفر الله لك ولوالديك واسعدكم سعادة الابرار. فضيلة الشيخ هذا سائل يقول نوى العمرة في اخر يوم في شعبان ثم بدأ الطواف في اول ليلة من رمضان اثابكم الله بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد وقد ثبتت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل العبرة في شهر رمضان ولذلك قال لامرأة الصحابي ما منعك ان تحجي معنا قالت انه ليس لنا الا ناضح وقد حج عليه ابو فلان قال اذا كان رمظان فاعتمري فان عمرة في رمظان كحجة. فهذا يدل على ان من اوقع العمرة وفي شهر رمضان انه ينال هذا الفضل العظيم. لكن السؤال لو انه نوى العمرة في اخر ليوم من شعبان وبعد ان نوى دخل عليه رمظان وغابت شمس اخر يوم من شعبان وهو لم يطف بالبيت فهل ينال هذا الفضل او لا يناله هذه المسألة في الحقيقة اه لها مسألة شبيهة ولكن من حيث الاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان وهذا يدل على انه لابد من ان تقع العمرة تامة كاملة في رمضان لكن آآ هناك مسألة من احرم ونوى الاحرام في اخر يوم من رمظان ثم بالعمرة ثم ادى الطواف بعد دخول شهر شوال ناويا الحج من عامه هل يصير متمتعا بهذه العمرة؟ هذه هي التي فيها الخلاف والتفصيل عند العلماء. فبعض العلماء يقول العبرة بالنية والدخول في العمرة وهؤلاء لا يرونه متمتعا ما دام انه لبى ودخل في النسك قبل غروب شمس اخر يوم من رمضان لانه اذا غابت شمس اخر يوم من رمظان دخل شهر شوال وحينئذ تدخل اشهر الحج وهي التي تشترط يشترط ان تقع العمرة فيها وبناء على ذلك اذا نوى قبل دخولها قالوا لا يعتبر متمتعا القول الثاني قالوا العبرة بابتداء الطواف فاذا نوى قبل غروب شمس اخر يوم من رمضان وطاف بعد ان غابت الشمس فانه متمتع وهذا للشافعية والحنابلة رحمهم الله. والاول يقول به بعض الظاهرية والقول الثالث ان العبرة باكثر الطواف كما هو مذهب الحنفية فاذا طاف اربعة اشواط فاكثر بعد غروب الشمس فهو متمتع وان طاف اقل منها فانه ليس بمتمتع. فالعبرة عندهم باكثر الطواف والقول الرابع العبرة بالتحلل كما هو قول عند المالكية فان تحلل اي انتهى من العمرة وخرج منها قبل غروب الشمس فحينئذ فانه قبل بعد غروب الشمس فانه حينئذ يكون متمتعا ولا عبرة بالطواف ولا بالسعي وهذه المسألة في مسألة التمتع اما في مسألة ففيها حديث ونص عمرة في رمضان كحجة فعمرة في رمظان يدل على ان العمرة بكاملها لا بد من ان تقع في رمظان. وهذا هو الذي يظهر والله تعالى اعلم ان العبرة بابتداء العمرة بالنسبة لفضل رمضان واما بالنسبة للتمتع فالعبرة بابتداء الطواف فاذا ابتدأ الطواف بعد غروب الشمس فهو متمتع. وان ابتدأه قبل غروب الشمس فليس بمتمتع وبناء على ذلك يفصل ويفرق ما بين التمتع وما بين فظل العمرة في رمظان والله تعالى اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا السائل يقول هل سعة جهة القبلة خاصة لاهل المدينة ام لاهل الافاق جميعا؟ وما المراد بان الخطاب لاهل المدينة في الحديث؟ ما بين المشرق والمغرب قبلة اثابكم الله الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين المشرق والمغرب قبلة بالنسبة لاهل المدينة القبلة في الجهة الجنوبية وقبلتهم جنوب وبناء على ذلك اذا صار المشرق عن اليسار والمغرب عن اليمين وهو مستقبل القبلة حتى ولو انحرف ولم يصل الى المشرق وانحرف ولم يصل الى المغرب فانه يصح استقباله. وهو مستقبل القبلة لانه قال عليه الصلاة والسلام ما بين المشرق والمغرب قبلة. وبناء على ذلك لا عبرة بالجهة الفرعية وانما العبرة بالجهة الاصلية فاذا انحرف عن القبلة عن اليمين ولم يصل الى الجهة الاصلية فانه مصل الى القبلة. لماذا لان طبعا الحديث عام. لان من حيث الاصل عام من جهة المعنى. اي النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد اعتبر الجهات الاصلية هذا عام في جميع اقطار الارض. واما بالنسبة لكونه ما بين المشرق والمغرب هذا خاص بالمدينة ومن في سمتهم بالنسبة لمن كان شمال بيته او جنوب البيت واما بالنسبة استقبال القبلة اولا من كان امام الكعبة او يجب عليه ان يستقبل عين الكعبة ولابد من ان يكون جدار الكعبة الذي هو في جهتك امامك ويتسع ذلك باتساع الصفوف وبعدها عن البيت في اصح قولي العلماء هناك قول يقول تعتبر مسامتة اركان البيت وهذا ضعيف والذي يظهر الله اعلم انه العبرة بنفس استقبال الجهة ثم تتسع باتساع الصفوف وتأخرها ثم اذا خرجت من الحرم فالعبرة بالمسجد فاذا استقبلت المسجد فانت مستقبل الكعبة داخل الحرم وخارج المسجد كأن تكون في في منطقة اه فرضنا الحجول منطقة الحجون فانت تستقبل المسجد ما دام المسجد امام فانت مستقبل الكعبة لا يشترط ان تحدد انك على الجدار الشرقي لست بملزم بهذا. لانك اذا خرجت فان الله قالوا حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة اي ناحية فلما تكون داخل المسجد تستقبل العين خارجة تستقبل الناحية فاذا قال قائل يجب عليه ان يستقبل القبلة لان الله امر باستقبال ولان النبي صلى الله عليه وسلم قال على الكعبة قبلتكم نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه انه حج معه عشرات الالوف من الصحابة حتى قال كثير من العلماء ان الذين حجوا معه بلغوا مئة الف وقيل مئة الف وعشرة هذا الكم الهائل لما كان يصلي بهم كان يصلي بهم في عرفات يصلي بهم في منى وصلى بالابطح كما في من حديث ابي جحيفة وهب بن عبدالله السوائي رضي الله عنه. قال ثم ركزت له العنزة. فصلى الظهر ركعتين فهذا الموضع الذي هو المحصن لما نزله عليه الصلاة والسلام فانه كما هو معلوم الصفوف مترامية فهو يستقبل الكعبة. ولكن بقية الصف قطعا انهم سيخرجون عن عن استقبال الجهة. فدل على ان العبرة بالجهة وان العبرة بالناحية كما قال تعالى فولوا وجوهكم شطرا. اذ لو كان الواجب ان يستقبل نفس الجدار وان ينحني لامرهم ان هذا الذي يفعل الان من تقطيع الصفوف ووضع الالات والتشديد على عباد الله فيما لم يشدد الله به على عباده هذا لم يأمر الله به ولم يلزم به العباد. العبرة بالجهة. ومن كان داخل مكة فاعتد بالجهة التي فيها المسجد فقد كفاه ذلك. وصح استقباله لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزمنا بهذا الامر الذي فيه التحديد العيني. نعم من الافضل اذا جئت ان تبني مسجدا حديثا ان تستفيد من هذه الاية التي يسرها الله لكننا لسنا ملزمين ان نقطع صفوف الناس وان نجعلهم يصلون بين السواري في المساجد القديمة وان يحرم جزء كبير من المسجد من الصلاة فيه وهي ارض وقف اذن بالصلاة فيها والعبادة فيها وفيها رجل من اوقفها هذا كله ولا يعرف هذا الامر الذي فيه التشديد بهذه الصفة العبرة بالجهة. اذا استقبلت الجهة فهذا نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة. وهذه هي شريعة الرحم التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك يستقبل المسلم الجهة ويعتد بها واما الاستقبال العيني فانه لا يلزم الا اذا كان داخل الكعبة وبناء على ذلك فقوله عليه الصلاة والسلام في اهل المدينة ما بين المشرق والمغرب قبلة يدل دلالة واضحة على ان العبرة بجهة الكعبة انها اذا كانت في جهة الجنوب استقبلنا الجنوب. وان كانت في جهة الشمال استقبلنا الشمال ولم يكلفنا الله امرا زائدا على ذلك. هو في اهل المدينة نص ولكنه ينقل بالمعنى لبقية الافاق على التفصيل الذي بيناه والله تعالى اعلم اثابكم الله شيخنا حفظكم الله هذا سائل يقول اذا اخطأ المؤذن وكرر حي على الصلاة اكثر من مرتين في الاذان. فهل عليه شيء وماذا يفعل اثابكم الله يستمر في بقية الالفاظ قال حي على الصلاة ثلاث مرات لو قال حي على الفلاح ثلاث مرات. لو قال اشهد ان لا اله الا الله ثلاث مرات. يستمر في بقية الفاظ الاذان اذا انتهى من الاذان فانه لا شيء عليه. واذانه صحيح ولا يلزمه شيء غير هذا. لكن لمكانة الغفلة والسهو ان استغفر فان ذلك حسن والله تعالى اعلم لانه خطأ والله تعالى يقول ولا جناح عليكم فيما اخطأتم ولما كانت هذه العبادة متصلة والاذان لا تنفصل كلماته الا بشيء غريب عن الاذان. والحي على ليست بغريبة من الاذان وهي من جنس الاذان وقعت سهوا وخطأ. ولذلك لا توجب استئناف الاذان من اوله. والله تعالى اعلم اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول هل وضع اليد على الوجه والعينين اثناء الاذان فيه اثر من السنة وجزاكم الله خيرا ليس فيه شيء صحيح وهكذا مسك اطراف الاذن في حديث ضعيف لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء بهذا ولذلك اذا فعله الانسان بقصد العبادة والتقرب فهو بدعة وينهى عنه الاصل اتباع الوارد فان النبي صلى الله عليه وسلم انما ورد عنه اتباع المؤذن فيما يقول على الصفة الواردة والله تعالى اعلم. اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا السائل يقول حكم الدم المستمر من خلع الضرس وجزاكم الله خيرا اذا خلع الضرس واستمر الدم فانه يتعاطى اسباب ايقاف الدم فاذا اصبح الدم جاريا فانه لا يكلف الا ما في وسعه فيصلي ولو جرى معه الدم فان المرأة المستحاضة اذا غلبها الدم صلت والدم يجري معها. لا يكلف الله نفسا الا وسعها وبناء على ذلك يتعاطى اسباب ايقاف الدم كوضع القطنة والضغط عليها فان احتبس الدم فالحمد لله فاذا لم صار يخرج يلقي ذلك الخرج ويبصقه ولا يكون في موضع مصلاه اذا كانت الارض ليس فيها فراش او يبصق في المنديل ويرميه او اه يضعه في شيء اذا كان بجواره برميل او نحوه يرميه يبصق فيه هذا كله من باب تعاطي اسباب النظافة والطهارة ما امكن فاذا غلبه واستمر صلى على حالته. لان النبي صلى الله عليه وسلم اذن للمستحاضة ان تصلي وكانت احدى النساء المستحاظات تصلي والدم يجري ويوظع تحتها الطست من كثرة الدم الذي يغلبها ولما قال لها انعت لك الكرسف قالت هو اشد من ذلك اني اثج سجا وقال عليه الصلاة والسلام تلجمي وفي حديث الحارس الصحابي الذي كان يحرس الشعر فجعل ينظر اليه وجاءه السهم العائر صلى وجرحه يثعب. لان الدم لا يمكن ان يرقى ولا يمكن ان يقف. فهذه كلها احوال مستثناة. لا يكلف الانسان الا ما في وبناء على ذلك يصلي على حالته ما دام هذا العذر سيستغرق وقت الصلاة. اما لو كان هذا الدم يمكن ان ينزف وقال له الطبيب سيستمر نزيف هذا الموضع او هذا الجرح من جسدك او هذا الضرس سيستمر معك نصف ساعة او ساعة ووقت الصلاة واسع فينتظر حتى يتوقف الدم. ثم يصلي لانه بامكانه ان نؤدي الصلاة كما امره الله. الكلام اذا غلبه ولم يستطع ان يوقفه والله تعالى اعلم. اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول هل يشرع للامام في صلاة العشاء القراءة بمقاطع قصيرة من السور الطوال بما يعادل سبح اسم ربك الاعلى والشمس وظحاها ام السنة القراءة من اواسط المفصل؟ بارك الله فيكم لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال هلا قرأت بسبح اسم ربك الاعلى والليل اذا يغشى دله على الموضع الذي اختاره العلماء اوسط المفصل ومراد عليه الصلاة والسلام ليس تعيين هذه الصور ومراده القدر قدر هذه الصور لان الاشكال بين الصحابي والناس في القدر وليس في نوع السور. هذا السائل يقول هل يشرع في صلاة العشاء القراءة لمقاطع قصيرة من السور الطوال. نعم. بما يعادل سبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها ام السنة القراءة المفصل بارك الله فيكم بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما اشتكى اهل قباء من معاذ رضي الله عنه اشتكوا منه الاطالة فامره او دله على هذا الموضع وهو اوسط المفصل وبناء على ذلك اذا كان الامام يتحرى قدر الصور التي في اوسط المفصل فهو نوع من التحري للسنة. لا انها سنة بعينها فهو يقصد انه لا يطيل بهم ويعمل بما ارشدت اليه السنة. فمن هذا الوجه يكون متبعا لامره عليه الصلاة والسلام وتنبيهه عليه الصلاة والسلام. لان الله تعالى يقول فاقرؤوا ما تيسر منه. ولو اختار هذا القدر من المفصل فقد قرأ ما تيسر واتبع السنة بعدم الاطالة واما بالنسبة السور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قرأها الامام يقصد التأسي فهو على خير على سنة والله تعالى اعلم. اثابكم الله بارك الله فيكم هذا سائل يقول معلوم ان المسافر لا يصلي الرواتب في السفر. فهل يجوز ان يصلي النوافل في السفر بين الوقت بين وقت الظهر عصر او بين المغرب والعشاء خاصة لمن في مكة يكون الصلوات تضاعف وجزاكم الله خيرا. نعم ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم لم يصلي الرواتب في السفر الا راتبة الفجر وكان عليه الصلاة والسلام لا يصلي من النوافل من ليل الا الوتر فهذا هو الذي خصته السنة ووردت به السنة في السفر واما بقية الرواتب فانها تترك تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال ابن عمر رضي الله عنهما ليلة النحر لما ذكر جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بالمشعر قال ولم يسبح بينهما ولا على اثرهما. لم سبح يعني لم يصلي النافلة والراتبة. هذه هي السنة وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم اما لو انه اراد ان يصلي نافلة مطلقة وان يتنفل فاراد ان يتنفل بين المغرب والعشاء او يتنفل بين الظهر والعصر نافلة مطلقة او اراد ان يصيب فضل الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نافلة مطلقة انه يجوز له ذلك ولا بأس به ولا حرج لان الله اه ندب عباده الى الصلاة وقال واستعينوا بالصبر والصلاة. فاذا وقال صلى الله عليه وسلم استعينوا استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة. فاذا اكثر منها واراد ان ينال فضل المضاعفة في المواضع مضاعفة فيها الصلاة فلا بأس ولا حرج. وهكذا اذا جاء مسافرا فقال اذهبوا الى قباء واصلي فيه. وآآ اصيب فضيلة الصلاة فيه ووافق وقت النافلة فصلى نافلة. لانه لو ذهب وصلى في قباء ووافق صلاة الظهر فقد حاز الفضل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى قباء اه من تطهر في بيته ثم اتى قباء فصلى فيه كان له عمرة. لا يلزم انه بعد الصلاة المفروضة يقوم يصلي ركعتين خاصة. هو اذا تطهر وذهب الى بيته وصلى ووافق وقت الفريضة فانه قد حاز هذا الفضل لكنه اذا كان من خارج المدينة فالافضل ان يجعل الصلاة في قباء في غير الفريضة لينال فضل مضاعفة الفريضة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فيحرص يحرص على الصلاة فيه. لانه احق ان يقام فيه لانه اول مسجد اسس على التقوى كما ثبت في قوله عليه الصلاة والسلام واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا