واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فلا زلنا في سياق سورة ابراهيم في اخر جزء من هذه السورة التي تتحدث عن طرائق الكافرين في الصد عن دين الله وبيان ان تلك الطرائق لا تجدي شيئا وان العاقبة تكون لاهل الايمان وان الكافرين مهما اوتوا من امكانات دنيوية فان هذه هي الامكانات لا تجديهم شيئا ولا تنفعهم بل تكونوا وبالا عليهم ولذا على اهل الايمان ان يستمروا في طاعة الله والدعوة الى سبيله. والا يتأثروا بطغيان الظالمين فلعلنا ان نقرأ الايات التي وردت في ذلك. اعوذ بالله من الشيطان ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواه وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا اخر ربنا اخرنا لا اجل قريب نجيب دعوتك ونتبع الرسل ولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الام وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم. وان كان مكرهم تزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار يوم وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت ان الله سريع هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد ولي الذكر اولو الالباب باب يوجه الله تعالى الخطاب الى اوليائه مؤمنين بان لا يهتم لطغيان الطاغين فان الله عز وجل هو الذي امدهم بما هم فيه من القوى لحكم يراها جل وعلا فقد اراد الله ان يزداد عقابهم وان يكسر وان يكسر عذابهم بما اتاهم من وسائل دنيوية يستعملونها في الصد عن سبيل الله وايذاء عباد الله المؤمنين. ولذا قال ولا تحسبن اي لا تظن ولا تقدر ان الله عز وجل قد غفل ولم يعلم بما عليه هؤلاء الاقوام من صد عن دين الله وظلم لعباد الله. فالله جل وعلا هو الذي الذي خلقهم وهو الذي امدهم بما هم فيه من القوى وهو القادر على انزال العقوبات وانما لله حكمة في ان يبقى صراع بين الحق والباطل ليزداد اهل الباطل في وليكون هذا من اسباب ظهور عبادات في دعوة المؤمنين لغيرهم وجهادهم في سبيله. وكونهم يصالون ما يصالون ليزداد اجرهم بالصبر على اقدار الله المؤلمة والرضا بها. ولذا قال انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. فان العذاب العظيم هو العذاب الذي ينزل عليهم يوم القيامة يوم تشخص فيه الابصار وتشخص اي انه ان تصبحوا لا رمش فيها ولا يرتد طرف هذه الاعين وما ذاك الا لما هم فيه من الخوف الشديد الذي جعله لا يتمكنون من ان يغمظوا اعينهم ولو للحظة واحدة من شأن انهم مهطعين اي يسارعون في جريهم. يذهبون الى محشرهم مقنع دروسهم اي انهم قد رفعوا ابصارهم حتى نزلت رؤوسهم عن مستوى ابصارهم فكأنها قد تغطت بذلك لا يرتد اليهم طرفهم. اي لا يعود نظرهم قم الى انفسهم ولا يتمكنون من اغماض اعينهم وافئدتهم هوى. اي ان بواطنهم قد خلت من قلوبهم لكون قلوبهم قد ارتفعت الى حناجرهم من الخوف الشديد والفزع العظيم فاصبحت افئدتهم كأنها خوى ليس فيها شيء. وذلك لما اخلوا بواطنهم من تعظيم الله جل وعلا. وعبوديته وقصد فاصلة جعل افئدتهم يوم القيامة خاوية. فهذا العذاب الشديد الذي يكونوا يوم القيامة هو العذاب الذي يستمر ابد الابدين. ولا يعني هذا ان هؤلاء المجرمين سيسلمون من عذاب الله في الدنيا ولذا قال وانزل الناس يوم يأتيهم العذاب. اي خوفهم من نزول العذاب بهم في في الدنيا فان الله جل وعلا هو المالك للكون. يرحم من يشاء ويعذب من يشاء لذلك على الانسان ان يحذر من ان تنزل به عقوبة الله في الدنيا فانزلهم يوم يأتيهم العذاب. فيقول الذين ظلموا. اي هؤلاء الذين ظلموا بحق الله فظلموا انفسهم بشركهم وتوجههم بالعبادة لغير الله. وظلموا عباد الله بان اذوهم وصدوهم عن الاهتداء بالهدى. ماذا يقولون يدعون الله بتأخير اجالهم لما راوا العذاب. فيقولون ربنا اخرنا الى اجل قريب. اي ليكن منك يا ربنا. رحمة بنا بان تؤخر موتنا لنتمكن من العودة اليك ومن عبوديتك. والله جل وعلا قد علم انهم لو لك انا منهم استمرار على العصيان والظلم لعباد الله. كما قال ولو رد لعادوا لما نهوا عنه. فاجابهم الله جل وعلا بانكم تزعمون ان لو بقيتم لاجبتم دعوة الله واتبعتم رسله وحينئذ نذكركم بامرين كبيرين اولهما انكم في الماضي كنتم تقسمون بعدم انتقالكم من هذه الدنيا الى الاخرة. ولذا قال اولم تكونوا اقسمتم ثم من قبل ما لكم من زوال. كنتم تحلفون وتقسمون اغلظ الايمان. بانكم لن تحولوا من هذه الدنيا للاخرة. فاين قسمكم السابق؟ وكيف بكم لا تتذكرونه والان وانتم تزعمون ان وانتم تزعمون انكم باقون في الدنيا ولن تتحولوا منها وامر اخر يجعلنا لا نستجيب لدعائكم تأخير اجالكم الا وهو انكم كنتم دون الاقوام الماضية التي نزل بها عذاب الله فهذه مواطنهم دارهم ومساكنهم تشاهدونها. وقد علمتم بنزول العقوبة عليهم. لانهم يفعلون مثل ما تفعلون من الشرك بالله والصد عن سبيله وايذاء عباده. فالم يكن فيهم عظة ومن شاهد عقوبة من يماثله ثم لم يتعظ ولم ولم يجتنب ما عليه من المعصية يكون حينئذ قد فرط ولم يوجد لنفسه سبيلا الى النجاة. ولذا قال وسكنتم اي انكم اتيتم الى ديار المعذبين. تشاهدون عذابهم واصبحتم تنامون فيها وتعيشون فيها وتشاهدون اثارهم كنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم ممن نزلت بهم العقوبات العظيمة وتبين لكم كيف فعلنا بهم. اي عرفتم ان عقوبة الله قد نزلت بهم لكفرهم بالله وشركهم به ولكنكم لم تتعظوا ضرب الله لكم المثل حيث نزل باقوام يماثلونكم في جريمتكم عقوبة شديدة فكيف تأمنون ان تنزل بكم مثل تلك العقوبة وذكرهم بان الامم السابقة لهم كان عندهم حيل شديدة وخطط كثيرة وادوات عديدة فلم تغن عنهم من الله شيئا. ولم تدفع عنهم عذاب الله. ولذا قال وقد مكروا مكرهم يراد بالمكر الحيلة الخفية والتدابير السرية التي يبذلها الانسان في حق غيره ليزيله. فذلكم المكر الشديد الذي وصل من شدة في ان الجبال تكاد ان تزول بسببه ومع ذلك لم ينجهم هذا المكر من عذاب الله. فذكر الله جل وعلا هؤلاء الظالمين بان من قبلهم ممن يسكنون في مساكنهم كان عندهم مساكن وعندهم قرى وعندهم اموال كثيرة وعندهم خطط متعددة. ولدرجة ان مكرهم لا وان كان مكرهم لتزول منه الجبال من شدته وعظمته. ومع ذلك لم سلامه من عذاب الله في الدنيا. وحينئذ لا يغتر الانسان بما اتاه الله من دنيوية ثم ذكر الله جل وعلا المؤمنين بان الله صادق في وعده. وبالتالي لا ينبغي بهم ان يتخوفوا مما لدى اعدائهم من امكانات وهبها الله لهم لحكم ان يراها وقال فلا تحسبن اي لا تظن ولا تقدر ان الله سيخلف وعده ذلكم الوعد الذي وعد به اولياءه المؤمنين بنصرتهم في دنياهم وبنجاتهم في فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام. عزيز اي قوي لا يحتاج الى من يسانده ويكون معه لقدرته الباهرة. وهو ذو انتقام اي انه ينزل العقوبة بمن اعرض عن سبيله وليكون نقمة على نفسه وعلى غيره ايه ده؟ ثم ذكر الله جل وعلا بيوم الميعاد حينما يرجع الناس الى ربهم. فقال يوم بدلوا الارض ويرى الارض قد يراد بهذا واذكر ايضا ذلكم اليوم الشديد يوم القيامة. او يراد به ان عقوبة الشديدة التي وعدها الله لهؤلاء الظالمين تكون يوم المعاد. يوم تبدل الارض خير الارض اي ان هذه الارض التي تحت اقدامنا يبدلها الله عز وجل بارض اخرى لا جبال فيها ولا اودية لا مرتفعات ولا منهبطات وانما ارض متساوية صفصفا لا قاع صفصفا بحيث يكون الناس على مستوى واحد وقد قيل بانه بدلت الارض لتكون الارض ليس ليست مما عملت عليه المعاصي او كان فيها الشرك بالله تعالى قال والسماوات ظاهره ان السماوات ايضا تبدل بسماوات اخرى. ثم قال برزوا اي ظهروا واصبحوا ظاهرين بارزين برزوا من قبورهم من اجل ان يحاسبهم الله جل وعلا. وكان بروزهم لله الواحد الذي لا شريك له والذي لا يحتاج الى من يعينه او يقوم معه او ينوبه بل هو واحد يتمكنوا من حساب العباد في لحظة واحدة وهو القهار اي يغلبوا غيره ويتمكن من ان يقهر اعداءه وان ينزل بهم العقوبة والهزيمة دنيا قيراط في ذلكم اليوم ترى المجرمين اي تشاهدهم تشاهد المجرمين الذين اقدموا على فعل ما لا يليق من الشرك بالله وتجاوز شرعه عدم الالتزام بدينه فتراهم في ذلكم اليوم مقرنين. اي يضم بعضهم الى بعضهم اخر بحيث يكون كل واحد منهم مع من يماثله في حاله ومعتقده وفعله مقرنين في الاصفاد اي جمعوا فربطوا في السلاسل اه العظيمة التي تجعل المتماثلين مقترنين يربطون بسلاسل الى واحدة ثم قال سرابيلهم اي ثيابهم التي يلبسونها من قطران ايران هو القار او النفط. فان العرب كانت تستعمل هذا القار فتضعه على متى كثرت عليها حشرات القراد من اجل ان تموت تلك الحشرات. ويكون لها اثرها المؤقت على بدن البعير. ولذا جعل الله عز وجل ثياب هؤلاء اي المجرمين من قطران من ما يماثل هذا القار ليكون اعظم لعذابهم فانه يشتعل فيشعل ما تحته. قال وتغشى وجوههم النار. اي ان نار جهنم الحامية الشديدة تغطي وجوههم. فاذا كانت قد وصلت الى وجوههم فانها قد قطت ابدانهم ومن المعلوم ان الانسان اشد ما يتأثر به ما يصل الى وجهه فانه يتحمل في بدنه من الجراح ما لا يتحمله في وجهه. ولذا قال وتغشى وجوههم النار ثم قال تعالى ليجزي الله كل نفس ما كسبت. اي ان ايجاد يوم القيامة الق النار وما فيها من العقوبات الشديدة انما هو لعدل الله عز وجل ليجاز ويعامل كل انسان بحسب عمله في الدنيا. ولذا قال ليجزي الله وكل نفس ما كسبت. اي ما عملت وحصلته من انواع الافعال. ثم قال ان الله سريع الحساب سيحاسب الله العباد يوم المعاد وهذا اليوم ليس بيوم بعيد بل هو يوم قريب. كما قال انهم يرونه بعيدا ونراه قريب ولذا قال عن نفسه بانه سريع الحساب. اي سيحاسبكم سريعا ثم حسابه لكم سيكون في وقت قليل لانه جل وعلا سيحاسب العباد كلهم في وقت واحد. كل واحد منهم يظن انه لم يحاسب الا اياه. ولذا فان الله جل وعلا يحاسبهم في الاوقات اليسيرة. ثم قال تعالى هذا بلاغ للناس اي هذا التذكير السابق وهذا الكتاب الذي انزله الله ليكون سببا لنجاة الناس بلاغ للناس اي بيان بليغ يصل اليهم في تحذيرهم من عقوبات الاخرة وعقوبات الدنيا وبلاغ يبين لهم الصراط المستقيم والحق الذي من التزم به نجا دنيا واخرة وفي معنى بلاغ للناس ان الناس يتبلغون بهذا الكتاب. بمعنى انهم تمكنون من العيش حياة رديدة بتمسكهم بهذا الكتاب. فقد ضمن الله تعالى لمن تمسك بهذا الكتاب حسنا المعاش في الدنيا مع جميل العقوبة مع جميل المثوبة يوم القيامة. ولذا قال هذا بلاغ للناس ولينذروا به اي يحذر من العقوبات الدنيوية والاخروية. وليعلموا ان تيقنوا ويجزموا بان من يستحق العبادة هو الله وحده لانه هو المتصرف بالكون وليذكر اولوا الالباب اولو اي اصحاب والالباب اي العقول. فمن كان عنده عقل فانه سيتذكر بهذا الكتاب فيستعد لما امامه. فان العقل ان يستعد لانسان الى ما سيأتيه ويكون ممن عمل لتدارك عواقب الامور. ولذا كان هذا القرآن من اسباب زيادة العقول. ومن اسباب وجود التذكر الاستعداد لما يأتي وهذا الكتاب به صلاح احوال الناس في دنياهم. فهذه ايات عظيمة في اخر هذه السورة الكريمة ها سورة ابراهيم فيها فوائد جليلة واحكام عديدة. فمن فوائد هذه الايات ترغيب اهل الايمان في ان يستمروا على ايمانهم واعمالهم الصالحة بحيث لا يقطعهم عمل الظالمين في صدهم عن دين الله جل وعلا. وفي هذه الايات عدم الاغترار بما يقدره الله للظالمين من امكانات دنيوية فانها تكون وبالا عليهم وفي هذه الايات بيان ان الله مطلع على احوال الناس وانه قد يمهل الكافرين لحكم يراها فهو عالم بكل شيء غير غافل عما يعمله هؤلاء الظالمون. وفي هذه ايات التعريف بالحال الشنيع الذي يكون عليه الكافرون في يوم المعاد وفي هذه الايات ان الجزاء من جنس العمل. فلما اخلو فئدتهم من مخافة اتق الله ورجائه اخلى الله افئدتهم من القلوب لعظم خوفهم في ذلك اليوم وفي هذه الايات جواز تحذير الانسان لغيره من العقوبات الدنيوية فقد تبعد انسانا عن قطيعة الرحم بتخويفه من العقوبات الدنيوية التي تترتب على فعله وان كان ينبغي ان يزرع في القلوب مخافة الاخرة والاستعداد لها لكن بعض الناس لا يترك المعاصي في الدنيا الا عندما يخاف من العقوق قوبات الدنيوية وفي هذه الايات ان اجال العباد مقدرة محسومة. لا يتمكن احد من تأجيلها. وان كان لها اسباب تجعل هذه الاجال تمتد كما قال صلى الله عليه وسلم من احب ان ينسى له في اجله وان يبسط له في رزقه فليصل رحمه وفي هذه الايات من الفوائد وجوب الاستجابة لدعوة الله عز وجل والالتزام دينه وان من لم يكن كذلك خشي عليه من العقوبات الدنيوية والاخروية. وفي هذه ايات وجوب اتباع الرسل. وان النجاة تحصل باتباعهم. ويؤخذ من هذا حجية السنة وحجية الافعال النبوية. وفي هذه الايات ان تأكيد الكلام بالقسم من المدعي لا لا يجدي شيئا الادعاء لا يتأيد الا بالبينات والشهود. اما مجرد القسم الذي ليس عليه مستند فانه لا يفيد صاحبه. ولذا كان قسمهم بانهم لن يزولوا من الدنيا غير نافع في حقيقة امرهم وفي هذه الايات اتعاظ الانسان واخذه العبرة من حال الامم السابقة التي نزلت بهم العقوبات الشنيعة وفيها جواز ان يدخل الانسان ديار المعذبين للاتعاظ منها واخذ العبرة منها وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يتفكر فيما يحصل على غيره. سواء من المصائب ليعرف اسبابها فيجتنبها. او من الخيرات والمضرات. فيعرف اسبابها فيزاولها وفي هذه الايات مشروعية ضرب الامثال والاستفادة مما يوضع من امثال تقرب احوالا الماضيين وتجعل الانسان يحذر من العقوبات السيئة المرتبة على افعال لانه قد حصل مثلها في من مضى وفي هذه الايات ان المكر الشديد والتخطيط الكثير الوقوف في وجه الدعوة الى الله. لا يجدي عن صاحبه شيئا. وقد قال تعالى ولا يحيق المكر السيء الا باهله. وقال انهم يكيدون كيدا. واكيد كيدا. فما هي للكافرين رويدا وفي هذه الايات التذكير ما كان عند الماظيين من امكانات وقدرات لم تجد عنهم شيئا ولم تدفع عنهم عذاب الله في الدنيا فضلا عن عذابه في الاخرة وفي هذه الايات ان وعد الله لرسله واوليائه وعلماء شرعه ودعاة دينه وعود صادقة تقع لا محالة فلا يتخلف وعد الله ابدا وفي هذه الايات التذكير بقوة الله جل وعلا وقدرته. فهو العزيز ذل ذو الانتقام وهو الواحد القهار. وفي هذه الايات التذكير بشيء من علامات يوم القيامة من تبديل الارض والسماوات وخروج الناس من قبورهم وفي هذه الايات ان العذاب في ان ان الحساب ان الحساب يوم القيامة ها سيكون لجميع العباد بلا استثناء. وانه يحاسب كل واحد منهم وحده وفي هذه الايات بيان شناعة حال الكافرين والمجرمين في يوم المعاد وفيها تصوير حالتهم بما ينفر من فعلهم وطرائقهم. فهم حيث يجمع المتقاربين ويربطون جميعا في سلاسل شنيعة ويلبسون ثيابا من القارئ بمجرد وصول النار اليها تحرقهم اشد الاحراق وفي هذه هي الايات بيان ان النار ترتفع حتى تغطي من يكون فيها اه وفي هذه الايات ان الله جل وعلا سيجعل يوما يحاسب به العباد لينيل من قيل الخير خيرا ومن عمل ضد ذلك بظده كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وفي هذه الايات عدل الله تعالى لا يجازي احدا الا بمقتضى فعله وفي هذه هي الايات ان هناك يوما يعود الناس فيه الى الله فيحاسبهم على اعمالهم ومن ثم على الانسان ان يستعد لذلك اليوم وفي هذه الايات ان التمسك بكتاب الله جل وعلا يجعل الانسان ينعم في حياته ويتمكن من من تقليبها لتكون على افضل احوالها. فيتبلغون من هذه الدنيا بسبب ما ما لديهم من كتاب الله جل وعلا. وفي هذه الايات التذكير بان نعيم الدنيا مهما كان عند الانسان منه فانه لا يوازي فضل الله بادخال انه فكل ما في الدنيا انما هو بمثابة البلاغ والزاد الذي ينقله المسافر لينتقل لاخرته. وفي هذه الايات انه ينبغي ان يكون الوعظ والتذكير تخويف بايات من كتاب الله عز وجل. وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة فان من انفرد بالربوبية خلقا ورزقا وتدبيرا وتصريفا فانه او ينفرد بالعبودية فلا يتوجه بصلاة ولا دعاء ولا عبادة لغير الله جل وعلا. وفي هذه الايات ان كثرة قراءة القرآن والتمسك به نظر في معانيه من اسباب زيادة العقل. ومن اسباب نماءه. ولذا قال اولوا الالباب بارك الله فيكم واسعدكم الله ووقاكم الله شر من اراد بكم سوءا. كما نسأله جل وعلا ان ينشر دينه وان يعمه في الارض وان يعيد اهله للتمسك به والسير على تعاليمه كما نسأله جل وعلا ان يوفق المسلمين في جميع الاقطار ليكونوا من اسباب الخير والهدى والتقى او الصلاة كما نسأله جل وعلا ان يزيدنا فهما في كتابه وعملا باحكامه وتأملا في معانيه ودعوة اليه وتذكيرا للعباد به وتعليما له وتعلما كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه