اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك واسأل الله عز وجل ان يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا اجمعين مع قرار جريء جديد من القرارات التي اتخذت في الامة الاسلامية في تاريخها العظيم. وهذا القرار فعلا من اعظم القرارات واجرأ القرارات في تاريخ الامة هذا القرار اخذه سيد من سادات المسلمين حقيقة سيد في كل شيء سيد في اخلاقه سيد في شجاعته سيد في حلمه تجد في كرمه تجد في امانته سيد في علمه علم ما شاء الله لا قوة الا بالله من اعلم الصحابة رضي الله عنهم وارضاها. سيد في كل شيء اقول لكم حاجة غريبة جدا. سيد في الدنيا وسيد في الاخرة هذا كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم ان نبني هذا سيد وعسى الله عز وجل ان يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ثم قال الحسن والحسين سيدا شباب باهل الجنة قرار جريء جدا خده الحسن ابن علي رضي الله عنهما قرار عصم به الدماء الكثيرة من دماء المسلمين. قرار حل به مشاكل ضخمة جدا قرار خرج به بالمسلمين من ازمة اخذت خمس سنوات كاملة من عمر الامة الاسلامية قرار رجع الامة الاسلامية من جديد الى عهد الفتوحات والى عهد الجهاد في سبيل الله والى عهد نشر العلم والى عهد الدعوة الى الله عز وجل قرار عندما اخذه سمي العام الذي اخذ في هذا القرار بعام الجماعة. تجمعت الامة بعد فرقة اتحدت بعد تشرذم هذا القرار العظيم من اعظم القرارات في تاريخ الامة الاسلامية بنقول ان عشان افهم هذا القرار الذي اخذه اه الحسن ابن علي رضي الله عنهما لابد ان اعود الى الوراء قليلا وافهم يعني ايه قرار ياخده الحسن ابن علي بالتنازل وعن ايه تنازل رضي الله عنه وارضاه ورضي الله عن ابيه وعن الصحابة اجمعين لازم ارجع ورا شوية واشوف القصة اصلها ايه بايجاز شديد وبدون الدخول في تفصيلات القصة بدأت منذ مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه ذي النورين. واتكلمنا قبل كده في حلقة سابقة عن هذا القرار الذي اخذه عثمان ابن عفان بالاستشهاد في يوم ان حاصره المنافقون والمتمردون وبعد مقتل عثمان رضي الله عنه وارضاه انقسم الصحابة رضي الله عنهم وارضاه الى فريقين فريق يؤيد آآ قتل قتلة عثمان رضي الله عنه وفريق يقول تهدأ الامور ثم بعدها نقتل قتلة عثمان الفريق الذي كان يريد قتل قطرة عثمان حالا كان فيه السيدة عائشة رضي الله عنها وكان فيه طلحة ابن عبيدالله وكان فيه الزبير ابن العوام وكان فيه روي ابن ابي سفيان رضي الله عن الجميع والفريق الذي كان يقول نؤجل اخذ الثأر من قتلة عثمان او اقامة الحد على قتل آآ على قتلة عثمان رضي الله عنه وارضاه. كان على رأس هذا الفريق علي بن ابي طالب رضي الله عنه بدون الدخول في تفصيلات حسن نوع من القتال بين الفريق الاول والفريق الثاني موقعة الجمل ثم موقعة صفين واريقت دماء كثيرة من ابناء المسلمين. وزي ما شفنا في الحلقة اللي فاتت ان الخوارج عليهم لعنة الله قتلوا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. وكانوا يظنون ان بهذا القتل يتقربون من الله عز وجل وبمقتن علي بن ابي طالب بويع الحسن بن علي رضي الله عنه وارضاه بالخلافة واصبح الخليفة الخامس الراشد رضي الله عنه وارضاه طيب تعالوا نفكر مع الحسن ابن علي رضي الله عنه نعرف ازاي ممكن يتحل هذا الموقف حسن بن علي نظر الى الوضع فوجد وضعا مأساويا من اول يوم استلم فيه الحكم وهو يريد ان يتم الصلح. وعلى فكرة كان الحسن ابن علي يريد الصلح وكان معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه ايضا يريد الصلح وكلاهما تراسل في هذا الامر لكن الحسن ابن علي فكر في شعبه في جيشه الجيش الذي بايع الحسن النعلي كان جيش العراق وكان في غاية التهور والاضطراب في ذلك الوقت كان يخرج كثيرا على علي ابن ابي طالب نفسه على ابي الحسن ابن علي. فما بالكم بالوضع مع الحسن ابن علي نفسه فوجد ان الجيش في غاية الاضطراب. وانه لو اعلن لهذا الجيش انه يريد الصلح لعلهم يخلعوه او لعلهم يقتلوه. زي ما هنشوف ان شاء الله في الحلقة ان هذا القرار عرض الحسن بن علي لمخاطر كثيرة فعايز ياخد قرار الصلح وفي نفس الوقت لا يريد لجيشي هذا ان يعرضه لمهالك او لمخاطر تضيع على المسلمين فرصة الصلح ماذا فعل قرر ان يخرج بجيشه وكأنه يخرج الى قتال جيش الشام وكأنه يخرج الى حرب معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه واتجه بجيشه ناحية المدائن. وعندما علم معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه. ان الحسن ابن علي رضي الله عنهما يريد ان يخرج بجيشه لقتاله خرج هو الاخر بقتاله وان كان يريد الصلح هو الاخر يعني الطرفين يا اخواني عايزين الصلح لكن الطرفين خارجين بجيوش لاقناع المسلمين انه لو التقت هذه الجيوش فستكون كارثة. هذه الكلمة قالها معاوية بن ابي سفيان عندما نظر الى الجيوش الضخمة وقال له عمرو بن العاص ان هذا هذا الجيش لا اراه يفر جيش بتاع آآ الحسن بن علي قال لا اراه يفر ولن يفروا حتى يقتلوا امثالهم. فقال معاوية ابن ابي سفيان ومن لي بابناء المسلمين ومن لي بضيعتهم ومن يحفظ ثغور المسلمين ان قتل كل هؤلاء فارسل عبدالرحمن بن سمرة وارسل عبدالله بن عامر بن كريز ليتم الصلح مع الحسن بن علي رضي الله عنهما الحسن ابن علي استقبل رسل معاوية ابن ابي سفيان. وقال له انه ان معاوية يريد الصلح فماذا فعل الحسن بن علي؟ تعالوا كده نفكر مع الحسن بن علي رضي الله عنه وارضاه ونشوف ازاي ممكن ياخد قرار جريء يتنازل فيه عن الحكم لمعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عن الجميع الحسن بن علي رضي الله عنه وارضاه له خلفيات كثيرة اهلته ان يأخذ هذا القرار الجرئ. اولا لماذا هذا القرار قرار جريء اولا قرار جريء لانه سيتنازل عن الحكم خلي بالك الحكم فتنة كبيرة جدا ياما في ناس ضحت بارواحها لاجل ان تأخذ الحكم ياما في ناس ظلمت واستبدت وتكبرت وتجبرت لاجل ان تأخذ الحكم الحسن ابن علي سيأخذ قرارا بالتخلي عن الحكم هذا قرار فعلا جريء يتغلب فيه على نفسه يتغلب فيه على مشاعره كانسان. خل بالك الناس كلها في الارض كلها الا ما رحم الله عز وجل. بتحب الحب الحسن البصري رحمه الله كان يقول اخر ما ما يخرج من قلب الانسان حب السلطان اخر حاجة تخرج الى ان يموت وهو يحب السلطان حسن ابن علي تطهر من هذا الامر واخد القرار الجريء بالتخلي عن هذا الحكم. مع ان هو المفروض يحكم دولة تصل الى الصين شرقا وتصل الى المغرب العربي غربا دولة في منتهى الضخامة دولة الخلافة الراشدة بعد سنوات وسنوات وسنوات من الفتح يتنازل عن كل ذلك ليعصم دماء المسلمين. والقرار الجريء برضه لان الجيش بتاعه زي ما قلنا جيش متهور في ذلك الوقت جيش العراق كان شديد الاضطراب فلو اخذ مثل هذا القرار هو معرض للقتل خلي بالنا ابوه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه عندما اخذ قرار الصلح وقرار التحكيم قتل وخرج عليه الخوارج كما ذكرنا في الحلقة السابقة. فمعنى كده ان القرار ده ممكن يعرض الحسن رضي الله عنه وارضاه للقتل ومع ذلك اخذ القرار. ازاي خد القرار ده اولا نفكر في طبيعة الحسن رضي الله عنه وارضاه طبيعة الحسن طبيعة لينة هادئة رقيقة. من الناس يا اخواني من قلوبهم الين من اللبن. كما قال صلى الله عليه وسلم الين من اللبن في الله عز وجل ومن الناس من قلوبها اشد من الحجارة في الله عز وجل سبحان الله. يعني ممكن طرفين نقيض ويكونوا الاتنين يهدفوا الى ارضاء رب العالمين سبحانه وتعالى. اديكم مثال تفهموا بالصورة. عشان لما نفهم قرار الحسن رضي الله عنه وارضاه لا نخطئ غيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين نشوف مسلا قضية اسارة بدر الصديق اخذ قرار العفو عن الاسارى. وعمر بن الخطاب اخذ قرار قتل الاسرى جميعا هذا اخذه في الله وهذا اخذه في الله على القرارين دولت كيف علق صلى الله عليه وسلم كيف وصف هذا الرجل وذاك الرجل؟ كيف وصف الصديق؟ قال ان الله عز وجل ليلين قلوبا حتى تصبح الين من لبن ووصف الصديق بانه يشبه ابراهيم عليه الصلاة والسلام ووصفه انه يشبه عيسى عليه السلام. خلي بالك سيدنا ابراهيم عليه السلام قال فمن تبعني فانه مني. ومن عصاني فانك اليه. ما قالش فانك انت القهار الجبار فانك انت المنتقم. انما قال فانك انت فانك انت الغفور الرحيم يعني يطمع في المغفرة حتى لمن عصاه ثم شبه الرسول صلى الله عليه وسلم عمر ابن الخطاب بمن؟ شبهه بنبيين كريمين. شبهه بنوح عليه السلام وبموسى عليه السلام. يعني مع ان كل طرف اخد قرار مختلف تمام الاختلاف عن الطرف الاخر الا ان القرارين في سبيل الله عز وجل هذا هو الحسن. الحسن من نوعية الصديق رضي الله عنه وارضاه الحسن من نوعية عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه خد القرار الجريء الذي يتصف باللين والرقة متوافق تمام التوافق مع طبيعة الحسن رضي الله عنه الحسن رضي الله عنه وارضاه كان زاهدا في الدنيا يعني لا ينظر الى هذه الدنيا مطلقا. ايه يعني ملك وايه يعني حكمه وايه يعني خلافه؟ لا ينظر الى هذا مطلقا. لذلك هان عليه جدا ان ان يتنازل عن حكم دولة ضخمة جدا من الصين الى المغرب امر ده الناس بتتصارع على حكم مدينة من المدن على حكم نادي من الاندية على حكم حتى مسجد من المساجد يحدس صراع بين المسلمين لكن الحسن بمنتهى البساطة الدنيا لا تمثل عنده مثقال ذرة. لا تمثل عنده قطرة في يم. هذا حفيد الحبيب. صلى الله عليه وسلم. هذا الرجل تربى في بيت علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الذي كان يقول للدنيا يا دنيا غر غيري. قد طلقتك ثلاثا بلا رجعة. هذا الرجل تربى في بيته فاطمة رضي الله عنها بنت الحبيب صلى الله عليه وسلم تربى في فاطمة الزاهدة العابدة الزاهدة في قبل قبل زواجها والزاهدة في زواجها نفسه والزاهدة والزهد بعد زواجها فاطمة رضي الله عنها وارضاها وان كانت قد تركت الحسن ابن علي وعمره تمن سنوات الا انها زرعت فيه هذا الزهد في الدنيا وهذا البعد عن كل زخارف الدنيا الحسن بن علي رضي الله عنه وارضاه ايضا له طبيعة تفسر هذا هذا الموقف انه كان حكيما رافضا كل الرفض لكل صور القتال بين المسلمين. من اول يوم يا اخواني لما تيجي تراجعوا قصة الفتنة هتلاقوا ان سيدنا علي خرج من المدينة لمنع جيش السيدة عائشة رضي الله عنها وجيش طلحة ابن ابن عبيد الله والزبير ابن عوام من الوصول الى البصرة لقتل قتلة عثمان رضي الله عنه وارضاه. سيدنا علي كان عايز يخرج بجيشه يمنع جيش السيدة عائشة واصحابها لكن سيدنا الحسن كان رافض لخروج سيدنا علي. من اول ايام الفتنة وهو يرفض اصطدام الجيوش ببعضها البعض. تخيلوا ولما خرج سيدنا علي طبعا خرج مع الحسن لانه لا يستطيع ان يرفض قرار علي ابن ابي طالب. لماذا؟ لان علي ابن ابي طالب اولا الخليفة. ثانيا هو ابوه. ثالثا هو من اعلى صحابة رضي الله عنهم جميعا فخرج معه لكن خرج وهو غير مقتنع ومرت الايام وخرج سيدنا علي ابن ابي طالب لحرب معاوية ابن ابي سفيان في موقعة صفين وكان الحسن ابن علي رافضا لهذا الخروج ومع ذلك خرج طاعة لابيه الخليفة وطاعة لابيه العالم علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه ولما خرج الى المدائن في هذه الايام لجيش معاوية بن ابي سفيان لم يخرج وهو يعزم على القتال. الجيش كله خارج للقتال. لكن في نفس الحسن من داخله لا يريد القتال لكن يريد ان يضع الجيوش امام بعضها البعض ليعلموا انه لو التقت هذه الجيوش فستكون كارثة وعند ذلك يقبلون بالصلح رضي الله عنه وارضاه الحسن الحسن ابن علي كان يرى اثار القتال الواضحة كان يرى ان الاعداد الكبيرة من المسلمين من الصحابة ومن التابعين قد اريقت دمائهم في هذه الفتنة مش سنة ولا اتنين خمس سنوات كاملة ودماء المسلمين تسيل في العراق وفي الشام هنا وهناك حتى في المدينة المنورة دماء كثيرة سالت يا اخواني ويا اخواتي في هذه الفتنة الكبيرة خمس سنوات فتنة كبرى حقيقة من سنة خمسة وتلاتين لسنة اربعين والمسلمون لم ينعموا بيوم واحد. يرى كل ذلك الحسن ابن علي رضي الله عنه. يرى ان الجهاد في سبيل الله توقف. توقفت حركة الفتوح من سنة خمسة وتلاتين سنة اربعين ما فيش اي حركة فتح اسلامي ما فيش اي حركة جهاد اسلامي يرى كل ذلك ويعرفه علم ان العدو طمع في المسلمين. انتم عارفين ان الجيش البيزنطي دخل على الدولة الاسلامية في زمن الفتنة طبعا الجيش بالزبط شاف المصيب بيتصارى مع بعض فطمع في الدولة الاسلامية لولا ان وقف له معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وقفة صلبة قال ارسل رسالة تالا قوية جدا لامبراطور الدولة البيزنطية وقال والله لان لم ترجع لاتحدن مع اخي وليكونن نقمة عليك وعلى شعبك في الامبراطور البيزنطي ورجع لكن الحسن ابن علي يرى هذا الهجوم على الدولة الاسلامية ويعلم ان الايام القادمة ستكون على المسلمين الا يتوحدوا الحسن ابن علي رجل حكيم سياسي عسكري يرى ان القوة الشامية متوافقة ومتكافئة مع القوى العراقية. يعني المشكلة مش هتتحل في اراك ولا اتنين ولا عشرة. هنفضل زي ما احنا كده على القتال الى ان يفنى المسلمون. يعني بيحسبها عسكريا صح شايف ان ما فيش امل لو كان عنده القدرة على ارغام الجيوش الاخرى على طاعته عسكريا لفعل ذلك. وهذا امر مباح شرعا ويجوز شرعا لكنه لم يفعل ذلك لان القتال سيستمر سنوات طويلة الى ان يفنى المسلمون الحسن ابن علي كان باصص للجيش بتاعه الجيش في غاية الاضطراب يا اخواني. جيش العراق في ذلك الزمن سبحان الله خرج على علي بن ابي طالب اكثر من مرة وخرج على الحسن بن علي اكثر من مرة وكانوا ينادونه بعد الصلح بكلمات عجيبة يقولون له يا مذل تخيل انظر الى سوء الاخلاق الى من يتكلمون؟ يتكلمون مع الحسن ابن علي رضي الله عنه الحسن حفيد الحبيب صلى الله عليه وسلم. الحسن سيد شباب اهل الجنة. الحسن السيد كما وصفه صلى الله وسلم يتكلمون معه ويقولون يا مذل المسلمين فعلوا ذلك مع الحسن وبعدها بعشرين سنة واكتر فعلوها مع اخيه مع الحسين ابن علي رضي الله عنه وارضاه. فكان اهل العراق في ذلك الزمن في غاية الاضطراب يرى هذا الجيش ويعلم انه ان كان قد تخلى عن ابيه فقد فسوف يتخلى عنه ضرورة ومع ذلك ينظر الى جيش المقابل جيش الشام جيش الشام من اول ايام الفتنة وهو على قلب رجل واحد يعني ما اختلف جيش الشام مطلقا على معاوية بن ابي سفيان تخيلوا بما فيه من الصحابة وبما فيه من التابعين. الكل كان على قلب رجل واحد. الكل يطيع معاوية ابن ابي سفيان طاعة مطلقة. الكل على قناعة تامة انه يجب الاخذ الثأر من قتلة عثمان واقامة الحد عليه قبل مبايعة عليه او قبل مبايعة الحسن رضي الله عن الجميع. هذا اجتهادهم وتكلمنا عليه في حلقة سابقة ايام الكلام على الخوارج طاعة مطلقة. الكل على قناعة تامة انه يجب الاخذ الثأر من قتلة عثمان واقامة الحد عليه قبل مبايعة عليه او قبل مبايعة الحسن رضي الله عن الجميع. هذا اجتهادهم وتكلمنا عليه في حلقة سابقة ايام الكلام على الخوارج الحلقة السابقة مباشرة فهذا الوضع يا اخواني وضع صعب جدا الحسن رضي الله عنه وارضاه يرى ان جيش الشام اكثر تماسكا من جيشه. وان كان جيشه اكبر الا ان جيش الشام اكبر قدرة او اكثر قدرة على اتمام المعركة لصالحه الحسن بن علي يرى ان الوضع فتنة يعني كان يعذر معاوية رضي الله عنه وارضاه في رأيه. نعم الاجتهاد الاصوب مع علي نعم الاجتهاد الاصلب مع الحسن ابن علي وليس مع معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه رضي الله عن الجميع. معاوية اجتهد في هذه القضية واخطأ فله اجر ان شاء الله. وعلي ابن ابي طالب اجتهد واصاب الحسن رضي الله عنه ومع كل فريق علي رضي الله عنه اجتهدوا واصابوا فلهم اجران ان شاء الله رب العالمين. لكن يعلم في النهاية ان الوضع فتنة بدليل ان بعض الصحابة اعتزلوا الفتنة. هو يعني ايه اعتزل الفتنة يعني ايه في ناس لا تشترك مع هذا الفريق او لا تشترك مع هذا الفريق زي سعد ابن ابي وقاص زي محمد بن مسلمة زي عبدالله بن عمر رضي الله عنه الجميع. ازاي يعتزلوا الفتنة؟ معنى اعتزال الفتنة ان هو مش عارف الحق مع ده ولا مع ده فتنة حقيقية يبيت فيها الحليم حيرانا الصحابة لو كانوا فعلا يعرفوا ان الحق تمام الحق مع علي ويدركون ذلك ما جاز لهم ان يعتزلوا. لكنهم اعتزلوا انهم لا يعرفون. عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول كنا وكاننا في ضباب. منا من اجتهد فادرك الطريق الصواب. كعلي ابن ابي طالب. ومنا من اجتهد فلم يدرك الطريق الصواب. كمعاوية بن ابي رضي الله عنه ومنا من انتظر حتى تنقشع الفتنة او ينقشع الضباب وكنت منهم كان عبدالله بن عمر من الذين اعتزلوا الفتنة الى ان تظهر الرؤية الواضحة فكان سيدنا الحسن يرى هذا الامر ويثبت الايمان للفريق الاخر كما اثبته رب العالمين سبحانه وتعالى. وان طائفتان من المؤمنين نقتتلوا فاصلحوا بينهما. يعني رب العالمين اثبت الايمان لطائفة علي واثبت الايمان لطائفة معاوية رضي الله عن الجميع اثبت لهم الاخوة في الله. انما المؤمنون اخوة كما قال الله عز وجل. يدرك ذلك كله الحسن ابن علي الحسن ابن علي كان يعلم انه سيتنازل لمن عندما يتنازل عن حكمه سيتنازل من سيتنازل لمعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما وهو رجل له من الثقل ماله في تاريخ الامة الاسلامية. انا اعلم ان تاريخه شوه كثيرا في تاريخ الاسلام والمسلمين. انا اعلم ذلك لكن يا اخواني ويا اخواتي اعلموا ان هذا الرجل صحابي من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام ائتمنه صلى الله عليه وسلم على الكتابة كان يكتب رسائله صلى الله عليه وسلم. كان يكتب رسائله الى هذا وذاك من من القبائل المختلفة. بل قال البعض انه كان يكتب وحي السماء. كان يكتب القرآن الكريم هذا الرجل ائتمنه الصديق على جيوش الفتح وائتمنه عمر ابن الخطاب على امارة طرابلس ثم على امارة الشام بكامله وعمر بن الخطاب مش راجل سهل يا اخواني عمر بن الخطاب اذا ائتمن امر انسانا على امر ما فهو حقا مؤتمن لانه كان يدقق تماما التدقيق في ولاته عمر بن الخطاب ما كان عنده اي مانع يعزل اي انسان مهما كان اسمه كبيرا عزل ابو موسى الاشعري وعزل سعد ابن ابي وقاص وعزل عمار ابن ياسر وعزل علاء ابن الحضرمي لكنه ما عزل معاوية بن ابي سفيان تخيل انظر الى مدى الثقة في هذا الانسان هذا الانسان معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه تولى امارة الشام عشرين سنة متصلة يعني طول فترة عثمان ابن عفان وجزء من فترة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. وطول فترة طبعا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. يعني انسان استطاع ان يحكم الشام عشرين سنة كاملة دون حدوث اي نوع من الاضطراب او الخلل في داخل الدولة الاسلامية. خلي بالك لما اقول الشام معناها اربع دول دلوقتي الشام يعني سوريا ولبنان والاردن وفلسطين. يعني رجل يحكم اربع دول كاملة من دول هذا الزمن الزي نعيش فيه. ولا يحدس اضطراب في دولتي طول عشرين سنة فبيسلم الحكم لرجل فاهم. عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يعتبر عم الحسن يقول ما رأيت احدا اخلق بالملك من معاوية بن ابي سفيان تخيلوا ما رأيت احدا اخلق بالملك من معاوية بن ابي سفيان اشد الناس قدرة على سياسة الناس. اشد الناس قدرة على حكم الناس. يعني حسن ابن علي لا يضيع الامة بالتنازل عن الحكم لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عن الجميع الحسن ابن علي شايف فتنة الخوارج تتفاقم في دولته خوارج قتلوا سيدنا علي بن ابي طالب منذ ايام. وبويع الحسن رضي الله عنه وارضاه بالحكم. مش بعيد تاني يوم يقتله الحسن ابن علي وخلي بالك الحسن ابن علي تعرض لمحاولة اغتيال وقام وقال يا ايها الناس اتقوا الله فينا يا اهل العراق. هكذا كان يقول الحسن بن علي اتقوا الله فينا فنحن اهل البيت تخيل مش فاهمين هذه القضية. نحن اهل البيت تعرض لمحاولة اغتيال. فهذا ممكن يتفاقم ويتفاقم ويعلم ان معاوية بن ابي سفيان قادر على رد فتنة الخوارج الحسد