فان الله ولي النعمة وولي المنة علينا بذلك الا ان محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش. وقومه احق به واولى. ولا يراني الله انازعهم في هذا الامر ابدا فاتقوا الله فوجد في نفسه حزن وقال خلفنا فكنا اخر الاربع. اسرجوا لي حماري اتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يريد ان يستوثق ويستفسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكنوا للدين هكذا دي كانت خطبة سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه في اول اجتماع السقيفة. اجمالا الخطبة تعبر عن حكمة الصحابي الجليل سعد ابن عبادة رضي الله عنه النور للانتاج الفني والتوزيع. تقدم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا. وتب علينا انك انت التواب الرحيم وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ثم اما بعد فمع الدرس السابع من دروس الصديق رضي الله عنه وارضاه وفي الحلقة السابقة تحدثنا عن المصيبة الكبرى والبلية العظمى التي عصفت بالمدينة المنورة وكادت ان تطيش بعقول الصحابة لولا ان الله عز وجل من على المسلمين بالصديق رضي الله عنه وارضاه تلك المصيبة كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وفصلنا في الفتن المتعددة التي مرت بالمسلمين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وكانت هلكة المدينة محققة اذا لم ينتخب خليفة لها في اسرع وقت وذكرنا اسراع الانصاري رضي الله عنهم اجمعين بالذهاب الى سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة. اعتقادا منهم ان هذا حق لهم لا نزعهم فيه احد وذكرنا مبرراتهم في ذلك ثم ختمنا الحلقة السابقة بوصول نبأ اجتماع الانصار في السقيفة الى المهاجرين. او قل الى ابي بكر وعمر وابي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنهم وارضاهم. فذهب الى السقيفة في هذه الاثناء وقبل وصول المهاجرين الى السقيفة كان الانصار قد خطوا خطوات هامة في عملية اختيار الخليفة اجتمع الانصار اوسهم وخزرجهم على اختيار الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه زعيما للمسلمين وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم سعد ابن عبادة يا اخوة هو زعيم الخزرج ومع ذلك ايده كل الاوس. وسبحان الله هذه ولا شك فضيلة ايمانية عالية. لو تذكره منذ سنوات قليلة وقبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة كانت الحروب على اشدها بين الاوس والخزرج واخرها يوم بعاث والذي حدثت فيه كما تعلمون مقتلة عظيمة جدا بين الطرفين بين الاوس والخزرج لكن سبحان الله الان تغيرت النفوس وتركت حظ نفسها وما عادت تفكر الا في مصلحة هذا الدين ولم يجد الاوس حرجا في ان يقدموا زعيم الخزرج للخلافة وان يقفوا جميعا وراءه ولم يطرحوا اسما اوسيا بديلا بل قبلوا به دونما ادنى جدل اذا الرجل المرشح الاول للخلافة هو سعد بن عبادة في نظر الانصار وسعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه اهل لكل خير ولو كان الخليفة من الانصار فسيكون اختيار سعد بن عبادة اختيارا موفقا لا ريب تعالوا كده نتعرف على المرشح الاول للرئاسة من قبل الانصار تعالوا نتعرف على سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه. للاسف كتير منا ما يعرفش سعد ابن عبادة. او يعرفه بالصورة المشوهة من هو سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه سيد الخزرج واحد النقباء يوم العقبة الثانية يوم العقبة الثانية وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانصار اثني عشر نقيبا. كان منهم سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه وكان شريفا في قومه وكان يجير المطعم بن عدي قوافله المارة بالمدينة وذلك قبل الاسلام. فهو عريق بالشرف رضي الله عنه وارضاه. وكان ممن شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله مواقف مشهورة في الغزوات ولا سيما في الخندق حيث رفض اعطاء اه غطفان ثمار المدينة ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيه في ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجله ويقدره ويكثر من زيارته وذلك لمكانته بين الانصار رضي الله عنهم يروي قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زارهم في بيتهم فقال السلام عليكم ورحمة الله صلى الله عليه وسلم يعني بيقول السلام عليكم ورحمة الله والباب كان مقفول قال قيس فرد ابي ردا خفيا. يعني سعد ابن عبادة يرد على السلام لكن بصوت منخفض. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. صوت لا اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لابي قيس يقول الا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اتركه حتى يكثر علينا من السلام. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول السلام عليكم ورحمة الله. وسيدنا سعد عايز يسمع منها كتير عايز يسمع السلام عليكم كتير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اتركه حتى يكثر علينا من السلام. فقال صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله. وهنا يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ظن انه لا احد بالبيت رجع فاتبعه سعد ابن عبادة رضي الله عنه وارضاه فقال يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك وارد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من سلام فانصرف معه النبي صلى الله عليه وسلم الى بيته وامر له سعد بغسل فاغتسل صلى الله عليه وسلم. ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران فاشتمل بها صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه صلى الله عليه وسلم وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على ال سعد كان سعد بن عبادة رضي الله عنه جوادا واسع الكرم والسخاء كان الرجل من الانصار ينطلق بالرجل من فقراء الصفة يطعمه وينطلق الرجل من الانصار بالرجلين وينطلق الرجل من الانصار بخمسة رجال. اما سعد بن عبادة فكان ينطلق بالثمانين منهم. تخيلوا يا اخوة بالتمانين واحد ياخدهم يأكلهم في بيته. رضي الله عنه وارضاه وروى مسلم عن ابي اسيد الانصاري رضي الله عنه انه يشهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير دور الانصار بنو النجار بنو النجار هؤلاء من الخزرج ثم بنو عبدالاشهل بنو عبدالاشهل من الاوس اللي هو منهم سعد بن معاذ رضي الله عنه وارضاه. ثم بنوا الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة. يبقى الرسول عليه الصلاة والسلام رتب دور الانصار اربع مراتب. المرتبة الاولى بني النجار ثم بنو عبدالاشهم ثم بنو الحارث ثم بنو ساعدة وفي كل دور الانصاري خير كما يقول صلى الله عليه وسلم والظاهر يعني ان احد الحضور قد شكك في كلام ابي اسيد رضي الله عنه وارضاه. ابو اسيد من بني ساعدة فقال ابو اسيد اتهم انا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت كاذبا لبدأت بقوم بني ساعدة. هو خلى بني ساعدة مش الاولى وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه. سعد بن عبادة يا اخوة من بني ساعدة. فلقى نفسه الرابع وهو سيد الخزرج فكلمه ابن اخيه سهل فقال اتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم اوليس حسبك ان تكون رابع اربع؟ فرجع سعد بن عبادة وقال الله ورسوله اعلم. وامر بحماره فحل عنه. هكذا ببساطة رضي ان يكون رابع القبائل في الخيرية. وممن سبقه بنو عبدالاشهل. وهم من الاوس. هذا مع كون سعد ابن ماذا سيد الخزرج رضي الله عنه وارضاه لكنه كان وقافا على كتاب الله وعلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتفى بقوله الله ورسوله اعلم تعالوا نرجع لسقيفة بني ساعدة اذا اختار الانصار سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه. وكان مريضا رضي الله عنه وارضاه ويجلس وهو مزمل بثوبه. يعني غطي بالثوب بتاعه ولا يكاد يسمع صوته فاراد ان يتكلم بعد اختياره. يعني هم فعلا اختاروه بس لسه البايع ما تمتش. فلم يقدر على اسماع القوم جميعا فكان يبلغ ابنه بالكلام ويتحدث ابنه الى الناس فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه بعد ان حمد الله واثنى عليه بما هو اهله. يعني بيقول خطبة اللي هي خطبة افتتاح استلام الخلافة يقول يا معشر الانصار لاحظ هنا في الكلمة بتاعته ان ابو بكر وعمر وابو عبيدة لسة ما دخلوش ما فيش حد من المهاجرين موجود في السقيفة في هذه الخطبة يا معشر الانصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الاسلام ليست لقبيلة من العرب. نلاحظ هنا يا اخوة انه يرفع من شأن الانصار فوق كل القبائل العربية بما فيها قبائل مكة وفيها قريش. ليه كده هو يفسر في خطبته فيقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم لبث بضع عشر سنة في قومه. يعني قعد تلتاشر سنة هناك يدعوهم الى عبادة الرحمن وخلع الانداد والاوثان. فما امن به من قومه الا رجال قليل ما كانوا يقدرون على ان يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ان يعزوا دينه ولا ان يدفعوا عن انفسهم ضيما عموا به حتى اذا اراد الله بكم الفضيلة ساق اليكم الكرام. الله! شف الكلام بتاع سيدنا سعد بن عبادة قد ايه لطيف يقول حتى اذا اراد الله بكم ايها الانصار حتى اذا اراد الله بكم الفضيلة ساق اليكم الكرامة. يعني هنا ينسب سعد بن عبادة الى الله عز وجل ويكمل ويقول وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الايمان به وبرسوله والمنع له ولاصحابه والاعزاز له ولدينه والجهاد لاعدائه. فكنتم اشد الناس على عدوه. واثقلهم على عدوه من غيركم طبعا كلام سعد ابن عبادة يا اخوة كلام صحيح وكلام حقيقي. المهاجرون في بدر مثلا كانوا اتنين وتمانين او تلاتة وتمانين. لكن الانصار كانوا متين واحد وتلاتين وهكذا في بكل المشاهد كان دايما الانصار اعدادهم اكبر بكثير من اعداد المهاجرين ثم يكمل سعد بن عبادة خطبته فيقول حتى استقامت العرب لامر الله طوعا وكرها واعطى البعيد المقادة صاغرا داخرا. يعني العرب جميعا سلمت القيادة للمسلمين بفضل الانصار حتى اغنى الله عز وجل لرسوله بكم الارض ودانت له باسيافكم العرب. هنا سعد ابن عبادة رضي الله عنه وارضاه وكانه الى اعتقاده الراسخ ان العرب ستستهدف الانصار بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليه؟ لان الانصار هم الذين ارغموا العرب على الاتباع ثم يختم سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه خطبته بكلمة جميلة فقال ثم توفى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وهو عنكم راض وبكم قرير العين يعني مع قصر الخطبة في كلماتها الا انها كانت تحمل معاني عميقة كثيرة يمكن القول اجمالا ان سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه ذكر مفاخر الانصار وافضالهم وحب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم. ووضع الانصار بالنسبة للعرب ذكر كل ذلك لهدفين رئيسيين فيما يبدو لي الهدف الاول هو رفع الحالة المعنوية للانصار. فيه مصاب فادح لسه الرسول عليه الصلاة والسلام لم يدفن بعد. نفى رضي الله عنه وارضاه عنهم واليأس ودعاهم لاستمرار المسيرة كما بدأوها. والثبات عن امر هذا الدين الهدف الثاني الواضح هو التدليل على احقية الانصار في الخلافة فيما يبدو لهم من حيث انهم هم الذين نصروا واووا وقاتلوا رضي الله عن الانصار والمهاجرين وسائر الصحابة اجمعين بعد انتهاء هذه الخطبة الموجزة دخل الصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه. ومعه عمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما. ورآهم الانصار ويبدو انهم كانوا لا يتوقعون ظهور المهاجرين الان يعني ظهور المهاجرين في هذا الوقت قد يعطل البيعة. نعم الانصار استقروا على سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه لكنه لم يبايع بعد. والامر عرضة للنقاش الجديد والجدل. والذين دخلوا من المهاجرين ليسوا رجالا عاديين. انتم عارفين مين اللي دخل؟ لقد دخل الصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه الوزير الاول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين والصاحب القريب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعه عمر بن الخطاب الوزير الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم والملهم المحدث الفاروق ومعه ايضا امين هذه الامة ابو عبيدة ابن الجراح انصح القول فهو في مقام الوزير الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ليه؟ الرسول عليه الصلاة والسلام كان كثير الاستشارة له. والاعتماد عليه في امور كثيرة. هذا مما دعا السيدة عائشة مثلا ان تقول كما جاء في صحيح مسلم عندما سئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفت قالت ابو بكر قيل لها ثم من؟ بعد ابي بكر؟ قالت عمر قيل لها ثم من؟ بعد عمر؟ قالت ابو عبيدة ابن الجراح. طبعا ابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه وارضاه مات في سنة تمنتاشر هجرية. ولا شك انه لو كان حيا لكان من الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا من بينهم خليفة للمسلمين بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. اذا الثلاثة الذين دخلوا على الانصار هم اصحاب الرأي والمشورة من الصحابة ولا شك انهم يمثلون الان رأي المهاجرين اذا هنا في هذا الوقت من الممكن ان تحدث مواجهة. الانصار يريدون سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه. والمهاجرون لم يفصحوا بعد عن رأيهم لكن لعل لهم رأيا اخر هنا حدثت لحظة هدوء وترقب. ترى ماذا سيقول المهاجرون؟ ايقرون خلافة سعد ابن عبادة الانصاري ام يرشحون خليفة غيره اترك لكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يصور لكم الموقف كما جاء في صحيح البخاري ومسلم. يقول عمر فانطلقنا حتى اذا اتيناهم في سقيفة بني ساعدة فاذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا؟ قالوا سعد بن عبادة يعني واضح يا اخوة ننقب وضعوه في مكان في صدر المجلس ثلاثة نظر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. ولعله ادرك انه قد رشح بالفعل للخلافة يقول عمر قلت ما له؟ قالوا يوعك وفي رواية وجع يوعك يعني مريض. فلما جلسنا قليلا قام خطيبهم خطيب الانصار حدثت لحظة اكيد من الصمت ثم ادرك الانصار ان وجود هؤلاء المهاجرين الثلاثة قد يغيروا من الامور ويحدث ما لا يريدونه. فقام خطيب الانصار يريد ان ينهي المسألة قبل ان يتكلم المهاجرون خطيب الانصار هذا لا نعرف اسمه لم يشر الى اسمه في الروايات الصحيحة وان كان ابن حجر العسقلاني بيقول في فتح الباري انه من المحتمل ان يكون ثابت ابن قيس رضي الله عنه وارضاه فهو الذي كان يطلق عليه خطيب الانصار والله اعلم بحقيقة الامر المهم انه وقف خطيب الانصار واراد ان يتكلم كلاما فصلا فقال كما في رواية البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه تشهد واثنى على الله بما هو اهله ثم قال. اما بعد فنحن انصار الله وكتيبة الاسلام وانتم معشر المهاجرين رهط. وفي رواية رهط منا. اه هذه بوادر مشكلة الخطيب الانصاري يذكر ان الانصار هم كتيبة الاسلام وانصار الله بينما المهاجرون رهط اي عدد قليل وفي رواية رهط منا اي عدد قليل بالنسبة لنا وكأنه التقط ان المهاجرين سيريدون الخلافة فاسرع يبطل حجة المهاجرين بانهم اعداد قليلة بالنسبة للانصار. طبعا الانصاري بيقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا الى المدينة المنورة والذين يعيشون في المدينة الان. والا فلو اعتبر اعداد القرشيين في مكة والذين اسلموا بعد الفتح فسيكونون اضعاف اضعاف الانصار. المهم ان الخطيب الانصاري ذكر هذا الكلام كتلميح ان الخلافة يجب ان تكون في العدد الاكبر والذي نصر الاسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائما ما تكون اكبر من المهاجرين. هذا كان من باب التلميح ثم انه وبعد ذلك صرح قال ايه بقى؟ قال الخطيب الانصاري بعد ذلك وقد دفت دفة من قومكم. يعني ايه دفة الدافة؟ يعني جاءت مجموعة قليلة من المهاجرين. فاذا هم يريدون ان يختزلونا من اصلنا. اي يستثنون من الخلافة في بلادنا ثم سكت الانصاري قلنا الانصاري صرح بشيء لابد ان يحدث بعده جدال طويل. هو قال صراحة انكم ايها المهاجرون ويقصد ابا بكر وعمر وابا عبيدة قد جئتم لتخرجوا دون من امر هو يرى الانصاري انه حق للانصار فكيف يكون هذا فقد جاء موقف يقول فيه المسلمون نحن الانصار ونحن المهاجرون وهذا امر خطير ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك تماما ونهى عن دعوى الجاهلية والقبلية ونهى عن فساد ذات البين ولابد من الحكمة الشديدة والحرص البالغ في معالجة الموقف هو ما زال في اوله لاحزوا يا اخوة ان كل هذا الموقف يحدس في نفس اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدفن بعد يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه فلما سكت اي الخطيب الانصاري اردت ان اتكلم وكنت قد زورت مقالة جابتني زورت مقال اي هيأت وحسنت مقالة. اريد ان اقدمها بين يدي ابي بكر ولما اردت ان اتكلم قال ابو بكر على رسلك اي على مهلك اسكت يعني يريد ان يتكلم هو رضي الله عنه وارضاه. طبعا سيدنا ابو بكر خشي ان يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه كلاما شديدا يعقد الموقف فيقول عمر بن الخطاب فكرهت ان اغضبه. فتكلم ابو بكر فكان هو احلم مني واوكر. عمر رضي الله عنه وكذا كل الصحابة كانوا يجلون ابا بكر اجلالا كبيرا. وكان اذا تكلم رضي الله عنه انصتوا له يقول عمر فوالله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزوير يعني في تهييء وتحسين للكلام. الا قال في بديهته مثلها او افضل منها ماذا قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه؟ تعالوا كده نشوف احكم الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في خطبته قسم الصديق رضي الله عنه وارضاه مقالته الى ثلاثة اقسام او ثلاثة مراحل. في غاية الحكمة يا اخوة والله اولا يقول عمر فلم يدع الصديق شيئا انزل في الانصار او ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ذكره يعني ذكر كل المديح الذي جاء في الانصار. ثم قال لقد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو الناس واديا وسلك الانصار واديا لسلكت وادي الانصار وما ذكرتم فيكم من خير فانتم اهله. وانا والله يا معشر الانصار ما ننكر فضلكم ولا بلاءكم في الاسلام ولا حقكم الواجب علينا. سبحان الله! بهذه المقدمة اللطيفة احتوى الصديق رضي الله عنه وارضاه الانصار واشاع جوا من السكينة في السقيفة. ووسع جدا في صدر الانصار. واعطى لكل ذي قدر قدره. هذا كله يا اخوة دون كذب ولا نفاق انما ذكر الحق الذي ذكره الله عز وجل وذكره رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يبقى دي كانت اول مرحلة او اول خطوة في كلام الصديق رضي الله عنه وارضاه ثانيا اما وقد سكنت النفوس فليذكر الحق الذي لابد منه قال الصديق رضي الله عنه ولكن العرب لا تعرف هذا الامر اي الخلافة الا لهذا الحي من قريش. هم اوسط العرب دارا ونسبا هنا يحاول ان يوضح بهدوء للانصار. ان الحكمة تقتضي ان تكون الخلافة في قريش. ليه؟ لان العرب لم تسمع ولم تطيع الا لقريش فمنهم النبي صلى الله عليه وسلم. وهم اوسط العرب نسبا واكثر العرب قربا لقلوب العرب. لما كانت مكة الدينية القديمة في قلوب الناس فاذا كان الخليفة من قريش اجتمع العرب عليه مهما اختلفت قبائلهم. وان كان من غيرهم لم يقبلوا به مهما كان هذا الخليل رجلا صالحا عادلا تقيا اذا ليست القضية تقليلا او تهميشا للانصار. فانهم فعلا اهل الفضل وانصار الاسلام. وليست القضية هي حكم المدينة المنورة فقط حتى نختار حاكما من اهلها عليها. لكن يجب ان يوسع الانصار متاركهم ليفقهوا ان هذا الخليفة المنتخب يجب ان يسمع له ويطيع كل العرب ثم كل الارض بعد ذلك وحتى بفرض ان الانصار اختارت يعني رجل هو اتقى وافضل من رجل المهاجرين. اليس من الحكمة ان يتولى الاصلح الذي يجتمع عليه الناس جميعا ليس هذا ابدا من باب القبلية والعنصرية ولكنه من باب فقه الواقع. الواقع يملي شروطه. الخليفة يجب ان يكون من قريش وبالذات في زلك الزمن ثم اليس في المهاجرين من يساوي في الفضل او يفوق سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين؟ لا شك ان طائفة المهاجرين ملأى باصحاب الفضل والرأي والحكمة والتقوى اذا هذا طرح جديد يقدمه الصديق رضي الله عنه وارضاه. يقدم الطرح ان يكون الخليفة من قريش. وهو رأي منطقي ومعقول وله ابعاده العميقة ثالثا يكمل الصديق الكلمة بالمحور الثالث فالقى جملة رائعة قال الصديق وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين فبايعوا ايهما شئتم. فاخذ بيد عمر بن الخطاب وبيد ابي عبيدة بن الجراح وهو جالس بينهما رضي الله عنهم اجمعين يعني الصديق بيقصد رضي الله عنه وارضاه انه ما طرح فكرة ان يكون الخليفة من قريش؟ طبعا في الخلافة ومع كونه افضل المهاجرين بل افضل الصحابة بل افضل المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه يقدم احد الرجلين عمر او ابا عبيدة ابن جراح وذلك زهدا في الخلافة وبعدا عن الدنيا. طبعا يا اخوة الصديق لا يقول هذا الكلام من باب السياسة او الحكمة ابدا في ضوء سيرة الصديق نتبين انه كان صادقا تماما في عرضه هذا. وانه ما رغب في الامارة ولا دعا لها. لما بويع الصديق بعد ذلك قام خطيبا ذات يوم. فقال اني وليت هذا الامر وانا له كاره. ووالله لوددت ان بعضكم تفانيه. الاوانكم ان كلفتموني ان اعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم اقل قم به كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا اكرمه الله بالوحي وعصمه به. الا وانما انا بشر لست بخير من احدكم فراعوني. فان رأيتموني استقمت فاتبعوني. وان رأيتموني زغت فقوموني. هذا الكلام تخرج فعلا من قلب الصديق. وعندما تولى امارة المسلمين ما ظهر عليه ما يشير الى رغبته فيها. كان عابدا زاهدا مجاهدا كان كثير التفكر كثير السهر كثير العمل ولم بدنيا ولا بسلطة ولا بقيادة. اذا الصديق كان صادقا في عرضه في ان يبايع احد الرجلين عمر او ابا عبيدة ابن الجراح رضي الله عنهم اجمعين الصديق يا اخوة خرج حظ نفسه من نفسه وعلى عظم مكانته كان يقدر عمر ويقدر ابا عبيدة ويحفظ لهما قدرهما لكن على الجانب الاخر كان الصحابة جميعا يحفظون للصديق مكانته ووضعه. لما رشح الصديق عمر او ابا عبيدة للخلافة ماذا كان رد فعلهما يعلق عمر ابن الخطاب على كلام الصديق بترشيحه فيقول فلم اكره مما قال غيرها. والله خلي بالك من كلام سيدنا عمر. والله والله لان اقدم فتضرب عنقي لا يكون في ذلك من اثم احب الي من ان من كلام سيدنا عمر والله لان اقدم فتضرب عنقي لا يكون في ذلك من اثم احب الي من ان اتأمر على قوم فيهم ابو بكر سبحان الله! هكذا كان ابن الخطاب دائما يعرف للصديق فضله. ويتمنى صادقا ان يموت في غير معصية. ولا ان قدم على الصديق سبحان الله اي مجتمع عظيم هذا الذي يهرب فيه المرشحون للرئاسة من الرئاسة نعود الى تحليل الموقف. الان اصبح هناك رأيان رأي يؤيد مرشحا من الانصار ويقف وراءه معظم رؤوس الانصار في المدينة ورأي يؤيد مرشحا من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل له حجته ومنطقه خلي بالنا يا اخوة هذا ليس خلافا بسيطا عابرا. قدروا للشيء قدرا هذا خلاف على ملك ورئاسة وسلطان فلننظر الى الجيل القدوة كيف يتعامل مع اختلاف وجهات النظر قام الحباب بن المنذر الانصاري رضي الله عنه وارضاه. فاكرين حباب بن المنذر هذا هو الذي اشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بموقع المعركة في بدر. بعد ان نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل اخر. فوافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فكرة مرة تانية اشار عليه في خيبر بمكان نزل فيه المسلمون كذلك. لهذا كان يعرف بين الصحابة بذي الرأي قام الحباب بن المنذر رضي الله عنه وارضاه يعرض رأيا رأى انه رأي متوسط بين الرأيين. يعني كما يقولون بيقول حل بيرضي لجميع الاطراف قال انا جزيلها المحكك وعظيقها المرجب. طبعا اظن واضح يعني يا اخوة دي كلمة كان العرب كثيرا ما يذكرونها لمن يحتكون به كثيرا لرأيه ومشورته وبعدين ما تستغربوش ان انتم مش عارفين معناها يعني. احد رواة الحديث سأل الامام ما لك عن معناها فقال له كأنه يقول انا داهيتها فقام الجزيل المحكك والعضيق المرجب الحباب ابن المنذر رضي الله عنه وارضاه فقال قال ايه بقى قال منا امير ومنكم امير متجانس لاثم او متورط في هلكة لاحز هنا عمر بن الخطاب بدأ يحتد ومن المؤكد ان صوته قد ارتفع ولو قليلا. والكلام الذي قاله يحتمل معان كثيرة. هو يقول انه لا احد من العرب يعني يريد اختيار اميرين. امير من الانصار على الانصار وامير من المهاجرين على المهاجرين. او يختار اميران تكون القيادة على دولة الاسلام سويا طبعا هنا في اكثر من ملاحظة على رأي الحباب بن المنذر رضي الله عنه وارضاه. اولا هذا تنازل سريع من الانصار. عن موقفهم من اختيار الخليفة. منذ قليل كان الخليفة المختار سعد ابن عبادة سيكون خليفة على كامل الدولة الاسلامية. ثم ها هم بكلمات قلائل من الصديق يتنازلون عن نصف الخلافة هي محاولة صادقة لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق الملاحظة السانية على كلام الحباب بن المنذر انه بعد ان قال منا امير ومنكم امير اضاف قولا اخر اخرجه ابن سعد بسند صحيح كما قال ابن حجر العسقلاني فتح الباري. اضاف حباب فان والله ما ننفس عليكم هذا الامر ولكنا نخاف ان يليها اقوام قتلنا اباءهم يعني يقصد ان الانصار في الغزوات المتتالية قتلوا عددا كبيرا من اهل مكة من القرشيين. وسيترك ذلك ثأرا في قلوب قريش. فان تولى القرشيون انتقموا من الانصار وهذا يضيف عاملا اخر الى جوار العوامل التي وضعها الانصار في حساباتهم عند اجتماعهم لاختيار الخليفة من بينهم. كما ذكرنا في الدرس السابق يعلق الخطابي رحمه الله على ذلك فيقول ان العرب لم تكن تعرف السيادة على قوم الا لمن يكون منهم فالانصار يستغربون كعامة العرب ان يكون عليهم امير من غيرهم. وهذا صحيح لمن يعرف احوال العرب قبل الاسلام مهما صغرت القبيلة يا اخوة مهما صغرت فان رئيسها يكون منها وقبل الجميع برسول الله صلى الله عليه وسلم لانه كان نبيا. وكانت القبلية معوقا رئيسيا لكثير من الناس في دخول الاسلام نعم جاء الاسلام والغى القبلية لكن هذه كانت قواعد ادارة البلاد لمدة سنوات كثيرة ولم يبتعدوا عن هذه القواعد الا منذ سنوات معدودات ولا ننسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات الا منذ سويعات قلائل اذا الملاحظة الثانية ان ما جعل الحباب يقول هذا الكلام ليس الحقد على المهاجرين. ولكن لخوفهم من نظام جديد قد تكون فيه خطورة على حياتهم جميعا الملاحظة الثالثة على كلام الحباب بصرف النظر عن الخلفيات وراء كلام الحباب رضي الله عنه وارضاه. امن الحكمة ان يتولى الخلافة رجلان احنا يعني بنقول في المسل المركب اللي فيها الرئيسين بتغرق من المستحيل ان تدار بلد بخليفتين. بل ان هذا امر منهي عنه في الشرع. وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصراحة روى الامام مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع. فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر هكذا في منتهى الوضوح ومن ثم فالحباب بن المنذر رضي الله عنه وارضاه اما لم يصله الحكم ولا يعرفه واما انه اراد ان ينسحب الانصار من الخلافة ولكن باسلوب متدرج. منعا للاحراج كبيرهم سعد بن عبادة. رضي الله عنه وارضاه لكن هذا لم يكن لا يمر دون تعليق من الصحابة. ان كان الحكم قد خفي عن احدهم فلابد ان اخرين قد ادركوا الصواب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه انه لا يصلح سيفان في غمد واحد لا يصلح خليفتان في البلد. لا يصلح سيفان في غمد واحد. فقال خطيب الانصار ولعله كما ذكرنا من قبل ابن قيس رضي الله عنه وارضاه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استعمل رجلا منكم قرنه برجل منه فتبايعوا على ذلك. يعني خطيب الانصار يحاول ان يؤيد رأي الحباب بن المنذر. ولكن بتنازل اكبر. اي انه اقبل بخليفة من المهاجرين مقرونا معه بمساعد من الانصار لكن يبدو ايضا من كلامه انه لا يقصد نائبا للخليفة بل هو ايضا خليفة. ولكن في درجة لاحقة للخليفة الاول وهذا ايضا كما هو واضح ليس بمنطقي هنا عمر بن الخطاب ايضا تكلم مرة ثانية وقال هيهات هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب ان يأمروكم ونبيها من غيركم. ولكن العرب لا تمتنع ان تولي امرها من كانت النبوة فيهم. ولنا بذلك على من ابى من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين. ثم قال خلي بالنا من الكلام اللي جاي ده كلام خطير جدا. ثم قال عمر من ذا ينازعنا سلطان محمد وامارته ونحن اولياؤه وعشيرته الا مدلم بباطل او يستطيع ان ينازع عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم الامارة والانصار من العرب وهي داخلة في الكلمة العامة التي قالها الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه. واذا اصرت على الخلافة قد تورط نفسها في هلكة. كما قال عمر رضي الله عنه وارضاه هنا تكلم احد الانصار خلي بالنا طبعا بدأت تحصل مواجهة واضحة تكلم احد الانصار لم تذكر الروايات اسم هذا الانصاري. كما جاء في مسند الامام احمد بسند صحيح قال اذا اولا نختار رجلا من المهاجرين. واذا مات اخترنا رجلا من الانصار. فاذا مات اخترنا رجلا من المهاجرين كذلك ابدا يعني احنا هنا بنلاحز ان هذا الانصاري الجديد احنا ما نعرفش هو مين هذا الانصاري الجديد يقدم تنازلا جديدا. لاحظ انه يقدم بيعة المهاجرين. ثم هو يريد ان يدلل على كلامه ويؤكد. قل فكونوا اجدر ان يشفق القرشي اذا زاغ ان ينقض عليه الانصاري. وكذلك الانصاري يشفق ان زاغ ان ينقض عليه القرشي. يعني عايز مرة من المهاجرين ومرة من الانصار. مرة من المهاجرين مهاجرين الانصار وهو هيقدم في الاول المهاجرين يعني دلوقتي هنختار من مين؟ من من الدين. لكن بعد كده من الانصار. هذا وان كان ظاهره انه سيحل الموقف الان باختيار خليفة من المهاجرين الا انه سيؤجل الفتنة عدة سنوات او شهور. لكنها ستحدث حتما قد يدخل الشيطان بين الفريقين لتبادل السلطة. والاكثر من ذلك ان العرب مستقبلا بعد موت الخليفة الاول لن ترضى بالخليفة الا انصاري الجديد ومن ثم فهذا الرأي ايضا لا يقبل وقف ايضا هنا عمر بن الخطاب كل شوية شايفين عمر هو الذي هو الذي يتقدم لانه كان شديدا في الحق حريصا على الوضوح بعيدا كل البعد عن تمييع الامور او دفن النار تحت الرماد قال في قوة وحدة. هنا طبعا قال كلمة في منتهى الشدة. قال لا والله لا يخالفنا احد الا قتلناه ياه كلمة شديدة من المؤكد يا اخوة ان الجو اتكهرب في السقيفة لكن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يريد ان يوضح الامور على حقيقتها ان كانت الخلافة فعلا من حق قريش فالذي سينازعهم فيها لابد ان يقتل شرعا فاذا كانت العرب جميعا ستبايع القرشيين. ولن تبايع الانصار. فالاجتماع على القرشيين واجب. وهنا تكون مطالبة الانصار الامارة مخالفة شرعية لانها ستقود الى الفرقة والى الفتنة والفتنة اشد من القتل لذلك شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الخليفة الاخر اذا بويع عن الاول واجتمع الناس عليه وكان مقيما لشرع الله كمبدل ولا محرف لذلك يا اخوة والله سمي الفاروق فاروقا لانه فعلا في مواقف عدة بل لعله في كل مواقفه يكره اللون الرمادي غير الواضح. يحب ان يوضح الامور على حقيقتها وهذا وان كان يغضب بعض الناس او يظنون فيه الظنون الا انه على المدى البعيد يطمع الفتنة ويرسخ الطمأنينة لكن من المؤكد ان هذه الحدة قد اثارت بعض الانصار. النفس العربية يا اخوة بصفة عامة لا تقبل التهديد. وبالذات لو كانت هذه النفس لفارس. قام فارس الانصار. الحباب بن المنذر رضي الله عنه وارضاه. واعاد وكرر منا امير ومنكم امير وقد اثارته كلمات الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه. فلم يكتف بذلك بل قال كلمة احسبها افلتت منه. قال وان شئتم كررناها خدعة. اي اعدنا الحرب من جديد سبحان الله امر خطير وارتفعت الاصوات وكثر اللغط عايزين يا اخوة نلاحز انه مع كل هذا الحوار والجدل فاننا لم نسمع سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه ولا مرة منذ دخل المهاجرون في اول اللقاء لم يتكلم ولا مرة. لم يطلب لنفسه ولم يبرر ولم يقل قد بايعني قومي ثم لاحظ ان الانصار مع كل هذا الحوار الطويل لم يذكروا ولو مرة واحدة منا على المهاجرين ولا تفضلا عليهم يقولوا مثلا جئتمونا مطرودين فاويناكم فقراء فاغنيناكم محتاجين فاعطيناكم وهذا كله يا اخوة واقع وصحيح ولكن ادب الانصار وخلق الانصار اغلق ابواب الشياطين لاحظ ايضا ان المهاجرين لما طلبوا الامارة فيهم لم يقولوا ولو مرة واحدة انهم افضل من الانصار. او ان كفاءتهم القيادية او الادارية او الاخلاقية او الروحية اكبر من كفاءة الانصار ابدا كل ما يريدون ترسيخه هو فقه الواقع الواقع سواء كان حلوا او مرا يقضي بان العرب لن تطيع الا لقريش الان ستطيع قريش. وبعد عشر سنين ستطيع قريش وبعد مائة سنة ستطيع قريش. وما دام الواقع لم يحل حراما او يحرم حلالا فلا بد من مراعاته وكما ذكرنا من قبل لان يجتمع المسلمون على رجل مرجوح او اقل صلاحا خير من ان يفترقوا على رجل راجح او اكثر صلاحا. هذه هي المعاني التي كان يدافع عنها المهاجرون الثلاثة ونلاحظ ايضا في هذا الموقف في سقيفة بني ساعدة ان الصحابة رضوان الله عليهم جميعا بشر يجتهدون في الرأي يصيب بعضهم فله اجران ويخطئ الاخر فله اجر فكما لا نرضى ان يطعن المستشرقون واتباعهم في صدق وامانة وعدالة الصحابة لا نقبل من الناحية الاخرى ان نعتقد ان حياتهم كانت اتفاقا بالاختلاف او اجتماعا في الرأي دون تفرق فيه. ابدا. الخلاف بين المسلمين امر حتمي. نعم والله يا اخوة حتمي. لابد ان يحدث بل حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. واختلف المسلمون في قضايا كثيرة في وجوده صلى الله عليه وسلم. بل اختلف صلى الله عليه وسلم في بعض القضايا مع الصحابة في القضايا التي ليس فيها واحد. بل احيانا كان يرجح رأي الصحابة كما في قصة اسارة بدر. عندما رجح رأي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه الرجل الموفق المحدث الملهم الذي نزل القرآن الكريم موافقا لرأيه في امور عدة نعم يا اخوة وسعوا المدارك اقبلوا الخلاف في الاراء. لكن لابد من اجتماع القلوب مهما اختلفت الاراء تعالوا نرجع تاني لموقف الصحابة بعد الكلمات الاخيرة لعمر بن الخطاب وللحباب بن المنذر رضي الله عنهما. هذا الموقف المتأزم كيف يحل هذا الصوت المرتفع كيف ينخفض هذا الصدر الضيق كيف ينشرح؟ تعالوا نشوف اذا كان حديث العقل والحجة والبرهان يقسي القلب احيانا فليكن حديث الوجدان والروح يتكلم الامين امين الامة يتكلم ابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه وارضاه. الرجل الرصين الهادئ امين الامة يا اخوة قال جملة من سطر واحد نزلت بالسكينة على السقيفة في لحظة. سبحان الله! اول ما قالها الجو هدي. والناس استريحت والغضب راح والمناقشة مشيت في طريق تاني خالص سبحان الله ها يا اخوة تحبوا نؤجل الجملة دي بالدرس الجاي؟ ولا نقولها دلوقتي طيب خلاص ماشي قال يا معشر الانصار انكم اول من نصر وازر فلا تكونوا اول من بدل وغير انكم اول من نصر وازر فلا تكونوا اول من بدل وغيب. سبحان الله كلمة في منتهى الغرابة الكلمات قليلة. لكن نزلت يا اخوة على الانصار زلزلت كيان الانصار هزت مشاعرهم هزا عنيفا. اطلق الامين ابو عبيدة سهما استقر في قلوب الانصار قلبا قلبا. الانصار الانصار الذين اووا ونصروا. تعالوا كده نفتكر يا رسول الله اقسم بيننا وبين اخواننا النخيل رضينا برسول الله قسما ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. الانصار يبدلون ويغيرون يا رسول الله خذ لنفسك ولربك ما احببت يا رسول الله نبايعك على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا. ومنشطنا ومكرهنا واثرة علينا والا ننازع الامر اهله. الله! ذكريات رائعة خالدة. يقولون فما لنا بذلك يا رسول والله ان نحن وفينا بذلك قال الجنة قالوا ابسط يدك فبسط يده فبايعوه افاق الانصار رضي الله عنهم اجمعين افاق الانصار على حقيقتهم العجيبة ان الله خلقهم ليعطوا ويعطوا ويعطوا النسمة الرقيقة الحانية التي تأتي بالخير ولا تأخذ شيئا ارتفع بهم ابو عبيدة بجملته الموفقة من مواقع البشر والارض الى مصاف الملائكة والسماء تذكروا البيعة الخالدة وتذكروا الهجرة وتذكروا النصرة وتذكروا الجهاد والشهادة تذكروا اخوانا قدموا ارواحهم وسبقوا وسبقوا صادقين ما بدلوا وما غيروا تذكروا سعد ابن معاذ تذكروا اسعد بن زرارة تذكروا سعد بن الربيع. تذكروا انصارا عاشوا انصارا وماتوا انصارا تذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبيب الذي ما فارق الا منذ قليل الذي ما زال نائما على سريره لم يدفن بعد الذي ما زال حيا في قلوبهم وسيظل كذلك حتى يموتون انهمرت دموع الانصار يا اخوة انهمرت تفيض على الحاضرين جميعا رحمة وامنا وقام بشير بن سعد رضي الله عنه الانصاري الخزرجي مسرعا ملبيا لنداء ابي عبيدة وكان ممن شهد العقبة الثانية وكان شيخا كبيرا قام فقال يا معشر الانصار ان والله لان كنا اولي فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في هذا الدين ما اردنا به الا رضاء ربنا وطاعة نبينا الكدح لانفسنا فما ينبغي ان نستطيل بذلك ولا نبتغي به من الدنيا عرضا فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم سبحان الله يا اخوة! تغير بالكلية خط الحوار في السقيفة وبدأ الجميع يهدأ نفسه وظهر واضحا ان حجة المهاجرين اصبحت اعلى لكن سبحان الله يا اخوة هذه الحجة ما كانت لتقنع الانصار لولا ان قلوبهم مؤمنة ولولا ان غايتهم الجنة قام اسيد بن حضير رضي الله عنه زعيم الاوس ودعا الى ان يترك الانصار الامر ويبايعوا المهاجرين ولعله اراد ان يقوي حجة المهاجرين فقال انه يخشى ان يحدث الخلاف مستقبلا بين الاوس والخزرج ان تولى احد الفريقين الخلافة. ولذلك فهو يؤيد المهاجرين ولما رأى الصديق رضي الله عنه وارضاه ان نفوس الناس قد بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين اراد ان يضيف حجة تقوي من شأن هذا الاختيار وتزكيه والحق يا اخوة انها حجة تدل على ذكاء الصديق وسعة اطلاعه على كتاب الله عز وجل. قال الصديق رضي الله عنه ان الله سمانا الصادقين. وسماكم المفلحين. وذلك في اشارة لقوله عز وجل للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانه وينصرون الله ورسوله اولئك هم صادقون. هذا وصف المهاجرين في القرآن الكريم اولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون اذا هزا هو وصف الانصار في القرآن الكريم. فاولئك هم المفلحون. ثم انظر بقى ايه؟ الى الاستنباط الذي قاله الصديق رضي الله عنه وارضاه. قال وقد امركم الله سبحانه وتعالى ان تكونوا معنا حيثما كنا. فقال في سورة التوبة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. كونوا مع الصادقين. في الاية اللي فاتت الصادقون هم الايه اجرون اذا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين اي كونوا مع المهاجرين ثم استنبط امرا اخر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصى بالانصار خيرا واوصى ان من تولى امر المسلمين فعليه ان يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. وذلك في اشارة واضحة ان الخليفة ليس من الانصار. اذ كيف يوصيه عليهم ان كان منهم؟ سبحان الله وهكذا هدأت النفوس اكثر وازداد توحد المسلمين في رأي واحد نخلي بالنا يا اخوة كل اللي حصل ده ولسه في احداس تانية هتحصل في تخيلي اقل من ساعتين. كل الاحداث دي في اقل من ساعتين لهذا اللقاء لم يقطع بصلاة كل هذه الامور تمت وما زالت هناك امور اخرى ستتم في غضون هذه الفترة القصيرة. سبحان الله! فما انعم به من جيل قام زيد بن ثابت الانصاري رضي الله عنه وارضاه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين. وان الامام انما يكون من المهاجرين. ونحن انصاره كما كنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحى الناس جميعا يتكلمون في هذا الاتجاه لكن سعد بن عبادة رضي الله عنه وارضاه لم ينطق بعد وموقفه حرج جدا فمنذ ساعة او ساعتين كان مرشحا للخلافة. وكان ذلك في ظنه وظن الانصار في حكم مؤكد والان الوضع ينقلب ينقلب ايه؟ مية وتمانين درجة ولابد انه الان يفكر ويفكر ويعقد الموازنات ويقارن الحجج والادلة ويشاور عقله وقلبه لابد ان هناك صراع نفسيا كبيرا في داخله رضي الله عنه وارضاه اتراهم فعلا على حق في استنباط ان الخليفة من قريش؟ ام يكون الرأي الصائب هو رأي الانصار الاول؟ افكارا متزاحمة والرجل مريض ومرهق ولابد ان في داخله حيرة الصديق رضي الله عنه وارضاه يرقب الموقف في ذكائه ويتابع الاحداث في فطنة لا تخلو من روية. في هذا الوقت وقد وضح ان الانصار قد اقتنعوا عقليا وقلبيا بان المصلحة العليا للامة تقتضي ان يكون الخليفة من المهاجرين. وبالذات من قريش في هذا الوقت الذي قام فيه الادلة وتظاهرت على اقناع الانصار قام الصديق رضي الله عنه. قام فكشف الورقة الاخيرة وفي جعبته والقى بالدليل الدامغ والحجة الظاهرة البينة التي ما تركت شكا في قلب احد ولا ابقت في نفس انصاري او مهاجري كلمات معدودات ولكن اثقل من الذهب ترى ما هي هذه الكلمات التي قالها الصديق رضي الله عنه وارضاه ترى ما هي هذه الحجة التي ذكرها وكانت اقوى الحجج على الاطلاق؟ ولماذا اخرها الصديق الى اخر الحوار؟ ان كان قوية بهذه الصورة وكيف تم اختيار الصديق من بين المهاجرين ليكون خليفة للمسلمين؟ هذه اسئلة قد تطول الاجابة عليها اؤجلها للدرس القادم وجزاكم الله خيرا كثيرا على حسن استماعكم فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد سبحانك اللهم نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك مع تحيات النور للانتاج الفني والتوزيع