في سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا ويقول ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون الى اخر الايات يجتمعون على من بغى منهم او طلب ظلما او احدث اثما او عدوانا او فسادا بين المؤمنين. ثم يقول ان ايديهم عليه جميعا ولو كان ولد احدهم يا سبحان الله تثبت ان الاخوة التي كانت بين الاثنين كانت اخوة حقيقية. مش مجرد كلام مكتوب على الورق يا اخواني فعلا كل واحد كان اخ للتاني. ويا ريت والله نجرب هذه الامور اسأل عن ديار اهله من الاوس والخزرج. ازا كان الرسول عليه الصلاة والسلام اللي من قريش صلى الله عليه وسلم بعيد جدا جدا عن فرع الاوس والخزرج. انتم عارفين قريش فرفعه جدا جدا جدا من قيمة الاخوة في قلوبهم. وبالتالي كان لها اثر فعال حقيقي واقعي في حياتهم لكن يا اخواني ويا اخواتي المؤاخاة التي فعلها صلى الله عليه وسلم فقال له سلمان نم فنام. ضيف ومش عارف يخالف قال نم فنام. ثم ذهب ليقوم فقال اي سلمان نم. فلما كان اخر الليل قام سلمان وقال له قم الان. فصليت النور للانتاج الاعلامي والتوزيع. تقدم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فمع الدرس الثاني من دروس العهد اه المدني في السيرة النبوية. وتحدثنا في الدرس السابق عن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة من اخر الليل فقال له سلمان وبيدي له بقى خلاصة درس تربوي فرغ نفسه اربعة وعشرين ساعة وقته عشان يدي له الدرس. قال ان لربك عليك حقا. ولنفسك عليك حق منورة وكيف اسس فيها امة من لا شيء تقريبا دولة المدينة المنورة كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمثل الا قبيلتين صغيرتين في الجزيرة العربية ولا مقارنة مطلقا بينها وبين الدول الكبرى الموجودة في العالم والموازين العالمية الضخمة. ومع ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم اسس الدولة قوية وقفت ليس فقط على قدم المساواة مع القوى العالمية الموجودة في ذلك الزمن ولكنها تفوقت عليها كما سنتبين ان شاء الله في الدروس والحلقات القادمة انه هذه الخطوات التي صار عليها صلى الله عليه وسلم واسس بها الدولة الاسلامية لابد ان تدرس بعناية اخواني واخواتي في الله كما ذكرنا في الدرس السابق ذكرنا من هذه الخطوات في الدرس السابق الايمان الجازم برب العالمين سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته وعلمه سبحانه وتعالى واحاطته بكل شيء ونصرته للمسلمين وتأييده لاقامة هذه الامة ان ارتبط المسلمون به هذا امر في منتهى الاهمية واساس آآ رئيس من الاسس التي تبنى عليها الامة الاسلامية. الاساس الثاني في غاية الاهمية وهو الايمان الجازم بان ما اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى به لكونه رسولا من عند رب العالمين سبحانه وتعالى. فكل ما قاله وكل ما شرعه صلى الله عليه وسلم يقع من ان موقع القرآن الكريم فيصبح المصدر التشريعي للاسلام عندنا القرآن الكريم والسنة المطهرة. الامر الثالث في غاية الاهمية الاصل الثالث هو الايمان الجازم بالبعث يوم القيامة وبالحساب. وبان الله عز وجل مطلع على اعمالنا ومطلع على قلوبنا وسيجازينا خيرا بالجنة ان عملنا صالحا وسيجازينا بالنار ان عملنا غير ذلك وتحدثنا ايضا عن دور المسجد في بناء المجتمع المسلم. وتنوع هذا الدور سواء من ناحية الحفاظ على ايمان الامة والترابط والتراحم بين مسلمين واذابة الفوارق بين الحكام والمحكومين وبين الاغنياء والفقراء وغير ذلك من الامور الهامة جدا في دور المسجد وايضا ذكرنا مشاركة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد المسلمين لشعبه في كل امور آآ الحياة بما فيها بناء المسجد وغير ذلك من الامور التي فسرنا فيها في الدرس اطلقها فتقضي عدتها فتزوجها. سبحان الله لكن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وارضاه كان نبيل النفس قال له بارك الله لك في اهلك ومالك. واين سوقكم عايز يشتغل يطلع الرزق بتاعه من تعبه ومن كدة وهو بالذات ان هو احد التجار المشهورين في الاسلام السابق وانتهينا في الدرس السابق للوصول الى نقطة في غاية الاهمية وهي موقف الرسول عليه الصلاة والسلام من التعامل مع الطوائف المختلفة الموجودة في المدينة المنورة في ذلك الوقت او الموجودة خارج المدينة المنورة وترتبط علاقتها بشكل مباشر مع المسلمين وذكرنا ان هذه الطوائف نستطيع ان نجمعها في ثلاث مجموعات كبرى مجموعة المسلمين بشتى انواعهم ومجموعة المشركين ومجموعة اليهود هنشوف النهاردة في الدرس كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع كل طائفة من هذه الطوائف اولا مجموعة المسلمين ودي اهم مجموعة عند الرسول عليه الصلاة والسلام هذه عصب الدولة الاسلامية. والمسلمون الذين على اكتافهم يقوموا الصرح الضخم الهائل امة الاسلام اول طائفة من المسلمين كانت طائفة الاوس والخزرج الانصار ودولة اهل المدينة الاصليين الناس اللي استضافوا الرصاص والسلام والمهاجرين رضي الله عنهم وارضاهم في المدينة المنورة. وقدموا تضحيات كبيرة جدا جدا لايواء المسلمين مع كل المخاطر والمشاكل التي قابلت الانصار نتيجة هذا العمل العظيم الانصار في المدينة المنورة كانوا عبارة عن طائفتين كبيرتين الاوس والخزرج قبيلتين من اكبر القبائل العربية في ذلك الوقت طبعا قبيلة الخزرج كانت تلات اضعاف تقريبا قبيلة الاوس لكن المشكلة الكبرى التي واجهت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العلاقة بين القبيلتين قبل الاسلام كانت في منتهى الشراسة كانت في منتهى العنف اثار الدماء لم تجف بعد من سيوف هؤلاء وهؤلاء حرب التي قامت بينهم بين الاوس والخزرج المشهورة في التاريخ حرب بعاث او يوم بعاث كانت قبل بيعة العقبة الاولى بسنتين بس فمطلوب من الرسول عليه الصلاة والسلام انه يوحد الاوس والخزرج في كيان واحد يدافع عن المدينة المنورة ويحل مشاكل المدينة المنورة ويقف مع الرسول عليه الصلاة والسلام في اندق واحد يقف الاوسي جنب الخزرجي لا يتذكر مطلقا اي ثأر كان بينه وبين اخوانه من القبيلة الاخرى. وده شيء صعب جدا النقطة اللي بعد كده جميلة جدا. وان المؤمنين المتقين على من بغى منهم او ابتغى دسيعة ظلم او اثم او عدوان او فساد بين المؤمنين. ده شيعة يعني عظيمة. يعني اخواني وبالذات في هذه البيئة القبلية العربية القديمة الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد اعتماد كبير جدا على صدق ايمان الانصار رضي الله عنهم وارضاهم في التأليف بين قلوبهم. جمع الاوس والخزرج وزكرهم بالله عز وجل وضح لهم ان الرابط الاساسي بين المسلمين في هذا الدين الجديد الذي بعث به صلى الله عليه وسلم هو رضاك العقيدة كل الرباط غير هذا الرباط لا ينظر اليه مطلقا كما ذكرنا في الدرس السابق كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم الجميلة اهلنا. اي ديار اهلنا اقرب عدنانيين الاوس والخزرج قحطانيين ودولت فرعين كبار جدا جدا من العرب بعاد عن بعض اذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو من قريش يعتبر ان الاوس والخزرج اهله. ما بالك بالاوس والخزرج اللي هم اصلا من فرع واحد اسمه من القحطانيين فالرسول صلى الله عليه وسلم ضرب على هذا الوتر الحساس ولصدق ايمان الاوس والخزرج فقد تقاربت القلوب. سبحان الله! الاسلام يا اخواني يغير تماما تماما من تكوين الانسان يغير تماما من كل الدوافع التي كانت تحركه قبل ذلك يرتفع بها الى قوانين السماء. يترك تماما قوانين الارض الوضعية المادية دنيا لينتقل بعد ذلك الى قانون السماء الرفيع نسي الاوس والخزرج تماما كل الثارات القديمة وتوحدوا معا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خندق واحد. يبقى دي كانت اول خطوة عملها الرسول عليه الصلاة والسلام حتى قبل خطوة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار الناس تعرف قصة المؤاخاة لكن ما تعرفش ان الرسول عليه الصلاة والسلام قعدة هامة جدا جدا مع الاوس والخزرج ليضع الاساس المتين لبناء الامة الاسلامية قبل ان يؤاخي بينهم وبين المهاجرين بل انه قال في رواية مسلم عن ابي هريرة لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا. اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم. وعلى هذا النسق احاديث يجي بعد كده حاجة تانية مهمة جدا وهي قصة المهاجرين يبقى اول طائفة تعامل معها صلى الله عليه وسلم هي طائفة الاوس والخزرج وحد بينهم على اساس الدين تيجي الطائفة الثانية هي طائفة المهاجرين من مكة الى المدينة. هؤلاء وضعهم الاقتصادي اصبح في منتهى الخطورة تركوا معظم اموالهم او اموالهم كلها تركوا الديار تركوا الاهل تركوا العشيرة تركوا الذكريات تركوا كل شيء وانتقلوا الى بلد جديد تماما كتير جدا جدا من الذين هاجروا لم يزوروا المدينة المنورة قبل ذلك مطلقا. اول مرة يخرجوا من مكة الى المدينة وتخيل واحد ساب كل حياته ساب اعماله ساب تجارته ساب كل حياته وانتقل الى حياة جديدة وليس معه شيء. وارض جديدة ليست بالنسبة له مألوفة. وفرع من القبائل لا يمت له بصلة قريبة واضف الى كل ذلك ان المدينة المنورة كانت تعاني اصلا من فقر الانزار يا اخواني في الاصل حالتهم فقيرة احنا نفتكر الانصار اغنيا لكثرة عطائهم. الايثار الذي كان يتميز به الانصار كان يعطيهم صبغة الاغنياء. لكن عموم الانصار كانوا القلة من فقراء القلة من الانصار كانوا اغنياء. طيب انا كيف اتي بمجموعة من فقراء المهاجرين والذين تركوا كل شيء وراء ظهورهم لاحمل المدينة المنورة هذا العبء الضخم بايواء مجموعة اخرى من البشر. هم بالكاد قادرين يعيشوا بالكاد بينفقوا على انفسهم فكيف ينفقون على غيرهم كيف يحل صلى الله عليه وسلم هذه المشكلة الضخمة مشكلة اقتصادية كبرى ستواجه المدينة المنورة عند نزول المهاجرين اليها يبقى دي كانت قصة في غاية الاهمية الحالة النفسية كمان للمهاجرين كانت صعبة جدا. واحد ساب كل شيء وانتقل الى المدينة المنورة محتاج تطييب خاطر هام جدا الرسول عليه الصلاة والسلام احتوى هذه الازمة سبحان الله بمنتهى الحكمة وطبعا كما ذكرنا في الدرس السابق هذا بمنهج رباني الهي. الله عز وجل انزل قرآنا في هذه الامور واوحى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعال واعمال عملها فتوحد المسلمون في كيان جميل جدا لطيف جدا قوي قال الله عز وجل في كتابه الكريم يرفع من قيمة المهاجرين. خل بالك الانسان اللي بيهاجر من بلد الى بلد بيشعر بشيء من الذلة والضعف. محتاج حد يقول له لأ انت مش دليل. انت مش ضعيف. انت قوي. ولاجل قوتك تركت بلدك وتركت كل شيء وكان ممكن كل شيء ده يكون معك لو لم تؤمن بهذا الدين الجديد. فانت رجل معظم ومكرم ومقدم على غيرك هكذا فعل الله عز وجل في كتابه الكريم انزل ايات رفعت من قدر المهاجرين. فالمهاجر اصبح يفتخر بانه مهاجر. والانصاري اصبح يفتخر بانه اوى مهاجرا. انظر الى كلام رب العالمين سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله. والله عنده حسن الثواب. ويقول ربنا سبحانه وتعالى والذين هاجروا هذه الايات وغيرها رفعت جدا جدا من معنويات المهاجرين. اصبح اللي عامله ده شيء فعلا يدعو للفخار. مش بس كده عامل التهيئة نفسية جميلة جدا جدا للانصار بل ان الله عز وجل قال في سورة الحشر للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. ادي المهاجرين. ثم يقول والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فقر ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون اذا تسابق المهاجرون للهجرة وتسابق الانصار للنصرة. رضي الله عنهم اجمعين هذا الامر يا اخواني ليس موجودا الا في المنهج الاسلامي. وشوفوا حال اللاجئين في بقاع العالم المختلفة اي مجموعة من اللاجئين لاي ظرف من الظروف سواء ظروف عسكرية سياسية اقتصادية غير ذلك من الظروف ينتقلوا الى بلد اخر يمثلون عبئا على اهل البلد الهجرة نفسها اللاجئون انفسهم يشعرون بذلة وضعف وهوان لكونهم تركوا ديارهم وارضهم وعشيرتهم وما يمتلكون الدولة المضيفة تشعر بعبء اقتصادي ثقيل جدا وعبء سياسي وعبء الضغوط عليها من هنا وهناك. هذا الامر لانهم ليسوا مرتبطين برب العالمين سبحانه وتعالى. والامر في النهاية يعود الى الايمان. الاصل اللي اتكلمنا عليه في الدرس اللي فات ومن اهم اصول بناء الامة الاسلامية. بل واهمها على الاطلاق. انظر الى كلام رب العالمين في سورة الانفال. والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله. ادي المهاجرين ثم يقول والذين اووا ونصرو اولئك من؟ اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم عشان كده مستحيل زي ما قلنا في الدرس اللي فات اقدر ابني اي تشريع اسلامي او قانون اسلامي او دولة اسلامية من غير الاصول اللي اتكلمنا عليها في الدرس اللي الايمان بالله والايمان بالرسول والايمان بالبعث وغير ذلك من القواعد التي فصلنا فيها في الدرس السابق يبقى اول شيء عمله الرسول عليه الصلاة والسلام بوحي من رب العالمين سبحانه وتعالى انه هيأ الانصار والمهاجرين لقبول فكرة ترك الديار في مكة والانتقال الى المدينة المنورة. وده شيء صعب لكن بفضل الله كانت قوة ايمان المهاجرين والانصار كفيلة بان تطبق هذا المعنى كما رب العالمين سبحانه وتعالى يبقى ده كان اول محور احتوى به الرسول عليه الصلاة والسلام ازمة انتقال المهاجرين من مكة الى المدينة. المحور التاني في غاية الاهمية وهو الكفالة السريعة للمهاجرين لازم هذه الاعداد الضخمة التي دخلت الى المدينة المنورة تؤوى بصورة مناسبة اول شيء عمله صلى الله عليه وسلم لايواء المهاجرين كان امرا عجيبا غير متكرر في التاريخ الرسول عليه الصلاة والسلام اول من بدأ هذا الامر ولا نسمع عنه الا في امة الاسلام وهو امر المؤاخاة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار والفكرة سبحان الله عجيبة الرسول صلى الله عليه وسلم جمع المهاجرين والانصار في بيت احد الانصار. وبدأ يؤاخي بين كل مهاجري واخر انصار طري. كل مهاجري واخر انصاري هكذا. جعل الاخوة في كل شيء في كل شيء حتى وصل الامر الى الميراث. يعني ومات مهاجري يرثه الانصاري والعكس صحيح هكذا وطبعا بعد كده نسخ هذا الحكم واصبحت الاخوة في كل شيء الا الميراث لكن في اول الامر كانت مؤاخاة حقيقية تماما يا اخواني ويا اخواتي والامر ده كان له تطبيقات عملية كثيرة جدا جدا بعد ذلك في حياتهم. ومن اشهر الامور والقصص التي تروى في ذلك الامر ما حدث بين سعد بن الربيع رضي الله عنه وارضاه وهو احد كبار الانصار رضي الله عنهم ومن شهداء احد كما سيتبين ان شاء الله في الدروس القادمة. وبين عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وارضاه المهاجرين عبدالرحمن بن عوف كان تاجرا في مكة ترك كل شيء واتى المدينة المنورة بلا شيء. ويروي البخاري رحمه الله عن انس بن ما لك رضي الله عنه وارضاه ان سعد بن الربيع رضي الله عنه قال لعبد الرحمن بن عوف وانا ليه باكد على سند هذه الرواية لانها فعلا عجيبة جدا وغريبة جدا. لكن الرواية الصحيحة وفي البخاري قال سعد بن الربيع لعبد الرحمن اني اكثر الانصار مالا. فاقسم ما لي نصفين. تخيل وان مكة خلاص ما عدش عندها مشكلة في داخلها من المسلمين وستهدأ الاوضاع ولن يطلب المسلمون في هذه البقاع البعيدة عن مكة المكرمة ولكن هذا ليس صحيحا اخواني واخواتي في الله يعني سعد ابن الربيع رجل غني عنده اموال كثيرة. لو اعطى عبدالرحمن بن عوف خمسة في المية او عشرة في المية من ما له فهذا كثير ومع ذلك من تجرده وحبه لاخيه وشعوره الكامل ان هذا فعلا اخوه في الله. ما هواش مجرد قادم اليه من دولة غريبة او قبيلة بعيدة عنه لا تمت له بصلة لكن سبحان الله اصبح فعلا اخوه حقيقة فبيقول له اقسم ما لي نصين. وعشان تتأكد من صعوبة هذا الامر. تخيل نفسك بتعمل هذا الامر تخيل احد اخوانك في ازمة وانت جبت رصيدك في البنك وكنت غني وما شاء الله عندك اموال وقمت قاسم ما لك هذا بينك وبينه هذا امر يا اخواني صعب ثم الامر الثاني اصعب واصعب. قال ولي امرأتان كان متجوز اتنين سعد بن الربيع. وليه امرأتان؟ فانظر اعجبهما اليك فسمها لي اطلقها. فاذا انقضت عدتها فتزوجها. سبحان الله امر فعلا عجيب وغريب يا اخواني ومش بيدي له احد زوجاته اللي عاملة له مشاكل مسلا او بينه وبينها حاجة لأ سبحان الله بيقول له شف انت تفضل مين فيهم كثيرة جدا جدا ترفع من درجة الاخوة في الله. ولذلك كان الذي يدفع والذي يدفع له كان المهاجري والانصاري كانت الطائفتان تفعلان ذلك الامر وهما يرجوان من الله عز وجل اجرا وثوابا على الاخوة في الله فدلوه على سوق بني قينقاع فذهب وتاجر وما شاء الله ماله كتر زي ما كلكم عارفين. الشاهد في القصة يا اخواني ان المؤاخاة فعلا كانت حقيقية ولم تكن هذه المؤاخاة فقط للايواء المالي والاقتصادي والسكني للصحابة رضي الله عنهم وارضاهم المهاجرين. ولكن كانت مؤاخاة في كل شيء والاخ كان بيطمن على اخوه في امور الاخرة كما يطمئن عليه في امور الدنيا ومشهورة جدا قصة سليمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه عندما اخا الرسول عليه الصلاة والسلام بينه وبين ابي الدرداء رضي الله عنه وارضاه. ابو الدرداء من الانصار سلمان الفارسي ليس اصلا من العرب من الفرس رضي الله عنه وارضاه. فانظر الى عمق العلاقة التي كانت بين الاثنين مع ان كل واحد منهم من اصل بعيد تماما عن التاني. واحد فارسي وواحد عربي من ذلك ان سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه زار ابا الدرداء في بيته فرأى ام الدرداء متبذلة. وفي رواية رثت الهيئة. يعني مش واخدة بالها من نفسها. والرواية يا اخواني في البخاري فقال لها سلمان ما شأنك؟ وهذا الكلام كان قبل فرض الحجاب على المسلمات فقال لها سلمان ما شأنك؟ قالت اخوك ابو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا وفي رواية ليس له حاجة في نساء الدنيا فجاء ابو الدرداء فصنع له طعاما فقال له سلمان كل. فقال ابو الدرداء اني صائم قال سلمان ما انا باكل حتى تأكل. قال فاكل يبقى سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه وجد مشكلة وجد ان ابو الدرداء منصرف تماما الى العبادة الى الصيام والى القيام وترك اهل بيته عنده بوادر مشكلة حقيقية في داخل بيته مشكلة عائلية. فرغ سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه وقته لاصلاح مشكلة اخيه وبدأ يظبط عنده بعض المفاهيم اللي كانت هتلخبط حياته وهتلخبط اسرته فقعد معه وقال له كل اقسم عليه ان يفطر ويكسر هذا الصيام. وطبعا ده كان صيام مش فرض فاكل كسر الصيام بتاعه وفطر مع سلمان الفارسي. فلما كان الليل اي اول الليل ذهب ابو الدرداء يقوم متعود كل ليلة يقوم الليل كله ولاهلك عليك حقا في رواية الترمذي ولضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه سيدنا ابو درداء رضي الله عنه وارضاه ما اقتنعش تمام الاقتناع ذهب الرسول عليه الصلاة والسلام يشكو سلمان انه خلاه يفطر وخلاه ما يقومش الليل في ذلك اليوم كما يريد فقال قال صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر له ابو الدرداء القصة قال له صلى الله عليه وسلم صدق سلمان. يعني ما قاله سلمان في التوازن الذي يجب ان يكون في حياة هو الحق وهو العدل الشاهد يا اخواني ان سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه وهو فارسي كان اخا لابي الدرداء وهو عربي انصاري الشاهد ان سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه كان يدخل بيت ابي الدرداء ويخاطب زوجته في حدود الاسلام ويحل المشاكل التي بينها وبين بالدرداء رضي الله عنه وارضاه. الشاهد ان ابو الدرداء رضي الله عنه وارضاه لم يتكلف شيئا ولكن اتى من طعام البيت واكل معه سلمان ونام معه في نفس البيت الشاهد ان ابو الدرداء رضي الله عنه وارضاه لانا في يد اخيه سلمان مع انه غير مقتنع بما يقول لانه ضيفه في بيتي. كل هذه يا ريت نعمل مؤاخاة بينا وبين بعض يا ريت نعيش حياة الاخوة الحقيقية كما كان يفقهها الصحابة الذين بنيت على اكتافهم الامة الاسلامية. صدقوني يا اخواني بغير هذه الاخوة لا تقوم ام ابدا يبقى اول شيء الرسول عليه الصلاة والسلام عمله في قضية احتواء ازمة المهاجرين انه عظم من اجر المهاجرين وعمل تهيئة نفسية للمهاجر وفي نفس الوقت تهيئة نفسية الانصاري عشان يتقبل امر الهجرة وامر النصرة الحاجة التانية عمل المؤاخاة الكفالة السريعة للمهاجرين بحيس كل انصار يكفل مهاجريا فتتحل الازمة بسرعة وفي نفس الوقت اعطى كم هائل صلى الله عليه وسلم من الاحاديث التي تحمس على الاخوة وترفع من اجل الاخوة في الله. قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه شايف ازاي ربط الموضوع بالايمان؟ الاصل الاول اللي اتكلمنا عليه. الايمان بالله عز وجل. هذا الحديث يا اخواني واخواتي في البخاري ورفع قيمة الاخوة وتقريب الامور للمسلمين بان هناك اجر وثواب وجنة نتيجة هذه الاعمال العظيمة التي يقومون بها رأى صلى الله عليه وسلم ان هذا ليس كافيا لتثبيت دعائم الاخوة في الدولة الاسلامية احنا بنعمل دولة اسلامية حقيقية دولة ستواجه تحديات خطيرة. لا يستقيم ابدا ان يترك الامر فيها للنفس. انا عايز او مش عايز انا احب او وما احبش لأ لابد من وضع قوانين ودساتير مكتوبة. فوضع صلى الله عليه وسلم ما يعرف بالميثاق. الدستور قانون كتب هذا القانون قانون مشهور جدا وموجود في اكثر من رواية من روايات السيرة الموثقة وفيه توضيح كامل للعلاقة بين المهاجرين واصبح زي القانون او الدستور الذي يطبق في اي بلد من بلاد العالم ملزم لجميع الاطراف فما هو هذا الميثاق الذي وضعه صلى الله عليه وسلم؟ الميثاق هذا فيه بنود كثيرة جدا نمر على بعضها بايجاز لضيق الوقت. اولا انهم امة واحدة من دون الناس. اذابة كل الفوارق بين عموم المسلمين. المهاجرون والانصار امة واحدة النقطة التانية طبعا النقطة الاولانية ديت مفهومة احنا اتكلمنا فيها اكتر من مرة النقطة التانية مهمة جدا وخلي بالك منها يقول صلى الله عليه وسلم المهاجرون من قريش يتعاقلون بينهم يتعاقلون بينهم اي يدفعون الدية. بمعنى ان لو فيه واحد من المهاجرين جرين قتل احد الناس وكانت له الدية يجتمع المهاجرون ليدفعوا الدية القتيل لاهل القتيل طبعا وهم يفدون عانيهم. كذلك في الميثاق يقول وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين يعني لو واحد اتأسر من المهاجرين يجتمع المهاجرون سويا ليدفعوا فدية هذا الذي اسري ليفكوا اسره وكل قبيلة من الانصار يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة منهم تفدي عانها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. يعني ايه الكلام ده يعني الرسول عليه الصلاة والسلام قسم اهل المدينة المنورة دلوقتي المجتمع المسلم الشعب المسلم الى عدة طوائف على اساس القبيلة المهاجرون جايين مع بعض كلهم من قريش هذه المجموعة تجتمع سويا لتفدي عانيها وتدفع الدية عن القاتل منها. وكذلك كل قبيلة من الانصار الاوس لوحديهم والخزرج لوحديهم. وممكن يقسم الاوس لاكثر من فر والخزرج الى اكثر من فرع. قال على معاقلهم الاولى زي ما كانوا بيعملوا قبل دخول الاسلام الى المدينة المنورة الكلام ده ليه يا اخواني؟ المؤاخاة وحدها لا تستطيع دفع الديات وفك العاني. خلي بالك ما فيش بيت مال للمسلمين دلوقتي. الدولة فقيرة جدا ما فيش فيها ثروات فلازم المسلمين يخلصوا امورهم بنفسهم. المؤاخاة وحدها ما تقدرش. انا مؤاخي الانصاري مؤاخي واحد من المهاجرين لو حصل وعليه دية مائة ناقة مش هيقدر يدفعها له. فلابد ان يجتمع قوم على دفعها. طب يجمع مين؟ فجمع على اساس قبيلة مع ان الاسلام سبحان الله يكره القبلية ولكن يرسخها في اطار الاسلام في امور معينة في داخل الاسلام يعني لا ينبذها بالكلية. ولكن يطور هذه الرابطة لتخدم الاسلام والمسلمين في اطار الشرع. فجعلها في امور المؤاخاة في امور المواساة في امور التعاون على البر والتقوى بين المسلمين. فك الاسير دفع دية القاتل لاهل القتيل المساعدة في امور مجتمع المختلفة لروابط الرحم التي بين القبيلة. فكل واحد يكون حريص ان هو يخلص مشكلة اخوانه وجعل ذلك قانونا يكتب. يعني الكلام دوت كتبه في الميثاق. فاصبح فرض على كل قبيلة من القبائل ان لو وقع احد افرادها في مشكلة ان بقية افراد القبيلة يساعدوه. ما عدش تفضل من احد افراد القبيلة على الاخر. لأ ده قانون الدولة اللي ماشية به. وهذا القانون يا لا يستقيم ابدا ان يطبق الا اذا رسخت معاني الاخوة التي تحدثنا عنها قبل ذلك. لذلك التشريع الاسلامي كله ما نقدرش ناخد منه جزء نسيب جزء ادخلوا في السلم كافة. كل جزئية بتكمل موضوع معين وبتكمل نقطة معينة. وفي النهاية الشرع المتكامل هذا يصلح لادارة الدنيا وادارة الدين يبقى الرسول عليه الصلاة والسلام اقر مبدأ القبلية ولكن في هذه الجزئية ومبدأ القابلية مقبول في الفقه الاسلامي ولكن في اطار الشرع كما ذكرنا. يعني مسلا اذا اعتدي على حرمات دولة من دول الاسلام والمسلمين الشرع يفرض على اهل الدولة في داخل الخلافة الاسلامية الكبرى ان يقاتلوا في سبيل الله للدفاع عن انفسهم. ان لم يستطع اهل القطر الواحد ان يدفعوا عن انفسهم احتاجوا الى غيرهم. فييجي بقى الاقرب فالاقرب يساعدهم بعد ذلك. لكن لا يفرض القتال على اهل المغرب اذا احتلت بلدة من بلاد ان كان اهل المشرق يستطيعون فك الازمة التي هم فيها فده الوضع بيقبله الاسلام ويقبله في امور اخرى زي الزكاة مسلا لا تخرج الزكاة من البلد الى البلد الاخر. القطر الواحد لا تخرج منه الزكاة الا قطر اخر حتى تكفي اهل القطر وهكذا بالزبط زي ما كان الاسلام بيعمل ايام القبلية دلوقتي بيعمل مع الدول ومنهج سبحان الله واحد يكفي الارض الى يوم القيامة يبقى دي كانت نقطة في غاية الاهمية من الميثاق طيب افرض قبيلة من القبائل كانت فقيرة الى الدرجة التي لا تستطيع فيها ان تدفع الفدية او الدية تيجي بقى النقطة اللي ورا كده في الميثاق يقول صلى الله عليه وسلم وان المؤمنين لا يتركون مفرحا. يعني ايه مفرح؟ يعني واحد عنده ديون كثيرة جدا كثير العيال عنده ازمات متلاحقة لا يتركون مفرحا بينهم ان يعطوه في فداء او عقل افرض فيه قبيلة ما قدرتش تدفع عن احد مسلمين. عليه دية او عليه فدية ما قدرش يدفعها هنا لابد ان يجتمع المسلمون جميعا المؤمنين بقى مش قبيلة من القبائل ولا المهاجرين ولا الانصار. وان المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم ان يعطوه في فداء او عقل مجتمع متماسك يجتمع كل المسلمين على من ارتكب ظلما او اثما او عدوانا او فسادا بين المؤمنين بصرف النزر عن القبيلة. حتى لو كان اخويا من امي وابويا اذا ارتكب الظلم او الاثم او العدوان فانا عليه مش معه في ظلمه وعدوانه وده قانون برضو مكتوب ويطبق في الدولة الاسلامية ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر. دي برضو نقطة من نقطة الميثاق اللي في غاية الخطورة والاهمية يقول ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن خلي بالك الدولة الاسلامية دلوقتي ستدخل في صراعات شتى مع قبائل كتيرة جدا من القبائل المشركة لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر دي برضو نقطة من نقطة الميثاق اللي في غاية الخطورة والاهمية يقول ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن خلي بالك. الدولة الاسلامية دلوقتي ستدخل في صراعات شتى مع قبائل كثيرة جدا من القبائل المشركة سواء في داخل المدينة المنورة او في قريش او في الجزيرة العربية بصفة عامة اذا واحد من هذه القبائل دخل في الاسلام واخوه ما دخلش في الاسلام ودارت حرب بين الدولة المسلمة والقبيلة الكافرة وقتل بعض افراد القبيلة الكافرة. ماذا سيكون الوضع؟ قد تتحرك في نفس الاخ المسلم عواطف الاخوة والنسب والدم لاخيه الكافر الذي قتل فينتقم من اخيه المسلم الذي قتله لذلك يأتي هذا القانون في غاية الاهمية قبل ان يفرض القتال على المسلمين. قال صلى الله عليه وسلم في الميثاق ولا يقتل مؤمن مؤمن من انت كافر هيحصل ان بعض المؤمنين يقتلوا الكفار في المعارك التي ستدور بعد ذلك في المدينة المنورة ما حولها. طب ايه الوضع ساعتها ساعتها التشريع بيقول لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر. وطبعا مفهوم من سياق الكلام ان مش المؤمن هيروح يقتل اي كافر بدون اي وجه حق او اه او اثم او ظلم ولكن مقصود في داخل الحروب الاسلامية التي ستكون بعد ذلك لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر في طبعا بنود تانية في الميثاق كثيرة ولكن الوقت لا يتسع. لكن يهمني جدا جدا ان اذكر البند الاخير في هذا الميثاق العظيم قال صلى الله عليه وسلم وانكم مهما اختلفتم فيه من شيء فان مرده الى الله عز وجل والى محمد صلى الله عليه وسلم التشريع الاسلامي الكتاب والسنة. المصدر الرئيسي للتشريع الاسلامي في الدولة الاسلامية الكتاب والسنة يبقى ده كان الميثاق الذي وضعه صلى الله عليه وسلم لتنظيم العلاقة بين المهاجرين والانصار يبقى الاحتواء ازمة المهاجرين ودخول هذا الكم الكبير من المهاجرين الى المدينة المنورة الرسول صلى الله عليه وسلم عمل خطوات منظمة كما رأينا اول شيء تعظيم اجر المهاجرين التهيئة النفسية للمهاجرين والانصار الكفالة السريعة للمهاجرين عن طريق المؤاخاة رفع قيمة الاخوة الميثاق الدستور القانون الذي وضعه لينظم العلاقة ان المهاجرين والانصار ثم الكفالة طويلة المدى للمهاجرين. يعني ايه الكفالة طويلة المدى؟ يعني انا مش هقعد طول عمري اخد هدية من اخويا الانصاري او اخد عطاء او اخد سكن انا عايز اشتغل في المجتمع اتفعل علشان انتج في هذا المجتمع الانصار رضي الله عنهم وارضاهم جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له يا رسول الله اقسم بيننا وبين اخواننا المهاجرين النخيل الانصار عندهم نخيل كتير فقالوا قسم بينا وبينهم النخيل. قسم الثروة. فقال صلى الله عليه وسلم لا. الرسول صلى الله عليه وسلم واقعي. مش عايز الاثار تدفع مبالغ كبيرة وترجع بعد كده تندم. فقال صلى الله عليه وسلم لا. فقال الانصار يريدون اعطاء المهاجرين فرصة للنمو في داخل المجتمع المسلم الجديد فقال الانصار للمهاجرين اذا تكفون المؤونة ونشرككم في الثمرة. اذا تكفون المؤونة ونشرككم في الثمرة فقال المهاجرون اللهم نعم. يعني كده ممكن اه. فبدأ المهاجرون يعملون في ارض الانصار ويقسمون الناتج بينهم وبذلك فعل المهاجرون في داخل الدولة الاسلامية. ما عادوش مجرد معسكرات لاجئين موجودة خيام عبء على الدولة التي استضافتهم ولكن اصبحوا عنصر فعال في داخل المجتمع ثم بعد ذلك بقى يجي المحور الاخير في تثبيت اركان الدولة الاسلامية مع شتى فرقها او طوائفها جاء القانون الاخير او جاء التشريع الاخير وهو اعطاء كل الحريات للمهاجرين ان يفعلوا مثل الانصار في البلد. يعني حرية التملك حرية الزواج حرية الدخول في مجالس الشورى. حرية قيادة الجيوش بل قيادة الدولة ذاتها. خلي بالك الرسول عليه الصلاة والسلام من المهاجرين وخليفته من المهاجرين وخليفة خليفته من المهاجرين وكذلك الى مدد طويلة جدا جدا ولا نعلم انصاريا تولى خلافة المسلمين ابدا سبحان الله رسخ هذا الامر اعطيت لهم كل صلاحيات اهل البلد فذابوا ذوبانا طبيعيا جدا جدا في البلد واصبحوا عنصر رئيسي من عناصر المدينة المنورة. يعني بعد عدة شهور او عدة سنوات خلاص ما عدش فيه فرق بين المهاجرين والانصار. الاتنين ينتمون الى المدينة المنورة الدولة الاسلامية الاولى. وهذا في منتهى الرقي يا اخواني. واعطى ثباتا وقوة للدولة الاسلامية. وكل واحد بقى ده بيدافع عن المدينة لان هي بلده وهي موطنه الاصلي اللي عايش فيه دلوقتي وخلاص نسي تماما قصة البلد اللي كان جاي منها قبل كده. وكتير جدا جدا من المهاجرين بل معظمهم بقي في المدينة المنورة حتى بعد فتح مكة. حتى بعد عودة الديار التي كانت مسلوبة منهم قبل ذلك ظلوا يعيشون في المدينة بعد ان اصبحت المدينة هي دولتهم الكلام ده على فكرة له تطبيق كثير جدا في واقعنا واحنا شفنا امريكا سبحان الله بتعمل نفس الحكاية ديت وكأنها تقرأ التاريخ الاسلامي اللي يراجع تاريخ امريكا يلاقي سبحان الله حاجة غريبة جدا. يلاقي تعداد سكان امريكا كتب والقبائل حول المدينة لن تسكت وفارس والروم لن تسكت. كل هذه مخاطر ضخمة جدا حول الامة الاسلامية. فابقى صلى الله عليه وسلم عددا لا بأس به المهاجرين في الحبشة الى ان تستقر اوضاع تماما ويطمئن الى ان دولة الاسلام لا تستأصل. فخلى فيهم مجموعة ما جوش هذه المجموعة الا في اواخر القرن الثامن عشر كانوا خمسة مليون دلوقتي سبحان الله بعد متين سنة تعدادهم اكتر من تلتميت مليون وقوة كبيرة جدا وقاهرة ولها اساطيل ولها جيوش ولها مخابرات قرأت لها مصانع ولها كذا. دولة كبيرة جدا وعملاقة. لماذا يا اخواني؟ لما تيجي تراجع كده تلاقي سبحان الله امريكا عملت حاجتين اللي ما لهم رصاص سلام؟ قبل كده بالف وربعميت سنة عملت ايه امريكا؟ عملت اولا الوحدة بين افرادها. زي ما الرسول عليه الصلاة والسلام وحد الاوس مع الخزرج وبعدين وحد الانصار مع المهاجرين وخلاهم كلهم واحد وحدت امريكا نفسها ما عادتش ولاية واحدة او ولايتين لأ بقت اتنين وخمسين ولاية في بعض قارة كاملة بتمسل دولة واحدة برئيس واحد فلابد ان يعطيها هذا قوة. الحاجة التانية مهمة جدا جدا وهي اللي عملها صلى الله عليه وسلم قبل كده بمئات السنين زي ما انتم شايفين وهي اعطاء فيز للناس اللي من برة امريكا تيجي تعيش جوة امريكا وتأخذ حقوق المواطن الامريكي ومع مرور الوقت تذوب في المجتمع الامريكي وتصبح امريكية تماما تدافع عن امريكا وكانها بلدها. لما تيجي تراجع التاريخ تلاقي ان اصول الامريكان دي اللي جاية من المانيا اللي جاية من انجلترا اللي جاية من ايرلندا اللي جاي من الشرق الاوسط اللي جاي من المسلمين اللي جاي من النصارى اللي جاي من اليهود طوائف شتى مرت السنوات تلو السنوات واصبحوا في الاخر امريكان وبيساعدوا الامريكان اعطوهم حرية التملك حرية الزواج حرية الدخول في مجالس الشورى يكفي ان ان الجد الاكبر لك يكون اتولد في امريكا عشان تترشح للرئاسة في داخل امريكا وكلنا شفنا في الانتخابات السابقة واللي قبليها احد اللبنانيين يترشح في رئاسة الجمهورية لامريكا الكلام ده الرسول عليه الصلاة والسلام عمله قبل كده بمئات السنين ولكن عمله برقي عظيم جدا جدا صلى الله عليه وسلم. ما جعلش بس الدافع لهذا التماذج الجميل جدا جدا والاختلاط الرائع بين الطوائف المختلفة في الدولة الاسلامية ما جعلش هذا فقط امرا من امور الدنيا. بل اعطى عليه كما علمه ربه سبحانه وتعالى وعلمنا اعطاه الحسنات الكثيرة والاجر العظيم والجنة الواسعة في الاخرة بالاضافة الى سعادة دنيا ما فيش ظلم في اقامة الدولة الاسلامية ما فيش ابادة ما فيش فساد. ليه التشريع قائم على شرع رب العالمين سبحانه وتعالى؟ يبقى ربنا سبحانه وتعالى لما حط لنا هذا التشريع اراد به سعادة الدنيا وسعادة الاخرة. بينما التشريعات الاخرى في المناهج الاخرى قد تحقق نوعا من السعادة في الدنيا ولكنها سعادة منقوصة لا شك في ذلك وفي انواع كتيرة جدا من التعدي والظلم والفساد كما ذكرنا وليس لها شيء في الاخرة وده بقى المثال الراقي جدا جدا للاسلام اللي بيقول لك ازاي ممكن الشرع ينعمك في الدنيا وبرضه ينعمك في الاخرة يبقى ده كان كفالة المهاجرين كفالة بقى طبيعية ودوبانهم داخل المجتمع المدني ولمدد بقى ايه لا يعلم عددها الا رب العالمين سبحانه وتعالى بكده حلت ازمة المهاجرين في داخل المدينة المنورة بالعكس انقلبوا من كونهم ازمة الى كونهم قوة للدولة الاسلامية يبقى شفنا الرسول صلى الله عليه وسلم عمل ايه مع الاوس والخزرج وشفنا الرسول صلى الله عليه وسلم عمل ايه مع المهاجرين وعلاقتهم بالانصار نشوف الرسول عليه الصلاة والسلام عمل ايه مع المهاجرين في الحبشة الحبشة فيها اكتر من تمانين واحد وهم عند ملك لا يظلم عنده احد. لكن البلد غير مؤهلة لاقامة دولة اسلامية. وذكرنا تفصيلات ذلك عند الحديث عن دروس المكية من السيرة النبوية. الرسول عليه الصلاة والسلام اول ما انتقل الى المدينة وشعر بشيء من الاستقرار ارسل يستدعي بعض المهاجرين في الحبشة وليس كل المهاجرين في الحبشة بعض المهاجرين ليساعدوه في اقامة الصرح الضخم الهائل الذي سيقيمه في المدينة المنورة الدولة الاسلامية. محتاجين طاقات كتيرة. لكن في نفس الوقت ما اندفعش اندفاع عاطفي وجاب كل المهاجرين اللي في الحبشة علشان يساعدوا المسلمين ويضيع على المسلمين فرصة بقاء بعض المسلمين بعيد عن الخطر عشان لو حصل استئصال للقاعدة الاسلامية اللي موجودة في المدينة وده وارد جدا لان قريش لن تسكت واليهود لن يسكتوا والمشركون في الاوس والخزرج لن يسكتوا بعد صلح الحديبية بعد ست سنوات كاملة في المدينة المنورة واطمئنان الرسول صلى الله عليه وسلم. الا ان المدينة المنورة اصبحت دولة لا تستأصل ساعتها جاب كل المهاجرين اللي موجودين في الحبشة المسلمون في القبائل البعيدة اللي بعيد عن المدينة المنورة منهم اللي في اليمن منهم اللي في الغفار منهم اللي في اسلم منهم اللي في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية ابقاهم صلى الله عليه عليه وسلم في اماكنهم قال لهم ما تهاجروش معنا الى المدينة المنورة. طب ليه يا اخوان كل واحد من دولك كان نقطة مضيئة في مكانه الرسول صلى الله عليه وسلم بيشتغل بالدعوة في الاوس والخزرج في داخل المدينة وما حولها. لكن في نقاط بعيدة جدا لن يصل اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الطفيل ابن عمرو الدوسي رضي الله عنه وارضاه موجود في قبيلة دوس هناك في اليمن. المسافة بين اليمن والمدينة اكتر من الف كيلو. طب هيوصل لهم ازاي صلى الله عليه وسلم؟ فخلي الطفيل بن عمرو الدوسي يقوم بالدعوة في هذا المكان وضماد الاسدي يقوم بالدعوة في الازد. وابو ذر الغفاري يقوم بالدعوة في غفار. وعمرو ابن عبسة بالدعوة في اسلم وهكذا كل واحد في مكان مع مرور الوقت يكثر المسلمون في هذه القبائل المختلفة. فاذا جاء الوقت المناسب استدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القبائل فاتى منها المسلمون وزادت قوة المسلمين بشدة في المدينة المنورة. قدوم هؤلاء كان يلفت الانظار الى قوة المدينة المنورة وقد يحفز ناس على استئصال للمسلمين في المدينة المنورة بسرعة وفي ذات الوقت يقلل من فرصة الدعوة في قبائلهم. فاثر صلى الله عليه وسلم ان يبقى الوضع كما هو عليه بالنسبة لهم الى ان تستقر الاوضاع وبالفعل استدعاهم امتى ؟ برضو بعد الصلح الحديبية اخر طائفة هي طائفة المستضعفين في مكة المسلمون المستضعفون في مكة ما قدروش يهاجروا هؤلاء ليس لهم حيلة الرسول عليه الصلاة والسلام امرهم بالكتمان قدر المستطاع لا يخرجون سرهم لا يعلنون اسلامهم حتى لا يستأصلوا الى ان يأتي الله عز وجل بامره. لم تحل مشكلة هؤلاء الا بعد فتح مكة وظلوا في مرحلة السرية طول التمن سنوات الاولى من عمر العهد المدني يبقى ده كان تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الطوائف المختلفة من المجتمع المسلم. وزي ما انتم شايفين تصرف في منتهى الحكمة. ويتغير باختلاف الظرف الذي يعيش فيه المسلم دي اول مجموعة مجموعة المسلمين تيجي مجموعة تانية خطيرة جدا تعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا في فترة بناء الدولة الاسلامية في اولها واستمر التعامل مع هذه الطائفة الى قبيل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي مجموعة المشركين وزي ما قلنا قبل كده المشركون كانوا من طوائف شتى هناك المشركون من اهل المدينة الاوس والخزر ودولت الحقيقة كانوا في غاية الاهمية بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم استراتيجية العمل مع المشركين في داخل الدولة في الحالة السلمية كانت ايصال الدعوة والجوار بالتي هي احسن تجنب الصدام قدر المستطاع بل التعاون في القضايا المشتركة تعالوا نشوف اصلا موقف المشركين في المدينة من رسول الله صلى الله عليه وسلم شكله ايه؟ وازاي الرسول عليه الصلاة والسلام اتعامل مع كل واحد منهم؟ بعض المشركين لما دخلوا الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة المنورة قرروا هم الخروج منها هذا قليل منهم ابو عامر الفاسق اللي كان معروف بابي عامر الراهب الراجل ده اول ما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة قرر يخرج منها دار بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام حوار اوضح فيه ما في داخله وقرر الخروج من المدينة هذا الرجل كان اسمه ابو عامر عبد عمرو ابن صيفي الاوسي. وهو على فكرة ابو حنظلة غسيل الملائكة اللي استشهد في احد هذا الرجل كان يدعي انه راهب وعلى دين الحنيفية ولبس المسوح وادعى هذا العلم ايام الجاهلية لما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة الرسول عليه الصلاة والسلام ايضا يدعو الى الحنيفية فلما ذهب الى هناك ذهب اليه ابو عامر الراهب وبدأ يحاوره. قال ابو عامر ما هذا الدين الذي جئت به قال صلى الله عليه وسلم جئت بالحنيفية ديني ابراهيم قال الراهب فانا عليها فقال صلى الله عليه وسلم انك لست عليه يعني في تحريف كبير جدا جدا في الديانة التي انت عليها الان قال ابو عامر الراهن بلى عليها. انك ادخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس منها. فقال صلى الله عليه وسلم بهدوء اعصاب ما طلت ولكني جئت بها بيضاء نقية قال الراهن الكاذب اماته الله طريدا غريبا وحيدا. طبعا يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب وان الله الله عز وجل سيميت طريدا غريبا وحيدا فقال صلى الله عليه وسلم اجل فمن كذب فعل الله تعالى به ذلك يعني فعلا الكداب ربنا هيموته طريد وغريب ووحيد فكان ابو عامر الراهب كذلك سبحان الله اول ما ضرب بينهم الحوار ده ووجد التفاعل من الانصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والتعامل معه كزعيم للمدينة المنورة بعد ان رأى ذلك لم يستطع ان يجلس في المدينة المنورة وخرج منها وعاش في مكة المكرمة وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي عامر الفاسق بدلا من ابي عامر الراهب. عاش ابو عامر الفاسق هذا في مكة المكرمة تمن سنوات كاملة. الى ان جاء الفتح الاسلامي لمكة المكرمة في سنة تمانية من الهجرة فهرب من مكة واتجه للطائف. وسبحان الله بعدها بقليل اسلمت الطائف في سنة تسعة من الهجرة فهرب من الطائف وعاش في الشام وهناك مات اذا غريبا وحيدا سبحان الله فهو وامثاله اراحوا واستراحوا. الناس اللي خرجت من المدينة المنورة وهذا قليل. يعني بضعة عشر رجلا تركوا المدينة المنورة وهاجروها وهجروها الى غيرها من البلدان لكن المجموعة الكبرى من مشركي الاوس والخزرج ماذا فعلوا هذه المجموعة بقيت على شركها بقيت على شركة وتعيش في داخل المدينة المنورة وعلى رأس هؤلاء رجل كان اسمه عبدالله ابن ابي ابن سلول. طبعا مشهور. هو اللي بعد كده اصبح زعيم للمنافقين هذا الرجل كان زعيم الخزرج وكانت له مكانة كبيرة في داخل المدينة المنورة عند اوسها وخزرجها سواء وهو الوحيد الذي اجتمع عليه الاوس والخزرج لكي ينصبوهم ملكا على المدينة وذلك قبل قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا كما يقولون ينسجون له الخرز يعني بيتوجوه كملك على المدينة المنورة. اول اجتماع للمدينة المنورة على رجل واحد قبل رسول الله وسلم. وفجأة سبحان الله تغيرت الاحداث وظهر امر الرسول صلى الله عليه وسلم. وامن به ستة من الخزرج من قبيلته ثم اتناشر في بقية العقبة الاولى. ثم تلاتة وسبعين في باقية العقبة الثانية. كل هذا لم يعلم به عبدالله بن ابي بن سلوم عبدالله بن ابي بن سلول كان رئيس وفد المدينة في الحج بالعام الذي بايع فيه الانصار بيعة العقبة الثانية. اللي هو العام الثالث عشر من البعثة النبوية وكان ساعتها مشرك وكان وفد المدينة بيضم جواه تلتميت واحد من يثرب. منهم خمسة وسبعين مسلم ومتين خمسة وعشرين مشرك ولانه كان زعيم الوفد كان يظن انه يعرف كل شيء عن الوفاء. ولما شك اهل قريش في اسلام بعض رجال الوفد ولقائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم نفذ بشدة وقال لو حدث هذا لاستشارني قومي هذا عظيم القوم. وبعدين سبحان الله بعد بيعة العقبة الثانية بشهور قليلة يعني بيعة العقبة الثانية هذه كانت في ذي الحجة من العام الثالث عشر من البعثة. في ربيع اول من العام الرابع عشر من البعثة يعني بعد تلات شهور او يزيد قليلا صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة ونصب رئيسا وزعيما على المدينة المنورة. فسبحان الله استلم الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان سيستلمه عبدالله بن ابي بن سلول. فتحرك الحقد في قلبه للرسول عليه الصلاة والسلام على اشد ما يكون وطبعا انا عايزك تتخيل موقف عبدالله بن ابي بن سلول واحد كان خلاص هيبقى ملك على المدينة لاول مرة في تاريخ المدينة واحد زعيم في قومه ورئيس وشريف وغني وسلطان. هذا الانسان فجأة سبحان الله سحبت منه الامارة واعطت لرجل ليس اصلا من الاوس والخزرج هذا في عرف العرب في وقتها مستحيل مستحيل ان رجل من قبيلة اخرى يرأس قبيلة ثانية ويجتمع عليه الناس. هذا امر غريب جدا جدا عند العرب. فعبدالله بن ابي بن سلول رفض هذا الامر رفضا كليا. عشان يقبله لازم يبقى مؤمن صادق الايمان حقيقة. لازم يبقى زي الانصار اللي اتكلمنا لهم من شوية. لكن انسان عنده ضعف ايمان او ما عندوش ايمان اصلا مستحيل يقبل بهذه الفكرة لكن وجد ان معظم اللي حواليه يؤيدون الرسول عليه الصلاة والسلام. حتى المشركين الذين لم يدخلوا في دين الرسول صلى الله عليه وسلم وقف معظمهم على الحياد فما عدش حد بينصره على الرسول صلى الله عليه وسلم. فوقف مش عارف يتصرف ازاي فكان فعلا في حالة من الحقد والضغينة اللي الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتخيلها احد طب عمل ايه؟ ظل يراقب الاوضاع رفض الدخول في الاسلام وظل على شركه وعايش جوة المدينة المنورة لكن في نفس الوقت عمال يدور على فرص حتى يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتعاون مع اعدائه عليه صلى الله عليه وسلم والرسول عليه الصلاة والسلام يقدم الحسنى قدر المستطاع. وزي ما قلنا الاستراتيجية بتاعته الدعوة السلمية قدر المستطاع مع مشركي يثرب. دول فيهم امل كبير ممكن يدخله الاسلام ويصبحوا انصار للدعوة الاسلامية. فكان بيقدم الحسنى على قد ما يقدر ويدعو الناس بقدر المستطاع بالتي هي احسن من ذلك ما رواه البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار واردف اسامة بن زيد رضي الله عنهما وراءه وذهب ليعود سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه. سعد ابن عبادة طبعا من سادات الخزرج الكلام ده كان في اول ايام المدينة المنورة قبل بدر وقبل اسلام عبدالله بن ابي بن سلول فمر صلى الله عليه وسلم على مجلس به خلي بالك بقى به اخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الاوثان واليهود خلي بالك الدعوة بالتي هي احسن تقتضي المخالطة. المسلمون يخالطون غيرهم ولكن لا يتأثرون بشركهم ولا باثامهم ولا روى البغوي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم افضل من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم قال ابن المبارك رحمه الله في تفسير العزلة ان تكون مع القوم. فاذا خاضوا في ذكر الله فخض معهم. وان خاضوا في غير ذلك فاسكت يبقى المجلس فيه اخلاط من المسلمين والمشركين واليهود. والرسول عليه الصلاة والسلام مر على هذا المجلس ومن المسلمين الذين في هذا المجلس عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه وهو من الخزرج. ومنهم برضه عبدالله بن ابي بن سلول سيد الخزرج فلما مر حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم غبر يعني التراب بتاعه جه على الناس فقال عبدالله بن سلول يرفع صوته على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تغبروا علينا. وقال طبعا في شيء من الحدة بحيس يوضح ان هو غاضب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. طبعا جواه حقد بيطلع في هذه الكلمات. لا تغبروا علينا. الرسول عليه الصلاة والسلام سبحان الله تجاهل هذه الكلمة لم يعلق عليها نزل من على حماره صلى الله عليه وسلم سلم عليهم ثم وقف ودعاهم الى الله عز وجل وقرأ عليهم القرآن. سبحان الله! ما كان يترك رجلا ولا قبيلة ولا مجموعة من الناس الا وعرفهم بدعوته صلى الله عليه وسلم. وقرأ عليهم القرآن فقال عبدالله بن ابي بن سلول وهو يغلي من الغضب قال ايها المرء يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم ايها المرء انه لاحسن مما تقول ان كان حقا يعني ان كان الكلام بتاعك ده حق وصدق؟ اه ده كلام جميل جدا جدا. لكن احنا مش عايزينه. فلا تؤذنا به في مجالسنا يعني مش عايزين نسمع الكلام ده هنا دلوقتي وارجع الى رحلك خليك في بيتك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبدالله بن رواحة. عبدالله بن رواحة مسلم قاعد في المجلس. وخزرجي. يعني سيد قبيلتي هو عبدالله بن ابي بن سلول لكن هنا الرسول عليه الصلاة والسلام اوذي بكلمات فوقف رضي الله عنه وارضاه يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا. يعني عكس كلام عبدالله بن ابي بن سلول تماما. مع ان عبدالله بن رواحة شاب صغير والتاني عظيم القوم. لكن هنا لابد ان تفضل بقى مشكلة كبيرة جدا وهي مشكلة مشركي قريش في بعض الناس كما ذكرنا في الدرس السابق تظن ان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا انتقل مسافة خمسمية كيلو متر بعيد عن مكة المكرمة خلاص مكة استريحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حمية الشباب المسلم فاغشنا بي في مجالسنا فانا نحب ذلك. ساعتها ايه اللي حصل؟ فاستب المسلمون والمشركون واليهود. قامت معركة. كل فريق بيناصر واحد مجموعة المسلمين مع عبد الله بن رواحة ومجموعة المشركين مع عبدالله بن سلول. لكن لطيف الرواية تقول ايه؟ فاستب المسلمون والمشركون واليهود. طب اليهود ما لهم؟ ما لهمش دعوة بس فرصة لاثارة الفتنة فعملوا مشكلة بين المسلمين والمشركين. حتى كادوا يتثاورون يعني كادت ان تقوم معركة بينهم وبالسيوف فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا. يعني خلاص معلش هنمشي ما فيش مشكلة. هدى الناس ومشي صلى الله عليه وسلم لكن ما سابش الموضوع. ذهب الى سعد ابن عبادة رضي الله عنه وارضاه. احد زعماء الخزرج وقال له ارأيت الذي فعل ابوحباب يريد عبدالله بن ابي بن سلول قال كذا وكذا وكذا. فقال سعد بن عبادة يا رسول الله. شف بقى ايه مدى الايضاح للرؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني سعد ابن عبادة رجل من اهل المدينة عاش التجربة اللي عاشها عبدالله بن ابي بن سلول شافه ويتوج كملك ثم تسحب منه الامارة قال يا رسول الله اعف عنه اصفح هو الذي انزل عليك الكتاب. لقد جاء الله بالحق الذي انزل عليك. ولقد اجتمع اهل هذه البحيرة على ان يتوجوه فيعصبوه بالعصابة. يعني ايه يخلوه ملك؟ على القوم. فلما ابى الله ذلك بالحق الذي اعطاك الله. شرق بذلك. فذلك الذي فعل به ما رأيت فاعذره يعني انا فلسه في المرحلة الاولى من مراحل المدينة المنورة لم يستمع الى كلمات كثيرة من القرآن الكريم لم يحيا حياة كاملة معك. اعذروا هذه الفترة اعفوا عنه لعل الله عز وجل ان يفتح قلبه بعد ذلك بالاسلام فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشاهد اخواني ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان او القدر المستطاع ان يصل بالدعوة بالتي هي احسن الى مشركي يثرب الى مشركي الاوس والخزرج. وكان يحاول تجنب الصراع على قدر ما يستطيع معظم المشركين في يثرب لم يكونوا على شاكلة عبد الله بن ابي بن سلول. بل بالعكس وقفوا على الحياد. وهؤلاء مارس معهم الصحابة رضي رضي الله عنهم وارضاهم الدعوة الاسلامية بالتي هي احسنوا وصلوا بها الى قلوبهم وذلك مثلما حدث مع عمرو ابن الجموح ومع غيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين يبقى ده كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام من مشركي المدينة المنورة من مشركي الاوس والخزرج المشركين من الاعراب الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيبعت لهم قدر المستطاع بعض من يدعوهم الى الاسلام وكان يتخير افراد قبيلتهم. يعني من القبائل التي كانت حول المدينة المنورة وكانت خطيرة. قبيلة غفار. الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل اليها ابا الذر الغفاري رضي الله عنه وارضاه فاتى بنصف اهلها ودعا لها صلى الله عليه وسلم وقال غفار غفر الله لها ومارس فيها الدعوة ولكن دون ان تدخل في داخل المدينة المنورة وهم في ديارهم يرسل اليهم من يعلمهم ويدعوهم الى الله عز وجل وفي ذات الوقت ابرز لهم قوة المسلمين حتى لا يغتر هؤلاء بان المهاجرين هاجروا في حالة ضعف او قلة الى المدينة المنورة يغير الاعراب على المدينة المنورة طمعا فيها. فاظهر لهم قوة كما سيظهر لنا بعد ذلك خطوات السيرة النبوية عندما يبث صلى الله عليه وسلم السرايا حول المدينة المنورة المشركون في القبائل الكبرى التي حول المدينة المنورة حاول صلى الله عليه وسلم ان يعقد معهم بعض المعاهدات. كما عقد معاهدة مع قبيلة جهينة. قبيلة جهينة كبيرة في غرب المدينة المنورة وخلي بالك هذا العقد في منتهى الاهمية لان غرب المدينة المنورة هو طريق القوافل القرشية المارة من مكة الى الشام. فاذا امن صلى الله عليه وسلم هذا الجانب وعقد المعاهدات مع قبيلة جهينة تستطيع الجيوش الاسلامية بعد ذلك التحرك في امان في غرب المدينة وقطع الطريق على قوافل قريش كما تبين بعد ذلك يبقى كانت سياسته مع القبائل الكبرى المحيطة بالمدينة المنورة محاولة عقد المعاهدات والاحلاف قدر المستطاع يقول ربنا سبحانه وتعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. لابد ان المشركين في مكة سيسعون قدر المستطاع لغزو المدينة المنورة. ولاخراج المسلمين منها وللتعاون والتحالف مع اعداء المسلمين هنا هناك لاستئصال خضرائهم تماما. وهذا ما حدث بالفعل وبطرق مختلفة كما سنرى الكلام ده كله بيسبت لنا حقيقة هامة جدا انه لا خيار في المعركة لابد حتى وان تجنب المسلمون المعركة ان تحدث سنة التدافع التي شرعها رب العالمين سبحانه وتعالى في خلقه وفي ارضه والى يوم القيامة. تدافع اهل الحق واهل الباطل حتى لو المسلمين مش عايزين اهل الباطل هيدوروا عليهم ليتم اللقاء كما اراد رب العالمين سبحانه وتعالى للحرب بين الحق والباطل يا ترى بقى المشركين عملوا ايه؟ كيف خططوا؟ كيف دبروا؟ كيف تعاونوا؟ كيف اثروا على مشركي يثرب هناك كيف عقدوا بعض الاحلاف مع القبائل حول المدينة المنورة؟ كيف حاصروا المدينة المنورة؟ هذا حديث يطول واسأل الله عز وجل ان يجمع بيننا على الخير دائما نتناول هذا الامر وغيره من الامور ان شاء الله في اللقاء القادم ونسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تحيات النور للانتاج الاعلامي والتوزيع