اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا مرحبا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذا اللقاء في ميزان حسنات اجمعين مع قرار جريء جديد من اهم القرارات التي اتخذت في تاريخنا الاسلامي وهذا القرار اخذه رجل وصفه صلى الله عليه وسلم بانه يحب الله عز وجل ورسوله ويحبه الله عز وجل ورسوله. تخيل يعني هو ليس فقط يحب الله عز وجل او يعلن ذلك لله عز وجل او لرسوله الكريم ولكن يثبت له صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يحبه وان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ايضا يحبه هو الرجل الذي قال صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي يرفعه صلى الله عليه وسلم الى درجة عالية عظيمة غير متخيلة. هارون عليه السلام نبي ويقول صلى الله عليه وسلم انك بمثابة هذا النبي غير انه لا نبي بعدي هذا الرجل العظيم الذي اختاره صلى الله عليه وسلم ليكون زوجا لابنته فاطمة رضي الله عنها وارضاها هو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عنه وارضاه اقضى الصحابة كما قال صلى الله عليه وسلم. هو شخصية في الحقيقة مبهرة لدرجة ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وهو امير المؤمنين كان يقول اللهم اني اعوذ بك من مسألة او معضلة ليس لها علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. يعني كان يحذر ان تمر بالمسلمين مشكلة او ضائقة او قضية وليس معه علي ابن ابي طالب يستشيره في هذه قضية شخصية مبهرة ومحيرة عند كثير من الناس لان هناك الكثير ممن غال في هذه الشخصية العظيمة. منهم من غال ناحية اليمين ومنهم من غار ناحية الشمال. يعني اقصى درجات التطرف منهم من كرههم من من الناس الذين كانوا يدعون انهم من المسلمين واخطأوا اخطاء فاحشة وكرهوا عليا ابن ابي طالب رضي الله عنه الى درجة انهم كفروه ومنهم من احبه الى درجة عظيمة حتى اعطوه ما ليس له منهم من رفعه كالشيعة فوق قدر ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وهم جميعا اعلى في القدر والمثابة كما ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم منهم من رفعوا فوق ذلك وهم غلاة الشيعة عندما اعطوه النبوة او قالوا انه كان احق بالنبوة ومنهم من غال فوق ذلك وقال ان الاله سبحانه وتعالى وحاشا لله من هذا القول انهم يقولون ان الاله تمثل فيه فاله عليا رضي الله عنه وارضاه وهم طائفة من النصيرية او العلويين. فهذه القضايا تجعلنا آآ نعرف اننا امام شخصية لابد ان ندرسها بشكل متوازن. لا اللي فيها ناحية التطرف بالكراهية او نغالي فيها ناحية التطرف بالمدح واعطاء ما ليس للبشر او ليس للانسان ولكنه نستطيع ان نقول انه صحابي جليل عظيم القدر كان يحبه رب العالمين سبحانه وتعالى ويحبه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. قراراته الجارية الحقيقة كثيرة جدا ومحير لنا ان نختار منها قرار من القرارات لانه كان من اشجع الصحابة رضي الله عنهم جميعا. ولذلك كثرت قراراته كثرت قراراته الجريئة في كل حياتي منذ اسلم والى ان مات رضي الله عنه وارضاه. النهاردة هنختار موقف من المواقف الصعبة جدا في حياة سيدنا علي بن ابي طالب. والحق انه منذ ان استلم الخلافة في سنة خمسة وتلاتين من الهجرة الى سنة اربعين من الهجرة الى ان مات في كل هذه الفترة خمس سنوات متصلة لم يرى يوما مريحا واحدا في مدة خلافته وكانت خلافته فعلا من الفترات الصعبة ليس عليه فقط ولكن على الامة بكامله. القرار الخطير اللي خده سيدنا علي كان القرار بقتال الخوارج وده هيخلينا نقول يا ترى هما مين الخوارج ولماذا قاتلهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه؟ وما هو الاثر الذي تبع هذا القتال او هذا القرار الجريء بنقول الخوارج هي فرقة خرجت من جيش سيدنا علي عندما عرض امر التحكيم في يوم صفين قضية من اولها انه حدث حدث آآ فتنة كبيرة ومأساة عظيمة مرت بها الامة الاسلامية وتعرضنا له في الحلقة السابقة وهو قتل سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه وارضاه مظلوما. وعندما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه مظلوما اختلف الصحابة في طريقة التعامل مع القاتلين منهم من طلب ان يؤجل الاخذ بالثأر او او اقامة الحد الى ان تستقر الاوضاع في الدولة الاسلامية وكان على رأس هؤلاء الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. ومعه طبعا فريق كبير من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. ومنهم من قال لابد ان يقام الحد اولا على من قتل قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان يتزعم هذا الفريق السيدة عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنه اجمعين ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه في امارة الشام وبدون الدخول في تفصيلات كثيرة حصل نوع من الصدام بين الطائفتين وانتهى الامر بعد موقعة الجمل الى الاصطدام في موقعة صفين بين جيش سيدنا علي بن ابي طالبوا جيش سيدنا معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه الجميع وفي هذه الموقعة آآ سالت دماء اسلامية كثيرة بعد ثمانية ايام او واكثر من القتال. آآ رفع المسلمون المصاحف على اسنة الرماح وقالوا نحكم كتاب الله عز وجل. هم لم يطلبوا تغيير الاحكام ولا تغيير الشرع ولا تغيير القوانين الاسلامية هم طلبوا فقط ان يجلس الحكماء من الطرفين من طرف سيدنا علي ومن طرف سيدنا معاوية ليحكموا كتاب والله عز وجل فمن كان اه فمن كان اه على صواب يتبع ومن كان على خطأ فيعود عن خطأه. هكذا اراد الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ليعصموا دماء المسلمين من الزلل في هذه الفترة خرجت طائفة من جيش سيدنا علي ابن ابي طالب ورفضت قضية التحكيم هذه وقالت كلمة كما سماها علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هي كلمة حق اريد بها باطل. ما هي هذه الكلمة؟ قالوا لا حكم الا لله وهذه هي طائفة الخوارج التي نعنيها. قالوا لا حكم الا لله. وهذه المقولة صادقة لا حكم الا لله. لكن الذي بنوه على هذا الامر او الباطل الذي ارادوه من وراء هذه الكلمة ان يشكوا عصا الطاعة لخليفتهم سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وان يعيثوا في دماء المسلمين فسادا رفضوا ان يقام الصلح بين المسلمين رفضوا ان يجلس الحكماء ليروا ما يمكن ان يصلح احوال المسلمين واصروا على ان يستمروا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في قتال معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ومهما كانت النتيجة اسالة عدد كبير من دماء المسلمين رضي الله عنهم الله جميعا فسيدنا علي ابن ابي طالب حاول ان يقنعهم مرة والثانية لكنهم اصروا على كلمتهم لا حكم الا لله وقالوا انك حكمت الرجال في دين الله عز وجل وهذا لا يجوز ومن ثم خرجوا من جيش سيدنا علي وعسكره في مكان خارج الكوفة وبعد آآ فترات من المداولات والمحاورات بدأ يتجمع حولهم الانصار ووصل عددهم في بعض الروايات لاتناشر الف انسان كلهم يرفض ان آآ الا يستمر القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهم ومنهم من تطرف في الموضوع وكفر عليا رضي الله عنه وارضاه لانه قبل ان يحكم الرجال كما يقولون في دين الله الموضوع بشيء من الهدوء والحكمة ومحاولة التصرف بالمفاوضات والدبلوماسية وعدم الدخول في صدام جديد مع هؤلاء آآ الذين انشقوا مؤخرا عن الجيش الاسلامي العراقي. وبدأ يحاول ان يتفاوض معهم ونظرهم بنفسه في مرة والثانية والثالثة كانوا يدخلون الى داخل الكوفة هم عسكروا في خارج الكوفة لكن كانوا يدخلون الى الكوفة في صلاة الجمعة وفي بعض الصلوات ويصلون مع المسلمين ويثيرون هذه الفتنة وهذه المشاكل ويعارضون عليا رضي الله عنه وارضاه في وجهه اكثر من مرة سيدنا علي لما وجد ان الفتنة تتفاقم ارسل لهم عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وطبعا هو ابن عم اا سيدنا علي ابن ابي طالب وهو من كبار الصحابة وهو حبر الامة وهو الذي دعا له صلى الله عليه وسلم ان يفقه في الدين فكان فعلا فقيها في الدين وكان من اعظم الصحابة رضي الله رضي الله عنهم وارضاهم علما فذهب اليهم علي آآ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ودار بينه وبين الخوارج حوار طويل. ومن اول لحظات الحوار وهو ان الخوارج يحاولون آآ امساك آآ اي خطأ على سيدنا عبدالله ابن عباس او على سيدنا علي لكي ينفذوا ما في اذهانهم وما في رأيهم بصرف النظر عن الحجة والاقناع. هذا في عدد كبير من الخوارج لكن في عدد اخر من الخوارج كان قد اقتنع بحجة الخوارج وعنده استعداد ان يقتنع بحجة اخرى ان رأى الحق مع الطرف الذي يناظر او يحاج سيدنا عبدالله بن عباس اه قال لهم ماذا تريدون؟ فقالوا حكمتم الرجال في دين الله عز وجل. وهذا لا يجوز. يعني لا يجوز في في فيما يقولون ان يأتي الرجال ليحكموا في قضية من القضايا ولكن يجب ان يحكم كتاب الله عز وجل عز وجل. وما المسلمون ان يحكم كتاب الله عز وجل ما ارادوه ان يجتمع الرجال من الطرفين ويشاهدوا او يحكموا او يروا او يتناقشوا فيما اراد انه الله عز وجل في مثل هذه القضايا ويطبقوه. لكنهم كانوا متسرعين وكانوا على آآ درجة آآ كبيرة جدا من التهور فرفضوا هذا الامر الذي كان عليه عليه علي ابن ابي طالب. فقال لهم سيدنا عبدالله بن عباس ان اتيتكم بما في كتاب الله عز وجل يثبت ان ما فعلناه هو الحق اتبع تموه؟ فقالوا نعم فقال آآ رضي الله عنه وارضاه يقول ربنا سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوى عدل منكم. فيقول انه اذا قام محرم في مكة المكرمة بقتل شيء من الصيد هذا محرم فما هو الذي يفعل في مثل ذلك الموقف؟ يقول ان الله عز وجل امر ان يحكم الرجال في القدر الذي يدفعه هذا الذي اخطأ هذا الخطأ في البلد الحرام. فيقول ان كان الله عز وجل قد قبل وقد اعلن وقد صرح في كتابه الكريم انه يأتي الرجال ليحكموا في دم ارنب على سبيل المثال كما وصف سيدنا عبدالله بن عباس ضرب لهم هذا المثل افلا يحكم الرجال في عصمة دماء المسلمين ان الكثير فسكت كثير منهم ولكن بعضهم اصر على الاستمرار في الحجة. فقال سيدنا عبدالله بن عباس مرة ثانية. ويقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وان خفتم شقاق بينهما. فابعثوا حكما من اهله وحكما من من اهلها. ان يريد اصلاحا يوفق الله بينهما. ها هو رب العالمين سبحانه وتعالى يأمرنا في كتابه الكريم انه ان حدث خلاف بين رجل وامرأة فعلى كل الطرف ان يأتي برجل من آآ عائلته او من عشيرته ليحكما سويا فيما ينبغي ان يفعل في مثل ذلك الموقف اي يحكم ربنا سبحانه وتعالى الرجال في قضية رجل وامرأة ولا يحكم هؤلاء الرجال في قضية شعب يقاتل شعب او جيش يقاتل جيش والجميع من المسلمين فسكت كثير منهم عند هذه المناظرة واقتنع عدد ضخم منهم ويقول آآ بعض المفسرين ان آآ الفين من من اصل اربعة الاف كانوا يحضروا هذه المناظرة عادوا الى صف سيدنا علي بن ابي طالب. بينما استمر الفان على نفس المبدأ ونفس العقيدة مع مرور الوقت العدد قلت عن هذا واصبح عدد الخوارج حوالي تقريبا الف ويصرون تمام الاصرار على ما يقولون ويرفضون كل ولا للاقناع او الحجة او الدليل واصبح موقفهم في غاية الخطورة وبطلوا يدخلوا الكوفة تاني وعسكروا في خارج الكوفة عند مدينة تسمى مدينة النهر روان واصبح امرهم بعد ذلك امر آآ امرا خطيرا واقع الامر ان سيدنا آآ علي ابن ابي طالب طوال هذه الفترة حاول ان يأخذ الموضوع كما ذكرنا بالمفاوضات والدبلوماسية ولا يدخل معهم في صراع ولا في واستمر هذا الحال تقريبا حوالي سنة او اكثر من سنة. لكن بدأ الخوارج يعملوا اشياء خارجة عن التصور او التخيل بدأوا يختبروا الناس في الشوارع. يعني بدأوا يقوموا بقطع الطريق. ويمسكوا ببعض المسلمين المارين في الطريق ويسألوهم في هذه القضية قانونهم ان قال احد منهم ان عليا رضي الله عنه وارضاه ليس بكافر قتلوه. تخيلوا! يعني خلاص آآ الصقوا حكم الكفر بعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه طبعا فالصقوا هذا الحكم ايضا بمعاوية ابن ابي سفيان وب عمرو ابن العاص. بل وكفروا كل من اتبعه اتبعهم بعد ذلك في اوامرهم. فمعنى ذلك انهم كفروا الجيش الاسلامي اللي مع سيدنا علي بكامله وكفره جيش الشام بكامله. يعني كانت فعلا قضية في منتهى المأساوية. واصبح الموقف في غاية الخطورة وبرضو سيدنا علي بن ابي طالب يحاول على قدر ما يستطيع ان ياخد الموضوع بالسياسة لكن وصل الموضوع وتفاقم الى ان آآ قال آآ الى ان حدث حدث ان آآ استوقف آآ هؤلاء الخوارج عبدالله بن خباب بن الارت رضي الله عنه وارضاه. وهو ابن الصحابي الجليل خباب ابن وكان هو ومعه زوجته الحامل آآ يمران في الطريق فاستوقفهما آآ آآ الخوارج وسألهما عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. فلما آآ ذكر انهم ان من خيار المسلمين وانه زوج ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام وانه من اعظم المسلمين. ولم يكفر سيدنا علي ابن ابي طالب قام آآ الخوارج بقتل عبد الله ابن خباب آآ ابن الارت. بل وقتلوا زوجته الحامل وبقروا بطنها اخرجوا الجنين. طبعا جريمة بشعة شنعاء ادت هذه الجريمة الى ان يرى اه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه الامر في غاية الوضوح يعني ايه في غاية الوضوح؟ يعني سيدنا علي بن ابي طالب من بداية القصة وهو يشك في امر هؤلاء اتراهم من آآ عموم المسلمين الذين اجتهدوا اجتهادا خاطئا هم يعني من الصلحاء وهم يريدون الخير وهم يريدون مصلحة الامة ام تراهم على باطل وتراهم يحاولون ان يخرجوا بالمسلمين عن المنهج السليم ودماء المسلمين ويتشبثون برأيهم بالعناد والجدل وهم يعلمون ان الحق في خلاف ما معهم. فكان متحيرا رضي الله عنه وارضاه في امرهم حتى قتلوا عبدالله بن خباب وزوجته وبكروا بطنها واخرجوا الجنين. كل هذه الصورة المأساوية اوضحت الرؤية تمام الوضوح لسيدنا ابن ابي طالب وادرك ان هؤلاء هم الخوارج الذين تنبأ بظهورهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في يوم من الايام ايام كان يوزع الغنائم على الجيش الاسلامي فجاءه رجل اسمه ذو الخويصرة آآ التميمي وقال يا محمد اعدل فغضب صلى الله عليه وسلم وقال ويحك من يعدل ان لم اعدل غضب الرجل واشار بيده واشاح وترك رصاص سلام فقام آآ عمر بن الخطاب وفي رواية آآ خالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين. وقالوا يا رسول الله دعنا نقطع عنق هذا الرجل فقال صلى الله عليه وسلم دعه فانه آآ فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته الى صلاتهم وصيامه الى صيامهم يقرأون ان القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وهذا حديث ورد باكثر من آآ اه من اكثر من طريق وهو حديس صحيح موجود في البخاري وفي مسلم وفي غيرهما وهو يتنبأ فيه صلى الله عليه وسلم بزهور طائفة من نسل هذا الرجل او من نفس نوعية هذا الرجل وهذه الطائفة سوف يكون لها هذه الصفات. هم يقرأون القرآن هم يصومون هم يقومون الليل بل ويحتقر صحابي مع جلالة قدر الصحابي وعظم عمله وعظم عبادته يحتقر عمله عندما يشاهد اعمالهم من شدة تعبدهم ومن شدة قيامهم ومن شدة صيامهم لكن كما يذكر صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. يعني القراءة مجرد قراءة باللسان لا تؤثر في قلوبهم ولا في في ارواحهم ولا في عقولهم ولا في اخلاقهم اخلاقهم سيئة فاسدة شريرة يريدون الشر بالمسلمين مع ان الظاهر الامر انهم يقرأون القرآن ويصومون ويقومون الليل ويفعلون كل العبادات بهذه الصورة. وهو ده بالزبط الوضع اللي كان موجود عند الخوارج كانوا فعلا يشتهرون بالعبادة وبالقراءة القرآن لدرجة انهم كانوا يعرفون بالقراء في وسط الصحابة والتابعين رضي الله عن الصحابة والتابعين فكانوا يعرفون بالقراء والقوام والصوام ومع ذلك اتوا هذا الفعل آآ المنكر. وانظر الى كلام الرسول عليه الصلاة والسلام يقول يمرق كون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. يعني يخرجون من الدين بمنتهى السهولة. بالظبط كما تضرب آآ سهم في غزال او في حيوان فيخترق الرمية. السهم يمرق من الرمية. الرمية هي الحيوان الذي ضرب. فالسهم عندما يضرب بقوة شديدة جدا يدخل في بداخل الحيوان الذي اه تحاول ان تصطاده ويخرج من الناحية الثانية هكذا يخرجون بمنتهى السرعة من الدين وبمنتهى البساطة من الدين وفي رواية اخرى يصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول هم احداث الاسنان سفهاء الاحلام. احداث الاسنان يعني سنهم صغير شباب وسفهاء الاحلام يعني ما في عقلهم ما في آآ حكمة ما في تدبر ما في وعي ما في فقه يأخذون الاحكام هكذا بعقولهم كما تخيلون ثم يطلقون عليها آآ الاحكام او النتائج مهما كانت النتائج خطيرة. سيدنا علي بن ابي طالب عندما شاهد ذلك الامر علم بان هؤلاء هم الخوارج الذين عاناهم صلى الله عليه وسلم ومن ثم قرر ان يقاتلهم. والقرار في منتهى الجرأة وفي منتهى القوة وفي منتهى الشجاعة اولا لانهم اعداد كبيرة. ثانيا لان قبائلهم قوية. ثالثا لانهم في داخل العراق ستحدس فتنة داخلية في داخل العراق عندما يتم هذا القتل لانهم من المسلمين الذين يقومون ويصومون ويقرأون القرآن فهذا يحتاج الى اجتهاد كبير اه خامسا لان الاوضاع كانت مضطربة في ارض الشام ومن ثم ما سيفتح جبهة داخلية للقتال في العراق ولم يغفل بعد ذلك جبهة الشام المشتعلة مع صف معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه ومع ذلك فنحن نقول ان القرار الذي اخذه سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه كان قرارا حكيما. لماذا؟ لانه اولا هذا القرار سيمنع الفتنة الداخلية في داخل الجيش ولن يستطيع سيدنا علي بن ابي طالب ان يقاتل آآ جيش معوية او يتحاور مع جيش معوية او يتناقش حتى في قضية التحكيم مع جيش معاوية طالما هناك فتنة داخلية في داخل الجيش وطالما يطعن في ظهره من هؤلاء الخوارج. الحاجة التانية ان هؤلاء يكفرون المسلمين يحلون دماءهم وهذا امر خطير جدا. قتلوا عبدالله ابن خباب ابن الارت. ومن الممكن ان يقتلوا غيره وغيره. وبالفعل قتلوا اعداد من المسلمين تربصوا بهم في هنا وهناك ثم الشيء التالت والمهم جدا جدا ان الرسول عليه الصلاة والسلام بشر بشارة كبيرة جدا لمن يقتل هؤلاء او لمن يقاتلهم. سيدنا علي بن ابي طالب عندما تيقن انهم هؤلاء وان الصفة التي وصف صلى الله عليه وسلم تنطبق عليهم لابد ان يتبع ما امر به صلى الله عليه وسلم عند ورود مسل هزه الصفة. والرسول قال لان ادركتهم ويتحدث عن نفسي صلى الله عليه وسلم يقول لئن ادركتهم لاقتلنهم قتلى ثمود. في رواية يقول هم شر الخلق يقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق. وخلي بالك سيدنا علي ابن ابي طالب كان اجتهاده في القضية في قضية الخلاف بينه وبين معاوية. هو الاجتهاد الاصوب فلذلك فله اجران واجتهاد سيدنا معاوية بن ابي سفيان كان الاجتهاد الذي فيه خطأ فله اجر باذن الله. ادنى الطائفتين الى الحق وكان طائفتان يحاولان سويا ان يصلا الى الحق فوصل اليه سيدنا علي كان اقرب الى الحق من معاوية بن ابي سفيان ووصف صلى الله عليه وسلم ان الذي سيقتل الخوارج هو ادنى الطائفتين الى الحق. وفي رواية ثالثة يقول صلى الله عليه وسلم فان لقيتموهم فاقتلوهم. فان في اجرا الى يوم القيامة. هكذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم تشجع سيدنا علي بن ابي طالب. واخذ القرار السليم وبدأ في قتال هؤلاء الخوارج وكان صلى الله عليه وسلم قد وضع لهم علامة قال انه فيهم رجل اسود في كتفه او في عضديه كما وصف صلى الله عليه وسلم آآ علامة كثدي المرأة وسموه ذو ذو الثدية وعرف بهذه العلامة. فالتقى سيدنا معاوية سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله وعنه مع الخوارج في موقعة النهروان في تسعة سفر سنة تمانية وتلاتين هجرية وقتل منهم اربعمائة واسر آآ ستمائة ثم اطلق بعد ذلك الاسرى ولم يسبي منهم آآ احدا ولم يأخذ الغنائم ولم يزفف على جريح يعني لم يقتل الجرحى لان هؤلاء الخوارج لهم حكم خاص في الاسلام وليس كحكم المشركين او اعداء الامة آآ الاسلامية من غير المسلمين فقام بهذا الامر وطلب ان يبحث المسلمون عن ذو الثدية هذا الذي وصفه صلى الله عليه وسلم فبحث عنه المسلمون يجدوه فرجعوا الى سيدنا علي بن ابي طالب وقالوا لم نجده واحتار المسلمون هؤلاء هم الخوارج الذين وصفهم صلى الله عليه وسلم ام هم غير ذلك ونحن قتلنا الاناس على وجه خطأ فقال علي ابن ابي طالب الكلمة المشهورة والله ما كذبت وما كذبت. يعني انا ما كذبت في الوصف الذي وصفه صلى الله عليه وسلم وما كذبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فابحثوا عنه فلابد ان تجدوه فبحثوا عنه مرة ثانية فوجدوا عددا كبيرا من الجثث قد آآ وجد على نهر الفرات وازاحوا هذه الجسس فوجدوا تحت هذه الجثة الرجل الذي وصفه صلى الله عليه وسلم بنفس الصفة فكبر علي ابن ابي طالب طالب رضي الله عنه وكبر معه المسلمون وسجدوا جميعا لله عز وجل سجدة شكر على هذا العطاء لان كل هؤلاء كما وصف صلى الله عليه وسلم لهم اجر عظيم جدا الى يوم القيامة لانهم قتلوا هؤلاء الخوارج. طبعا من الاثار الجليلة لهذا الحدث الكبير وهذا القرار الجريء ان ظهر صدق نبوة الحبيب صلى الله عليه وسلم. وان ظهرت احكام قتال الخوارج كما فعل سيدنا علي بن ابي طالب لا يتبع الاسير ولا تبع الجريح او الفار او الهارب ولا يؤسر آآ الاسرى منهم ولا آآ آآ تسبى النساء ولا يؤخذ الغنائم من هذا الجيش ويعتبرونهم من المسلمين وكما وصفهم سيدنا علي ابن ابي طالب عندما قال اخواننا بغوا علينا فظهرت احكام قتال الخوارج وظهر بوضوح فكر هؤلاء الخوارج من استحلال الدماء ومن الشدة في الامر بالمعروف ومن اه عدم اه قبول الرأي الاخر ومن العناد والتكبر وكذا وكذا وهؤلاء للاسف الشديد فكريا ما زالوا موجودين الى زمننا الان وما زالت هناك خطورة كبيرة جدا من الفكر الذي عليه من تكفير المسلمين او من استحلال الدماء او من اخز اسلوب والعنف في الدعوة وهو اسلوب مخالف تمام المخالفة للنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم. وطبعا من النتائج الخطأ لهذا القرار الذي اخذه سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه ان قتل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في سنة اربعين من الهجرة في رمضان سنة اربعين هجرية على يد الخوارج على يد عبدالرحمن ابن ملجم. وهو يتوقع او يحسب او يستنبط انه سيكون من اهل الجنة اذا قتل عليا رضي الله عنه وارضاه فانظر الى الوضع الذي كانوا عليه وكيف خالفوا شريعة المسلمين وشريعة رب العالمين سبحانه وتعالى وكان لذلك الاثار السيئة التي ذكرناها لكن في النهاية نستطيع ان نقول ان هذا القرار الجريء كانت له اثار طيبة جدا ان فقه المسلمون كيف يتعاملوا مع هذه القضية وان كان سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه قد ضحى بنفسه من اجل اظهار هذه النبوءة وهذه الاحكام فرضي الله عنه ورضي الله عن الصحابة اجمعين وعصم الله عز وجل دماء المسلمين ونسأله سبحانه وتعالى ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته