الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا ونثني عليه. ونشكره على فضله واحسانه. ونسأله ان يبارك لنا في اوقاتنا وابداننا واموالنا وسائر احوالنا سله جل وعلا ان يرزقنا فهما لكتابه وعملا بما فيه ان يرضى عنا رضا لا يسخط بعده بدأ اما بعد فهذا لقاء رابع من لقاءاتنا في قراءة سورة إبراهيم نتناول باذن الله عز وجل بعض المعاني التي اشتملت عليها ايات من هذه السورة العظيمة فلنقرأ هذه الايات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله والامثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة نجتثت من فوق الارض ما لها من قرار يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة اخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوا جهنم يصلونها وبئس القرار وجعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله قلت تمتعوا فإن مصيركم الى النار قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقنا وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلاف الله الذي خلق السماوات والارض وانزل من السماء وانزل من السماء ما ان فاخرج به من الثمر رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره وسخر لكم الانهار وسخر لكم الشمس والقمر دا وسخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لغلوما لما ذكر الله جل وعلا ما يتعلق بالافعال والاعمال فيما مضى كما في قوله مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرمات. الاية ذكر ما يتعلق بالاقوال فان الانسان انما تسمو درجته او تهبط منزلته باقواله وافعاله اعتقاداته ولذا احتاج ان ينوه الى ما يتعلق بالاقوال من اجل ان يسعى الى جعل اقواله صوابا مختارا فيها قول الحق ومن ذلك ان يختار الانسان اعلى الكلمات فظلا وذكرا. الا وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله فان نهى باب عظيم من ابواب خيري الدنيا والاخرة. فبها النجاة يوم القيامة. وهي بين اهل الاسلام وغيرهم. اهل الايمان يقبلونها. ويقرون بما فيها واهل الشرك ينفرون منها. انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ومن هنا ضرب الله هذا المثل. فقال المتر اي الم يكن من شأنك ان تتفكر بقلبك ان تعيد التفكير بذهنك كيف جعل الله عز وجل هذا المثل العظيم حيث ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة والاصل في الظرب ان يكون اصطكاك شيء باخر. ولما كان هذا يصل الى العقول وتستجيب له العقول السليمة ما قرع الاذهان بهذا المثل ظرباك. ولذا قال ظرب الله مثلا طيبة ومثل الشيء ما يشابهه في صورته وفي اثاره وحكمه ونتيجته. ولذا كانت الامثال تأتي في كتاب الله عز وجل. من اجل في الحق وبيانه. ضرب الله مثلا كلمة طيبة الكلم يراد به الاصوات والحروف. فان الكلام عند العرب يريدون به ما يخرجونه من افواههم وينطقون به. ولذا يعلق به السماع كما في قوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ما المعاني النفسية التي تكون عند الانسان. فهذه لا تسمى كلاما. وانما تسمى افكارا او تسمى معاني في النفس. ثم قال كلمة طيبة ايه بقى؟ يعني انها بمنشأ حسن وباثر جميل وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله فان هذه الكلمة فيها الخير العظيم. ولذا مثلها بالشجرة الطيبة. والمراد هنا الاشجار التي لها فوائد عظيمة. ومن امثلتها شجرة النخلة التي فيها اثر عظيم. فهي ثابتة في الارظ. لا يستطيع الانسان بقوة مفردة ان يجتثها وان يأخذها من الارض بل هي ثابتة وهي كذلك ممتدة في السماء تصل عنان السماء وهي كذلك لها ثمرات وخيرات تأتي منها. سواء بثمرة التمر. الذي يؤكل رطبا ويؤكل بعد ظمده. تمرة الى جميع ايام السنة وكان الناس في سابق ايامهم يجعلون التمر غذائهم الرئيس في سائر ايام سنتهم ولذا ضرب الله كلمة التوحيد مثلا ضرب الله مثلا في كلمة بشجرة النخلة فان اساس هذه الكلمة ثابت واثرها يصل بالعبد الى علو السما فترتفع اعماله الصالحة وكلماته الطيبة ودعوات الصادقة الى رب العزة والجلال. ثم هذه الكلمة لها اثارها على العبد في دنياه وفي اخرته فهي بمثابة النخلة تؤتي اكلها كل حين وفي هذا بيان ان من تمسك كلمة التوحيد فان العاقبة الحميدة تكون له دنيا واخرة النخلة كما يستفاد منها فيما يؤخذ منها من تمر يستفاد منها ايضا في امور اخرى فهي لا يحت لا يحت ورقها وبالتالي لا تؤثر على الناس اخي محالهم ومنازلهم. ويمكن ان يستفاد من لي فيها ومن كرمها ومن جذعها فتشقف البيوت به وتصنع الحبال منه ويؤخذ رمادها فيكون فيكون سمادا للنبات الى غير ذلك من الفوائد والعباد انما يستفيدون مما افي الكون باذن الله جل وعلا فهو الذي سخر لهم ما في هذا الكون. ثم قال يضرب الله الامثال اي تستمر الطريقة القرآنية في جعل المعاني البعيدة تقرب الى الاذهان بالامثلة القريبة ليتضح للناس ما اشتمل عليه كتاب الله من المعاني العظيمة. وبالتالي يكون هذا من اسباب تذكرهم لما فيه خيرهم وصلاحهم. وفي المقابل الكلمة الخبيثة. فان الكلمة الخبيثة ككلمة الشرك تكون بمثابة الشجرة الخبيثة كشجرة الحنظل التي لا يستفاد منها وانما يتضرر الناس منها. ان بقيت على العرظ افسدت تلك الارظ. وان اثمرت فاكل منها الانسان. مات بسببها وان وطئها اسهل بطنه بسبب ذلك. فلا يستفيد منها. ولذا قال اي اخذت واستأصلت من فوق الارض فيستطيع الانسان نزع هذه الشجرة يرى بعروقها اذ ليس لها قرارا اي ثبات على الارض بخلاف الشجرة النخل. ثم قال تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت اي ان العبد يحتاج الى امداد من الله عز وجل تمكنه من البقاء على الحق اذا فالله يمتن على بعض عباده بان يثبتهم فيبقيهم على العقائد الصحيحة والاقوال الفاضلة والاعمال الجميلة بسبب ما يكون عندهم من التوحيد بافراد الله بالعبادة والدعاء وما يكون عندهم من اعتقاد مقتضى شهادة التوحيد لا اله الا الله ولذا قال يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا. يعني قبل اوتي الناس فان الناس يتمسكون بالحق بمقتضى هذه الشهادة. وكذلك يثبتهم الله وفي الاخرة سواء في قبورهم عند سؤال عند سؤال منكر ونكير له من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ او عند عرصات القيامة حينما تزل الاقدام في لذلك الموطن وفي مقابل هؤلاء الذين تمسكوا بالقول الثابت فثبتهم الله دنيا واخرة يوجد صنف الظالمين الذين يظلهم الله فيبعدهم عن الحق والهدى عن الاقرار بكلمة التوحيد لا اله الا الله. فيضيعون ولا يهتدون ذلك بسبب الناس ان عنهم. ولذا قال ويظل الله الظالمين. لانهم ظلموا انفسهم بعدم الاقرار بالحق وعدم التسليم للاله كان ذلك من اسباب ورود الظلالة عليه والله جل وعلا متصرف في كونه يهدي من يشاء ويظل من يشاء فهو سبحانه يفعل ما يريد ثم لا فتى ثم لفت الاذهان والانظار الى قوم وجدوا ولا زالوا يوجدون في كل زمان وجدوا في مكة في عهد النبوة. جائتهم النعمة وجاءهم الخير لم يقبلوا نعمة الله ولذا اوردوا انفسهم ومن حولهم المهالك في دنياهم وفي اخراهم فمن النعمة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم. وانزال القرآن العظيم فهما ونعم عظيمة فبعض الناس قبل هذه النعمة فكان هذا من اسباب رفعة درجته وعلو بمنزلته وبعضهم لم يقبل بنعمة الله فكان هذا من اسباب عذابه دنيا واخرة فقال المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا اي قابلوا نعمة الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. وبانزال الكتاب وبالخيرات التي تأتيهم في دنياهم. بالكفر هذه النعم والجحد لها وعدم الاعتراف بها. فكان هذا من اسباب نزول الهلاك بهم دنيا واخرة. ولذا قال واحلوا قومهم دار البوار. اي جعلوهم ينزلون في الدار التي فيها الهلاك جهنم يصلونها اي تحيط بهم من كل جانب. النار اذا انا لانسان حولها فاما ان يكون ممن ينتفع بها دفئا بها فيقال له اصطلح واما ان يكون ممن يتضرر بها فيقال صلا النار. ولذا قال هنا جهنم يصلونها ولم يقل يصطلونها. وبئس القرار اي ان معادهم الذي يستقرون فيه ويلبثون فيه ابد الابدين مقر سيء وبئيس موحش الا وهو نار جهنم قال تعالى وجعلوا لله اندادا. اي لم يكتفوا بان يكفروا بنعمة الله. بل شركاء ينسبون نعم الله اليها ويصرفون العبادة لها من دون الله. فالانداد الامثال والشركاء الذين يصرفون لهم العبادة من دون الله كالاصنام والاحجار ونحوها. قال ليضلوا عن سبيله. اي ليصرفوا الناس عن الاستجابة ابت لدعوة الحق الى عبادة هذه المعبودات التي لا تنفع ولا تضر وفي بعض القراءات ليضلوا عن سبيل الله. فهم في انفسهم يضلون بسبب هذه الانداد التي اتخذوها وهم يصدون الناس ويضلونهم عن سبيل الهدى. قال تعالى قل تمتعوا انظر للخطاب الاول وجه لهؤلاء المعرضين الذين يصدون عن دين لا فقيل لهم تمتعوا اي ليكن من شأنكم ان تعيشوا في حياتكم عيشة نعمونا بها بالنسبة للاخرة. والا فان نعيم الدنيا مكدر غير كامل فان مصيركم اي مرجعكم ومآلكم الذي تصيرون اليه وتحطون الرحال فيه هو نار جهنم. فلما قال لهؤلاء تمتعوا وجه النداء لمقابلهم. فقال قل لعبادي الذين امنوا اي خاطب اولئك الذين التزموا بكلمة التوحيد. وانقادوا لله فافردوه بعبادتهم. ولذا نسبهم اليه ووصفهم بالعبادة. فقال قل لعبادي الذين امنوا قوله يقيموا الصلاة اي يؤدوا الصلوات المكتوبة. وقال يقيموا الان مرن بادائها جماعة واستخدم الفعل المضارع يقيم ليكون ذلك دلالة على استمرار في الصلوات وعدم الانقطاع عنها. وهكذا يؤمرون بان ينفقوا مما رزقهم الله جل وعلا سرا وعلانية. فقوله مما كانه انما امرهم بشيء يسير مما رزقهم. لان من للتبعيض. وذكرهم ان هذا الرزق انما جاء من عند رب العزة والجلال. ثم قال من قبلي يعني ليكن من شأنكم ان تفعلوا ذلك قبل ان يكون يوم القيامة ذلكم اليوم الذي لا يعافيه فلو كان عندكم اموال عظيمة فلن تستطيعوا ان تشتروا بها شيئا يوم القيامة قال ولا خلال. اصل الخلال الفجوة بين الامرين المحكمين. و كأنه في هذا قال ان الصداقات التي تصل الى درجة عالية بحيث يكون صديقان بمنزلة قريبة من بعض حتى كأن عظام صدريهما يتخلل بعض في بعض من قربهما لا ينتفع الانسان بها في ذلك اليوم. فلا تنفع الصدقة في يوم القيامة وهكذا لا تنفع الشفاعات التي يشفع بها في ذلك يوم الا من اذن الله ورضي له قولا. ثم ذكر الله جل وعلا بعضا ايات الكونية التي سخرها للعباد. وجعلهم ينتفعون بها. فاول ذلك السماوات والارض فهذه المخلوقات العظيمة اذا تأمل الانسان فيها وفي عظمها دلته على ان الله عز وجل الذي خلقها قادر على كل شيء وانه سبحانه عظيم يجب ان يفرد بالعبادة. ثم ذكر امرا اخر مما انعم به على الناس. الا وهو انزال الامطار من السماء ينتفعون بذلك المطر شربا لانفسهم ولبهائمهم ونباتا في ارض الصحراء وتخزن الارض ذلك الماء فينتبه فينتفعون به في وفي سائر استعمالاتهم. ومن ثم يخرج الله بذلك الماء من الارض انواع مع النبات التي فيها الثمرات المختلفة. وذلك فضلا من الله ورزقا منه سبحانه وتعالى لكم يا ايها الناس. ثم انظروا الى اية اخرى الا وهي ما في السماء من ان الى غاية اخرى الا وهي ما وضعه الله جل وعلا من في البحار بحيث تجري عليها السفن لا تغرق فيتمكن الانسان من ركوبها ومن الانتقال بها ومن الاسفار بها ومن حمل الامتعة بها. ولذا قال وسخر لكم مول الفلك لتجري اي لتسير بسيرة سريعة في في البحر بامره جل وعلا. وهكذا سخر الله من انواع المركوبات لبني ادم ما فيه عبرة وعظة وما يوجب للانسان شكر الله جل وعلا. ومن نعمه سبحانه ان الانهار للناس. والانهار هي المياه الحلوة الجارية. التي لا تنقطع فقد ذللها الله جل وعلا. فتسخير الانهار بمعنى تذليلها. وتمكين الانسان من الانتفاع بها. وهكذا نجد ان الناس يشربون من مياه الانهار ويسقون زروعهم ويتمكنون من الانتقال فيها بواسطة السفن على انواع وكذلك يتمكنون من اخراج انواع الاسماك منها فتكون طعاما لهم ثم انظر لاية اخرى الا وهي الشمس والقمر. فقد سخر الله عز وجل هذين المخلوقين العظيمين لينتفع الناس بهما وجعل جريانهما على صفة دائمة فهما دائبان في العمل. اي انهما مستمران في العمل لا ينقطعان عنه ليلا ولا نهارا. وذلك ان الانسان يستفيد منهما بمعرفة ايامه وبالتفريك بين وقت نشاطه ووقت نومه وبانارة الارظ بيد الناس من نور الشمس والقمر. فكانت اية عظيمة سخرها الله جل وعلا لينتفع الانسان بها. ولذا ذكر الله اية اخرى مبنية على الاولى قد سخرت للانسان الا وهي انه سخر لنا الليل والنهار. سخر الليل لنبات فيه نفوسنا وسخر النهار نتمكن فيه من طلب المعايش ومن من الانتقال فيه وذكر نعمة اخرى الا وهي الاستجابة للدعوات التي يدعو العباد بها ربهم قال سبحانه واتاكم اي اعطاكم وانا لكم من كل ما سألتموه فكل امر طلبت تموه فان الله عز وجل يعطيكم من جنسه ما يكون سببا لتنعمكم ولقضاء حوائجكم وحينئذ عليكم ان تعرفوا عظم نعم الله عليكم. ولذا قال وان تعدوا اي تقوموا بحسابي نعم نعم الله عليكم فانكم لن تستطيعوا ان تحصوها اي لن تتمكنوا من عدها ومعرفة حسابها فظلا عن شكرها. ولذا ان الانسان في جنسه ظلوم كفار. ظلم نفسه بعدم ظلم نفسه بعدم طاعته لربه سبحانه. وهو كفار اي جاحد لنعم الله غير صارف لها في مرض الله. وهنا ذكر موقف الانسان تجاه هذه النعم. وفي سورة النحل فضل الله على العباد عند تعداد هذه النعم. فقال سبحانه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيما. فالانسان ظلوم كفار والرب انه غفور رحيم. فهذه الايات فيها معان عظيمة. فمن الاحكام والمعاني التي ان سبيل الله واحدة وان من سلكها نجا فقال ليضلوا عن سبيله فطريق الله واحد هو طريق الحق. وكما قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه ولا تتبعوا تبل فتفرق بكم عن سبيله عليها ان الامثال يضربها الله عز وجل لتقريب المعاني البعيدة ليفهم الناس ويتذكر ويكون هذا من اسباب يقظتهم واستعدادهم لما امامهم. وهكذا يضرب الناس الامثال من اجل ان يستفيدوا من التجارب التي مرت بغيرهم وفي هذه هي الايات فضل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها كثيرة المنافع دنيا واخرة وفي هذه الايات تمثيل المؤمن الذي يتمسك كلمة بالشجرة العظيمة التي اصلها ثابت مستقر في الارض وقد وقد امتد طولها في السماء وكانت لها ثمار يستفيد الناس منها في كل وقت وفي الاية حل اكل التمر وجواس خزن هذه التمور لان الله تعالى امتن على العباد بثمرة هذه النخلة مما يدل على جواز اكلها. وقال تؤتي لها كل حين مما يدل على جواز خزن التمور وابقاءها وفي الايات مشروعية تذكير العباد بما يعيدهم الى الله ويعرفهم بحقائق الامور والاشياء وفي هذه الايات التحذير من الكلام الخبيث السيء. وامر العباد بان يبتعدوا عن كل كلمة خبيثة ومن اعظمها ومن اشنعها كلمة الشرك. وفي هذه الايات تذكير لانسان بان الكلمة الطيبة يحسن به قبولها والعمل بها واتخاذها منهجا كما انه يحسن به ان يبتعد عن الكلام السيء الخبيث. كما يبتعد الانسان عن الحنظل التي لا ينتفع من قربه بها. وفي هذه الايات ان الانسان عندما يضرب الامثلة للناس بما يعرفونه في حياتهم يكون لديهم من التصور ما لا يكون مثله عند عدم ضرب هذه الامثلة. فاشجار النخيل وما فيها من التمور كانت معهودة عند العرب يعرفونها فظرب لهم المثل بها. وهكذا شجرة الحنظل يعرفها ويعرفون انهم لا ينتفعون بها بل يتضررون. ولذا ضرب مثل الكلمة الطيبة به وفي هذه الايات ان ظلال الناس انما يكون باسباب تعود اليهم. فاذا ظلم بادوا انفسهم كان هذا من اسباب وقوع الظلال بهم. وفي هذا دلالة على ان الظلالات جر بعضها بعضا وان الظلم من اعظم الاسباب التي تجعل الانسان لا يعرف الحق ولا ينقاد له. وفي هذه الايات ان قدر الله كائن لا محالة. وان الله جل وعلا قادر على كل شيء فهو كانه لا يعجزه شيء وقدرة الله متعلقة بكل شيء ما وقع وما لم يقع اما فعله وخلقه فانما يقع على ما شاء وقوعه فقط. ولذا قيد الفعل اعلى بالمشيئة. واما القدرة فلا تقدر ولا تقيد بالمشيئة. وانما تطلق فيقال والله على كل شيء قدير. سواء شاءه او لم يشأه. وفي الايات ان العبد ينبغي به ان يكثر من ذكر الله وخصوصا كلمة التوحيد لا اله الا الله. وقد ورد في السنن من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الذكر لا اله الا الله ما سأل موسى عليه السلام رب العزة والجلال ان يدله على كلمة يكون له فيها فضل عظيم. ويمتاز بها عن عباد الله. ارشده الى كلمة التوحيد. لا الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. قال موسى يا رب رب كل عبادك يقولون ذلك فقال جل وعلا لو ان السماوات والاراضين وعامرهن ان غيري وضعن في كفة ووضعت هذه الكلمة في كفة لرجحت بهن وفي الاية من الفوائد وجوب مقابلة نعم الله بالشكر واستعمالها في طاعة الله وان ذلك من اعظم اسباب النعيم دنيا واخرة. كما ان فيها تحريم مقابلة نعم الا بالكفر والجحد وعدم استعمالها في مرض الله. وفي الايات ان من اسباب نزول الخيرات مقابلة نعم الله بالشكر وفي هذه الايات ان من اعظم اسباب نزول العقوبات بالعباد ان يقابلوا نعم الله الشكر ان يقابلوا نعم الله بالكفر. كما قال جل وعلا في اوائل هذه الايات واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وفي هذه الايات ان من اعظم نعم الله على العباد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وانزال هذا القرآن الذي يحصل بالسير على مقتضى ما فيه الخيرات العظيمة النعيم الوارث دنيا واخرة. وفي هذه الايات التحذير من مصير الكافرين. وانه وان متعوا يسيرا في الدنيا الا ان العاقبة السيئة ستكون لهم في الاخرة. وفي هذه الايات تحريم اتخاذ الانداد والامثال التي تزعم انها تماثل الله جل لو على فالعبادة حق خالص له. لا يجوز ان تصرف لاحد سواه. ولا يجوز ان يجعل لله الند الذي يصرف له شيء من حقوق الله. وفي هذه الايات لكن ورد في قوله تعالى والذي نجاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. فالسبل هنا طريق تنوع انواع العبادات التي كلها تعتبر بمثابة مظاهر لطريق واحد هي سبل باعتبار تنوعها وهي سبيل باعتبار اشتراكها في كونها تؤدي الى الله فهذا مصل وذاك صائم والاخر تال لكتاب الله فكل قد سلك سبيلا وكلها تدخل في سبيل واحد هو طاعة الله جل وعلا وتوحيده وعبادته. وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يعطي بعض الكافرين بعض النعم في الدنيا ليكون فمن اسباب استدراجهم وزيادة سيئاتهم. ولكن لا ينبغي بالمؤمن ان يتأسف يتحسر على ذلك فان لله حكما فيما يقضيه في العباد. وفي هذه الايات امر اهل ايمان بان يقيموا الصلاة بالاتيان بشروطها واركانها وواجباتها مروا اهل الايمان بان يستمروا على اداء هذه الصلوات. فلا ينقطع عنها. وفي الاية الامر باداء الزكاة وبيان انها من واجبات دين الله جل وعلا. وفي الايات تذكير العباد بان ما اتاهم الله من النعم هي فضائل من الله عليهم. وبالتالي لابد ان يشكروها هذه الفضائل بان ينفقوا منها. وفي هذه هي الايات ان المؤمن ينفق سرا وجهرا بحيث يختار في كل مقام ما يناسبه من الاسرار بالنفقة او الجهر بها وفي هذه الايات جعل الناس ينوون الاخرة بما يؤدونه من الاعمال الصالحة بحيث ينوون نفع انفسهم في ذلك اليوم العظيم. الذي لا بيع فيه ولا صداقات ولا ولا يوجد خلل يتمكن الانسان من الهرب معه. وفي هذه الاية التذكير بالنعم الكونية التي جعلها الله في الكون من اجل مصلحة انسان لينتفع بها ولتكون عونا له على عبودية الله تعالى وشكره انه وتعالى. وفي الايات ان العبد ينبغي به ان يتفكر في الكون ليربط هذا الكون بخالقه سبحانه فيزداد تعظيما له وارتباطا به وخضوعا له وذلا وعبودية له جل وعلا وفي الايات ان الانتفاع بهذه المخلوقات الاصل انه على الحل والجواز الا ان يوجد ما يمنع منه. وفي هذه الايات طهارة مياه الامطار وان الاصل فيها انه يجوز الانتفاع بها. لان الله امتن بها ولم يمتن بها لا لامكان الانتفاع بها. وفي هذه الايات جواز ركوب السفن والمركوبات بحرية والبرية والجوية. فان الله جل وعلا قد امتن بتسخير هذا الفلك في البحر ولا يتم الامتنان به الا بجواز الركوب عليه. وفي هذه الايات جواز الانتفاع بالانهار شرب منها وركوبا على متنها واخذا لاسماكها واستمدادا للزراعة من مياهها وفي هذه الايات جواز الانتفاع بما يكون من الشمس والقمر بضوئهما وانبي انارتهما للارض او بالاستفادة من حرهما واو الاستفادة من ضوء الشمس في توليد انواع الطاقة. وفي هذه الايات ان نعم الله دائبة تجري دائمة. لا يتوقف فضل الله ونعيمه عن العباد وفي هذه الايات التذكير بفضل الله عز وجل على العباد بنعمة الليل والنهار ليكون ذلك من اسباب ادراكهم لمعايشهم. ومن اسباب راحة ابدانهم. وفي هذه الايات الترغيب في الله جل وعلا والاكثار من سؤاله حوائج الدنيا والاخرة. وفي هذه الايات تفضلوا الله جل وعلا باجابة دعاء الداعين فضلا منه واحسانا لعباده. وفي هذه الايات ان نعم الله عظيمة كثيرة. لا كان الانسان من احصائها ونعمة الله اسم جنس يصدق على القليل والكثير وهو من الفاظ العموم وقوله هنا لا تحصوها اي ان الانسان لا يتمكن من احصائها. ولذا ننبه على ان من الاخطاء الشائعة ان يقال نعم الله لا تحصى. فهذا تعبير خاطئ ان الله جل وعلا قادر على احصائها. وانما يقال نعم الله لا نحصيها. فينسب عدم الاحصاء الى الناس ولا يطلق ذلك فيحذف فاعله. وفي هذه الاية ان من الصفات التي تكون عند الانسان وظلمه للعباد وجحده للنعم التي تصل اليه. ولذا فان الانسان ما لم يقم بحزم امره وربط قياده لنفسه بالايمان الذي يجعله يمتنع عن الاعتداء حقوق الاخرين ويمنعه من جحد النعم التي تصل اليه فانه سيبقى على اصل من الظلم والكفر لنعم الله عز وجل. ومن كفر نعم الله الا تنسب النعم اليه فيقول قائلهم انما اوتيته على علم عندي. وينسب ما وصل اليه من الخير الى والى قدراته والى صفاته وينسى ان من عباد الله من هو احسن منه في هذه صفات ولم يصل الى ما وصل اليه. ولذا فان الواجب على العبد ان يكون عدلا في التعامل مع عباد الله لا يعتدي على شيء من حقوقهم ولا يؤذيهم. كما انه يجب على العبد ان يكون مقابلا للنعم بالشكر والثناء. فيشكر الله على نعمه وينسبها اليه ويصرفها في مراضيه. واذا ورد اليه احسان من احد الخلق تقرب الى الله بشكره محاولة رد جميله ليكون بذلك ممن شكر نعم الله وشكر عباد الله فيكون من المفلحين الفائزين دنيا واخرة. بارك الله فيكم واسعدكم الله وجعلكم الله موفقين في كل اموركم. كما نسأله سبحانه ان يعرفكم نعمه وان يجعلكم شاكرين لها مثنين بها عليه سبحانه وتعالى. وجعلكم الله ممن يتوجهون بعبادتهم لرب العزة والجلال فيستمرون على اقامة الصلوات يؤدون الزكوات ويستعدون ليوم المعاد. كما نسأله سبحانه ان يثبتنا في الدنيا على القول الثابت فيجعلنا من اهل التوحيد ومن اهل السنة ومن اهل الطاعة بفضله احسانه كما نسأله جل وعلا ان يثبتنا في قبورنا عند سؤال الملكين لنا ونسأله جل وعلا ان يثبت اقدامنا في يوم المعاد حين تزل الاقدام. كما نسأله لو على ان يجعلنا ممن عرف معنى كلمة التوحيد فعمل بها وصدق بها وايقن بمضمونها ها وتمسك بها مخلصا لله جل وعلا. كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين فيعرفهم نعمة الله عليهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. وبانزال كتابه العظيم القرآن الكريم ليتمسكوا بهما ويسير على نهجهما ويكونون الناجين بهما كما اسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله اصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا. الى يوم الدين