عقلي ما اورده الله فيه من السنن الكونية وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يقص في كتابه احسن القصص. ومن ذلك قصة يوسف مما يدل على ان هذه القصة الواردة الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فنبتدء في هذا اليوم في سورة يوسف سورة عظيمة ذكر الله جل وعلا فيها قصة هذا النبي الكريم وهي سورة مكية اوردها لتكون نبراسا لاهل الايمان تجعلهم يعرفون عواقب الامور ومآلاتها فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله نبيا تعرض لاذى كثير من قومه وحاولوا ان يصدوا الخلق عن دعوته فاراد الله جل وعلا ان يذكر له قصة نبي من انبيائه تعرض لانواع من الاذى ثم كانت العاقبة في الدنيا له فكان ذلك مما يعتبر به المعتبرون عندما يلاحظ الانسان وفي هذا دلالة على انه لا يكون احد مجتهدا الا اذا كان عارفا باللغة العربية وانه لا يصح لاحد ان يفسر القرآن او ان يترجم معانيه الا اذا كان عربيا تلك الصفات الجميلة التي يتصف بها بعض عباد الله فتكون سببا من اسباب نيلهم النعيم الالهي ومن ذلك صفة الاحسان فمن احسن الى عباد الله احسن الله اليه ومن كان من اهل العفو عن العباد كان الله جل وعلا عافيا عنه. ومن ثم يرفع درجته كما في الحديث ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. فهكذا قصة يوسف عليه السلام. احسن الى عباد الله وعفا عمن اساء اليه فكانت المعزة والمكانة العليا له. وهكذا من سار على طريقته. ولذا كانت هذه القصة تذهب الحزن عن المؤمنين. وليتأسوا بسلفهم من الانبياء والصالحين. وتكون دروسا يستفيدون منها. فلعلنا نقرأ آيات من بداية هذه السورة. لعل الله عز وجل ان ينيلنا فهمها وان يمكننا من استنباط الفوائد والاحكام منها. اعوذ لله من الشيطان بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين اذ قال يوسف لابيه يا ابتي اني رأيت احدا عشر كوكبا احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا. ان الشيطان للانس تاني عدو مبين وكذلك يجتبيك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما اتمها كما اتمها على ابويك من قبل ابرا ابراهيم واسحاق ان ربك عليم ابتدأ الله جل وعلا هذه السورة بحروف مقطعة الف دام راء لتقرأ الاسماع ولتنتبه لها الافئدة وليبين لهم ان هذا القرآن العظيم الذي عجزوا عن الاتيان بمثله مركب من حروف عربية من جنس حروفهم التي يتكلمون بها ويكتبونها ويتفاهمون بها. ليكون ذلك ابلغ في الاعجاز ثم ذكر ان هذا هذه الحروف تشير الى هذا الكتاب العظيم تلك ايات الكتاب المبين الايات العلامات الدالة على مدلولها بما فيها من اعجاز باهر و عدم ما يكون مقنعا لكل من سمعها تلك ايات الكتاب اي هذا القرآن الكريم الذي كتبه الله عنده وجعله مكتوبا بين ايد ناس محفوظا الى قيام الساعة. ثم هو واضح بين احكامه مفهومة معلومة والفاظه يعرفها من يعرف لغة العرب. ولذا قال انا انه اي ان الله عز وجل تكلم به وانزله من عنده. فجعله قرآنا العربية بلغة العرب التي هي اوسع الالسنة. والتي فيها من المفردات ما لا يجده الانسان في غيرها من اللغات والتي تعتبر لغة واضحة بينة. قال انا عربيا. يعني انه مقروء تقرأه العرب بألسنتها. ثم قال لعلكم تعقلون. تعقلون بمعنى تفهمون يعني انكم تفهمون هذا القرآن لبيانه ووضوحه ولوروده بلغتكم التي بها وقوله لعلكم تعقلون بمعنى تعرفون عواقب الامور وما تؤول اليه فان العاقل من ادرك مآلات الافعال وعرف الى اي شيء اسيروا اليه فمن تمسك بهذا القرآن عرف نهايات احوال الناس. وما الذي تصير عليه امورهم فإن من كان من اهل الإحسان احسن الله اليه ومن كان من اهل العفو اعزه الله ورفع مكانته ثم قال تعالى نحن نقص عليك احسن القصص. اي نريد نريد اليك قصص الماظين التي فيها عبر وعظات لتكون من اسباب استفادتكم من لتأخذوا منها دروسا وفوائد تصحح لكم مسير حياتكم وتجعلكم على احسن حال. قال بما اوحينا اليك هذا القرآن اي هذه وصلت اليه بالوحي من عند رب العزة والجلال ثم قال وان كنت من قبله لمن الغافلين. اي لم تكن تعرف قصص انبياء الله السابقين وفي هذا اعجاز لهذا النبي فانه لم يكن يعرف قصص الغابرين من الانبياء السابقين. فاوحاها الله جل وعلا اليه مما يدل على صدقه وصحة الرسالة التي جاء بها ثم بدأ بسياق القصة فيقول اذ قال اي نذكر لك هذه القصة عن تلك الحادثة التي ابتداها يوسف بذكر ذلك المنام الذي جاءه قصه على والده فقال يوسف لابيه يا ابتي يخاطب والده بهذه اللفظة اني رأيت احد عشر كوكبا اي شاهدت في منامي في الرؤيا المنامية احد عشر نشر كوكبا اي نجما من نجوم السماء العظيمة والكواكب الكبيرة. رأيتها ورأيت الشمس والقمر كذلك تسجد لي. وتأويل هذه الرؤيا قد جاء في اخر سورة يوسف بان والده ووالدته مع اخوانه الاحد عشر سيسجدون له. وكان في شرعتهم ان الانسان يسجد لغيره من باب التحية له لا من باب لا من باب العبادة. ولذا قال في اواخر هذه السورة ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا. قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ثم تذكر نعمة الله عليه وما ورده من الابتلاء. فقال وقد احسن بي اذا اخرجني من السجن ثم فما كان من يعقوب عليه السلام بما اتاه الله من العلم والمعرفة الا ان عرف ان مكانة يوسف ستعلو وان اخوانه سيكونون تحته يقدرونه ويعرفون قدره. ولذا خشي على يوسف منهم ان يؤذوه ومن هنا قال له لا تقصص رؤياك على اخوتك. اي لا تذكر هذه الرؤيا التي رأيت فيها سجود الكواكب والشمس والشمس والقمر لاخوانك خشية من ان يكيدوا لك كيد نداء والكيد هو التدابير الخفية والخطط غير المعلنة. وقال كيدا تأكيد فيكيدوا لك كيدا اي مكرا عظيما وتدبيرا كبيرا وذلك انه خشي عليهم من ان يأتيهم عدوهم الشيطان فيسول لهم الكيد لاخيهم. ولذا قال ان الشيطان وهو ابليس سمي بهذا الاسم لانه مبعد عن الخير والرحمة للانسان اي لجنس بني ادم عدو مبين وبالتالي يحاول ان يوقع العداوات وان يزرع البغضاء في ببني ادم ولذا في اواخر هذه القصة تذكر يوسف عليه السلام نعمة الله عليك بان سلمه واخوانه من كيد هذا العدو. قال وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ثم قال قال يعقوب لولده يوسف عليهما السلام كذلك يجتبيك. ان يختارك ويصطفيك ربك ويرفع مكانتك كما يجتبي الانسان الثمارا النافعة والخيرات المتتابعة. كذلك اي على هذه الطريقة. وهذا المنوال الله عز وجل لتكون رفيع الشأن. قال ويعلمك من تأويل الاحاديث. اي يجعل عندك معرفة وعلما بتأويل الاحاديث وتأويل الشيء ما يؤول اليه اخر امره وما يصير اليه في ثاني حاله والاحاديث قيل بانها المواعظ والعبر التي انزلها الله جل وعلا في كتبه والتي استفادها الناس من التجارب التي تمر عليهم. فجعلوا لها امثلة وحكما. وقال اخرون بان المراد بالاحاديث هنا المنامات التي يشاهدها الانسان. وعلى كل ايمتنع ان يكون الجميع مرادا قال يعقوب ليوسف وكذلك يتم نعمته اي يجعل خيراته وفضائله له تامة كثيرة متتابعة لعليك وعلى ال يعقوب اي ذرية من بعده كما تمها اي ان الله جل وعلا قد تفضل على ابراهيم ان اتاه الخير العظيم في الدنيا. فقد اتاه الله في الدنيا حسنة. ولذلك اراد او توقع يعقوب ان يكون لابنه يوسف تمام النعمة كما تمها من قبل على والده ابراهيم واسحاق. وفي هذا تذكير له هذين الابوين عظيمين قال تعالى ان ربك عليم حكيم. اي يعلم بواطن الامور ظاهرها ومن ثم فهو حكيم ينزل كل امر فيما يناسبه فان علو انما يكون لمن كان مناسبا لها. والعز والرفعة والقيادة والسيادة يقدرها الله جل وعلا لبعض عباده بما يعلم من احوالهم من صلاحية لمثل ذلك. فهذه الايات من سورة يوسف فيها بعض المعاني والفوائد والحكم فمن تلك الحكم ان ايات القرآن العظيم فيها دلائل واضحات بينات لمن تفكر فيها وتأمل فمن تأمل في القرآن عرف عواقب الخلق وعرف ما يؤول اليه حالهم فان من كان من اهل الاحسان احسن الله اليه دنيا واخرة. ومن سنن الله في الكون ان يبتلي بعض العباد اول امرهم ليكون ذلك من اسباب رفع شأنهم وعلو منزلتهم. وفي هذه الايات التذكير بفظل الله على الخلق. بانزال هذا الكتاب الواضح البين الذي من اراد الهدى تمكن من ان يحصل عليه بسيره على تعاليم هذا الكتاب ومن سار عليه كانت له العواقب العظيمة والخيرات المتتابعة كبيرة التي يسوقها الله لاصحابه في الدنيا. وفي هذه الايات اثبات صفة لله جل وعلا فانه لما قال انا انزلناه دل على علو الله جل جل وعلا فان الانزال لا يكون الا من العلو. وفي هذه الايات فضل هذا الكتاب مكانته عند الله جل وعلا. فهو كلامه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات بيان ان القرآن عربي. وان من اراد ان يفهم هذا القرآن فليفهمه على طريقة العرب في اساليبها وكلامها. وان من اراد معرفة مفردة من مفردة القرآن فعليه بمعرفة طريقة العرب. في استخدام هذه الكلمة. حتى قيل عن الله جل وعلا مراده بذلك الكلام يعقل المعاني العربية وفي هذه الايات ان من تأمل القرآن وتدبر ما فيه اتاه الله نعمة العقل فعرفت التجارب السابقة فاستفاد منها في حياته وعرف مآلات احوال الناس بما يكون عندهم من افعال وصفات فمن سنة الله في الكون ان يجعل اواخر الامور وعواقبها لاهل التقوى والاحسان فمن تأمل القرآن عرف الى اي شيء يصير الناس في ايامهم فمن اراد ان يستشرف المستقبل فعليه بتأمل كتاب الله عز وجل في كتاب الله قصة تامة على احسن سياق وافضل مساق وان من اراد ان يتممها او ان يكمل هذه القصة بذكر بعض الاسرائيليات او بذكر بعض ما يرويه الناس عمن سبقهم مما لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه مخطئ في هذا. فسياق الله لهذه القصة من سن السياقات ومن اتمها وابلغها. ومن ثم لا نحتاج الى تكميل معرفة قصة يوسف بايراد ما في التوراة او ما في الانجيل او ما يحكيه الناس عمن سبقهم وفي هذا من الفوائد ان من عرف حقيقة من الحقائق الكونية او الشرعية في طريق الوحي لم يحتاج الى ان يعرف زيادة عليها من غير ذلك الطريقة وفي هذه الايات اثبات معجزة النبي صلى الله عليه وسلم بانزال هذا الكتاب المشتمل على الخيرات المتتابعة وفي هذا الكتاب وفي هذا اثبات صحة الرسالة. فان العرب لم يكن كونوا يعرفون تفاصيل قصص هؤلاء الانبياء. فكون رجل منهم لم يسافر الاسفار ولم يتعلم كتبا الامم السالفة. يأتي اليهم بتفاصيل هذه القصص ومنها قصة يوسف دليل على انه يتلقى ذلك من وحي يأتيه رب العزة والجلال. وفي هذه الايات اثبات منة الله عز وجل على نبيه كريم بهذه الرسالة التي رفعت عنه اوصافا سابقة. ليجعل لتجعله مطلعا على كتاب الله وشرعه وفي هذه الايات ان من ابتعد عن القرآن فانه يكون من الغافلين. وان من عاد الى كتاب الله وتمسك به زال عنه وصف الغفلة متى كان متبعا له عاملا به وفي هذه الايات التذكير قصة يوسف عليه السلام بتفاصيلها وفي الايات ايضا ذكر منام من ام يوسف عليه السلام. حينما رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين. وربط قصة يوسف آآ من اولها باخرها لتكون بمثابة السلسلة الواحدة التي يكمل بعضها بعضا وفي هذه الايات ان الانسان اذا رأى الرؤيا العجيبة قصها على من يأمن ومن يثق فيه كما قص يوسف عليه السلام رؤياه العجيبة على والده وفي هذه الايات تعبير الكواكب ببعض بني ادم. وتعبير الشمس والقمر الوالد والوالدة. بحيث تفسر المنامات التي فيها ذلك بهذه التفاسير وفي هذا بيان ان اخوة يوسف كانوا احد عشر اخاء. وفي هذه الايات ان مما كان يشرع سابقا سجود التحية فيحيي بعضهم بعضا بهذه التحية وقد نسخت هذه التحية في شريعة الاسلام ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فلا يصح لاحد ولا يجوز لاحد ان يسجد لغيره وفي هذه الايات عدم تمييز بعض الاخوة عن اخوانه. لان لا يدب فيهم داء الغيرة. فيكون هذا من من اسباب تسلط بعضهم على بعضهم الاخر. وفي الايات ان من تميز بامر في حاضره او كان يتوقعه في مستقبله فليحذر من غيرة الاخرين وحسدهم لان لا يدبروا عليه المكائد وفي هذه الايات التحذير من عدونا الشيطان الرجيم. الذي لا زال يحاول اغواء يا بني ادم من وقت ابيهم ادم عليه السلام فانه لما امتنع من السجود له واخرج من الجنة تعهد بان يسعى في ضلال بني ادم وانه لا اكثرهم شاكرين وانه يأتيهم عن ايمانهم وعن شمائلهم. ولذلك على ان يتخذ الوسائل التي تحميه من هذا العدو. بالالتجاء الى الله تضرعا وسؤالا وطلبا ان يحميه من هذا العدو. ربي اني اعوذ بك من همزات الشياطين. واعوذ بك ربي ان يحضرون وكذلك بالاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى. فان الشيطان يفر من ذكر الله جل وعلا. كما ورد في الحديث انه اذا اذن المؤذن ادبر الشيطان له زراطا. وكما قال تعالى في صفة الشيطان الوسواس الخناس. فانه وسوسوا متى غفل الناس عنه ويخنس وينقمع ولا يتمكن من الوسوسة متى ذكر العباد ربهم جل وعلا. وفي هذه الايات بيان ان العداوة الحقيقية لبني ادم هي عداوة ابليس. واما العداوة التي تكون من غيره فانها عداوة مؤقتة لا ليست على عداوة دائمة فانه لو اسلم وهداه الله واستجاب للحق زال اعنده من العداوة وفي هذا في هذه الايات التذكير بفضل الله عز وجل على بني ادم بما يصطفيهم به من انواع التقادير العظيمة وفي هذه الايات ان الناس متفاوتون في رتب بهم وانهم ليسوا على رتبة واحدة وفي هذه الايات من الفوائد فظل الله بالعلم على بعظ عباده. فان العلم من اسباب رفعة درجة الانسان. وعلو منزلته وفي الحديث وفي الايات ترغيب الانسان في ان يتعلم عواقب الامور بحيث يعرف ما تصير اليه بالنظر في مبادئها وذلك ان لله سننا في الكون لا تتخلف وان تأخرت الا ان مصيرها الوقوع لا محالة وفي هذه الايات من الفوائد. تفضل الله على يوسف ويعقوب بان اتم عليهم نعمه ورفع درجاتهم في دنياهم وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على ابراهيم واسحاق ومكانة نبي الله ابراهيم حيث رفعه الله عز وجل وفي هذه الايات التذكير بالقدوات الصالحة ليقتدى بهم خصوصا اذا كانوا من الاباء والاجداد وفيها دلالة على استحباب التنويه بمآثر الماضيين. من الاباء اجداد ليقتدى بهم وليسارى على طريقتهم وفي هذه الايات اتا ديك في هذه الايات ان الله جل وعلا يتفضل على بعض سلالات البشر واسرهم بان يجعل الخير فيهم متسلسلا من واحد الى اخر. ولذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من اكرم الناس قال نبي الله يوسف ابن نبي يعقوب ابن نبي الله اسحاق ابن نبي الله ابراهيم. فانظر كيف جعل الله النبوة فيهم متسلسلة ففظلهم بذلك واكرم منزلتهم به. وفي هذه الاية اثبات علم الله فهو يعلم خصائص الناس وصفاتهم وما يصلح لهم وما يكون متناسبا مع صفاتهم. وفي هذه الايات حكمة رب العزة والجلال ينزل الامور في منازلها ومواطنها. ويعطي كل انسان وكل فعل ما يتناسب معه. فهذا شيء من معاني هذه الايات. اسأل الله جل وعلا ان يوفقكم للخيرات وان يوالي عليكم النعم والمضرات. كما نسأله ان يغفر لكم الخطايا والسيئات وان يتجاوز عما كان منكم من الزلات. وان يرفع لكم الدرجات. كما اسأله جل وعلا ان يصلح لكم الذرية من البنين والبنات. وان يجعل لكم العاقبة الحميدة في هيأتي وبعد الممات كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يجعلهم متمسكين بشرعه سائرين على هدي نبيه وان يعقلهم معاني ما يدبره في الكون وان يجعلهم يعقلون سنن الله في الكون وعواقبها ومآلاتها. كما اسأله لو على ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء وان يجعل الحميدة لهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين