الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. تفضل علينا فبلغنا شهر رمضان ومكننا من اداء العبادات فيه. فله الحمد وله الثناء وله الشكر واشهد ان محمدا عبده ورسوله. دل له ما جعل ما فيه خيرها وصلاح امرها وسعادتها في دنياها واخراها. وبعد فيا ايها الاخوة الاعزاء نهنئكم بلوغكم شهر رمضان من هذا العام الرابع والاربعين واربعمائة والف. نسأل الله ان يعينكم على صيامه وقيامه واداء الاعمال الصالحة فيه. وبعد فنواصل ما كنا ابتدأنا به من تفسير كتاب الله عز وجل. وكنا فيما مضى قد انتهينا من سورة النحل. ولعلنا باذن الله عز وجل ان نبتدأ بسورة الحجر وهي سورة مكية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اما بمكة وكان من شأنها بيان خطاب اهل الاسلام للمشركين ببيان الادلة القاطعة على صحة وحاجة البشرية الى هذا الكتاب مع ذكر مبدأ البشر نماذج من قصص الامم السابقة التي اعرضت عن الخير والهدى فنزلت بهم العقوبات الدنيوية وتذكير بي اسس الخطاب مع المشركين فلنبدأ بقراءة ايات من هذه السورة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الف امرا تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. ربما يود الذين كفروا وكانوا مسلمين. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون. وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم. ما تسبق من امة اجلها وما تأخرون. وقالوا يا ايها الذين نزل عليه الذكر انك لمجنون. لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين. ما ننزل الملائكة الا الحق وما كانوا اذا منظرين. انا فنحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ولقد من قبلك في شيع الاولين. وما تأتيهم وما من رسول الا كانوا به يستهزؤون. وما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤون. كذلك نسلكه في بالمجرمين. لا يؤمنون به وقد خلت سنة الاولين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا وفيه فضلوا فيه يعرجون. لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون بدأ الله جل وعلا هذه السورة بحروف مقطعة ليعرف العرب عجزهم وعدم قدرتهم بالإتيان بمثل هذا القرآن مع انه من جنس كلامهم وقد بني على كلماتهم وحروفهم التي يتكلمون بها فاتى بحروف مقطعة في اوائل هذه السورة يشد الاذهان الى معي آيات القرآن وليبين عجز العرب عن الاتيان بمثل هذا القرآن مع انه مركب من حروف يتكلمون بها ثم قال تعالى منوها بذكر هذا الكتاب معرفا بشيء من قيمته تلك ايات الكتاب وقرآن مبينا فهذه علامات ايات اي علامات واضحات ودلائل وبراهن ناصعة فضيحة تبين للناس صدق ما في هذا الكتاب. فقد قامت الادلة على انه مصلح لاحوال الخلق وسبب من اسباب سعادتهم في الدنيا والاخرة. وبين انه مكتوب يستطيعون قراءته وانه مقروء يتمكنون من سماعه. فقال تلك ايات القرآن تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. اي انه واضح يتمكن من قرأه من فهم وادراك شيء من الاحكام والدلائل التي اشتمل عليها هذا القرآن ثم قال تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. ربما رب تقليل والماء ولفظة ما تدخل على رب متى اريد دخولها على الافعال. فقال ما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. وذلك ان هؤلاء الكفار عند خلواتهم تأتيهم اوقات صحوة تجعلهم يعرفون صدق ما في هذا الكتاب وصحته وصدق الدلائل التي اشتمل عليها هذا الكتاب. ومن ثم يرغبون لو كانوا ثم يطغى على قلوبهم ويغشى على فيدتهم ما هم فيه من الضلال فيعودون على ما هم عليه من التكذيب والكفر بايات الله جل وعلا. مما شعر بان الحجة قد قامت عليهم. والبراهين قد وصلت اليهم. وانهم ان انما يتركون اتباع هذا القرآن على جهة العناد والرغبة في الدنيا. فلذا بين الله عز وجل انه متمكن منهم وانه قادر على انزال العقوبة العاجلة بهم ولكن لله حكم يجعلهم يتأخرون في في نزول يجعلهم يتأخرون في تكذيبهم ويتأخر نزول العذاب عليهم. فلذا قال تعالى ذرهم اي اتركهم ولا يكن من شأنك ان تتأسف على حالهم فانهم قد غرتهم الاماني الكاذبة فلا يلتفتون الا الى الدنيا. ولذا قال ذرهم تأكل ويتمتعوا فيشير الى ان الله ينعم عليهم ويمكنهم من الاستمتاع بامور الدنيا ومع ذلك هم مستمرون في غيهم وعنادهم وكفرهم وتكذيبهم وما ذاك الا انهم قد جاءتهم الامال الكاذبة فالهتهم عن التصديق بهذه الرسالة والايقان بما في هذا الكتاب والاتباع للنبي الكريم قال فسوف يعلمون اي سوف يأتيهم اوقات يعلمون فيها صدق هذا النبي وصحة هذه الرسالة وسلامة هذا الكتاب وهذا الوقت الذي يعلمونه فيه اما وقت نزول العذاب الدنيوي بهم. واما وقت الرزاقي وادخالهم القبور واما في يوم القيامة عندما يرون اهل الايمان ينجون ويدخلون جنان الخلد ويقسم لهم نار جهنم اعاذكم الله منها. ثم قال تعالى مبينا ان له حكما في تأخير العذاب عن هؤلاء المكذبين. ولذا قال ومالكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم اي ان القرى السابقة التي كذبت بانبياء الله وصدت عن سبيل الله استهزأت بدعوة الحق قد جعل الله لهم امدا في حياتهم يلهون بما هم فيه لكن لهم ميعاد مؤقت وكتاب مؤجل تنزل فيه العقوبات عليهم. ولذا قال وما اهلكنا ان لم نرسل عذابا يهلك ويقسم الامم السابقة المكذبة والقرى المتقدمة ديما التي لم تنقض لانبياء الله الا ولها كتاب معلوم اي وقت مؤجل يعلمه الله عز وجل ينزل فيه العقوبة الشديدة عليهم التي تستأصلهم ولذا قال ما تسبق من امتنا اجلها. وما يستأخرون. اي ان نزول العقاب بهم عذاب مؤقت باجل محدد معلوم. عند رب العزة والجلال. لا يتمكن احد من من ان يقدم وقت ذلك العذاب. ولا ولا يتمكنونهم من تأخير العذاب عنهم وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر اي ان هؤلاء الاقوام المكذبين بنبي الله صلى الله عليه وسلم. ويقولون له يا ايها الذي نزل عليه الذكر ايا ايها الرجل البشر الذي تزعم انه نزل عليك من عند الله فذكر يذكر الناس بحالهم ومآلهم. وهم مكذبون بذلك. ولذا قالوا له انك مجنونة اي ان عقلك غائب كيف تريد منا ونحن اصحاب العقول ان نتبعك وان على طريقتك وان نكون تابعين منقادين لامرك ثم طلبوا منه اية فقالوا له لو ما تأتينا بالملائكة اي اذا كنت صادقا في النبوة وانه قد نزل عليك كتاب من عند الله عز وجل. فليكن من شأنك ان الملائكة وتأتي بهم من السماء من اجل ان يشهدوا لك بانك صادق في دعواك كالنبوة ويشهد لهذا الكتاب بانه من عند الله عز وجل فرد الله جل وعلا عليهم بان الملائكة لا ينزلون الا بالعذاب. فلو استجيب لكم كانت الحال ان تنزل الملائكة معها العذاب الشديد بمثل ما نزل بالامم السابقة من العذاب المهلك. ولذا قال ما ننزل الملائكة الا بالحق. اي بالعذاب الشديد. الذي يلحق الموت بكم وما كانوا اذا منظرين. اي لو قدر ان الملائكة نزلوا لم يكن هناك تأخير في نزول العقاب والعذاب بكم عدم نزول الملائكة من صالحكم ولفائدتكم ثم ذكر جل وعلا اية ينبغي بهم ان يقتنعوا بها. الا وهي هذا الكتاب الذي فيه الدلائل واضحة والبراهين المقنعة التي من تأمل فيها اقتنع بالحق الذي ورد بهذا الكتاب. ويدلك على ذلك ان الله عز عز وجل قد جعله محفوظا لا يتمكن احد من تحريف ما فيه او تغيير هذا الكتاب فقال انا نحن نزلنا الذكر اي هذا القرآن وانا له لحافظون. وقوله هنا ان اراد الله عز وجل ان يعظم نفسه فاتى بظمير الجمع. والا فان الله واحد كما قال تعالى قل هو الله احد. وكما قال وما من اله الا اله واحد قد تكفل الله عز وجل بحفظ هذا الكتاب ليكون اية عظيمة ودليلا وبرهانا على صحة هذه الرسالة وصدق هذا النبي صلى الله عليه وسلم ومع محاولات الاعداء بتحريف كتاب الله لم ينطلي تحريفهم على اهل الاسلام ثم ذكر الله جل وعلا انه قد ارسل انبياء سابقين في الملل السابقة والاقوام الماضية فقال ولقد ارسلنا من قبلك اي يخبر الله نبيه ببعثة الانبياء السابقين ليكون ذلك على سبيل التسلية له واخذ العبرة من قصصهم فقال ولقد بالتأكيد ولقد ارسلنا اي بعثنا انبياء ورسلا من قبلك اي من قبلك لهذه الرسالة في شيع الاولين اي في فرق الامم الماضية وفي القوام السالفة وكان من شأنهم تكذيب انبياء الله والاستهزاء بهم. فعندما يستهزء بك هؤلاء اقوام فاعلم بان هذه حجة حجة من لا يملك حجة صحيحة فانهم لو كانوا يملكون ادلة صحيحة لردوا بها. ولكن لم يكن من شأنهم الا الاستهزاء وهكذا شأن المبطلين الذين يسيرون على خلاف الحق انهم يستهزئون اهل الحق ويسخرون منهم وفي عصرنا الحاضر وجدت انواع من طرائق الاستهزاء يستهزئون بي نبي الهدى وبدعوة الحق فكان ذلك من السنة الماضية في عباد الله انهم اذا عجزوا عن الرد على الدجاجة التي جاء بها اهل الاسلام توجهوا الى الاستهزاء والسخرية فهذه حيلة اجز وطريقة من لا يستطيع مقارعة الدليل بالدليل والحجة بالحجة قال تعالى كذلك اي سنجعل هذه الطريقة في استهزاء المبطلين باهل الحق طريقا مسلوكا الى قيام الساعة. كذلك نسلكه في قلوب المجرمين. اي ويجعله طريقا يسلكونه ويسير عليه اهل الاجرام الذين يصدون الناس عن الهدى ويبعدونهم عن طريق الحق فكان من شأنهم انهم لا يصدقون بهذا الكتاب. ولا ينقادون لاوامره. ولا يستجيب لانبيائه فتكون العاقبة السيئة لهم فتنزل بهم العقوبات في الدنيا سنة ماضية وطريقة الهية جارية في الكون. ولذا قال وقد خلت سنة الاولين اي مضت طريقة الاولين في كونهم يستهزئون بالحق واهله فتنزل بهم العقوبات ثم ذكر جل وعلا سببا من اسباب عدم استجابة رب العزة والجلال لهم فيما اقترح من نزول الملائكة. فقال ولو فتحنا عليهم بابا من السماء اي لو جعلنا هناك فتحة في ابواب السماء فنزلت الملائكة فانهم حينئذ سيقولون هذا سعر وما نراه ابصارنا ليس حقيقة ولا نصدق به. بل لو قدر انهم صعدوا الى السماء ففتحت لهم ابوابها لاتهموا ابصارهم بانهم قد شاهدوا ما ليس بحقيقة وانهم قد سحروا في ابصارهم. فقال ولو فتحنا اي جعلنا ابوابا وباب من السماء تظلوا فيه يعرجون اي صعدوا فيه ورقوا الى السماء فشاهدوا الملائكة هناك واقروا لهم ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. فانهم لن يستجيبوا لدعوة الحق. ولن ينقاد للهدى فان الله عز وجل قد قدر عليهم ظد ذلك لحكمة يراها فان من سنن الله في الكون ان يكون هناك صراع بين الحق والباطل من اجل ان يعرف الحق ويكون له حماة يدافعون عنه ويعرفون به فحينئذ ذكر الله جل وعلا عنهم بانهم لو راو الملائكة تنزل من ابواب السماء او لو فتحت ابواب السماء لهؤلاء المكذبين فصعدوا في السماء لقالوا على جهة للتكذيب انما سكرت ابصارنا. فما نراه ليس بحقيقة وليست هذه السماء وليس هؤلاء الملائكة بل نحن قوم مسحورون. جائنا السحر من هؤلاء الذين يدعون الى هذا الكتاب وبالتالي فاصبحنا نرى ما لا حقيقة له ونسمع ما لا حقيقة له ولذا كان فيما انزله الله عز وجل من الايات الباهرات على الادلة الدامغات ما يكون سببا من اسباب هداية من اراد الله له الهداية فهذه ايات عظيمة فيها تذكير بمعان جليلة. فمن تلك المعاني تعظيم هذا الكتاب القرآن العظيم وبيان انه كتاب واضح بين من تفكر فيه انقاد للهدى واستجاب دعوة الحق وفي هذه الايات ان الكافرين انما جحدوا ايات الله على جهة العناد. والا فانه تأتيهم اوقات يتمنون فيها لو كانوا مسلمين ولكن منعهم ما قدموه في امور دنياهم الهاهم به الامل على الاستجابة لدعوة الحق. وفي هذه الايات ان لله كما في كون الكافرين يتمتعون بامور الدنيا ليكون ذلك من اسباب قيام الحجة عليهم وفي هذه الايات تحذير لانسان من الاستجابة للامل الذي يقطعه عن العمل. فان الانسان ما تأمل في الدنيا وكانت رغباته في امور الدنيا كان ذلك من اسباب عدم تقديمه للاخرة ولذا فان من الواجب على العبد ان يكون من مقصوده النجاة ان يكون من مقصوده النجاة يوم القيامة ليكون في ذلكم اليوم من اهل الجنان لا من اهل ايران وفي هذه الايات بيان ان اهل الباطل سيأتيهم اوقات يعلمون فيها صدقا النبي وصحة الرسالة وفي هذه الايات ان العذاب الذي ينزل بالاقوام المكذبين له اجال محددة يقدرها الله عز وجل بعد ان يمهلهم في الدنيا ويعطيهم من نعيمها ليكون ذلك من اسباب قيام الحجة عليهم وفي هذه الايات عدم استعجال اهل الايمان لنزول العقوبات بالمكذبين الكافرين. فان الله جل قد تكفل بنزول العقوبة بهم في الدنيا مع ما ينتظرهم من العذاب الشديد في الاخرة وفي هذه الايات استهزاء المشركين بالمؤمنين واستمرار طريقتهم في السخرية والاستهزاء حتى انهم يستهزئون بهم فيقولون يظنون انهم على الحق ويقولون بان الحق المطلق عندهم ويكون من مقالة هؤلاء الكافرين في بالمسلمين التقليل من مكانتهم وتنزيل او صافي النقص والذل بهم. ومن شأنهم ان يبثوا الدعاء الدعايات الكاذبة. وان استعملوا الوسائل الاعلامية في القدح بالاسلام واهل الاسلام والسخرية منهم فهذه سنة ماضية. ولذا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة السخرية يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون وفي هذه الايات ان الله عز وجل لم يستجب لما طلبه كفار مكة ومن حولها من الايات لانهم لن ينتفعوا بنزولها. ولانه اذا نزلت الاية عليهم فلم يصدقوا بها نزلت بهم العقوبة مباشرة كما كان ذلك في السابقة وفي هذه الايات دليل واضح على صدق هذا القرآن. فان الله عز وجل قد تكفل بحفظه وعدم ورود التحريف الذي ينطلي على الناس فيه. وها هو كتاب الله جل وعلا قلالا الف واربعمائة عام وزيادة لا زال محفوظا عند العبادة يحفظه الصبيان كبار وقد كتب في المصاحف على انواع طبعاتها. وهكذا فيه قنوات واذاعات تبث هذا الكتاب وتنشره في الخلق. وما ذاك الا ان سبب النجاة هي هذا القرآن. فذكر بالقرآن من يخاف وعيدا فانه ينبغي بالانسان ان يجعل هذا القرآن سميره وانيسه وقائده وامامه الذي يقتدي به لتحصل له النجاة في هذا الكتاب وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد ارسل الى الامم السابقة على اختلاف مللها واختلاف ببلدانها وتنوع طرائقها في حياتها. فان الله جل وعلا لم يخلي امه من رسول يدلها على ما فيه خيرها ونجاتها وسعادتها في دنياها واخراها وفي هذه الايات ان سنة الله جارية في الانبياء السابقين ان اقوامهم يسهرون من ويستهزئون بهم ويصدون الناس عن الاستجابة لهم وفي هذه الايات ان طريقة السخرية والاستهزاء بالحق واهل الحق ستظل جارية وستبقى في احوال الناس الى قيام الساعة. وسيزين للمشركين المجرمين في قلوبهم هذا الاستهزاء فيظنون انهم باستهزائهم وسخريتهم انتصرون ولا يمكنون الناس من الاستجابة لدعوة الحق وفي هذه الايات ان لله سننا في الكون لا تتخلف. فمن سنته ان يجعل اهل الباطل يتمادون في باطلهم قليلا. ويتنعمون بنياب انواع من النعم الدنيوية. ثم تأتي العقوبات التي تستأصلهم وتزيل حياتهم وما عندهم من النعم وفي هذه الايات ان السماء بناء محكم. لم يجعل الله فيه فوأه. من لم يجعل لم يجعل لا في فجوات وانما جعله بناء محكما. وفي هذه الايات بيان ان المشركين لو استجيب لهم فيما طلبوه من خوارق لم يكن من شأنهم ان يستجيبوا لها. بل سيعتذرون بانواع المعادن وسيسولون لانفسهم باعتذارات باردة لكونهم لن للحق بسبب ان الله عز وجل قد مضت سنته فيهم بانهم سيبقون على ظلالهم وفي هذه الايات ان المبطلين يتهمون اهل الاسلام الاوصاف الشنيعة بالسحر وبعدم التمكين انسان من التفكر فيما حوله ونحو ذلك من الامور التي يظنون انهم بذلك يجدون مبررا لانفسهم في البقاء على طريق الظلالة وفي هذه الايات ان الانسان متى جاءته دعوة الحق وقام دليلها وجب عليه الانقياد لها ولم يجوز له ان يتعذر بالمعاذير الكاذبة التي يظن انها تنجيه عند الله جل وعلا وهي لا تنجيه من الله سبحانه وتعالى. بارك الله ووفقكم لكل خير وجعلكم من الهداة المهتدين. رزقكم الله فهم كتابه والعمل ما فيه وتامل معانيه وحكمه. كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من المستجيبين لدعوة نبيه المنقادين لاوامره السائرين على ما يرضي رب العزة والجلال. كما نسأله جل وعلا ان يسلمنا من العقوبات الدنيوية وان يبعد عنا انواع العذاب المرتبطة بمخالفة نهجه وطريقته. كما اسأل الله جل وعلا ان يصلح احوال الامة في مشارق الارض ومغاربها وان يعيدهم الى دينه عودا حميدا. وان يرزقهم التمسك بكتابه والسير على هدي نبيك صلى الله عليه وسلم كما اسأل الله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امر هذه البلاد لما يحب ويرضى وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين