الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو اللقاء الثالث من لقاءات تفسير سورة طه اسأل الله جل وعلا ان يمن علي وعليكم بفهم لكتابه ومعرفة بمعانيه وعملا باحكامه وفي هذا اليوم باذن الله عز وجل نأخذ من قوله جل وعلا ولقد اريناه اياتنا لها فكذب وابى من الاية السادسة والخمسين قيل الاية السادسة والسبعين. قال الله تعالى ولقد اريناه اياتنا كلها ان يحقق الله القول بانه قد اقام الحجة على فرعون. وان نبي الله موسى وهارون عليهم السلام قد بين له ووضح له غاية الوضوح. واقام الحجج والبينات ومن ذلك العصا التي انقلبت الى حية ومن ذلك يده عندما انقلبت بيظا ادخالها في جيبه ولكنه مع ذلك قابل هذه الايات العظيمة بالتكذيب والاباء فكذب بان نسب موسى الى الكذب ولم يصدقه في كونه مرسلا من عند رب العزة والجلال ولم يقر له بان المعبود المستحق للعبادة وحده هو رب العزة والجلال. وكذلك ابى اي رفظ ان ينخرط في سلك الطاعة وان يقوم بعبودية الله جل وعلا لا وما كان منه الا ان اتهمه في مقصده ونيته وجعل يتكلم عن موسى وانه انما يريد الدنيا ويريد ان يزاحمهم في هذه الدنيا. ولذا قال ولذا قال فرعون اجئتنا اي هل مجيئك الينا؟ وحديثك معنا ودعوتك التي تدعيها من اجل ان تخرجنا من ارضنا. اي ان يكون لك الغلبة والملك في هذه الارض وبالتالي فيكون لك الملك وتكون لك الطاعة وانت انما اتيت بسحر فعلا نجد من يماثلك فيه من الناس فانهم لم يكونوا يعهدون معجزات ولذا ظنوا ان ما جاء به موسى عليه السلام من جنس السحر الذي كان مشهورا عندهم ولذا قابله مثل ما يظن انه عنده. فقال فلنأتينك بسحر مثله. اي اذا اتيتنا سحر فعندنا قدرة ان نأتي بسحر يماثله وبالتالي ليس لديك شيء تتميز بينه. ولذا قال فرعون له واذا اردت ان نظهر تمويهك وسحرك فاجعل موعدا بيننا وبينك. اي ظع وقتا نجتمع فيه ونأتي بالسحرة من اجل ان يبطلوا سحرك ومن اجل ان يقابلوا سحر الذي لديك بسحر يماثله فقال فاجعل بيننا وبينك موعدا. والموعد يشمل المكان ويشمل الزمان. لا نخلفه اي لا نترك الوصول الى ذلك الموعد نحن ولا انت وليكن ذلك المكان مكانا سوى اي سويا بحيث يكون منفسحا يجمع يمكن ناسيا يشاهدوه ويمكن ان يجتمع فيه اناس كثر فقال موسى عليه السلام موعدكم يوم الزينة كان هناك يوم يجتمعون فيه يوم احتفال من احتفالاتهم يعطلون فيه اعمالهم ويذهبون الى ذلك الاجتماع فاراد موسى عليه السلام ان يشاهد الناس جميعا فدعوته وان يسمعوا ما اتى به فاو جعل الموعد في يوم اجتماع الناس. في ذلكم اليوم الذي يتزين الناس فيه يتهيأون لذلك لاجتماع العظيم. وان يحشر الناس ضحى. اي ان يكون الاجتماع مشتملا على جميع اصناف الناس من الرجال والنساء والكبار والصغار السوقة والكبراء من اجل ان يكون هذا ابلغ في وصول دعوته الى الناس جميعا واقترح ان يكون ضحى ولم يقترح ان يكون في اول النهار اذ قد يتأخر بعض الناس عن حضور اوله ولم يقترح ان يكون مساء لان الناس حينئذ قد تعبوا فكلت اذهانهم ومن ثم قد يموه عليهم بعض تمويهات السحرة وكذلك لم يقترح ان يكون ليلا. ليكون الامر واضحا يتمكن الناس من شهادته لان لا يدخل فيه السحرة بعضا الاعيبهم حينئذ تولى فرعون اي ذهب الى مكانه والى محله الذي يخطط فيه ويرتب اموره فجمع كيده، اي عزم عزما مؤكدا على تدبير امر المكيدة بجمع عدد كثير من السحرة فجمع كيده ثم اتى اي احضر السحرة عنده. وكما تقدم انهم كانوا اعداء عظيمة قيل بانهم عشرات الالوف. فقال فلما اجتمعا الناس واجتمع السحرة ابتدى موسى عليه السلام بموعظة يخوفهم فيها من الله ويعرفهم بالواجب الشرعي عليهم فقال لهم موسى ويلكم اي احذروا من العقوبة الشديدة لا تفتروا على الله كذبا. فتنسبوا الى الله انه غير حقائق الاشياء بسحركم الذي تاتون اليه. وانتبهوا لان لا تكذبوا على الله بان تنسبوا ما جئتم به الى السحر. وانتبهوا ان تكذبوا على الله فيكونوا من شأنكم ان تدلسوا في اموركم. فذكرهم بالله وخوفهم منه من اجل ان يزول خوفهم من فرعون وقال لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ان يرسل عليكم عذابا يستأصلكم ولا يبقي منكم شيئا. وقد خاب من افترى. اي من كان كاذبا مفتريا على الله جل وعلا لدعواهم النبوة. وفي هذه الايات ان الكفر ان من انواع الكفر كفر التكذيب بان يكذب الانسان بالله جل وعلا او شيء مما ورد في شرع الله متعمدا عامدا قاصدا ومن انواع على فانه سينزل عليه الخيبة والهزيمة وكان حينئذ وكان الكلام حينئذ مؤثرا في نفوسهم. ولذلك ترددوا في مواقفهم ما لديهم. وحينئذ رجعوا يتشاورون ويتحدثون ويقول قائلهم كيف يكون رجاؤكم وخوفكم من فرعون؟ وتنسون ان تخافوا من الله جل وعلا القادر على ان يرسل عليكم العذاب الذي لا يبقي منكم شيئا وحينئذ حصل بينهم شيء من التنازع وتراد السحرة الكلام فيما بينهم وكان ذلك على سبيل الاسرار والنجوى فلم يكونوا يتحدثون به على مرأى من الناس خاطبوا فرعون بذلك فقالوا فما كان من كبارهم ومن قادتهم الا ان هونوا من امر موسى. وقالوا عنه وعن هارون لانهما ساحران يماثلانكم. فكيف حينئذ تخافون منهم ولا تقفون في وجوههم وقالوا هؤلاء انما يريدون ان ينافسوكم ينافسوكم في الارض فيأخذوها وينافس في الملك ليأخذوه وينافسون في مهنة السحر التي تكتسبون منها فيأخذون ارزاقكم فكيف تسمحون لمن ينافسكم بان تكون الغلبة له فقالوا ان هذان لساحران. اي ليس هذان الرجلان الا ساحرين فقط ومرادهم ونيتهم ان يستولوا على مهنتكم وعلى الارض التي عندكم بالسحر الذي لديهم. وانتم عندكم سحر يماثلهم. وبالتالي فهم لم يريدا الا ان ابى بطريقتكم المثلى اما طريقة السحر ليكونوا هم السحرة فيحوز اموال الناس التي يدفعونها لاهل السحر واما ان يكون المراد طريقة ملك مصر الذي كان عند فرعون اتهموا موسى بانه انما اراد ملك الارض. واو ان مراده طريقتهم في معيشتهم. وفي كانتهم وجاههم. وحينئذ قال قائلهم اجمعوا كيدكم. اي ليكن من شأنكم ان تعزموا عزما مؤكدة على التدابير الخفية التي تبطل ما عند موسى من امور. ثم توصف اه اي ليكن شأنكم شأنا واحدا بلا تفرق ولا اختلاف ولا تنازع فانه متى رؤوس متى رآكم موسى على كثرتكم بصف واحد كان ذلك اوقع للهيبة في صدره وقالوا فكروا في العواقب فان من فاز اليوم فانه سيكون له العلو في الارض. فيحوز من اموال فرعون ويكون له سمعة عند الناس وبالتالي يلجأ الناس اليه ويطلبون منه النصر بسحره فكان هذا هو شأنهم وحينئذ اجمعوا امرهم وتدبروا كيدهم صفوا انفسهم صفا واحدا وقالوا لموسى على جهة من يظن ان الفوز له لا محالة. يا موسى انت والامر سواسية. اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى فكأنهم قالوا لا نأبه بك ان ابتدأت اولا او كنا نحن المبتدئين والعادة ان من ابتدى اولا فانه يسوق المعركة الى الميدان الذي يريده وحينئذ من يبتدئ في الغالب تكون له الغلبة فقال موسى بل القوا يعني انكم ولو ابتدأتم انتم فلن تتمكنوا من ان تقفوا في وجه الحق الذي معي وكان معهم حبال وكان معه ام عصي اما ان يكون مع كل واحد منهم عصى او اكثر من ذلك فالقوا حبالهم وعصيهم على الارض. فحينئذ خيل الى موسى بن من سحرهم بانها تسعى اي تجري جريا شديدا فحينئذ لما رأى كثرة الناس ولما رأى كثرة الحيات التي اصبحت تأتيه من كل جانب اوجس في نفسه خيفة خشي ان يتركه الله جل وعلا وان لا ينصره في ذلك موقفي العظيم وحينئذ جاءه التثبيت من الله. فقال لا تخف اي لا يهولنك ما فعلوه امامك وما كان امامك من الحيات التي تسعى اه وبين له انه رسول من عند الله. ومن كان من عند الله فهو الاعلى. اي الغالب المنتصر لا محالة ثم جاءه الامر الكريم بان يلقي ما في يمينه اي يقذفه على وكانت عصا صغيرة في يد واحدة من يديه مع ان هم اعداد كثيرة ومعهم حبال وفيرة وعصي متعددة الا انه لما القى تلك العصا الصغيرة التي معه كان امرا فوق ما تصوروا فاصبحت تلقف ما صنعوا اي تدخله في جوفها تدخل جميع ما لديهم في جوفها مع انها عصى صغيرة انقلبت حية فاكلت جميع ما القوه وقال الله جل وعلا له انما صنعوا كيد ساحر. اي تدبير خفي من ساحر حينئذ القاعدة ان اهل السحر لا يفلحون اينما ولوا وحيثما فعلوا وهذا مشاهد فانك ترى الساحر يزعم انه يحقق للناس مطالبهم بينما هو في لم تتحقق مطالبه يطلب من الناس اموالا لفقره وشدة حاجته دي فكان موقفا عظيما بالنسبة للسحرة. ولذا القوا سجدا اي كانوا واقفين فخروا والقوا بانفسهم على الارض يسجدون لله تعالى. فقال لو امنا برب هارون وموسى. اي ايقنا بوجوب عبادته. وانه الرب المتفضل الذي لا يعبد احد سواه فاثرت فيهم كلمة موسى عليه السلام. حينئذ اغتاظ فرعون وهاله من من السحرة ما فعلوه. فقال فقد كان ينتظر منهم ان ينصروه فخذلوه وكان ينتظر منهم ان يغلبوا موسى الا انه انتصر عليهم وكان ينتظر منهم ان يجعلوا موسى ذليلا عنده بالهزيمة والغلبة فاذا بهم يخضعون ويذلون بالسجود لله جل وعلا. فقال لهم فرعون امنتم له اي هل صدقتموه وتبعتموه قبل ان تراجعوني وقبل ان اعطي الاذن بذلك حينئذ هذه مؤامرة بينكم وبين موسى فهو كبيركم وعظيمكم الذي علمكم السحر ولذلك اذعنتم له. ومن ثم توعدهم بالعقوبة. وهكذا شأن المبطلين اذا عجزوا عن الحجج والبراهين بدأوا بالتوعد بانواع العقوبات فقال لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف. اي اقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى في الجهة المخالفة ولاصلبنكم في جذوع النخل اي ساقوم بتعليق ابدانكم على جذوع النخل. وقال في جذوع النخل كأنه اراد ان يشققها وان يدخلهم في جوفها اه ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقى كان موسى عليه السلام قد خوفهم من عقوبة الله. فقال ويلكم لا تفتروا على الله فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فما كان من فرعون الا ان قال عذابي اشد وعذابي اعظم ولتعلمن اينا انا او رب موسى من هو الاشد في العذاب ومن هو الذي يبقى عذابه ولم يفكر ان الدنيا مؤقتة والاخرة ابد الاباد فعذابها ابقى وعذابها اشد قالوا لن نؤثرك اي لن نقدم ما جئتنا به من السحر على ما جاءنا من الحق الذي جاء به موسى حيث قامت اهين عندنا على صدقه ثم اقسموا بالله جل وعلا فقالوا والذي فطرنا اي خلقنا ابتداء والذي اوجد عندنا فطرة نميز بها بين الحق والباطل. وحينئذ قالوا لا نلتفت الى تهديدك يا فرعون فاقض ما انت قاض. اي افعل ما انت فاعل واحكم بما انت حاكم من انواع العقوبات التي تكون لك علينا. فانك انما تقضي هذه الحياة الدنيا. اي عقوبتك التي ستعاقبنا بها مؤقتة في هذه الدنيا التي هي سنوات قليلة بينما الله في الاخرة ابد الاباد. ولذا قالوا نحن نؤمن بالله من اجل ان يغفر لنا خطايانا. اي اعمالنا السيئة التي اقدمنا عليها سابقا نريد ان يكفرها الله عنا اه بايماننا ويكفر عنا ما اكرهتنا عليه من السحر. قيل بان المراد بذلك ان فرعون قد الزمه هم بمقابلة موسى فانهم لما سمعوا مقالته وموعظته يوم اللقاء ترددوا فاكرههم فرعون على المظي في طريقتهم وقيل بانه كان قد اكرههم اصالة على الدخول في مجال السحر والعمل به ولذا قالوا والله خير اي افضل جزاء واحسن ثوابا وابقى فنعيمه باقي ان ابد الاباد ثم قرأ ولم يأت في النصوص هل نفذ فرعون وعده للسحرة فقطع ايديهم وارجلهم من خلاف وصلبهم او لا والله اعلم بحقيقة الحال ثم قال انه من يأتي ربه مجرما يحتمل ان هذا من كلام السحرة بعد ايمانهم لانه كلام مبتدأ انه من يأتي ربه اي من يحضر في يوم القيامة عند الله جل وعلا مجرما اي قد قد فعل افعال الاجرام والحرام فسيكون فستكون له جهنم يبقى فيها ابدا. لا يموت فيها بل يبقى حيا يتعذب ولا يحيا حياة نعيم يشعر فيها بالعز والمكانة ويقابل هذا من يأتيه مؤمنا يعني من يأتي يوم القيامة يناجي فيكون بين يدي الله قد امن في الدنيا وعمل الصالحات اي اقدم على فعل ما يرضي الله من الاعمال الموافقة للشرع والتي بنية خالصة فاولئك لهم الدرجات العلى. اي لهم المنازل الرفيعة في جنان جنات عدن تجري من تحتها الانهار. جنات اي مواطن خيرات. قد التف بها الزرع فغطى بعضها بعضها الاخر تجري من تحتها الانهار بانواعها انهار المياه وانهار الالبان وانهار العسل وانهار الخمر خالدين فيها اي سيبقون فيها ابد الاباد وذلك لهذه الجنات جزاء من تزكى. اي يهبها الله ويعطيها لاولئك الذين طهروا نفوسهم من الشرك من انواع المخالفات. فهذه ايات عظيمة فيها معان كبيرة واحكام متعددة. ينبغي بنا ان نتأمل ما فيها من الاحكام لنعرف هذه الاحكام. فمن تلك الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات العظيمة ان الله جل وعلا لا يسارع بالعقوبة احدا من العباد حتى يقيم عليهم الحجج فا يتركوها ولا يذعنوا لها. كما فعل بفرعون. وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يؤتي انبيائه عليهم السلام من العلامات والادلة الموضحة لصدقهم في الكفر كفر الاباء بان يعرض الانسان عن طاعة الله عز وجل ولا يقبل ان يكون من اهلها وفي هذه الايات ان اهل الباطل يحاولون ان يتهموا دعاة الحق في نياتهم بانهم يقصدون الدنيا وبانهم يقصدون ان ينافسوا في امور دنياهم. وهكذا شأن المبطلين كما اتهم فرعون موسى بانه اراد ان يخرجهم من ارضهم بسحره وفي هذه الايات ان الاتهام اهل الحق بالسحر. اتهام قديم ليس ناشئا في ازماننا هذه وفي هذه الايات ان ما ما يحاول اهل الباطل ان يعارضوا به الحق فانه باطل ولن يكون له اثر اثر ومن فوائد هذه الايات ان الله جل وعلا يهيئ لدعاة الحق من الاسباب ما يكون مؤثرا في نشر دعوتهم وفي استمرارها وبقائها. وهكذا هيأ الله جل وعلا لموسى عليه تلام ان يكون الاجتماع في يوم الزينة الذي يجتمع الناس فيه وفي هذه الايات ان ما يكون بين اهل الحق ومن يقابلهم ينبغي ان يكون ظاهرا غير ولذا طلب ان يكون الاجتماع وضحى وفي هذه الايات حرص الانسان الذي يدعو الى الله على ان يسمع مقال دعوته الى الله اكبر قدر من الناس وان ذلك لا حرج فيه ما دام ان قصده انتشار الحق ووصوله الى الخلق وقيام الحجة عليهم اذ لم يكن من قصده ان يكون له منزلة في الناس وفي هذه الايات من الفوائد ان كيد المعرضين المدبرين عن الحق وما لديهم من انواع المكر لا ينجحون فيه نجاحا مستمرا. وانما تكون تلك التدابير عليهم لتكون في لنصرة الحق وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يعظ اهل الباطل مهما وصلوا اليه من درجة في معاندة الحق ومعارضته ومهما كان لديهم من المخالفات كما موسى عليه السلام السحرة قبل ان ينازلهم و في هذه الايات التحذير من الكذب على الله. ينسب الى الله وينسب الى شرعه. ما منه وفي هذه الايات ان اهل الباطل يوجد بينهم نزاع واختلاف وليست مواقفهم متحدة وان كان الشيطان يحاول ان يجمع بينهم وان يوحد مقالتهم من خلال اهتمامهم بامر الدنيا وفي هذه الايات ان من اعظم اسباب الضلال ان ينظر الانسان الى ما بينه وبين دعاة الحق من امور متشابهة في الصورة فيظن ان التشابه في الصورة يقتضي الا يمايزه ويتفوق عليه فيما قفة الحق والدعوة اليه وفي هذه الايات ان الكذب من اسباب نزول العقوبة في الدنيا والاخرة وخصوصا الكذب على رب العزة والجلال وفي هذه الايات ان من اعظم ما يصد الناس عن دعوة الحق ظنهم ان دعاة الحق ينافسونهم على الدنيا التي هم فيها وفي هذه الايات محاولة اهل الباطل جمع كلمة اصحابهم ضد اهل الحق بنسبتهم الى المقاصد الفاسدة والنيات السيئة وفي هذه الايات ان اجتماع اهل الباطل لا ينبغي ان يهز اهل الحق مهما كان عندهم من قوة ومهما كان لديهم من امكانات وفي هذه الايات ايضا ان داعي الحق ما دام يعلم ان الله جل وعلا معه فانه يوقن بنصر رب العزة والجلال وفي هذه الايات ان اهل الباطل يستهينون باهل الحق ويقللون من مكانتهم ويحاولون ان يستنقص منزلتهم وقد استدل المعتزلة بهذه الايات على نفي ان يكون السحر له حقيقة. وقالوا بان السحر انما هو تخيلات فقط. ولذا قال يخيل اليه من سحرهم انها تسعى والجمهور على ان السحر قد يكون له حقيقة بقلب حقائق الاشياء ولا يبعد ذلك متى ربط ذلك بقضاء من الله جل وعلا وقدر منه وتعالى وفي هذه الايات ان الخوف الطبيعي الذي قد يعتري الانسان من بعظ الحوادث الكونية لا ينبغي ان يهز نفسه ولا على مكانته ومنزلته وفي هذه الايات ان الانسان متى كان مع الله فينبغي به ان يخاف من الله وحده والا يخاف من احد سواه كائنا من كان وفي هذه الايات تأييد الله جل وعلا لموسى. حيث جعله يتغلب على كيد السحرة مع ما كان عندهم من كيد عظيم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يجعل الاحداث الكبيرة والاثار العظيمة ناتجة عن الاسباب الهينة اليسيرة كما كان في القاء هذه العصا الصغيرة ما افيكو ويلتهم ما القاه السحرة من حبال وعصي انقلبت الى كونها حية وفي هذه الايات ان السحر باطل وان السحرة دجالون بطالون وان مآلهم واخر حالهم الى الخسارة في مع ما ينتظرهم من العقوبة الشديدة في الاخرة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يغير حال العبد في لحظات فبدلا من كان هؤلاء السحرة مضادين للحق قائمين في وجهه فاذا بهم ينخرطون في سلكه ويكونون من اهل الحق وفي هذه الايات ايضا ان اهل الباطل متى عجزوا عن رد الحق واهله بالحجج والبينات انطلقوا الى التهديد بالعقوبة ولكن العاقل يعلم ان العقوبة الدنيوية ليست بشيء في مقابلة امر الاخرة وفي هذه الايات ان المؤمن لا ينبغي به ان يترك سبيل الحق بالتهديد الذي يأتيه من اهلي الباطل مهما كان ذلك التهديد ومتى قارن الانسان بين رب العزة والجلال خالق السماوات والاراضين وبين من في الدنيا علم ان اهل الدنيا ليس عندهم الا الخسارة وليس عندهم شيء الا باذن الله الا وعلا وفي هذه الايات ان المؤمن يقدم اخرته على امر الدنيا ومن قدم الاخرة على الدنيا جاءته الدنيا راغمة كما هي سنة الله في الكون وفي هذه الايات القسم بالله جل وعلا فيما يتحدث به الانسان من نقاش وحوار وفي هذه الايات ان العبد المؤمن يصبر على اقدار الله المؤلمة متى كانت في ذات الله جل وعلا ويتمسك ايمانه فلا يزحزحه ذلك عن الايمان ادنى شعرة وفي هذه الايات ان المؤمن ينبغي به ان يقارن بين امر الدنيا وامر الاخرة. سواء في العقوبة او في النعيم فيقدم الاخرة على الدنيا وفي هذه الايات ان الايمان والدخول في الاسلام من اسباب مغفرة الذنوب السابقة وفي هذه الايات ان العبد متى اكره على اول عمل فاستمر فيه واستمرأه فانه يؤاخذ به ويعاقب عليه وفي هذه الايات التحذير من نار جهنم. التحذير من سلوك الطريق الموصل اليها وفيها بيان ان اهل النار لا يموتون فيستريحون من العذاب ولا يحيون حياة يتنعمون فيها وفي هذه الايات ان ان العبد الصالح بالايمان وباقدامه على الاعمال الصالحة يرفع الله درجاتهم. وفيه ان الجنة على درجات متفاوتة. وليست على درجة واحدة ولذا يتوزع الناس في تلك الدرجات بحسب ما لديهم من اعمال و وفي هذه الايات بيان ان دخول الجنان ينشأ من امر عائد على العبد فمن طهر نفسه وزكاها فان الله جل وعلا يهيئ له سبل الطاعات ويجعله يقدم على انواع العبادات فيكون هذا من اسباب دخوله للجنان رفعة درجته فيها. فهذه ايات عظيمة من سورة طه فيها ذكر شيء من قصة نبي الله موسى عليه السلام وكيف واجه فرعون وما الذي كان بينه وبينه خاتمة هذه القصة ان موسى استمر في الدعوة وغاظ منه فرعون وبدأ يحذر الناس منه ومن ثم انه علم باجتماع موسى باتباعه فخرج فرعون باتباعه فهرب منه موسى فانفلق البحر فدخل فيه موسى ثم دخل بعده فرعون وجنوده فلما غادر موسى البحر انضم البحر عليه فغرق فرعون ومن معه في البحر. بارك الله فيكم ووفقكم الله كل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوال الجميع لامورهم ونسأله جل وعلا ان يرزقنا جميعا فهما لكتابه وعملا باحكامه كما اسأله جل وعلا ان يوفق قولا تامر المسلمين في كل مكان لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين