اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه. ونعوذ بالله من شر انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء طيب المبارك واسأل الله عز وجل ان يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا اجمعين. مع الحلقة الثالثة عشرة من حلقات قصة الحروب الصليبية في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا عن المذبحة الرهيبة التي اقامها الصليبيون للمسلمين في بيت المقدس وقتلوا سبعين الف من المسلمين في جد الاقصى وصارت الخيول والجنود الى ركبهم في دماء المسلمين وكانت مجزرة بكل المقاييس بشعة. وذكر ذلك المؤرخون الصليبيون الذين عاصروا هذه المجزرة وشاهدوها رأي العين. وآآ نتيجة هذه المجزرة طبعا يعني سحقت القوى الاسلامية تماما في داخل آآ القدس قام الصليبيون بحملات تطهير عرقي كبيرة. آآ قتلوا المسلمين وقتلوا اليهود ولم يعد هناك في القدس الا النصارى فقط. سواء كانوا من الكاثوليك الذين اقتحموا المدينة. او من الارثوذكس اللي كانوا اللي كانوا عايشين في القدس قبل آآ قبل ان تفتح آآ المدينة بالصليبيين اه في هذه الاثناء حصلت مشكلة كبيرة عند الصليبيين وهي مشكلة من الذي يحكم القدس بعد سقوطها؟ والحقيقة المتنافسين على حكم القدس كانوا اعداد كبيرة. يعني كان هناك اللي هو الزعيم الاكبر للقوات الصليبية والرجل الذي يعني آآ اخذ منظر القائد العام جيوش الصليبية منذ بداية الحملات وهو مقرب الى قلوب معظم اه زعماء الحملة وكانت له بعض الاراء السديدة اه عسكريا وسياسيا في اثناء تحركات الجيوش الصليبية من ان تقي الى بيت المقدس. وطبعا بينافسوا على هذا المنصب الكبير آآ ريمون الرابع. اللي حاول ان هو ياخد اه امارة في انطاكيا وفشل وحاول انه ياخد في طرابلس وفشل ودلوقتي اكيد هيحاول ان هو ياخد امارة في بيت المقدس ومن بيت المقدس يعتبر اهم الامارات مطلقا لانه يحكم مدينة القدس الشريف وهي من آآ اعظم المدن او لعلها اعظم المدن مطلقا عند آآ النصارى على مستوى العالم اجمع كان غيرهم بقى منافس خطير جدا الكنيسة البابوية. وطبعا البابا فروما اللي هو قربان الثاني هو الذي حرك الجيوش الذي جمع وهو الذي استفز الجموع الاوروبية الضخمة الهائلة للقدوم الى الشرق الاسلامي لاحتلال بيت المقدس فلابد ان كنيسة مطامع وزي ما احنا عارفين ان الكنيسة في ذلك الوقت لم تكن فقط آآ مجرد آآ شيء ديني او شيء شرفي ولكنها كانت آآ تحكم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وكان له قوة كبيرة على العالم النصراني بكامله. لكن المشكلة الكبيرة ان الكنيسة منيت بضربتين كبيرتين في بداية احتلال القدس الشريف. الضربة الاولى انه قبل ان تحتل القدس الشريف بعدة شهور وفي ان تقي مات فجأة ادهمار اللي هو كان المندوب الباباوي الرجل الذي ارساه البابا اوربن الثاني لقيادة الحملات الصليبية قيادة روحية وبالتالي عندما تفتح القدس لابد ان يسلمه مفاتيح القدس هذا الرجل مات فجأة ولم يكن هناك البديل له ووصلت الانباء بموت هذا المندوب الباباوي وبالتالي ارسل الصليبيون او ارسل البابا اوربن الثاني رجلا اخر لكن طبعا المسافة طويلة من ايطاليا على بال ما يوصل لحد آآ فلسطين فمرت الاحداث وسقط بيت المقدس في غياب مندوب من البابا اوربن الثاني. دي كانت الضربة الاولى. الضربة التانية حصلت بعد آآ فتح بيت المقدس او سقوط بيت المقدس باسبوعين بس في يوم تسعة وعشرين يوليه سنة الف تسعة وتسعين مات قربا الثاني اللي هو كان البابا اللي حرك كل الجموع لاسقاط بيت المقدس. والحقيقة هو مات قبل ان يعلم اصلا ان بيت المقدس قد سقط لان المسافة طبعا كبيرة ما بين اه فلسطين وما بين وهو مات بعد اسبوعين فقط من السقوط لم يسمع بهذه الانباء. وصلت الانباء وكان اتولى امر النصارى في ذلك الوقت. آآ بابا كان اسمه بسكل الثاني. ففي الوقت ده مع ان المطامع كبيرة جدا للكنيسة في آآ حكم بيت المقدس. الا ان الشخصية الكبيرة القوية هي التي تتولى هذا الامر لم تكن موجودة في ذلك الوقت. طبعا آآ كان في خلاف كبير آآ في اوروبا بصفة عامة وفي بيت المقدس بصفة خاصة دائمة بين العلمانيين اللي هم الملوك والامراء وبين الرجال الدينيين اللي هم اتباع آآ الكنيسة لكن في ظل هذه الظروف كانت الغلبة او كانت الكفة ارجح لجانب او لصالح الملوك العلمانيين او الامراء او ريمون الرابع مع جودري ديبايون. عملوا اجتماع كبير في يوم سبعتاشر يوليه يعني بعد يومين بس من المذبحة الرهيبة ومن سقوط بيت المقدس وبدأوا يفكروا بمن اللي يكون آآ يتولى امور بيت المقدس ريمون الرابع كان اغنى وكان اكثر وجيشه كان اكبر وكان له وضع ديني آآ يعني كما آآ شاهدنا في الحلقات السابقة يحاول ان يصور نفسه وانه الرجل ممسل البابا لكن آآ زعماء الحملة الصليبية بصفة عامة كانت قلوبهم تميل اكسر الى جودري ديبايو لانه كان عنده نوع من سماع للاراء الاخرى ما كنش عنده الديكتاتورية او عنده التسلط اللي كان عند ريمون الرابع وبالتالي اجتمع الامراء على اختيار وكانت دي ضربة جديدة للضربات اللي عمال يتلقاها ريمون رابع من اول ما نزل ارض مسلمين بعض الكتابات للاسف الشديد الاسلامية بتقول ان اختيار جذري ديبايو راجع لطيبته وراجع لتقواه وورع ودي طبعا ازمة كبيرة جدا عند الكتاب او المؤرخين المسلمين الذين ينقلون نقلا حرفيا عن المصادر الصليبية يقولون ان اختيار جدري ديبايوه يرجع لانه رجل تقي ورجل طيب ورجل ورع هذا والله مكتوب فعلا في بعض المصادر الاسلامية مع ان هذا تم بعد يومين بس من زبح سبعين الف مسلم مدني في المسجد الاقصى رجال ونساء واطفال وكان الذي امر بالذبح هو اللي هو كان زعيم الحملة الصليبية اللي اقتحمت بيت المقدس. وطبعا دي ازمة لابد ان تعدل في كتابات المسلمين حول هذه الحروب الصليبية الكبيرة. لما وقع الاختيار على جوفري ديبايو حاول ان هو يضفي على نفسه يعني شكل ديني يناسب منصب الديني الكبير وهو امير او ملك بيت المقدس. ففي البداية رفض وقال انه يعني لا يسمو الى هذه المرتبة الشريفة الرفيعة وطبعا يعني لما ضغطوا عليه شوية قبل بهذه المهمة. الحاجة التانية انه رفض ان يسمى ملك او امير بيت المقدس ولكن ولا اسمى حامي بيت المقدس. والحاجة التالتة انه رفض انه يلبس تاج وقال انا لا البس تاجا في بلد لبس فيه المسيح تاجا من الشوك فلا البس تاجا من الذهب او المجوهرات. طبعا كلها كانت تمسيلية يحاول ان يضفي على نفسه شيئا من الدينية عشان يكون جمع ما بين اهواء العلمانيين بحكم ملك علماني او امير علماني لبيت المقدس وفي نفس الوقت يكون حقق مطامح الكنيسة بان الرجل الذي يتولى حكم اه بيت المقدس يكون عنده نزعة دينية او صورة. حاول الدولة حاولت الدولة العبيدية ان تخرج حامية من معسقلان لقتال آآ الجيوش الصليبية اللي موجودة في بيت المقدس لكن للاسف هذه الحامية آآ هزمت بسرعة شديدة وفر معظم الجنود وبالتالي اصبحت عسقلان اه الطريق العسقلان مفتوحا امام الجيوش الصليبية واتجهت بسرعة الجيوش الصليبية بعد السقوط بيت المقدس بايام قليلة عسقلان وتم حصار المدينة المسلمة وهي من اهم المدن لانها بتمسل آآ ميناء ساحلي قريب من بيت المقدس وطبعا بيت المقدس مدينة زي ما قلنا داخليا فتحتاج الى سواحل على البحر الابيض المتوسط وهما بالفعل اسقطوا قبل كده يافا لكن كان لازم تأمين معظم السواحل القريبة من القدس. فبس بسرعة اتجهت اه الجيوش النصرانية الصليبية لحصار عسقلان. وتعالوا نشوف ايه اللي حصل حوالين عسقلان حصلت بعض الملابسات اللي بتفسر لنا طبيعة الشعب اللي كان موجود في الوقت ده وبتفسر لنا بتفسر لنا برضه طبيعة الجيش الصليبي والاطماع التي كانت في نفوس اولئك القادة في ذلك الوقت. آآ لما راحوا وحاصروا آآ عسقلان الحامية المسلمة في داخل عسقلان والشعب اللي في داخل عسقلان طبعا الحامية كانت عبيدية تابعة للدولة المصرية في ذلك الوقت والجيش او الشعب كان معظمه او كله من المسلمين متقسمين ما بين مسلمين سنة ومسلمين شيعة. الجيش اللي داخل الحامية والشعب اللي داخل الحامية رفض كلية ان يخرج لقتال الصليبيين. وطبعا دار المذابح التي حدثت قبل ذلك في انطاكيا وفي معارة النعمان وحديثا في بيت المقدس كانت مرعبة للشعب فقرر الا يخرج فبيعمل ايه؟ خايف من شدة الحصار وطول الحصار وممكن المدينة تسقط كما سقط غيرها. فقالوا نتراسل مع ريمون الرابع. هم وصلتهم الاخبار ان ريمون رابي على خلاف مع جودري ديبايو ووصلتهم الاخبار برضه ان الحامية العبيدية اللي كانت في بيت المقدس خرجت بتأمين ريمون الرابع فقالوا نترصد الرابع ونسقط تحت حكمه بدلا من حكم وبكده نكون اه سلمنا الرايات للجيوش الصليبية لكن امنا الارواح وامنا الممتلكات والاراضي. هكذا يعني فكر اهل الاسلام في داخل اه مدينة عسقلان المسلمة. وبالفعل مع ريمون الرابع وريمون الرابع لقاه فرصة قال ازا كنت انا ما عرفتش اعمل امارة لف انتقي ولا في طرابلس ولا في بيت المقدس اعملها فعسقلان وهو بيدور على امارة في اي مكان طبعا له وراه جيش جنوب فرنسا وجيش البروفنسلين وده جيش كان كبير ومهم. فقبل ريمون الرابع وقرر ان يؤمن اهل عسقلان على ان تفتح المدينة له. لكن مين اللي رفض اللي رفض جذر ديبايون؟ مع ان المدينة هتتفتح ومع ان الصليبين هم اللي هيحكموها. لكن جودر ديبايون كان عايز يحكمها ليه هو مش الرابع وده اللي كانوا بيسموه الطيب واللي بيسموه التقي والورع رفض ان هو يدي الحكم لريمون الرابع واصر على مين هذه المدينة لصالح بيت المقدس لا لصالح وانكر تماما ان الجيش السرابي دي كلها وحدة واحدة قال لأ دي جيوش منفصلة وكل امير او كل ملك بيسيطر على الجزء الخاص به. وطبعا ريمون رابع غضب جدا نتيجة هذا الفعل من جوفر ديبايوه الرابع خد الجيش بتاعه وترك المدينة كلها واتجه الى مدينة اخرى وقال افضل ان تبقى المدينة بيد المسلمين على ان تسقط في يد وساب المنطقة واتجه الى مدينة ارسوف وهي تقع في شمال آآ عسقلان وهي ايضا من المدن الفلسطينية وحاصر المدينة بجيشي ليسقط المدينة ليكون له امارة في مدينة اورسوف غير ان جودري ديبايو ساب عسقلان وراح لارسوف ومنع ريمون الرابع من اسقاط المدينة لصالحه وقال انها يجب اجد ايضا ان تكون لصالح بيت المقدس لانها قريبة جدا من بيت المقدس وهي تعتبر من الموانئ المغذية مؤدية الى آآ بيت المقدس او الى مدينة القدس. وطبعا لما حصل هذا الموقف ريمون الرابع ازداد غضبا لكن ما عرفش يقاتل جودر ديبايو اللي كان امير بيت المقدس في زلك الوقت ومعه معظم الجيوش وارتضاه معظم القادة. فاخد الجيش بتاعه واتجه الى الشمال الى منطقة لبنان بحثا عن امارة له في ارض لبنان حول مدينة طرابلس اللي هو طبعا قبل كده كان سال لعابه لثرائها ولغناها بالسروات الطبيعية زي ما قلنا قبل كده في حلقات سابقة الزعماء اللي مع جودفري ديبايو شافوه ان هو عمال يسيطر على كل الامور لحالي هو. طبعا آآ زي ما شفنا ريمون الرابع انطلق الى الشمال ليبحث له عن المدينة او عن امارة في منطقة لبنان. ما نزلش اصلا من انطاكيا ما فتحش معهم بيت المقدس. بيلدوين اخو جود فيري دي بيون استقر في امارة الرهى روبرت اللي كان آآ دوك نورماندي لما لقى الامور كلها بتنفلت من بين يديه وان السيطرة كلها اصبحت لجذري ديباي آآ قرر ان يعود الى فرنسا وان يترك كل شيء. طبعا بعد ما اخد كمية ضخمة من الاموال ومن الغنائم ومن الثروات التي حصل عليها الجنود الصليبيون في اثناء رحلتهم وطبعا جدري ديبايون كان فرحان ان معظم الزعماء بيتركوا المنطقة ليكون هو الحامي الاول والوحيد لبيت المقدس كما كان نفسه. رجع روبرت آآ دوك نورماندي الى فرنسا. وخلى الجو تماما لجوفر ديبايو. وما فضلش قاعد معه من الزعماء المشهورين في منطقة بيت المقدس الا تانكيرد اللي كان ابن اخت بوهماند وهو كان ايطالي لكن فضل ان يبقى في بيت المقدس على ان يبقى مع خاله آآ بوهمنت في انطاكيا لان انطاكيا منطقة محدودة ومدينة محدودة والملك فيها كله لخاله بوهمنت انما هو طبعا برضه بيدور على اطماعه وجودفر ديبايو مخيبش ظنه واداله امارة اقليم الجليل في شمال فلسطين وقال له اي مدن تفتحها في منطقة الجري في فلسطين تكون انت امين عليها وتانكورد ما خيبش ظن جودفري وبدأ يفتح في المدن وللاسف الشديد بسهولة شديدة اسقط مدينة طبرية واسقط مدينة بيسان وسيطر على الجليل بكامله واصبح هو آآ امير الجليل التابع لجودري ديبايون كده اتكونت آآ امارة بيت المقدس ولحد دلوقتي كان لسة اسمها امارة هنشوف بعد كده انها هتتقلب مملكة لكن لحد دلوقتي امارة وفيها عدة مدن مهمة جدا طبعا على رأس هذه المدن واهم هذه المدن القدس الشريف ومعها كمان آآ مدينة آآ يافا ومعها مدينة طبرية واللد والرملة واه بيسان وغيرها من المدن الفلسطينية. لكن فشل اه جوفر ديبايون في اسقاط عسقلان زي ما قلنا او في اسقاط ما تقرصوش لحد اللحظة ديت طيب في بعض المدن المهمة حوالين بيت المقدس لم يستطع جوفري ديبايو ان يسقطها. هنشوف كده ازاي جودري ديبايون بدأ يوطد اركان المملكة بتاعته او الامارة بتاعته في بيت المقدس. اتبع سياسة مكونة من اكثر من نقطة. تعالوا كده نفكر مع جودفري دي بيان. ازاي ممكن ائمن الجيش الصليبي او الامارة الصليبية اللي موجودة في عمق ارض فلسطين في بيت المقدس مع ان طبعا القوة الصليبية قلت الى حد كبير احنا كنا بنقول اصلا ان الجيوش الصليبية اللي اتجهت لفتح بيت المقدس على اقصى تقدير كان حوالي تمانين الف مقاتل. وادي شفنا روبرت دور بيرجع الى منطقة آآ الى بلاده في فرنسا ومعه طبعا الجنود بتوعه وشفنا الرابع بيطلع لبنان ومعه الجنود بتوعه ما عدش مش فاضل الا جنود جذري ديباي وجنود تانكرد فقط هم الذين في منطقة فلسطين فالجنود قليلين جدا طب يتصرف ازاي ويأمن المنطقة ازاي اول حاجة اهتم جدا بتقوية ميناء يافا وهو المنفذ البحري الرئيسي لبيت المقدس في ذلك الوقت وآآ طبعا تأمين ميناء يافا عشان يستقدم بعد ذلك الامدادات البحرية التي كانت تأتي عن طريق الجمهوريات مع الجمهوريات الايطالية اعطوا وعود ضخمة ان اي مدينة تسقطها الجمهوريات الايطالية وهي اللي هي في الاساس جمهورية جنوا وجمهورية بيزا وجمهورية البندقية اللي هي فينيسيا. اي مدينة تسقط على يد هذه الاساطيل الايطالية. هيعطي الايطالية تلت اه المدينة بل ويعطيهم حي في داخل المدينة والاسواق وامتيازات اقتصادية هائلة ويرفع عنهم الضرايب. يعني امور كثيرة جدا تشجيع للجمهوريات الايطالية انها تأتي بالاساطيل وبالجنود لمساعدة جوفري ديبايو في السيطرة على بيت المقدس وعلى ارض فلسطين وطبعا الجمهوريات الايطالية ما خيبتش ظن جدري ديبايون جت بقوات كبيرة لان في الاساس اه اه السيطرة على الموانئ الاسلامية موجودة في الشام بيضعف جدا التجارة الاسلامية ويعلي من شأن التجارة الايطالية وتصبح التجارة الايطالية في البحر الابيض المتوسط دون منافس وده فعلا اللي حصل وخبت الى حد كبير جذوة الموانئ الاسلامية الموجودة في الشام حتى اللي في ايدين المسلمين بقى في التجار بقوا خايفين يتاجروا معها لكثرة الاساطيل الايطالية في هذا المكان. الحاجة التالتة اللي عملها جودريت ديبايون ان هو مارس سياسة البطش والذبح والارهاب وعمل مذبحة كبيرة في بعض الفلاحين الذين كانوا يخرجون من مدينة ارصوف وطبعا هذه المذبحة كانت يعني اشارة لكل المنطقة الا تقترب من الجيوش الصليبية وقام بنفس الفعل الذي قامت به مذبحة دير ياسين في آآ آآ قيام دولة اسرائيل او الكيان الصهيوني في ارض فلسطين عندما ذبحوا في سنة تمانية واربعين عددا اه كبيرا من سكان اه قرية دير ياسين فخشت بعد ذلك بقية القرى والمدن من العدوان الصهيوني وبالتالي فتح الطريق امام الجيوش الصهيونية. نفس الطريقة ديت عملها قبل كده جودر ديبايوه. والمذابح دي كان لها اثر كبير في استتباب الامن الصليبي في بداخل ارض فلسطين ونيجي بعد كده للحاجة الرابعة والخطيرة جدا اللي عملها جدري ديبايون ان هو لقى ان الجيوش الصليبية قلت جدا والاعداد قليلة وهو محتاج ناس يشتغلوا في المزارع الصليبية او المزارع الفلسطينية اللي احتلها الصليبيون. محتاج ناس يبنوا محتاج ناس يعمروا الموانئ محتاج ناس يبنوا قلاع وحصون. محتاج بشر يشتغلوا تحت امرة الحكومة الصليبية. وما فيش حد موجود. طب يعمل ايه؟ لازم موظف الفلاحين المسلمين ويوظف العمال المسلمين. ويوظف الطاقات الاسلامية الموجودة في ارض فلسطين لصالح خدمة الكيان الصليبي الجديد الذي زرع في بيت المقدس كيف يمكن ان يحدث هذا الامر قام بما يسمى بمباحثات السلام مع بعض المدن الفلسطينية التي لم تسقط حتى الان زي مدينة عسقلان وزي اورسوف وزي قيصرية وزي اكثر من مدينة لم تسقط في ذلك الوقت عمل معها ما ما يسمى بمباحثات السلام ايه مباحثات السلام ديت؟ هو اراد في هذه المباحثات ان يقر الحاكم على المدينة. الحاكم المسلم الذي يحكم المدينة يقره على حكمه ويؤمن الشعب على روحه في سبيل ان تصبح العلاقة بين الدولة الصليبية التي نشأت في ارض فلسطين سمتها القدس مع يؤمن العلاقة بينها وبين هذه المدن الاسلامية وتصبح علاقة علاقة وئام ومحبة وتبادل اقتصادي وتجاري وسياسي والصليبين يدخلوا الى البلد المسلمة والبلاد المسلمة تخرج الى بلاد الصليبية دون ان يحدث قتل بين الطرفين او او حرب او جهاد او ما الى ذلك من امور ويرضى كل طرف بالامر الواقع الذي وصل اليه. شف بقى الفوايد اللي بيحققها من هذه المباحثات طبعا بالنسبة للمسلمين الفايدة الرئيسية كانت للحاكم الحاكم هيفضل حاكم على الحتة بتاعته حتى لو كانت منطقة صغيرة جدا وضعيفة جدا ما فيش مانع. المهم ان هو رافع علم وعنده قيادة وسلطة على منطقة معينة من المناطق الاسلامية. هو ده اكتر حاجة بتهمه والشعب للاسف الشديد كان بهذا الوضع لانه عايز يعيش ايا كانت هذه الحياة وايا كانت هذه العيشة ذليلة او مهينة او تعيسة ما كنش دي في حساباتهم فقبلوا بهذا الامر وطبعا جذر ديبايوه حقق مكاسب هائلة. المكسب الاول والخطير جدا جدا هو الاعتراف بالدولة الصليبية اول شيء احنا عملنا مفاوضات مع بعض واقرينا ان انت حاكم لهذه الدولة المسلمة وانما حاكم لهذه الدولة الصليبية في داخل اراضي تمام. فهذا هذه المعاهدة تعتبر توثيق لهذه الدولة الصليبية. وهذا التفريط من هؤلاء المسلمين لن يستطيع بعد ذلك الابناء ان يتنازلوا او ان يدفعوا هذه الاتفاقية فقد الزموا اعتراف الاباء والاجداد بهذه او هذا الكيان الصليبي الجديد الذي زرع في ارض المسلمين. طبعا ديت كارسة كبيرة جدا ما كان ينبغي ابدا لهم ان يقوموا بها. الحاجة التانية ان زي ما قلنا ان الصليبين ليه محتاجين ايدي عاملة يعني محتاجين ناس تشتغل في المصانع بتاعتهم وتشتغل في المباني وتشتغل في المزارع وما عندهمش طاقة فمين اللي هيشتغل في اراضي الدولة الصليبية الجديدة التي نشأت في الارض الاسلامية هيشتغل فيها المسلمين وبالاجر وباجر زهيد جدا ويوم ما يجي عمال من اوروبا بعد كده وييجي فلاحين من اوروبا نؤكد لكم ان كل هؤلاء سيطردون وبالتالي عمليات التهجير هتستمر من اوروبا الى بيت المقدس والى ارض فلسطين بصفة عامة وتستبدل مع مرور الوقت هذه العمالة الاسلامية بالعمالة الاوروبية وتنتهي القضية. فدي حاجة مؤقتة كانوا بيسكنوا بها الشعب المسلم لاحتياجهم للايدي العاملة الاسلامية. الحاجة التالتة ان التجار الايطاليين محتاجين ناس يشتروا التجار الايطاليين هما ليه ساعدوا الجيوش الصليبية؟ وليه جابوا قوات عسكرية وجابوا سفن وجابوا امكانيات هائلة للموانئ الاسلامية عشان في الاخر هم تجار ومعهم آآ بضاعة ضخمة جدا عايزين يبيعوها في داخل الاراضي الاسلامية. لو ذبح المسلمون وقتل المسلمون وانتهى الوجود الاسلامي من الذي سيشتري من هذه التجار من هؤلاء التجار او من هذه الجمهوريات الايطالية التي تقوم على التجارة فكان لازم يحافز على حياة هؤلاء الناس لحد ما يكتر الاوروبيين في ارض فلسطين ويبتدوا يشتروا والا هيروح العامل الجذبي للجمهوريات الايطالية للقدوم الى ارض فلسطين. الحاجة التالتة الرابعة الخطيرة جدا هيحصل آآ آآ فصل ما بين المجتمع في فلسطين وما بين العالم الاسلامي لان المجتمع العالم الاسلامي هيقول اللي موجود في الشام او الموجود في العراق او موجود في مصر هيقولوا والله الفلسطينيين نفسهم ارتضوا هذه المعاهدة وقبلوا ان يتعاهدوا على علاقة السلام ووئام وجوار مع الكيان الصليبي فخلاص نسيبهم لحالهم وتصبح القضية الفلسطينية قضية محلية في داخل ارض فلسطين وينسى المسلمون هنا وهناك قضية القدس وقضية المسجد الاقصى وقضية الارض الاسلامية المحتلة. الحاجة الخامسة والخطيرة جدا جدا هيحصل انقسام في داخل الشعب الفلسطيني نفسه. فيه ناس هترفض تبيع وترفض ان هي تضيع الدين بتاعها وتضيع العرض وتضيع الاموال وتضيع الارض وتضيع كل شيء. وستظل تجاهد في سبيل الله وفي ناس تانية هتوافق على البيع فهذا الانشطار الزي سيحدس فيه المجتمع الفلسطيني قد يؤدي الى صدام في داخل المجتمع وده بالفعل اللي حصل مع مرور الوقت يا اخواني هتحصل كارسة كبيرة جدا اكبر من كل اللي فات ده ان هتنزع علاقة العداء من قلوب المسلمين مع مرور الوقت ويصبح هذا جذر رجل السلام الذي ذبح سبعين الف مسلم قبل ذلك يمد يده بالسلام فيقبل المسلمون ويصافحه مع مرور تصبح دولة صليبية صديقة للدولة المسلمة الموجودة في ارض فلسطين. وطبعا كل ده هيتنسف ويتنسي بعد ما القوى الصليبية تكبر ويبقى عندها الطاقة الكاملة لردع المسلمين الموجودين في ارض فلسطين وده اللي حصل بالفعل واللي هتشوفوا مع مرور الايام ايامه سبحان الله التاريخ بيتكرر واحنا بنحكي التاريخ يا اخواني ويا اخواتي عشان نستفيد ولعلي الناس اللي سامعة الحلقة دلوقتي بتقول انا ما بتكلمش على ده على تاريخ انا بتكلم على واقع وده فعلا التاريخ يا اخواني ويا اخواتي يتكرر ونسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته