اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد. فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين مع الحلقة الرابعة من حلقات قصة الحروب الصليبية في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا على وضع العالم الاسلامي قبل الحروب الصليبية مباشرة واشرنا الى حالة التفت والتشرذم والتمزق الشديد التي كانت في دويلات العالم الاسلامي المختلفة وخاصة في منطقة اسيا الصغرى هشام والتي ستتلقى الضربات الاولى للحملة الصليبية. وذكرنا ايضا ان الوضع في مصر كان مأساويا لسيطرة الدولة العبيدية المسماة بالفاطمية على الامور في مصر مش هنقدر نفهم ابدا الحروب الصليبية وقصة الحروب الصليبية فهم صحيح الا بالرجوع ايضا الى تاريخ اوروبا قبل الحملات الصليبية او قبل وبالصلابية ومش بس هنرجع للخلفية الدينية او السياسية لأ نرجع رجوع شامل لكل الحياة اللي كانت موجودة في اوروبا نرجع ننظر الى الاوضاع الاجتماعية هي الاوضاع الاقتصادية الاوضاع السياسية بالاضافة طبعا للاوضاع الدينية التي كانت في اوروبا قبيل الحروب الصليبية لما نيجي نراجع الخلفيات الدينية في اوروبا قبل الحروب الصلبية هنلاقي اوضاع معينة كان لها اكبر الاثر على تحريك الجيوش الى العالم الاسلامي لغزوة اوروبا في قبيل الحروب الصليبية ولعدة قرون قبل ذلك ولعدة قرون بعد ذلك كانت تحكم تقريبا بالكنيسة يعني ما كنتش الكنيسة زي زماننا دلوقتي مكان عبادة بيروحوا له يوم في الاسبوع لتلاوة بعض الصلوات وخلاص على كده لأ الكنيسة كان لها دور قيادي رئيسي في الدولة او في او الدول بصفة عامة الاوروبية كان الدور ده قيادي ديني وقيادي سياسي وقيادي عسكري. كان الكنيسة لها ميليشيات عسكرية ممكن تغير الاوضاع في اوروبا كلها انا عايز اديكم قصة سريعة جدا توريكم مدى قوة البابا اللي كان طبعا مركزه في روما في ذلك الوقت وقبيل الحروب الصليبية قليل البابا اللي كان موجود قبل الحروب الصليبية مباشرة كان اسمه جريجوري السابع قاليه الجوري السابع حصل بينه وبين ملك المانيا خلاف والمانيا كانت اقوى دولة في المنطقة في ذلك الوقت المانيا كانت بترس تقريبا املاك الدولة الامبراطورية الرومانية الغربية يعني كانت فعلا مساحات شاسعة من الارض وكانت متداخلة الى حد كبير في ايطاليا. حصل خلاف ما بين البابا جريجوري السابع وما بين هنجري الرابع ملك المانيا واشتد هنري الرابع في خلافه ظنا انه اقوى ملك في اوروبا فلن يتجرأ البابا على آآ آآ مقاومته. لكن اللي حصل ان البابا اه اصدر قرارا بالحرمان على على الملك هنري الراب. يعني ايه حرمان حرمان يعني حرمان من الجنة لان الجنة كانت في ايدين البابا زي ما بيقول لهم. فاصدر قرارا بالحرمان. وحرمان الملك من الجنة يعني عدم طاعة اي انسان له وبالتالي سبحان الله في غضون ايام قليلة وشهور قليلة بدأ الشعب الالماني الكبير الذي تحت يعني قيادة الملك هنري الرابع لا يسمع لكلامي بل يسمع لكلام البابا واشار المقربون لملك المانيا انه ان لم يسترضي البابا فسوف يضيع ملكه منه فما كان من هنج رابع الا ان فعل. فعل ايه بقى؟ تخيل صار من المانيا الى روما ماشيا على قدميه حافيا تخيل المسافة الضخمة من المانيا وده ملك واقوى ملك في اوروبا صار حافيا على قدميه من المانيا الى روما. ولما عرف البابا ان هو واقف بره خلاه ينتظر في المطر الشديد تلت تيام متواصلة شيء غريب جدا تلات ايام متواصلة وعندما سمح له بالدخول دخل هنا الرابع وقبل يد البابا وقبل الارض بين قدميه واعلن انه قد تاب عن ذنبه السابق ومن هنا رفع عنه الحرمان البابا جرجوري السابع. الكلام ده بيؤدي لك خلفية عن حجم الكنيسة في ذلك الوقت. الكنيسة ما كنتش مجرد مكان عبادة كانت مؤسسة ضخمة جدا. لها اقطاعيات كبيرة جدا جدا لها اراضي. لها ضيعات ولها قرى الكنيسة البابا كان من اغنى اغنياء اوروبا وكذلك القساوسة والرهبان وفي نفس الوقت كان عندهم ميليشيات عسكرية بتحمي هذه الاقطاعيات الضخمة. وكان ببساطة ممكن يسحب الثقة من اي امبراطور او اي امير او اي ملك فخلاص تروح الهيبة ويروح الملك وبالتالي كان الجميع في اوروبا يقدر لهذا الكيان الديني قدرا كبيرا جدا. طبعا اللي يرأس الكيان الديني كله في اوروبا الكيان اللي هو موجود في روما او البابا الكاثوليكي. طبعا كل غرب اوروبا كان في الوقت ده كاثوليكي وما كانش لسه المزهب البرتوستانتي آآ ظهر وطبعا زي ما قلنا قبل كده شرق اوروبا كله كان ارثوذكسي مع كل هذه القيمة وهذا الوضع الذي كانت فيه الكنيسة اللي ان في الفترة التي سبقت الحروب الصليبية سيطر على معظم الدينية في اوروبا قساوسة بلغوا درجة متدنية جدا جدا في الكفاءة يعني ضعف جدا في الكفاءة الادارية ضعف جدا في المعلومات الدينية ضعف جدا جدا في الاخلاقيات العامة بل ان قضايا الفساد في النساء وفي المال كانت شائعة جدا جدا بين الرهبان وطبعا المصادر ديت يا اخواني واخواتي مش مصادر اسلامية. المصادر اللي بننقل عنها هذه المعلومات مصادر اوروبية هي التي تذكر ذلك الامر. وتذكر ان القساوسة بلغوا من الفساد في الفساد الاخلاقي الخاص بالنساء والخاص بالاموال حدا غير مقبول حتى لعوام الناس وده مصداق قول الله عز وجل في كتابه الكريم ورهبانية ابتدعوها. ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها. فرضوا على نفسهم رهبانية معينة زهد في الدنيا كما يقولون بعد عن النساء وعدم الزواج كما يقولون ثم جرائم الزنا وجرائم الفحش في المال العام لا تتخيلوا حجمها كان قد ايه. والعقل ده بيفكرنا لو تعرفوا جيمس واجرت القس الذي كان يعني يتحاور ويناظر آآ احمد رحمه الله كان يحاوره في محاورات كثيرة ثم بعد ذلك اكتشف في يعني آآ جرائم دعارة في آآ ني اورنيز في امريكا في فندق من احد الفنادق في امريكا وكلما مر انسان الان امام هذا الفندق يتذكر جيمس واجرد الذي كان يدعي الرهبانية ويعني آآ كان في هذا الوضع المخل بالاداب فده الوضع ده هو اللي كان عايشة فيه اوروبا ومع هذا الوضع المتدني جدا للقساوسة والرهبان الا ان الكنيسة ما زالت مسيطرة وكانت بتسيطر بعدة عوامل. طب ايه اللي يخلي الكنيسة مسيطرة مع هذا الوضع المتردي لها؟ اولا حالة الجهل الشديدة التي كانت في اوروبا الامية يا اخواني ويا اخواتي كانت في كل مكان قليل جدا جدا من اوروبا الذي كان يستطيع ان يقرأ ويكتب اصلا فضلا ان يكون متبحرا في العلم. وهذه الحالة المتدنية من الجهل وهذه السطحية في التفكير هي التي مكنت الكنيسة من السيطرة على عقول الجميع. وده يفسر لنا ليه هياجي الكنيسة الكبير جدا ضد العلماء؟ اللي حصل بعد كده بعدة قرون عندما بدأت النهضة الاوروبية العلمية في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي. احتاجت الكنيسة وبدأت تحرق كتب العلماء وتقوم بالرجع والسجن القتل وكذا لكل العلماء ومن اشهر العلماء الجليلي وكوبرنيكس وغيره من الذين واجهوا الكنيسة ومروا بمراحل تعذيب شديدة جدا. ليه؟ لان الكنيسة كانت مستفيدة تمام الاستفادة من حالة الجهل الشنيعة ان الكنيسة اشاعت في القرن العاشر والقرن التاسع قبليه بس العاشر كان الموضوع كبير جدا ان الدنيا هتنتهي عند سنة الف تلاتة وتلاتين او ما بعدها بقليل. واشمعنى الف تلاتة وتلاتين لمرور الف سنة على وفاة المسيح عليه السلام فقالوا ان خلاص الدنيا تنتهي يوم القيامة سيقوم وسيحاسب الناس امام آآ الله طبعا عندهم بيأمنوا بالوهية المسيح عليه السلام لابد ان يتخلص كل انسان من ذنوبه قبل ان يقوم يوم القيامة. طب كيف يتخلص الانسان من ذنوبه؟ خلصوا الانسان من ذنوبه عن طريق حاجتين الحاجة الاولانية ان يدفع المال للكنيسة. والكنيسة تملك حق الغفران وحق رفع الذنوب عن الانسان. هكذا كانوا يقولون ويخدعوا عموم الناس بهذا الامر وتطور الامر في الكنيسة الى ان صار هناك صكوك الغفران كما تعلمون. لكن صكوك الغفران ظهرت بعد زمن الحروب الصليبية بفترة وصكوك الغفران يعني تروح تشتري الغفران من الكنيسة تدفع مال وتشتري الغفران هذا كان الشعور السائد اللي موجود في اوروبا قبيل الحروب الصليبية ايه واسناء الحروب الصليبية وبعدها فترة طويلة جدا من الزمن لحد ما مارتن لوتر كينج اللي هو مؤسس المزهب البرتستانتي ظهر ويعني غضب وعمل مظاهرات وثورة على صكوك الغفران هذه لكن ده كان احد الطرق الرئيسية والكنيسة كانت تسيطر على الناس لان بيدها الغفران وبيدها منح الانسان الذي ترضى عنه الكنيسة منحه الجنة اما الطريقة الثانية التي شاعت جدا جدا في القرن العاشر الميلادي اللي هو القرن اللي سبق مباشرة الحروب الصليبية الحروب الصليبية كانت في اواخر القرن الحادي عشر الميلادي. الفكرة اللي شاعت جدا هي التكفير عن الذنوب بالحج الى مكان ميلاد المسيح عليه السلام. اللي هو فين اللي هو في فلسطين ومن هنا بدأ اسم فلسطين يظهر في اوروبا وبدأت حملات الحج التكفيرية هذه التكفيرية عن الذنوب تظهر في اوروبا. وهنا وهناك. والذي كان يقوم بالحج في معظم الامر كان الفقراء الفقراء اللي ما يقدروش يدفعوا للكنيسة الاموال الباهظة التي تعفيهم من الذنوب فكانوا يعملوا رحلة الحج التكفيرية هذه. وكان الحاج ممكن ياخد سبع سنوات كاملة. عشان يطلع رحلة حج يقطع سبع سنوات كاملة من عمره. بس هم كانوا عايشين حالة في في غاية الفقر فما كانش عنده مشكلة ان هو يترك البلاد ويذهب الى الحج سبع سنين او خمس سنين ما فيش مشكلة. فدي كانت احد الوسائل ايضا للتكفير عن الذنوب يبقى الكلام ده خلى اسم فلسطين يبزغ في داخل اوروبا. وما عادش الاسم نادر عندهم. اصبح الكلمة يعني يسمعها الناس ومتداولة ولما جه بعد كده البابا يقول للناس روحوا لفلسطين لاجل الحملات الصليبية ما كانش الاسم المستغرب عند الناس برضو في قضية كانت خطيرة جدا جدا في دماغ البابا وانتم عارفين البابا كان كاثوليكي كان في دماغه طموح توسعية كبيرة لضم الكنيستين. الكنيسة الكاثوليكية في غرب العالم الاوروبي والكنيسة الشرقية الارثوذكسية اللي كان مستقرها فين؟ في القسطنطينية وطبعا الكنيستين كانوا على خلاف عقيم طويل جدا جدا وحروب بين الطائفتين استمرت الحروب وهي الى الان ما زال الخلاف قائما بين الطائفتين فالبابا جريجوري السابع اللي هو كان قبيل الحروب الصليبية مباشرة كان عنده طموح انه يوحد الكنيستين في كنيسة واحدة ويكون طبعا هو الريس على الكنيستين ورسخ هذا الامر عنده حالة الضعف التي كانت فيها الامبراطورية البيزنطية وخاصة بعد هزيمة ملاس كارد اللي كانت بقيادة البطل الاسلامي العظيم قلب ارسلان واتكلمنا عليها في حلقات سابقة للحلقة ديت في حالة الضعف اللي كانت موجودة في الدولة البيزنطية اغرت البابا جريجوري السابع انه يفكر في توحيد الكنيستين مع بعضهم البعض صاحب ذلك الامر ان البابا آآ ان الامبراطور البيزنطي الذي كان معاصرا لجريجوري السابع والذي عاصر بعد ذلك الحروب الصليبية كان اسمه اليكسس قنين وكان من اعظم الاباطرة في تاريخ الدولة البيزنطية بصفة عامة. لكن استلم البلاد في حالة من الضعف الشديد وواجه ضربات السلاجقة الضخمة الموجهة اليه فاضطر خوفا من انهيار الامبراطورية البيزنطية ان يستغيث بالبابا جريجوري ليمده بالجيوش لنصرة الصليبيين او نصرة البيزنطيين النصارى ضد المسلمين السلاجقة لكن واقع الامر ان البابا جريجول السابع ما كانتش عنده الامكانية العسكرية في ذلك الوقت الذي جاءت فيه الاستغاثة وبالذات ان كان عنده مشاكل مع هنري الرابع زي ما قلنا في اول الحلقة كان عنده مشاكل مع هاني الرابع وحتى بعد ما هاني الرابع اعلن التوبة العلاقات العلاقات ما كانتش على منتهى الوفاق فما كانش قادر يعتمد على الجيش الالماني في هذه الحرب وكان الجيش الالماني اقوى الجيوش الاوروبية في ذلك الوقت فالكلام ده كله اخر حكاية الاستغاثة او حكاية النجدة الغربية لاوروبا الشرقية او للدولة البيزنطية يبقى دي كانت خلفيات دينية مهمة جدا جدا في ازهان الاوروبيين بصفة عامة حالة من الترقب ليوم القيامة. منتظر ان يأتي يوم القيامة بين لحظة واخرى خوف من ذنوب احتمال ان الذنوب هذه تغفر برضا الكنيسة او بالحج الى فلسطين ثم فوق ذلك رغبة البابا ورغبة القساوسة والرهبان في تجميع كنيستين تحت قيادة واحدة كاثوليكية. دي كانت الخلفية الدينية لاوروبا الخلفية الاقتصادية مهمة جدا جدا اوروبا يا اخواني ويا اخواتي قبيل الحروب الصليبية كانت تعيش في ازمات اقتصادية طاحنة. الازمة تلو الازمة. مع ان اوروبا ارض خصبة جدا الا انها كلها غابات وعشان تقاطع كل الغابات وتعمل نوع من الاستصلاح للاراضي الكلام ده محتاج جهد وتقنية. واوروبا كانت في حالة من التخلف المزري. فما فيش فرصة عندهم ابدا لاستصلاح الاراضي فكانوا عايشين حياة صعبة جدا. كل شوية تحصل مجاعة وكمان في ضعف شديد في المواصلات. الطرق كلها مقطعة والبرد قارص في هذه المناطق فمعنى حدوس حالة من المجاعة في مكان من الاماكن معناها هلاك هذه القرية او هذه المدينة. لان الطرق مقطوعة ولا تستطيع الامدادات الغذائية ان تصل من مكان الى مكان الحالة الاقتصادية البشعة ديت خلت الناس في في حالة من الفقر المزري وعايزين خلاص من هذا الوضع الفقير اللي هو يؤدي الى هلاك ليس وضعا فقيرا عاديا ولكن يؤدي الى مجاعات تؤدي الى هناك عدة قرى ومدن في المجاعة الواحدة. بل ان العشر سنوات اللي سبقوا الحروب الصليبية شهدت مجاعة حقيقية في شمال فرنسا وشرق فرنسا وغرب المانيا ولعل هذا يفسر ان معظم الجيوش اللي طلعت في الحملة الصليبية الاولى طلعت من هذه الاماكن. لان في حالة اقتصادية مزرية في هذه الاماكن والناس خلاص على في الموت. فلما جه حد يقول لهم اطلعوا حاربوا في فلسطين ما كانش في اي مشكلة هم كده كده ميتين. لو ما ماتوش من الجوع هيموتوا من السيف فخلاص نروح احتمال دي فرصة نجاح. فده كان الوضع الاقتصادي بالنسبة لعموم الفلاحين وعموم الفقراء والعمال في داخل اوروبا لكن في جزئية تانية مهمة جدا في الوضع الاقتصادي ان كان في بعض الاقتصاديين الكبار جدا في اوروبا وبالذات في مناطق الجنوب وبالذات اكتر في مناطق ايطاليا في ميناء جنوة وفي ميناء بيزا ميناء جنوة وميناء بيزا زهر في آآ دول آآ جمهوريات ايطالية على اعلى مستوى من التجارة وترقد جدا الحالة الاقتصادية بتاعتهم وكانوا بيستغلوا السفن في التجارة في داخل البحر الابيض المتوسط وكان اقوى منافس ليهم في البحر الابيض المتوسط السفن الاسلامية وكان من اهم الموانئ الاسلامية موانئ ساحل الشام وساحل مصر. واحيانا ساحل تونس والمغرب لكن ساحل الشام بما فيه عكة وصيدة وبيروت وانتقيا هذه مدن كانت في اعلى درجات التجارة في ذلك الوقت. وفي مصر كانت الاسكندرية لواء دمياط فهذه المناطق التجارية الكبرى جنوة وبيزا وبعد كده البندقية او فينيسيا الموجودة في ايطاليا فكرت ان هي كمان تريد ان تصبح المسيطر الاوحد على التجارة في البحر الابيض المتوسط فعندها رغبات في قمع التجارة الاسلامية وده اللي خلى التجار دولت يعسكروا الاساطيل بتاعتهم ووصل الامر الى السيطرة على جزيرة صقلية اللي هي موجودة في جنوب ايطاليا والجزيرة ديت قعدت تحت حكم المسلمين متين وسبعين سنة متصلة لكن استطاع الجنود الايطاليون ان يخلصوا هذه البلد من الحكم الاسلامي ويضعوا عليها حكما آآ ايطاليا سنة ربعمية اربعة وتمانين من الهجرة. يعني قبل الحروب الصليبية بست سبع سنوات فقط فاصبح في وضع اقتصادي قوي جدا في داخل البحر الابيض المتوسط ما يفضلش لغطوة خطوة واحدة بس ووقف الموانئ الاسلامية الموجودة في ساحل الشام والموجودة في في مصر عن التجارة وبذلك يصبح البحر الابيض المتوسط بكامله بحرا ايطاليا خالصا وطبعا مارسيليا بعد كده بدأت تزهر في الصورة مارسيليا فرنسية لكن مؤخرا بعد الموانئ الايطالية المشهورة في التجارة فدي خلفية اقتصادية في غاية الاهمية. يعني في ناس فقراء عايزين يعيشوا وعايزين يلاقوا اي اكل او شرب ياكلوه. وفي ناس تانية اغنيا جدا وتجار على اعلى مستوى عايزين يقمعوا التجارة الاسلامية عشان في الوقت ده هم يصبحوا المسيطر الاوحد على التجارة في العالم الاسلامي كان في برضو مشكلة او الخلفية مهمة جدا نرجع لها الخلفية السياسية لاوروبا اوروبا كانت مقطعة الى ممالك لكن الملوك في ذلك الوقت لم يكن لهم سيطرة حقيقية على شعوبهم. امال السيطرة كانت لمين زي ما قلنا قصة البابا قبل كده لكن كان في جوة كل دولة امراء وقسموا المملكة الى اقطاعيات. وكانت السيطرة الحقيقية لهؤلاء الامراء يعني كل مملكة مملكة فرنسا مسلا كانت مقسمة الى عدة اقطاعيات. كل امير على اقطاعية يحكم اقطاعيته وكأنه يحكم دولة مستقلة. نعم يدين بالولاء للملك العام الذي يحكم الدولة. لكن هو ولاء في غالب الامر يكون ولاء ظاهريا وليس بلاء حقيقيا. عشان كده فرنسا مسلا وكانت فرنسا من اخطر الاماكن اللي لجأ لها البابا بعد كده عشان يحرك الجيوش. فرنسا كانت من الدول المقاطعة طاعة تماما في قبيل حروب الحروب الصليبية مباشرة كان على رأسها الملك فيليب الاول وكان ضعيف جدا وكان كل الامراء هم الذين يسيطرون على الاحداث الملك الالماني كان قوي هنري الرابع كان قوي لكن في الملكة هنري رابع كان عنده مشاكل مع البابا عشان كده كان التعويل على المانيا في الحروب الصليبية كان صعب فانجلترا كان عندها ملك قوي هو كمان كان اسمه ويليام الفاتح لكن الظروف الاقتصادية الانجليزية كانت صعبة جدا وده برضو ابعادها عن الساحة الصليبية. تفضل لنا قصة فرنسا. فرنسا هي فعلا اللي كان فيها امل كبير جدا تجمع جيوش عشان تنتقل بعد كده للحروب الصليبية. واحنا شفنا الخلفية السياسية بتاعة فرنسا ورغبة كل امير في توسيع الملك بتاعه وعلى فكرة قوة الامير او قوة الملك كانت بحجم الارض اللي بيحتلها كل اما وسعت الارض كل ما زادت قوته فهؤلاء الملوك ارادوا ان يوسعوا هذه الامكانيات بالتوسع في الاراضي الاسلامية الموجودة في المشرق. وبالذات انهم سمعوا عنها انها اصحاب او انها صحبت ثروة كبيرة وتجارة واسعة وكثافة بشرية امور ممكن تديهم وضع اجتماعي عالي جدا في داخل اوروبا. فهذا اغرى الامراء والملوك بالتوجه الى الحملات الصليبية. الخلفية الاجتماعية في اوروبا الخلفية الاجتماعية كان في حالة قهر شديدة جدا للفلاحين وللفقراء كان في بطش شديد من الامراء الاقطاعيات كان الفلاحون يباعون ويشترون مع الاراضي لما ييجي ملك او امير يبيع اقطاعية او يبيع قرية او يبيع ضيعة يبيعها بما فيها من الفلاحين المستأجرين. فما كنش فيه لهم اي نوع من الحياة لا الحياة الطبيعية من ناحية الاكل والشرب وامور الحياة العامة لاي انسان ولا حتى الحياة المعنوية يعني حياة وانسان يباع ويشترى وهذا غالب الشعب الاوروبي في ذلك الوقت يعني من ايام الدولة الرومانية على فكرة الكلام ده. من ايام الدولة الرومانية الشرقية والغربية. وكان اعداد العبيد في داخل المملكة او داخل امبراطورية تلات اضعاف اعداد الاحرار. تخيل! يعني يقوم الشعب بتعمل ايه بخدمة مجموعة قليلة جدا من الحكام او الامراء يبقى ديت كانت خلفية اجتماعية ان الناس اصلا مش طايقة الحياة لا نفسيا ولا اجتماعيا حالة من الامية الشديدة جدا حالة من التخبط والجهل الذي يعم اوروبا بكاملها يعني الوضع اجمالا كان في اوروبا وضعا مزريا كما رأينا يبقى انا لما اجي انظر الى كل هذه التغيرات واقول يا ترى ايه البواعس للحروب الصليبية؟ ما ينفعش اقول ان الباعث للحروب الصليبية كان حاجة واحدة بس ما ينفعش في ناس تقول لك والله الباعث للحروب الصليبية كان باعث ديني كان بعس اقتصادي كان باعس سياسي الباعس لمين يا ترى الباعس للملوك والامراء ديت لهم باعس خاص؟ الباعس للتجار لهم باعس خاص. الباعس للشعب له باعث خاص. الباعث للبابا له باعث خاص. كل واحد في دماغه فكرة معينة كل واحد عنده اهداف كل واحد عنده طموحات كل واحد ليه اتجاه مختلف تمام الاختلاف عن الاتجاهات الاخرى. الامير ده عايز يمشي يمين والامير ده عايز يمشي شمال مقطعة ومشتتة اوروبا ازاي ممكن كل هذه التفرقات الشديدة في الاهواء وفي الافكار وفي الطبائع وفي حالة الغنى والفقر؟ ازاي كل دولت ممكن يفكروا الفكرة واحدة ويتجمعوا حول هدف واحد. الكلام ده محتاج شخصية فريدة محتاج شخصية عبقرية يكون عندها فكر يعني في منتهى الدقة انه يجمع كل هذه التغيرات في اتجاه واحد وفي هدف واحد ترى من هو هذه الشخصية من هذا الانسان الذي استطاع ان يجمع الملوك الى جوار الفقراء من الذي استطاع ان يجمع التجار الايطاليين الى جوار التجار الفرنسيين الى جوار التجار الالمان؟ من هذا الذي استطاع ان اما اولئك الذين يرغبون في التوبة والنجاة من ذنوبهم هلعا وخوفا من يوم القيامة مع المجرمين الافاقين الذين لا يعتبرون مطلقا باي حق من حقوق الانسانية شيء غريب جدا جدا حصل لكن الشخصية ديت فعلا وجدت وغيرت كتير جدا جدا من تاريخ اوروبا ومن تاريخ الانسانية كلها هنعرف الشخصية ديت في الحلقة الجاية. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا. وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته