من شأنكم ثم مهما طالت زمن اليوم الاخر وتأخر فانه في قدر الله قليل. وهو سيأتيكم لا محالة وكل ما هو ات ات لابد وبالتالي على ما يقول الناس ما تأخر من جاء الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه ونشكره ونسأله المزيد من فضله ونسأله فهما في كتابه وعملا به واتباعا لهديه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فلعلنا نستمع للقاء جديد في تفسير كتاب الله جل وعلا في ايات من سورة الاسراء هذه السورة العظيمة السورة المكية التي خاطبت اهل الشرك. فكان اول ما خاطبت به التذكير بحادثة الاسراء وما فيها من العبر والتذكير بما قدره الله جل وعلا على بني اسرائيل لما استجابوا لامر الله كان هذا من اسباب سعادتهم وعلو شأنهم في الدنيا مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل في الاخرة ولما اعرضوا وتركوا اتباع منهج الله سلط الله عليهم امما من امم الارظ ام في ذلك الوقت يستشعرون قدرة الله وعظم صفاته فيستجيبون وهم حامدون لله ولكن في ذلك الوقت لا ينفع هذا الاعتقاد الا لمن كان عليه قبل وفاته وفي ذلك اليوم وبين الله جل وعلا ان هذا القرآن فيه صلاح احوال الناس في دنياهم وفي قراهم ثم ذكر الله جل وعلا يوم المعاد. وكيف يكون شأن الناس في ذلك اليوم ثم ذكر عددا من التوجيهات التي تبين القواعد والاسس التي تنطلق الى الدعوة الاسلامية بين شيئا من الواجبات والمحرمات لتعرف معالم هذا الدين. ولعلنا نواصل قراءة هذه الايات التي تتعلق بمخاطبة المشركين من لمكة ومن غيرهم من امم الارظ. وكانت منى وكان من القظايا العظيمة. التي وجدت عند النسب الى الله جل وعلا. الولد بل كان من شأن مشركي العرب ان قولوا بان بنسبة البنات الى الله جل وعلا. ثم بين رب العزة والجلال ان طرائق المشركين في اتخاذ الهة من دون الله ليست عقلا وليست بي مقبولة عند الله جل وعلا ثم ذكر ان الحجج القرآنية رغم ورودها على قلوب هؤلاء الا انهم عنه وما ذاك الا بقدر من الله من اجل الا يسأم اهل الاسلام او ان ييأسوا او ان يكون من شأنهم ضعف وانما يكون شأن اهل الاسلام القوة هذه الايات تبين ان ادلة الكافرين ادلة غير مقبولة وانها وان قلنا انها ادلة وانها صحيحة الا انها بضد ذلك. وكان من القضايا التي يناقشون فيها قضية البعث فكانوا ينكرون البعث ويستبعدونه ويظنون ان العقل والفهم يدل على مقالتهم. فرد الله جل وعلا عليهم ذلك ولعلنا ان نستمع لشيء من الايات القرآنية التي تذكر شيئا من الدعاوى والجاهلية وكيف كان الجواب عنها. فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه. اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. افأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا. انكم لتقولون قولا عظيما. ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نفورا. قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. سبحانه وتعالى ما يقولون علوا كبيرا. تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان غفورا. واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على بهم اكنة ان يفقهون. وفي اذانهم اقرا واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو علاه بارئهم نفورا. نحن اعلم بما يستمعون به. اذ يستمعون اليك واذ هم نجوا. اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الامثال انظر كيف ضربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا اه وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاة انا لمبعوثون خلقا جديدا. قل كونوا حجارة او او خلقا مما يكبر في صدوركم. فسيقولون قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا اه فتستجيبون وتظنون ان لبثتم الا قليلا. ذكر الله جل وعلا في هذه الايات عددا من القضايا التي كانت مسارع نقاش وبحث بين اهل بين اهل الاسلام من المشركين القضية الاولى في نسبة الولد فان بني ادم لما كانوا يموتون احتاجوا الى ان يكون معهم اولاد يخلفونهم ولما كان عندهم ضعف احتاجوا الى ذرية يعينونهم فحينئذ قاسوا الله جل وعلا على انفسهم. فلما كانوا محتاجين الى الولد ظنوا ان الله جل وعلا كذلك. وهذا من سوء فهمهم وقصور اذهانهم. ثم ان العرب قد قالت مقالة اشنع من مقالة الامم الاخرى الا وهو انهم نسبوا اهل بناته وجعلوا الملائكة اناثا بنات لله عز وجل. فقد الله جل على عليهم في هذه القضية. فقال على جهة الانكار افاصفاكم؟ اي هل جعل لكم الصفوة واحسن ما يكون بجعله البنين الذين هم الذكور لكم. وفي المقابل يا بني الى الله البنات فتقولون الملائكة بنات الله جل وعلا. وتقولون اتخذ الله اه من الملائكة اناثا. فرد الله جل وعلا عليهم بانكم لم تتصوروا حقيقة هذا القول والا لو علمتم ما فيه من المفاسد وما فيه من الافتراء لابتعدتم عنه اذا قال انكم لتقولون قولا عظيما. اي انكم ظننتم ان الله جل وعلا يحتاج المعين وظننتم انه يحتاج الى من يخلفه. والله جل وعلا القوي وهو قال سبحانه الباقي فهو الاول والاخر سبحانه ومن ثم لم يحتاج الى ان يكون عنده ولد من الذكور ولا الاناث. ولذا قال لهم رب العزة والجلال تأملوا في هذا فما دام ان يوم القيامة سيأتي فحينئذ سيكون اتيانه قريبا. مهما طالت اعماركم ثم ذكر الله جل وعلا كيف انه يدعو العباد ان يطلب منهم الحضور الى المحشر. فحينئذ يستجيبون له. ويكون من شأنهم انه القرآن الذي بين ايديكم وستجدون فيه من الجواب عن الشبهات التي يلقيها الشيطان في اذهانكم ولقد صرفنا اي جعلنا في تصاريف هذا القرآن وفي حججه وبيناته ما يكون مقنعا لكم وبالتالي تتذكرون فتصلون الى الحق لكن هؤلاء القوم ورود هذه الدلائل الواضحة ما يزيدهم هذا القرآن الا نفورا منه وعدم استماعه عله ولهذا فاكبر اشكالية عند الخلق عدم تأملهم في كتاب الله وعدم استمدادهم للهدى منه وعدم النظر في حججه وبراهينه والادلة العظيمة التي اشتمل عليها هذا الكتاب واما القضية الاخرى التي ذكرت في هذه الايات فهو فهي اتخاذ الهة اخرى تصرف لها العبادة من دون الله جل وعلا. فبعضهم اتخذ الاصنام الهة يسجدون لها ويتضرعون لها ويدعونها من دون الله ويظنون انها تستجيب لدعائهم او توصل دعاءهم لله جل وعلا. وحينئذ رد الله او عليهم في هذه المقالة فقال قل اي رادا عليهم في قضية صرف العبادة لغير لو كان لو كان معه الهة اي لو كانت هناك معبودات غير الله جل وعلا كما يزعم هؤلاء ويقولونه اذا لابتغوا اي لابتغت هذه الالهة الى ذي العرش وهو رب العالمين سبيلا. اي انها ستقوم بعبادة الله. لو كانت هذه المعبودات تعقل وتستبصر حقائق الامور لكانت ممن يسبق الى عبادة الله وكانت تسعى لان يكون لها طريق الى الله جل وعلا بعبادته. فكيف تعبد وهي لو كان عندها علم لعبدت الله جل وعلا. وهناك معنى اخر في هذه الايات الا وهو ان هذه الالهة لو كان لها احقية في العبادة لكان لها تصرف في الكون ولو كان لها تصرف في الكون اذا لابتغت الى ذي العرش سبيلا. اي طريقا لمغالبة الله جل وعلا. ومحاولة الانتصار عليه وكلا وكلا الوجهين لم يحصل مما يدل على ان هذه المعبودات التي تعبدونها من دون الله لا تستحق ان تعبد. ولذا قال سبحانه اي تنزه عن ان له شركاء تصرف لهم العبادة من دونه وتعالى. اي ارتفعت مكانته وعلت عما يقولون اي عن هذه الافتراءات التي يتحدثون بها علوا كبيرا منزه عن ان يكون له شركاء يتصرفون في الكون معه. بل الكون بامره وبتدبيره وكذلك هو منزه عن ان يكون معه في الكون من يستحق العبادة معه. فالله فرض واحد احد العبادة كلها حق له جل وعلا. ثم ذكر الله جل وعلا ان المخلوقات من عظم هذه المقالة يتبرأون منها. فينزهون الله جل وعلا وما ذاك الا لشناعة مقالتهم. ولذا قال تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. فاذا كانت السماوات والارضون ومن فيهن يسبحون الله عن هذا الاعتقاد الفاسد الذي لا قيمة له. فها حينئذ ينبغي بنا ان نكون ممن نزهه عن ان يكون معه معبود سواها. ثم قال تعالى وان من كي اي لا يوجد مخلوق من المخلوقات الا وهو يسبح ان ينزهوا الله بحمده اي بكماله وباوصافه التي لا يتطرق اليها نقص من بوجه من الوجوه. فالتسبيح يعني التنزيه والحمد يعني الوصف جميل الذي يكون له سبحانه ولكن على جهة الاستدراك انتم لا تفقهون اي لا اتفهمون ولا تعون التسبيح الذي تسبح به هذه المخلوقات وجمهور اهل العلم على انه تسبيح حقيقي. لان الاصل في الاطلاق القرآني ان يكون على الحقير ولا يصرف عن الحقيقة الا بدليل. وهناك بعض المفسرين قالوا بانه تسبيح مجازي بمعنى انها دالة على عظمة الله جل وعلا وعلى بافراده بالعبادة. والاصل ان يعمل بظواهر اللفظ القرآني. والا يترك الا لدليل يدل عليه قال انه اي ان رب العزة والجلال كان حليما غفورا. والا فان هذه المقالات التي قالها هذا هؤلاء المشركون تستوجب نزول العقوبات العظيمة ولكن الله جل وعلا يحلم العباد ويتجاوز عنهم لعلهم يعودون اليه ويتفكرون في حقائق احوالهم. وهذه الجملة كما اشتملت بشارة اشتملت نذارة. اما البشارة فهو يقول لهم لكم فرصة من للتفكير واعادة النظر واما النذار فهو يقول بان الحليم قادر على انزال العقوبة. وان مقالتكم هذه المقالة لها الفاسدة من اسباب نزول العقوبات بكم. ولكن الله يؤخركم ويتأنى بكم لعلكم قم تعودون اليه ثم اعاد الله جل وعلا الى التنويه بهذا القرآن. وبيان ان فيه الدلالة والارشاد والاقناع والهداية ولكن الاشكال ليس في هذا القرآن وانما الاشكال في اعراظ الناس عنه ولذا فاكبر مشكلة في الكون اليوم هي الاعراض عن كتاب الله وعدم الاهتداء به ولذا قال واذا قرأت القرآن اي اذا قمت بتلاوة كتاب الله المشتمل على لا كلام الله حينئذ يعرضون لان الله لم يرد لهم هداية. قال جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا وفي هذا دلالة على ان من اكبر اسباب اعراض الناس عن القرآن انهم اشتغلوا بالدنيا بما ينسيهم الاخرة. وان العبد ينبغي به عند اشتغاله بالدنيا ان يجعل ذلك قال يقصد به الاخرة ليكون هذا من اسباب صفاء ذهنه واستفادته من الحجج والايات والبراهين. وقدرته على فهم كتاب الله جل وعلا وفي هذا دلالة على انه كلما ازداد ايمان العبد بالاخرة وفي بين يدي الله وبان مصيره لا محالة اما الى جنة واما الى نار كان ذلك من اسباب زيادة فهمه لكتاب الله جل وعلا واما هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة فان الله يجعل بينهم وبين الاستفادة من هذا الكتاب حجابا مستورا اي حاجزا يحجزهم عن فهمه. وانظر كيف قال مستورا ولم يقل ساترا لبيان ان اعراظهم عن القرآن قد بلغ حد الغاية فانه لم يكتف بكونه ساترا حتى كان الحجاب مستورا فهناك ستر وهناك حجاب كانت على كانت بين هؤلاء وبين القرآن التالي لم يستمعوا له ولم ينصتوا له ولم يستفيدوا من حججه وبيناته وبراهينه ثم فصل الله جل وعلا ذلك وزاد في بيانه. فقال وجعلنا على قلوبهم اكنة. فالقلوب التي هي الة الفهم والاستيعاب يجعل الله عز وجل على هؤلاء غطاء بسبب عدم ايمانهم بالاخرة وبسبب اقدامهم على المعاصي والذنوب وبسبب ابي اعراضهم عما يراد بهم فيجعل الله على قلوبهم اكنة فان قال قائل كيف يتكلم عن القلب ومن المعلوم ان الفهم والذهن في الدماغ فيقال بان القلب هي الالة التي تمد الدماغ بما يبصره بحقائق اشياء وصحة الادلة والبراهين. كما ان العين الة البصر والدماغ اترجم تلك الاشارات التي تصل الى هذه العين. وهكذا الاذن الة والسماع يكون في الدماغ. فهكذا فيما يتعلق بالفهم والفقهي وانظر كيف نبه الى عدم فقههم لتسبيح المخلوقات ليكون هذا مشعرا لهم بانهم لم يفقهوا ما في هذا الكتابي. ولذا قال جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه. اي من اجل الا يفقهوا ما في هذا الكتاب من الادلة والبراهين قال وفي اذانهم وقرأ اي جعل الله جل وعلا في اذان هؤلاء القوم سترا طاء بحيث لا يتمكنون من فهم ما يسمعونه. واذا نظر الانسان في الآيات والدلائل يجدن قبولها باحد امرين اما بعقل يفهم واما في سماع يذكر ويجعل صاحبه يستبصر. ولذا قالوا لو كنا نسمع ونعقل ما كنا في اصحاب السعير ثم قال تعالى واذا ذكرت ربك اي بينت ما لله جل وعلا من الفضل عليك وعلى الخلق وذكرت ما يتصف بصفات الله جل وعلا. وذكرت شيئا من الدلائل على وجوب افراد الله بالعبادة. وذكرته وحده بدون ذكر تلك الهة التي تعبد من دونه. كان من شأنهم ان يعرضوا ويتركوك ولا يستمعون الى مقالتك ولوا على ادبارهم نفورا اي هاربين لا يريدون السماع ولو كان عندهم عقول لتوقفوا حتى يستمعوا ما يأتي به من ايات الله في القرآن فينظر فيها ويستبصر في حقيقتها من اجل الا يكون ذلك سببا من اسباب عدم تفكرهم في الحق الذي يأتي اليهم ثم قال تعالى نحن اعلم بما يستمعون به. اي من شأنهم اذا استمعوا اليك ان يكون ليس على جهة التفكر فيه. وانما على جهة الاعراض عنه. وعدم القبول مهما كان فهم يتناجون ويتحدثون احاديث سرية بالتحذير من هذا الكتاب والتحذير مما جاءهم فيه فيكون هذا من اسباب صدهم عن الاهتداء قرآن ولذا قال نحن اعلم بما يستمعون به. اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى. اي حال اجتماعهم بينهما احاديث سرية ما هو قولهم؟ يقولون هذا قول عظيم. وفيه اشياء عجيبة ولكنه ولكن هذا الكتاب قد اثر علينا. وما ذاك الا انه سحر. فكيف يكون بهذه المثابة وبهذه الصراحة وبهذه الدلالة وبهذه القدرة في الاحتجاج حينئذ نقول بان هذا الرجل رجل مسحور جاء هو السحر فسحره وصرفه فرد الله جل وعلا عليهم فقال انظر كيف ظربوا لك الامثال. وفي هذا دلال قضية ثالثة الا وهي ان الاستدلالات العقلية القياسية لابد ان تكون استدلالات صحيحة لتوصل الى لتوصل الى نتائج صحيحة. اما اذا كانت غير مبنية على استدلالات صحيحة فانها ستوصل الى مفاهيم خاطئة. وفيه اشارة الى انه لو كانت عندكم استدلالات عقلية صحيحة لاستمعتم لما في هذا القرآن وتفكرتم فيه وتأملتم حججه وبراهينه ورددتم عليها بمثل ما جاءت به. ولذلك ذلك لما جاءهم الحق جاؤوا بامثلة مغلوطة يعارضون بها الحق الخلق عن الاستماع للقرآن. قال وهذا سبب ظلالهم. وهكذا نجد في جميع العصور بما فيها عصرنا الحاضر ان اعراظ الناس عن القرآن وطلبهم الهدى من اه من اسباب من اكبر اسباب ظلال الخلق واذا بحث الانسان عن جهود الخلق وجد عندهم من التناقض ووجد عندهم من الاختلاف والتنازع ووجد عندهم من من الادلة الناقصة والاوهام والشبه ما يجعل العقلاء يعرفون ما اشتملت مقالاتهم من الضلالة. ولذلك نجدهم مختلفين متضاربين متنازعين متناقضين ولو كان عندهم برهان صحيح ودلالة واضحة لاجتمعوا على كلمة سواء ولكنهم لا يزالون مختلفين ثم قال جل وعلا انظر كيف ظربوا لك الامثال. فظلوا فلا يستطيعون سبيلا اي لا يجدون طريقا يوصلهم الى الحق والهدى وذلك ان هذه الشبه التي دونها هي التي صدتهم عن الاستجابة لدعوة الحق. ومن هذه الامثال التي بنوا عليها مقالاتهم انهم قاسوا الله العظيم القدير المتصرف في الكون على انفسهم وظنوا ان ما يعجزون عنه فان الله عاجز عنه. وان ما يحتاجون اليه ايه؟ فان الله يحتاج اليه. فلما احتاجوا الى الولد نسبوا الى الله الولد. وما هذا الا من الاقيسة الفاسدة التي كانت عندهم فاوصلتهم الى الظلال فاصبحوا لا تطيعون اي لا يقدرون طريقا صحيحا يوصلهم الى الحق. ومن امثلة في القضية الرابعة وهي قضية البعث. فانهم قالوا هذه العظام رميم فكيف يعيدها الله؟ وكيف تعود لتكون انسانا مرة اخرى؟ ولذا قالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا اي ترابا او مخلفات يسيرة يمكن فتها. ائن اي اذا كنا في تلك الحال سنبعث خلق مرة اخرى خلقا جديدا فظنوا ان هذا من عقولهم وانهم قد وصلوا الى الدرجة العليا في الاستدلال قلي بهذا الدليل فقاسوا قدرة الله على قدرة انفسهم. فلما كان من شأنهم العجز عن هذا الرفات وهذه العظام الى ان تكون انسانا. ونظروا الى عجزهم عن بث الروح فيها قاسوا الله تعالى على انفسهم. وحينئذ قالوا هذه المقالة. فرد الله جل وعلا اعليهم بمقالة اعظم؟ قال هذا الرفات سهل تشكيله مرة اخرى ليكون من على شكل ابن ادم ثم يبث الله فيه الروح. انظر هذه الحجارة وهذا اذ اعظم من هذا الرفات. ومع ذلك يمكنكم الله يا ابن ادم من ومن صهره ومن اعادته على هيئة اخرى مرة جديدة. فالذي امكنكم من وقدركم عليه اليس بقادر ان يجعل هذا الرفات وهذا العظام يجتمع ليكون انسانا فاين عقولكم فقال لهم قل كونوا حجارة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم. اي مما شيئا عظيما كبيرا فان الله جل وعلا هو الذي خلق هذه الاشياء وهو سبحانه الذي شكلها هذا التشكيل شكل الجبال كلا السماوات شكل الاراضين سبحانه وتعالى. وبالتالي اليس القادر على هؤلاء بقادر على ان يعيدكم تارة اخرى فسيقولون على جهة الانكار وسيقابلون هذه الحجة من يعيدنا اي من الذي يعيدنا على هذا هذه الاشكال اجسادا مرة اخرى بعد ان كنا عظاما ورفاتا فاجابهم الله بحجة عقلية واضحة من الذي انشأكم؟ اول مرة ومن الذي خلقكم من لا شيء ثم اصبحتم نطفة تستقذرون منها اذا وقعت على ثيابكم خلقكم من هذه النطفة وهي اقل من ذلك الرفات واقل من ذلك العظام فلذا قال الذي فطركم اول مرة قادر على انشائكم واعادتكم مرة اخرى فسينغضون اليك اي يحركون رؤوسهم على جهة الاستهزاء والتعجب ويقولون متى هو؟ ان كنت صادقا في ان الله سيعيدنا اخبرنا عن الوقت الذي تعاد فيه هذه الاجساد وهذا من قلة العقول التي يدعون كما لها فما علاقة التوقيت باصل القدرة فان الله قد اخبركم انه قادر. وقد اخبر الخبر الصادق انه سيعيدكم ان حدث بعد اسبوع او بعد سنة او بعد مئة سنة لا يتغير لا يغير ذلك من الامر شيئا الاهم انكم تعلمون انكم ستبعثون وستحاسبون على عقائدكم وعلى اعمالكم. وبالتالي استعدوا لذلك اليوم هذا هو الذي تظنون ان يغلبوا على ظنكم ويكون من شأنكم انكم تعتقدون ان لم تكن الا لحظات وتظنون ان لبثتم اي تعتقدون بانكم لم تبقوا في الدنيا الا زمنا يسيرا قليلا وساعطيكم برهان ذلك من حياتكم الا وهو انه قد مضى من اعماركم سنون كثيرة وايام عديدة وشهور مديدة كانها لحظات فهذا مصداق قوله تظنون ان لبثتم الا الا قليلا فليعتبر الواحد منا في حياته فانه كما مضى اولها سريعا فان العمر لابد كان يمضي جميعا ويكون كانه لحظات. والعاقل من استودع فيه عمله صالحا ينفعه يوم معاده عند ربه سبحانه وتعالى هذه الايات العظيمة فيها عدد من الفوائد والحكم والاحكام. فمن ذلك تنزه الله جل وعلا عن الولد ذكورا واناثا وفي هذه هي الايات ان الملائكة خلق من خلق الله خلقهم وسخرهم لاداء اعمال من الامور التي امرهم الله بها من تدبير هذا الكون بامره واذنه سبحانه وتعالى وفي هذه المألايات تحريم وصف الملائكة بانهم اناثا وقد استدلا طائفة من اهل العلم بهذه الاية على انه لا يجوز تسمية الانثى بملك او ملاك لان الملك والملائكة هم خلق من خلق الله وليسوا اناثا في اعتقاد اهل الجاهلية. ولذا رأوا المنع من التسمية بهذين الاسمين للاناث ملك وملاك. وفي هذه الايات ان الاقوال قد تكون ذنبا عظيما. واثما كبيرا اذا على الانسان ان يصون لسانه من ان يتكلم بما يغضب الله جل وعلا وفي هذه الايات تنزه الله عن ان يكون له شريك يعبد من دونه او تصرف له عبادة وفي هذه الايات ان الهدايت انما تكون بسير الانسان الى الله جل وعلا. ولذا قال لابتغوا الى ذي العرش سبيلا وفي هذه الايات ترغيب العباد بان تكون مقاصدهم ونياتهم في جميع اعمالهم لله سبحانه ولذا قال لابتغوا وهذا من الارادة وفي هذه الايات تنزيه الله جل وعلا من الاعتقادات الفاسدة والاقوال الباطلة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يسخر ما في الكون كله من اجل من سبحوا الله وينزهوه عن المقالات الفاسدة وفي هذه الايات ان العبد اذا لم يفهم شيئا فهذا لا يدل على عدم صحته تسبيح الماء فتسبيح المخلوقات. وان كنا لا نفهمه ولا نعقله الا انه حقيقة كن ثابتة وبالتالي على العبد ان يؤمن بما جاء عن الله عز وجل وان يسلم له لا يكون من شأنه ان يجادل في ايات الله. بل عليه ان يتأمل ما فيها من الادلة والبراهين وما ذاك الا ان بعض الناس تأتيه الشياطين فيوحون الى اوليائهم ليجادلوكم بحجج بحجج فاسدة لا يصح التعويل عليها وفي هذه الايات استحباب قراءة القرآن ليسمعه الجميع. وانه لا كراهة في ان يقرأ المسلم القرآن بحضور غير المسلمين. واستماعهم له ولذا قال واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجاب مستورا. وفي هذه الايات ان احسن الدعوة هي تلك الدعوة التي تنطلق من كتاب الله جل وعلا. ولذا قال سبحانه لانذرهم به ومن بلغ. فمن اراد الحجة المقنعة والدليل التام فعليه كتاب الله. وقال تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيده اعظم التذكير ما كان بايات القرآن. فان فيه من اساليب الوعظ ما يحرك القلوب الله وفيه من الادلة القاطعة ما يجعل العقول تتأمل في هذه الادلة وتستجيب لها وفي هذه الايات النهي عن مقابلة الاحتجاجات القرآنية باقيسة وامثلة قبل ان يتفكر في فكم من قياس كان قياسا فاسدا وانظر الى ابليس كان من شأنه ان قاس واستدل ما يظن انه عقل فكان من اسباب بظلاله فانه قال مفظلا لنفسه على ادم. كيف اسجد لمن خلقت طينا انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فهذه الاستدلالات هي التي جعلت هذا العدو اعرض عن دعوة الحق ولا يستجيب لامر الله كان من اسباب ذلك ان انا ابليس ممن يضع في العقول من الوساوس ما يظنه الناس ادلة واضحة وبراهين ساطعة وليس الامر كذلك وفي هذه الايات وجوب الاستماع للقرآن والتأمل بما فيه من الايات والتفكر في الايات التي تتلى على العبد وفي هذه الايات ان من استمع من المشركين لم يكن استماعه على جهة طلب حق والتأمل فيما في هذا القرآن وما ورد من الادلة والبراهين. وانما شأنه ان يبحث عما يقدح به في هذا القرآن في ذهنه وتقديره. ويكون من شأنه ان يضرب الامثال التي تقابل ما في القرآن من الادلة والبراهين وفي هذه الايات انه لا يزال اهل الباطل يصفون اهل الحق بالاوصاف التي تجعل الناس ينفر منهم. ولذا نجد انه في زماننا الحاضر يتهم العلماء والفقهاء باتهامات وينسب اليهم مقالات ويوصفون باوصاف مقزعة وما ذاك الا ان الشيطان اراد ان يصد الناس عن الاستجابة لدعوتهم واراد الله جل وعلا خيرا بهؤلاء الفقهاء ليكثر اثمهم ويكون من شأنهم ان تؤخذ من حسناتهم وفي هذه الايات قدرة الله جل وعلا على البعث واعادة الاجساد والارواح فيها بعد ان كانت رفاتا وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يستكثر على الله شيئا. فالله القادر ولا يعجزه شيء. انما امره اذا اراد شاء ان يقول له كن فيكون وفي هذه الايات ان الادلة القياسية العقلية متى كانتا ادلة صحيحة كانت مقبولة واعظم الادلة العقلية القياسية ما في كتاب الله سبحانه وتعالى لا اه يعرض لها ادنى شيء من الشك وفي هذه هي الايات ان الله لا يعجزه شيء. وانه سبحانه لا غالب له ولا قاهر له بل هو القاهر الغالب لجميع المخلوقات وفي هذه الايات التذكير بقدرة الله على خلق الانسان اول الامر على قدرته على خلقه مرة اخرى فقوله فطركم اول مرة اي انشأكم من العدم بعد ان لم تكونوا شيئا وفي هذه الايات انه لا ينبغي الاستهزاء ولا يجوز الاستهزاء بدعاة الحق فيحذر الانسان من ان يكون ساخرا بهم مستهزئا لهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد اخفى وقت الساعة فلا يدرى متى فلا يدرى متى هو. ولذلك على الانسان ان يستمر في الطاعات حتى اذا جاءه الاجل جاه وهو على طاعة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد بين ان يوم الساعة والحساب قريب اي انه ستمضي عليكم اوقاتكم سريعا. وبالتالي ستستشعرون في يوم ما ان هذا ان هذه الدعوة دعوة قريبة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يدعو وينادي وآآ فيها من الفوائد والمعاني ان الله جل وعلا يجعل الناس يوم القيامة يستجيبون هنا لا يستجيبون لدعوة الحق مثنين على الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الانسان لا ينبغي به ان يظن ظنا الا اذا كان عنده من الادلة ما يسند ظنه وما يكون سببا من اسباب جزمه بصحة مقالته والا كان الانسان ممن يقول على الله بلا علم فهذه ايات عظيمة فيها رد لاكبر شبهات المشركين واهل الجهل وفيها تقويم هذا الدين والتأكيد على ما فيه من المعاني العظيمة. بارك الله جل وعلا فيكم. وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يعيدهم الى دينه عودا حميدا وان يرزقهم الانابة اليه. اللهم كن معهم مؤيدا منصورا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين