انه موحى من عند الله وان الوحي ينزل عليه وفي هذه الايات التحذير من انواع العقوبات التي تقع تحت قدرة الله جل وعلا وفي هذه الايات ان قوة الانسان وقدرته لا تحجب عنه الموت وقيام الساعة ولذا قال او يأخذ ولذا قال ولذا قال او يأخذهم في تقلبهم اي حال قدرتهم وامكان اكتسابهم او يأخذهم على تخوف اي يجعلهم غير مطمئنين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يتقبل منكم الاعمال الصالحة. وان يبارك لكم في العشر الاواخر من هذا الشهر الفضيل. واسأله جل وعلا ان يعينكم فيه على الصيام والقيام الاعمال الصالحة وان يتقبل منكم هذه الاعمال كما اسأله جل وعلا ان يوفقكم لقيام القدر ايمانا واحتسابا. وبعد فهذا لقاء من لقاءاتنا في تفسير سورة النحل نتدارس فيه شيئا من الايات القرآنية التي في هذه السورة بحيث نعرض لبعض المعاني التي اشتملت عليها. وكان من المعاني التي اشتملت على هذه السورة ما يتعلق باثبات يوم المعاد. وبيان ان الناس يوم القيامة لا محالة ان غاية ما لدى المنكرين هو استبعادهم ان يحيي الله هذه العظام الرميم. وغاية حجتهم ان يكون معهم يمين بدون ان يكون عندهم علم. ومن ثم رد الله جل وعلا مقالة تهم هذه ولعلنا باذن الله عز وجل ان نتدارس عددا من الايات التي تحدثت عن ذلك يتفظل القاري بارك الله فيه واسعده الله ليقرأ علينا هذه الايات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له ان نقول له كن فيكون والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا على ربهم يتوكلون وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحيين اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم. ولعلهم يتفكرون افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض ان يخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب من حيث. من حيث لا يشعرون او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين او يأخذهم على تخوف على تخوف فإن ربك او يأخذهم على تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم يذكر الله جل وعلا عن اهل مكة والمشركين ومن ماثلهم انهم ينكرون يوم البعث ويقولون كيف يبعث الناس؟ وكان غاية ما معهم من دليل ان اقسموا ايمانا مغلظة رددوها على اقصى ما تصل اليه ايمانهم فاقسموا بالله وظنوا ان القسم المجرد يكون دليلا او امرا مقنعا اقسموا ان الله لا يبعث من يموت بل من يموت يبقى في ترابه وقبره ولا يخرج من هذا القبر. فرد الله جل وعلا عليهم هذه المقالة بان قال بلى اي هذه مقالة غير صحيحة والصحيح ان الله يبعث العباد ليحاسبهم على اعمالهم. فاذا كانوا يحلفون ويقسمون بالله فهذا من الله مباشرة يرد عليهم مقالتهم. ويبين زيغهم في ذلك. وهذا او وعد من الله ووعد الله حق. لا يتخلف. ولكن اكثر الناس لا يعلمون اي ان اكثر الناس لا يعلمون هذا الوعد الذي قطعه الله على بمحاسبة العباد على افعالهم وببعثهم بعد مماتهم. ثم بين شيئا من الحكم من وجود يوم اخر يجازى العباد فيه. قال ليبين لهم الذي يختلفون فيه اي يوضح لهم هذا الامر الذي اختلفوا فيه. سواء كان من امر المعاد وامر حسابهم والمفاصلة التي كانت بين اهل التوحيد والايمان واهل الشرك والشقاق فيبين الله حال كل منهم من هو المصيب ومن هو المخطئ وكذلك من ثمرات ذلك ان يعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين في ايمانهم حينما اقسموا بالله ان الله لا يبعث من يموت ثم استدل على البعث بقدرة الله جل وعلا. فانه قادر على العظيمة بالاشياء اليسيرة. ولذا قال انما قولنا اي غاية ما يكون اعلى ما يكون ان الله اذا اراد احداث امر قال له كن بحرفين فحينئذ يكون بامر الله جل وعلا. انما قولنا انما للحصر قولنا اي امرنا لشيء اي لمخلوق اذا اردناه ان نقول له كن فحينئذ يكون ذلك الشيء ويتكون ويصبح مخلوقا فمن كان قادرا على ذلك الا يقدر على بعث العباد ومحاسبتهم ثم قال تعالى مبينا حال اهل الايمان وقد ذكر الله جل وعلا حال من يكون في ديار الكفر في هذه السورة في ثلاثة مواطن اولها هذا الموطن في الذين هاجروا بعد ان وقع عليهم شيء من الاذى والظلم بسبب اهتدائهم بالحق فقال والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولا الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون واما الطائفة الثانية فقد ذكروا في اواخر السورة حيث قال تعالى ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما من بعد ما فتنوا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم. فالصنف الاول بقي على ايمانه مع ما يتعرض له من الاذى فلما تمكن من الهجرة هاجر فاعقبه الله خيري الدنيا والاخرة. واما الصنف الثاني فانهم تعرضوا لشيء من الاذى فكان ذلك من من اسباب فتنتهم ورجوعهم عن الحق لكن ان الله من عليهم فهداهم ثم هاجروا. وحينئذ وعدهم الله جل وعلا المغفرة والرحمة واما الصنف الثالث فهم صنف عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك واصلحوا. فهؤلاء ايضا وعدهم الله جل وعلا التوبة والمغفرة والرحمة وبقي صنف الرابع وهم طائفة استجابوا لدعوة الحق فتعرضوا للاذى ففتنوا فقدموا الدنيا على الاخرة وحينئذ خسروا الدنيا والاخرة فالمقصود ان الله قد قسم الاصناف الناس ممن عاشوا في تلك الديار التي يمارس عليهم انواع الاذى فيها الى اربعة الى الاربعة لاقسام هذه وخلاصة ذلك تقديم الاخرة على الدنيا بحيث فان من قدم الاخرة على الدنيا اعطاه الله الدنيا والاخرة. ولذا قال والذين هاجروا في الله يحتمل انهم تركوا بلاد الكفر الى بلاد الاسلام ويحتمل انهم هجروا ما نهى الله عنه هاجروا في الله اي بنية خالصة لا يريدون بذلك شيئا من امور دنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كان هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه قال من بعد ما ظلموا اي هاجروا من بعد ما مسهم انواع من الظلم والاذى بسبب استجابتهم لي الهدى. هؤلاء وعدهم الله بالاجر العظيم في الدنيا والثواب الجزيل في الاخرة. ولذا قال لنبوئنهم في الدنيا حسنة اي سنجعل محلهم الذي يبون اليه ويرجعون حسنة اي نعيما وخيرا مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل في الاخرة فقال ولا اجر الاخرة اكبر؟ لو كانوا يعلمون وقال هنا حسنة بلفظ منكر يعني انه لما وزنت الدنيا بالاخرة لم تصبح الا بمثابة الشيء اليسير وهو الحسنة. ولذا قال والاجر الاخرة اي ثوابها ونعيمها اكبر والاخرة سميت بهذا الاسم لانها نظيرة الدنيا ولان المعاد يكون اليها. والعبرة في الاشياء بخواتيمها. وقال اكبر يعني ان نعيمها اعظم من الدنيا فنعيمها دائم ونعيم الدنيا زائل ونعيم الاخرة صاف لا كدر فيه. ونعيم الدنيا مكدر بالمصائب والاحزان نعيم الاخرة على على اعلى درجات النعيم. ونعيم الدنيا مهما يكن فانه لا يستكمل درجات النعيم وحينئذ نبه الله جل وعلا الى ان العلم الصحيح هو الذي يجعل صاحبه يستعد للاخرة ولذا قال لو كانوا يعلمون ثم ذكر جل وعلا المنطلق الذي انطلقوا منه فكسبوا خيري الدنيا والاخرة وذلك انهم كانوا على امرين. الاول الصبر فحبسوا نفوسهم ولم يتجزعوا ولم يسخطوا والصبر اربعة انواع صبر في طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر في اقدار الله المؤلمة باقي رابع وصبر على الاذى الذي يصيبهم من الخلق فهذه اربعة انواع وهؤلاء ظهر عندهم الانواع الاربعة فصبروا في طاعة الله فتمسكوا بها وصبروا عن معصية الله مع وجود ما يغري ويحرك اليها. وصبروا على اقدار الله المؤلمة. وصبروا على اذى الخلق اذوهم في ماذا؟ اذوهم بسبب تمسكهم بالهدى واتباعهم للرسل وعملهم بالشرع وعبوديتهم لله تعالى. واما صفة الثانية فعلى ربهم يتوكلون قدم على ربهم ليفيد الاختصاص اي انهم لا يتوكلون على غير الله ما معنى التوكل؟ اعتماد القلب في اي شيء في كل شيء فالمؤمن يعلم ان الله هو المتصرف في الكون وبالتالي لا يعجب بما لديه من مهارة وقدرة وانما يعلم انه لن يحصل شيئا الا بامر الله تعالى وبالتالي يتوكل على الله ويعتمد عليه في تحصيل اموره ومقاصده الدنيوية والاخروية ثم قال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا هذه قضية اخرى غير قضية البعث وهي قضية اثبات الرسالة فان الكافرين قالوا انت رجل مثلنا فكيف تدعي انك حصلت على شيء لم نحصله لك يدان ونحن لنا يدان لك عينان ونحن لنا عينان لك وجه وقدمان ونحن كذلك وبالتالي كيف تدعي انك رسول من عند الله وانت رجل مثلنا فرد الله عليهم فقال لهم انتم تسمعون بخبر الانبياء السابقين ومن هؤلاء ابراهيم وموسى وعيسى. وتعلمون انهم مرسلون من عند الله. الم يكونوا رجالا ومع ذلك لا تنافي بين الصفة البشرية والرجولة وصفة الرسالة بل جميع الرسل كانوا رجالا وما ارسلنا من قبلك الا رجالا لكن الميزة نزول الوحي عليهم. ولذا قال نوحي اليهم فالملك الذي ينزل لهم بشرع الله هذا ينزل بالوحي وبالتالي تميزوا به عن سائر الرجال ثم قال لهم تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون اي من كان عنده علم بانبياء الله فسلوهم هل انبياء الله رجال او ليسوا كذلك ما جاء به هذا النبي يصدق ما جاء به اولئك الانبياء او يعارضهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ومما يدخل في اهل الذكر من كان عالما بالشرائع السابقة وبانبياء الله وممن يدخل فيه علماء الشريعة الذين يرجع الناس اليهم في سؤال ما قد يشكل عليهم من مسائل شرعي ثم قال بالبينات والزبر اي ان هؤلاء الذين اوتوا اوتوا العلم اهل الذكر سينبئونكم بالبينات اي بالادلة الواضحة والزبر اي الكتب التي انزلها الله على انبيائه عليهم السلام ثم ذكر الله جل وعلا نوعا من انواع الوحي وهو السنة النبوية فقال تعالى وانزلنا يعني ان هذه السنة نازلة من عند الله وانها بوحي من الله جل وعلا وانزلنا اليك الذكر اي السنة لتبين لهم اي توضح وتعلم الفاظ القرآن ومعاني القرآن لتبين ان للناس ما نزل اليهم ما الذي نزل اليهم؟ القرآن العظيم. ولعلهم يتفكرون. ان يكون ذلك من اسباب تفكرهم في الامور وادراكهم لعواقبها ثم اتى الله بامر يخوف الناس الا وهو ذكر العقوبات التي قد تنزل بالناس بسبب اعراضهم عن شرع الله فقال تعالى افأمن الذين مكروا السيئات اي هل يأمنون وتطمئن قلوبهم ويرتاحون ويتأكدون ان لن تنزل بهم العقوبة انهم قد مكروا السيئات والمكر هو التدبير الخفي فاذا كان هذا التدبير الخفي تدبيرا سيئا حينئذ عاد على صاحبه بالوبال ولذا قال تعالى افمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض اي يشق الارظ من تحت اقدامهم فيسقط فيها ثم بعد ذلك تغلق عليهم هل يأمنون ذلك وهم يمكرون السيئات او وهل يأمنون من ان يرسل الله تعالى عليهم عذابا من حيث لا يشعرون فيأتيهم من مكان لا يتوقعونه وانتم تشاهدون عقوبات الله في الكون فمرة يدين الدول بعضها على بعض وفي حياتكم سمعتم بدول عظيمة كبيرة لها امر ونهي ادل الله الامر عليها فزالت واختفت وانتم تشاهدون الاعداد الكثيرة يرسل الله عليهم الشيء اليسير فيكون ذلك من اسباب موت كثير منهم ومن هنا فاين العقلاء الذين يستشعرون قدرة الله عليهم انزال العقوبة وهكذا نجد ان عددا من امم الارض انزل الله بهم العقوبات في الدنيا باشياء يسيرة قوم عذبوا بالرجفة وقوم عذبوا بالماء فغرقوا وقوم عزفوا بالصيحة وقوم عذبوا بالغرق الى غير ذلك مما ورد في قصص انبياء الله عليهم السلام وكذلك هل يأمنون من ان يأخذهم يعني ينزل الله عليهم العقوبة في تقلبهم اي اثناء زاولتهم لاعمالهم في تجاراتهم وغيرها فما هم بمعجزين اي ليس لديهم قدرة على منع عقوبة الله من ان تنزل. وليس لهم قدرة على ان يدخلوا فيما قدره الله تعالى هكذا قد يأخذ الله قوما ويهلكهم وهم على تخوف يبقون حذرين يبقون متخوفين يبقون يبذلون جميع الاسباب لصيانة انفسهم فاذا اراد الله جل وعلا تقويضا لاحوالهم فانه لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى فهذه ايات عظيمة فيها اسرار وحكم من فوائد هذه الايات ان القسم المجرد ليس حجة ولا دليلا وانما الحجج بالبراهين والادلة وفي هذه واستدل طائفة بهذه الايات وما ومات لها على انه يمكن تغليظ اليمين تعلمون انه في مجلس القضاء تؤخذ يمين المدعى عليه فهل تغلظ اليمين؟ الاصل انها لا تغلظ ولكن ورد تغليظها وقد قال طائفة بان اليمين تغلظ تغليظها بثلاثة امور تغليظ باعتبار المكان الذي يقسم على اليمين فيه والثاني تغليظها بالنسبة للزمان الذي تكون فيه اذا الاول المكان والثاني الزمان والثالث اللفظ باليمين قد تؤكد بالفاظ تجعل المقسم لليمين يخاف من مغبة يمينه وفي هذه الايات اثبات البعث وابو طلال حجة المشركين بانكارها وفي هذه الايات ان وعد الله بقيام الساعة لا شك فيه ولا ريب بل هو حق محظ وفي هذه الايات ان الله يبكت الكافرين والمنافقين على ما اقدموا عليه من الذنوب والمعاصي وفي هذه الايات ان الله تعالى يبين الحق ويوضحه ويقيم الادلة والحجج والبراهين عليه وفي هذه الايات ان الله يقيم الحجة على الكافرين حتى يقيم عليهم الدليل الذي يكون مقنعا وفي هذه الايات قدرة الله جل وعلا على خلق الاشياء بهذه اللفظة المجردة كن وفي هذه الايات مشروعية الهجرة في الله وانها من الاعمال الصالحة وفي هذه الايات عظم اجر الصابرين الذين يصبرون على ما اصابهم وفي هذه الايات ان من صبر واحتسب كان له الاجر مضاعفا. اذا لم يتضرر بذلك احد وفي هذه الايات مشروعية الهجرة من ديار الكفر الى ديار الاسلام وفيها ان الواجب في الهجرة ان تكون النية لله وحده وفي هذه الايات وعد الله الصادق لمن اضطهد في بلده بسبب تمسكه بالاسلام ان الله سيجعل له فرجا ومخرجا وفي هذه الايات فضيلة التوكل على الله وقد قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وفي هذه الايات ان الرسالة وحي من عند الله جل وعلا وهو الذي يختار من شاء للرسالة ولذا اختار الرجال وفي هذا دليل لمن يقول بان مريم عليها السلام ليست بنبية وقال اخرون بانها كذلك ولاية تتحدث عن الاغلب. وفي هذه الايات تميز رسل الله والصالحين بنزول الوحي عليهم. وفي هذه الايات امر اهل الذكر بان يفسروا القرآن بواسطة السنة فهو اعلم الخلق او اعلم البشر بمعاني كتاب الله جل وعلا وفي هذه الايات مشروعية سؤال العلماء عما يغاب علمه عن المكلف وفي هذه الايات ظاهرها انهم يسألون بالسنتهم وهذا هو السنة في ذلك وفي هذه الايات ان الانسان قبل ان يفكر بكلام عليه ان يفكر فيه وما هي مغبته واثاره وما هي الحسنة المترتبة عليه؟ هل هي فعل جميل له في نفسه قال بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر يعني سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان الله جل وعلا هو الذي انزل هذه السنة قال تعالى لتبيني توضح وتدل الناس على ما انزل اليهم يعني من القرآن فالسنة توضح القرآن وتبينه وتكشف معانيه وفي هذه الايات ان مشروعية سؤال العلماء عما يشكل على الانسان في امور دينه وفي هذه الايات ان جواب هذه الاسئلة يكون بالادلة والبراح والبراهين الواضحة وفي هذه الايات ايضا ان من تأمل في القرآن اهتدى بهذا القرآن وتفكر فيه وفي هذه الايات التحذير من مصير الكافرين من ممن يمكرون السيئات وفي هذه الايات التحذير من عقوبة الله وان من اعظم اسباب عقوبات الله هي جريمة ان ينسب الى الله فما هم بمعجزين ليس في يدهم شيء من القدرة او يأخذهم على تخوف يعني ان الله قادر على مجازات هؤلاء بسبب ذنوبهم ب انزال العقوبة بهم فيأخذهم الله ويستأصلهم على ويستأصلهم بالكلية بدون ان يبقى منهم احد ثم قال تعالى فان ربكم لرؤوف رحيم رأف بالعباد فلم يحكمهم. ولم يلزمهم بما هو شاق عليهم وهكذا في صلاة القيام رمقهم بما لا يشق عليهم بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يوفق الجميع لرفعة الدرجة وعلو المنزلة اللهم اجعلنا من المستعدين ليوم المعاد هذا والله اعلم وصلى الله الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين