الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم النعم وان يدفع عنكم النقم وان يرفع لكم وان يعلي لكم المنازل وان يجعلكم على خير حال وافضل منهاج وطريق وبعد لعلنا باذن الله عز وجل ان نأخذ تفسير عدد من ايات كتاب الله جل وعلى ان يكون ذلك من اسباب رضا الله عنا. ونواصل قراءة ايات من سورة النحل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من كفر بالله من بعد ايمانه الا من ان اكره وقلبه مطمئن الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ان ولكن من شرح بالكفر صدرا ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بانهم مستحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم بصرهم واولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتن ثم جاهدوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها غفور رحيم يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطب ما ان كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها غدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون نعم ذكر الله جل وعلا في هذه الآيات حال بعض اصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم الذين عذبه اهل مكة حتى اظهروا الكفر بالسنتهم. مع كون قلوبهم كانت مطمئنة بالايمان وقد نزلت هذه الحادثة في قصة عمار ابن ياسر رضي الله عنه فان المشركين من اهل مكة كانوا يعذبون المستضعفين وكانوا يسومونهم بانواع العذاب. ومن هنا كان من شأن اهل الايمان ان يتحملوا ما جاءهم من انواع العذاب. رغبة فيما عند الله عز وجل حتى انه تجاوز العذاب بهم الى ان وصلوا الى درجة لا يستطيعون معها الصبر حتى نطق بعضهم كلمة الكفر بكلمة الكفر بالسنتهم مع كون قلوبهم مطمئنة فلما وقع ذلك فلما وقع ذلك سأل سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ما نطقوا به نزلت هذه الايات. ولذا اتفق العلماء على انه يجوز للانسان ان مهجته ويجوز له ان يبقى على ايمان في به مع نطق بلسانه لما يتوافق مع هؤلاء كما كان من شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا حالان حال عمار التي اشارت لها الايات وحال بلال رضي الله عنه فان كانوا يسومونه بانواع العذاب. بل كانوا يضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر. ويأمرونه ان يشرك بالله. وان يقدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأبى عليهم ويقول احد احد وكان يقول لو اعلم ان كلمة ان هي اغيظ لكم منها لقلتها. رضي الله عنه. وهكذا ذكر العلماء من شأن صحابة رسول الله حبيب ابن زيد الانصاري. فانه لما اخذه مسيلمة وقال له اتشهد ان محمدا رسول الله؟ قال نعم. فيقول اتشهد اني رسول الله؟ قال لا اسمع فلم يزل يقطعه عظوا عظوا وهو ثابت على ذلك ومن هنا يعلم الانسان معنى هذه الاية في ذكر حال صحابة رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ولهذا قال ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب اب عظيم وقد اشار الله تعالى الى حال ثالث وحال رابع. اما الثالث فحال من استجاب لما تعرض له من الفتنة. لكنه تاب بعد ذلك فقد قال في الايات التي بعدها ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم. واما الحال الرابع فحال الذين شرحوا بالكفر صدرا وبقوا على الضلالة. وهؤلاء حكم بان عليهم الغضب من الله ولهم العذاب العظيم ولذا قال من كفر بالله اي ان الذين يفترون الكذب هم اولئك الذين كفروا بالله وليسوا اهل الايمان اولئك الذين كفروا بعد ايمانهم فهؤلاء من اعظم الناس كفرا فانهم الايمان وعرفوا صدقا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا صحة ما في هذا الدين وعرفوا شعائره وشرائعه. ثم بعد ذلك استحوذ عليهم الشيطان فكان منهم ترك هذا الدين. ولذا قال من كفر بالله من بعد ايمانه ثم قال الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. الطمأنينة سكون الحال واستقرار القلب قد تكون في القلب كما هنا في قوله وقلبه مطمئن وقد تكون في الحال العام كما في قوله قرية كانت امنة مطمئنة انه ثم قال ولكن الا من اكره فالا ذات استثناء معناها ان من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لا يدخل في العذاب الاتي ولا يكون من اولئك الذين افتروا على الله كذب ثم قال ولكن منشرح بالكفر صدرا. شرح الشيء انفتاحه واتساعه. ولذلك فيقال لمن مزق كتابا شرحه بمعنى انه فصل بعض اجزائه عن بعضها الاخر ولذا قال تعالى الم نشرح لك صدرك بمعنى انا جعلناه متسعا ليس بضيق. وهكذا في قوله ولكن منشرح بالكفر صدره. اي اخذه بطمأنينة وبرغبة وباقبال اما لامر الدنيا فارتد من اجل ان لينال شيئا من امور الدنيا او خوفا من نزول عقاب اهل الدنيا به قال فعليهم غضب اي ان الله جل وعلا يغضب على اولئك الذين شرحوا بالكفر صدرا لهم عذاب عظيم. اي شديد كبير. ثم ذكر العلة في هذا فقال بانه مستحب اي رغبوا واحبوا وطلبوا محبة الحياة الدنيا على الاخرة فقوله استحبوا يعني انهم طلبوا المحبة. فالألف والسين والتاء للطلب وذلك انهم قدموا امور الدنيا سواء قدموها على سبيل الرغبة كمن يأخذ شيئا من امور الدنيا من اجل ان ينال حظا دنيويا بترك هذا الدين او اراد ان يسلم من عقوبة اهل الدنيا وحينئذ قدم ما الدنيا على الاخرة وهؤلاء لا يخرجون عن قدر الله. فالله جل وعلا هو الذي قدر لهم الظلال. وهو الذي قدر لهم عدم انشراح الصدر بالاسلام وانشراحه بالكفر ولكن هذا التقدير ناتج عن افعال من افعالهم وتصرفات عائدة اليهم. ولذا قال وان الله لا يهدي القوم الكافرين. ثم ذكر الله جل وعلا ان من كان كذلك فانه يطبع على قلبه وبالتالي يظن ان ما عليه ان ما هو عليه من حال سيئة امور مقبولة معقولة ويظن ان العقل فيما يظاد العقل من حاله. ويظن انه على شيء وهو ليس على شيء اعرض عن الله جل وعلا لم يعد يرى الحق حقا لم يعد يرى الباطل باطلا وانما يزين له في باطل فيقدم عليه ويكره له الحق والهدى في عرض عنه. ولذا فان كثيرا ممن يتبعون اهواءهم يظنون انهم على شيء ويظنون انهم ينالون الدنيا وما يعلمون انهم يضيعون الدنيا والاخرة. قال تعالى اولئك الذين طبع الله على قلوبهم فلم تعد تميز بين الحق والباطل وسمعهم وبالتالي لا يفكرون فيما يتلى عليهم. وهكذا ايضا طبع الله على ابصارهم فانهم مع ما يشاهدونه من الايات العظيمة الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى الا ان هذه الايات لا تؤثر عليهم لما؟ لانهم غفلوا عن الامور العظيمة التي ينبغي بهم ان يفكروا فيها فان من اعظم ما يفكر فيه ان يفكر الانسان من الذي اوجده ولماذا اوجده وما هي العاقبة التي ستكون له فهذه الاسئلة الثلاثة ينبغي ان تكون حاضرة في ذهني كل عاقل. لكن من غفل عنها فانه حينئذ يطبع على قلبه وسمعه وبصره ثم قال لا جرم اي ان الحق الذي لا شك فيه انهم سيأتون يوم القيامة غير رابحين ولا فائزين قال تعالى ثم لانه ذكر الردة التي تكون فيمن كفر بعد ايمانه فذكر منشرح بالكفر صدرا. وذكر من اكره وقلبه مطمئن. وذكر هنا من ارتد وفتن لكنه بعد ذلك تاب وعاد الى الله فقال ثم ان ربك وفي استعمال لفظ الرب اشارة الى تفضل الله على العبد بنعمة الهداية. ثم ان ربك الذين هاجروا هجروا معاصي الله وهاجروا من محل الكفر الى محل الاسلام. من بعد ما فتنوا اي زاغت قلوبهم وارتدوا عن دينهم ثم جاهدوا اي بذلوا من نفوسهم ومن اموالهم في سبيل الله تعالى اي تحملوا الاذى في سبيل ذلك. ان ربك من بعدها لغفور رحيم. اي يتجاوز الله جل وعلا عنها. وقد نزلت هذه الاية اصالة في اناس من اهل مكة امنوا وعرفوا صدق هذا النبي صلى الله عليه وسلم. فلما تعرضوا لشيء من الاذى تركوا دين الله وكذبوا رسول الله فكان هذا من اسباب كونهم قد فتنوا الا ان الله امتن عليهم بالهداية بعد ذلك فعادوا الى دين الله ومنهم هنا رجعوا الى دين الله وطلبوا العفو من الله. وهاجروا في سبيل الله ثم ذكر الله جل وعلا بالعذاب الشديد في يوم القيامة. فانه لما قال لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون ذكر بصفات تلك ذلك اليوم. فقال يوم تأتي كل في السن تجادل عن نفسها اي في يوم القيامة كل فرد مشغول بنفسه. لا يوجد محامون ولا مدافعون عن الشخص وانما يتكلم الانسان عن نفسه فقط فكل منهم يقول نفسي نفسي يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها فقط. وقد ورد ان الله هو الذي يتولى حسابهم ومناقشتهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظرا ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى الا النار. فاتقوا النار ولو بشق تمرة ثم قال تعالى وتوفى كل نفس ما عملت اي ان الله يجازي العباد على رفق ما عملوه من الاعمال وهم لا يظلمون. اي لا يؤخذ من حسناتهم بل زون عليها ولا يؤخذ من سيئات غيرهم فتطرح عليهم. وذلك من عظيم عدل الله جل وعلا اهل الايمان يجازيهم الله بحسناتهم في الاخرة. ويتجاوز عن سيئاتهم وعد الصدق الذي وعدهم الله واهل الكفر يجازون بحسناتهم في الدنيا. فاذا افضوا يوم القيامة لم يكن معهم حسنات فطرحت عليهم سيئاتهم وطرحوا في نار جهنم نم اعدكم الله منها ولئن كانت الايات السابقة في اهل مكة ابتداء فهم سبب نزولها الا ان لفظها عام فهو يشمل ما لا دناها من الحوادث والوقائع الى قيام الساعة ثم قال تعالى وظرب الله مثلا قرية كانت امنة لما ضرب الله تعالى الامثال بحال المشركين وانهم بمثابة من يعبد ذلك الابكم الذي لا يقدر على شيء. والذي اذا وجهه مولاه على شيء لم يأت بخير ضرب الله مثلا للناس. وبين انه وان جوزي بعض الناس بعمله في الا انه ينبغي به ان يحذر من عقوبات الله تعالى. فان الله يمهل ولكنه لا يهمل. فضرب الله مثلا قرية وفي هذا بيان انه مهما كبرت محال الناس الا انها صغيرة بالنسبة لعظمة الله وقدرته. ولذا تجد في عبارات الناس اليوم وفي كلامهم اصبحت الدنيا قرية واحدة. ومن هنا فان كلمة القرية لا يراد بها تقليلها او تصغيرها وانما المراد بيان انها مهما كبرت فهي لا تعظم ولا ولا تكبر ولا تستطيع ان تخرج عن قدر الله وامره. قال كانت امنة كانت في الاصل تستعمل لما مضى كانت امنة اي لا خوف فيها ولا يخاف الناس وانما هم مطمئنون مرتاحون. ولذا قال مطمئنة اي لا من شيء من الامور التي تكدرهم. وذكر من صفتها انه يأتيها رزقها رغدا اي انه قد وفر لها جميع انواع الارزاق التي يحتاجون اليها ورغد اي متتابعا كثيرا وهذا الرزق الذي يأتيها يأتيها من كل مكان. وكل هنا للعموم. لكن ما كفرت بانعم الله فجحدت بحيث انها صرفت هذه النعم في عبودية غير الله. وصرفت هذه النعم فيما معصية الله تعالى فكفرت بانعم الله. فكان ذلك من اسباب نزول العقاب شديد بها فقال فاذاقهم فيها لباس الجوع والخوف فلم يعودوا يجدون ما ياكلونه ويسد رمقهم. ولم يصبح من حالهم الطمأنينة وانما هم خائفون وانظر كيف استعمل هاتين الكلمتين؟ الدالة على قلة هذا العذاب. بالنسبة بقدرة الله مع انها بالنسبة لهم شنيعة عظيمة ولذا قال فاذاقها. والذوق الشيء اليسير الذي لا يدخل في الجوف قال لباس واللباس خارج البدن مما يدلك على ان هذا العذاب الشديد الذي نزل بهم انما هو امر يسير بالنسبة لقدرة الله تعالى. ولذا قال فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. يعني ان هذه الدنيوية التي جاءتهم جاءتهم نتيجة فعلهم وانظر كيف استخدم الفعل المضارع الذي يعني الاستمرار والدوام. فهم على كفرهم بانعم الله مستمرون. ولذا قال بما كانوا يصنعون. والباء هنا باب الجزاء وتتضمن ان السببية ثم ذكر جل وعلا بان هذا العذاب ما نزل بهم الا بعد ان وصل اليهم الحق. فان الله لا واحدا حتى يصل اليه الحق والعلم فيعرض عنه. ولذا قال ولقد جاءه هم اي اتاهم ووصل اليهم رسول منهم. رسول ارسله الله وبوحي من عنده وهو واحد منهم يعرفون صدقه ويعرفون مدخله ومخرجه فكذبوه اي لم يستجيبوا له. ونسبوه الى الكذب على الله تعالى. فكان هذا من اسباب نزول العذاب بهم. ولذا قال فاخذهم العذاب وهم ظالمون. وانظر كيف فاستخدم في هذا لفظ الفا. الدال على التعقيب. وانه يأتيهم سريعا. ولذا قال فاخذهم العذاب وهم ظالمون فهذه ايات عظيمة بها عدد من الاحكام والحكم. فمن ذلك التشنيع على من كفر بعد ايمانه وبيان تتابع عقوبات الله عليه. من كونه يطبع على قلبه وسمعه وبصره ومن كونه غافلا ومن كونه يكون خاسرا يوم القيامة وفي هذه الايات ان من اكره على على الكفر فتلفظ به بلسانه مع طمأنينة قلبه انه لا حرج في ذلك ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار ان عادوا فعد وفي هذه الايات ان العقوبات التي تنزل بالعبد سواء كانت دنيوية او اخروية هي بسبب فعله هو وبسبب ما اقدم عليه وفي قوله من كفر من بعد ايمانه دليل على ان الانسان قد يكفر في وقت ثم يؤمن في وقت وقد يؤمن ثم يكفر وليس وصف الانسان بالايمان والكفر وصفا واحدا وقد جاء في ذلك ايات كما في قوله تعالى ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله غفر لهم ولا ليهديهم سبيلا اذا من دلالة هذه الاية ان الانسان قد يكفر بعد ايمانه. كما انه قد يؤمن بعد كفره وهذا قول جماهير اهل العلم وهناك طائفة قالت الايمان انما يحكم على الشخص به عند وفاته فمن كان يقاتل الاسلام ومكانة مستمرا على الكفر. وكان منه الافعال الشنيعة ثم امن اخر وقته علمنا انه كان مؤمنا من اول وقته وهذا قول بعض المرجية وهو قول خاطئ وقول يخالف ظواهر هذه النصوص الدالة على ان الانسان قد يكون مؤمنا في زمان كافرا في اخر ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فتن اخر الزمان يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل وفي هذه الايات التحذير من تقديم الدنيا على الاخرة. وينبغي ان اجعل الدنيا مزرعة للاخرة وفي هذه الايات ايضا من الفوائد ان الهداية بيد الله تعالى ولذا يحسن بالانسان ان يطلب الهداية منه وهدا يتذكر هذه لاية التي يقرأها اهدنا الصراط المستقيم. وفي هذه الايات ايظا من الفوائد ان جميع الذنوب يمكن للعبد ان يتوب منها ما دام في الدنيا حتى ولو كان ردة عن دين الله جل وعلا وفي هذه الايات انه ينبغي بالانسان ان يترك مواطن الفتن وان لا يعرض نفسه لها خشية من ان يستجيب لها وفي هذه الايات مشروعية الهجرة من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام. بحيث الانسان في موطن لا يرغم فيه على ما يخالف دين الله تعالى وفي هذه الايات الترغيب في الجهاد في سبيل الله. سواء كان جهادا بالنفس او جهادا بالمال او جهادا وفي هذه الايات ترغيب الناس في الصبر وتحمل الاذى حتى ولو بلغ مبلغ عظيما وفي هذه الايات من الفوائد تذكير الانسان بموقفه يوم القيامة. بحيث يذكر انه سيقف بين يدي الله جل وعلا وفي هذه الايات بيان ان الجزاء عادل في يوم المعاد وفي هذه الايات بيان ان العقوبات الالهية لا تقتصر على العقوبات الاخروية. بل قد تكون عقوبات دنيوية وفي هذه الايات ان الامن ورغد العيش نعم من عند الله عز وجل. وانه يهبها لمن يشاء من عباده اسلبها ممن يشاء من عباده وفي هذه الآيات دلالة على جواز الاتجار في المواد الغذائية فانه قال يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. والناس لا ينقلون الارزاق على جهة التجارة في الغالب. مما يدل على جواز مما يدل على جواز للتجارة في الاغذية ويدل على جواز الاسفار والانتقال من بلد الى اخر وفي هذه الايات ايضا وجوب الاعتراف بان النعم من عند الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان امر الامن والرزق والرغد بيد الله جل وعلا يهبها لمن يشاء ويسلبها ممن يشاء سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان العقوبة الدنيوية او الاخروية لا تنزل بالناس الا اذا قامت عليهم الحجة وجاءهم من يذكرهم بالله تعالى وفي هذه الايات ان من اشنع الذنوب تكذيب الرسل عليهم السلام فهذه ايات عظيمة فيها فوائد وما ذكرته نماذج من تلك الفوائد اسعدكم الله وبارك الله لكم في جميع اموركم واصلح الله احوالكم وغفر الله لكم زلاتكم كما نسأله جل وعلا قلوبا مطمئنة بالايمان ونسأله امنا وارفا ورغد عيش ونسأله جل وعلا ان يجعلنا من الموفقين في كل امورنا. وان ينجينا من لباس والخوف بفظله واحسانه. كما نسأله جل وعلا ان يسعد الجميع. وان يبارك فيهم يجعل العاقبة الحميدة لهم كما نسأله جل وعلا ان يهيأ لنا من امرنا رشدا اللهم وفق ولاة امرنا لكل خير واجعلهم من اهل الهدى والتقى والصلاح والسعادة. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين