ثم ارشد الله ثم ارشد الله جل وعلا العباد الى ان يتوجهوا الى ربهم في طلب الارزاق فان الرزق بيد الله جل وعلا. ولذا قال ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه ونشكره على فضله ونسأله المزيد من خيره وبره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا راء اما بعد فهذا هو اللقاء الرابع من لقاءاتنا في قراءة سورة الاحمر الاسراء نواصل به التوجيهات الالهية التي تضمنت عددا من الاوامر والنواهي مما تصلح به احوال الخلق وتستقيم به امورهم. ولعلنا وعددا من الايات لعل الله جل وعلا ان ييسر لنا فهمها ومعرفة معاني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط. ولا اتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلوا اولادكم خشية املاء نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلن نفس التي حرم الله الا بالحق. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا. ولا تقربوا مالا اليتيم الا التي هي احسن الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك بك خير واحسن تأويلا ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك اولئك كان عنه مسئولا ولا تمش في الارض مرحا. انك لن تخرق الارض ولن بلوغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما دحورا ذكر الله جل وعلا في هذه الايات عددا من الاحكام المتعلقة المؤمن امرا ونهيا. من اجل ان يكون ذلك من اسباب استقرار الحياة. وسعادة الخلق فاول ذلك ما سبق من الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك وثانيها ما امر الله به من بر الوالدين والنهي عن عقوقهما ما يتعلق ايتاء القرابة واليتامى والمساكين ثم بعد ذلك ذكر الله جل وعلا عددا من الاحكام المتعلقة بالمسلم ليقوم شرع الله ودينه. فقال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة. ينهى الله جل وعلا عن بخلي وعدم الانفاق النفقة الواجبة التي تصلح بها حياة الناس. ومثل البخلاء بالحبس والسجن. فكأن ذلك البخيل قد سجن يده عما عليه بالنفع. ولذا قال ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك والغل هو القيد الذي يقيد به الشخص. وكما نهى عن البخل نهى عن الاسراف تبذير. ولذا قال ولا تبسطها كل البسط. فتقعد ملوما محسورا. اي ان حال الانسان عند الاسراف يجعله لا يتمكن من النفقة بعد ذلك. فهذا استعمال للفظ القعود بعد ان اتى بلفظ القيام فيما تقدم. فقال ملوما يتوجهوا اليه اللوم بسبب اسرافه في النفقات محصورا اي يتأسفوا ويتحسر على النفقات السابقة عندما عندما ينتهي ما لديه من مال ان يجعله واسعا ومتتابعا وكذلك وكذلك يجعله قليلا بالنسبة لبعض عباده لحكم يراها جل وعلا وهو سبحانه الخبير. العالم بخفايا لوم وصغائرها البصير المطلعة على حقائق الاشياء. فهو يعطي لحكمة ويمنع سبحانه وتعالى ثم وجه الله جل وعلا الى امر تحصل به حق يحصل به حقن الدماء وذلك في مرتين اولهما في نهي الانسان عن قتل ولد وثانيهما في نهيه عن قتل غيره. اما الاول فان الناس بسبب خشيتهم من الفقر قد يقتلون ابناءهم ولا يحيونهم. فنهى الله جل وعلا عن ذلك. وكان ذلك موجودا عند اهل الجاهلية. ولا يزال الناس الى يومهم هذا يتعاطون شيئا منه. فما الاجهاض وما قتل الاجنة الا نوع من قتل الاولاد الذي نهي عنه في هذه الايات وقوله خشية ان لاقى اي اذا كنتم تخافون من ان يصيبكم الفقر بسبب هؤلاء الاولاد فاعلموا ان الرزق بيد رب العزة والجلال وانه هو الرزاق سبحانه وتعالى وفي هذه الاية قال ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. لان الخشية متعلقة بامر المستقبل ولذا قال نحن نرزقهم فقدم رزق الاولاد ثم ذكر رزق ابائهم فقال وفي سورة الانعام قال تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق. اي حال كونكم فقراء نحن نرزقكم واياهم فقدم رزقكم على رزقهم. فكان لكل واحدة من الايتين مناسبتها التي جعلت الظمائر تتناسب مع السياق الذي اوردت الاية من اجله. ثم قال تعالى ان قتلهم اي قتلى هؤلاء الاولاد وازهاق كروحي لديهم كان خطأ كبيرا اي ذنبا عظيما. واثما متتابعا ثم قال تعالى ولا تقربوا الزنا والزنا الوطؤ الحرام. وقد نهى الله عن قربانه بان ينهى عن كل فعل قد يوصل اليه. فقال ولم يقل لا تزنوا وانما قال لا تقربوا الزنا فكل سبيل قد يوصل الى ذلك فانه داخل في النهي والدي في هذه الاية من الخلوة كالخلوة بالاجنبية والاختلاط ونحوها من الامور التي تقرب الى فعل الفاحشة ومن ذلك اظهار الزينة للنساء في مجامع الرجال. ومن ذلك الحديث الذي قد يوصل الى هذا الامر. ثم قال تعالى انه كان فاحشة. اي الزنا عظيمة من الذنوب وساء سبيلا. اي ان العاقبة التي يورثها الزنا عاقب السيئة ويكون لها يكون لها اثار غير محمودة. فمن اثار الزنا القطيعة التي تكون بين الناس ومن اثار الزنا وجود ابناء الزنا الذين لا يجدون من يقوم بهم ومن اثار الزنا ايضا ان يكون هناك فقر فمن اسباب الفقر وجود الى غير ذلك من الاثار السيئة لازنا. ثم نهى الله جل وعلا عن قتل النفس فقال ولا تقتلوا النفس وكلمة النفس هنا عامة ثم وصفها بقوله التي حرم الله ستشمل نفس المؤمن كما تشمل ايضا نفسا الذمي والمعاهد. فكل منهم لا يجوز قتله. والقتل يراد به ازهاق الروح. ونقل الانسان من الحياة الى الموتى وقوله الا بالحق اي في صور معينة اجاز الله جل وعلا قتل فيها كالقتل في القصاص. ولذا قال بعدها ومن قتل مظلوما. اي لو قدر انه هناك شخص قد قتل ظلما وعدوانا عمدا. فحينئذ يشرع القصاص. والقصاص يكون لاولياء الدم. فقال فقد جعلنا لوليه سلطانا اي سلطان القصاص. وقد اختلف العلماء في من هو الولي. فقال فقال الجمهور المراد بالولي هنا ورثة المقتول. وقال الامام ما لك المراد به عصبة المقتول. ما الفرق بين القولين؟ على القول الاول فان النساء لهن مدخل في ملك القصاص وبالتالي لو عفت امرأة فانه يقبل عفوها ويكون ذلك من اسباب شرء القصاص. واما من فسر قوله لوليه بان المراد العصبة فانه لا يدخل هنا الا قرابة من من الرجال فقط وبالتالي لو عفت امرأة من قرابته لم يكن ذلك كمن اسباب درء القصاص. وقوله فلا يسرف في القتل. اي لا يستعمل قتل على جهة يسرف بها ويبالغ فيها فوق حد المشروع. وجمهور اهل العلم الا ان المراد بذلك نهي اولياء الدم عن ان يتجاوزوا في القصاص الحد المشروع. فقد كان في الجاهلية بعض القبائل يعتدون بانفسهم فاذا قتل منهم واحد قتلوا اربعة بقتيلهم من قرابة القاتل. وفي مرات قد يعتدون على اي واحد من قرابة فنهي عن ذلك. وبين ان هذا من انواع الاعتداء. ومن المآثم والمحارم. ومن هنا انه اذا حصلت جناية من شخص فلا يجوز ان يؤاخذ بها غيره والحاق الاذى او العقوق بغير الجاني امر محرم ونوع من انواع الاسراف في الاعتداء. ثم قال انه هنيئا ولي الدم كان منصورا اي نصره الله جل وعلا بان جعل له مشروعية القصار انشاقة لا القاتل وان شاء عفا عنه. ثم قال تعالى ولا تقربوا مال اليتيم ذرى من ان ينال انسان اي شيء مما يملكه واليتيم. واليتيم من فقد اباه ولم يجد من يقومه بشأنه فاليتيم من فقد اباه فان من فقد اباه وهو عليه بعض الناس ويتسلطون على ماله. ولذا نهى الله جل وعلا عن اموال اليتامى مال يصدق على كل ما له قيمة ويمكن ان يستعاظ عنه بالثمن فيشمل النقود ويشمل العقار ويشمل الثياب ويشمل الطعام. فالجميع يقال عنه مال. وقوله هنا لا تقربوا لم يكتفي بالنهي عن اكل مال اليتيم بل نهى عن قربانه بحيث يشمل ذلك الاجتهادات التي قد تؤدي الى اتلاف مال اليتيم. فلا يجعل مال اليتيم الا في سبيل يعود عليه بالنفع والربح بطريق مأمون موثوق فيه. لا يتطرق اليه شك قال ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن. فاستعمل لفظة صيغة المبالغة احسن بان يختار لمال اليتيم افضل طرائق التجارة. قال حتى يبلغ اشده. يعني يستمر هذا الحكم بحيث يكون للولي حق في التصرف في ماله التي هي احسن فاذا بلغ لم يعد للولي اي حق في التصرف في ماله ولو كان ذلك كالتصرف بالتي هي احسن. ثم امر الله بالوفاء بالعهود. ويشمل في ذلك عقود البيع عقود الشراء ويشمل في ذلك العهود التي يعقدها الانسان على نفسه. والوفاء بالعهد بالقيام بما الزم الانسان به نفسه. سواء كان ذلك على جهة التعاقد بينه وبين غيره او كان ذلك على جهة الانفراد كما لو نذر لله عز وجل نذرا. ثم قال ان العهد انا مسؤولا اي سيسأل العبد على العهود التي عقدها هل وفى بها واداها او لم يفعل ذلك ثم قال واوفوا الكيل في هذا امر بالعدل وامر باعطاء الحقوق لاصحابها ومن هنا يجب على الانسان اه في البيع ان يعطي السلع على كمالها لمن عقد عليها فقال اوفوا الكيل اي اعطوا سلعكم بكيلها ووزنها تامة بدون ان ليكون هناك نقص الاصل في الكيل ان يكون على وفق الحجم بل وزن فيكون على وفق الثقل. ولذا هناك وحدات للكيلي. من مثل اللتر ومن مثل الصاع ومن مثل اه المد. وهناك مكاييل على الوزن من مثلي الرطل ومن مثلي الكيلو ومن مثلي الجرام. فهذه للوزن. فقد امر الله باداء هذين الصنفين على الوجه الذي تم التعاقد عليه عدلا وايصالا للحقوق لاهلها فقال واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ثم قال ذلك طيب اي العدل في التعامل وايصال الحقوق لاصحابها يحصل به الخير للناس قاطبة حتى ذلك الذي يريد ان ينقص المكاييل. او ان يأخذ من الموازين. فالعدل افضل له وخير له وعاقبته له احسن. فانه متى تجرأ الناس على انقص المكاييل عادت على الجميع بالنقص. ولذا قال عن الوفاء في الكيل والوزن ذلك خير واحسن تأويلا. التأويل يراد به العاقبة التي يؤول اليها بحال فعندما يكون هناك عدل فانه سيكون ذلك على احسن العواقب تعمل لفظة احسن ويا من صيغ المبالغة ليبين ان ذلك افظل ما يمكن ان يكون ثم نهى رب العزة والجلال عن اتباع ما لا علم للانسان به. فلا يسير لانسان ولا يتبع الا ما كان مطلعا على حقيقته. ولذا قال ولا تكفوا اي لا تتبع ولا تسر على اقتضى ما ليس لك به علم اي لا تطلع على صدقه ومعرفة انه موافق للحق ثم بين العلة في هذا فقال ان السمع والبصر والفؤاد فالسمع الذي يدرك به المسموعات والبصر الذي تدرك به المرئيات والفؤاد الذي هو قلبه الذي تدرك به الاحساسات كلها كلها سيسأل العبد عنها يوم القيامة ولذا قال كل اولئك كان عنه مسؤولا. ومن هنا على الانسان ان يحذر من ان يتكلم كلمة وهو لا يتحقق منها ولا يتأكد من صدقها. ثم نهى الله جل وعلا عن فخري والخيلاء. فقال ولا تمش في الارض مرحا. اي لا يكن من شأنك ان تمرح مرح ان تكون به من اهل الفخر والخيلاء والترفع والتكبر على الخلق. ثم بين ان له قدرات لن يتجاوزها وتكبره على الناس لن يزيد في قدرته ولن يمكنه من شيء لم يكن يتمكن منه. ولذا قال انك لن تخرق الارض. آآ ولن تبلغ جبال طولى اي مهما كان عندك من التكبر ورؤية ان نفسك قوية ثقيلة فان ذلك فلن يمكنك من خرق الارض. واذا رأيت ان نفسك ارفع من الخلق فذلك لن يمكنك ان تطير حتى تكون على رؤوس الجبال بمجرد تكبرك. ثم قال تعالى كل ذلك اي هذه الافعال المنهي عنها السابقة كان سيئه عند ربك مكروها. اي هي مما يسوء العبد عند لقائه لرب العزة والجلال والله تعالى يكرهها ولا يحب من العباد ان يفعلوها. فهي افعال مرذولة مبغوضة غير محبوبة عند الله تعالى. ثم قال تعالى ذلك اي هذه الايات هذه الاحكام مما اوحى اليك ربك من الحكمة فهي وحي من عند الله جل وعلا تنزل بها الملك. وهي من رب السماوات والاراضين ذلكم الاله الذي لا زالت نعمه عليك تترى ومن نعمه ان ارشده على ما تصلح به ثم جعل وبين ان هذه التوجيهات من الحكمة والمراد بالحكمة وضع فيما يناسبها فان وضع فان الالتزام بهذه التوجيهات يكون من العقل ومن الحكمة ومن النظر فيما تؤول اليه التصرفات. ولذا قال ولا جعل مع الله الها اخر اي لا يكن من شأنك ان تتوجه بالعبادة الى احد سوى جل وعلا فان الشرك محبط للاعمال مبطل لثوابها. ومن كان من اهل شرك كان من اهل نار جهنم. ولذا قال فتلقى اي اذا جعلت مع الله معبودا اخر فانك ستلقى في جهنم النار العظيمة ملوما مدحورا. ان يتوجه اليك اللوم وتكون في نفس الوقت خاسرا قد فاتك النجاح والفوز في ذلكم اليوم العظيم. فهذه ايات عظيمة قد اشتملت على معان كبيرة واحكام ان كثيرة فاول هذه الاحكام ذم البخل وبيان انه بمثابة الحبس الذي يحبس الانسان به. وفيه دلالة لان البخيل يضر بنفسه ويلحق الاذى بها وذلك انه لا يقوم بالنفقة على نفسه فيكون مضرا بها ولا يقوم بالنفقة على من حوله ممن اوجب الله عليه النفقة وبالتالي يكون من اسباب قطيعة الرحم وقطع التواصل بين العباد وفي هذه الايات النهي عن الاسراف والتبذير في النفقات وانه على الانسان ان يقتصد في النفقة بحيث لا يعطي من النفقة الا ما يتناسب معها فان قال قائل بانه قد ورد عن امير المؤمنين الصحابي الجليل ابي بكر صديق رضي الله عنه انه تصدق بجميع ماله فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ابقيت لاهلك؟ فقال الله ورسوله فهذا الحديث فيه نفقة ابي بكر في سبل بالخير بجميع ما لديه من المال. وذلك ان من كان عنده من اليقين ومن الايمان بالله عز وجل وصدق التوكل عليه. فانه لا بأس ان يفعل مثل ذلك فان صدق التوكل على الله من اسباب ادرار الارزاق. ولذا قال تعالى من يتوكل على الله فهو حسبه. وقد جاء في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو انكم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا. اي تذهب في اول النهار بطونها خاوية ليس فيها شيء وتعود اخره وقد امتلأت بطونها مما رزقها الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يراعي من حوله. ولذا قال ملوما اي ان من حولك يتألمون بسبب حالك وما كنت عليه من الفقر والاعدام بسبب نفقتك الزائدة وفي هذه الايات ان من كان يتأسف بسبب فعل من افعال فلا ينبغي به ان يفعله. فمن كان يملك شيئا وهو عزيز عليه. فلا يحسن ان يقوم باخراجه من ملكه لان لا يتحسر على ذلك. الا اذا علم ان نفسه تهنأ او بهذا التصرف وفي هذه الايات التذكير بان الارزاق بيد الله جل وعلا. فهو سبحانه يعطي الارزاق من من يشاء ويمنعها عمن يشاء. والله جل وعلا يبارك في رزق بعض العباد. ولا بركة في الارزاق لها اسباب متعددة لعلي اشير الى شيء منها فمن اسباب البركة في الرزق النفقة في سبل الخير والنفقة على النفس. كما بعدل وعدم اسراف كما قال تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. وقال تعالى يربي الصدقات. وقد جاء في الحديث القدسي ان الله عز وجل قال يا ابن انفق انفق عليك. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسماء لا فيوكي الله عليك. وقال صلى الله عليه وسلم ما من صباح الا وينادي فيه ملكان يقول احدهما اللهم اعطي ممسكا تلفا يقول الاخر اللهم اعط منفقا خلفا والمشاهد لاحوال الناس يجد بك جليا واظحا فان الله يخلف على اولئك الذين ينفقون. ومن اسباب بركة الصدق في المقال والوعود. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم البيعة بالخيار فان صدق وبين بورك لهما في بيعهما. وان كتما وغش لحقت بركة بيعهما. ومن اسباب البركة في الارزاق. اجتناب الانسان للربا فان لذا سبب من اسباب محق البركة. كما قال تعالى يمحق الله الربا. ومن اسباب البركة في الارزاق. ان يكون المرء سمح التعامل مع الخلق. فقد قال صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ سامحني اذا باع سامحني اذا اشترى سامحني اذا قضى سامحني اقتضى ومن الرحمة ان تدى ان تدر الارزاق على العبد. ومن اسباب البركة في الارزاق الصدق في المقال. وفي العهود والمواثيق. ومن ومن اسباب البركة في ذلك ايضا. ان يكون الانسان واضحا في تعامله لا غش لديه من غشنا فليس منا ومن اسباب البركة في الارزاق ايضا ان يتمنى الانسان الخير للاخرين وان يدعو به لهم فان من دعا لاخوانه بظهر الغيب وكل الله له ملكا يقول امين ولك بمثل ومن اسباب البركة في الارزاق. ثقة الانسان بالله جل وعلا وابتغاءه والرزق لديه كما قال فابتغوا عند الله الرزق. ومن اسباب محق بركة الارزاق. ان يكون الشخص حسودا حقودا. يتمنى للاخرين زوال ما هم فيه من النعم. كما قال تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا. وللنساء نصيب مما واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما ومن اسباب البركة في الارزاق ايضا. ان يكون الانسان واثقا بما عند الله جل وعلى ومن اسبابه ايظا ان يكون المرء من اهل التقوى. كما قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن اسباب البركة في الارزاق ان يكون المرء محافظا على صلواته مؤديا لها في المساجد قائما بامر اهله واولاده بالصلاة. فقد قال تعالى في بيوتنا الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له فيها بالغدو والاصال. رجال لا فيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب يا ابو سار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب وقال تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاق قيمة للتقوى ومن اسباب البركة في الارزاق ان يكون المرء عابدا لله جل وعلا قد قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتينة. ومن اسباب الرزق ايضا ان يكون الانسان قائما على الضعفاء والمساكين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم ومما نهى الله جل وعلا في هذه الايات نهى عن قتل الاولاد. والولد يشمل الذكر والانثى مما يدل على ان مثل هذا الفعل سيوجد في الناس ولا زلنا نجد الناس يعتدون على اولادهم سواء بعد او حال كونهما جنة في بطون امهاتهم. وفي هذه الايات توجيه العباد الى حسن الرجاء في الله سبحانه وتعالى. وانتظار الفرج منه جل وعلا. رجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء وقد اخبر الله جل وعلا عن المنافقين والكافرين بقوله الظانين بالله ظن او عليهم دائرة السو وغضب الله عليهم. وفي هذه الايات بيان شدة اثم اولئك الذين الذين يجرؤون في قتل اولادهم. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم؟ فقال صلى الله عليه وسلم ان تجعل مع الله ندا هو خلقك قيل ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قيل ثم اي؟ قال تزاني حليلة جارك. وفي هذه الايات النهي عن الوسائل الموصلة الى الزنا والفواحش فكل عمل يمكن ان يصل الانسان به الى هذه الفاحشة فان ينهى عنه. وفي هذا دلالة على عظم اثم الزنا. حيث لم يقتصر في النهي عن حتى نهي عن الوسائل الموصلة اليه وفي هذه الايات بيان ان الزنا من اسباب حصول العواقب السيئة بحيث يكون له اثر في انتشار الفقر وانتشار الفرقة والتقاطع والعقوق اه وفي هذه الايات النهي عن قتل النفس التي حرم الله سواء كانت نفسا مؤمنة او كانت تلك تاء النفس من نفوس المعاهدين او اهل الذمة فانه لا يجوز لانسان ان يعتدي على امعصوم الدم وسفك الدم الحرام من عظائم الذنوب. وقد قال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاب عظيما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب من حراما وجاءت النصوص ببيان ان قتل النفس من عظائم الذنوب ومن كبائرها وقوله وفي هذه الاية انه يجوز سفك الدم في احوال خاصة متى كان ذلك تبي الحق وقوله الا بالحق ورد في هذه الاية مجملا لم يوضح المراد به وقد السنة بتوضيح المراد بكلمة بالحق. مما يدلك على حجية السنة وحاجة بتفسير الكتاب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومما ورد في ذلك ان ان النفس يحل قتلها بالقصاص وبالزنا وبمفارقة الجماعة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا في ثلاثة ثم ذكر هذه الاحوال الثلاثة وفي هذه الايات مشروعية القصاص وانه قل لاولياء الدم ان يقتلوا القاتل. ولكن لا يقتله الا بحكم قضائي قضى فيه من قبل قضاة اهل الاسلام. فانه لو فتح هذا الباب باب الثأر لا ادى الى ان يقتل الناس بعضهم بعضا بمجرد الشبهة او الشك. ولذا لا بد من الرجوع الى اصحاب الولاية في ذلك. وفي هذه الايات النهي عن مجاوزة الحد المشروع في باب القصاص فلا يقتل غير الجاني ولا يقتل بالواحد الا من قام بقتله وفي هذه الايات النهي عن ان يتجاوز حد القتل حيث يقتل القاتل بالة مغايرة للالة التي قتل بها. فان العلماء انقسموا في الالة التي يقتل بها القاتل. فقال طائفة يقتل القاتل بمثل الالة التي قتل بها وقال اخرون لا يقتل الا بالسيف فقط. ومن ثم اذا قتل باله. فاما ان يقتل بالسيف او بمثل تلك الالة التي قتل بها. ولا يحق ان يقتل بالة اخرى غير هاتين الالتين وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يناصر اولياء الدم ويمكنهم من ان تكون الغلبة اهم وفي هذه الايات ارشاد الى العفو والتجاوز عن القاتل بما يكون سببا من اسباب رفعة شأن اولياء الدم. فان الله جل وعلا يرفع درجة من عفا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. وقد قال تعالى ومن تصدق به فهو كفارة له وفي هذه الايات التحذير من الاعتداء على اموال اليتامى بل فيه نهي عن ان اخذ اموالهم بمجرد الظنة وبمجرد ما يكون في النفس من ظنون. وفي هذه وجوب احترام اموال اليتامى وعدم جعلها في تجارات يخشى من خسارتها وتلفها وان ولي اليتيم لا يجعل مال اليتيم الا في احسن الطرائق وافضل الوسائل وفي هذه الايات بيان ان ولاية ولي اليتيم تنتهي ببلوغ اليتيم تنسن البلوغ متى كان راشدا في التصرف وفي هذه الايات الامر بالوفاء بالعقود والعهود. والقيام بها على اكمل وجوها وتحذير العبد من انه سيسأل عن اي تفريط سيكون في اي عقد وهذا يشمل عقود النكاح ويشمل عقود البيع والشراء ويشمل قود الايجارة بانواعها ويشمل ايضا العقود التي يعقدها الانسان على نفسه ومنها النذر والوصية فالواجب الوفاء بهذه الامور جميعا ومن بانواع العهد الولايات التي يعطها بعض الناس من قبل صاحب الولاية. فسواء كانت قضاء ان ولاية ادارية او تنفيذية فانه يجب الوفاء باعمال تلك وعدم التفريط فيها. وقد اخبر الله جل وعلا ان العبد سيسأل عن هذه العهود عقود التي تكون عنده وفي هذه الايات وجوب العدل ووجوب اعطاء الحقوق لاصحابها وتحريم التطفيف في المكاييل والموازين. ووجوب تسليم السلع كاملة وافية الى اصحاب بها ممن اشتراها وتحريم البخس في المكاييل والموازين. وفي هذه الايات ان الوفاء بالكيل والميزان من اسباب صلاح احوال الناس التجارية والمالية والاقتصادية وان عاقبة ذلك حسنة فانه ولو ترتب على ترك الغش شيء من النقص صل قليل الا ان العاقبة الحميدة والبركة في الارزاق ستعود على صاحبها بالعواقب الحميد وفي هذه الايات تحذير الانسان من اتباع ما لا علم له عنده فيه. فلا يسير الانسان الا على امر فيه عنده علم منه. سواء كان ذلك في المسائل الشرعية الدينية والاحكام التي تنسب الى الله جل وعلا. او كان ذلك فيما يتعلق بحقوق الخلق قاف مما فيه شهادة على حقوقهم او كان من الاخبار التي يرتب الناس عليها اعمالا فانه لا يجوز للانسان ان يتكلم بخبر لم يتحقق منه. ومن هنا حرم على الانسان ان يطلق الشائعات او ان يقوم بنشرها قبل ان يتأكد من صحتها وفي هذه الايات ان العبد يوم القيامة سيسأل عن كل عمل اداه باي جارحة من جوارح فتسأل الجوارح عن اعمال الانسان حتى يكون شاهده من قبل نفسه وفي هذه الايات تحريم الفخر والكبرياء والترفع على الخلق. وبيان ان ذلك من ما يكون سببا من اسباب نقصان درجة العبد وفي هذه الايات النهي عن ان يمشي الانسان مشية المتبختر في المشية او قطريسي فيها. وفي هذه الايات مشروعية تعليل ما يصدر من الاحكام ببيان المعنى الذي من اجله صدر ذلك الحكم فان الله جل وعلا هو الاله المعبود وهو الخالق المنعم وهو الرزاق ذو القوة المتين وهو الذي يحاسب العباد على اعمالهم. لما نهى عن بعض المنهيات فجعل لها عللا ترتبط بها من اجل ان يكون ذلك ادعى لامتثالها. ومن اجل ان تعرف حكمة الله في في هذه الاحكام وفي هذه الايات بيان ان مخالفة الشرع له اثار سيئة على تسوهم في حياتهم وتسوء وجوههم ويكون امرهم امرا مكروها. وفي هذه تلايات بيان ان هذه التوجيهات وحي من عند الله جل وعلا. فعلى العبد وجوب التسليم الى ويحرم عليه عدم قبولها او عدم امتثالها وفي هذه الايات بيان ان الحكمة من الامور المطلوبة. وقد قال تعالى يؤتي الحكمة من يشاء من عباده ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. المراد بالحكمة وضع الامور فيما يناسب مع مراعاة عواقب الاحوال والاقوال والافعال وفي هذه الايات التأكيد على النهي عن الشرك. وبيان سوء عاقبته في الدنيا والاخرة والشرك يشمل كل عبادة مصروفة لغير الله سبحانه وتعالى فكل عبادة يجب ان تكون لله وحده. ولا يجوز ان تصرف لاحد سواه. ومن هنا فعبادة دعاء يجب ان تكون لله وحده وعبادة السجود لا يجوز صرفها لاحد سواه وعبادة الركوع حق خالص لله لا يركع لاحد سواه وعبادة الصلاة لا تكون الا لله وهكذا بقية العبادات فمثلا في العبادات القلبية لا يصح لانسان ان يعتمد بقلبه او ان يتوكل على احد سوى الله. ولذا قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ما قدم المعمول على الله افاد وجوب اي حصر التوكل في ان يكون على الله جل وعلا ومن هنا على الانسان ان يتعلم مقام العبودية وان يستعمله في عبودية الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات مراعاة توجه اللوم على العبد فيما قد يؤدي من الافعال وفي هذه الايات ان الشرك من اسباب الخلود في نار جهنم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فاخذ من هذا ان من مات وعنده شرك فانه يخشى عليه. بل يحكم عليه بانه من من اهل النار وان كان ذلك لا يحكم به على الافراد المعينين. لانه لا يدرى ما الذي ختم له هم به ومن الامور المتعلقة بهذا ان يحذر الانسان من ان يقر شيئا من العباد التي تكون لغير الله سبحانه وتعالى. بارك الله فيكم ووفقكم الله كل خير وجعلكم الله من الهدى المهتدين. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوالنا جميعا وان يجعلنا ممن التزم باوامره واجتنب نواهيه وان جعلنا من القائمين بشرعه الداعين اي اليه. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال المسلمين وان يوفقهم لكل خير. وان يدر عليهم في وان يبسط لهم في اموالهم وان يصلح لهم زراريهم. وان يجعل عواقبهم في الامور كل بها الى خير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين