الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه ونشكره. واصلي واسلم على نبيه الامين. اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم انابة اليه وتوبة عنده ومغفرة للذنب ورفعة للدرجة. وبعد فهذا يوم اخر من ايام دروسنا في تفسير كلام رب العزة والجلال نتدارس فيه ايات من كتاب الله من سورة النحل. ولعلنا ان الله تعالى ان نعرض لبعض الايات التي تكلمت عن بعض نعم الله جل وعلا على آآ العباد وما قابل به العباد تلك النعم من كفران وعدم اقرار بها وما ضرب الله جل وعلا من الامثال التي تكون سببا من اسباب هداية الناس متى تأملوا فيها وتفكروا في معانيها؟ حيث ضرب الله جل وعلا امثلة من اجل ان تكون موضحة لحقيقة المقارنة بين الله جل وعلا وبين العبادة وكما تقدم ان الامثلة التي تظرب في حق الله هي الامثلة وهي المرادة بقوله تعالى ولله المثل الاعلى. واما الامثلة التي وفيها اعضاء من من يراد التمثيل بهم فهذه لا تستعمل في حق الله تعالى لان الله جل وعلا لا يماثل المخلوقات. ولعلنا ان شاء الله ان تعرض عددا من الايات من هذه السورة سورة النحل ولعل الله جل وعلا ان يهيئ لنا شيئا من معانيها واحكامها فليقرأ القارئ بارك الله فيه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم ما بعد علم شيئا ان الله عليم قدير والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا رزقهم على ما ايمانهم فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون. فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثل الرجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجه لا يأتي بخير هل ليستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم لا زالت الايات القرآنية تقرر التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله ضاد مضادة طريقة اهل الشرك الذين يصرفون شيئا من العبادات لغير الله بتذكير العباد بفضل الله عليهم. وانه وحده هو المتفضل بذلك ولذا ذكرهم بعدد من النعم فمن تلك النعم ما يتعلق بخلق هذا الانسان فقد كان عدم اللاشيء ثم بعد ذلك جعله في اطوار ضعيفة. نطفة ثم بعد ذلك قلبه من حال الى حال. حتى اصبح بشرا سويا ثم يستمر على تلك الحال حتى يتوفاه الله والوفاء وهو بلوغ الاجل والامد الذي ينتهى اليه ووفاة الانسان بانتهاء عمره وقال ومنكم بعض الناس يتوفى وهو شاب بقوته وقدرته وبعض الناس يبقى حتى يكبر في السن وهذا اكثر الخلق ولذا قال ومنكم يعني بعضكم يرد ان يرجعوا الى ما كان عليه من الحال الاول من الضعف الى ارذل العمر اي اسوأ درجات حياة الانسان من اجل ان يصل الى درجة لا يعلم معها شيئا بعد ان كان عنده العلم الوفير وعنده القوة والقدرة التي تناسب ثم قال ان الله عليم ان يعلموا جميع احوال العباد. ويعلم جميع ما في الكون وهو في وقت وفي ذات الوقت قدير اي انه لا يعجزه شيء فان قال قائل لماذا يقدر على الناس هذه الحال بحيث يضعفون في اواخر عمرهم فيقال لله حكمة عظيمة الا وهي استمرار عمل الناس فانه متى ضعف الانسان يبدأ بتعليم من بعده وتسليم من بعده اعماله قليلة قليلا باشرافه فيستمر عمل الناس وتستمر حياتهم فلله الحكمة البالغة ثم ذكر الله جل وعلا فالشاهد في هذا تنبيه الاذهان الى المعبود المستحق للعبادة. فان هذه المعبودات التي لديكم لم تخلق الانسان ولم تتوفاه ولا ترد احدا الى ارض للعمر ولا تفعل في حياتكم شيئا. وبالتالي كيف تقارنونها وتمثلونها بالله جل وعلا الذي خلقكم ويتوفاكم ويردكم لا ارذل العمر وهو عالم بكل شيء. قادر على كل شيء ثم ظرب للناس مثلا اخر الا وهو تفاضل الناس في ارزاقهم في الدنيا فقال والله فظل بعظكم على بعظ في الرزق فالناس ليسوا على رتبة واحدة بل هم متفاضلون فيما يتعلق بذلك. ولا تظن ان الرزق يراد به فقط المال بل الرزق يدخل فيه اشياء كثيرة من مثل العلم ومن مثل قوة البدن ومن مثل مكانة الانسان عند الخلق ومن مثل قدرته في الامر والنهي ومن مثل وجود الاتباع فكل هؤلاء رزق وحينئذ الناس ليسوا على رتبة واحدة في هذه الامور. بل هم متفاضلون بعضهم افضل من بعضهم الاخر من الذي غاير بينهم رب العزة والجلال. فهذا الذي فظل بين الناس الا ينبغي ان تكون العبادة له ثم هذه المعبودات التي تعبدونها هل فضلت وهل اعطت احدا رزقا حتى تساوونها بين بالله تعالى ثم تفاضل الناس في مراتبهم يدلك على ان الناس ينبغي بهم ان يستشعروا التفاضل بين الموجودات. ففرق بين المعبود الالهي الواحد وبين معبوداتكم من الاصنام التي لا ترزق ولا تعطي شيئا ثم قال تأملوا في حالكم فان الله اذا اعطاكم شيئا فانكم لا تردونه على غيركم فالله له الحق في العبودية. وهو لم يعطي احدا من الخلق. فكيف لا ترضون بصرف في ما فظل الله به بعظكم على بعظ الى غيركم وانتم تحكمون بصرف مال الله الى غيره من من هذه المعبودات. ولذا قال فما الذين فضلوا اي اولئك الذين اعطاهم الله جل وعلا امور الدنيا ليسوا برادي رزقهم. اي لا يعيدون ارزاقهم هذه على ما ملكت ايمانهم من المماليك الذين تحت ايديهم بماذا قال برادي والرد رجوع الشيء لان الغالب ان العمل يقوم به اولئك المماليك. فهم الذين يكسبون يوردون مكاسبهم لسيدهم. ولذا قال مع انهم هم السبب في ايراد هذا الرزق اليكم ومع ذلك انتم لا ترضون برد هذا الرزق اليهم فكيف تحكمون برد العبادة بجعل العبادة التي هي حق لله لغيره بحيث تسوون بين الله وبين هذه المعبودات في العبادة. ثم قال افبنعمة الله تجحدون اي لا تعترفون ولا تقرون بما انعم الله به عليكم من النعم حيث تصرفون العبادة لغير الله فان الله لم يعطكم هذه النعم الا لتقوموا بعبادته بها. ولتكونوا من الشاكرين عليها ثم قال جل وعلا والله جعل لكم من انفسكم ازواجا يمتن الله على بني ادم بان جعل لهم من جنسهم ازواجا فالرجال يجدون النساء زوجات والنساء يجدن الرجال ازواجا فهذه نعمة لم توجدها هذه المعبودات التي تعبدونها. فكيف تسوون بين الله وبين بين هذه المعبودات مع ان الله هو الذي خلق وجعل لكم من انفسكم ازواجا وهكذا ايضا جعل لكم اي جعل ازواجكم زوجاتكم ينجبن من تفخرون بهم وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة العرب تفخر بالابناء اكثر من البنات وتعتز بلا بنا اكثر من البنات. ولذا قال هنا بنين لان الابن للذكر وهكذا يعتزون بي ابناء الابناء الذين هم الحفدة ولا يعتزون بابناء البنات الذين يقال لهم الاسباط ولذا ذكرهم باعلى ما يعتقدون انه نعمة في هذا الباب. ولذا قال وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ثم قال ورزقكم من الطيبات. اي اعطاكم من صنوف النعم ما تطيب به حياتكم قم وتعود يعود عليكم بطيب ابدانكم ومن ثم كيف تصرفون العبادة التي هي حق له لغيره مع انه هو الذي ينعم عليكم؟ فمن انعم عليكم فعليكم ان تشكروا هذه النعم صرفها في مراضيه وعبادته لا بعبادة غيره ثم قال افبالباطل يؤمنون يعني بالحجج الواهية التي يستند اليها عباد الاصنام تؤمنون بها وبالتالي تصرفون العبادة لغير الله تعالى مع ان هذه المعبودات لا ترزقكم ولا تعطيكم ولا تجعل لكم ازواجا ولا بنين ولا حفدة ولا تفضلكم على غيركم في امر الرزق ولا تخلقكم ولا تتوفاكم وحين اذ اين عقولكم حيث جعلتكم هذه العقول تجحدون نعم الله وتكفرون بها ولا تصرفونها في عبادته ومراضيه ولذا قال ويعبدون من دون الله. يقول مع ان الله هو الذي يرزقهم الا انهم يعبدون من دون الله ان يتوجهون بالذل والخضوع وسؤال الحوائج الى هذه المعبودات من الاصنام وما ماثلها من الاحجار والقبور والاولياء وهم لا يملكون لكم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون فالرزق مملوك لله تعالى. هو الذي يصرفه كيف يشاء. سبحانه وتعالى. بينما هذه المعبودات لا تملك لاحد رزقا ثم قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال فان الله لا يساويه احد من خلقه حتى تظرب له الامثال التي يساوى فيها بين الخالق والمخلوق فان الله جل وعلا وهو المنعم المتفضل وله من الصفات ما لا يماثله فيها احد من الخلق اذا قال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فيا الانسان مهما كان عنده من القدرات فانه لن يصل الى درجة العلم بالله تعالى. فالله اعظم واعلى واجل من معارف الناس في الله تعالى ثم ضرب الله جل وعلا مثالين مثلين اولويين وليسا على جهة التساوي المثل الاول عبد اي مملوكة لا يملك شيئا بل هو مملوك لسيده متى اراد ان يبيعه باعه وهذا المملوك لا يقدر على شيء لا يستطيع ان يتصرف باي نوع من انواع التصرفات فهو مملوك لا يملك وهو لا يتصرف باي شيء. ولا يقدر على اي فعل فمن كان كذلك هل يتساوى مع ذلك الذي رزقه الله جل وعلا رزقا حسن من امور الدنيا فهو ينفق منه مما رزقه الله سرا بحيث لا يعلم به احد وجهرا يطلع عليه الناس فهل يستوي هذان الرجلان مع ان كلا منهما رجل الا ان بينهما التفاوت الكبير فاذا كان هذا التفاوت بين مخلوق ومخلوق فان التفاوت بين الخالق والمخلوقات اعظم ثم هذا الذي ينفق انما ينفق الشيء اليسير والله جل وعلا هو الذي يدبر الخلق ويعطي المخلوقين صنوف النعم وبالتالي كيف يوازى بهذه المعبودات هذه المعبودات لا تسمع ولا تشاهد فهذا العبد المملوك افضل منها وبالتالي كيف تسوون بين الله وبين هذه المعبودات وانتم لا ترضون ان تسووا بين ذلك المملوك الذي لا يقدر على شيء مع من رزقه الله وقال رزقه الله من رزقناه ليبين ان جميع ما لدى ذلك العبد هو رزق من عند الله جل وعلا فقال هل يستوون هل هنا استفهام انكار بتقرير عدم الاستواء بينهما وانما اوتي بصيغة الاستفهام للفت الاذهان وتحريكها ثم قال الحمد لله ما المراد بالحمد بهذه الكلمة المراد بها ان صفات الكمال التي هي على اعلى درجات الكمال ثابتة لله تعالى فان الحمد هو الوصف بالافعال الجميلة التي يقدم عليها صاحبها على جهة اختيار فالله تعالى له اعلى الصفات واحسنها ثم قال بل اكثرهم لا يعلمون فالذي جاء بالاشكال عند هؤلاء حيث سووا بين الله وبين هذه المعبودات عدم علمهم بحقيقة الحال وعدم علمهم بالله تعالى ثم ضرب الله المثل الاخر فقال وظرب الله مثلا اصل الظرب وقوع شيء على اخر على جهة العمد وسمي ظرب الامثلة بذلك لانها تحدث من جذب الاذهان ما يكون مماثلا لذلك الصوت الذي يجذب الاسماع فسمي ظربا وجعل مثلا لان فيه مقارنة بين شيئين ولذا سمي مثلا والامثال التي يتساوى اطرافها لا تظرب في حق الله تعالى وانما يكون لله المثل الاعلى الذي هو المثل الاولوي كما تقدم ان المخلوق لا يتساوى مع الخالق قال وظرب الله مثلا اخر رجلين كلاهما يشترك في صفة الرجولة لكن احدهما ابكم لا يتحدث ولا يسمع وهو في نفس الشيء لا يقدر على شيء عاجز وهو كل اي ظعيف يحتاج الى من يقوم باموره. كل على مولاه اينما يوجهه اي كلما طلب منه فعلا فانه لا يحقق مطلوب من طلب منه ذلك الطلب. ولذا اينما يعني في اي جهة وجهه اي حركه اليها. لا يأتي بخير ولا يثمر فعله اي اي ثمرة يستفاد منها فمن كان كذلك هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فيحث الناس على اعطائه على اعطاء الاخرين حقوقهم وهو في نفسه مستقيم بحيث لا يميل الى ظلم او الى خلق سيء لا يستويان فهذا المثل يظرب ايظا فيما يتعلق بالله جل وعلا وهذه المعبودات من الاصنام والاحجار والحيوانات التي تعبد القبور وغيرها يقال لهم هل تنفعكم كيف تقارنونها بالله؟ وتسوونها بالله فتصرفون لها العبادة من دون الله كيف تسجدون لها كيف تطلبون منها وتدعونها كيف تقومون بالخوف منها والرجاء لها وهي لا تستطيع ان تفعل معكم اي شيء فهي بمثابة الابكم الذي لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه لو اراد شيء من هذه المعبودات ان يحرك نفسه من مكانه ما استطاع الا بتحريككم ولو جاءت وساخة او قاذورات او غبار عليها لم تستطع ان ترفع ذلك عن نفسها الا بكم فكيف تسوونها بالله الذي لا زالت نعمه عليكم تترى وخيراته عليكم متفاضلة متتابعة هذه الايات العظيمة فيها فوائد واحكام وحكم لعلي اشير الى شيء منها الاول ان من جاءه الخرف زال عنه التكليف فلا يطالب بصلاة ولا وغيرها من العبادات فان الله تعالى قال ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا فاذا لم يعلم زال التكليف عنه بان التكليف مرتبط بالعلم كما قال تعالى لينذركم به ومن بلغ. وقال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وفي هذه الايات ان زيادة رزق الله على عبد من العبادات لا تعني نقصان درجته وانما تعني زيادة درجته متى استعملها في طاعة الله تعالى ولذا قال فظل بعظكم. والتفظيل يعني علو درجة الانسان ولذا فان فهم بعض الناس ان الزهد هو ترك الدنيا فهم خاطئ وانما المراد بالزهد استعمال الدنيا فيما ينفع بالاخرة وفي هذه الايات بيان ان المماليك لا يملكون شيئا الا بتمليك اسيادهم كما هو قول بعض الفقهاء ولذا قال فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم وفي هذه الايات وجوب شكر الله على نعمه وتحريم جحدها وعدم الاعتراف بانها من عند الله فيجب على الانسان ان يتفكر في نعم الله عليه وان ينسبها الى الله وان يثني على الله بها. وان يصرفها في مراضيه وفي هذه الايات امتنان الله على العباد بالزواج مما يدل على ان الزواج امر مشروع مرغب فيه وقد جاءت النصوص بالترغيب في الزواج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج وفي هذه الى ايات فضيلة الله على العباد بوجود البنين والحفدة فهذه نعمة من عند الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الرزق المباح هو الطيب الذي يعود على الانسان بالنفع مما يدل على ان ما ليس كذلك فانه لا يكون مباحا وفي هذه الايات نسبة الفضل لاصحابه وعدم جحد ذلك الفضل فان الواجب ان يعترف بالفضل لله اولا ثم بمن يكون سببا في ورود ذلك الفضل على الانسان وفي هذه الايات الاستدلال بامر الرزق على العبادة فمن كان يرزق العباد فهو المستحق للعبادة ومن لم يكن كذلك فلا يجوز ان يعبد من دون الله وفي هذه الايات ان الرزق بيد الله تعالى. يصرفه كيف يشاء ويعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء وفي هذه الايات تحريم ضرب الامثلة التي فيها مساواة في حق الله تعالى فان الله لا يساويه احد من خلقه وفي هذه الايات ان علم الانسان بالله قاصر وفيه دلالة على انه لا يصح لنا ان نثبت لله وصفا الا اذا وصفه لنفسه ته او وصفه له رسوله صلى الله عليه وسلم فاننا لا نعلم كونه الله الا بتعليم منه جل وعلا وفي هذه الايات ان من كان عاجزا عن الكسب فانه يشرع ان يقام معه في كسبه وفي هذه الايات تفضيل من اتاه الله المال فاستعمله في مرض الله وفي هذا دليل لرجحان قول من قال بتفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر فان الشاكر لما اتاه الله نعمه صرفها في مراضيه وفي هذه الايات تنويع الانسان في النفقات فمرة ينفق في السر بحيث لا يعلم عنه احد ومرة ينفق في الجهر والعلن وفي هذه الايات جواز ضرب الامثلة التي فيها تفهيم لحقائق الاشياء مقارنة بين من يظن بينهم التساوي وفي هذه الايات تحريم ان يظن بالله انه يماثل المخلوق في صفاته وفي هذه الايات نسبة اوصاف الكمال الى الله تعالى وفي هذه الايات ان سبب ضلال الخلق هو عدم علمهم بالله تعالى وبشرعه وفي هذه الايات ان من كان عاجزا ان من كان عاجزا عن جلب الخير بفعله فانه لا يكلف فوق طاقته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اخوانكم خوالكم جعلهم الله تحت ايديكم فليلبسه احدكم مما يلبس وليؤكلوا مما يأكل ولا تكلفوهم ما لا يطيقون. فان كلفتموهم فاعينوهم وفي هذه الايات فضيلة الامر فضيلة العدل وانه مما يأمر الله به والمراد بالعدل اعطاء كل ذي حق حقه وليس العدل مجرد التساوي فان التساوي المجرد وظلم وليس بعدل فكيف يسوى بين المجتهد والبليد في هذه الايات ترغيب الانسان بالامر بالمعروف وحث الاخرين على ان يلتزموا بشرع الله فيوفوا حقوق الناس لي اصحابها وفي هذه الايات ان صلاح الانسان متوقف على امرين اولهما العلم والثاني العمل وفي هذه الايات ان من كان مستمرا على الصراط المستقيم فانه ناج يثني الله تعالى عليه فهذا شيء من الفوائد والاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات العظيمة. اسأل الله جل وعلا ان يوفقكم لكل خير وان يسعدكم في دنياكم واخراكم. كما اسأله جل وعلا ان يفهمكم كتابه. وان يعلمكم سنة نبيه وان يتولى جميع شأنكم. اللهم اغنهم اللهم اغنهم بحلالك عن حرام اللهم تابع عليهم الطافك وارزاقك. اللهم ارزقهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون اللهم اغفر لامواتنا جميعا. اللهم اغفر لهم وارحمهم برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. اللهم اجمع كلمتهم والف ذات بينهم. وتولهم جميع شأنهم. اللهم ارزقهم الامن في ديارهم. وبسطة العيش في ارزاقهم. اللهم وفق ولاة كأمورنا لكل خير. اللهم بارك فيهم وجازهم احسن الجزاء برحمتك يا ارحم الراحمين. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين