الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ان من علينا بالهداية لدين الاسلام ونحمده جل وعلا ان جعلنا من اهل التوحيد بافراد الله بالعبادة ونحمده جل وعلا ان جعلنا من اتباع محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في تدارس سورة النحل هذه السورة العظيمة التي ذكر الله جل وعلا فيها اصناف النعم ولم يذكر تفاصيلها ولعلنا نقرأ عددا من الايات التي فيها شيء من نعم الله تعالى. فليتفضل القارئ مشكورا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولله غيب السماوات والارض وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم كرون الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء اه ما يمسكهن الا ان في ذلك لايات لقوم. يؤمنون والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا تاعا الى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابين مم وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابي لتقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم كافرون يذكر الله جل وعلا في هذه الايات شيئا من الامور التي له سبحانه في هذا الكون فقال تعالى ولله اي انه يملك غيب السماوات والارض والمراد بالغيب ما غاب عن الناس ولم يدركوه فالله لا يكتفي بعلمه بل ايضا يملكه ولذا قال ولله غيب السماوات والارض وقد اشار في هذه الاية الى ان ما يغيب على الناس اكثر مما يحضرونه واذا كان ما يغاب عن الانسان في الارض شيء كثير فانما يغاب عنه من المخلوقات العلوية اكثر واعظم. ولذا فنحن لا نرى الا علاماتها من هذه النجوم والانوار السماوية. وذلك يدلك على عظمة هذا الكون الدال على عظمة خالقه سبحانه وتعالى ثم قال تعالى مذكرا بامر الساعة الا وهي يوم القيامة. وما امر الساعة اي ما الساعة وقيامها الا كلمح البصر. اي كالخطفة من خطفات النظر. التي تكون عند الناس وما ذاك الا لسرعة حصولها. ولتحقق ذلك ويقينه قال او هو اقرب من مجرد لمح البصر ثم قال ان الله على كل شيء قدير. فالله قادر على ان يقلب احوال الكون في في لمحة بصر سبحانه وتعالى. ومن ثم لا يستبعد عليه ان يبعث الناس في يوم ياما في لحظة واحدة ثم ذكر الله جل وعلا شيئا من حال الانسان هذه الحال التي مر بها كل واحد منا فاننا في اوائل حياتنا اخرجنا الله من بطون امهاتنا لا نعلم شيئا. فقال والله قدم اسم ليفيد اختصاصه سبحانه وتعالى بذلك. فقال والله اخرجكم اي جعلكم تخرجون من بطون امهاتكم اي تلدكم امهاتكم. من الذي سهل هذه الولادة رب العزة والجلال. وحينما خرجتم كنتم لا تعلمون شيئا. الكلمة اتى لا تفهمونها و المشاهدة لم تروه. وليس لديكم قدرة على فهم الامور وادراكها ثم نماها الله جل وعلا بان جعل لكم الوسائل التي تدركون بها ما في هذا الكون من مشاهدات ومسموعات ومعلومات. ولذا قال وجعل لكم السمع وبحيث تدركون المسموعات وجعل لكم الابصار اي هذه العيون التي تدركون بها الصلاة والافئدة يعني القلوب التي تدركون بها المعقولات الك من اجل ان تشكروا الله جل وعلا على نعمه. قال لعلكم تشكرون ما هو الذي من اجله ان نشكره؟ هل لان الله جل وعلا قد اخرجنا من بطون امهات او لان الله تعالى اعطانا العلم بما في الكون بعد ان نكب بعد ان لم نكن عالمين به او لان الله تعالى جعل لنا ادوات العلم من السمع والابصار والافئدة. فكل هذه نعم متتابعة تحتاج منا الى ان نشكر الله عليها فنشكر الله بالاعتراف بان هذه النعم من عند الله. فلا يغر الانسان بما لديه من قدرات فان هذه القدرات قد وهبها الله جل وعلا له. وهكذا نشكر الله بان بهذه النعم وان ننسبها اليه جل وعلا ثم نبه الله جل وعلا الى بعض العلامات الكبيرة في هذا الكون مما يعود بالنفع على الانسان فاول ذلك ما يتعلق بالطير. انظر لهذه الطيور على اختلاف انواعها. فان الله جل وعلا قد جعلها مسخرة لبني ادم. اي متاحة لهم ينتفعون بها ينتفعون بالطيور المأكولة من غير ذوات المخالب باكلها من مثل الحمام والعصافير وانواع الطيور التي لا تفترس بمخالبها. وجعل وجعل يرى تصيد فيتمكن الناس من اكل صيدها. ولذا قال الم يروا والرؤية هنا قد يراد بها الرؤية القلبية. بحيث ينبئهم الله جل وعلا الى ان يعلموا بذلك وقد يراد بها الرؤية البصرية لانهم يشاهدون هذه الطيور. فقال الم يروا الى والطير هنا اسم جنس يصدق على قليله وكثيره. من اجل ان ينبه اليه والى ان ان طيران الطير قوة ذاتية قد جعلها الله في هذا الطير. بحيث لا يحتاج الى معونة غيره. ثم قال مسخرات اي مذللات لكم من اجل ان تنتفعوا بها. مسخرات في جو كما فانها لا تمسك شيئا من الارض وانما تطير في الهوى. مع ان القاعدة الكونية في الكون ان الارض فيها جاذبية تقوم بسحب كل شيء اليها. الا ان الله جعل في هذه الطيور من الخاصية ما كونوا مستثنى من سنة الله في الكون بالجاذبية. وحينئذ نستشعر ان الله تعالى قد يستثني بعض الاشياء من سنن الله في الكون. ثم قال ما يمسكهن الا الله اي لا يجعلهن تبقى في الجو ولا تسقط الا اقدار الله لها على ذلك. فان الله سبحانه قد وضع لها اجنحة وعلمها الطيران انا فكانت تطير ثم قال ان في ذلك اي في هذه الطير المسخرة ايات اي علامات تدل على الله وتعرف اصحاب العقول بربهم سبحانه فيؤمن به جل وعلا ويخضعون له سبحانه. ثم ذكر الله تعالى نعمة اخرى مما انعم على الناس فقال والله جعل لكم من بيوتكم سكنا. اي هيأ لكم من هذه البيوت ما تسكنون فيه. والبيوت ما يصنع ما يجعل محلا للمبيت. مما تصنع من الحجارة او من الطين او من غيرها من الادوات. وقوله سكن اي تسكنون فيه بمعنى انكم لا تتحركون لبسكم وجلوسكم وبمنامكم فيها هذه نعمة من الله جل وعلا. حيث سخر هذا الكون ليكون فيه ادوات تستطيعون بها آآ المساكن التي تسكنونها. ثم علمكم بناء هذه المساكن وقد جعل الله جل وعلا لكم بيوتا اخرى. تستخلصونها من جلود الانعام هذا الجلد الذي يصنع منه الادم يصنع منه البيوت بانواعها هذه اية عظيمة. سخر الله بها بهيمة الانعام. لتستخلصوا فتتمكن بذلك من من بناء البيوت من الخيام وبيوت الشعر ثم قال تستخفونها اي هذه البيوت التي من جلود الانعام تجعلونها فتنحملونها على فتحملونها على بهيمة الانعام التي تنقلكم او على المراكب التي تستعملونها. ولذا قال تستخفونها اي تطلبون خفتها وعدم ثقلها يوم ظعنكم اي يوم انتقالكم واسفاركم. ويوم اقامتكم اي انكم تنتفعون بالبيوت الاولى التي من الارض في اثناء اقامتكم اما البيوت التي تصنع من جلود بهيمة الانعام فانكم تستفيدون منها في اقامتكم وفي ثم قال ومن اصوافها والاصواف ما يؤخذ من الاغنام فانه يجز الصوف فيها ها فيصنع منه بعض اللباس وبعض ما يحتاجون اليه الناس من الفرش والخيام ونحوها واما الاوبار فانها ما يكون على الابل من الشعر. واما الاشعار انها من الماعز. فهذه الحيوانات الثلاث الابل والظان والماز تجزون ما كونوا على ظهرها فتصنعون منه الاثاث من فرش ونحوها وهكذا تجعلون منه المساكن وتتمتعون به وقتا من وقتكم الى حين. هذا الحين اما الى حين تبلى وتتلف هذه الاصواف والاوبار والاشعار واما الى ان يقدر الله جل وعلا وفاتكم فحينئذ لا تستطيعون الانتفاع بها ثم ذكر الله جل وعلا نعمة اخرى انعم بها على بني ادم. فقال والله جعل كن مما خلق ظلالا اي ان المخلوقات التي يخلقها الله في الكون يكون لها ظلالا وفيئا تقيكم من حر امشي فتستفيدون من ذلك الجلوس فيه وحفظ شيء من امتعتكم. وهذا كما المساكن يشمل جميع ما يتظلل به فهذه نعمة من الله جل وعلا. وهكذا من نعم الله ان جعل في الجبال اكنانا اي محلا تحفظكم وتكنكم اي تقيكم من الحر والبرد والمطر ونحو ذلك كالغار الذي يكون في الجبل وكجانب الجبل الذي يقي الانسان انتهوا من الرياح بهذا الجبل. ولذا قال وجعل لكم اي ان من نعم الله عليكم يا بني ادم ان جعل الجبال وقاية لكم تقيكم من بعض اقدار الله الشمس والسيل والمطر كالحر والبرد وغيرها ثم ذكر الله جل وعلا نعمة اخرى الا وهي نعمة الثياب وما يشتر به البدن. فقال قال لكم سرابيل والسرابيل ما يغطى به البدن. فالسربال هو ما تحصل به التغطية قال تقيكم الحر اي ان هذه هي الثياب تصرف عنكم حر الشمس فان قال قائل لم لم يذكر ثياب الشتاء وحاجة الناس لثياب الشتاء اكثر من حاجتهم للثياب في الصيف قيل بان ثياب الشتاء قد ذكرت في اول السورة حينما قال الله جل وعلى والانعام خلقها لكم فيها دفء ومن الدفء الثياب التي تستدفئون بها ومن من المنبه عليه انه في اول السورة يذكر اصول النعم وما كونوا الناس محتاجين اليه. ولذا ذكر ثياب الشتاء والبرد في اول السورة بينما في ثنايا السورة يذكر مكملات النعم. ولذا قال بعد ذلك كذلك يتم نعمته عليكم. فهذه الامور التي ذكرت في الاخير مكملات ومتممات للنعم واما اصول النعم فقد ذكرها الله جل وعلا في اوائل هذه السورة قال كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون. اي تخضعون لله استسلمون لحكمه فانكم متى استشعرتم ان جميع ما في الكون ملك لله وان الله هو مدبره وان نعم الله عليكم تترى وخيراته عليكم متتابعة فان ذلك يدعوكم للاستجابة لامره والانقياد لشرعه والاستلاء والاستسلام له جل وعلا ثم قال تعالى فان تولوا اي اذا لم يسلموا بعد ان وردتهم هذه النعم ولم يؤمنوا ولم يشكروا الله تعالى. فحينئذ اعلم بانهم لا يظرونك شيئا وانك قد اديت المهمة التي تطالب بها الا وهي البلاغ وايصال الرسالة والتبشير بالخير والنذارة من الشر. فهذه مهمتك. فمتى قمت بالبلاغ المبين اي واضح البين فحينئذ تبرأ ذمتك بذلك واما كون الناس يستجيبون او لا يستجيبون فهذا لا يضرك شيئا. ومن لا يغر انسان بكثرة الاتباع. وبكثرة من يستجيب له او يحضر عنده وانما يعلم بان الحق انما يعرف بدليله لا بكثرة من انخدع به ثم علل الله تعالى ذلك فقال يعرفون نعمة الله اي انهم يعلمون ان هذه النعم من عند الله جل وعلا. وان الله هو الذي وهبها لكنهم ينكرونها كيف ينكرونها اما بعدم نسبتها الى الله وعدم الاعتراف بالله تعالى واما بالنسبة هذه النعم الى اصنامهم ومعبوداتهم. وهي لا تضر شيئا واما بنسبة هذه النعم الى انفسهم. فيظنون ان ما وصل اليهم من نعم الله انما هو بقدرتهم المجردة او مهارتهم ومن ذلك ان تنسب النعم الى اسبابها فان الاسباب مجرد موصلات. والا فان المسدي المنعم بالنعم هو الله جل وعلا ثم قال واكثرهم اي اكثر الناس الكافرون اي الذين لم يستجيبوا لامر الله مع مشاهدتهم للايات العظيمة فهم قد تمتعوا بنعم الله يعرفون انها من نعمة الله. ولكنهم يكفرونها فيجحدونها ولا يعترفون بانها من عند الله جل وعلا. او يكفرون بعدم صرف هذه النعم في مرض الله، جل وعلا فهذه ايات عظيمة فيها فوائد كثيرة فمن تلك الفوائد ان الله تعالى يملك جميع ما في الكون ما يعلم وما غاب وانه لا ينازعه احد في ملكه. فالله يملك المالك وما ملك سبحانه وتعالى وفي هذه الايات قرب حصول الساعة. وانها اذا قدر الله حصولها حصلت في الزمن اليسير وفي هذه الايات عموم قدرة الله تعالى وانه لا يعجزه شيء وانه لا يتصرف احد في الكون الا منه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات الامتنان على الانسان بان اخرجه حيا من بطني امه وهذه اية وعلامة تدل على قدرة رب العزة والجلال. وفي هذه الايات ان الحمل يكون للام ولا لا لغيرها. ولذا منع طوائف من اهل العلم بناء على هذه الاية مما يسمى بالرحم المستأجر. بحيث يلقحون بويضة امرأة من زوجها ثم اذا نمت وضعوها في رحم امرأة اخرى. فهذا قد اختلف فيه علماء العصر فقال طائفة بمنعه قالوا لان الامة لا تكون كذلك الا بحمل مولود وبرضى ولادته. ولذا قال تعالى ان امهاتهم الا اللائي ولد نهم وفي هذه الايات ان الاصل في الانسان انه جاهل وانه لا يعرف شيئا حتى ينتقل الى مسألة العلم فلا يشهد له به الا بيقين وفي هذه الايات ان ادوات الفهم والاستيعاب ثلاثة السمع والبصر القلب وفي هذه الايات ان الله عز وجل لم يعطي نعمه الا من اجل ان يشكر العباد لربهم سبحانه وتعالى وفي هذه الايات من الفوائد جواز الاستمتاع بالطير في الاستمتاعات المباحة اكلا وصيدا وفي هذه الايات ان الله تعالى هو الذي قدر للطير طيرانها. وهو الذي امتن عليها بذلك وفي هذه الايات جواز سكنى البيوت. فان الله تعالى قد امتن بذلك. ولا كونوا كذلك الا اذا سكنها. وفي هذه الايات جواز اتخاذ البهائم جلود البهائم المأكولة اللحم بيوتا يسكنها الناس. ويستخفونها وفي واستدل جماعة بهذه الاية على ان اقل مدة القصر مسافة القصر اربعون كيلا كما قال بذلك طائفة من التابعين رضوان الله عليهم. وجمهور اهل العلم ومنهم مالك والشافعي واحمد على ان مسافة القصر هي مسيرة يومين. مسافة ثمانين كيلا استدلوا على ذلك باثر وارد عن ابن عباس وقال طائفة بان اقل مسافة القصر هي مسيرة ثلاثة ايام. بموازيننا الحاضرة قرابة المئة وعشرين كيلا. وهذا مذهب الامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى والقول الثالث يقول بان المرجع في ذلك الى ما تعارفه الناس وما سموه وهناك قول يقول بان المفرق بين السفر الطويل والسفر القصير هي مدة السفر لا مسافته قالوا من سافر في يومه وعاد في يومه فانه لا يقصر الصلاة واما من بقي اكثر من يوم فانه يقصر الصلاة. ولعل القول الاول بوظع مسافة القصر مسيرة يوم واحد مسافة اربعين انه اولى الاقوال وارجحها فان فان الله تعالى قال يوم ظعنكم معناه ان اليوم الواحد قد يكون سفرا فدل على ان اقل مدة على ان مدة السفر على ان مسافة السفر التي يقصر فيها هي مسيرة يوم مسيرة يوم وفي هذا الحديث جواز الاسفار وان الاصل فيها هو الاباحة والجواز وفي هذه الايات الاستفادة من صوف الاغنام بجزه وتصنيعه والاستفادة من اوبار الابل ومن اشعار الماعز وفي هذه الايات جواز تأثيث البيوت بانواع التأثيث وفي هذه الايات ان الانسان يستمتع بما اتاه الله من امور دنيوية والا فان مصيره الانتقال الى الدار الاخرى وفي هذه الايات جواز الاستمتاع بظل الاشياء وظاهره انه يشمل مماليك الغير ما لم يكن على ذلك الغير ضرر من هذا الاستشماس وفي هذا وفي هذا الموطن ان الله جل وعلا قد هيأ لكل واحد من مخلوقاته ظلا يتمكن الانسان من استغلال ذلك الظل وفي هذا هذه الايات جواز اتخاذ الجبال وما فيها من الغيران محلا يأوي الانسان اليه ولكن ذلك ليس على سبيل العبادة وفي هذه الايات جواز لبس ثياب الصيف فان الله قد امتن بذلك ومثله في ومثله بالنسبة للكبار والصغار النساء والرجال وقوله وسرابيل تقيكم اي تكون حاجبا ومانعا لكم عن آآ وسرابيل تقيكم بأسكم اي تقيكم اثار بأسكم والمراد بهذا ما يكون عند الناس من دروع ونحوها تقي الانسان من ضربات اعدائه اي هي وفي هذه الايات ان الله تعالى قد اتم نعمه على العباد. وجعل لهم قدرة يفكرون بها فان تولوا اي لم يستجب لك واعرض عنك وعن دعوتك قال فان تولوا لو يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اي ينكرون هذه النعم فان تولوا اي اعرضوا عن الاستجابة لدعوتك فانما يعني مهمتك تنحصر في البلاغ المبين. واما هداية الخلق فهي الى الله جل او على قال يعرفون نعمة الله اي يعرفون ان النعم التي هم فيها هي من عند الله جل وعلا. ثم ثم ينكرون نسبتها الى الله تعالى. واكثرهم الكافرون يكفرون ب ما انزل الله على انبيائه بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا وان يكفيهم شر انفسهم وشر مظلات الفتن. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين